طيب عرقه صلى الله عليه وسلم

إنضم
12 يونيو 2013
المشاركات
101
التفاعل
93 0 0
[frame="8 10"]
أما عرقه صلى الله عليه وسلم ، فحدِّث عن طيبه ولا حرج فقد كان ينام ظهرا {يقيل} عند السيدة أم سليم {أم سيدنا أنس بن مالك} وكان كثير العرق صلى الله عليه وسلم ، فكانت تحضر مناديلاً وتجمع العرق في المناديل ، وتعصره في زجاجة حتى تمتلئ الزجاجة ، وتأتيها النساء المسلمات فتأخذ كل واحدة منهن قطرة من عرقه :


فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ في يَوْمٍ وَهِيَ تَمْسَحُ بِالمِنْدِيلِ ، فقال {مَا هَذَا يَا أمَّ سَلِيم ؟ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ نِسَاءُ الأنْصَارِ جِئْنَ بِالمَنَادِيلِ يَطْلُبْنَ عَرَقكَ ، فَقَالَ لهَا : سَلِيهِنَّ مَاذَا يَصْنَعْنَ بِهِ ؟ ، فَسَألَتَهُنَّ : فَقُلْنَّ : نُصْلِحُ بِهِ طِيبَنَا}[1]


أي نضع منه علي طيبنا ، فيصبح من أصلح الطِّيب


ولم يكن ذلك فقط , بل كان صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم علي أحد تظل رائحته الشريفة في يده دهرا , وذلك لأن رائحته صلى الله عليه وسلم رائحة خاصة غير كل الروائح التي تصنع في أمريكا أو باريس أو غير ذلك ، وإنما صنعت في الجنَّة ، في جنَّة الخلد ونحن سنكون كذلك إن شاء الله ، فنحن بعدما ندخل الجنَّة ، والجنَّة ليس بها دورات مياه ولا فيها بول ولا غائط ، فكيف تخرج فضلات الأكل ؟ قال صلى الله عليه وسلم في معنى ذلك {سَتَخْرُجُ عَليَ هَيْئَهِ عَرَقٍ رَائِحَتُهُ كَرَائِحَةِ المِسْكِ}[2]


وهذا ما سيحدث لنا جميعا في الجنَّة ، لكن هذه الخاصية كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة في الدنيا ، فكان عرقه أطيب من رائحة المسك ، لذلك {كَانَ إذا سَلَّمَ عَليَ أحَدٍ مِنْهُم تَظَلُّ الرَّائِحَةُ في يَدِهِ أسْبُوعَا ، بَلْ إنَّ أحَدَهُم كَانَ إذَا سَئَلَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمْ يَجِدْهُ ، يَتَعَرَّفُ عَلَيَ مَكَانِهِ مِنْ رَائِحَتِهِ ، فَحَيْثُ سَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَتْ الرَّائِحَةُ تَمْلاءُ الطَّرِيقَ ، فَيَذْهُبُ إلَيْهِ صلى الله عليه وسلم}[3]


وفي الحقيقة يا إخواني : أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسية ، والمعنوية ، لا يستطيع أحد أن ينعتها ، أو يصفها علي حقيقتها حتى أن رجلا من كبار التابعين ، ورسول الله قد بشر به وقال لهم في شأنه {يَأتِيكُمْ مِنْ بَعْدِي خَيْرُ التَّابِعِينَ أوَيْسٌ القُرَني ، رَجُلٌ مِنْ أهْلِ اليَمَنِ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِ ، مَنَعَهُ مِنَ المَجِئ إليَّ بِرُّهُ بِأمِّهِ - فكان كلما يقول لها أذهب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول له : لمن تتركني وأنا وحيدة ، وليس لي غيرك ، فيسلِّم أمره إلي الله ويبعث السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرسول الله قال عنه خير التابعين - فَإذَا رَأيْتُمُوهُ ، فَبَلِّغُوهُ سَلامِيَ وَسَلُوهُ أنُ يَدْعَوَ لكُمْ ، فَإنَّهُ مُسْتَجَابُ الدَّعْوَةِ ، وَيَدْخُلُ فِي شَفَاعَتِهِ أكْثَرُ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضُر}[4]


وكانا أكبر قبليتين في الجزيرة العربية ، فسيدنا عمر كان في كل سنة ينادي في موسم الحج : يا أهل اليمن أيوجد بينكم أويس ؟ يقولون : لا ، إلي أن جاء في عام ، وقالوا : يوجد معنا راعي غنم أسمه أويس ، فلم يعرِّفهم أنه يقصده ، وذهب إليه ومعه سيدنا علي ، فسلما عليه وبلغَّاه سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالا له : أدع لنا ، قال لهم : هل رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ، قالوا : نعم ، قال لهم : ما وصفه ؟ ، فوصفوه له الأوصاف التي سمعناها الآن ، فقال لهم : إنكم لم تروه علي حقيقته


فاحتاروا ، حتى أن سيدنا عمر سأل كبار الصحابة عن هذا الأمر ، فتنبَّهت السيدة عائشة وقالت {لَقَدْ رَأيْتُهُ مَرَّةً وَاحِدَةً ، فَقَد كُنْتُ يَوْمَا أخِيطُ ثَوْبَاً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَانْطَفَأ المِصْبَاحُ ، وَوَقَعَتْ الإبْرَةُ ، فَدَخََلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ فَخَرَجَ نُورٌ مٍنُ وَجْهِهِ أضَاءَ مِنْ السَّمَاءِ إلََيَ الأرْضِ ، رَأيْتُ عَليَ ضَوْئِهِ الإبْرِةَ ، وَوَضَعْتُ فِيهَا الخَيْطَ}[5]


فقد رأت رضي الله عنها ، قبساً من النور الذي أودعه الله سبحانه و تعالى هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه



{1} رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه

{2} رواه الإمام أحمد والشيخان والترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

{3} أخرجه البزار وأبو يعلي عن أنس رضي الله عنه

{4} رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث عبد الله ابن أبي الجدعا رضي الله عنه

{5} رواه النيسابوري في شرف المصطفي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها وابن عساكر بزيادة {فأخبرته فقال : يا حميراء الويل ثم الويل لمن حرم النظر إلي وجهي}




http://www.fawzyabuzeid.com/table_b...%D3%ED%CF%20%C7%E1%CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً



hadith_elhakaek.JPG
[/frame]
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى