الشروق
صور «إيجى سات2» تحسم الجدل حول مشروعات تنمية قناة السويس والصحارى
مشروع ربط نهرى النيل والكونغو واقعى.. والحديث عن إزالة جبال لتنفيذه كارثى
منذ تدشين برنامج الفضاء المصرى فى بداية الستينيات من القرن الماضى، ظل حلم الانضمام إلى نادى «الفضاء» يراود علماء مصر، رغم احباطات التوقف لعدة مرات، على مدار 40 عاما، حتى خصصت الدولة أول ميزانية مستقلة لتمويل برنامج وأبحاث الفضاء فى عام 2000، لتبدأ بعدها مساع قوية لمواكبة التطوارت التقنية فى مجالات الفضاء، وتصنيع واستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية، التى أصبحت مطلبا أساسيا من متطلبات التنمية، بما توفره من معلومات وبيانات حول المناطق المستهدفة بالتنمية، خاصة مشروعات تنمية الصحراء الغربية والشرقية، وسيناء، واكتشاف المعادن والثروات فى باطن الأرض.
وجاء إطلاق القمر الصناعى «إيجى سات- 2» من قاعدة بايكونور الروسية فى كازاخستان، الأربعاء الماضى، ليحيى الآمال المصرية فى الاستفادة من الثروات المدفونة فى باطن الأرض، عبر الصور المقرر أن تستقبلها هيئة الاستشعار عن بعد قريبا، وذلك بعد 4 سنوات من إحباطات فقدان الاتصال بالقمر الصناعى «إيجيبت سات- 1»، فى عام 2010.
«الشروق» حاورت رئيس هيئة الاستشعار عن بعد، مدحت مختار، حول إمكانيات الاستفادة من القمر الصناعى الجديد فى حسم الجدل المثار حول العديد من مشروعات التنمية، بالإضافة لما يمكن ان يقدمه من معلومات بشأن مراقبة المخاطر الخارجية التى تتعرض لها مصر، ومن بينها مشروع سد النهضة الإثيوبى، المقام على النيل الأزرق، وإمكانيات مراقبة الحدود المصرية، والمساهمة فى تأمينها.
• ما الأهمية التى يمثلها إطلاق القمر الصناعى الجديد لمصر حاليا؟
ــ بعد فقدان الاتصال بالقمر الصناعى ايجيبت سات- 1 فى عام 2010، كان من المستحيل على مصر تجاهل الحاجة إلى امتلاك قمر صناعى جديد، لأن البديل كان انتظار الموافقة على طلبات الاتصال بأقمار صناعية تمتلكها دول أخرى، ورغم الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، إلا أنه تم تصنيع القمر الجديد بمواصفات أفضل من السابق، ويمكن عن طريقه البت فى مشروعات رئيسية، منها محور إقليم قناة السويس، وتنمية الصحراء الغربية، وتأثيرات سد النهضة على تدفق مياه النيل إلى مصر.
• لكن هناك تخوفات من فقدان الاتصال مجددا مع القمر الجديد، مثلما حدث مع «إيجيبت سات-1؟
ــ حوادث فقدان الاتصال بالأقمار الصناعية كثيرة ومتكررة، والقمر المصرى المفقود مازال فى مداره، لكن لا يمكن الاتصال به، فهناك ما يسمى بمقبرة الأقمار الصناعية فى الفضاء، ينتقل لها الأقمار فى حالة التعطل، أو انتهاء عمرها، ونحن بدأنا تكنولوجيا الأقمار الصناعية، ونعد بأن يكون برنامج الفضاء المصرى فخرا لكل المصريين، حيث يجرى حاليا تصميم قمر مصرى بنسبة 100%، ومن المنتظر تجميعه داخل مصر أيضا، مع اقتصار الاستعانة بالجهة الأجنبية على مراجعة وتقييم التصميم، تمهيدا لإطلاقه فى عام 2019.
• كيف يمكن للقمر الجديد ان يساهم فى حماية الأمن القومى؟
ــ القمر الصناعى الجديد لن يستخدم فى أى أغراض عسكرية، لكنه سيساهم فى ضبط الحدود المصرية مع الدول المجاورة، من خلال تصوريها كأى مدينة أو طريق أو مخططات عشوائية، ومع بدء عمل القمر، سيكون من السهل تلقى صور للحدود المصرية خلال دورته فى مداره.
ولا يمكن للقمر تحقيق التغطية الكاملة لكل المناطق المراد تصويرها على مدار 24 ساعة، حيث سيقوم بتصوير الحدود فى أوقات محددة، خلال دورته، ويمكن تحقيق ذلك فى حالة امتلاك قمرين فى نفس الوقت، بالإضافة إلى التكامل مع الجهات الأخرى المالكة لأقمار صناعية، حتى نتمكن من تصوير كل شبر داخل مصر، أما ما يتعلق برصد تحركات الإرهابيين فى سيناء، فيمكن رصد وتصوير آثار تواجدهم على الأرض، إذا بنوا مدقات أو غيرها.
• هل بدأ القمر «إيجى سات- 2» فى إرسال صوره؟
ــ استقبلت الهيئة إشارات الإرسال فقط حتى الآن، ما يؤكد نجاح عملية الإطلاق، ومن المقرر استقبال أول صور من القمر بعد فترة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وأؤكد أن إطلاق القمر تم بنجاح، رغم محاولات أعداء الوطن تشويه هذه التجربة والإنجاز المهم، وإطلاق الشائعات.
• كيف يمكن توجيه طاقات «الاستشعار عن بعد» فى الكشف عن مناجم الذهب المجهولة فى مصر؟
ــ تظهر بصمة الذهب بباطن الأرض فى صور الأقمار الصناعية، ولم تنته الدراسات فى الجنوب الشرقى لمصر، وما زال البحث مستمرا فى مناطق حلايب وشلاتين، فضلا على رصد الهيئة للمخزون الطيفى من جبل السكرى، لكن التصوير الطيفى الرادارى يمكن أن يظهر ما فى سطح الأرض، وليس ما فى باطنها.
• هل يمكن توجيه القمر الجديد فى خدمات التنمية، ودعم التواجد المصرى فى إفريقيا ودول حوض النيل، خاصة مع دراسة إقامة وكالة فضاء إفريقية؟
ــ لم يكن من المتصور أن يكون لنا وزن فى مجال الفضاء بين الدول الإفريقية، ونحن لا نمتلك شيئا، فبعد فقدان القمر الصناعى إيجيبت سات- 1، كان الوضع سيئا، خاصة أننا لم نكن نمتلك شيئا، وكان دورنا مهمشا، وهو وضع مهين، وحتى نظهر على الساحة الإفريقية، ونظهر إمكانياتنا، كان لا بد من وجود مصداقية، وأتصور أن بداية هذا الدور هو امتلاك القمر الصناعى الجديد إيجى سات- 2.
وفى عام 2012 بدأنا نستيعد دورنا فى أبحاث الفضاء على الساحة الإفريقية، بعدما كان تقييمنا بين الدول الإفريقية فى هذا المجال يأتى بعد دول جنوب أفريقيا، ونيجيريا، وكينيا، فهناك نشاط إفريقى فى هذ المجال، وهناك نشاط لدول أخرى، وإذا لم نتحرك إلى الأمام قد نتراجع.
• ما دور القمر فى رصد المخاطر التى تهدد مصر من تحركات دول منابع النيل لبناء السدود؟
ــ يمكننا رصد منسوب المياه داخل مجرى نهر النيل من دول المنابع حتى المصب فى بحيرة السد العالى، والهدف من إطلاق القمر ليس مراقبة مشروع سد النهضة الإثيوبى، وتأثيره على مصر، لكنه سيساعد فى إمداد مصر بصور حية وجديدة، لمعرفة تأثيرات السد على حصة مصر من مياه النيل، وسيكون من السهل رصدها، واتخاذ إجراءات سريعة وقانونية.
• ما هى المخاطر الأولية التى رصدتها دراسات الهيئة لسد النهضة؟
ــ خطورة السد قد لا تكون على كميات مياه وحدها، وإنما يمكن أن يكون له تأثيرات بيئية أخرى، لكن يجب أن يكون هناك دليل علمى على هذه المخاطر، والآن نكرس جهدنا لرصد هذه المخاطر، ووضع دراسة علمية بشأنها، ورفعها إلى المستوى الدولى، واتخاذ إجراءات لمواجهة أى خطر قد يؤثر على مصر، بمرجعية وسند علمى، وستقدم الدراسة تتبعا ورصدا لآثار السد.
• تحاول مصر منذ فترة العمل فى مشروعات استقطاب فواقد المياه بجنوب السودان لزيادة إمداداتها من مياه النيل، هل هناك إمكانية لتنفيذ هذه المشروعات حاليا؟
ــ نحاول أولا التوسع فى دراسات استقطاب فواقد المياه داخل مصر، فلدينا أربع بحيرات عذبة بها نسبة بخر مرتفعة جدا، وهناك تفكير فى مشروع توصيل ماسورة ضخمة لتجميع مياه البخر فى مفيض توشكى، وتوجيهها للزراعة، وكذلك كنا أول جهة فى العالم تقوم بدراسات فى مناطق جونجلى وبحر الغزال، وقدمناها إلى الجهات المسئولة فى مصر.
• ما أسباب إغلاق المحطة الأرضية التى كانت نواة البرنامج المصرى للفضاء؟
ــ هذه المحطة أنشئت لتكون أحد الموارد المالية لمصر، لكن استمرار عملها، ووضع صور دون شرائها من أية مؤسسات، يمثل إهدارا للمال العام، ويجب استغلالها بشكل أمثل فى استقبال صور الأقمار الصناعية، وتداولها مع الجهات الأخرى، إلا أن التعاقدات مع المحطة توقفت، وفتحنا قنوات لاستقبال الصور من جهات أخرى، ووقتها تم تشكيل لجنة أثبتت أن وضع المحطة غير اقتصادى.
• هل هناك دراسات جديدة بشأن مشروع ممر التنمية الذى أعده العالم فاروق الباز؟
ــ هناك لجان بدأت العمل فى تقييم ودراسة المشروع، لكن الدولة لا تستطيع تنفيذه مرة واحدة، فالدراسة التى قدمها الباز قيمة، ويمكن تطبيقها وفق إمكانيات الدولة، والآن هناك لجان تعمل على دراسة الأجزاء الجنوبية الشرقية من البلاد، وسيناء، والوادى الجديد، لبحث إمكانيات تنفيذ مشروعات متكاملة، ومشروعات صناعية وتكاملية، واختيار أنسب الأماكن لإقامة المشروعات الصناعية، وفقا لصلاحيتها للأنشطة المقررة لها.
• ما دور القمر الصناعى الجديد فى مراقبة التعديات على النيل خاصة مع صعوبة حصرها؟
ــ أعدت الهيئة دراسات على المجرى الملاحى للنيل، وجذره، والاماكن التى تعانى من نحر وترسيب ، وتم حصرها من سنة 1970 إلى 2005، وأشار تقرير الهيئة وقتها إلى أن التعديات بلغت 95 كيلومترا فى الجذر والمجرى، وتم حصرها مع الجذر، وحددنا الأماكن التى يجب إزالتها حسب درجات الخطورة، وليس دور الهيئة متابعة ما أزيل من هذه التعديات، وإنما سيتم رصد أى تعديات جديدة من خلال القمر الصناعى.
• ظهرت فى الفترة الأخيرة دراسات عن إمكانية ربط نهرى النيل والكونغو بما يؤدى إلى زيادة حصة مصر من المياه، هل هناك جدوى علمية للمشروع؟
ــ هناك بالفعل دراسات أعدتها الهيئة بهذا الشأن، ومن المتوقع أن يسهم القمر الصناعى الجديد فى إمدادنا بصور جديدة عن طبيعة منطقة تنفيذ المشروع، ورأى الهيئة فى المشروع أنه واقعى، إذا ما اعتمد على رفع المياه من نهر الكونغو إلى نهر النيل، رغم ارتفاع التكلفة، لكن هناك اتجاها متطرفا يدعو إلى إزالة بعض الجبال الموجودة فى المنطقة، وهو فكر غير سوى، ويأتى من غير المتخصصين، فلو تم تنفيذ ذلك سيؤدى إلى كارثة لنهر النيل، وأكدنا أنه غير وارد، لكن فى المجمل المشروع له جدوى علمية.
• كيف يمكن تكنولوجيا توظيف الاستشعار عن بعد فى حل المشكلات البيئية والجيولوجية التى تتعرض لها البلاد؟
ــ عندما حدثت مشكلة بقعة الزيت فى النيل كانت الهيئة أول من اكتشفها، وتتبع آثارها، بعد إطلاق طائرة للتصوير، عندما كانت البقعة فى أسيوط، لكن كلما كان يتم تنظيف منطقة، كانت البقعة تتجه إلى منطقة أخرى، وقيل وقتها أن الدولة فشلت فى القضاء عليها، لكن صور الهيئة كشفت أن البقع الجديدة كانت بسبب استغلال أصحاب المصانع وجود حديث عن بقعة فى النيل، لإلقاء المخلفات فى نفس التوقيت، وحينها تم رفع التقييم إلى وزير البيئة.
ويمكن للهيئة استخدام تطبيقات التصوير بالليزر فى بعض الأماكن التى يثار جدل حول خطورتها، مثل المقطم، وأبوالريش فى أسوان، والهضبة فى شرم الشيخ، والعين السخنة، ويتم رصد هذه المخاطر بالليزر، ورصد التحركات الرملية، والتحذير قبلها، ووضع تفسير نتيجة لحركة الأرض أو السيول، ووضعنا مناطق أخرى تحت الدراسة، وكذلك هناك دراسات للتصوير بالرادار القطبى، يستهدف خلاصة أنشطة الزلازل والمياه الجوفية
.
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=19042014&id=928bb700-e153-4110-b787-7041aecb9c8f
صور «إيجى سات2» تحسم الجدل حول مشروعات تنمية قناة السويس والصحارى
مشروع ربط نهرى النيل والكونغو واقعى.. والحديث عن إزالة جبال لتنفيذه كارثى
منذ تدشين برنامج الفضاء المصرى فى بداية الستينيات من القرن الماضى، ظل حلم الانضمام إلى نادى «الفضاء» يراود علماء مصر، رغم احباطات التوقف لعدة مرات، على مدار 40 عاما، حتى خصصت الدولة أول ميزانية مستقلة لتمويل برنامج وأبحاث الفضاء فى عام 2000، لتبدأ بعدها مساع قوية لمواكبة التطوارت التقنية فى مجالات الفضاء، وتصنيع واستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية، التى أصبحت مطلبا أساسيا من متطلبات التنمية، بما توفره من معلومات وبيانات حول المناطق المستهدفة بالتنمية، خاصة مشروعات تنمية الصحراء الغربية والشرقية، وسيناء، واكتشاف المعادن والثروات فى باطن الأرض.
وجاء إطلاق القمر الصناعى «إيجى سات- 2» من قاعدة بايكونور الروسية فى كازاخستان، الأربعاء الماضى، ليحيى الآمال المصرية فى الاستفادة من الثروات المدفونة فى باطن الأرض، عبر الصور المقرر أن تستقبلها هيئة الاستشعار عن بعد قريبا، وذلك بعد 4 سنوات من إحباطات فقدان الاتصال بالقمر الصناعى «إيجيبت سات- 1»، فى عام 2010.
«الشروق» حاورت رئيس هيئة الاستشعار عن بعد، مدحت مختار، حول إمكانيات الاستفادة من القمر الصناعى الجديد فى حسم الجدل المثار حول العديد من مشروعات التنمية، بالإضافة لما يمكن ان يقدمه من معلومات بشأن مراقبة المخاطر الخارجية التى تتعرض لها مصر، ومن بينها مشروع سد النهضة الإثيوبى، المقام على النيل الأزرق، وإمكانيات مراقبة الحدود المصرية، والمساهمة فى تأمينها.
• ما الأهمية التى يمثلها إطلاق القمر الصناعى الجديد لمصر حاليا؟
ــ بعد فقدان الاتصال بالقمر الصناعى ايجيبت سات- 1 فى عام 2010، كان من المستحيل على مصر تجاهل الحاجة إلى امتلاك قمر صناعى جديد، لأن البديل كان انتظار الموافقة على طلبات الاتصال بأقمار صناعية تمتلكها دول أخرى، ورغم الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، إلا أنه تم تصنيع القمر الجديد بمواصفات أفضل من السابق، ويمكن عن طريقه البت فى مشروعات رئيسية، منها محور إقليم قناة السويس، وتنمية الصحراء الغربية، وتأثيرات سد النهضة على تدفق مياه النيل إلى مصر.
• لكن هناك تخوفات من فقدان الاتصال مجددا مع القمر الجديد، مثلما حدث مع «إيجيبت سات-1؟
ــ حوادث فقدان الاتصال بالأقمار الصناعية كثيرة ومتكررة، والقمر المصرى المفقود مازال فى مداره، لكن لا يمكن الاتصال به، فهناك ما يسمى بمقبرة الأقمار الصناعية فى الفضاء، ينتقل لها الأقمار فى حالة التعطل، أو انتهاء عمرها، ونحن بدأنا تكنولوجيا الأقمار الصناعية، ونعد بأن يكون برنامج الفضاء المصرى فخرا لكل المصريين، حيث يجرى حاليا تصميم قمر مصرى بنسبة 100%، ومن المنتظر تجميعه داخل مصر أيضا، مع اقتصار الاستعانة بالجهة الأجنبية على مراجعة وتقييم التصميم، تمهيدا لإطلاقه فى عام 2019.
• كيف يمكن للقمر الجديد ان يساهم فى حماية الأمن القومى؟
ــ القمر الصناعى الجديد لن يستخدم فى أى أغراض عسكرية، لكنه سيساهم فى ضبط الحدود المصرية مع الدول المجاورة، من خلال تصوريها كأى مدينة أو طريق أو مخططات عشوائية، ومع بدء عمل القمر، سيكون من السهل تلقى صور للحدود المصرية خلال دورته فى مداره.
ولا يمكن للقمر تحقيق التغطية الكاملة لكل المناطق المراد تصويرها على مدار 24 ساعة، حيث سيقوم بتصوير الحدود فى أوقات محددة، خلال دورته، ويمكن تحقيق ذلك فى حالة امتلاك قمرين فى نفس الوقت، بالإضافة إلى التكامل مع الجهات الأخرى المالكة لأقمار صناعية، حتى نتمكن من تصوير كل شبر داخل مصر، أما ما يتعلق برصد تحركات الإرهابيين فى سيناء، فيمكن رصد وتصوير آثار تواجدهم على الأرض، إذا بنوا مدقات أو غيرها.
• هل بدأ القمر «إيجى سات- 2» فى إرسال صوره؟
ــ استقبلت الهيئة إشارات الإرسال فقط حتى الآن، ما يؤكد نجاح عملية الإطلاق، ومن المقرر استقبال أول صور من القمر بعد فترة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وأؤكد أن إطلاق القمر تم بنجاح، رغم محاولات أعداء الوطن تشويه هذه التجربة والإنجاز المهم، وإطلاق الشائعات.
• كيف يمكن توجيه طاقات «الاستشعار عن بعد» فى الكشف عن مناجم الذهب المجهولة فى مصر؟
ــ تظهر بصمة الذهب بباطن الأرض فى صور الأقمار الصناعية، ولم تنته الدراسات فى الجنوب الشرقى لمصر، وما زال البحث مستمرا فى مناطق حلايب وشلاتين، فضلا على رصد الهيئة للمخزون الطيفى من جبل السكرى، لكن التصوير الطيفى الرادارى يمكن أن يظهر ما فى سطح الأرض، وليس ما فى باطنها.
• هل يمكن توجيه القمر الجديد فى خدمات التنمية، ودعم التواجد المصرى فى إفريقيا ودول حوض النيل، خاصة مع دراسة إقامة وكالة فضاء إفريقية؟
ــ لم يكن من المتصور أن يكون لنا وزن فى مجال الفضاء بين الدول الإفريقية، ونحن لا نمتلك شيئا، فبعد فقدان القمر الصناعى إيجيبت سات- 1، كان الوضع سيئا، خاصة أننا لم نكن نمتلك شيئا، وكان دورنا مهمشا، وهو وضع مهين، وحتى نظهر على الساحة الإفريقية، ونظهر إمكانياتنا، كان لا بد من وجود مصداقية، وأتصور أن بداية هذا الدور هو امتلاك القمر الصناعى الجديد إيجى سات- 2.
وفى عام 2012 بدأنا نستيعد دورنا فى أبحاث الفضاء على الساحة الإفريقية، بعدما كان تقييمنا بين الدول الإفريقية فى هذا المجال يأتى بعد دول جنوب أفريقيا، ونيجيريا، وكينيا، فهناك نشاط إفريقى فى هذ المجال، وهناك نشاط لدول أخرى، وإذا لم نتحرك إلى الأمام قد نتراجع.
• ما دور القمر فى رصد المخاطر التى تهدد مصر من تحركات دول منابع النيل لبناء السدود؟
ــ يمكننا رصد منسوب المياه داخل مجرى نهر النيل من دول المنابع حتى المصب فى بحيرة السد العالى، والهدف من إطلاق القمر ليس مراقبة مشروع سد النهضة الإثيوبى، وتأثيره على مصر، لكنه سيساعد فى إمداد مصر بصور حية وجديدة، لمعرفة تأثيرات السد على حصة مصر من مياه النيل، وسيكون من السهل رصدها، واتخاذ إجراءات سريعة وقانونية.
• ما هى المخاطر الأولية التى رصدتها دراسات الهيئة لسد النهضة؟
ــ خطورة السد قد لا تكون على كميات مياه وحدها، وإنما يمكن أن يكون له تأثيرات بيئية أخرى، لكن يجب أن يكون هناك دليل علمى على هذه المخاطر، والآن نكرس جهدنا لرصد هذه المخاطر، ووضع دراسة علمية بشأنها، ورفعها إلى المستوى الدولى، واتخاذ إجراءات لمواجهة أى خطر قد يؤثر على مصر، بمرجعية وسند علمى، وستقدم الدراسة تتبعا ورصدا لآثار السد.
• تحاول مصر منذ فترة العمل فى مشروعات استقطاب فواقد المياه بجنوب السودان لزيادة إمداداتها من مياه النيل، هل هناك إمكانية لتنفيذ هذه المشروعات حاليا؟
ــ نحاول أولا التوسع فى دراسات استقطاب فواقد المياه داخل مصر، فلدينا أربع بحيرات عذبة بها نسبة بخر مرتفعة جدا، وهناك تفكير فى مشروع توصيل ماسورة ضخمة لتجميع مياه البخر فى مفيض توشكى، وتوجيهها للزراعة، وكذلك كنا أول جهة فى العالم تقوم بدراسات فى مناطق جونجلى وبحر الغزال، وقدمناها إلى الجهات المسئولة فى مصر.
• ما أسباب إغلاق المحطة الأرضية التى كانت نواة البرنامج المصرى للفضاء؟
ــ هذه المحطة أنشئت لتكون أحد الموارد المالية لمصر، لكن استمرار عملها، ووضع صور دون شرائها من أية مؤسسات، يمثل إهدارا للمال العام، ويجب استغلالها بشكل أمثل فى استقبال صور الأقمار الصناعية، وتداولها مع الجهات الأخرى، إلا أن التعاقدات مع المحطة توقفت، وفتحنا قنوات لاستقبال الصور من جهات أخرى، ووقتها تم تشكيل لجنة أثبتت أن وضع المحطة غير اقتصادى.
• هل هناك دراسات جديدة بشأن مشروع ممر التنمية الذى أعده العالم فاروق الباز؟
ــ هناك لجان بدأت العمل فى تقييم ودراسة المشروع، لكن الدولة لا تستطيع تنفيذه مرة واحدة، فالدراسة التى قدمها الباز قيمة، ويمكن تطبيقها وفق إمكانيات الدولة، والآن هناك لجان تعمل على دراسة الأجزاء الجنوبية الشرقية من البلاد، وسيناء، والوادى الجديد، لبحث إمكانيات تنفيذ مشروعات متكاملة، ومشروعات صناعية وتكاملية، واختيار أنسب الأماكن لإقامة المشروعات الصناعية، وفقا لصلاحيتها للأنشطة المقررة لها.
• ما دور القمر الصناعى الجديد فى مراقبة التعديات على النيل خاصة مع صعوبة حصرها؟
ــ أعدت الهيئة دراسات على المجرى الملاحى للنيل، وجذره، والاماكن التى تعانى من نحر وترسيب ، وتم حصرها من سنة 1970 إلى 2005، وأشار تقرير الهيئة وقتها إلى أن التعديات بلغت 95 كيلومترا فى الجذر والمجرى، وتم حصرها مع الجذر، وحددنا الأماكن التى يجب إزالتها حسب درجات الخطورة، وليس دور الهيئة متابعة ما أزيل من هذه التعديات، وإنما سيتم رصد أى تعديات جديدة من خلال القمر الصناعى.
• ظهرت فى الفترة الأخيرة دراسات عن إمكانية ربط نهرى النيل والكونغو بما يؤدى إلى زيادة حصة مصر من المياه، هل هناك جدوى علمية للمشروع؟
ــ هناك بالفعل دراسات أعدتها الهيئة بهذا الشأن، ومن المتوقع أن يسهم القمر الصناعى الجديد فى إمدادنا بصور جديدة عن طبيعة منطقة تنفيذ المشروع، ورأى الهيئة فى المشروع أنه واقعى، إذا ما اعتمد على رفع المياه من نهر الكونغو إلى نهر النيل، رغم ارتفاع التكلفة، لكن هناك اتجاها متطرفا يدعو إلى إزالة بعض الجبال الموجودة فى المنطقة، وهو فكر غير سوى، ويأتى من غير المتخصصين، فلو تم تنفيذ ذلك سيؤدى إلى كارثة لنهر النيل، وأكدنا أنه غير وارد، لكن فى المجمل المشروع له جدوى علمية.
• كيف يمكن تكنولوجيا توظيف الاستشعار عن بعد فى حل المشكلات البيئية والجيولوجية التى تتعرض لها البلاد؟
ــ عندما حدثت مشكلة بقعة الزيت فى النيل كانت الهيئة أول من اكتشفها، وتتبع آثارها، بعد إطلاق طائرة للتصوير، عندما كانت البقعة فى أسيوط، لكن كلما كان يتم تنظيف منطقة، كانت البقعة تتجه إلى منطقة أخرى، وقيل وقتها أن الدولة فشلت فى القضاء عليها، لكن صور الهيئة كشفت أن البقع الجديدة كانت بسبب استغلال أصحاب المصانع وجود حديث عن بقعة فى النيل، لإلقاء المخلفات فى نفس التوقيت، وحينها تم رفع التقييم إلى وزير البيئة.
ويمكن للهيئة استخدام تطبيقات التصوير بالليزر فى بعض الأماكن التى يثار جدل حول خطورتها، مثل المقطم، وأبوالريش فى أسوان، والهضبة فى شرم الشيخ، والعين السخنة، ويتم رصد هذه المخاطر بالليزر، ورصد التحركات الرملية، والتحذير قبلها، ووضع تفسير نتيجة لحركة الأرض أو السيول، ووضعنا مناطق أخرى تحت الدراسة، وكذلك هناك دراسات للتصوير بالرادار القطبى، يستهدف خلاصة أنشطة الزلازل والمياه الجوفية
.
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=19042014&id=928bb700-e153-4110-b787-7041aecb9c8f