اولا :- مقدمه عن الصواريخ الموجهه :-
تصميم الطائرات والاسلحه التي من المفترض ستقوم بضربها هو جزء من حلقه مفرغه .. فمصمموا الصواريخ يعملون دائما علي تصميم صواريخهم لتكون ذات قدرات اعلى للبحث عن الطائرات وايضا ذات قدرات اعلى لاصابتها .. في حين ان مصمموا الطائرات يبحثون دائما عن سبل اخري لمواجهة فاعليه هذه الصواريخ .. وبعدها يعمل مصمموا الصواريخ علي مواجهة مافعله مصمموا الطائرات لمواجهة فاعليه صواريخهم وهكذا
النقاط التي يجب الاهتمام بها خلال تصميم الصواريخ:
1. كيفيه البحث عن الطائره وتتبعها وتسمي هذه العمليه ب " التتبع
2. كيف يتم تدمير الطائره عندما يقترب الصاروخ منها بشكل كافي
أولاً - عمليه التتبع انواعها وماهيتها:
الانواع الشائعه لعمليه التتبع هما:
سأبدأ بذكر سريع لندخل في شرح مفصل لاحقاً:
1- التتبع الحراري" بالاشعه تحت الحمراء " Infrared:
في عمليات التتبع الحراري تقوم الصواريخ بتتبع مصادر الحراره الصادره من الهدف.
2- التتبع بالرادار . Radar:
في عمليات التتبع بالرادار تقوم الصواريخ بأصدار اشعاع .. وتقوم بتتبع الطاقه المنعكسه من الهدف .. فهذه الصواريخ تعتبر نسخ مصغره من انظمه الرادار .
وفي الوقت الذي كانت تحتاج فيه المقاتلات للاقلاع والهبوط ... فكان مصمموا الطائرات يحتاجون لتبني طرق لحمايه طائراتهم ضد هذه الصواريخ .. بحيث تعتمد علي ادوات وطرق لتضليل الصواريخ .. وكذلك مصمموا الصواريخ لن يقوموا ببيع صواريخ لا تعمل لذلك فعليهم تطوير طرق اخرى لمواجهة تضليل الطائرات لصواريخهم
أولاً - الصواريخ المتتبعة بالأشعة تحت الحمراء "الحرارية" و وسائل التخلص منها:
تقوم الصواريخ التي تتمتع بخاصيه التتبع الحراري بتتبع مصادر الحراره في المقاتله .. والتي تعني دائما بالمحركات الساخنه .. يمكن استخدام العديد من وسائل التضليل للصواريخ ذات التتبع الحراري ... وهناك ثلاث وسائل شائعه الاستخدام امام مثل هذه الصواريخ
1. وسائل قمع الاشارات SIGNATURE SUPPRESSION
2. المشاعل الحراريه INFRARED FLARES
3. و التشويش الحراري INFRARED JAMMING
هذا الرابط لصورة توضح المناطق التي تجذب الصاروخ الحراري في الطائره بسبب ارتفاع حرارتها, و تبين ان ليس فقط المحركات هي التي تجذب تلك الصواريخ بعكس الفكر السائد:
وسائل التخلص من او قمع تلك الصواريخ:
1. وسائل قمع الاشارات الحراريه Infrared Signature Suppression:
من مبدأ إذا كانت الاشارات الحراريه في الطائره قليله بشكل كافي فسيواجه الصاروخ مشاكل في ايجاد الطائره وتتبعها, اي هي عملية تقليص البصمة الحرارية للطائرة قدر الإمكان و هو امر يعود لتصميمها و لديناميكية الطيران.
2. المشاعل الحرارية - Infrared Flares
تستخدم المشاعل الحراريه في الطائره كموجه .. فعندما تكون الطائره مهدده بصاروخ حراري فأنها تطلق المشاعل الحراريه على امل ان يتوجه اليها الصاروخ بدلا من ان يتوجه الي الطائره نفسها. و هي الطريقة الأكثر استخداماً و لا تضلل الصاروخ فقط بل أيضاً الجهاز المطلق.
3.التشويش الحراري - Infrared Jamming
التشويش الحراري هو احدى الطرق التي تقوم بأرباك الصاروخ الحراري .. واحدي النظم الشائعه في مجال التشويش هو نظام ALQ-144
يعتبر التشويش طريقه جيده ولكنها غاليه الثمن بعض الشئ و سيكون لها كلام خاص في منشور لاحق.
ثانياً - الصواريخ المتتبعة رادارياً:
تقوم على تتبع الطائرات الموجهه اليها بواسطه الرادار .. وهناك ثلاث طرق شائعه من الممكن استخدامها ضد مثل هذه الصواريخ:
1. وسائل قمع الاشارات: Signature Suppression
وهو تقليص البصمة الرادارية للطائرة أو للهدف و الامثله علي ذلك هي الطائرات الشبحية فهذه الطائرات تقوم بأستخدام بعض العمليات من طلاء او منحنيات لتقليل المقطع الراداري الخاص بها لتصعب بذلك الطريق على الرادارات لتتبعها و بالتالي على الصواريخ الموجهة رادارياً اصابتها.
2. المشاعل - Chaff
تخرج من الطائره .. تشبه المشاعل الحراريه المستخدمه ضد الصواريخ الحراريه ... ولكنها ضد الصواريخ الموجهه بالرادار تقوم بتكوين سحابه من المعدن تشبه هدف راداري كبير بالنسبه لمثل هذه الصواريخ ... في بعض الاحيان يتفاداها الصاروخ لانه يكون موجه للهدف ذو الحجم الاكبر ... واحيانا اخري يشوش بمثل هذه المشاعل .
صوره توضح كيفيه عمل المشاعل ضمن الرابط:
3. التشويش - Jamming
تقوم مشوشات الرادار بخلق كمية كبيرة من الطاقه " التشويش " والتي بدورها تربك توجيه الصاروخ الراداري .. فأذا قامت المشوشات بأرسال القدر الكافي من التشويش ... سيكون توجيه الصاروخ غير قادر على تحديد وتتبع هدف صغير وسط كل هذه الضوضاء التي تحيط به والتي مصدرها المشوش نفسه و بالتالي عدم اصابة الهدف "إستعملها السوفييت في 1973 خلال الغارات السورية لحماية الطائرات السورية, و كانت تقارير الطيارين تشير الى أن الدفاعات الاسرائيلي كانت تطلق النار عليها دون او تصيبها الصواريخ"
ثالثاً - تفصيل طرق توجيه الصواريخ:
1. التوجيه بركوب الاشعاع: Beam Rider Guidance
مفهوم التوجيه بركوب الاشعاع يعتمد علي ارض مرتفعه او سفينه يركب عليها محطه رادار تقوم بتوجيه شعاع الرادار الي الهدف ... الرادار الارضي يتتبع الهدف ويخرج اشعاع موجه والذي بدوره يعدل الزاويه تبعا للهدف الذي يتحرك في السماء .
يطلق الصاروخ في نطاق الاشعاع الموجه ويستخدمه لتحديد الاتجاه " التوجيه " ... فبالمسح الراداري للانظمه علي متن السفينه يستطيع الصاروخ تحديد مكان تواجد الاشعاع و تحديد مدي قرب الصاروخ لاطراف هذا الاشعاع
صورة توضح السابق:
2. التوجيه بالقياده " القياده والتوجيه ": Command Guidance
هي تشبه التوجيه بركوب الاشعاع ففيها يتم تتبع الهدف بواسطه رادار خارجي .. لكن . رادار اخر يتتبع الصاروخ نفسه ... بيانات التتبع من كلا الرادارين تدخل الي كمبيوتر ارضي رئيسي والذي بدوره يقوم بحساب مسارات كلا الطرفين سواء الهدف او الصاروخ .
يقوم هذا الكمبيوتر ايضا بتحديد انظمه التوجيه التي نحتاج الي ارسالها الي الصاروخ لوضع الصاروخ في موضع الاعتراض بالنسبه للهدف . كما حدث في الصاروخ سام-2 .
يقع تحت انظمه القياده والتوجيه ايضا " النظم اللاسلكيه الموجهه " وفيها يتم ارسال اوامر القياده للصاروخ عن طريق نظام تقليدي لاسلكي او كابل من الالياف الضوئيه .
صورة توضح كيفيه العمل بالقياده والتوجيه:
3. التحكم والتوجيه: Homing Guidance
التحكم والتوجيه هي احدي اشهر طرق التوجيه المستخدمه في الصواريخ المضاده للطائرات في الوقت الراهن .. وتتكون من ثلاثه طرق:
1. التحكم والتوجيه شبه النشط او شبه الفعال - Semi-active homing guidance:
يشبه نظم القياده والتوجيه لان الصاروخ يعتمد علي مصدر خارجي لاضاحه او لاضاءه الهدف .. الاشعه والطاقه المنعكسه من الهدف يتم اعتراضها بواسطه " مستقبل " متواجد في الصاروخ . فالفرق بين التحكم والتوجيه شبه النشط ونظم التحكم والقياده هو ان يتم تحميل الكمبيوتر علي متن الصاروخ في هذه الحاله عكس نظم القياده والتوجيه والتي تحتاج الي دخول المعلومات الي كمبيوتر ارضي .
فالكمبيوتر يستخدم الاشعه الملتقطه بواسطه " المستقبل " لتحديد المسار النسبي للهدف ويرسل طرق القياده الصحيحه للتحكم الارضي .. حتي يستطيع الصاروخ اعتراض الهدف .
كيفيه عمل التحكم شبه النشط:
2.التحكم والتوجيه النشط او الفعال - Active homing guidance:
يعمل مثل التحكم والتوجيه شبه النشط عدا ان الاشعه سواء المخرجه او الملتقطه يتم اخراجها والتقاطها بواسطه الصاروخ نفسه . ولا يحتاج الي وجود مصادر خارجيه " خارج الصاروخ نفسه " وهذا هو السبب في تسميه الصواريخ الموجهه بالطرقه النشطه بصواريخ " اضرب وانسي " لان الطائره المطلقه للصاروخ لا تحتاج الي متابعه تحديد مسار الهدف بعد اطلاق الصاروخ .
وعاده ماتستخدم مثل هذه الصواريخ رادار متتبع .. لتتبع اهدافها .
ويندرج تحت مثل هذا النوع من التوجيه صواريخ مثل AIM-120 , AIM-7 , EXOCET
صوره توضح كيفيه عمل التوجيه النشط
3. التحكم والتوجيه الايجابي - Passive homing guidance:
يشبه التوجيه النشط في ان الصاروخ مستقل ولا يحتاج الي اي مصادر توجيه خارجيه ومثل التوجيه شبه النشط فهو فقط يلتقط الاشارات ولا يخرجها ...
فالصواريخ ذات التوجيه الايجابي تعتمد علي بعض انواع الاشعاع او الطاقه التي يتم اخراجها من الهدف نفسه ويمكن تتبعها بواسطه الرادار . وقد تأخذ الطاقه اشكال عديده منها:
- المتتبعات الحراريه مثل المستخدمه في صواريخ ال SideWinder
توجه الي الاشارات الحراريه الملتقطه من الهدف والتي تخرج من الهدف
اما الصواريخ المضاده للاشعاع مثل صاروخ ال Harm
فهو يتتبع ترددات الراديو المنعكسه من المحطات الارضيه
توضيح لكيفيه التوجيه الايجابي
4. نظم التحكم والتوجيه بأعاده الارسال - Retransmission homing guidance:
طريقه غير اعتياديه من طرق التحكم والتوجيه هي التحكم والتوجيه بأعاده الارسال
التقنيه تشبه الي حد كبير القياده والتوجيه ولكن في هذه التقنيه يتم تتبع الهدف بواسطه رادار خارجي ولكن الاشارات المنعكسه تعترض بواسطه " ملتقط الاشارات " محمل علي متن الصاروخ مثل التحكم والتوجيه شبه النشط .. ولكن الصاروخ لا يحمل على متنه كمبيوتر لتحليل هذه الاشارات .. فترسل الاشارات الي منصه الاطلاق مره اخري لتحليلها .... بعد تحليل الاشارات يتم ارسال طرق القياده الصحيحه للصاروخ حتي يستطيع تتبع واعتراض هدفه
توضيح لكيفيه التوجيه بأعاده الارسال: