كنوز الغيب الإلهية للأرواح التقية النقية

إنضم
12 يونيو 2013
المشاركات
101
التفاعل
93 0 0
[frame="15 10"]
إسراؤه العالي يجدد صفونا نعطى به خيراً يدوم كل عام

بشرى لنا بشرى لقد نلنا المرام أسرى الإله بسيد الرسل الكرام​



الإسراء و المعراج هما كنوز الغيب الإلهية للأرواح التقيَّة النقيَّة ، فيتناول منها العارفون فصوص الحكم ، ودرر المعاني ، وغيوب الأسرار


الإسراء قد يتحدث فيه بعض الدُّعاة عن الفرق بين حبيب الله ، وصفيَّ الله ، وأنبياء الله ، وما لنا وما لهذا المجال؟ لأن هؤلاء كما قال الله {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} البقرة253


فالذي فضَّل هو الله ، ويكفينا في هذا المجال أن الله الذي أسجد لآدم ملائكة السموات ، أسجد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جميع أرواح الكائنات ، من بدء البدء إلى نهاية النهايات ، فما من روح ظهرت أو ستظهر في الوجود ، إلا وسلمت لسيد الوجود في هذا اليوم المشهود ، وبعد ذلك لا كلام ، لأن الكل انطوى في المصُطفى صلوات الله وسلامه عليه


في الإسراء والمعراج ثبت الله المقامات الروحانية ، ووضح الطريق الموصل إليه ، الذي يرغب فيه أهل الخصوصية ، فالذي يريد أن يصل إلى الله وضح له الطريق ، وبين مراحله ومراتبه ، ومكافآته ، ومقامته بأجلى بيان ، لا يحتاج المرء بعد ذلك إلى بيان ، ولكن كل ما يحتاج إليه ؛ أن يدعو نفسه للعيان ، فليس بعد هذا البيان بيان


فمن أراد الوصول إلى الله ، فلتكن بدايته هي بداية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ينقِّى قلبه من الأغيار ، ويغسله بالماء المعين ، والعلم النافع المدار على قلوب الأطهار والأبرار ، ثم يقيم بدنه وجسمه في مقام الأخيار ، عاملاً بطاعة الله ، وخاصة في الوقت الذي أسرى فيه الله بحبيبه ومُصطفاه {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً} الإسراء79


فالذي يريد المقام الذي يحمد فيه ، ويحمده عليه أهل السموات ، وعمار الملكوت ، فلابد وأن يكون له سير إلى الله في الليل ، لابد وأن يكون له قسط بين يدي الله في جنح الظلام ، والناس نيام ، ولا يعلم به أحد إلا الواحد الأحد


ولو فحصنا دواوين الصالحين ، وحكايات المقربين ، لوجدنا العجب العجاب في هذا الباب ، فما دارت عليهم الأكواب من طهور الشراب ، إلا في الليل والناس نيام ، وفي ذلك يقول أحد الصالحين عن هذا المقام :


سقونى الراح في ليل التدانى بكأس النور من بحر المعانى


فالكأس من النور ، والبحر بحر الحبيب بحر معانى ، وليس بحر مبانى ، كالتي نصطاف عليها هنا ، متى يحدث هذا؟ لابد وأن يكون له سير في الليل إلى الله ، ومن أجل هذا قالوا في حكمهم {من لم تكن له في بدايته قومة ، لم تكن له في نهايته جلسة}


وعندما سألوا الإمام الجنيد بعد أن عجبوا من الأسرار التي أفاضها على لسانه الله ، أشار إلى حجرة صغيرة تحت سلم بيته ، وقال لهم : هذه الأسرار من هذه الحجرة ، يعنى من التجلى بين يدي الله في الأسحار والناس نيام ، لأن هذا وقت الصفاء مع الواحد الأحد ، وكذا عندما سألوا أحد الصالحين ، لماذا خص ربنا وقت السحر باستجابة الدعاء؟ فقال {لأن هذه هي اللحظة التي ولد فيها سيِّد الأنبياء صلى الله عليه وسلم}


فهذه هي لحظة الإجابة ، فإذا سار الإنسان إلى الله ، فعليه أن يفعل كما فعل الصالحون فيكون له وقت من الليل ، ولا يحب أن يطلع عليه أحد بالنهار ، حتى كانوا رضي الله عنهم وأرضاهم يقومون الليل كله ، فإذا أصبح الصباح ، يضع أحدهم على شعره زيتاً ، وفي عينيه كحلاً ، حتى إذا مشى ، لا يلاحظ عليه الناس أثر السهر ، لماذا؟ {يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28


لا يريدون أحداً من الناس ، فالذي يلتفت للناس يكون قد وقع في اللبس والإلتباس ، وضاعت مكانته عند ربِّ الناس


فخلِّ الخلق خلفك ثم عامل بصدق ذات مولاك العلية


ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم منازل القرب ومراتب الرجال ، وهي إلى يوم القيامة كما بيَّنها وذكرها في تلك الليلة المباركة ، فمنا من يلتفت إلى هذه المنزلة مرَّة وإلى غيرها تارة ، قال تعالى {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ} آل عمران152


هؤلاء جماعة وجماعة ، لكن يوجد جماعة فينا يريدون الإثنين معاً ، يلتفت إلى هذه وقتاً ، ويلتفت إلى الأخرى وقتاً آخر ، وهذا لن يترقى أبداً عن المرتبة الآدمية وسيظل واقفاً عند هذه المنزلة الآدمية ، وليس له في الحياة الروحانية ؛ وإليها الإشارة أن سيدنا آدم كان يلتفت مرة لأهل السعادة ، ومرة لأهل الشقاوة ، وهذا كذلك ، لأنه يلتفت حيناً لأهل الله يريد أن يسير معهم ، ويلتفت أخرى لأهل الدنيا يريد أن يصبح مثلهم ، وبذا يظل ثابتاً على هذا الحال ، ولن يرقى إلى مراتب الرجال​





http://www.fawzyabuzeid.com/table_b...%D3%ED%CF%20%C7%E1%CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4


منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً



hadith_elhakaek.JPG
[/frame]
 
عودة
أعلى