قد أثار ما أسماه بوش بـ"الخطة الإستراتيجية للأعوام 2007-2012" قلق روسيا. وستقوم الولايات المتحدة بموجب هذه الخطة وبالتعاون مع حلفائها في أوروبا بمجابهة ما يصفونه بـ"السلوك السلبي لروسيا". ومع ذلك يؤكد الأمين العام لحلف الناتو على أن ذلك لا يشكل أي خطر على الإتزان الإستراتيجي.
وتوجد في الوقت الراهن عناصر من منظمة الدفاع المضاد للصواريخ على أراضي الولايات المتحدة فقط.
وتشارك إسرائيل واليابان في تطوير وتحديث المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ.
وافقت بولندا وتشيكيا على نشر عناصر من منظمومة الدفاعات المضادة للصواريخ على أراضيها.
بدأت بريطانيا محادثات حول نشر عناصر من منظمومة الدفاعات المضادة للصواريخ.
لم تحسم هذه المسألة بعد في أوكرانيا.
أعلنت الولايات المتحدة أنها تتعاون في مسألة الدفاع المضاد للصواريخ مع عدد من الدول، وهي بريطانيا والنمسا والدانمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسرائيل والهند واليابان وهولندا وتايوان وأوكرانيا وبولندا وتشيكيا.
الاختبارات على منظومة "س-400" أظهرت فعاليتها العالية
موسكو، 26 يوليو (تموز). نوفوستي. ذكر قائد قوات المهمات الخاصة الروسية الجنرال يوري سولوفيوف أن الاختبارات التي أجريت في أوائل شهر يوليو الحالي على المنظومة الصاروخية المضادة للجو "س-400" قد أظهرت فعاليتها العالية.
وقال سولوفيوف: "لقد كان ذلك أول اختبار للرماية الحية وتمكنا من تنفيذه بنجاح".
وقام المشاركون في الرماية بإصابة هدفين اثنين: الأول كان يتحرك بسرعة 2800 متر في الثانية، وهو "الهدف الذي يمكن أن يحلق في الفضاء القريب بمثل هذه السرعة افائقة"، على حد قول الجنرال. أما الهدف الثاني فكان هدفا بالستيا أطلق إلى ارتفاع 56 كيلومترا عن الأرض وتمت إصابته كذلك بنجاح.
وتتفوق المنظومة الصاروخية المضادة للجو "س-400" على مثيلاتها من المنظومات المضادة للجو بقدرتها على العمل في المحيط الجوي والفضاء القريب أيضا.
سلاح صاروخي جديد يحمي أجواء العاصمة الروسية ابتداء من 6 أغسطس
موسكو، 28 يوليو (تموز). نوفوستي. ستشهد إحدى وحدات القوات التي تحمي أجواء العاصمة الروسية ووسط روسيا، في يوم 6 أغسطس دخول منظومة صاروخية جديدة شرف الخدمة العسكرية هي منظومة "س - 400" التي تعتبر باكورة الجيل الخامس من أسلحة الدفاع الجوي.
وتفوق منظومة "س - 400" كفاءةً شقيقتها "س - 300"، فالمنظومة الجديدة تستطيع، مثلا، ضرب 12 هدفا في آن واحد في حين أن "س - 300" تستطيع التعامل مع ستة أهداف في آن معا. وفضلا عن ذلك تستطيع منظومة "س - 400" التصدي لصواريخ بالستية مهاجمة والطائرات الأسرع من الصوت.
وأظهرت التجارب أن "س - 400" تستطيع تدمير ما يجب تدميره حتى في الفضاء القريب.
وذكرت صحيفة "كراسنايا زفيزدا" لسان حال وزارة الدفاع الروسية أن موقع التجارب "كابوستين يار" شهد في يوم 13 يوليو 2007 تجربة ناجحة على صاروخ "س - 400" الذي تمكن من تدمير ما تم إطلاقه إلى ارتفاع 56 كيلومترا عندما نزل إلى ارتفاع 16 كيلومترا.
القوات الجوية تختبر المجمع الصاروخي المضاد للجو "أس ـ 400" في مقاطعة أرخانغيلسك بنجاح
موسكو، 13 يوليو (تموز). نوفوستي. قامت القوات الجوية الروسية كما أفاد المكتب الصحفي للقوات بإطلاق نار حية بنجاح من المجمع الصاروخي المضاد للجو "أس ـ 400" (تريومف) في ميدان التجارب التابع لوزارة الدفاع الروسية في مقاطعة أرخانغيلسك.
وتشير الوثيقة إلى أن المشاركين في إطلاق النار أصابوا كافة الأهداف المحددة.
ويتمتع المجمع الصاروخي المضاد للجو "أس ـ 400" بميزات قتالية وسرعة الحركة وبمدى بعيد لإطلاق نار. وإن مجمع "أس ـ 400" مخصص لتدمير كافة أصناف الأجهزة الطائرة ابتداء من طائرات وطائرات بلا ملاحين وصواريخ مجنحة. وتتمثل أهم ميزة لدى "أس ـ 400" مقارنة "بأس ـ 300" في أن المجمع الجديد مزود بالصواريخ المضادة للجو الجديدة ذات رؤوس مدمرة ذاتية التوجيه ومدى إطلاق نار أبعد.
و أعلن الفريق الكسندر غوركوف الرئيس السابق لقوات الصواريخ المضادة للجو في القوات الجوية أن مجمعات "أس ـ 400" ستقوم حتى عام 2015 بحماية المجال الجوي فوق المراكز السياسية والاقتصادية والإدارية الهامة في روسيا.
محطة الرادار في غابالا قادرة على مراقبة كل الشرقين الأوسط والأدنى
موسكو، 16 يوليو (تموز). نوفوستي. يرى جنرال الجيش يوري بالويفسكي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن بوسع محطة الرادار في غابالا بأذربيجان مراقبة كل الشرق الأوسط وأن تصبح مصدر معلومات موضوعية حول النشاط الصاروخي في المنطقة.
فقال بالويفسكي في تصريح أدلى به لصحيفة "تريبونا" البولندية ونشر في موقع وزارة الدفاع الروسية على الإنترنت اليوم الاثنين: "إننا اقترحنا استخدام محطة الرادار هذه كبديل لنشر قسم من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا. وهذا لاسيما وإنها محطة بوسعها مراقبة كل الشرقين الأوسط والأدنى وأن تصبح مصدر معلومات موضوعية حول النشاط الصاروخي في المنطقة".
وبهذا التصريح علق الجنرال على مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في غابالا بأذربيجان من قبل العسكريين الروس والأمريكان.
ويرى بالويفسكي أن هذا المقترح بناء للغاية. وأنه على قناعة بأن إمكانيات محطة الرادار في غابالا كافية جدا لضمان الرقابة والرصد.
وقال بالويفسكي إن "الرئيس الروسي أعلن علاوة على ذلك أنه إذا تم الاتفاق على مستوى الخبراء على ضرورة تطوير المحطة فسيجري تطويرها".
نشر "الدرع الصاروخي الأمريكي" في أوروبا يهدد التعاون بين روسيا والناتو
بيشكيك، 27 يونيو (حزيران). نوفوستي. صرح وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف بأن نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا يهدد التعاون بين روسيا والأجهزة المعنية للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في مجال الأمن، ذلك التعاون الذي نشأ في الظروف الجيوبوليتيكية الجديدة خلال الـ15 عاما الأخيرة.
وقال سيرديوكوف في اجتماع وزراء دفاع البلدان الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون الذي عقد في بيشكيك اليوم إن روسيا تشعر بالقلق من قيام الولايات المتحدة وحلف الناتو بإدراج اسم هذا البلد أو ذاك في قائمة "بؤر الإرهاب" على هواهما. وأضاف: "يقومان بهدف التصدي للتهديد الصاروخي الوهمي من جانب إيران وكوريا الشمالية بإجراء محادثات مع حكومتي تشيكيا وبولندا حول نشر الموقع الثالث للمنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ".
وأكد وزير الدفاع الروسي أنه لم يكلف أي أحد نفسه مشقة سؤال شعوب أوروبا رأيها في هذه المسألة.
وقال سيرديوكوف: "تذكرنا هذه التصرفات بفترة الحرب الباردة التي بدأنا نتخلص من إرثها ونبني نظاما عالميا متعدد الأقطاب".
وأكد أن مسألة الدفاعات المضادة للصواريخ تتميز بشموليتها، ولهذا يجب أن تناقش من قبل جميع الأطراف المعنية والمؤثرة على توازن القوى الإستراتيجي في العالم.
ما حاجة أوروبا إلى الدفاع الأمريكي المضاد للصواريخ؟
بقلم: بيوتر غونتشاروف، معلق نوفوستي السياسي
لم يقدم أي من الزعماء الأوروبيين حتى الآن جوابا واضحا عن هذا السؤال. إذ ترى مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، مثلا، أن الإجابة عنه من شأن روسيا التي يبنى هذا الدفاع بجانبها والولايات المتحدة باعتبارها الباني الرئيسي لهذه المنظومة الدفاعية. وينبغي أن يكون جوابهما وليدة توافق بين الجانبين.
الجواب جاهز لدى كل من الجانبين لكن التوافق فيما بينهما ما زال بعيدا كل البعد.
فتعتقد القيادة الروسية في الكرملين وهيئة الأركان العامة أن عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ المنوي نشرها في أوروبا موجهة ضد روسيا وأن حماية أمريكا من الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية ما هو سوى واجهة.
فيجب القول إن الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية التي لا يعرف أحد حتى الآن متى ستظهر إن ظهرت، سوف تحلق نحو أمريكا عبر القطب الشمالي لا عبر أوروبا. وهذا يعني أن الصواريخ العشرة المضادة للصواريخ والتي ستنشر في بولندا تكلف بمهمة باطلة أصلا لأنها لا تتمكن من إصابة الصواريخ إلا إذا كانت تسير بالاتجاه المقابل. أما الرادار الذي يزمع نشره في تشيكيا فيستطيع أن "يرى" الأراضي الروسية حتى جبال الأورال.
لقد زعمت الولايات المتحدة في البداية أن منظومة الدفاع المضاد للصورايخ الجاري بناؤها مخصصة حصرا لحماية حلفائها في أوروبا من الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية. ويبدو للوهلة الأولى وكأنها فكرة منطقية. فالصواريخ الكورية الشمالية قادرة على الوصول إلى أوروبا والصواريخ الإيرانية ربما ستقدر على ذلك عما قريب.
ولكن لموسكو حججها الخاصة وبهذا الصدد أيضا. ما الذي يدفع كوريا الشمالية إلى قصف أوروبا؟ وينسحب نفس هذا السؤال على إيران التي ليست علاقاتها مع أوروبا متوترة إلى درجة توترها مع الولايات المتحدة.
وإذا صدقنا صحيفة "The Guardian" البريطانية فقد صرحت وارسو بأنها لا تخاف من الصواريخ الإيرانية وإنما تخاف من الصواريخ الروسية.
ولا تخلو الحجج البولندية من المنطق أيضا. فقد توصلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي منذ 35 عاما إلى استنتاج طبيعي مفاده أن تعزيز الدفاع الإستراتيجي لأحد الطرفين يقلل على نحو ملموس من القدرة الدفاعية للطرف الآخر. وتفرض معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ التي وقعها الطرفان في عام 1972 والبروتوكول الملحق بها في عام 1974 تقييدات شديدة على تطوير وسائل الدفاع الإستراتيجي وعلى توزيعها الجغرافي.
ومن الطبيعي أن ظهور وسائل الدفاع الأمريكي المضاد للصواريخ في أوروبا محفوف بمخاطر الرد المتناسب من جانب روسيا.
ولا يفترض الرد المتناسب بالضرورة القيام بخطوات مماثلة. فقد قررت موسكو أن رد روسيا على نشر منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية في أوروبا سيكون غير مشابه من حيث الشكل.
واعتبرت هيئة الأركان العامة الروسية أن أحد الخيارات الأولى لهذا الجواب يمكن أن يتمثل في انسحاب روسيا من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. لكن هذا الخيار للرد غير المشابه يبدوا مبالغا فيه لأن هذه الصواريخ لا تهدد صاحب منظومة الدفاع الصاروخية أما فسخ إحدى المعاهدات القليلة المتبقية في مجال نزع الأسلحة النووية فقد يتمخض عن نتائج لا تحمد عقباها.
بيد أن معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى باتت مصدر صداع فعلي بالنسبة لروسيا التي أتلفت بموجب معاهدتها مع أمريكا صواريخها ذات المدى المتوسط والقصير فوجدت نفسها في محيط من الدول التي تنتج نفس هذه الصواريخ دونما أي قيود. وبينها الكوريتان والصين والهند وباكستان وإيران. ولكن لا يجوز أبدا ربط هذه المشكلة بمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ. وهذا مفهوم للجميع في روسيا. خاصة وإذا راعينا أن واشنطن وقعت عام 1987 معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مع روسيا نتيجة لضغط من قبل حلفائها في الناتو.
وكان بإمكان المرء أن يتفهم دواعي القلق الذي ساد الناتو وبالتالي أوروبا الغربية آنذاك لأن القارة الأوروبية كانت مدججة بالصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مثل صواريخ "بيرشينغ" الأمريكية والصواريخ المجنحة المرابطة على الأرض والصواريخ السوفيتية ذات الرؤوس الحربية الانشطارية من طراز "س س - 20". وبموجب معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى تم إتلاف 1836 صاروخا سوفيتيا و859 صاروخا أمريكيا.
وبعد مناقشة قصيرة على مستوى الخبراء تم العثور على الرد. فكما اتضح تقدر الصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات من طراز "توبول - م" اليوم على اختراق أي دفاع مضاد للصواريخ. مع العلم أن الصواريخ العابرة للقارات يمكن أن تستعمل على مسافات أقل مما يعوض عن غياب الصواريخ المتوسطة المدى.
ونشرت صحيفة "Le Figaro" في مايو الجاري مقالة بعنوان "هل تتمكن باريس من إحلال السلام على صعيد العلاقات الروسية - الأمريكية؟" يتأمل مؤلفها في طرق إشراك روسيا في المشروع الأمريكي للدفاع المضاد للصواريخ.
ومن البديهي أن قضية المنظومة المشتركة للدفاع المضاد للصواريخ ليست بقضية اليوم بل هي قضية الغد. وبالإضافة إلى ذلك لا يجب إشراك روسيا في منظومة الدفاع الأمريكية أو بالعكس وإنما يجب جذب روسيا وأمريكا إلى بناء دفاع مشترك مضاد للصواريخ بما في ذلك بمشاركة أوروبا.
كلينتون: نشر عناصر من منظومة الدرع الصاروخي الأمريكية في أوروبا إهدار للمال (الخبر بالتفصيل)
موسكو، 30 يونيو (حزيران). نوفوستي. أعرب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عن شكوكه في فعالية نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا (تشيكيا وبولندا).
ووصف كلينتون في مؤتمر صحفي عقده على هامش القمة السنوية الرابعة لمنظمة "إستراتيجية يالطا الأوروبية" المخططات الأمريكية هذه بأنها إهدار كبير للمال العام. وأضاف أنها تخلق جوا من المواجهة غير الضرورية مع روسيا.
ويرى كلينتون أن المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ غير فعالة إلى الحد الذي يجعلها قوة ضاربة. ودعا للعودة إلى مشروع "حرب النجوم" للتصدي للتهديدات الصاروخية المحتملة.
ويذكر أن الإدارة الأمريكية الحالية تواصل تنفيذ مخططاتها في مجال نشر عناصر من منظومة الدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية.
وتعارض موسكو الخطط الأمريكي الخاصة بنشر 10 صواريخ اعتراضية في بولندا، ومحطة رادار في تشيكيا.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي في ختام قمة مجموعة الثمانية الكبار في هايليغيندام في الثامن من هذا الشهر أن نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في تشيكيا وبولندا سيلحق ضررا بأمن روسيا ومواطنيها. وذكر الرئيس بوتين أن الخبراء العسكريين الروس قيموا مدى خطورة هذه الخطوة.
وشدد على أن السلام الدولي كان مرتكزا على توازن القوى الإستراتيجية الذي يشكل الإخلال به خطورة على جميع الدول الكبرى.
واقترح الرئيس بوتين على نظيره الأمريكي في لقائهما على هامش القمة المذكورة استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في منطقة غابالا الأذربيجانية بشكل مشترك لأغراض منظومة الدفاعات المضادة للصواريخ.
ويرى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف أن رد الولايات المتحدة على اقتراح موسكو سيكشف دوافع واشنطن الحقيقية من مخططاتها الخاصة بنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية. وقال كوساتشوف: "إذا رفض الجانب الأمريكي المقترح الروسي لسبب أو لآخر فسيتضح أن الهدف الحقيقي لواشنطن لا يتمثل في مواجهة التهديدين الإيراني والكوري الشمالي وإنما ردع القدرات النووية الروسية".
وأكد كوساتشوف أن قبول واشنطن لمقترح موسكو سيعني بدء مرحلة جديدة من الشراكة بين روسيا والولايات المتحدة.
ومن جانب آخر أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في تصريح للصحفيين أن المقترحات الروسية حول الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في غابالا بأذربيجان لن تؤثر على مخططات الولايات المتحدة لنشر عناصر الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية.
ووصفت رايس مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في أذربيجان للحماية من الصواريخ بأنه "مفاجأة". وقالت وزيرة الخارجية إن هذا المقترح يستحق الدراسة ولكن في ظل مواصلة المباحثات في نفس الوقت مع بولندا وتشيكيا حول نشر عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أراضيهما. وأضافت: "سنواصل المباحثات مع تشيكيا وبولندا، ومناقشة المسألة في حلف الناتو. وسنفعل ما نعتبره أفضل من وجهة نظر حل مسائل الأمن".
وذكر المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض توني سنو أن مقترح الرئيس الروسي خلق انطباعا إيجابيا لدى جورج بوش. ولا يتوقع البيت الأبيض في الوقت ذاته أن يسفر لقاء الرئيسين الأمريكي والروسي في الأول من شهر يوليو في منزل عائلة بوش في كينيبانكبورت بولاية مين عن نتائج مهمة في هذه المسألة.
الدفاع ضد الصواريخ: روسيا تعرض على الناتو شراكة إستراتيجية
بروكسل، 26 يوليو (تموز). نوفوستي. أعلن مدير دائرة الشؤون الأمنية ونزع السلاح بوزارة الخارجية الروسية، اناتولي انتونوف، أن روسيا تدعو حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الدخول في شراكة إستراتيجية بقصد توفير الحماية من هجوم محتمل بالصواريخ مشيرا إلى أن روسيا تقترح في حقيقة الأمر إنشاء منظومة دولية لدرء أخطار صاروخية.
وأضاف أن المقترحات الروسية عبارة عن حزمة واحدة لا يمكن تجزئها.
وتنوي الولايات المتحدة وضع عناصر من منظومتها الصاروخية الدفاعية في الأراضي التشيكية والبولندية متذرعة بمواجهة تهديدات قد تصدر عن الدول التي تضعها في ما تصفه بمحور الشر، بما فيها إيران، في حين تعتبر موسكو ما تنوي الولايات المتحدة وضعه قرب الحدود الروسية خطرا على أمن روسيا.
ولهذا اقترحت روسيا على الولايات المتحدة أن تتخلى عن نشر عناصر منظومتها الصاروخية في شرق أوروبا وتستعين عوضا عن ذلك بالرادار الموجود في أذربيجان والذي تستأجره روسيا، والرادار الذي تنشئه روسيا في جنوبها، لاكتشاف صواريخ مهاجمة افتراضية.
وقال مسؤول وزارة الخارجية الروسية في حديث للصحفيين في ختام اجتماع مجلس روسيا - الناتو في بروكسل إن ممثلي الناتو استمعوا إلى الحجج الروسية ولكنهم لم يقبلوا بكل ما قدمته روسيا من حجج.
وأضاف أن بحث هذا الموضوع سيستمر خلال اجتماع تشاوري يجب أن يعقده ممثلو روسيا والولايات المتحدة في واشنطن في يومي 30 و31 يوليو.
ومن جانبه قال رئيس إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع الروسية الجنرال يفغيني بوجينسكي إن خلاصة المقترحات الروسية "رصد انطلاق وتطور برنامج صاروخي إيراني في حال ظهوره" منوها إلى "أن إيران لن تستطيع في المستقبل المنظور صنع صاروخ متوسط المدى ناهيك عن صاروخ بعيد المدى، بمقدوره الوصول إلى أي قارة أخرى".
لماذا لا تنشر الولايات المتحدة عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في إسرائيل؟
أظهر التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب أن الأخير قلق من وضع الديمقراطية في روسيا في حين تبدي موسكو قلقا من نشر صواريخ أمريكية قرب حدود روسيا.
وتجدر الإشارة إلى أن شعبية الرئيس فلاديمير بوتين في نهاية فترة رئاسته الثانية أعلى من شعبية بوش وبلير في أوائل تسلمهما مهام منصبيهما. وهذا يعني أن الشعب الروسي راض عن أداء رئيسه خلافا لما يدعيه ممثلو المعارضة والرأي العام الغربي.
وتستند حجج واشنطن دائما إلى عبارة "من أجل تحقيق مصالح الشعب الأمريكي". أما شعبية الرئيس بوتين فتمثل دليلا قويا على صواب سياسته الداخلية الرامية إلى تحقيق مصالح الشعب الروسي الذي يملك الحق في ترتيب المهمات ذات الأولوية للسلطة.
وتمتلك الولايات المتحدة حاليا 18 صاروخا اعتراضيا تنطلق من منصات فوق سطح الأرض، منها 16 صاروخا في ألاسكا وصاروخان في كاليفورنيا. وتعتزم واشنطن رفع هذا العدد بحلول عام 2013 إلى 54، منها 40 في ألاسكا، و4 في كاليفورنيا، و10 في بولندا. وهناك سؤال يطرح نفسه بقوة في هذا المجال: لماذا يتعين على روسيا أن تتفرج صامتة دون أن تثير الخطط الأمريكية قلقها؟
ترى موسكو في إشراك بلدان حلف وارسو السابق في المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ تحديا وقحا لا يختلف عن توسع الناتو شرقا من خلال ضم تلك البلدان. ولا يرد أي أحد على السؤال أيضا: لماذا يتم التصدي لإيران في بولندا بالذات؟.
من المعروف أن إيران لم تهدد أوروبا أو الولايات المتحدة بل على العكس نسمع بين الحين والآخر تهديدات صادرة من طهران بحق إسرائيل. فلماذا لا تقوم الولايات المتحدة بنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في إسرائيل؟
("نيزافيسيمايا غازيتا"، 7 / 6 / 2007 ـ وكالة نوفوستي)
قسطنطين كوساتشوف: رد الولايات المتحدة على اقتراح موسكو حول مسائل الدرع الصاروخي سيكشف النوايا الحقيقية لواشنطن
موسكو، 8 يونيو (حزيران). نوفوستي. يرى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف أن رد الولايات المتحدة على اقتراح موسكو سيكشف دوافع واشنطن الحقيقية لنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية.
واقترح الرئيس فلاديمير بوتين على نظيره الأمريكي استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان بشكل مشترك لأغراض المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ.
وقال الرئيس بوتين: "لقد نظرنا في المقترحات الأمريكية بانتباه. ولدينا أفكارنا الخاصة التي عرضتها على الرئيس الأمريكي، وأولها الاستخدام المشترك لمحطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان". وذكر أنه تحدث حول هذا الموضوع يوم أمس مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. وأكد أن الاتفاقية المبرمة بين روسيا وأذربيجان تتيح ذلك.
وقال كوساتشوف: "إذا رفض الجانب الأمريكي المقترح الروسي لسبب أو لآخر فسيتضح أن الهدف الحقيقي لواشنطن لا يتمثل في مواجهة التهديدين الإيراني والكوري الشمالي وإنما ردع القدرات النووية الروسية".
وأكد كوساتشوف أن قبول واشنطن لمقترح موسكو سيعني بدء مرحلة جديدة من الشراكة بين روسيا والولايات المتحدة.
وتوجد في الوقت الراهن عناصر من منظمة الدفاع المضاد للصواريخ على أراضي الولايات المتحدة فقط.
وتشارك إسرائيل واليابان في تطوير وتحديث المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ.
وافقت بولندا وتشيكيا على نشر عناصر من منظمومة الدفاعات المضادة للصواريخ على أراضيها.
بدأت بريطانيا محادثات حول نشر عناصر من منظمومة الدفاعات المضادة للصواريخ.
لم تحسم هذه المسألة بعد في أوكرانيا.
أعلنت الولايات المتحدة أنها تتعاون في مسألة الدفاع المضاد للصواريخ مع عدد من الدول، وهي بريطانيا والنمسا والدانمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسرائيل والهند واليابان وهولندا وتايوان وأوكرانيا وبولندا وتشيكيا.
الدفاع المضاد للصواريخ (رسم بياني)
المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ والنظام الصاروخي الروسي: الإمكانيات والأهداف
المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ والنظام الصاروخي الروسي: الإمكانيات والأهداف
الاختبارات على منظومة "س-400" أظهرت فعاليتها العالية
موسكو، 26 يوليو (تموز). نوفوستي. ذكر قائد قوات المهمات الخاصة الروسية الجنرال يوري سولوفيوف أن الاختبارات التي أجريت في أوائل شهر يوليو الحالي على المنظومة الصاروخية المضادة للجو "س-400" قد أظهرت فعاليتها العالية.
وقال سولوفيوف: "لقد كان ذلك أول اختبار للرماية الحية وتمكنا من تنفيذه بنجاح".
وقام المشاركون في الرماية بإصابة هدفين اثنين: الأول كان يتحرك بسرعة 2800 متر في الثانية، وهو "الهدف الذي يمكن أن يحلق في الفضاء القريب بمثل هذه السرعة افائقة"، على حد قول الجنرال. أما الهدف الثاني فكان هدفا بالستيا أطلق إلى ارتفاع 56 كيلومترا عن الأرض وتمت إصابته كذلك بنجاح.
وتتفوق المنظومة الصاروخية المضادة للجو "س-400" على مثيلاتها من المنظومات المضادة للجو بقدرتها على العمل في المحيط الجوي والفضاء القريب أيضا.
سلاح صاروخي جديد يحمي أجواء العاصمة الروسية ابتداء من 6 أغسطس
موسكو، 28 يوليو (تموز). نوفوستي. ستشهد إحدى وحدات القوات التي تحمي أجواء العاصمة الروسية ووسط روسيا، في يوم 6 أغسطس دخول منظومة صاروخية جديدة شرف الخدمة العسكرية هي منظومة "س - 400" التي تعتبر باكورة الجيل الخامس من أسلحة الدفاع الجوي.
وتفوق منظومة "س - 400" كفاءةً شقيقتها "س - 300"، فالمنظومة الجديدة تستطيع، مثلا، ضرب 12 هدفا في آن واحد في حين أن "س - 300" تستطيع التعامل مع ستة أهداف في آن معا. وفضلا عن ذلك تستطيع منظومة "س - 400" التصدي لصواريخ بالستية مهاجمة والطائرات الأسرع من الصوت.
وأظهرت التجارب أن "س - 400" تستطيع تدمير ما يجب تدميره حتى في الفضاء القريب.
وذكرت صحيفة "كراسنايا زفيزدا" لسان حال وزارة الدفاع الروسية أن موقع التجارب "كابوستين يار" شهد في يوم 13 يوليو 2007 تجربة ناجحة على صاروخ "س - 400" الذي تمكن من تدمير ما تم إطلاقه إلى ارتفاع 56 كيلومترا عندما نزل إلى ارتفاع 16 كيلومترا.
إمكانيات وآفاق المنظومة الصاروخية الجديدة المضادة للجو من طراز "س-400"
"اسكندر" – نظام صاروخي قادر على اختراق جميع منظومات الدفاع المضاد للصواريخ
"اسكندر" – نظام صاروخي قادر على اختراق جميع منظومات الدفاع المضاد للصواريخ
القوات الجوية تختبر المجمع الصاروخي المضاد للجو "أس ـ 400" في مقاطعة أرخانغيلسك بنجاح
موسكو، 13 يوليو (تموز). نوفوستي. قامت القوات الجوية الروسية كما أفاد المكتب الصحفي للقوات بإطلاق نار حية بنجاح من المجمع الصاروخي المضاد للجو "أس ـ 400" (تريومف) في ميدان التجارب التابع لوزارة الدفاع الروسية في مقاطعة أرخانغيلسك.
وتشير الوثيقة إلى أن المشاركين في إطلاق النار أصابوا كافة الأهداف المحددة.
ويتمتع المجمع الصاروخي المضاد للجو "أس ـ 400" بميزات قتالية وسرعة الحركة وبمدى بعيد لإطلاق نار. وإن مجمع "أس ـ 400" مخصص لتدمير كافة أصناف الأجهزة الطائرة ابتداء من طائرات وطائرات بلا ملاحين وصواريخ مجنحة. وتتمثل أهم ميزة لدى "أس ـ 400" مقارنة "بأس ـ 300" في أن المجمع الجديد مزود بالصواريخ المضادة للجو الجديدة ذات رؤوس مدمرة ذاتية التوجيه ومدى إطلاق نار أبعد.
و أعلن الفريق الكسندر غوركوف الرئيس السابق لقوات الصواريخ المضادة للجو في القوات الجوية أن مجمعات "أس ـ 400" ستقوم حتى عام 2015 بحماية المجال الجوي فوق المراكز السياسية والاقتصادية والإدارية الهامة في روسيا.
محطة الرادار في غابالا: هل هي المفتاح لحل المشكلة المرتبطة بالمنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ؟
محطة الرادار في غابالا قادرة على مراقبة كل الشرقين الأوسط والأدنى
موسكو، 16 يوليو (تموز). نوفوستي. يرى جنرال الجيش يوري بالويفسكي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن بوسع محطة الرادار في غابالا بأذربيجان مراقبة كل الشرق الأوسط وأن تصبح مصدر معلومات موضوعية حول النشاط الصاروخي في المنطقة.
فقال بالويفسكي في تصريح أدلى به لصحيفة "تريبونا" البولندية ونشر في موقع وزارة الدفاع الروسية على الإنترنت اليوم الاثنين: "إننا اقترحنا استخدام محطة الرادار هذه كبديل لنشر قسم من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا. وهذا لاسيما وإنها محطة بوسعها مراقبة كل الشرقين الأوسط والأدنى وأن تصبح مصدر معلومات موضوعية حول النشاط الصاروخي في المنطقة".
وبهذا التصريح علق الجنرال على مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في غابالا بأذربيجان من قبل العسكريين الروس والأمريكان.
ويرى بالويفسكي أن هذا المقترح بناء للغاية. وأنه على قناعة بأن إمكانيات محطة الرادار في غابالا كافية جدا لضمان الرقابة والرصد.
وقال بالويفسكي إن "الرئيس الروسي أعلن علاوة على ذلك أنه إذا تم الاتفاق على مستوى الخبراء على ضرورة تطوير المحطة فسيجري تطويرها".
نشر "الدرع الصاروخي الأمريكي" في أوروبا يهدد التعاون بين روسيا والناتو
بيشكيك، 27 يونيو (حزيران). نوفوستي. صرح وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف بأن نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا يهدد التعاون بين روسيا والأجهزة المعنية للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في مجال الأمن، ذلك التعاون الذي نشأ في الظروف الجيوبوليتيكية الجديدة خلال الـ15 عاما الأخيرة.
وقال سيرديوكوف في اجتماع وزراء دفاع البلدان الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون الذي عقد في بيشكيك اليوم إن روسيا تشعر بالقلق من قيام الولايات المتحدة وحلف الناتو بإدراج اسم هذا البلد أو ذاك في قائمة "بؤر الإرهاب" على هواهما. وأضاف: "يقومان بهدف التصدي للتهديد الصاروخي الوهمي من جانب إيران وكوريا الشمالية بإجراء محادثات مع حكومتي تشيكيا وبولندا حول نشر الموقع الثالث للمنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ".
وأكد وزير الدفاع الروسي أنه لم يكلف أي أحد نفسه مشقة سؤال شعوب أوروبا رأيها في هذه المسألة.
وقال سيرديوكوف: "تذكرنا هذه التصرفات بفترة الحرب الباردة التي بدأنا نتخلص من إرثها ونبني نظاما عالميا متعدد الأقطاب".
وأكد أن مسألة الدفاعات المضادة للصواريخ تتميز بشموليتها، ولهذا يجب أن تناقش من قبل جميع الأطراف المعنية والمؤثرة على توازن القوى الإستراتيجي في العالم.
ما حاجة أوروبا إلى الدفاع الأمريكي المضاد للصواريخ؟
بقلم: بيوتر غونتشاروف، معلق نوفوستي السياسي
لم يقدم أي من الزعماء الأوروبيين حتى الآن جوابا واضحا عن هذا السؤال. إذ ترى مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، مثلا، أن الإجابة عنه من شأن روسيا التي يبنى هذا الدفاع بجانبها والولايات المتحدة باعتبارها الباني الرئيسي لهذه المنظومة الدفاعية. وينبغي أن يكون جوابهما وليدة توافق بين الجانبين.
الجواب جاهز لدى كل من الجانبين لكن التوافق فيما بينهما ما زال بعيدا كل البعد.
فتعتقد القيادة الروسية في الكرملين وهيئة الأركان العامة أن عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ المنوي نشرها في أوروبا موجهة ضد روسيا وأن حماية أمريكا من الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية ما هو سوى واجهة.
فيجب القول إن الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية التي لا يعرف أحد حتى الآن متى ستظهر إن ظهرت، سوف تحلق نحو أمريكا عبر القطب الشمالي لا عبر أوروبا. وهذا يعني أن الصواريخ العشرة المضادة للصواريخ والتي ستنشر في بولندا تكلف بمهمة باطلة أصلا لأنها لا تتمكن من إصابة الصواريخ إلا إذا كانت تسير بالاتجاه المقابل. أما الرادار الذي يزمع نشره في تشيكيا فيستطيع أن "يرى" الأراضي الروسية حتى جبال الأورال.
لقد زعمت الولايات المتحدة في البداية أن منظومة الدفاع المضاد للصورايخ الجاري بناؤها مخصصة حصرا لحماية حلفائها في أوروبا من الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية. ويبدو للوهلة الأولى وكأنها فكرة منطقية. فالصواريخ الكورية الشمالية قادرة على الوصول إلى أوروبا والصواريخ الإيرانية ربما ستقدر على ذلك عما قريب.
ولكن لموسكو حججها الخاصة وبهذا الصدد أيضا. ما الذي يدفع كوريا الشمالية إلى قصف أوروبا؟ وينسحب نفس هذا السؤال على إيران التي ليست علاقاتها مع أوروبا متوترة إلى درجة توترها مع الولايات المتحدة.
وإذا صدقنا صحيفة "The Guardian" البريطانية فقد صرحت وارسو بأنها لا تخاف من الصواريخ الإيرانية وإنما تخاف من الصواريخ الروسية.
ولا تخلو الحجج البولندية من المنطق أيضا. فقد توصلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي منذ 35 عاما إلى استنتاج طبيعي مفاده أن تعزيز الدفاع الإستراتيجي لأحد الطرفين يقلل على نحو ملموس من القدرة الدفاعية للطرف الآخر. وتفرض معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ التي وقعها الطرفان في عام 1972 والبروتوكول الملحق بها في عام 1974 تقييدات شديدة على تطوير وسائل الدفاع الإستراتيجي وعلى توزيعها الجغرافي.
ومن الطبيعي أن ظهور وسائل الدفاع الأمريكي المضاد للصواريخ في أوروبا محفوف بمخاطر الرد المتناسب من جانب روسيا.
ولا يفترض الرد المتناسب بالضرورة القيام بخطوات مماثلة. فقد قررت موسكو أن رد روسيا على نشر منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية في أوروبا سيكون غير مشابه من حيث الشكل.
واعتبرت هيئة الأركان العامة الروسية أن أحد الخيارات الأولى لهذا الجواب يمكن أن يتمثل في انسحاب روسيا من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. لكن هذا الخيار للرد غير المشابه يبدوا مبالغا فيه لأن هذه الصواريخ لا تهدد صاحب منظومة الدفاع الصاروخية أما فسخ إحدى المعاهدات القليلة المتبقية في مجال نزع الأسلحة النووية فقد يتمخض عن نتائج لا تحمد عقباها.
بيد أن معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى باتت مصدر صداع فعلي بالنسبة لروسيا التي أتلفت بموجب معاهدتها مع أمريكا صواريخها ذات المدى المتوسط والقصير فوجدت نفسها في محيط من الدول التي تنتج نفس هذه الصواريخ دونما أي قيود. وبينها الكوريتان والصين والهند وباكستان وإيران. ولكن لا يجوز أبدا ربط هذه المشكلة بمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ. وهذا مفهوم للجميع في روسيا. خاصة وإذا راعينا أن واشنطن وقعت عام 1987 معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مع روسيا نتيجة لضغط من قبل حلفائها في الناتو.
وكان بإمكان المرء أن يتفهم دواعي القلق الذي ساد الناتو وبالتالي أوروبا الغربية آنذاك لأن القارة الأوروبية كانت مدججة بالصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مثل صواريخ "بيرشينغ" الأمريكية والصواريخ المجنحة المرابطة على الأرض والصواريخ السوفيتية ذات الرؤوس الحربية الانشطارية من طراز "س س - 20". وبموجب معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى تم إتلاف 1836 صاروخا سوفيتيا و859 صاروخا أمريكيا.
وبعد مناقشة قصيرة على مستوى الخبراء تم العثور على الرد. فكما اتضح تقدر الصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات من طراز "توبول - م" اليوم على اختراق أي دفاع مضاد للصواريخ. مع العلم أن الصواريخ العابرة للقارات يمكن أن تستعمل على مسافات أقل مما يعوض عن غياب الصواريخ المتوسطة المدى.
ونشرت صحيفة "Le Figaro" في مايو الجاري مقالة بعنوان "هل تتمكن باريس من إحلال السلام على صعيد العلاقات الروسية - الأمريكية؟" يتأمل مؤلفها في طرق إشراك روسيا في المشروع الأمريكي للدفاع المضاد للصواريخ.
ومن البديهي أن قضية المنظومة المشتركة للدفاع المضاد للصواريخ ليست بقضية اليوم بل هي قضية الغد. وبالإضافة إلى ذلك لا يجب إشراك روسيا في منظومة الدفاع الأمريكية أو بالعكس وإنما يجب جذب روسيا وأمريكا إلى بناء دفاع مشترك مضاد للصواريخ بما في ذلك بمشاركة أوروبا.
كلينتون: نشر عناصر من منظومة الدرع الصاروخي الأمريكية في أوروبا إهدار للمال (الخبر بالتفصيل)
موسكو، 30 يونيو (حزيران). نوفوستي. أعرب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عن شكوكه في فعالية نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا (تشيكيا وبولندا).
ووصف كلينتون في مؤتمر صحفي عقده على هامش القمة السنوية الرابعة لمنظمة "إستراتيجية يالطا الأوروبية" المخططات الأمريكية هذه بأنها إهدار كبير للمال العام. وأضاف أنها تخلق جوا من المواجهة غير الضرورية مع روسيا.
ويرى كلينتون أن المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ غير فعالة إلى الحد الذي يجعلها قوة ضاربة. ودعا للعودة إلى مشروع "حرب النجوم" للتصدي للتهديدات الصاروخية المحتملة.
ويذكر أن الإدارة الأمريكية الحالية تواصل تنفيذ مخططاتها في مجال نشر عناصر من منظومة الدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية.
وتعارض موسكو الخطط الأمريكي الخاصة بنشر 10 صواريخ اعتراضية في بولندا، ومحطة رادار في تشيكيا.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي في ختام قمة مجموعة الثمانية الكبار في هايليغيندام في الثامن من هذا الشهر أن نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في تشيكيا وبولندا سيلحق ضررا بأمن روسيا ومواطنيها. وذكر الرئيس بوتين أن الخبراء العسكريين الروس قيموا مدى خطورة هذه الخطوة.
وشدد على أن السلام الدولي كان مرتكزا على توازن القوى الإستراتيجية الذي يشكل الإخلال به خطورة على جميع الدول الكبرى.
واقترح الرئيس بوتين على نظيره الأمريكي في لقائهما على هامش القمة المذكورة استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في منطقة غابالا الأذربيجانية بشكل مشترك لأغراض منظومة الدفاعات المضادة للصواريخ.
ويرى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف أن رد الولايات المتحدة على اقتراح موسكو سيكشف دوافع واشنطن الحقيقية من مخططاتها الخاصة بنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية. وقال كوساتشوف: "إذا رفض الجانب الأمريكي المقترح الروسي لسبب أو لآخر فسيتضح أن الهدف الحقيقي لواشنطن لا يتمثل في مواجهة التهديدين الإيراني والكوري الشمالي وإنما ردع القدرات النووية الروسية".
وأكد كوساتشوف أن قبول واشنطن لمقترح موسكو سيعني بدء مرحلة جديدة من الشراكة بين روسيا والولايات المتحدة.
ومن جانب آخر أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في تصريح للصحفيين أن المقترحات الروسية حول الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في غابالا بأذربيجان لن تؤثر على مخططات الولايات المتحدة لنشر عناصر الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية.
ووصفت رايس مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في أذربيجان للحماية من الصواريخ بأنه "مفاجأة". وقالت وزيرة الخارجية إن هذا المقترح يستحق الدراسة ولكن في ظل مواصلة المباحثات في نفس الوقت مع بولندا وتشيكيا حول نشر عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أراضيهما. وأضافت: "سنواصل المباحثات مع تشيكيا وبولندا، ومناقشة المسألة في حلف الناتو. وسنفعل ما نعتبره أفضل من وجهة نظر حل مسائل الأمن".
وذكر المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض توني سنو أن مقترح الرئيس الروسي خلق انطباعا إيجابيا لدى جورج بوش. ولا يتوقع البيت الأبيض في الوقت ذاته أن يسفر لقاء الرئيسين الأمريكي والروسي في الأول من شهر يوليو في منزل عائلة بوش في كينيبانكبورت بولاية مين عن نتائج مهمة في هذه المسألة.
الدفاع ضد الصواريخ: روسيا تعرض على الناتو شراكة إستراتيجية
بروكسل، 26 يوليو (تموز). نوفوستي. أعلن مدير دائرة الشؤون الأمنية ونزع السلاح بوزارة الخارجية الروسية، اناتولي انتونوف، أن روسيا تدعو حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الدخول في شراكة إستراتيجية بقصد توفير الحماية من هجوم محتمل بالصواريخ مشيرا إلى أن روسيا تقترح في حقيقة الأمر إنشاء منظومة دولية لدرء أخطار صاروخية.
وأضاف أن المقترحات الروسية عبارة عن حزمة واحدة لا يمكن تجزئها.
وتنوي الولايات المتحدة وضع عناصر من منظومتها الصاروخية الدفاعية في الأراضي التشيكية والبولندية متذرعة بمواجهة تهديدات قد تصدر عن الدول التي تضعها في ما تصفه بمحور الشر، بما فيها إيران، في حين تعتبر موسكو ما تنوي الولايات المتحدة وضعه قرب الحدود الروسية خطرا على أمن روسيا.
ولهذا اقترحت روسيا على الولايات المتحدة أن تتخلى عن نشر عناصر منظومتها الصاروخية في شرق أوروبا وتستعين عوضا عن ذلك بالرادار الموجود في أذربيجان والذي تستأجره روسيا، والرادار الذي تنشئه روسيا في جنوبها، لاكتشاف صواريخ مهاجمة افتراضية.
وقال مسؤول وزارة الخارجية الروسية في حديث للصحفيين في ختام اجتماع مجلس روسيا - الناتو في بروكسل إن ممثلي الناتو استمعوا إلى الحجج الروسية ولكنهم لم يقبلوا بكل ما قدمته روسيا من حجج.
وأضاف أن بحث هذا الموضوع سيستمر خلال اجتماع تشاوري يجب أن يعقده ممثلو روسيا والولايات المتحدة في واشنطن في يومي 30 و31 يوليو.
ومن جانبه قال رئيس إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع الروسية الجنرال يفغيني بوجينسكي إن خلاصة المقترحات الروسية "رصد انطلاق وتطور برنامج صاروخي إيراني في حال ظهوره" منوها إلى "أن إيران لن تستطيع في المستقبل المنظور صنع صاروخ متوسط المدى ناهيك عن صاروخ بعيد المدى، بمقدوره الوصول إلى أي قارة أخرى".
لماذا لا تنشر الولايات المتحدة عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في إسرائيل؟
أظهر التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب أن الأخير قلق من وضع الديمقراطية في روسيا في حين تبدي موسكو قلقا من نشر صواريخ أمريكية قرب حدود روسيا.
وتجدر الإشارة إلى أن شعبية الرئيس فلاديمير بوتين في نهاية فترة رئاسته الثانية أعلى من شعبية بوش وبلير في أوائل تسلمهما مهام منصبيهما. وهذا يعني أن الشعب الروسي راض عن أداء رئيسه خلافا لما يدعيه ممثلو المعارضة والرأي العام الغربي.
وتستند حجج واشنطن دائما إلى عبارة "من أجل تحقيق مصالح الشعب الأمريكي". أما شعبية الرئيس بوتين فتمثل دليلا قويا على صواب سياسته الداخلية الرامية إلى تحقيق مصالح الشعب الروسي الذي يملك الحق في ترتيب المهمات ذات الأولوية للسلطة.
وتمتلك الولايات المتحدة حاليا 18 صاروخا اعتراضيا تنطلق من منصات فوق سطح الأرض، منها 16 صاروخا في ألاسكا وصاروخان في كاليفورنيا. وتعتزم واشنطن رفع هذا العدد بحلول عام 2013 إلى 54، منها 40 في ألاسكا، و4 في كاليفورنيا، و10 في بولندا. وهناك سؤال يطرح نفسه بقوة في هذا المجال: لماذا يتعين على روسيا أن تتفرج صامتة دون أن تثير الخطط الأمريكية قلقها؟
ترى موسكو في إشراك بلدان حلف وارسو السابق في المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ تحديا وقحا لا يختلف عن توسع الناتو شرقا من خلال ضم تلك البلدان. ولا يرد أي أحد على السؤال أيضا: لماذا يتم التصدي لإيران في بولندا بالذات؟.
من المعروف أن إيران لم تهدد أوروبا أو الولايات المتحدة بل على العكس نسمع بين الحين والآخر تهديدات صادرة من طهران بحق إسرائيل. فلماذا لا تقوم الولايات المتحدة بنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في إسرائيل؟
("نيزافيسيمايا غازيتا"، 7 / 6 / 2007 ـ وكالة نوفوستي)
قسطنطين كوساتشوف: رد الولايات المتحدة على اقتراح موسكو حول مسائل الدرع الصاروخي سيكشف النوايا الحقيقية لواشنطن
موسكو، 8 يونيو (حزيران). نوفوستي. يرى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف أن رد الولايات المتحدة على اقتراح موسكو سيكشف دوافع واشنطن الحقيقية لنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية.
واقترح الرئيس فلاديمير بوتين على نظيره الأمريكي استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان بشكل مشترك لأغراض المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ.
وقال الرئيس بوتين: "لقد نظرنا في المقترحات الأمريكية بانتباه. ولدينا أفكارنا الخاصة التي عرضتها على الرئيس الأمريكي، وأولها الاستخدام المشترك لمحطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان". وذكر أنه تحدث حول هذا الموضوع يوم أمس مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. وأكد أن الاتفاقية المبرمة بين روسيا وأذربيجان تتيح ذلك.
وقال كوساتشوف: "إذا رفض الجانب الأمريكي المقترح الروسي لسبب أو لآخر فسيتضح أن الهدف الحقيقي لواشنطن لا يتمثل في مواجهة التهديدين الإيراني والكوري الشمالي وإنما ردع القدرات النووية الروسية".
وأكد كوساتشوف أن قبول واشنطن لمقترح موسكو سيعني بدء مرحلة جديدة من الشراكة بين روسيا والولايات المتحدة.