اللواء نبيل سعد الخميسي: استشهاد الفريق رياض نقطة تحول فى تاريخ العسكرية المصرية
أكد اللواء أركان حرب نبيل سعد الخميسى، مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب، أن القوات المسلحة لا تبخل على مصابيها وأسر شهدائها بأى دعم ممكن فى كل المجالات، وأن المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، صدّق على زيادة الاعتمادات المالية المخصصة للجمعية. وقال «الخميسى» فى حوار لـ«المصرى اليوم»، إن استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، على الجبهة وسط جنوده وضباطه يمثل قمة الفداء والتضحية من أجل الوطن، مشيراً إلى أن استشهاده يعد نقطة فاصلة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى.. وإلى نص الحوار:
■ ماذا يعنى يوم 9 مارس بالنسبة للقوات المسلحة؟
- كان نقطة تحول فى الصراع العربى الإسرائيلى بداية من عام 1948 وحتى حتى نصر أكتوبر المجيد، وكان الفريق أول عبدالمنعم رياض على الجبهة بين جنوده يوم 9 مارس 1969 وأثناء تبادل لإطلاق النار مع العدو الإسرائيلى نال الشهادة، وهو أعظم شهيد فى التاريخ العسكرى العالمى.
■ متى تأسست جمعية المحاربين القدماء؟
- تأسست جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب فى إبريل 1951 لرعاية أسر الشهداء ومصابى حرب فلسطين عام 1948، وكان اللواء محمد نجيب، الرئيس الأسبق، أحد مصابى حرب فلسطين، أول رئيساً لها، وبعد ذلك أصبح أول رئيس لجمهورية مصر العربية، انضمت الجمعية إلى الاتحاد العالمى لجمعيات المحاربين القدماء وضحايا الحرب ومقره باريس ويضم 96 دولة عام 1953، وفى عام 1960 تم تأسيس الاتحاد العربى للمحاربين القدماء ويضم 17 دولة ومقره القاهرة، ويرأسه حالياً اللواء أمين حسين، مصرى، وانضمت الجمعية له، كما أصبحت الجمعية عضواً فى اللجنة الأفريقية الدائمة، ولها 8 فروع فى الإسماعيلية، الزقازيق، المنصورة، قنا، أسيوط، الإسكندرية، الفيوم، الغربية، بالإضافة إلى جمعية الوفاء والأمل.
■ ما الخدمات التى تقدمها الجمعية؟
- تقدم الجمعية 3 رحلات عمرة وحج سنوياً لأسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية وأعضائها، والرعاية الطبية الشاملة مع الإقامة والإعاشة لمصابى الحرب أو المصابين أثناء الخدمة، بالإضافة إلى مصابى وزارة الداخلية ومحدودى الإعاقة من المدنيين، وتصرف إعانات شهرية ثابتة للمصابين من ذوى المعاشات المحدودة، وكذلك صرف إعانات «بدل مرافق» شهرياً للمصابين الذين صدر لهم قرار طبى بأحقيتهم فى مرافق، كما تقدم الجمعية إعانات دورية فى المناسبات القومية والدينية، وتصرف الأجهزة التعويضية للمصابين، وهدايا عينية ومادية خلال الاحتفالات التى تنظمها فى كافة المحافظات، وتقدم عربة تكريم الإنسان لجميع الأعضاء مجاناً، وتنظم المسابقات الأدبية والفنية، و6 رحلات ترفيهية سنوياً للأعضاء المتقاعدين، و3 رحلات لأسر الشهداء والمصابين، وتخصص لهم مصايف راقية.
■ هل لديكم سقف محدد لعدد الأعضاء المنضمين للجمعية؟
- لا، لكن هناك شروطا محددة، أن يكون المنضم للجمعية أصيب فى أى حرب بدءاً من 1948 حتى عام 1973، أو من أحيل للتقاعد لظروف صحية أو اللياقة الطبية، أو أصيب أثناء الخدمة أو بسببها، لكن مثلاً لو أن ضابطا أصيب أثناء إجازته الاعتيادية لا علاقة لنا به، وهذه المعايير عالمية طبقاً للاتحاد العالمى للمحاربين القدماء.
■ كم تبلغ ميزانية الجمعية؟
- لا يمكن الإفصاح عنها، لكنها بالتأكيد جزء من ميزانية وزارة الدفاع، وصدّق المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع هذا العام على زيادة التكريم المادى والهدايا 3 أضعاف بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، وقال إن هذه الزيادة عرفاناً وتقديراً لما قدمه المصابون والشهداء من أبناء القوات المسلحة لوطنهم.
■ ما تفسيرك لبكاء «السيسى» فى احتفالية «يوم الشهيد» العام الماضى؟
- لا أحد يعرف السيسى جيداً إلا من خدم معه، هو إنسان بالدرجة الأولى، ويمكننى القول إنه أكثر قائد بالقوات المسلحة يحمل قيماً إنسانية نبيلة للغاية، لديه إحساس بأن أسر الشهداء يعانون بسبب غياب رب الأسرة، ولا أنسى لحظات الاحتفال بيوم الشهيد عندما بكت القاعة كلها بمن فيهم وزير الدفاع، عند مشاهدة فيلم الشهيد عبدالمنعم رياض هذا القائد الذى يعد «سيد شهداء العسكريين فى العالم»، لما ضربه من أروع الأمثلة فى التفانى والتضحية والبطولة، عندما نشاهد الأم تقول لابنها قبل خروجه للحرب «لو استشهدت هافتخر بيك العمر كله، ولو أُسرت تبقى مش ابنى»، الجيش المصرى يضم أنقى أبناء هذا الوطن، وقدم شهداء عظماء تم تكريمهم هذا العام من بينهم اللواء أحمد حمدى، والشهيد إبراهيم الرفاعى.
■ هل هناك فرق بين التعامل مع «المحاربين القدماء» والضباط والجنود فى التشكيلات التعبوية؟
- بالطبع لكل منهم طبيعة خاصة، أنا أتعامل مع عسكريين أصبحوا مدنيين فى «المحاربين القدماء» لهم ظروف خاصة، ومتطلبات إنسانية بحتة، أما التشكيلات التعبوية فتحكمها الأوامر والضوابط واللوائح العسكرية الصارمة، ونتعامل مع المحاربين القدماء بمنتهى اللين والحب، خصصنا لهم 8 مكاتب تخدم كافة محافظات الجمهورية بالإضافة إلى المقر الرئيسى بالقاهرة، وصدق «السيسى» على رفع قيمة الإعانات العاجلة والمُلحة، بمبلغ ضخم اعتباراً من العام المالى المقبل.
■ كم مرة التقيت «السيسى» منذ توليه الوزارة؟ وما أبرز المواقف التى حدثت بينكم؟
- توليت مسؤولية الجمعية يوم 1 يناير 2012 فى عهد طنطاوى، بمعنى أننى خدمت مع «طنطاوى» و«السيسى»، وتقابلت مع الثانى عشرات المرات خلال الفترة الماضية، لأنه يولى اهتماماً كبيراً للجانب الإنسانى للمصابين وأسر الشهداء.
■ هل هناك رعاية مختلفة لأسر شهداء سيناء؟
قدمنا لهم الحج ونقدم لهم الإعانات، ونراعيهم اجتماعياً من خلال اللقاءات الدورية المستمرة، زوجة أحد هؤلاء الشهداء على وشك الولادة، نتابعها باستمرار ونقدم لها العلاج والمتابعة الطبية، كل ما يطلبونه سيجدونه على الفور، لا نملك أغلى من دماء شهدائنا الأبرار.
■ لماذا لا يتولى إدارة الجمعية شخص مدنى أو حتى عسكرى من المتقاعدين؟
- المتعارف عليه أن يتولى إدارة الجمعية ضابط برتبة لواء ما زال فى الخدمة، وذلك لأنه سيكون قادراً على العطاء أكثر، ويمتلك القدرة على الوصول لأى شخص داخل القوات المسلحة والتواصل مع كافة الجهات المعنية داخل الجيش.
■ ما برنامج الاحتفال بيوم الشهيد هذا العام؟
- سنحتفل هذا العام بهذه المناسبة حتى شهر يونيو المقبل، وسنمر على 25 محافظة، ويتم الاحتفال داخل المحافظة من خلال المحافظ بحضور المستشار العسكرى، ونتعرف على مطالب المحاربين القدامى وضحايا الحروب، ونقدم لهم الخدمات بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة.
■ ماذا تقول للأجيال الجديدة فى احتفالات «يوم الشهيد»؟
- الأجيال الجديدة هى ثمرة المستقبل، وأملنا فى الغد، ويجب أن يدركوا أننا بهذه الاحتفالات نستعيد بطولات وأمجاد قواتنا المسلحة، ونحيى أرواح شهدائنا الأبرار، الذين قدموا حياتهم هدية فداءً للوطن، ونقف تحية إجلال وتقدير لجيل ذهبى من شعب مصر أبى الخضوع للنكسة والانحناء للهزيمة، فقدم العديد من التضحيات من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة.
http://www.akhbarak.net/articles/14...سي_استشهاد_الفريق_?src=المصري اليوم&ref=home#