البابُ الذِي أوصدتهُ دول مجلس التعاون الخليجِي، أمامَ الأردنِ والمغرب فِي 2011، بعد بحثِ انضمامهمَا إلى "النادي الخليجِي"، يوشكُ أنْ يفتحَ مستقبلا؛ وإن على تعاونٍ عسكرِي، يتطورُ إلى إقامة كتلةٍ عسكريَّة، ذاكَ ما أفادتهُ مصادر إعلامية أمريكية، نقلًا مسئولٍ أردنِي، قالَ إنَّ دول مجلس التعاون، وجهت دعوةً في الموضوع إلى حكومتي البلدين، فِي آخر لقاء للمجلس، مارس المنصرم.
ووفقًا للمنبر الأمريكِي "ديفانسْ نيوزْ" المختصِّ في الشؤون الدفاعيَّة والعسكريَّة، فإنَّ مصر لمْ تتلقَ دعوةً رسميَّة إلى الدخُول في كتلةٍ عسكريَّة مع دول مجلس التعاون الخلِيجي، بالرغم ممَّا تحظَى به من دعمٍ سعودِي، في أعقاب الانقلابِ على الرئيس محمد مرسِي، وتوحد القاهرة والرياض بمعيَّة أبوظبِي، فِي مواجهة جماعة الإخوان المسلمِين، المدرجة ضمنَ الجماعات الإرهابيَّة.
في السياق ذاته، زادَ المسئول الأردنِي دونَ الكشف عن اسمه، أنَّ عمان والرباط تلقيتَا قبلَ عامٍ مضَى دعوةً إلى زيادة التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، وذلكَ بالنظر إلى طبيعة النظام السياسي الملكِي في البلدين، واستحضارًا للاضطراب الذي عرفته دول المنطقة، مع هبوب رياح الربيع العربي، التي تخشَاها بلدان الخليج، وتحاول قدر الإمكان إغلاق الباب أمامهَا كي لا تعصف بأنظمتها العشائريَّة.
وإنْ كانت دول مجلس التعاون الخليجِي، متحمسةً للتعاون العسكرِي، فإنَّ دعمهَا للمغرب والأردن ترجمَ فِي إلى مساعدات ماليَّة موازية، في السنوات الأخيرة، حيث قدمت 5 مليارات دولار لدعم اقتصاد البلدين، وإزاء هذه المعادلة التي يقومُ طرفاها على المال والتعاون العسكرِي، فإنَّ الحكومتين المغربيَّة والأردنيَّة ستبديان ترحابهمَا بالخطوة الخليجيَّة، كما يخلصُ إلى ذلك، المحلل العسكري، ماتيوْ هيدجسْ، عن معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري.
وبشأن التكتل العسكرِي المحتمل بين الأردن والمغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، يرى المحللُ ذاته أنَّ قوات الجيش الأردنِي هيَ الأكثر حرفيَّة فِي العالم العربِي، كمَا أنَّ للجيشِ المغربِي تاريخًا طويلًا، وتجربَة مهمَّة راكمهَا عبر مناوراتٍ عسكريَّة خاضهَا إلى جانب عددٍ من الدول، كانَ آخرهَا مع الولاياتِ المتحدَة، التي تمثلُ شريكًا استراتيجيًّا للمغرب.
في غضون ذلك، كان وزير الحرس الوطني السعودي، الأمير متعب بن عبد الله، قد أفاد أنَّ المجلس يصبُو إلى أنْ يمتلك قوة من مائة ألف عسكري، تحت إمرته، وأنَّ الأمر سيتمُّ في وقتٍ قريب، حسب ما ذكرتهُ وكالة الأنباء السعوديَّة. كاتب الدولة الأمريكي في الدفاع، شاك هيجيل، كان ذكر من ناحيته، في ديسمبر المنصرم، أنَّ بلاده ستبيعُ أسلحةً إلى دول مجلس التعاون لتأمين القيادة العسكرية الموحدَة، وهو ما طلب الرئيس باراك أوبامَا من الكونغرس تسهيلَ مأموريَّته.
الحديث عن دعوةٍ إلى المغرب والأردن بغرضِ الدخول في كتلةٍ عسكريَّة مع دول مجلس التعاون الخليجي، يأتِي فيمَا لا ينفكُّ "النادي الخليجي" يصابُ بالفتور، على إثر الخلاف الذِي طفَا بين قطر من جهةٍ، والسعوديَّة والإمارات والبحرين، من جهةٍ ثانية، بسبب الموقف من عزل مرسِي، ودعم الدوحة لتنظيم الإخوان المسلمِين، الذي لا تدخرُ الرياضُ جهدًا في محاربته، بالرغمِ من اتفاقِ السعوديَة والرياض بشأنِ الملف السورِي ودعمهمَاالمعارضَة المسلحة.
إلى ذلك، قرأ مراقبُون فِي تخلفِ الشيخ يوسف القرضاوِي، المعروف بمواقفه المناوئة لنظام العسكر فِي مصر، عن خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب فِي الدوحة، مؤخرًا، بمثابة مؤشر على تضحية قطر بالصوت المزعج لجيرانها، وتوجهها نحو تخفيف التوتر مع السعودية التي توصفُ بالأخت الكبرى في المنطقة، الأمرُ الذِي يفتحُ سيناريُو ردم الهوَّة، ويطرحُ أسئلةً حول صيغة التعاون المستقبلِي بين المجلس وَالمملكتين؛ المغربية والهاشمية.
http://www.hespress.com/politique/184211.html