قالت مصادر مطلعة لــ"اليوم السابع" إن الإدارة الأمريكية عطلت صفقة مروحيات الأباتشى الهجومية، التى كان مقررا توريدها للجيش المصرى خلال الشهرين المقبلين، فى إطار عمليات الضغط التى تمارسها لاستعادة دور جماعة الإخوان الإرهابية فى الحياة السياسية مرة أخرى، وهو ما رفضته الحكومة المصرية، التى أكدت أنه لا مصالحة من كل من تلوثت أيديهم بدماء المصريين.
وأوضحت المصادر قريبة الصلة من دوائر صنع القرار بوزارة الدفاع، أن جانب القدرة القتالية والكفاءة الفنية للجيش المصرى، وقواته الجوية لن تتأثر على الإطلاق بعد القرار الأمريكى بتعليق تصدير 10 طائرات "أباتشى" إلى القاهرة، مؤكدة أن القوات الجوية المصرية تمتلك أكثر من 50 مروحية هجومية من طراز "أباتشى" قادرة على ردع الإرهاب فى شمال سيناء، ومختلف الحدود والاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية.
وأشارت المصادر إلى أن العمليات العسكرية فى سيناء تقودها 4 طائرات فقط من طراز أباتشى، وحققت نتائج مذهلة على مدار الأشهر الماضية، من حيث القدرة على المناورة ودقة إصابة الأهداف، والتعامل مع المعاقل التكفيرية، من مسافات بعيدة، موضحة أن تجميد الصفقة الأمريكية لن يؤثر مطلقا على مستوى الكفاءة القتالية للقوات المواجهة للإرهاب فى شمال سيناء، وهناك استراتيجيات متعددة للمواجهة فى سلاح الجو المصرى.
وكشفت المصادر عن أن القوات الجوية المصرية تمتلك أكبر أسطول للطائرات المقاتلة متعددة المهام فى المنطقة العربية بأكملها، وتعتمد بشكل رئيسى على طائرات متنوعة من دول مختلفة، سواء أوروبية مثل طائرات "ميراج 5" و"ميراج 2000" الفرنسية الصنع، وطائرات ميج 21 الروسية، وطائرات "إف 16" الأمريكية، إلى جانب طائرات التدريب المتقدم "كى 8" التى تصنعها مصر بالتعاون مع الجانب الصينى.
وبينت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تأخذ قرارا بشأن المعونة العسكرية لمصر، قبل انتخاب رئيس جديد للبلاد، واستقرار الأوضاع السياسية، بطريقة يتسنى لها من خلالها تقييم الموقف الدبلوماسى مع مصر، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية مازالت تدعم جماعة الإخوان الإرهابية خلال الوقت الراهن، وتساهم فى دعم الإرهاب بشبه جزيرة سيناء.
وأشارت المصادر إلى أن الطائرة التى تم إرسالها للإصلاح والصيانة فى الولايات المتحدة الأمريكية، سوف تعود خلال الأسبوع المقبل، بعد الضغوط التى مارستها وسائل الإعلام على الجانب الأمريكى، موضحة أن تلك الطائرة كان مفترضا أن يتم إرسالها إلى مصر قبل نحو شهرين، بعدما تم الانتهاء من عمليات الصيانة الخاصة بها، إلا أنه كانت هناك محاولات للتعطيل، فى محاولة للتضييق على الجيش المصرى، وتحجيم عملياته ضد الإرهاب.
وتعتبر طائرة الأباتشى أحد أهم المروحيات الهجومية على مستوى العالم، وتنتجها شركة بوينج الأمريكية، وتتميز بأنها عالية التسليح، ذات ردود أفعال سريعة، بإمكانها أن تهاجم من مسافات قريبة أو فى العمق، وقادرة على العمل ليلا ونهارا وفى جميع الظروف المناخية، وفق تسليحها، الذى يعتمد على صواريخ هيلفاير الخارقة للدروع، وهى مجهزة بمدفع رشاش إم230 بعيار 30مم، وصواريخ الهايدرا 70 (مقاس 2.75 إنش) الفعالة تجاه أنواع مختلفة من الأهداف.
وتستطيع "الأباتشى" حمل 16 صاروخ هلفاير الموجة بالليزر، بمدى 8000 متر، وتستعمل بشكل أساسى لتدمير الدبابات والعربات المصفحة، وتستطيع الطائرة أن تحمل 76 صاروخ أرض جو عيار 2.75 تستعمل ضد الأفراد والعربات ذات التصفيح الخفيف، كما تحمل 1200 قذيفة بعيار 30مم.