أخي تاريخياً لم يكن فارسياً .. بل إطلق عليه أسماء مختلفه ، منذ أقدم العصور التأريخية ، حيث كان يطلق على الخليج العربي إسم "بحر أرض الإله" ولغاية الألف الثالث قبل الميلاد (6)، ثم أصبح إسم الخليج العربي بحر الشروق الكبير حتى الألف الثاني قبل الميلاد (7) ، وسمي بحر بلاد الكلدان خلال النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد(8) ، ثم أصبح إسمه بحر الجنوب خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد (9)على الرغم من وصول المجموعات الرعوية الفارسية الى المنطقة ، وإن جميع الفتراتالتأريخية الآنفة الذكر لم يكن هنالك وجود لغير العرب ، حيث وصل الفرس وقد كانوامجموعات رعوية بعد سقوط الدولة العيلامية خلال القرن السادس قبل الميلاد والتي كان سكانها قبل سقوطها على يد نبوخذ نصر البابلي من الساميين ، وعلى الرغم من ذلك بقيإسم الخليج الخليج العربي بعد ذلك وعلى مدى القرون .
لو لاحظنا هذه التسميات فسنجدها جميعها وبلا إستثناء هي تسميات عربية الأصل وقد أطلقت جزما من قبل سكان الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية حيث جميع المسميات نسبت الى أرض الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية من حيث العبادة في الأولى التي كانت سائدة خلال الألف الثالث قبل الميلاد ، وشروق الشمس في التسمية الثانية والتي كانت سائدة خلال الألف الثاني قبل الميلاد ، وخلال الألف الأول قبل الميلاد كانت التسمية تسند الى الكلدان في بلاد الرافدين وبعض سواحل الخليج العربي والكلدان أقوام سامية عربية الأصول وقد كانت لهم دولة في بلاد الرافدين ، وكذلك الحال بالنسبة للقوم الذين سكنوا الخليج العربي وتحديدا ضمن موقعه الجغرافي الحالي عندما إعتبر المؤرّخون الخليج العربي يقع جنوب بلاد الرافدين ، علما أن حوض مياه الخليج العربي لم تكن موجودة فيالأصل وإنما النظريات تؤكد أن تجمع مياه الخليج العربي تكوّن بعد الفيضان الأعظم والذي حصل في زمان قوم نوح كما أسلفنا .
لقد تحدّث إيراتوستينس الإغريقي ( 276 قبل الميلاد – 194 قبل الميلاد ) كما أشار إلى ذلك أيضا سترابون الإغريقي (القرن الأول قبل الميلاد) فقال : أن مياه الخليج العربي لم تكن عميقة ويستشهد على حد قوله بنمو أشجار تشبه الغار والزيتون قبالة مدينة مكان (سلطنة عمان حاليا ) وقبالة مدينة ملوخا (دولة الإمارات العربية المتحدة حاليا) ،فيذكر المؤرّخ الإغريقي أن هذه الأشجار يمكن ملاحظتها فوق سطح الماء أوقات الجزروتختفي أثناء المد في الخليج العربي ، كما ذكر أن فم الخليج العربي ضيّق (أي عند مضيق هرمز في وقتنا الحاضر)، وأن الساحل الأيمن من الخليج العربي دائري الشكل لينحرف عند فم نهر الفرات ، وهذا يؤكد، والقول لكاتب هذه الدراسة، أن نهري دجلة والفرات كانا يصبّان في الخليج العربي مباشرة بشكل إنفرادي خلال الألف الأول قبل الميلاد ، وليس كما نجدهما اليوم يصبان في شط العرب ، بينما نهري دجلة والفرات كانا يخترقان الأراض الواسعة التي غمرتها مياه الفيضان الأعظم خلال الألف الخامس قبل الميلاد وما يؤكد هذا القول أيضا هو عدم وجود أي مسمّى للخليج العربي خلال الألفين الرابع والخامس قبل الميلاد ، ولذلك نجد أن قبائل العرب كانت منتشرة في منطقة الخليج العربي منذ قديم الزمان وبعد حصول الفيضان الأعظم أصبح تواجد هذه القبائل العربية حول منطقة مياه الخليج العربي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وكما أوضحت الخارطة .
كما أكدت الدراسات أن مدن وبلدات الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية وأطرافها وسواحلها كانت ترتبط بنشاط تجاري ورعوي وأحيانا سياسي فيما بينها وعلى الجانبين الشرقي والغربي من الخليج العربي (10) ، وهو ما يعرف اليوم بالتجارة البينية الحرّة أو الإتحاد الإقتصادي وهذا ما تؤكده خارطة تواجد القبائل العربية على جانبي الخليج العربي ومنذ أقدم العصور ، فقد كانت في شبه الجزيرة العربية الكثير من الحضارات كحضارة عاد وثمود وكذلك المدن منذ أقدم العصور الإنسانية ، ومن أهم هذه المدن والبلدات هي بكّة (منطقة مكّة حاليا) والتي جاء ذكرها في كتاب التوراة وفي الإنجيل ، ومكان Magan (سلطنة عمان حاليا) وملوخا Melukha (دولة الإمارات العربية المتحدة حاليا) ودلمون Delmon (مملكةالبحرين حاليا) وبيت يقين Bait Yakin(الكويت حاليا) وهذا هو ما نجده اليوم سياسيا وتجاريا وإجتماعيا سائدا بين دول مجلس التعاون الخليجي العربي من تواصل تأريخي بين الماضي والحاضر .
تسمية الخليج العربي بعد الميلاد (قبل الإسلام) :
تأكّدت تسمية الخليج العربي عند الرومان والإغريق كما هو الحال عند غيرهم كما تشير المصادر وهو (ساينوس أرابيكوس) تحديدا على لسان سترابون الإغريقي (58 قبل الميلاد – 23 ميلادية ) وهو في ذلك يستشهد بأقوال مؤرخين إغريق آخرين يعود تأريخهم الى قبل القرن الثالث قبل الميلاد ومنهم إيراتوستينس الإغريقي ، مما يؤكد أن هذه التسمية كانت سائدة قبل الميلاد بعدة قرون قبل ميلاد نبي الله عيسى (عليه السلام) وغيرها من المسمّيات العربية التي أطلقت من قبل العرب والمؤرخين الأجانب قديما على الخليج العربي كما أسلفنا ، بل وأن هذه التسمية كانت معروفة لدى شعوب وممالك آسيا مثل الهند والصين وبلاد الرافدين وعيلام وأفريقيا وكذلك في بلاد النيل (أي مصر والسودان) والحبشة وشعوب أوربا حينها لدى الإغريق والرومان ولم يكن في أرض المعمورة حين ذاك دول وأقوام غيرهم فهذه هي مناطق الحضارات وجدت بذلك الوقت ، ويستثنى من ذلك الأقوام التي ظهرت خلال القرن الخامس قبل الميلاد وهي أقوام رعوية جاءت من شمال غرب آسيا والذين لم يكن لهم حضارة في حينها أو قبلها أي أنهم ظهروا هناك بعد أن قضى نبوخذ نصّر على الأقوام الأصليين أي العيلاميين في تلك المنطقة ، وقد كان هذا الفعل خطأ إستراتيجي في حينها وبقيت إنعكاساته حتى يومنا الحاضر ، حيث سعت نلك المجموعات الرعوية الى تحريف تأريخ العيلاميين ونسبوا تأريخهم وحضارتهم لهم تزويراً كما إعتادوا على ذلك خلال تأريخهم ومعتقداتهم السائدة .
.. الخليج عربياً عربياً قبل أن يستوطن الفرس خراسان .. !
لمزيد من المعلومات ..
هنآ