فى تصريح غريب يشير إلى تدخل واضح مجددا فى الشأن المصرى، أعلن قائد قوات التعبئة (الباسيج) فى إيران، الجنرال محمد رضا نقدى، أن بلاده تسعى إلى تطويق إسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل تعرف فى الوقت الحاضر حصارا فرضته عليها المقاومة.
وقال نقدى إن إيران تعتزم إنشاء وحدات لقوات الباسيج فى الأردن ومصر، «وذلك بعد أن خضنا تجربة تشكيل هذه القوات فى فلسطين ولبنان.
ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية عن نقدى قوله أمس: «إن تزايد مكونات الهيمنة الإيرانية فى المنطقة يتزامن، وانحسار الهيمنة الأمريكية فيها منذ قيام الثورة الإسلامية فى 1979». ونقل المسئول العسكرى الإيرانى عن مؤسس الثورة الإسلامية آية الله الخمينى خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية فى عقد الثمانينات من القرن الماضى قوله: ستؤدى هذه الحرب بين (إيران والعراق) إلى الانتصار، وفتح فلسطين.
وأضاف نقدى: «سنقيم الصلاة فى بيت المقدس بإمامة (آية الله خامنئى)». وأشار قائد قوات الباسيج فى إيران إلى الهزائم التى لحقت بإسرائيل فى حرب الـ33 يوما على لبنان، وحرب الـ22 يوما، والثمانية أيام على قطاع غزة، وقال: «إن خطاب المقاومة وهو الإرث الأبدى الذى تركه لنا الإمام الخمينى، والشهداء، سينتصر فى نهاية المطاف.
وتتعارض هذه التصريحات المتشددة الصادرة من الجنرال نقدى، ذى الأصول العراقية، مع النهج المعتدل الذى يعتمده الرئيس الإيرانى حسن روحانى. وتأتى هذه التصريحات لتظهر الصراع الداخلى المندلع بين الأجنحة المتشددة والمعتدلة فى إيران بعد الاتفاق النووى المبرم بين طهران والقوى الست العالمية فى مدينة جنيف، بهدف التخفيف من النشاط النووى الإيرانى.
ويبدو أن الأطياف المتشددة فى إيران بحاجة ماسة إلى سياسة العلاقات المتوترة مع الدول الأخرى، لضمان بقائها فى المشهد السياسى الداخلى، غير أن رؤية مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئى الذى يتولى رسم خطوط السياسة الخارجية وتوجيهها، تبقى متطابقة مع سياسة حكومة روحانى المعتدلة إلى حد كبير، وليس مع النهج المتشدد.
واللافت للنظر هو التوقيت الذى صدرت فيه هذه التصريحات التى تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى لبنان والعراق، وهى زيارة تهدف إلى الحد من الأجواء المتوترة القائمة، من خلال اعتماد خطاب تصالحى، وإعادة بناء الثقة بين إيران والدول العربية.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1454991&#.UtbNsJxFWUN