تعيش شعوب دول "مجلس التعاون الخليجي" [دول "الخليج العربية"] في منطقة مضطربة تعج بالصراعات. فبالإضافة إلى قربه من دول غير مستقرة معرضة للصراعات مثل العراق واليمن والآن سوريا، يواجه "مجلس التعاون الخليجي" تهديداً من إيران وهي إحدى القوى الإقليمية الطموحة التي تسعى للحصول على أسلحة نووية. ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بشكل كبير بتأمين الاستقرار لدول "الخليج العربية" ودورها الحيوي في تصدير الهيدروكربونات (النفط والغاز) إلى الاقتصاد العالمي، فإن خفض الإنفاق الدفاعي وإعادة التوازن للاستراتيجية العالمية الأمريكية تجاه آسيا ربما يفضي إلى تخفيض عدد القوات الأمريكية المنتشرة في الخليج حتى لو ازداد التهديد الإيراني يوماً بعد يوم. فما الذي يمكن أن يسد هذه الفجوة؟
ويركز هذا المقال على التعاون الأمني مع جيوش دول "مجلس التعاون الخليجي" باعتباره النهج الأكثر فاعلية والأكثر عملية أيضاً للحفاظ على الاستقرار الإقليمي في منطقة الخليج الفارسي. فلا يوجد حل سريع أو بسيط لأمن الخليج كما لا يمكن حماية دول "الخليج العربية" فقط من خلال الإعلان عن توسيع حجم الحماية الأمريكية له. وبدلاً من ذلك، فإن النطاق الكامل لما يتم اتخاذه من إجراءات عسكرية ودبلوماسية يظل ضرورياً لكبح جماح القوة الإيرانية. وبما أن الاحتفاظ بوجود عسكري أمريكي كبير لا يعتبر حلاً دائماً على المدى الطويل، فينبغي على الولايات المتحدة الاستفادة من القدرات العسكرية المتزايدة لدول "مجلس التعاون الخليجي" ومضاعفتها. ويرى كاتب هذه السطور أن تصميم هيكل أمني جديد للمنطقة ربما لا يكون السبيل الأكثر وعداً الذي ينبغي المضي فيه لأن دول "الخليج العربية" لا تزال تفضل استخدام الجيش الأمريكي كـ "ركن أساسي" في دفاعاتها، والذي يعتبر النموذج الواعد والفعال إلى حد ما لا سيما من حيث موارد الولايات المتحدة. وربما يكون العمل مع المؤسسات القائمة -- الجيوش الفردية لدول "مجلس التعاون الخليجي" -- والاعتراف بإمكانياتها الفردية والجماعية الخيار الأفضل على المدى القريب لاستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة.
وبالتالي، يلقي هذا المقال نظرة جديدة على إمكانية أن تكون بلدان "الخليج العربية" شركاء عسكريين للولايات المتحدة. وعلى عكس الصورة الراكدة والبالية التي التصقت في الأذهان، فإن جيوش دول الخليج العربي تزداد ديناميكية يوماً بعد يوم، مدفوعة بالتكنولوجيات التحويلية والآراء الناشئة حول القومية والتعليم في "مجلس التعاون الخليجي". إن مقارنة جيوش دول "الخليج العربية" بالقوات المسلحة الأمريكية يعتبر أمراً غير مفيد حيث إن دولاً قليلة جداً قد تعكس نتائج إيجابية جراء هذه المقارنة. إلا أن الأمر الأكثر نفعاً في هذا السياق هو مقارنة قدرات القوة العسكرية لدول "مجلس التعاون الخليجي" الرئيسية -- السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان -- بتلك الخاصة بشركاء واشنطن العسكريين من أوروبا وآسيا. واستناداً إلى عينة من مقاييس تقاسم الأعباء العسكرية التي استعرضناها في هذه الدراسة، وجدنا أن دول "الخليج العربية" تأتي في مرتبة جيدة كشركاء عند مقارنتها بدول حليفة للولايات المتحدة مثل تركيا وبريطانيا واستراليا وكوريا الجنوبية وتايوان وألمانيا.
وربما لا تكون دول "مجلس التعاون الخليجي" حليفة عسكرية مثالية إلا أنها عاقدة العزم لأن تكون كذلك وهي تستثمر أموالاً طائلة في مجال الدفاع. كما أن قدراتها تزداد يوماً بعد يوم بسبب النضج المستمر الذي تشهده مؤسساتها العسكرية من ناحية والتغييرات التكنولوجية التي عظمت من قوتها وقللت من نقاط ضعفها من ناحية أخرى. والأهم من ذلك هو أن دول الخليج تعتبر بمثابة حليفة رئيسية لأنها اختارت المشاركة بشكل فعال مع الجانب الأمريكي في الجهود لاحتواء إيران على المستوى العسكري. فعلى مدار العقد الماضي حوّل قادة ومسؤولون خليجيون تركيزهم من تجنب النزاع إلى ردع التوسعات الإيرانية، وإذا تطلب الأمر الدفاع بشكل فعال عن المنطقة بالتعاون مع حلفاء دوليين. إن التزام الولايات المتحدة المستمر بالتعاون الأمني هو السبيل الأكثر فعالية للحفاظ على هذا الاتجاه.
........يتبع
ويركز هذا المقال على التعاون الأمني مع جيوش دول "مجلس التعاون الخليجي" باعتباره النهج الأكثر فاعلية والأكثر عملية أيضاً للحفاظ على الاستقرار الإقليمي في منطقة الخليج الفارسي. فلا يوجد حل سريع أو بسيط لأمن الخليج كما لا يمكن حماية دول "الخليج العربية" فقط من خلال الإعلان عن توسيع حجم الحماية الأمريكية له. وبدلاً من ذلك، فإن النطاق الكامل لما يتم اتخاذه من إجراءات عسكرية ودبلوماسية يظل ضرورياً لكبح جماح القوة الإيرانية. وبما أن الاحتفاظ بوجود عسكري أمريكي كبير لا يعتبر حلاً دائماً على المدى الطويل، فينبغي على الولايات المتحدة الاستفادة من القدرات العسكرية المتزايدة لدول "مجلس التعاون الخليجي" ومضاعفتها. ويرى كاتب هذه السطور أن تصميم هيكل أمني جديد للمنطقة ربما لا يكون السبيل الأكثر وعداً الذي ينبغي المضي فيه لأن دول "الخليج العربية" لا تزال تفضل استخدام الجيش الأمريكي كـ "ركن أساسي" في دفاعاتها، والذي يعتبر النموذج الواعد والفعال إلى حد ما لا سيما من حيث موارد الولايات المتحدة. وربما يكون العمل مع المؤسسات القائمة -- الجيوش الفردية لدول "مجلس التعاون الخليجي" -- والاعتراف بإمكانياتها الفردية والجماعية الخيار الأفضل على المدى القريب لاستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة.
وبالتالي، يلقي هذا المقال نظرة جديدة على إمكانية أن تكون بلدان "الخليج العربية" شركاء عسكريين للولايات المتحدة. وعلى عكس الصورة الراكدة والبالية التي التصقت في الأذهان، فإن جيوش دول الخليج العربي تزداد ديناميكية يوماً بعد يوم، مدفوعة بالتكنولوجيات التحويلية والآراء الناشئة حول القومية والتعليم في "مجلس التعاون الخليجي". إن مقارنة جيوش دول "الخليج العربية" بالقوات المسلحة الأمريكية يعتبر أمراً غير مفيد حيث إن دولاً قليلة جداً قد تعكس نتائج إيجابية جراء هذه المقارنة. إلا أن الأمر الأكثر نفعاً في هذا السياق هو مقارنة قدرات القوة العسكرية لدول "مجلس التعاون الخليجي" الرئيسية -- السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان -- بتلك الخاصة بشركاء واشنطن العسكريين من أوروبا وآسيا. واستناداً إلى عينة من مقاييس تقاسم الأعباء العسكرية التي استعرضناها في هذه الدراسة، وجدنا أن دول "الخليج العربية" تأتي في مرتبة جيدة كشركاء عند مقارنتها بدول حليفة للولايات المتحدة مثل تركيا وبريطانيا واستراليا وكوريا الجنوبية وتايوان وألمانيا.
وربما لا تكون دول "مجلس التعاون الخليجي" حليفة عسكرية مثالية إلا أنها عاقدة العزم لأن تكون كذلك وهي تستثمر أموالاً طائلة في مجال الدفاع. كما أن قدراتها تزداد يوماً بعد يوم بسبب النضج المستمر الذي تشهده مؤسساتها العسكرية من ناحية والتغييرات التكنولوجية التي عظمت من قوتها وقللت من نقاط ضعفها من ناحية أخرى. والأهم من ذلك هو أن دول الخليج تعتبر بمثابة حليفة رئيسية لأنها اختارت المشاركة بشكل فعال مع الجانب الأمريكي في الجهود لاحتواء إيران على المستوى العسكري. فعلى مدار العقد الماضي حوّل قادة ومسؤولون خليجيون تركيزهم من تجنب النزاع إلى ردع التوسعات الإيرانية، وإذا تطلب الأمر الدفاع بشكل فعال عن المنطقة بالتعاون مع حلفاء دوليين. إن التزام الولايات المتحدة المستمر بالتعاون الأمني هو السبيل الأكثر فعالية للحفاظ على هذا الاتجاه.
........يتبع