مبدأ الدفاع والأمن الروسي الجديد: انعكاساته على أوروبا والشرق الأدنى

safelife

عضو
إنضم
26 نوفمبر 2010
المشاركات
8,319
التفاعل
17,862 0 0
مبدأ الدفاع والأمن الروسي الجديد: انعكاساته على أوروبا والشرق الأدنى
http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/rounded_corner.php?src=admin/news/uploads/1404202755-sdarabiaPantsir%201.jpg&radius=8&imagetype=jpeg&backcolor=ffffff 11:15 AM 2014-07-1

الدكتور تيودور كاراسيك*
الدكتور هاينريك ماثي**
في الشهر الماضي، عقد وزير الدفاع الروسي مؤتمر MISCS 2014 للإعلان عن نظرية الدفاع والأمن الجديدة. تبين أن النخب الأمنية الروسية تقوم بصياغة مبدأ أمني روسي وسياسة خارجية روسية جديدين. ويقوم المبدأ الجديد على ضرورة تنبيه العالم إلى رغبة الولايات المتحدة وحضارة الأطلسي بقلب دفة النظام الدولي لصالحهما بغية الاستيلاء على الدول الرئيسة في النزعة التوسعية الجيوسياسية.


إعلان الروس عن هذا المبدأ الجديد بهذه العبارات الواضحة هو تعبير صريح عن رغبتهم بالتصدي لذلك النشاط من خلال إجراء الدراسات والتحليلات.

الثورات الملونة العالمية:
يرتكز المنظور الروسي للثورات الملونة على ضرورة تصدي الحضارة الروسية الأوراسية لعدوانية الحضارة الأطلسية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية. وفقاً للمنظور الروسي، الولايات المتحدة هي دولة خطرة تستخدم المعلومات والاستخبارات والعمليات الخاصة وشركات الأمن الخاصة لقيادة حرب سيبرانية وشبكية لتحقيق أهدافها الدولية.


استناداُ إلى قادة وزارة الدفاع الروسية، تعرّف المنظمات غير الحكومية بأنها شركات الأمن الخاصة وهي تشكل جزءاً من قوة الولايات المتحدة الأميركية التي تنشر أفكاراً مغايرة وتفرضها على إرادة الشعوب للانقلاب على الدولة. تجري أشكال الدمار هذه تحت ستار الديمقراطية. ونشهد ذاك حالياً في أوكرانيا وفنزويلا ودول الربيع العربي بما في ذلك ليبيا ومالي.

تستخدم الولايات المتحدة المواطنين للانتفاض وإشعال الفوضى بهدف تغيير النظام السياسي. إذا فشلت مساعي الثورات الملونة بتغيير الأنظمة السائدة، تعم الفوضى وينعدم الاستقرار وتتأثر الدول الأخرى بذلك. وأدت أخطاء الولايات المتحدة الأخيرة إلى انقسام إفريقيا الغربية وعودة الجهاديين إلى أوروبا لشن حملة عالمية. وتعطي الدول التي تدعم الولايات المتحدة الذرائع لواشنطن وحلفائها الأطلسيين للتدخل.

وفقاً للعروض الروسية في MISCS 2014، تبحث الولايات المتحدة عن ذريعة لإطلاق الثورات الملونة من ناحية الأسلوب التقليدي. وهذا الأسلوب نراه في العراق وأفغانستان ويوغسلافيا وهاييتي. غير أنه فشل في أفغانستان بسبب الحرب الأهلية في الدولة الواحدة. والآن تتبع الولايات المتحدة منهجاً جديداً وهو الاستخدام التواؤمي للقوة في التدريبات العسكرية للثوار، توفير الإمدادات واستخدام المقاتلات الأجنبية. يسمح هذا المنهج للولايات المتحدة ودول الحلف بالبحث عن ذريعة لإطلاق الثورات الملونة انطلاقاً من الحاجات الإنسانية أو الوجود المفترض لأسلحة الدمار الشامل. ويشمل "الاستخدام المستتر للقوة " قوات العمليات الخاصة وشركات الأمن الخاصة لتدمير الموارد الاقتصادية للإنتاج والعيش.

تترتّب على الهجوم الذي يأخذ أشكال الثورات الملونة حروب أهلية لا تنتهي أبداً وتراجع التطور والتنمية 15-20 عاماً. ودائماً ما يكون البلد التالي المستهدف غني بالمعادن والولايات المتحدة وحلفاؤها يريدون ضعضعة استقرار هدفهم التالي للوصول إلى الموارد الطبيعية.

في المقابل، تحاول روسيا التصدي للثورات الملونة العالمية من خلال تشكيل التحالفات والمشاركة في المنظمات الدولية والمجموعات الإقليمية العسكرية وتوحيد أنظمة الدفاع الجوي المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان وإيران والصين.

الآثار المترتبة على الدول الأوروبية:
تعتبر الانعكاسات الناجمة عن المبدأ الأمني والدفاعي الروسي على أوروبا خطيرة. إن محور موسكو نحو الشرق هو رد مباشر على العقوبات الغربية وتوجه دول الحلف نحو الحدود الروسية من خلال المناورات التي أجرتها دول الناتو هذا العام.


ويرى المسؤولون الأمنيون الروس أن مسار أوكرانيا سيكون فوضوياً. ففي نهاية المطاف سيؤدي الوضع إلى المزيد من التدخل الروسي لحماية منطقتي الدونتسك ولوغانسك والتوسع نحو أوديسا وما بعدها للوصول إلى السواحل الغربية والشمالية للبحر الأسود. غير أن بوتين ينتظر الفرصة المناسبة لتوجيه ضربته باستخدام الحرب المعلومات والاستخبارات العسكرية الروسية للنجاح. ويرى الروس أن صعود الفاشية في أوكرانيا سيؤدي إلى اشتباكات في الدول الأوروبية في المستقبل القريب.

الانعكاسات على منطقة الشرق الأوسط:
ستتأثر أيضاً منطقة الشرق الأوسط. فالكرملين يحقق أرباحاً من تلك المنطقة على حساب الغرب فيما تبدو الولايات المتحدة غير قادرة على صياغة سياسة متماسكة حتى الآن على الرغم من إعلان أوباما عن مبدئه في أوائل الشهر الجاري في وست بوينت. تشق موسكو طريقها إذاً نحو الجزائر ومصر والبحرين والسعودية. ففي دول مجلس التعاون الخليجي تحديداً، تعمل شركة روزوبورون اكسبورت الروسية خارج المنامة عبر إعطاء قوة الدفاع البحرينية تعليمات حول كيفية استخدام معدات العمليات الخاصة الروسية وتجهيزات مكافحة الشغب، والوضع سيان في مصر والسعودية.


وفي نيسان/ أبريل 2014 أعلن بوتين أنه تربطه علاقات جيدة جداً مع السعودية.
وما هو أهم من ذلك هو أن المبدأ الروسي الجديد سيفرض تحدياًُ على دول الشرق الأوسط بحيث سيضطرون للاختيار بين الحضارة الأميركية الأطلسية والحضارة الأورواسية.


من الواضح أن الاستراتجيين العسكريين الروس يرون ولادة نظام عالم جديد يحتاج إلى طرح فرضية بديلة ومضادة للغرب. واستخدام الشبكات والمعلومات أمر بالغ الأهمية لخلق تلك الأطروحة المضادة بما يشمل مبيعات الأسلحة، وبناء التحالفات، وإنشاء نظام اقتصادي بديل يفصل حلفاء روسيا عن النظام الرأسمالي الغربي الذي يتراجع بشكل حاد. وهذا ما لحظناه في الاتفاق الذي عقده الكرملين مع الصين لتزويدها بالغاز بحلول عام 2017 بتكلفة 400 مليار دولار. وذكرت مصادر في موسكو أن هناك ست صفقات أخرى بحلول نهاية هذا العام ستصل إلى تريليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، تخطط روسيا لخلق بديل للنظام المصرفيSWIFT. يسعى الكرملين إلى النأي بنفسه عن الغرب "الفوضوي والخطير" ، مما يؤدي إلى صعود عالم ثنائي القطب، وليس متعدد الأقطاب.
ويبقى السؤال من جديد: أي من الطرفين سيكون على الجانب الصائب من التاريخ؟

*مدير البحوث والاستشارات في مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري "إينغما" في دبي
** مدير البحوث والاستشارات في "إينغما" أوروبا


http://defense-arab.comdefense-arab.../preview_news.php?id=31999&cat=9#.U7bHZKNviqY
 
رااااااااااائع


a6e161d8ff9d4ed68aab7e588a3.jpg
 
عودة
أعلى