لقد أظهرت حملة الناتو الجوية على يوغسلافيا أهمية الدفاع الجوي عن الأهداف عالية القيمة ضد الهجوم الآتي من السماء بواسطة الصواريخ (كروز) الجوالة والقنابل دقيقة التوجيه، حيث قام الدفاع الجوي اليوغسلافي (باعتباره واحداً من أقوى الدفاعات الجوية في العـالم) بإسقاط إحـدى طائرات سلاح الجو الأمريكي الخفية من طراز (F-117) وطائرة من طراز (F-16) بالإضافة إلى العديد من الطائرات الموجهة بدون طيار وكذلك تدمير عدة طائرات من طراز (A-10). ولكن على الرغم من صمود الدفاع الجوي اليوغسلافي أمام الهجمات الجوية إلا أنه لم يمنع من تدمير الأهداف الاستراتيجية والحيوية في صربيا.
ولقد فضلت طائرات الناتو العمل من الارتفاعات المتوسطة لتبقى بعيدة عن الإصابة بواسطة المدفعية المضادة للطائرات الصغيرة والمتوسطة العيار، ولتكون بعيدة أيضاً عن مدى الصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للطائرات (Man Pads) مما أدى إلى عدم دقة هذه الطائرات في إصابة أهدافها بسبب سوء الأحوال الجوية والسحب، بل لقد كان مستحيلاً على هذه الطائرات أن تميز وتحدد الأهداف الواجب مهاجمتها. وعلى الرغم من الصمود الصربي أمام هجمات طائرات الناتو التي استغرقت وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً لضرب وتدمير أهدافها إلا أن هذا الصمود لم يمنع طائرات الناتو من التحليق فوق الأهداف الصربية، كما لم يستطع الصرب الصمود إلى النهاية أو الدفاع عن أنفسهم ضد الصواريخ (كروز) أو القنابل والصواريخ الموجهة أو منعها حتى عن إصابة الأهداف المدنية (غير المقصودة). إن الدرس المستفاد من هذه الحرب هو أن شبكة الدفاع الجوي المتكاملة يجب أن تكون من مكونات أي نظام دفاعي لأي دولة أو من مكونات أي قوات يتم نشرها.
لقد أظهر تاريخ الحروب الحديثة عزم العدو المهاجم على هزيمة وإخماد وسائل الدفاع الجوي المختلفة من طائرات اعتراضية أو مدفعية مضادة للطائرات أو صواريخ دفاع جوي وذلك من خلال الوسائل التكتيكية المختلفة للحرب الجوية.
ولمواجهة هذه الطلعات المتتالية من الطائرات المعادية لابد من توافر نظام دفاع جوي متكامل لحماية الأهداف عالية القيمة، مثل القواعد الجوية ومراكز القيادة والسيطرة ومعامل تكرير البترول ومحطات القوى الكهربائية والجسور وأماكن تمركز القوات والمستودعات وغيرها من الأهداف عالية القيمة بحيث تكون شبكة الدفاع الجوي هذه قادرة على وقف التهديدات القاتلة بما فيها القنابل والصواريخ دقيقة التوجيه. ويتركز التهديد للمنشآت عالية القيمة في الوسائل الآتية:ـ
1 ـ صواريخ وقنابل الهجوم المباشر التي توجه بالليزر والتصوير الحراري وتستخدم النظام العالمي في تحديد الموقع (GPS) في التوجيه نحو الهدف مثل عائلة صواريخ (GBU) الأمريكية.
2 ـ صواريخ الضرب من منطقة أمان Stand off مثل الصواريخ الأمريكية (J Sow) Joint Stand off weapon التي تحت الاختبار أو الأجيال الجديدة من الصواريخ الأوروبية مثل الصاروخ (أباتشي) والصواريخ (ستورم شادو) والصاروخ الألماني السويدي (KEPD) أو الصاروخ الأمريكي (JASSM).
3 ـ الصواريخ الجوالة من طراز توماهوك كروز.
4 ـ الطائرات الموجهة بدون طيار (UAV) التي التي تقوم بعملية اكتساب الأهداف.
5 ـ الصواريخ المضادة للرادارات.
6 ـ الحوامات الهجومية التي تقوم بإطلاق الصواريخ الموجهة مباشرة على الأهداف الحيوية مع إمكانية استخدامها للعوائق الطبيعية في التخفي.
7 ـ قنابل السقوط الحر (Free Fall) التي تسقطها الطائرات فوق الهدف مباشرة.
وفي أعقاب الحرب في البلقان اتجهت اهتمامات الشركات المصنعة لنظم الدفاع الجوي إلى تصنيع نظم دفاع جوي على درجة عالية من التكامل باعتبار أن شبكات الدفاع الجوي المنخفض المتكاملة Low Level Air Defense System (LLADS) هي الحل الأمثل لمواجهة التهديدات القادمة من السماء، وقد توجت جهود هذه الشركات في تطوير نوعيات جديدة تشمل مختلف المستشعرات ونظم التحكم في النيران، وتقنيات جديدة في نظم إدارة المعارك مهمتها الاكتشاف والتعقب والاشتباك وتدمير التهديدات الجوية القريبة، وأهمها الصواريخ الآتية من منطقة الأمان Stand Off والطائرات بدون طيار والحوامات الهجومية التي تطلق الصواريخ وهي على ارتفاعات منخفضة جداً بحيث لا يلتقطها الرادار.
شبكات إطلاق النيران
إن مفهوم شبكات الدفاع الجوي لإطلاق النيران يعتمد على نظم برامج إدارة المعارك آلياً بحيث يتم تبادل المعلومات البينية بين وحدات إطلاق النيران في شبكة الدفاع الجوي. وبحيث يقوم النظام بمعالجة بيانات البحث وتقييم التهديدات وتحديد أولوية الرد على الأهداف وأي مستوى للرد وأي وحدات داخل شبكة الدفاع الجوي هي التي سوف تقوم بالرد على الهدف، وذلك تبعاً لموقع وحدة الدفاع الجوي وقربها من الهدف وقدرة الصواريخ التي سوف تطلق على إصابة الهدف من حيث المدى ونوعية الذخيرة المناسبة للرد على التهديد الوارد. أي أن النظام يقوم بتوزيع المهام آلياً على وحدات الدفاع الجوي المشتركة في الشبكة بحيث يتم الرد بأنسب سلاح على التهديد القادم من السماء وأفضل تعقب، ويقوم النظام بحساب كمية النيران ووقت الإطلاق. أي أن مفهوم التكامل بين وحدات الإطلاق داخل شبكة الدفاع الجوي هو الذي يقوم عليه إنشاء شبكات الدفاع الجوي المتكاملة Integrated Fire Concept Unit (IFCU). ويقوم نظام قيادة النيران الآلي في داخل شبكة الدفاع الجوي بإعطاء إشارات للسلاح بعدم الضرب عند التعرض للقوات الصديقة، حيث يعمل مندمجاً مع نظام التمييز بين العدو والصديق (IFF). ويشمل نظام إدارة المعارك أيضاً داخل الشبكة تقنية التعرف على الأهداف ليزرياً فالاستخدام المستقبلي لنظم التفريق بين العدو والصديق (IFF) داخل شبكة الدفاع الجوي يهدف بصفة أساسية إلى التعرف على الطائرات العمودية الصديقة وعدم إطلاق النار عليها بواسطة وحدات شبكة الدفاع الجوي المتكاملة، ويمكن تلخيص مزايا شبكات الدفاع الجوي المتكاملة (IFU) في :ـ
1 ـ إمداد وحدات الدفاع الجوي بصورة موحدة عن التهديد بالإضافة إلى إمدادها بالمعلومات الكاملة عن نوعية التهديد.
2 ـ التكامل الراداري في تغطية المساحات التي لا يستطيع الرادار الوحيد تغطيته أي أن كل رادار في الشبكة يغطي المساحة التي لا يتمكن الرادار الآخر من تغطيتها داخل مجال الشبكة الدفاعية بالإضافة إلى اتساع مجال تدمير الهدف.
3 ـ إتاحة أعلى مستوى من تعقب الهدف وتحديد أنسب سلاح في الشبكة الدفاعية للرد على التهديد مع إتاحة أعلى درجة من تحديد الهدف.
4 ـ إتاحة أعلى إمكانية لتدمير الهدف وزيادة المدى المحتمل تدميره فيه والسماح بتدمير أكبر عدد من التهديدات المهاجمة في نطاق شبكة الدفاع الجوي، وفي هذا المجال يتم تطوير بعض النظم التي تكرس مفهوم شبكات الدفاع الجوية المتكاملة مثل شبكة الانترنت العسكرية التكتيكية Tactical Military Internet (TM1) التي تم تطويرها لحساب الجيش الكندي اعتباراً من أول ديسمبر 97 وتقوم الشبكة (TM1) بربط 10 وحدات رادارية من نظام Sky guard للتحكم في النيران وثلاثة مراكز قيادة بطاريات، كما تقوم إحدى الشركات بتطوير شبكة الدفاع الجوي المتكاملة للدفاع الجوي المنخفض LLAD والتي تتضمن نظام قيادة وسيطرة للصواريخ المختلفة لحماية الأهداف عالية القيمة والذي سوف يعمل خلال العقد الحالي.
إن أحد الدروس المستفادة أيضاً من حرب تحرير الكويت هو أنه لا يزال هناك مكان للمدفعية المضادة للطائرات، حيث قامت هذه المدفعية بدورها في التصدي للأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، وذلك بالإضافة إلى الصواريخ التي تطلق من على الكتف ولكن عدم صمود أنظمة الدفاع الجوي المعتدية يعود في المقام الأول إلى غياب ردارات الإنذار المبكر الذي أدى إلى عدم فاعلية النظم الدفاعية المعتدية فمثلاً كانت الدفاعات الجوية المعتدية تطلق النيران عشوائياً وبصورة متفرقة. إذاً لا بد من وجود نظام مراقبة إطلاق النيران في الشبكة الدفاعية لضمان فاعليتها، كما يمكن استخدام المستشعرات البصرية لتوجيه المقذوفات بغير الكشف عن مواقع بطاريات المدفعية والصواريخ كما لا بد أن تتضمن الشبكات الدفاعية نظام التفريق بين العدو والصديق (IFF) لتجنب إصابة الطائرات الصديقة، فخلال المعارك لا يتيح الوقت استخدام المهارات الفردية في التفريق بين الطائرات العدوة والطائرات الصديقة والتعرف عليها.
إن العقيدة القتالية للدفاع الجوي في القرن الحادي والعشرين سوف تعتمد على دمج النظم الدفاعية القديمة مع نظام قيادة النيران ضمن الشبكة الدفاعية فيمكن مثلاً دمج قواذف الصواريخ (ADATS) للدفاع الجوي بمدفعية من عيار 35 ملم والتحكم بتوجيه نيرانها عبر نظم التحكم بالنيران نفسها.
إن المستقبل في معارك الدفاع الجوي سوف يكون للوحدات التي تحقق الاتصالات البينية مع بعضها والتكامل لأن نظم الدفاع الجوي المنعزلة سوف لا تكون لها قيمة فعلية في التصدي للهجوم الجوي المعادي.
وعلى نفس المفهوم الدفاعي تقوم القوات الألمانية بتصور سيناريوهات جديدة طبقاً لعقيدة الدفاع الجوي الألمانية المؤسسة على استخدام نظم قيادة وتحكم في النيران للمدفعية المضادة للطائرات والصواريخ (أرض- جو) في آن واحد باستخدام نظام Flycatcher MK2 على أساس كل ثلاث وحدات FlycatcherMK2 تربط بين 6 مدافع (م-ط) مختلفة العيار وعدد من النظم الصاروخية المضادة للطائرات والأهداف الجوية الأخرى مثل صواريخ Shorad أو VT-1 أو Bofors.
وتتجه جهود الشركات المصنعة لإرضاء رغبة الجيوش في تطوير ورفع قدرات أنظمة الدفاع الجوي للدفاع عن المنشآت عالية القيمة، ففي الدانمارك تقوم شركة (Terma) المقاول الرئيسي لتطوير نظام الدفاع الجوي الدانماركي بالتعاون مع شركة طومسون بتطوير ثلاثة نظم للدفاع الجوي لزيادة قدرة الدفاع الجوي الدانماركي على حماية مراكز القيادة والسيطرة والمستودعات وغير ذلك من الأصول عالية القيمة وذلك بربط وتكامل هذه المواقع مع نظام استطلاع واستكشاف شامل يشمل مستشعرات متطورة ونظام التعرف على العدو والصديق (IFF) وكمبيوترات ومعدات اتصال وربط ذلك بعدة نظم من أسلحة الدفاع الجوي مثل ستينجر ومسترال وهوك، وذلك من خلال نظام قيادة وسيطرة يتضمن Touch Screen- Based Human System Interface (H.S.I) وهذه التقنية تقوم بتوزيع المهام لنظام القيادة والسيطرة بين إدارة معركة الدفاع الجوي وبين مهام الاشتباك مع الهدف.
وعلى هذا الصعيد طورت السويد نظام حماية الأهداف عالية القيمة (RBS23 BAMSE) وتقول (بوفر) الشركة المنتجة أن هذا النظام قادر على اعتراض جميع أنواع الأهداف الطائرة على ارتفاع 15 كم بما في ذلك الصواريخ المضادة للرادارات ذات السرعات العالية والقنابل والصواريخ الموجهة بالليزر والآتية من مناطق أمان Stand off وتشمل بطارية النظام (BAMSE) مركز استكشاف جوي وتنسيق وأربعة مراكز قيادة وتحكم في الصواريخ كل منهم يبتعد مسافة 10 كم عن مركز الكشف والتنسيق الذي يقوم بتشغيله اثنان من المشغلين وهو داخل مأوى مؤمن ضد الحرب الكيميائية والبيولوجية، وهو يشمل رادار أريكسون (جيراف) مدمج مع وحدة تعرف على العدو والصديق (IFF) ويبلغ مداه العملياتي 100 كم، ويقوم بتشغيل مركز قيادة الصواريخ إثنان من المشغلين ويحتوي مركز التحكم في الصواريخ على رادار أريكسون يعمل على الموجة KA-Band وكاميرا حرارية ومستشعرات التعرف على العدو والصديق (IFF) ومستشعرات للطقس. كما تخطط المملكة المتحدة لتطوير شبكة الدفاع الجوي المتكامل الأرضية (Ground Based Air Defence) (IGBAD) على أن تدخل الخدمة بين عامي (2007 ـ 2010) وسوف يتكلف تطـوير هـذه الشبكة (8.1) مليــار دولار والتي سوف تحل محل نظم الدفاع الجوي الموجودة حالياً في الخدمة.
ولقد اتضحت أهمية تبادل المعلومات البينية عن الأهداف بين وحدات الدفاع الجوي في التجربة التي أجرتها الولايات المتحدة علي المعركة الرقمية عام 1999 حيث استطاع نظام القيادة والسيطرة وتبادل المعلومات للدفاع الجوي الأمامي (FAADC2I) من تبادل المعلومات عن أحد الصواريخ كروز مع نظام رابير الإنجليزي للدفاع الجوي.
الخلاصة:
إن المفهوم المستقبلي للدفاع الجوي المتكامل عن الأهداف العالية القيمة يتجه إلى اعتماد تبادل المعلومات البينية بين وحدات الدفاع الجوي باستخدام عدة نظم من صواريخ الدفاع الجوي والمدافع المضادة للأهداف الطائرة مدمجة مع نظم قيادة وسيطرة واستطلاع جوي والتي تكون شبكة الدفاع الجوي، حيث إن معركة الدفاع الجوي المستقبلية سوف تعتمد على الاتصال البيني لوحدات الدفاع الجوي لأن نظم الدفاع الجوي المنفصلة أو المنعزلة سوف تكون لها قيمة هامشية في المعارك المستقبلية
للأمانة الموضوع منقول .............وارجو الأفادة لجميع الأعضاء
تقبلوا تحياتي
ولقد فضلت طائرات الناتو العمل من الارتفاعات المتوسطة لتبقى بعيدة عن الإصابة بواسطة المدفعية المضادة للطائرات الصغيرة والمتوسطة العيار، ولتكون بعيدة أيضاً عن مدى الصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للطائرات (Man Pads) مما أدى إلى عدم دقة هذه الطائرات في إصابة أهدافها بسبب سوء الأحوال الجوية والسحب، بل لقد كان مستحيلاً على هذه الطائرات أن تميز وتحدد الأهداف الواجب مهاجمتها. وعلى الرغم من الصمود الصربي أمام هجمات طائرات الناتو التي استغرقت وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً لضرب وتدمير أهدافها إلا أن هذا الصمود لم يمنع طائرات الناتو من التحليق فوق الأهداف الصربية، كما لم يستطع الصرب الصمود إلى النهاية أو الدفاع عن أنفسهم ضد الصواريخ (كروز) أو القنابل والصواريخ الموجهة أو منعها حتى عن إصابة الأهداف المدنية (غير المقصودة). إن الدرس المستفاد من هذه الحرب هو أن شبكة الدفاع الجوي المتكاملة يجب أن تكون من مكونات أي نظام دفاعي لأي دولة أو من مكونات أي قوات يتم نشرها.
لقد أظهر تاريخ الحروب الحديثة عزم العدو المهاجم على هزيمة وإخماد وسائل الدفاع الجوي المختلفة من طائرات اعتراضية أو مدفعية مضادة للطائرات أو صواريخ دفاع جوي وذلك من خلال الوسائل التكتيكية المختلفة للحرب الجوية.
ولمواجهة هذه الطلعات المتتالية من الطائرات المعادية لابد من توافر نظام دفاع جوي متكامل لحماية الأهداف عالية القيمة، مثل القواعد الجوية ومراكز القيادة والسيطرة ومعامل تكرير البترول ومحطات القوى الكهربائية والجسور وأماكن تمركز القوات والمستودعات وغيرها من الأهداف عالية القيمة بحيث تكون شبكة الدفاع الجوي هذه قادرة على وقف التهديدات القاتلة بما فيها القنابل والصواريخ دقيقة التوجيه. ويتركز التهديد للمنشآت عالية القيمة في الوسائل الآتية:ـ
1 ـ صواريخ وقنابل الهجوم المباشر التي توجه بالليزر والتصوير الحراري وتستخدم النظام العالمي في تحديد الموقع (GPS) في التوجيه نحو الهدف مثل عائلة صواريخ (GBU) الأمريكية.
2 ـ صواريخ الضرب من منطقة أمان Stand off مثل الصواريخ الأمريكية (J Sow) Joint Stand off weapon التي تحت الاختبار أو الأجيال الجديدة من الصواريخ الأوروبية مثل الصاروخ (أباتشي) والصواريخ (ستورم شادو) والصاروخ الألماني السويدي (KEPD) أو الصاروخ الأمريكي (JASSM).
3 ـ الصواريخ الجوالة من طراز توماهوك كروز.
4 ـ الطائرات الموجهة بدون طيار (UAV) التي التي تقوم بعملية اكتساب الأهداف.
5 ـ الصواريخ المضادة للرادارات.
6 ـ الحوامات الهجومية التي تقوم بإطلاق الصواريخ الموجهة مباشرة على الأهداف الحيوية مع إمكانية استخدامها للعوائق الطبيعية في التخفي.
7 ـ قنابل السقوط الحر (Free Fall) التي تسقطها الطائرات فوق الهدف مباشرة.
وفي أعقاب الحرب في البلقان اتجهت اهتمامات الشركات المصنعة لنظم الدفاع الجوي إلى تصنيع نظم دفاع جوي على درجة عالية من التكامل باعتبار أن شبكات الدفاع الجوي المنخفض المتكاملة Low Level Air Defense System (LLADS) هي الحل الأمثل لمواجهة التهديدات القادمة من السماء، وقد توجت جهود هذه الشركات في تطوير نوعيات جديدة تشمل مختلف المستشعرات ونظم التحكم في النيران، وتقنيات جديدة في نظم إدارة المعارك مهمتها الاكتشاف والتعقب والاشتباك وتدمير التهديدات الجوية القريبة، وأهمها الصواريخ الآتية من منطقة الأمان Stand Off والطائرات بدون طيار والحوامات الهجومية التي تطلق الصواريخ وهي على ارتفاعات منخفضة جداً بحيث لا يلتقطها الرادار.
شبكات إطلاق النيران
إن مفهوم شبكات الدفاع الجوي لإطلاق النيران يعتمد على نظم برامج إدارة المعارك آلياً بحيث يتم تبادل المعلومات البينية بين وحدات إطلاق النيران في شبكة الدفاع الجوي. وبحيث يقوم النظام بمعالجة بيانات البحث وتقييم التهديدات وتحديد أولوية الرد على الأهداف وأي مستوى للرد وأي وحدات داخل شبكة الدفاع الجوي هي التي سوف تقوم بالرد على الهدف، وذلك تبعاً لموقع وحدة الدفاع الجوي وقربها من الهدف وقدرة الصواريخ التي سوف تطلق على إصابة الهدف من حيث المدى ونوعية الذخيرة المناسبة للرد على التهديد الوارد. أي أن النظام يقوم بتوزيع المهام آلياً على وحدات الدفاع الجوي المشتركة في الشبكة بحيث يتم الرد بأنسب سلاح على التهديد القادم من السماء وأفضل تعقب، ويقوم النظام بحساب كمية النيران ووقت الإطلاق. أي أن مفهوم التكامل بين وحدات الإطلاق داخل شبكة الدفاع الجوي هو الذي يقوم عليه إنشاء شبكات الدفاع الجوي المتكاملة Integrated Fire Concept Unit (IFCU). ويقوم نظام قيادة النيران الآلي في داخل شبكة الدفاع الجوي بإعطاء إشارات للسلاح بعدم الضرب عند التعرض للقوات الصديقة، حيث يعمل مندمجاً مع نظام التمييز بين العدو والصديق (IFF). ويشمل نظام إدارة المعارك أيضاً داخل الشبكة تقنية التعرف على الأهداف ليزرياً فالاستخدام المستقبلي لنظم التفريق بين العدو والصديق (IFF) داخل شبكة الدفاع الجوي يهدف بصفة أساسية إلى التعرف على الطائرات العمودية الصديقة وعدم إطلاق النار عليها بواسطة وحدات شبكة الدفاع الجوي المتكاملة، ويمكن تلخيص مزايا شبكات الدفاع الجوي المتكاملة (IFU) في :ـ
1 ـ إمداد وحدات الدفاع الجوي بصورة موحدة عن التهديد بالإضافة إلى إمدادها بالمعلومات الكاملة عن نوعية التهديد.
2 ـ التكامل الراداري في تغطية المساحات التي لا يستطيع الرادار الوحيد تغطيته أي أن كل رادار في الشبكة يغطي المساحة التي لا يتمكن الرادار الآخر من تغطيتها داخل مجال الشبكة الدفاعية بالإضافة إلى اتساع مجال تدمير الهدف.
3 ـ إتاحة أعلى مستوى من تعقب الهدف وتحديد أنسب سلاح في الشبكة الدفاعية للرد على التهديد مع إتاحة أعلى درجة من تحديد الهدف.
4 ـ إتاحة أعلى إمكانية لتدمير الهدف وزيادة المدى المحتمل تدميره فيه والسماح بتدمير أكبر عدد من التهديدات المهاجمة في نطاق شبكة الدفاع الجوي، وفي هذا المجال يتم تطوير بعض النظم التي تكرس مفهوم شبكات الدفاع الجوية المتكاملة مثل شبكة الانترنت العسكرية التكتيكية Tactical Military Internet (TM1) التي تم تطويرها لحساب الجيش الكندي اعتباراً من أول ديسمبر 97 وتقوم الشبكة (TM1) بربط 10 وحدات رادارية من نظام Sky guard للتحكم في النيران وثلاثة مراكز قيادة بطاريات، كما تقوم إحدى الشركات بتطوير شبكة الدفاع الجوي المتكاملة للدفاع الجوي المنخفض LLAD والتي تتضمن نظام قيادة وسيطرة للصواريخ المختلفة لحماية الأهداف عالية القيمة والذي سوف يعمل خلال العقد الحالي.
إن أحد الدروس المستفادة أيضاً من حرب تحرير الكويت هو أنه لا يزال هناك مكان للمدفعية المضادة للطائرات، حيث قامت هذه المدفعية بدورها في التصدي للأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، وذلك بالإضافة إلى الصواريخ التي تطلق من على الكتف ولكن عدم صمود أنظمة الدفاع الجوي المعتدية يعود في المقام الأول إلى غياب ردارات الإنذار المبكر الذي أدى إلى عدم فاعلية النظم الدفاعية المعتدية فمثلاً كانت الدفاعات الجوية المعتدية تطلق النيران عشوائياً وبصورة متفرقة. إذاً لا بد من وجود نظام مراقبة إطلاق النيران في الشبكة الدفاعية لضمان فاعليتها، كما يمكن استخدام المستشعرات البصرية لتوجيه المقذوفات بغير الكشف عن مواقع بطاريات المدفعية والصواريخ كما لا بد أن تتضمن الشبكات الدفاعية نظام التفريق بين العدو والصديق (IFF) لتجنب إصابة الطائرات الصديقة، فخلال المعارك لا يتيح الوقت استخدام المهارات الفردية في التفريق بين الطائرات العدوة والطائرات الصديقة والتعرف عليها.
إن العقيدة القتالية للدفاع الجوي في القرن الحادي والعشرين سوف تعتمد على دمج النظم الدفاعية القديمة مع نظام قيادة النيران ضمن الشبكة الدفاعية فيمكن مثلاً دمج قواذف الصواريخ (ADATS) للدفاع الجوي بمدفعية من عيار 35 ملم والتحكم بتوجيه نيرانها عبر نظم التحكم بالنيران نفسها.
إن المستقبل في معارك الدفاع الجوي سوف يكون للوحدات التي تحقق الاتصالات البينية مع بعضها والتكامل لأن نظم الدفاع الجوي المنعزلة سوف لا تكون لها قيمة فعلية في التصدي للهجوم الجوي المعادي.
وعلى نفس المفهوم الدفاعي تقوم القوات الألمانية بتصور سيناريوهات جديدة طبقاً لعقيدة الدفاع الجوي الألمانية المؤسسة على استخدام نظم قيادة وتحكم في النيران للمدفعية المضادة للطائرات والصواريخ (أرض- جو) في آن واحد باستخدام نظام Flycatcher MK2 على أساس كل ثلاث وحدات FlycatcherMK2 تربط بين 6 مدافع (م-ط) مختلفة العيار وعدد من النظم الصاروخية المضادة للطائرات والأهداف الجوية الأخرى مثل صواريخ Shorad أو VT-1 أو Bofors.
وتتجه جهود الشركات المصنعة لإرضاء رغبة الجيوش في تطوير ورفع قدرات أنظمة الدفاع الجوي للدفاع عن المنشآت عالية القيمة، ففي الدانمارك تقوم شركة (Terma) المقاول الرئيسي لتطوير نظام الدفاع الجوي الدانماركي بالتعاون مع شركة طومسون بتطوير ثلاثة نظم للدفاع الجوي لزيادة قدرة الدفاع الجوي الدانماركي على حماية مراكز القيادة والسيطرة والمستودعات وغير ذلك من الأصول عالية القيمة وذلك بربط وتكامل هذه المواقع مع نظام استطلاع واستكشاف شامل يشمل مستشعرات متطورة ونظام التعرف على العدو والصديق (IFF) وكمبيوترات ومعدات اتصال وربط ذلك بعدة نظم من أسلحة الدفاع الجوي مثل ستينجر ومسترال وهوك، وذلك من خلال نظام قيادة وسيطرة يتضمن Touch Screen- Based Human System Interface (H.S.I) وهذه التقنية تقوم بتوزيع المهام لنظام القيادة والسيطرة بين إدارة معركة الدفاع الجوي وبين مهام الاشتباك مع الهدف.
وعلى هذا الصعيد طورت السويد نظام حماية الأهداف عالية القيمة (RBS23 BAMSE) وتقول (بوفر) الشركة المنتجة أن هذا النظام قادر على اعتراض جميع أنواع الأهداف الطائرة على ارتفاع 15 كم بما في ذلك الصواريخ المضادة للرادارات ذات السرعات العالية والقنابل والصواريخ الموجهة بالليزر والآتية من مناطق أمان Stand off وتشمل بطارية النظام (BAMSE) مركز استكشاف جوي وتنسيق وأربعة مراكز قيادة وتحكم في الصواريخ كل منهم يبتعد مسافة 10 كم عن مركز الكشف والتنسيق الذي يقوم بتشغيله اثنان من المشغلين وهو داخل مأوى مؤمن ضد الحرب الكيميائية والبيولوجية، وهو يشمل رادار أريكسون (جيراف) مدمج مع وحدة تعرف على العدو والصديق (IFF) ويبلغ مداه العملياتي 100 كم، ويقوم بتشغيل مركز قيادة الصواريخ إثنان من المشغلين ويحتوي مركز التحكم في الصواريخ على رادار أريكسون يعمل على الموجة KA-Band وكاميرا حرارية ومستشعرات التعرف على العدو والصديق (IFF) ومستشعرات للطقس. كما تخطط المملكة المتحدة لتطوير شبكة الدفاع الجوي المتكامل الأرضية (Ground Based Air Defence) (IGBAD) على أن تدخل الخدمة بين عامي (2007 ـ 2010) وسوف يتكلف تطـوير هـذه الشبكة (8.1) مليــار دولار والتي سوف تحل محل نظم الدفاع الجوي الموجودة حالياً في الخدمة.
ولقد اتضحت أهمية تبادل المعلومات البينية عن الأهداف بين وحدات الدفاع الجوي في التجربة التي أجرتها الولايات المتحدة علي المعركة الرقمية عام 1999 حيث استطاع نظام القيادة والسيطرة وتبادل المعلومات للدفاع الجوي الأمامي (FAADC2I) من تبادل المعلومات عن أحد الصواريخ كروز مع نظام رابير الإنجليزي للدفاع الجوي.
الخلاصة:
إن المفهوم المستقبلي للدفاع الجوي المتكامل عن الأهداف العالية القيمة يتجه إلى اعتماد تبادل المعلومات البينية بين وحدات الدفاع الجوي باستخدام عدة نظم من صواريخ الدفاع الجوي والمدافع المضادة للأهداف الطائرة مدمجة مع نظم قيادة وسيطرة واستطلاع جوي والتي تكون شبكة الدفاع الجوي، حيث إن معركة الدفاع الجوي المستقبلية سوف تعتمد على الاتصال البيني لوحدات الدفاع الجوي لأن نظم الدفاع الجوي المنفصلة أو المنعزلة سوف تكون لها قيمة هامشية في المعارك المستقبلية
للأمانة الموضوع منقول .............وارجو الأفادة لجميع الأعضاء
تقبلوا تحياتي