مـــــوقـــــف أكــــــاديـمي من مــذبـحة حلبجة
رافد العزاوي
أعزائي القــــُراء سلام من الله عليكم، ملحق مع مقالي هذا فلم تم تصويره في عام 2003 و قبل الأحتلال الأمريكي للعراق، محتويات الفلم هي لضابط ومختص في الـــ CIA وهو يـــُلقي مُحاضرة لمجموعة من الناس، يتحدث فيها عن الجهة المسؤولة عن أستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأكراد في مدينة حلبجة شمال العراق. الذي لاحظته في هذا الفلم عدة أمور وهي كما يلي:
• كان الرجل المحاضر كبير بالسن حيث الشعر الابيض يكسو رأسه ولحيته، وعادة ما تكون هذه دلالة على الخبرة المــُــستفيضة في مجال عمله.
• عندما كان يـــُلقي مُحاضرتهُ، أحسست ان جميع الحاضرين في القاعة هم من نفس صنفهُ بمعنى انهم أيضا (ضباط في الـــ CIA ) او هم من الضباط المتخصصين في دوائر أخرى شبيهة بدائرته المرتبط بها، بمعنى انهم ايضا ذوي خبرة.
• اننا نعرف تماما صرامة ودقة هذه الدوائر الأمريكية الهامة والأستراتيجية، وهي لا يمكن ان تقوم بتوظيف شخص على مستوى متوسط من المهنية والعلمية بل هي لا ترضى الا بمستوى الجيد فما فوق.
• هذا الخبير كان يتحدث بطريقة {علمية، منطقية، منهجية}، بمعنى انه خبير في المجال الذي هو مــُتخصص فيه.
• اكد هذا الخبير على ((حقيقة علمية منطقية)) وهي:
أن الجيش العراقي لم يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد الأكراد في حلبجة، وأن إيران هي كانت الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تمتلك ذلك النوع من السلاح الكيميائي الذي قــُتل به الخمسة الاف كردي، وان هناك خبراء من عدة جهات أمريكية ذهبوا الى المنطقة وأخذوا عينات من تلك الاماكن ولم يجدوا في العينات التي تم أخذها من هناك اي آثار للسلاح الكيماوي الذي كان يمتلكه العراق في ذلك الوقت، وبالتالي فأن إيران هي من أستخدم هذا السلاح ضد النساء والأطفال و الشيوخ.
• أن هذا الخبير كان يتحدث اللغة الأنكليزية ((باللكنة الأمريكية الصرفة)) وبالتالي فأن هذا الخبير لم يكن من اهل تكريت او سامراء او من الموصل أو الأنبار، وهو ليس عربي ولا سني حتى يــُجامل العرب على حساب الأكراد او يــُجامل السنة على حساب الشيعة.
• لم يكن هذا الخبير من البعثيين أو من الصداميين أو من التكفيريين! (ولكنني اراهنكم انه لو شاهد علي الدباغ هذا الفلم لقال فورا عن هذا الخبير بأنه (صدامي بعثي) ومن أزلام النظام السابق يعمل ضد الاغلبية المسحوقة !!!)
• انني لا أعتقد ان رجال المخابرات العراقية ((أيام النظام السابق)) قد أستطاعوا إختراق الـــ CIA من خلال هذا الخبير الأمريكي الــمـُـحنك، وبالتالي طلبوا من هذا الخبير الأمريكي ان يقوم بتلفيق هذه الحقائق التي تحدث عنها! اما اذا كانت المخابرات العراقية قد أخترقت فعلا الـــ CIA وأستطاعت تجنيد مثل هذا الخبير الهام لصالح العمل للعراق فهذا يعني انها كانت اقوى من الـــ CIA نفسها وهذا طبعا يُحسب لها لا عليها.
• لا أعتقد ان المخابرات العراقية قد قامت بمنح هذا الخبير الأمريكي بعض ((براميل النفط)) وطلبت منه ان يقوم بتلفيق هذه الحقائق التي نطق بها!
• لقد كان هذا الخبير يتحدث بامور علمية منهجية منطقية ليس فيها لا مُجاملات ولا إفتراءات، لانه كما ذكرت سابقا كان يتحدث في عام 2003 قبل الاحتلال الامريكي بأيام وهذا يعني ان إدارة جورج بوش الابن كانت قد أنتهت من دق طبول الحرب وبدأ شحذ السلاح، بمعنى ان كلامه ((لا راح يودي ولا يجيب)).
أنني هنا احاول ان اكون مثل هذا الخبير الأمريكي، أتناقش بعلمية ومنطقية بدون مجاملات
لن أطرح هنا تساؤلات مُشككة بأي أحد،
لن أناقش فيما اذا كان صدام حسين دكتاتور او لا،
لن اناقش هنا المظالم التي تعرض لها أبناء الشعب العراقي،
أنني هنا ادافع عن سمعة الجيش العراقي الباسل، سمعة ضباط وجنود هذا الجيش العظيم الذي تأسس قبل تأسيس الدولة العراقية نفسها،
أنني هنا ادافع عن سمعة جيش حـَـرَسَ البوابة الشرقية للوطن العربي من سنة 1979 الى 2003، [لماذا من سنة 1979 لانها سنة مجيء الريح الصفوية التي سيطرت على إيران]،
أنني هنا ادافع عن سمعة وشرف وبطولة السيد الفريق أول الركن سلطان هاشم، و السيد الفريق أول الركن أياد فتيح الراوي، و السيد الفريق أول الركن حسين التكريتي، و السيد الفريق أول الركن صابر الدوري ...الخ والاف غيرهم نصرهم الله وفك أسرهم و رحم الله من أستشهد منهم،
تـــُـرى هل هناك عراقي شريف واحد فقط وليس أكثر سيخرج لكي يدافع عن سمعة هذا الجيش العظيم بعد ان يكون قد رأى وسمع هذا الخبير الأمريكي؟
هل يوجد من سيستحي على كرامته وشرفه لكي يخرج ويدافع (ولو بكلمة) عن إبعاد تهمة الابادة الجماعية عن الجيش العراقي الباسل؟
أتمنى من يقرأ مقالتي أن يُفكر، أنني هنا لا أدافع عن (النظام السابق) بل عن تاريخ يمتد من 1921 الى 2003، أثنين وثمانين سنة من النضال والشرف والصمود والكرامة،
أؤكد انني ادافع عن هذا الجيش الى سنة 2003 لانه بعد هذا التاريخ لم يعد هناك جيش عراقي وانما مليشيات أو ضباع تذبح وتقتل وضباط لم يتخرجوا من الدراسة الأبتدائية متخصصين بالتعذيب والقتل
أتمنى ان يكون هناك رجل رشيد فيُجيبني واتمنى ان نكون بمستوى المسؤولية التي فقدنها في 9/4/2003
شلال الحقائق يتدفق!! ماذا حدثَ بعد مجزرة حلبجة (سياسياً)
رافد العزاوي
يقول الله العلي القدير في مُحكم كتابهِ الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم
{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)} (الأنبياء} صدق الله العظيم
منذُ مقالتي (موقف أكاديمي من مذبحة حلبجة) والمنشور في 16/6/2011، والمتعلقة بالدفاع عن السادة الضباط القادة بالجيش العراقي الباسل في قضية حلبجة المُفبركة، وقد بدأت تصلني العديد العديد من الرسائل التي تتبرع بكشف عدة حقائق للشعب العراقي المجاهد عن أمور كانت ولازالت خافية عن الكثير منا.
وقبل العيد المبارك، كنتُ قد وعدتُ القُرّاء الأعزاء بأنني سأنشر معلومات مهمة ودقيقة تتعلق بمموضوع حلبجة، وهذه المعلومات هي لمرحلة ما بعد الأحداث وكيفية تعامل القيادة السياسية مع الموضوع؛
وقد إتسمت مقالاتي اللاحقة بكونها منقولة عن شهود عيان كلهم كانوا من ضباط الجيش العراقي الباسل من اللذين تُلاحقهم أيادي الغدر الحكومية وبأوامر من الكاهن الخامنئي، ولهذا فقد أَضطررتُ الى إخفاء أسماؤهم حفاظاً على حياتهم الغالية والثمينة جداً [على الأقل بالنسبة لي أنا]، ونحنُ لا يُمكن أن نلوم هؤلاء السادة الضباط لان لكل شخص في هذه الدنيا ظروف تختلف عن الأخر؛ لكن اليوم سيكون الموضوع مختلف، فالمصدر الذي أستقيتُ منهُ المعلومات قد طلبَ مني أن يتم الاعلان عن أسمهِ وبكل صراحة، وهذه هي المعلومات التي كتبها هو بنفسهِ:
الأسم: موفق جاسم العاني
مكان العمل: وزارة الخارجية العراقية (الشرعية)
الدرجة الوظيفية: ســــــفــيــر
الموقع الوظيفي: مُدير قسم العلاقات مع كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان واستراليا ونيوزيلاندا، ضمن الدائرة السياسية الأولى، في عام 1988 أي بنفس سنة المذبحة.
سعادة السفير موفق جاسم العاني، كانَ المسؤول الأول عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي حصلت فيهِ مجزرة حلبجة، وكان مسؤولاً مباشراً عن مُتابعة الموضوع، وحسبَ الرسالة التي تفضّلَ مشكوراً بارسالها لي طالباً نشرها من خلالي كوني بدأت الموضوع من الناحية العسكرية ويجب أن يُختم من الناحية السياسية، سأترككم أخواني القُراء مع المعلومات الواردة في رسالة سعادة السفير موفق جاسم العاني ومن ثم سوف أعلق على الموضوع:
حلبجة والمُجرم المُغيّب
بقلم السفير موفق جاسم العاني
أعجبني مقال الاستاذ طالب العسل الموسوم (هل حلبجة جرح نازف ام ورقة لعب رابحة ؟) وكذلك مقالات الكاتب رافد العزاوي (العراق والشهر الثامن!) ومن ثم (حقائق تفصيلية في مذبحة حلبجة) والمنشورين على موقع كتابات ومواقع أخرى، بشأن حادثة حلبجة التي راحَ ضحيتُها أُناس أبرياء ليسَ لهُم ذنب سوى إنهم تواجدوا في ساحة معركة لم يختاروها.
وتصديقاً لما جاءَ بالمقالين التي بناها الكاتبان بشكل يَنّمُ عن البحث العلمي وبمصداقية موثّقة، أودُّ ان أقول بأنني كنتُ شاهداً (ليسَ على الحَدث وانما على ما تلى الحَدث) من تحقيقات بإعتباري كنتُ مُديراً لـقسم العلاقات مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان واستراليا ونيوزيلاندا في وزارة الخارجية انذاك؛ ففي اواخر نيسان 1988، تسلّمتُ مُذكّرة مِن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد السيدة (أبريل كلاسبي) تُفيد إنَّ وفداً مِن مُساعدي أعضاء في الكونغرس الأمريكي ومجموعة من الخُبراء يَودّونَ زيارة العراق لإجراء مُباحثات حولَ إدعاءات ايران والاحزاب الكردية العراقية عن إستعمال العراق للاسلحة الكيمياوية ضدَّ اهالي مدينة حلبجة العراقية، أثناء معارك دارت بين القوات العراقية والقوات الايرانية على اطراف المدينة.
وحصلت الموافقة على مَجيء الوفد الأمريكي مِن قِبل رئاسة الجمهورية، وقد كانت الموافقة مَبنّية على أساس ((براءة العراق من هذا العمل الإجرامي)) بعدما بدأت اصوات تعلوا هنا وهناك، وخاصةً من بعض منظمات حقوق الانسان وبعض الصُحف (المدفوع لها) لإثارة القضية دولياً، وكان رأي القيادة السياسية [أن تأتي جهة دولية مُحايدة للتحقيق بالامر لتضع الامور في نصابها]؛
وقد حضرَ الوفد الأمريكي في حوالي النصف الثاني من شهر مايو/ آيار 1988، حيثُ قمتُ بإعداد برنامج واسع للزيارة يتضمّن:
• إجراء مُقابلات مع المسوؤلين العراقيين في الجانبين السياسي والعسكري.
• زيارة ميدانية للوفد الى مدينة حلبجة للاطلاع على المدينة (موقعياً).
الجدير بالذكر إن الوفد الأمريكي ضمَّ اكثر من 40 عضواً (!!) من بينهم خُبراء من وزارة الدفاع الأمريكية و وكالة المخابرات الأمريكية (الـCIA) وبعض المُختصين في شوؤن الاسلحه الكيمياوية.
وقد يسأل سائل: [ كيفَ يُسمَح لعناصر من الـCIA ان يكونوا ضمن الوفد؟!]
فأُجيبُ على هذا السؤال: [بأن هذهِ العناصر جاءت تحت غطاء مُساعدين لأعضاء الكونغرس الأمريكي] وليسَ بصفتهم الحقيقية كخُبراء من الـCIA، ولكن الاخوة الذين رافقونا من مُنتسبي جهاز المخابرات العراقي، وضعوا الوفد تحت المُراقبة اثناء الزيارة، كما ارسلوا مُنتسبين آخرين يتحدثون اللغتين الكردية والانكليزية الى المدينة قبلَ يوم من الزيارة، ويلبسون الزي الكردي ليقوموا بالترجمة لمقابلات اعضاء الوفد مع اهالي المدينة، وهؤلاء المُنتسبين الأبطال استنتجوا من خلال طبيعة الاسئلة الموجّهة لاهالي المدينة مَن مِن أعضاء الوفد الأمريكي مَن مِنهم مِن كان يعمل في الـــــCIA ومَن مِنهم مِن الخُبراء العلميين في الاسلحة الكيمياوية.
وفعلاً، ذهبنا بحافلة سياحية وبصحبتنا ضابط كبير من مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، وهناكَ بدأ الخبراء بجمع المعلومات واخذ العينات من التُربة، الماء، الاشجار، الهواء، ملابس بعض الاهالي، و مسحات من جُدران بيوت المدينة، كما تمَ الاستفسار من بعض الناجين عن الكثير مِنَ الامور والاعراض التي ظهرت على اهل المدينة اثناء الحادث وما تلى الحادث، ثم عادَ الوفد الى الولايات المتحدة.
وقد تابعنا مع سفارتنا في واشنطن نتائج الزيارة والتقارير التي قد يُقدّمها الوفد الى الجهات الامريكية المعنية، وكذلكَ الكونغرس الأمريكي، وبعد اكثر من شهرين من الزيارة، أي بعد ظهور نتائج تحليلات المختبرات العلمية المُختصّصة، تقدّمَ الوفد بتقريرهُ الى الكونغرس والذي أكّدَ فيهِ:
[ إنَّ التحليلات المُختبرية اظهرت ان السلاح الكيمياوي المستعمل في معركة حلبجة هو((هيدروجين السيانيد)) والذي تمتلكهُ الترسانة العسكرية الايرانية، وان المعلومات المتوفرة لدى دوائر الاستخبارات الامريكية تؤكّد إنَّ العراق لم يشتري هذا النوع من السلاح ولم يستطع أن يُنتج هذا النوع من السلاح ]
هذا التقرير موجود في ارشيف الكونغرس الأمريكي الى يومنا هذا.
وقد جرى تحقيق ثانِ بالموضوع أجرتهُ لجنة من الكلية العسكرية الامريكية، بتكليف من وزارة الدفاع الامريكية لوضع دراسة إستراتيجية موضوعها (كيفَ سيُقاتل العراقيون الولايات المتحدة)، وقد ترأّس تلك اللجنة البروفسور (Stephen Pelletiere) وهو نفس الشخص الذي كان يُلقي محاضرة في الفلم المُشار اليهِ في مقالة الأخ رافد العزاوي؛ هذهِ اللجنة قدّمت تقريراً مؤلفاً مِن 93 صفحة، يؤكد إن الجيش العراقي لم يكن يملك غاز ((هيدروجين السيانيد)) الذي ضُربت به حلبجة.
وقد كتبَ رئيس اللجنة البروفيســــور (Stephen Pelletiere) مقالاً في جريدة نيويورك تايمز بتاريخ 31/1/2003 تحت عنوان (جريمة حرب أم عمل حربي)، ونص المقال موجود في موقع الجريدة على شبكة الانترنت على الرابط التالي:www.nytimes.com/2003/01/31/opinion/31pell.h...
حيثُ قال البروفيســــور (Stephen Pelletiere):
]لقد كانَ مَداعاةً للدهشة، بعد عدم العثور على برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية مِن قبل مُفتشي الامم المتحدة، إستغلال الرئيس بوش، في خطابهِ للامة، قضية أخلاقية لتبرير غزوهِ للعراق، بحجة إن الدكتاتور الذي يُحشّد أكثر الاسلحة خطورة في العالم، لم يتوان في استخدام الغاز ضد شعبهِ مُخلفاً آلاف القتلى من المدنيين! إن استخدام الرئيس بوش عبارة (استخدام الغاز ضد شعبه) وخاصة في حلبجة كسبب لقلب نظام حكم صدام حسين، غير مبرر وغير حقيقي، الحقيقة كما أعلمها علم اليقين، إن الاكراد تعرّضوا الى هجوم بالاسلحة الكيمياوية في يوم 16/3/1988 في حلبجة، ولا يمكن القول بشكل قاطع أن الاسلحة الكيمياوية العراقية هي التي قتلت الاكراد، وهذا ليس هو التحريف أو التشويه الوحيد في قصة حلبجة، حيثُ أنني مطلع وأعلم جيدا،(والكلام مازال للبروفيسورStephen Pelletiere) من خلال موقعي كمحلل سياسي للمخابرات المركزية الامريكية في شؤون العراق خلال الحرب العراقية الايرانية وكبروفيسور في الكلية الحربية العسكرية الامريكية للفترة (1998-2000). ومن خلال أطلاعي على كم هائل من المعلومات البالغة السرية المُصنّفة التي كانت تَرِد من واشنطن حــول (الخليج الفارسي)، بالاضافة الى ذلك، ترأسي للجنة عسكرية عام 1990 لبحث (كيفَ سيقاتل العراقيون الولايات المتحدة)، وشاركت في أعداد تقرير سري مُفصّل عن الموضوع ، يحتوي على تفاصيل كثيرة عن موضوع حلبجة، ومن خلال الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لدي عن حلبجة يمكنني الافصاح عن أنه بعد المعركة مباشرة قامت الاستخبارات العسكرية الامريكية بالتحقيق في الموضوع وقدمت تقريرا سريا للغاية و محدود التداول على أساس (Need-to-Know Basis)، أكدت فيهِ على أن الغازات التي أستخدمتها ايران هي التي قتلت الاكراد في حلبجة وليس الغازات العراقية. كما كشفت ، أن كِلا الطرفين استخدما السلاح الكيماوي في المعركة التي دارت في أطراف حلبجة، ولدى فحص وأجراء الكشوفات الطبية على الضحايا الاكراد وجدَّ مُعدّوا تقرير الاستخبارات العسكرية الامريكية، أن الضحايا جميعا قتلوا بعوامل كيماوية تؤثر بالدم (Blood Agent) وهي من مشتقات غـــــاز السيانيد Syanide Gas)). وكان معروفا لدى الخبراء ان هذا الغاز استخدمتهُ ايران مرات عدة خلال الحرب. وكان معروفاً أيضا للمُختصين أن العراق لم ينتج ولا يمتلك هذا النوع من الغاز ولم يستخدمه في السابق.[ !!
ويختم البروفيسور (Stephen Pelletiere) مقالهُ بالقول:
)(أنني لا أريد أن أُحسّن صورة صدام حسين، وعليهِ أن يُجيبَ على أسئلة كثيرة عن خروقاتهِ لحقوق الانسان، ولكن أتهامهُ بأنهُ قصفَ شعبهُ بالغازات السامة في حلبجة، كفعل من أفعال الابادة، غير حقيقي وباطل)).
أنتهى حديث البروفيسور (Stephen Pelletiere)
والسؤال هنا:
لماذا يُتداول الى يومنا هذا موضوع حلبجة اعلامياً وسياسياً على أنهُ من فِعل الجيش العراقي الباسل دون ان يكشفَ عن حقيقة المُجرِم المُغيّب عمداً؟
والاجابة هي: إن من سياسة الولايات المتحدة المنهجية هي استعمال مثل هذه الاحداث (كاوراق سياسية واعلامية ضاغطة) وحسبَ تطور او تدهور العلاقة السياسية مع هذا البلد اوذاك، وتَحضرني هنا قصة من هذا النوع من السياسة أودُّ ذكرها هنا كدليل على استعمال الادارات الامريكية اوراقاً سياسية تقلب فيها الحقائق من الاسود الى الابيض وبالعكس وتوجّه ماكينتها الاعلامية لتنفيذ هذا الهدف.
والحدث يعود الى عام 1984 عندما ألحَّ الرئيس الأمريكي (ريغان) ولثلاث مرات عِبرَ موفديهِ الى العراق، بأن يُبادرالعراق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين باعتبار إنَّ العراق هوَ الذي بادرَ بقطع العلاقات الدبلوماسية ابان حرب 1967، وبعد تردُّد في القيادة السياسية عن القيام بهذهِ الخطوة، كي لاتُحسب على العراق "ضعفاً" في ظروف الحرب مع ايران، تمَّ إتخاذ الخطوة بعد حوالي اربع سنوات على بدأ الحرب؛ وبعد الاتفاق المبدئي، زارَ الاستاذ طارق عزيز (فك الله أسرهُ) واشنطن حيثُ كنتُ اعمل في شعبة رعاية المصالح العراقية هُناك، ودخلَ في مُباحثات مع وزير الخارجية انذاك (جورج شولتز)، وتمَّ الاتفاق على إعلان إعادة العلاقات بينَ البلدين، وحُدّدِ التاريخ الزمني لرفع علمي البلدين على مَبنيي السفارتين العراقية في واشنطن والامريكية ببغداد بنفس التوقيت، الا إننا فوجئنا بالتأجيل بسبب إدراج العراق على لائحة الدول الراعية للارهاب في كُلٍّ مِن وزارة الخارجية والكونغرس، وخلال 24 ساعة صدرَ قرار بموجبهِ رُفِعَ اسم العراق من اللائحتين! لتتم إجراءات اعادة العلاقات بتأخير يوم واحد فقط بعد أن كان العراق على تلك اللائحة لمدة 17 سنة كاملة !! وهذا مِثال واضح عن كيفية استعمال هذهِ الاوراق سلباً او إيجاباً.
ويبقى ان نقول ان الحقيقة الناصعة ستظهر ولو بعد حين، و لنا أمل في ظهور رجال قد يستيقظ ضميرهم لكشفها او ننتظر إفراجات الارشيفين الامريكي والبريطاني خلال بضع سنين قادمة.
السفير موفق جاسم العاني
..................................................- ..............................................
الى هنا أنتهت إنتهت شهادة السفير موفق جاسم العاني، باركَ الله بهِ وبجهدهِ لكشف الحقائق.
أيها الأخوة القراء الأفاضل حفظكم الله، أريدُ أن أوضح شيء هاماً جداً، أنني أحاول أن أظهرَ الحقائق الخافية والتي لم يتكلم عنها أحد منذُ 9/4/2003 والى حد اليوم، وأنا لي وجهة نظر في هذا الموضوع، لأنني أرى منذُ يوم 9/4/2003 والى اليوم، أرى إن النظام الجديد والحكومات المُتعاقبة (التي نصبها الإحتلالين الفارسي والأمريكي) وكل اللذين أشتركوا في المؤامرة على العراق، أرى إن هدفهم الاول والأخير هو مسح الذاكرة و التاريخ المُشرف للعراق بمختلف حكوماته المُتعاقبة منذ 1920 والى يوم 9/4/2003 لان ما بعد هذا التاريخ كان العار وياله من عار!
ونأتي للتعليق على ما وردَ في الرسالة وكم يلي:
1. مجزرة حلبجة حدثت في 16/3/1988، و بنهاية أبريل/ نيسان 1988 (أي بعد حوالي شهر واحد فقط!!)، أرسلت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تطلب وصول وفد حكومي أمريكي للتحقيق في شأن داخلي عراقي!! وفي النصف الثاني من الشهر الخامس، مايو/ أيار 1988 وصلَ الوفد الأمريكي الى العراق وبدأ في عملهِ!!
2. الا تلاحظ عزيزي القارىء الفترة الزمنية القصيرة جداً بين حصول المجزرة و وصول الوفد الأمريكي؟! هل سَمِعَ أحدنا عن أي تحرك أمريكي سريع (الى هذه الدرجة) في أي موضوع آخر في أي بقعة أخرى من بلدان العالم؟! هل تتذكرون المجازر التي إرتبكها الصرب في يوغسلافيا السابقة بحق مُسلمي البوسنة والهرسك وكم إستغرق الوقت لإنجاز إتفاق دايتون للسلام؟! إذن لماذا تم التعامل مع ما حصل بالعراق بهذه السرعة؟!
3. في رأيي الشخصي، إن هذا التحرك الأمريكي السريع يعكس مكانة القِوى الامريكية التي لم تكن تريد الخير للعراق والتي كانت تحاول إحراج العراق أمام العالم وأمام الإدارة الأمريكية بسبب ما تمَّ إتهامهُ بهِ! والا فأن هناك الافاً من الجرائم والحوادث الأخرى التي كانت ترتكبها الكثير من الانظمة والحكومات في مختلف بلدان العالم ولكننا لم نسمع إن (أنسانية) الولايات المتحدة كانت تهتم أو تُحقّق في تلك الحوادث، فلماذا (يُسأل) العراق بالذات؟! ولماذا حدث هذا الشيء بعد تمَّ تحرير مدينة الفاو من الإحتلال الإيراني البغيض؟! أو بالأحرى: لماذا هذا التحقيق (بالذات) بعد أن لاحت في الافق بوادر الأنتصار العراقي على إيران في 8/8/1988؟!
4. إننا نرى إن الفريق الأمريكي الذي تم إرسالهُ للتحقيق في مذبحة حلبجة كانَ فريق (علمياً مُحترفاً) على الرغم من إحتوائهِ ضباط أو منتسبين في وكالة المخابرات المركزية الـCIA ، لأنه أُرسِلَ لمهمة مُحددة وهي التحقيق في جريمة بشعة جداً ، ونرى إن فريق التحقيق الأمريكي أخذَ (مسحات) و(عينات) من تُربة المنطقة ومياهها ... الخ، ولا اريد أن اكرر كلام السيد السفير العاني الوارد في أعلاه، بمعنى أن هذا الفريق لم يتم أرساله للعراق لمجرد إرضاء طرف ما في الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت، و بالتأكيد فأن هذا الفريق العلمي لم يأتي لكي يحضى بإجازة إستجمام في ربوع شمالنا الحبيب، إذن فقد كانت الزيارة علمية، منطقية، منهجية، دقيقة جداً، وتم إخضاع تلك العينات للفحص الدقيق جداً في مختبرات علمية هي، من الناحية التكنولوجية، الأكثر تطوراً وموثوقية في العالم والمتخصصة بمثل هكذا تحقيقات، وبعد كل هذا لم تتوصل هذه التحقيقات الى نتيجة (تُثبت) الإتهامات التي تم توجيهها الى العراق والى جيشهِ الباسل.
5. بمعنى أنه (لــو) تم إكتشاف أدلة حقيقية ملموسة حولَ تورط العراق بهذه الجريمة لما كانت الإدارة الأمريكية سكتت على الموضوع، خصوصاً اذا عرفنا إن وراء تحريك هذا الموضوع (لجنة إيباك) وهي أقوى جماعات الضغط الصهيونية في الكونغرس الأمريكي.
6. أننا نرى إن البروفيسور (Stephen Pelletiere) في مقالتهِ المنشورة منذُ مدة طويلة جداً، قد نطقَ بشهادة الحق والمنطق العلمي، فهو لم يكن (مُحابياً) للنظام السابق ولم يرتبط بأي من شخصياته، بل أنه يوجه إنتقادات للنظام في مقالته، ولكنه في موضوع إستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد الاكراد في حلبجة كان مُنصفاً، دقيقاً وعلمياً أكثر من الخونة اللذين باعوا شرفهم للعدو الإيراني! ولو كان لدى أجهزة المخابرات الأمريكية أدنى شك بهذا الرجل العلمي لما تركوه يتحرك ويتحدث هكذا كيفما يشاء!
7. على ما يبدو، أنه نتيجة لعدم ثبوت الأدلة على تورط الجيش العراقي بهذه المذبحة، فقد أهملت الحكومة الأمريكية الموضوع تماماً، ولهذا السبب فأن القيادة السياسية أيضاً لم تهتم للموضوع أكثر، وفي تقديري الشخصي هذا كان خطأ ينبغي أن ينتبه اليه مستشاروا الرئيس صدام حسين رحمه الله، وقيادات وزارة الخارجية، و وزير العدل في ذلك الوقت، لانه كان ينبغي، على أقل تقدير، تقديم نتيجة التحقيق الذي قام به الفريق العلمي الأمريكي الى مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية في لاهاي، حتى يُصار الى رفع دعوى قضائية ضد رموز النظام الإيراني لكي يتم توثيق هذه الحادثة كجريمة حرب ضد ذلك النظام وضد (جلال طالباني)، وحتى بعد أن بدأ ((إجترار)) هذا الموضوع، كان يجب أن يتم الاهتمام به بصورة أكبر، وذلك بالقيام بحملات صحفية كبيرة جداً ومؤثرة في العالم الغربي لكي يتم إيقاف عملاء الأحزاب الكردية عند حدهم، خصوصا وأن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بدأ في تلك السنوات بدعمهم بالمال والعلاقات العامة والصحافة الى أن تم تثبيت التهمة على النظام والجيش العراقي بتهيئة أدلة مزيفة وجدنا أنها أستخدمت في محكمة العار بعد إحتلال العراق في العام 2003!!!!
8. إن الغريب بالموضوع إن محللاً إستراتيجياً أمريكياً مثل البروفيسور (Stephen Pelletiere) كتب مقالة هامة جدا في صحيفة أمريكية مهمة جداً في توقيت مهم جداً، لكن أحداً لم يهتم لهذه المقالة وللمعلومات الواردة فيها!!
ولو سألنا أنفسنا ماهو القاسم المشترك ما بين الحكومات العراقية المُتعاقبة منذ 1920 والى 9/4/2003، فأننا سنجد إن ذلك القاسم المشترك هو الجيش العراقي الباسل!!
لقد كتبتُ سلسلة المقالات المتعلقة بجريمة حلبجة لأنني أرى إصراراً غريباً وعجيباً على مسح مآثر الجيش العراقي الخالدة من ذاكرة الشعب العراقي ومحاولة الصاق التهم الباطلة بهِ وبقيادته وبضباطه القادة الأبطال الأشاوس اللذين كانوا مثالاً للشجاعة والبطولة والبسالة،
ومهما كتبتُ، ومهما وصفتُ أولئك الرجال الرجال فأنني لن أستطيع إيفاءهم حقهُم من الإشادة والتكريم؛ فإننا اليوم لا نعرف أين ذهبت المكتبة العسكرية، ولا نعرف أين ذهبت المُقتنيات العسكرية المختلفة والتي جاءت كهدايا أو التي غنمها الجيش العراقي بمختلف معاركه طوال السنين من 1920 الى 9/4/2003؟!
لقد كان الجيش العراقي منذ 1920 والى 9/4/2003 مؤسسة فوق الاحزاب وفوق الاتجاهات السياسية، قدرَ ما إستطاع قادة ذلك الجيش الأبطال أن يفعلوا، حيثُ إنتسبَ الى الجيش العراقي الانسان العراقي، العربي والكردي والتركماني والسني والشيعي والمسيحي والصابئي والازيدي ...وكل أطياف الشعب العراقي (وعذراً اذا لم أذكر أحدا) وبمختلف توجهاتهم،
أنني أوجّه شُكري الجزيل الى سعادة السفير موفق جاسم العاني على شهادته هذه التي أظهرت كيفَ تحقّقَ الأمريكان من موضوع الجريمة وكيف تعاملت معها القيادة السياسية في ذلك الوقت.
كما أنني أوجّه شُكري الجزيل الى كل من ساعدني على إنجاز هذا العمل من السادة الضباط قادة الجيش العراقي الأبطال اللذين يُعانون الأمرَّين بسبب مُلاحقة اجهزة الإستخبارات الأيرانية لهم وبمساندة (بعض العراقيين) من الأدلاء والخونة الذين إرتضوا لأنفسهم (ولعوائلهم وعشائرهم) الذلة والمهانة الدائمة الى أن تقوم الساعة.
كما أنني أعاهد كل شرفاء العراق بأنني سأبقى أنشر الحقائق كلما وفقني الله عزوجل للوصول الى أحدها.
تحية لكل ضباط الجيش العراقي البواسل
تحية لكل جنود ومنتسبي الجيش العراقي العظيم
* نشرتُ مقالتي [موقف أكاديمي من مذبحة حلبجة]، وكان فيها تبيان لحقيقة المذبحة التي حدثت في مدينة حلبجة الكردية العراقية مُعززة بفلم لا زال موجوداً على شبكة You Tupe، وذلك الفلم يؤكد بالدليل القاطع والعلمي على أن الجيش العراقي لم يضرب مدينة حلبجة الكردية لا بالسلاح الكيماوي ولا بالسلاح الابيض، فهو بريء من دم الأكراد براءة الذئب من دم يوسف (ع).
وكــرد فعل على المقال المنشور في 16/6/2011، فقد أرسلَ لي أحد أبطال الجيش العراقي الباسل من الضباط الشرفاء الأبطال، وبالتحديد في 19/8/2011 برسالة يتحدث فيها عن معلومات قيّمة جداً عن موضوع حلبجة، حيثُ قررَ بكل شجاعة أن يدافع عن سُمعة الجيش العراقي العظيم وعن سُمعة قادتهِ الابطال اللذين يُحاكمون لجريمة [حاشاهم أن يرتكبوها]، هذه المعلومات القيّمة سأعرضها لكي يطلع عليها الشُرفاء من أبناء الشعب العراقي وبالذات الاشراف من الاكراد؛ أحبُ أن أؤكد هنا إن هذا الضابط الشُجاع كان من الضباط اللذين كانوا متواجدين بالمنطقة، وكان قائداً لأحد الألوية المُقاتلة فيها، فأليكم يا أبناء الشعب العراقي هذه المعلومات الخطيرة والتي توضح الدور الخياني الكبير لبعض من جلسوا على كراسي الحُكم اليوم:
• كانت القطعات العسكرية العراقية التي تُدافع عن العارضة الحدودية بين العراق وايران في قاطع حلبجة، قطعات خفيفة تتألّف من المُشاة وحرس الحدود وافواج الدفاع الوطني (اكراد)، تُسانِدها وحدات نارية متوسطة من المدفعية المُشكّلة حديثاً، لكون هذا القاطع لايُشكّل خطورة استراتيجية على الجبهة، وذلك لسببين: وعورة المنطقة الجبلية أولا، و وجود بحيرة دربندخان خلف العارضة ثانياً، حيثُ تُشكل البحيرة مانع مائي يُعيق تقدم القوات الايرانية باتجاه عمق الاراضي العراقية اذا أخترقت الخط الدفاعي.
• بتاريخ 14 اذار1988، احتلت القوات الايرانية العارضة الحدودية العراقية المُشرِفة على سهل حلبجة (المُسمّاة سنان كوران) بما فيها قصبة حلبجة، بدعم من وحدات البيشمركة التابعة الى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق المُفدرل!! حيثُ قدّمَ جلال الطالباني معلومات استخبارية عن حجم ونوعية قطعات الجيش العراقي المدافعة عن هذه العارضة وأصبح جماعته (أدلّاء) للقطعات الايرانية باتجاه اهدافها مع دعم تعبوي لها؛ وكانت أغلب قطعات الجيش العراقي في ذلك الوقت تتحشد لتحرير الفاو بوابة النصر العظيم. لكن لواء مغاوير الفيلق الاول استرجع مدينة حلبجة وطرد عصابات الطالباني والحرس الايراني.
• وبعدها ضربت ايران المنطقة بالاسلحة الكيمياوية [غاز السارين] وهو سلاح لايتوفر لدى الجيش العراقي في ذلك الوقت ولا قبل ذلك الوقت ولا حتى بعد ذلك الوقت! ومِن ثـُــم تــــمَ تصوير الفلم الشهير لمذبحة حلبجة والذي أُعتُبِرَ دليل أتُخِذَ ضد النظام الوطني السابق وكبار القادة العسكريين بالجيش العراقي العظيم،
هنا عدة أسئلة ينبغي طرحها:
سؤال/ مَن هي الجهة التي صوّرت الفلم؟ وعرضتهُ امام الرأي العام العالمي؟!
سؤال/ ما هو الهدف من تصوير هذا الفلم وبالذات بعد أن تمّت الضربة بساعات؟!
جواب السؤال الاول: إيران هي التي صوّرت الفلم بالتعاون مع جماعة جلال طالباني.
جواب السؤال الثاني:
1. الجانب الايراني كان هدفهُ تشويه صورة القيادة العراقية امام الرأي العام الدولي بسبب الصورة السوداء لأيران في الخارج.
2. الجانب الكردي المُتمثل بـ(جلال الطالباني) والذي كان هدفهُ خلق حالة، امام الرأي العام الدولي تشبه صورة [الهولوكوست] اليهودي في المانيا النازية لتشويه صورة القيادة العراقية.
الضابط العراقي البطل يعود الى الفلم الذي تم تصويرهُ لضحايا حلبجة، وفيه سنجد ما يلي:
1. كان جميع الضحايا في الفلم من المدنيين (كبار السن من الرجال والنساء والاطفال) فقط!! وهنا نسأل: أين ذهبَ الشباب الاكراد في المدينة؟!! اليسَ غريباً أن لايوجد ولا قتيل واحد منهم!!؟؟
2. نحنُ مُتاكدون تماماً من إحتلال الجيش الإيراني لمدينة حلبجة، وهنا نسأل: لماذا إذن لايوجد ولاجندي ايراني واحد قتيل بالسلاح الكيمياوي الذي مِنَ المُفترض إن الجيش العراقي إستخدمهُ ضد المدينة؟؟
3. فهل من العقل والمنطق مدينة تم احتلالها من قبل الجيش الايراني والجيش العراقي [يُفترض] إنهُ قامَ بضربها بالسلاح الكيماوي ولايوجد ولاجندي ايراني واحد قتيل بالسلاح الكيمياوي؟؟؟؟!!!!
4. وهل من العقل والمنطق إن جيش مُحترف قاتل العدو المجوسي ثمانِ سنوت كاملة، يقوم بقصف المدنيين في مدينة مُسالمة وليسَ فيها لا قوات عُصاة ولا جيش إيراني غازي؟!!!!
بكل بساطة إنَّ الذي حصل هي: خدعة استخدمتها القيادة الايرانية بالتعاون مع جلال الطالباني بهدف تشويه سمعة القيادة العراقية حيثُ أجبرَ عصابات جلال طالباني الشباب الاكراد على الخروج من المدينة [لكي يستفيدوا منهم كقوة قتالية مُستقبلاً] وأبقوا على بقية السكان المدنيين [لكي يُقدَّموا ضحايا للرأي العام العالمي]، لكي تقوم القوات الإيرانية بقصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي وبموافقة جلال طالباني، والضحية خمسة الاف عراقي كردي اللذين ذهبوا ضحية.
لذلك، نؤكد هنا مرة أخرى إن الجيش العراقي برئ من دم الاكراد في حلبجة براءة الذئب من دم يوسف (ع).
وهنا قد يسأل [حاقد أو خائن] ما: [مالذي يجعلنا نصدق كلامكم؟!] وأجيبهُ بما يلي:
في 9/4/2003، حصلَ الإحتلال الهمجي الأمريكي، ومن ضمن الأسباب التي أوردها المجرم (جورج بوش) إن قيادة العراق تملك اسلحة دمار الشامل، وتُهدّد جيرانها، وقتلت أبناء شعبها من الأكراد، ولكن يأبى الله عزوجل الا أن يكشف الفضيحة، فقدت توضّحت الحقائق بدخول الفضائيات والانترنت الى كل بيت عراقي، حيثُ ظهرَ رئيس المفتشيين الدوليين السويدي (د.هانز بلكس) على عدة قنوات فضائية عربية ودولية لكي يؤكد حقيقة خلو العراق من أي أسلحة دمار شامل ومنذُ منتصف التسعينيات، مما أضطر المجرم الارهابي بوش والمجرم الارهابي بلير وبعد فترة من الزمن الى الاعتراف بهذه الحقيقة أيضاً، ولهذا اصبح الرأي العام الدولي على قناعة تامة بان الجيش العراقي برئ من تهمة الإبادة الجماعية للأكراد.
ومع مرور الوقت بدأ (ضباط كبار من القيادات العسكرية الاكاديمية الامريكية) وبالذات في (كلية الدفاع الوطني الامريكية) تنشر معلومات تُكذّب إدعاءات (البيت الاسود) حول اسلحة الدمار الشامل في العراق، حيثُ اعلنَ اكثر من خبير امريكي على مستوى عالي، بعدم صحة إدعاءات رئيسهم المجرم الارهابي بوش، ولم ياتي هذا لأنهم يحبون أو يستلطفون النظام الوطني السابق، بل نتيجة للبحوث العلمية الدقيقة جداً التي اجروها على عينات من تربة المنطقة ومن عام 1991 لغاية سنة 2003.
الاكثر من هذا اعترف هؤلاء الضباط الأمريكان بان السلاح الكيمياوي الذي استخدم في ضرب حلبجة وهو [غاز السارين] من انتاج امريكي وكانت توجد كميات كبيره منه في المخازن الامريكية في ايران قبل 1979 والذي كان موجّه ضد الاتحاد السوفيتي السابق، عندما كانت ايران القاعدة الامريكية المُتقدمة المتاخمة حدودها مع حدود جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، هذا السلاح الكيماوي لم يـُسحَب من القواعد الأمريكية في ايران بسبب قيام الثورة في ايران سنة 1979.
ثم جاء الفلم الذي عرضتهُ في مقالتي المنشورة في 16/6/2011، وهو لخبير أمريكي بدرجة بروفيسور يعمل في الـــCIA ويظهر وهو يؤكد أن الجيش العراقي لم يضرب حلبجة بالسلاح الكيمياوي، واليكم الرابط مرة أخرى http://www.youtube.com/watch?v=H-rxlWnZsIY&...
ومما يُثير العجب فعلا، إن الكثير من إخواننا الاكراد الشُرفاء في الخارج يؤكدون بان ذنب ضحايا مذبحة حلبجة كلها برقبة (جلال طالباني) وجماعته لانه هو الذي اتفقَ مع القيادات الايرانية على تنفيذ هذه الخطة الدنيئة؛ والأكثر من هذا يؤكد هؤلاء الأكراد الشرفاء ان هناك في امريكا واوربا مكاتب تديرها كوادر علمية كردية بتمويل من المخابرات الامريكية والانكليزية وبدعم من القيادات الفاسدة الذين حضروا مؤتمر لندن، متخصصة بتشويه سمعة الجيش العراقي والقيادة العراقية.
إن الغريب في هذا الموضوع، ومما يؤسف لهُ بشدة، إن القيادة في النظام السابق لم تُجري أي توضيح لِما حدثَ في معركة حلبجة من التباس بشكل يُقنع الرأي العام المحلي أو الدولي! ولا أحد يدري السبب؟
اخي الفاضل نبيل هي بديهيات يستنتجها العقل
عندما اكون في حرب مع ايران لا يلزمني ان اشق البيت الداخلي وأقوض وحدة الصف في بلدي وانا في امس الحاجه للترابط والتلاحم
الفاعل بلا شك ايران حتى تزعزع امن العراق الداخلي وتؤلب عليه الداخل والخارج
قلت هذا الكلام من ثلاثة ايام ورد عضو فاضل بسبي وسب العرب واعتبارنا اغبياء ونحمل كل شيء لإيران
تحياتي على مجهودك
شهادة اللواء المهندس حسام محمد أمين*
هناك سؤال لابد ان يخطر على بال أي منصف وباحث عن حقيقة ماجرى في حلبجة عام 1988... وماحدث كان جريمة بشعة وقتل جماعي لمواطنين عراقيين آمنين هم وأطفالهم وعوائلهم، والسؤال، على بساطته، لايحضر لدى تفكير الكثير من المتتبعين لهذه القضية التي كثر الحديث عنها مؤخراً، بعد ان ظهرت الكثير من الحقائق التي كانت مصادرها غربية ومن الدرجة الاولى والتي أكدت بأن ايران هي التي كانت من ارتكبت تلك الجريمة التي يندى لها الجبين .
هذا السؤال هو :
ماهي استناجات فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة التي عملت في العراق طويلاً لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الجائر المرقم 687 لعام 1991 حول قضية حلبجة؟ ولماذا سكتت هذه الفرق ذات الطبيعة العدوانية والاستخباراتية والتي كانت تهيمن عليها وتوجهها الولايات المتحدة الامريكية ومخابراتها المركزية طيلة فترة عملها التي امتدت منذ عام 1991 وحتى قبل يوم واحد فقط من بدء العدوان العسكري الامريكي عام 2003 الذي أدى الى احتلال العراق وتدميره؟ ولماذا لم تقم فرق التفتيش حتى بزيارة مدينة حلبجة علماً بأنها كانت تقوم بين فترة واخرى، وبمرافقة منتسبي دائرة الرقابة الوطنية، بزيارة مواقع مختلفة في شمال العراق كالجامعات والمواقع الصحية، وغيرها، بالسيارات وبالطائرات السمتية؟
لقد تدخلت فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة في كل صغيرة وكبيرة من خلال طلباتها لمعلومات لاعلاقة لها حتى بولايتها وطبيعة عملها، فلماذا لم تطلب معلومات تفصيلية أو تحقق في موضوع أكثر أهمية وله صلة وثيقة بعملها ونشاطها، وهو الادعاء باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد اهالي حلبجة وسكانها الآمنين من قبل الجيش العراقي؟
والجواب بكل بساطة لأنها كانت تعرف من الذي قام بتنفيذ هذه الجريمة، وهي ايران وليس العراق .. ليس من خلال تقارير المخابرات المركزية الأمريكية أو الادارة الأمريكية فحسب، بل من خلال فريق كيماوي متخصص تابع للامم المتحدة زار العراق وايران عام 1988 وزار الجرحى لدى الطرفين، كما التقى بعدد من الجرحى الذين كانوا يعالجون في المستشفيات الأوربية في وقتها، اضافة الى اجرائه لتحليلات مختبرية لعينات من التربة والجثث والاعشاب .... الخ، وكتب تقريره واستنتاجاته التي تبرئ الجيش العراقي الباسل من هذه الجريمة البشعة، براءة الذئب من دم يوسف.
وقد قدر لي شخصاً أن التقي برئيس هذا الفريق، وهو أستاذ في إحدى الجامعات الاسترالية (واعتقد ان اسمه الدكتور دان) في يونيو/ حزيران عام 1991، عندما كنا في سيارة واحدة في طريقنا الى منشأة المثنى العامة حيث كان رئيساً للفريق الكيماوي الاول التابع للجنة الخاصة، إذ بادرني بسؤال فوجئت به وهو : هل عرفتني؟ فأجبته بالنفي، حينها ذكر اسمه، مضيفا أن هذه الزيارة للعراق هي الثانية له، وحكى لي قصة تكليفه بالتحقيق في قضية حلبجة، وانه زار كلاَ من العراق وايران، وكدلك عدة مواقع على الحدود العراقية الايرانية، وأعدَّ تقريره النهائي، الذي أكد فيه ان ايران هي التي قامت بهذه الجريمة البشعة.
وبصراحة فوجئت كثيراً بما قال، على الرغم من فرحي وارتياحي، ولابد لي أن أعترف بهذا لأن كل شيء أصبح تاريخاً الآن، وسبب دهشتي هو انه لم يكن لدي أية معلومات عن هذا التقرير واستناجاته وكان يخالجني حينها نوع من التأثر بالدعاية والاعلام المضاد، الذي كان يروج عكس هذه الحقيقة، ولم اكن احفظ في مخيلتي إلا تلك الصور الفوتوغرافية الكبيرة والمؤثرة التي كانت تنشر على اعمدة شوارع المدن الاوروبية، التي كنت اوفد إليها نهاية الثمانينات، لهذه المجزرة الكبيرة وهي الصور التي كانت تتهم العراق زوراً وبطلاناً بأنه هو الذي نفذ الضربة الكيماوية في حلبجة.. إذ لم يكن لطبيعة عملي قبل عام 1991 علاقة بمتابعة مثل هده الاحداث حيث كنت اعمل في مجال البحث العلمي والتصنيع العسكري، ولذلك فرحت كثيراً عندما سمعت هذه الشهادة من مصدرها الاصلي مباشرة، وطلبت منه تزويدي بنسخة من التقرير المذكور، وقال لي يمكنك ايجاده لدى وزارة الخارجية العراقية، ومع ذلك أوصل لي هو، بعد يومين من مغادرته، نسخة من التقرير الذي ارسلته سكرتيرته لي بالفاكس من مكتبه في استراليا.
وهنا لابد أن نذكِّر القارئ الكريم بحدث مهم حصل عام 1996، للمقارنة والقياس فقط، وكان له صدى واسع في ماكنة الاعلام الغربي للتشهير بالنظام الوطني السابق وإظهاره بمظهر عدم الملتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي وغير آبه بحقوق الانسان وبأنه يستخدم أسلحة الدمار الشامل (التي زعموا انه أخفاها عن انظار المفتشين والعالم) ضد شعبه..
وباختصار فإن "القصة المفبركة" التي قام بتزويد الامم المتحدة بها ما يسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في حينه تقول: ان الجيش العراقي قام باستخدام الأسلحة الكيماوية (في بداية عام 1996)! ضد سكان الاهوار بواسطة الهاونات والمدفعية وان لديهم الدليل على ذلك وهو كراسة عسكرية لأحد ضباط المدفعية وتسمى دفتر آمر الفصيل حيث عثروا عليها في موقع الاطلاق (سقطت سهواً من قبل أمر الفصيل بحسب ادعائهم!!) وفيها يذكر امر الفصيل كل تفاصيل هذه الضربة الكيماوية في الاهوار ووقتها والعتاد المستخدم ..... الخ. وقد جرى تسليم هذه الوثيقة من قبل المجرم المقبور محمد باقر الحكيم نفسه لوفد من المفتشين ترأسه نائب رئيس اللجنة الخاصة زار طهران والتقى معه.
وبعد ذلك حضر فريق تفتيش دولي إلى بغداد للتحقيق والتحقق من هذه المسألة وكانت لديه معلومات دقيقة وتفصيلية عن موقع الاطلاق وموقع الهدف (المزعومين).
وكان توقيت ارسال فريق التفتيش والتصريحات الصحفية عنه تهدف في مجملها الى إضعاف مواقف بعض أعضاء مجلس الامن الدولي التي كانت تسعى الى رفع الحصار الاقتصادي عن العراق وخاصة مجموعة دول عدم الانحياز، اضافة الى روسيا والصين، خلال الجلسة الدورية التي كان مجلس الامن الدولي يعقدها كل ستة اشهر لمناقشة التقرير نصف السنوي للجنة الخاصة التابعة له والمعنية بالتحقق من تنفيذ العراق لالتزاماته المنصوص عليها في القرارات الدولية التي أعقبت عدوان عام 1991.
وقام فريق التفتيش الكيمياوي التابع للجنة الخاصة بزيارة المنطقة بحسب الإحداثيات المثبتة في دفتر امر الفصيل في منطقة الاهوار، وبمرافقة متخصصين من دائرة الرقابة الوطنية اضافة الى مجموعة من افراد الحماية، وقام بجمع عينات ومسحات من التربة والنباتات والمياه اضافة الى قطع معدنية صغيرة.
وفي حينه حاول فريق التفتيش منعنا من اخذ مجموعة ثانية من العينات لحفظها لدينا كمرجع في حالة وجود اي اختلاف بين التحليل المختبري العراقي وبين نتائج تحاليل اللجنة الخاصة، وهو اجراء أصولي يمنع أي تزوير او تشويه للتحاليل المخبرية الا انه وافق بالنهاية على مضض (تم حفظ هذه النماذج المرجعية المختومة بختم الأمم المتحدة في دائرة الرقابة الوطنية وبقيت حتى يوم الاحتلال البغيض).
وقد تم، بالفعل، توزيع نماذج هذه العينات والمسحات، والتي كان المتطرفون والمغرضون من اعضاء فريق التفتيش وعملاء المخابرات المركزية الامريكية يأملون ان تكون نتائجها ايجابية، لصالحهم، وتثبت استخدام العتاد الكيماوي في الأهوار، تم توزيعها على ثلاثة مختبرات عالمية متخصصة ومعروفة في امريكا وبريطانيا وألمانيا.
لكن أولئك المفتشين، ومن خلفهم الادارة الامريكية التي كانت تسعى لإحداث أزمة مع العراق تمهيداً لتبرير عدوان عسكري عليه، أصيبوا بالخذلان لأن كل النتائج، ومن جميع تلك المختبرات، كانت سلبية، كما أن دفتر آمر الفصيل المزعوم، ثبت لديهم، وبعد تدقيقه جنائياً، بأنه مزور!
وللمعلومات فإن الوقت الذي يتطلبه انجاز تحاليل النماذج والمسحات لم يكن ليستغرق أكثر من أسبوع واحد فقط، إلا إن اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة التي كانت تهيمن عليها الولايات المتحدة الامريكية، تعمدت تأخير الاعلان عن النتائج في حينه الى ثلاثة أشهر ونصف، وبعد أن إدى الاعلام الغربي غير المنصف دوره وتأثيره الشرير في تشويه موقف العراق وخدمة الغايات اللاانسانية التي تعمل بجد لعدم رفع الحصار الاقتصادي عن العراق وشعبه بموجب الفقرة (22) من القرار (687).
لذلك لم يكن للاعلان عن نتائج التحليلات المختبرية المتأخر أي صدى مؤثر لدى الرأي العام العالمي مقارنة بالاعلان عن الاستخدام المزعوم للعوامل الكيمياوية في الاهوار !
وعود على بدء، وللتاريخ أقول فإن المعنيين في وزارة الخارجية كانوا يعرفون بهذا التقرير الذي أعدَّه رئيس الفريق الكيماوي الاول التابع للجنة الخاصة، واستنتاجاته، ولكن للأسف، وأقولها بكل حسرة، لم يتم استخدامه في إيضاح موقف العراق العادل، وتبرأته من هذه التهمة المزيفة الخطيرة، عن طريق تكليف إحدى شركات الاعلام والعلاقات العامة العالمية أو مكاتب المحاماة الدولية المرموقة، لغسل ماعلق في أذهان الناس في داخل وخارج العراق، من اتهام باطل جملة وتفصيلاً، لأن امكانيات الاعلام الوطني العراقي، وكما هو معروف، لم يكن بمقدورها أداء الاثر المطلوب على المستوى العالمي!
* اللواء حسام محمد أمين :
عمل مديراً عاماً لدائرة الرقابة الوطنية في العراق قبل الاحتلال الأمريكي عام 2003. وهي الدائرة كانت تمثل حلقة الوصل بين الحكومة العراقية ولجان التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل العراقية والتي تشكلت بموجب قرارات مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة عام 1991. وكان قبل ذلك قد عمل لسنوات طويلة في تشكيلات الجيش العراقي ومنشآت التصنيع العسكري. ومنح لقب عالم عام 2000 بناء على انجازاته وبحوثه العلمية.
عرف اللواء امين بمؤتمراته الصحفية والتي كان يعقدها اسبوعيا للتحدث عن انشطة فرق التفتيش والرد على الادعاءات الأمريكية والبريطانية التي كانت تتهم العراق زوراً بأنه كان يحتفظ بأسلحة دمار شامل أو يطورها، كذريعة للعدوان عليه، والتي ثبت بطلانها وكذبها وانها كانت لغايات سياسية بحتة تهدف إلى إسقاط النظام الوطني في العراق وازالة الرئيس صدام حسين عن قيادته، لضمان امن الكيان الصهيوني، وللسيطرة على ثروات العراق النفطية الهائلة.
كما شارك اللواء حسام محمد أمين في عضوية الوفود التي كان يترأسها نائب رئيس الوزراء طارق عزيز أو وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف للتفاوض مع الأمم المتحدة، والتي كانت تهدف إلى رفع الحصار الشامل المفروض على العراق.
أدرجت القوات الأمريكية بعد احتلالها لبغداد اسم اللواء المهندس حسام محمد امين ضمن قائمة المطلوبين الـ55 حيث أسر في نهاية أبريل/ نيسان 2003 واحتجز في معتقل كروبر قرب مطار بغداد لمدة ثلاث سنوات، حيث تعرض إلى التعذيب الوحشي للاعتراف عن اسلحة الدمار الشامل التي لم تكن موجودة اصلا!
أطلقت القوات الغازية سراحه بعد أن تبين عدم صحة الاتهامات التي وجهت اليه ولثبوت عدم إخفاء نظام الرئيس صدام حسين لأية اسلحة دمار شامل، وهو الهدف المعلن من شن العدوان الأمريكي على العراق.