سلاح الجو الكويتي بعد استبعاد العاصفة يواجه الطوفان.اختيار طائرة مقاتلة لا يأتي جزافاً. (مميز).

abu ali

صقور الدفاع
إنضم
21 نوفمبر 2013
المشاركات
12,286
التفاعل
36,788 226 1
الدولة
Saudi Arabia
519729.gif


صُنعت لتخدم أمة؛ صُنعت لتحمي كيانا؛ صُنعت لردع المعتدين؛ إنها الطائرات العسكرية بشتى أشكالها وأنواعها ومهامها الموكلة بها. إن تصميم طائرة عسكرية ليس بالأمر الهين. ولطالما استنزف أموالا طائلة من الدول. لكن الطيران العسكري ضروري ومهم لدرجة أن مستقبل الأمم يتوقف على فعاليته، ولعل أبرز الحروب التي تلت الحرب العالمية الأولى إلى يومنا الحالي قد بينت مدى أهمية هذه القوة وتأثيرها في حسم الصراعات والحروب. وعلى المستوى المحلي؛ تتوارد أنباء غير مؤكدة عن نية سلاح الجو الكويتي عقد صفقة طائرات قتالية من طراز تايفون الأوروبية الصنع، يدور حولها جدل كبير على غرار ذلك الذي صاحب صفقة الرافال قبل ذلك؛ من أجل ذلك لابد من التعرف على مدى تأثير تكاليف تشغيل الطائرات العسكرية وشرائها في الاقتصاد الوطني وأبعادها.

أبرزت عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، إبان حكم نظام البعث الصدامي عام 1991، التي تصادف ذكراها الـ23 في الوقت الحالي، العديد من الجوانب التقنية بالنسبة للاسلحة، وبالتحديد سلاح الطيران والقوة الجوية، حيث لعبت تلك الاسلحة دورا مهما وثوريا في انجاح الحملة العسكرية على كسب الحرب بأقل الخسائر الممكنةِ، وامتد تأثيرها الى العديد من الحروب التي تلتها، لعب فيها السلاح الجوي دورا اساسيا في الحسم. ولقد أولت الكويت منذ بداية تأسيس قوتها الجوية عام 1954 أهميتها، فساهمت الحكومة في توفير ما هو متطور وفعال لضمان سيادتها الجوية فوق أراضيها؛ ولعل أحدث صفقة نفذت بعد التحرير هي صفقة مقاتلات F/A-18 نموذجي C/D من الهورنيت، التي تمثلت في 40 طائرة، منها عدد صغير ثنائية المقعد. وتعتبر الكويت الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك هذا النوع الفعال من طائرات القتال دون غيرها، مما أكسبها تميزا وتفرّدا بين جيرانها.



عوامل تفرض نفسها

بيّنت عاصفة الصحراء قبل مدى الهوة التقنية ما بين أميركا وأوروبا، وتعدى ذلك الى التكتيكات التي تعتمدها اسلحة الجو للطرفين، فالأميركيون يركزون على دور القصف الجوي الجراحي عالي الارتفاع، في حين كان الغرب قبل ذلك يعتقدون ان الاختراق الجوي المنخفض اكثر فعالية، وساهمت عدة عوامل في إنجاح ذلك كاستخدام حاويات التصويب بالليزر والقنابل الموجهة بالأقمار الصناعية وأنظمة الكشف والمسح المدمجة بها، والاهم استخدام او اعتماد التكتيك الاميركي، وانعكس ذلك على تصاميم مقاتلاتها الاوروبية، بحيث تم إدراج خاصية تعدد المهام لمقاتلاتها الحديثة، ومن تلك المقاتلات (نذكر الرئيسية منها) مقاتلة متوسطة الوزن من طراز (ساب - غريبن Saab- Jas39 Grapen) ومقاتلة فرنسا من طراز (الرافال - Rafale) والأخيرة المقاتلة الأوروبية (تايفون - Typhoon) وتلتقي تلك المقاتلات في قواسم مشتركة، كجناح الدلتا المثلثي وجنيحات «كنارد» الامامية وتختلف «غريبن» السويدية في كونها ذات محرك واحد، في حين زودت كلا من المقاتلتين الاخريين بمحركين وبمداخل هواء اسفل البدن.



تحفظ الأوروبيين

لا تختلف التصاميم الاوروبية للمقاتلات عنها في اميركا وروسيا، الا ان ابرز الفروقات هو في كون اوروبا عبارة عن دول متعددة مختلفة التضاريس والبيئات، لذا فان اي تصميم غير مشترك سوف يخضع لمتطلبات السلاح الجوي الراغب في اقتنائها، ويفضل المسؤولون الاوروبيون عدم الإفراط في المبالغ بتصميم الطائرة واختيار الحلول العملية والواقعية مع مراعاة عامل الكلفة. ولعل اختيار جناح الدلتا مثلثي الشكل هو الدارج في تصميم طائراتهم حيث يلبي التصميم اضافة الى الجنيحات الأمامية «كنارد» مطلب السرعة المنخفضة للاقتراب، سواء من مدارج قصيرة أو حاملات الطائرات وتسمح له المساحة الحجمية الكبيرة أداء المناورات الجوية في الارتفاعات العالية نسبيا، نظرا لكثافة الهواء المنخفضة، الا ان للجناح المثلث عيوبا كما له مميزات، فهو يعتبر قاسيا للطيران في الارتفاعات المنخفضة، اما من الناحية الصناعية، فإن الجناح الدلتا يعتبر أسهل في التصنيع، ويمكن أن يكون أقل سماكة من الجناح الاعتيادي (الممتد للوراء) الدارج في استخدامه بالمقاتلات.



فعالية التشغيل المثلى

إن عامل الكلفة لكل ساعة طيران أوCost Per Flight Hour/CPFH هو الفيصل لتحديد فعالية الطائرة المقاتلة عن طائرة منافسة أخرى عند الاختيار، فمثلا حازت المقاتلة السويدية الصنع ساب - 39 غريبين، ذات المحرك الواحد والمقعد الواحد، على المركز الأول بالمقارنة مع المقاتلة الاميركية الصنع F-16، التي لا تقل عنها قدرة ومكانة، حيث يمكن للطائرتين المذكورتين أن تمنحا مستخدميهما مردودا مجزيا في التشغيل، وتوفيرا في الكلفة في مقابل أداء عال على تنفيذ المهام؛ حيث تكلف الساب 4700 دولار لكل ساعة تحليق، بينما تكلف F-16 سبعة آلاف دولار اميركي لكل ساعة تحليق، في حين تتراوح كلفة الأثقل مثل سوبر هورنيت F/A-18E/F ما بين 11 إلى 24 ألف دولار (في حدود 17500 دولار لكن مع باقة متنوعة من التسليح) وفق التجهيز، أما الرافال فتكلف 16500 دولار، واليوروفايتر تايفون 18 ألف دولار.



تنافس حاد

حقيقة إن التنافس حاد في سوق طائرات القتال؛ ولو أخذنا طائرة اليوروفايتر - تايفون المشتركة الإنتاج (بريطانيا/إيطاليا/ألمانيا/أسبانيا) فإن هذه المقاتلة تعتبر مقاتلة عتيدة ومتطورة، في حين على الجانب الآخر تطل السوبر هورنيت F/A-18E/F من «بوينغ» والتي اختبرتها القبس في رحلة جوية في معرض دبي الماضي بواسطة محرر الطيران علي الهاشم؛ فسنجد أنها كذلك تعد طائرة مقاتلة متواصلة التطوير والتحسين في حين تتفوق على منافستها الأوروبية في سجل التجارب القتالية بأشواط، وتعتبر ذات مهام متعددة، كونها صممت في الأساس لذلك، في حين ان التايفون صممت في الأساس كطائرة دفاع جوي. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي أثناء عملية تطويرها المتعثرة تم إدراج خاصية تعدد المهام إليها ولديها تجربة قتالية محدودة جدا في ليبيا إبان إسقاط نظام القذافي.



للسياسة كلمة أيضاً

إن المواجهة الاميركية مع أوروبا ستكون قاسية، غير أن دول القارة الاوروبية مصممة بشأن صناعاتها على الاحتفاظ بطاقاتها الصناعية الجوية من دون أن تسعى الى توفير في التزاماتها المالية، وفي حين تتسم عملية التسويق الاميركية للاسلحة بالذكاء، يحاول الاتحاد الاوروبي لملمة شتات نفسه من خلال التركيز على التجانس بين متطلبات السوق، التي تؤدي حتما الى مشاريع مشتركة، وهي فكرة مثيرة للاهتمام، وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة الاميركية تعتبر الدولة الرائدة من حيث تخصيص الاموال لمعالجة موضوع الحرب المركزة على شبكة المعلومات الا انها ليست الوحيدة في معالجة هذه المسألة، فالدول الأوروبية سعت هي الأخرى الى دمج كامل بنيتها العسكرية التحتية في شبكة مشتركة، لكن السبق دوما يميل لمصلحة الأميركان.





الــ {إف – 16} في عامها 40

هي صقر الأجواء، والفارس الذي لم يغب عن معركة جوية تم خوضها منذ تحليقها أول مرة عام 1974 إلى اليوم، إنها المقاتلة F-16، اول مقاتلة في العالم تزود بنظام الطيران بواسطة التحكم في الإشارات الكهربائية بالكامل Fly By Wire من النوع الرقمي Digital، وهي اول مقاتلة تعتمد مقود الطيران في الجانب، وغطاء زجاجيا لقمرة الطيار المصنوعة في معظمها من الزجاجِ ومقعد الطيار المائل إلى الخلف بزاوية 30 درجة، وهي التي حققت أكبر نسبة إسقاطات لطائرات معادية متحدية كبيرتها F-15 الإيغيل. واليوم، وبعد بناء آلاف الطائرات منها (أكثر من 3 آلاف طائرة)، لا تزال من أفضل الطائرات المقاتلة وأكثرها كفاءة في التاريخ. http://www.alqabas.com.kw/node/833165
 
عودة
أعلى