http://m.almasryalyoum.com/news/details/444769
«فورين بوليسي»: لهذه الأسباب نشرت «البنتاجون» قاعدة عسكرية أمريكية بالكويتقالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن ثمة أسباب دفعت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلى إرساء قاعدة عسكرية في الكويت، برغم غياب ما يستدعي انتشار عسكري بهذا الضخامة، حيث يضم 8000 جندي أمريكي في بلد صغير، تقل مساحته، عن مساحة ولاية نيوجيرسي، وهي الأسباب التي تجيب على تساؤلات عدة أثارها المطلعين على الملف العسكري الأمريكي، ممن لا يجدوا مبررًا لهذا الانتشار العسكري.وأضافت المجلة أنه بعد انتهاء الحرب في العراق، وإيشاك الحرب في أفغانستان على الانتهاء، واتجاه واشنطن لخفض حجم الإنفاق العسكري، تبدد كل مبرر منطقي يفسر وجود قاعدة عسكرية بهذا الحجم في دولة الكويت، ومن ثم أصبح لزامًا على الولايات المتحدة أن توضح أسباب وجود تلك البعثة العسكرية والدور الذي تلعبه.وتطرقت المجلة لتساؤل من نوع آخر مفاده لو أن الولايات المتحدة، تقوم بنشر القواعد العسكرية في مناطق متفرقة من العالم، في إطار الإعداد لحرب مستقبلية، أليس من الأفضل والأنسب أن تستعد لتلك الحرب بأسطول بحري وجوي قويين، بدلًا من قوات المشاة والأسطول البري.وعلى تلك التساؤلات أجابت المجلة في ضوء تفسيرات أوضحها رئيس أركان الجيش الأمريكي، ريموند أوديرنو، الذي علق على وجود قاعدة عسكرية بالكويت على إنه جزء من خدمة عسكرية أكبر تخدم مطامح الولايات المتحدة العسكرية.وحسبما يرى «أوديرنو» فإن مستقبل الجيش الأمريكي مرتبط بنشر «قوات الاصطفاف الإقليمي» (regionally aligned force ) (RAF)، التي من شأنها إقامة علاقات متعددة مع فرق قتالية خاصة، من ناحية، فيما تتلقى هي (أي قوات الاصطفاف الإقيمي) (RAF) تدريبات لغوية وثقافية خاصة، تجعلها أكثر كفاءة وفاعلية في تنفيذ المهام المختلفة المنوطة إليها على «مطياف الصراع» وفقما اصطلحت العسكرية الأمريكية.وأوضحت المجلة أن الغرض من وجود هذا النوع من القوات، حسبما يرى «أوديرنو»، هو بناء فرق عسكرية أكثر تفهمًا لثقافة البلدان المنتشرة بها، وهي الكويت في هذه الحالة، ما يجعلها أكثر جاهزية وقدرة على تحديد أي صراعات محتملة قبل حدوثها، أو على الأقل قبل أن تصبح خارجة عن السيطرة، وكذا توفير الوقت اللازم للقيام بأنشطة عسكرية أخرى موازية تهيئ المناخ العام لإنجاح مهمة القوات الأمريكية.وأضافت أن القوات الأمريكية الموجودة بالكويت يمكنها القيام بمهام أخرى من شأنها تهيئة الظروف العامة لخدمة الولايات المتحدة، من بينها محاولة التأثير على السكان المحليين وعلى رأيهم العام، وإقامة علاقات صداقة مع قيادات عسكرية محلية، وتعزيز سبل التعاون العسكري ـــــ العسكري، وما إلى ذلك من المهام، حتى إذا ما اندلع الصراع، يكون هناك فرق عسكرية مدربة ومؤهلة للتعامل مع العدو بفاعلية.وأردفت المجلة أن الفترة التي قضاها «أوديرنو» بالعراق، حيث كان يتولى قيادة القوات الأمريكية أثناء حرب العراق 2003، كان لها العامل الأكبر في تبنيه تلك الرؤية، التي أسهم في تشكيلها دروس عدة تعلمها من الحرب الأمريكية هناك، حيث أدرك كيف تخفق المهارات العسكرية، أمام الهوة الثقافية، عن تحقيق الهدف المنشود، ذلك إنه فبرغم نجاح القوات الأمريكية في هزيمة قوات الجيش العراقي التقليدية، فإن الفجوة الثقافية واللغوية والسياسية تسببت في إخفاق القوات الأمريكية عن فهم طبيعة أعمال التمرد، والشغب التي قامت ولازال تقوم بها الميليشيات المسلحة، فيما مكنتها معرفة خريطة العلاقات التي تربط بين القبائل والعشائر من التوصل للمكان الذي أختبأ فيه الرئيس الراحل صدام حسين.وأوضحت أن «أوديرنو» لو كان لجأ لنشر تلك القوات من أجل تعزيز العلاقات مع الدول الشريكة، فإن الكويت على وجه التحديد عكست القيمة الفعلية والفائدة المحدودة لتلك الاستراتيجية، ذلك أنه برغم العلاقة الوثيقة التي جمعت الطرفين الكويتي والأمريكي لسنوات طويلة، فإن المدى الطويل لتلك العلاقة أحيانا ينضوي على تحديات من نوع خاص، ولم ينجح التعاون الذي امتد لعقود بين البلدين في القضاء على الخلافات بينهما، خاصة وأن خطاب أوباما الأخير الذي تحدث فيها عن «إعادة التوازن» في العلاقات مع قارة أسيا، جعل الكثير من دول الشرق الأوسط، تتسائل عما إذا كان ثمة خطط لدى الولايات المتحدة لتقليص اتصالها بالمنطقة، وهي المخاوف التي أسهم في تعزيزها موقف الإدارة الأمريكية من الربيع العربي.وأشارت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية لا تتحلى بحماسة «أوديرنو» نفسها إزاء مهمة قوات (RAF)، حيث يرى العديد من الدبلوماسيين أن ما تقوم به تلك القوات من بسط سبل التواصل الثقافي والإقليمي، وتبادل الخبرات يأتي في نطاق مهام وزارة الخارجية ودبلوماسييها، وليس وزارة الدفاع وقياداتها العسكرية."
«فورين بوليسي»: لهذه الأسباب نشرت «البنتاجون» قاعدة عسكرية أمريكية بالكويتقالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن ثمة أسباب دفعت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلى إرساء قاعدة عسكرية في الكويت، برغم غياب ما يستدعي انتشار عسكري بهذا الضخامة، حيث يضم 8000 جندي أمريكي في بلد صغير، تقل مساحته، عن مساحة ولاية نيوجيرسي، وهي الأسباب التي تجيب على تساؤلات عدة أثارها المطلعين على الملف العسكري الأمريكي، ممن لا يجدوا مبررًا لهذا الانتشار العسكري.وأضافت المجلة أنه بعد انتهاء الحرب في العراق، وإيشاك الحرب في أفغانستان على الانتهاء، واتجاه واشنطن لخفض حجم الإنفاق العسكري، تبدد كل مبرر منطقي يفسر وجود قاعدة عسكرية بهذا الحجم في دولة الكويت، ومن ثم أصبح لزامًا على الولايات المتحدة أن توضح أسباب وجود تلك البعثة العسكرية والدور الذي تلعبه.وتطرقت المجلة لتساؤل من نوع آخر مفاده لو أن الولايات المتحدة، تقوم بنشر القواعد العسكرية في مناطق متفرقة من العالم، في إطار الإعداد لحرب مستقبلية، أليس من الأفضل والأنسب أن تستعد لتلك الحرب بأسطول بحري وجوي قويين، بدلًا من قوات المشاة والأسطول البري.وعلى تلك التساؤلات أجابت المجلة في ضوء تفسيرات أوضحها رئيس أركان الجيش الأمريكي، ريموند أوديرنو، الذي علق على وجود قاعدة عسكرية بالكويت على إنه جزء من خدمة عسكرية أكبر تخدم مطامح الولايات المتحدة العسكرية.وحسبما يرى «أوديرنو» فإن مستقبل الجيش الأمريكي مرتبط بنشر «قوات الاصطفاف الإقليمي» (regionally aligned force ) (RAF)، التي من شأنها إقامة علاقات متعددة مع فرق قتالية خاصة، من ناحية، فيما تتلقى هي (أي قوات الاصطفاف الإقيمي) (RAF) تدريبات لغوية وثقافية خاصة، تجعلها أكثر كفاءة وفاعلية في تنفيذ المهام المختلفة المنوطة إليها على «مطياف الصراع» وفقما اصطلحت العسكرية الأمريكية.وأوضحت المجلة أن الغرض من وجود هذا النوع من القوات، حسبما يرى «أوديرنو»، هو بناء فرق عسكرية أكثر تفهمًا لثقافة البلدان المنتشرة بها، وهي الكويت في هذه الحالة، ما يجعلها أكثر جاهزية وقدرة على تحديد أي صراعات محتملة قبل حدوثها، أو على الأقل قبل أن تصبح خارجة عن السيطرة، وكذا توفير الوقت اللازم للقيام بأنشطة عسكرية أخرى موازية تهيئ المناخ العام لإنجاح مهمة القوات الأمريكية.وأضافت أن القوات الأمريكية الموجودة بالكويت يمكنها القيام بمهام أخرى من شأنها تهيئة الظروف العامة لخدمة الولايات المتحدة، من بينها محاولة التأثير على السكان المحليين وعلى رأيهم العام، وإقامة علاقات صداقة مع قيادات عسكرية محلية، وتعزيز سبل التعاون العسكري ـــــ العسكري، وما إلى ذلك من المهام، حتى إذا ما اندلع الصراع، يكون هناك فرق عسكرية مدربة ومؤهلة للتعامل مع العدو بفاعلية.وأردفت المجلة أن الفترة التي قضاها «أوديرنو» بالعراق، حيث كان يتولى قيادة القوات الأمريكية أثناء حرب العراق 2003، كان لها العامل الأكبر في تبنيه تلك الرؤية، التي أسهم في تشكيلها دروس عدة تعلمها من الحرب الأمريكية هناك، حيث أدرك كيف تخفق المهارات العسكرية، أمام الهوة الثقافية، عن تحقيق الهدف المنشود، ذلك إنه فبرغم نجاح القوات الأمريكية في هزيمة قوات الجيش العراقي التقليدية، فإن الفجوة الثقافية واللغوية والسياسية تسببت في إخفاق القوات الأمريكية عن فهم طبيعة أعمال التمرد، والشغب التي قامت ولازال تقوم بها الميليشيات المسلحة، فيما مكنتها معرفة خريطة العلاقات التي تربط بين القبائل والعشائر من التوصل للمكان الذي أختبأ فيه الرئيس الراحل صدام حسين.وأوضحت أن «أوديرنو» لو كان لجأ لنشر تلك القوات من أجل تعزيز العلاقات مع الدول الشريكة، فإن الكويت على وجه التحديد عكست القيمة الفعلية والفائدة المحدودة لتلك الاستراتيجية، ذلك أنه برغم العلاقة الوثيقة التي جمعت الطرفين الكويتي والأمريكي لسنوات طويلة، فإن المدى الطويل لتلك العلاقة أحيانا ينضوي على تحديات من نوع خاص، ولم ينجح التعاون الذي امتد لعقود بين البلدين في القضاء على الخلافات بينهما، خاصة وأن خطاب أوباما الأخير الذي تحدث فيها عن «إعادة التوازن» في العلاقات مع قارة أسيا، جعل الكثير من دول الشرق الأوسط، تتسائل عما إذا كان ثمة خطط لدى الولايات المتحدة لتقليص اتصالها بالمنطقة، وهي المخاوف التي أسهم في تعزيزها موقف الإدارة الأمريكية من الربيع العربي.وأشارت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية لا تتحلى بحماسة «أوديرنو» نفسها إزاء مهمة قوات (RAF)، حيث يرى العديد من الدبلوماسيين أن ما تقوم به تلك القوات من بسط سبل التواصل الثقافي والإقليمي، وتبادل الخبرات يأتي في نطاق مهام وزارة الخارجية ودبلوماسييها، وليس وزارة الدفاع وقياداتها العسكرية."