في عام 1989 أعلن رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف ما عرف بسياسة "الشفافية" و"الإصلاح" أو "الجلاسنوست" و"البرسترويكا" وهي السياسة التي أدت إلي تفكك الاتحاد السوفيتي واقعياً بدءاً من 26 ديسمبر عام 1991 وان كان الاعلان الرسمي عن ذلك تم في 10 مارس عام .1992
كانت جورجيا التي يحدها من الشمال والشمال الشرقي - حالياً - روسيا الاتحادية ومن الغرب البحر الاسود والجنوبي الغربي تركيا ومن الجنوب أذربيجان وأرمينيا. إحدي جمهوريات الاتحاد السوفيتي التي بدأت تطالب بالاستقلال عن الاتحاد السوفيتي منذ بداية تلك السياسات التي استنها جورباتشوف عام .1989
في عام 1990 أجريت انتخابات داخلية في جورجيا فاز فيها الاستقلاليون تحت مسمي "الائتلاف الوطني" وجاءت ب"جسا خورديا" رئيسا لجورجيا وفي 9 ابريل من العام التالي - 1991 - أعلنت جورجيا استقلالها عن الاتحاد السوفيتي. بينما كان حكم "خورديا" قد وصم بشكل نهائي بأنه ديكتاتوري واشتعلت الحرب الأهلية وفر أول رئيس منتخب لأرمينيا وتولي أعمال الرئاسة مؤقتا وزير خارجية الاتحاد السوفيتي الجورجي الأصل شيفرنادزة ثم انتخب رئيسا للبلاد عام 1992 وأعيد انتخابه في 1996 حيث بدأ برنامجا طموحاً يستهدف التحول إلي نظام الاقتصاد الحر المعتمد علي القطاع الخاص وعقد معاهدة تعاون مع الاتحاد الأوروبي.
عام 2000 أعيد انتخابه رئيسا للمرة الثالثة وفي نفس العام انضمت جورجيا إلي منظمة التجارة العالمية وأصبحت العضو رقم 137 وما لبث أن أعلن في نوفمبر 2001 الاستعانة بقوات أمريكية قوامها 1200 جندي لتدريب القوات الجورجية علي مقاومة الانفصاليين في أبجازيا وأوستيا الجنوبية وبات مؤكداً ان جورجيا قد أصبحت حليفة أمريكية في خصر روسيا الاتحادية. مما أثار الكثيرين من القوميين ضده وساعد علي ذلك استخدامه لأسلوب ديكتاتوري أعاد للأذهان العصر السوفييتي فخرجت القوي القومية والديمقراطية إلي الشوارع في احتجاجات متوالية خاصة بعد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فاز فيها شيفرنادزة ووصمت بالتزوير والتزييف لصالحه مما أضطره للاستقالة وأجريت انتخابات أخري في يناير 2004 جاءت بزعيم ما عرف بالحركة القومية ميخائيل ساكاشفيلي رئيسا لجورجيا وكان واضحا منذ البداية ان الرئيس الجديد عازم علي انهاء مشكلة الانفصاليين في كل من أبجازيا وأوسيتيا الجنوبية بكل الطرق الممكنة حيث تفجرت هذه المشكلة مبكراً مع موجة المطالبة بالاستقلال عن الاتحاد السوفيتي عام 1989 فطالبت أبجازيا وأوسيتيا الجنوبية التابعتان لجورجيا السوفيتية آنذاك بالاستقلال عن جورجيا واعتبرت نفسيهما جمهوريتين مستقلتين وهو ما سنتناوله في الفقرات الآتية.
تبدأ حكاية أبجازيا التي تقع في الشمال الغربي لجورجيا منذ عام 1989 حيث طالب غالبية سكانها بالاستقلال عن جورجيا التي كانت قد ضمتها بقرار عام 1931 وهو ما أكده قرار مجلس السوفييت الأعلي للإبجاز في أغسطس عام 90 حيث أعلن استقلال أبجازيا عن جورجيا رسميا ولكن أحداً لم يعترف بذلك.
حينما أجرت جورجيا استفتاء حول الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991 صوت الأبجاز بالرفض تأكيدا علي عدم تبعيتهم لجورجيا وبقائهم إلي حين داخل النفوذ الروسي..
في يوليو عام 1992 أعادت السلطات المحلية لأبجازيا إعلان استقلالها عن جورجيا مما دفع شيفرنادزة لإرسال قواته لقمع الانفصاليين واستمرت الحرب بين الجانبين لمدة عام تقريباً وانتهت بسيطرة الثوار الأبجاز علي العاصمة "سخومي" واتهم الجانب الجورجي روسيا الاتحادية بدعمهم وباتت أبجازيا جمهورية مستقلة واقعياً وان كان المجتمع الدولي حتي الآن لا يعترف بذلك ويعتبرها جمهورية تابعة لجورجيا!!
أما أوسيتيا فقد كانت جمهورية مستقلة حتي استولت عليها روسيا القيصرية عام 1878 فلما قامت الثورة البلشفية قسمتها إلي جمهوريتين الحقت الشمالية منها بروسيا الاتحادية والجنوبية بجورجيا السوفيتية.
مع بداية حركة استقلال جورجيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1989 أعلن الأوسيتيون الجنوبيون انفصالهم عن جورجيا واعتبار جمهوريتهم أو مقاطعتهم امتداداً طبيعيا لأوسيتيا الشمالية التابعة لروسيا الاتحادية وهو الأمر الذي رفضه البرلمان الجورجي رفضا باتاً ومن ثم بدأت المصادمات بين الجانبين في عام .1991
في العام التالي 1992 نظمت الحكومة المحلية في أوسيتيا الجنوبية التي يحمل 90% من سكانها جوازات سفر روسية استفتاء حول الانفصال عن جورجيا وجاءت نتيجته بشكل طبيعي لصالح الانفصال.
في نفس العام - 1992 - تم التوصل إلي اتفاق سلام بين الجانبين اعترفت فيه جورجيا بالحكم الذاتي لأوسيتيا الجنوبية وقبلت استمرار التفاوض حول الاستقلال ولكن هذا الاتفاق لم يصمد أمام إصرار كل من الطرفين علي موقفه من مسألة الاستقلال وبالتالي اندلعت المصادمات ثانية عام 2004 وانتهت باتفاق شبيه للسابق علي أن تقوم روسيا الاتحادية بحفظ السلام بين الطرفين.
في عام 2006 نظمت أوسيتيا الجنوبية انتخابات رئاسية جاءت ب"ديمتري ساناكويف" رئيسا للجمهورية - كما يسميها أبناؤها - وبدا واضحا منذ البداية ان "سانا كويف" أقرب لروسيا من سابقيه وأشد تحمسا لاستقلال أوسيتيا الجنوبية والأهم من ذلك كله انه يعتبر نفسه وشعبه عدواً للولايات المتحدة التي تحاول جاهدة محاصرة روسيا الاتحادية بسياج من الدول المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفيتي وقمع القوميات المناهضة لسياساتها الامبراطورية ومنها القومية "الأوسيتية".
ولأن الحكومة الموجودة في جورجيا حاليا تعتبر نفسها حليفا لأمريكيا زعيمة الغرب أقلقها تقارب أوسيتيا الجنوبية الشديد مع روسيا فقررت إحكام سيطرتها عليها بنشر مزيد من القوات المسلحة بهذه الجمهورية الصغيرة جداً - 3900كم2 - قليلة السكان - عدة آلاف - مما أدي إلي حدوث مصادمات بين الجانبين في 8 أغسطس 2008 نتج عنها مقتل 1500 مدني طبقا لما أعلنته حكومة أوسيتيا الجنوبية وروسيا الاتحادية بالاضافة إلي 15 جندياً روسيا من قوات حفظ السلام فأعلنت روسيا الاتحادية الحرب علي جورجيا في اليوم التالي - 9 أغسطس 2008 - وقامت قواتها الجوية بقصف أهداف جورجية. كما دخلت قواتها البرية العاصمة "تسخينفالي" وسيطرت عليها مما اضطر القوات الجورجية للانسحاب وطلب وقف اطلاق النار.
وبالطبع حاولت أمريكا وحلفاؤها مساعدة جورجيا سياسياً بإصدار قرار من مجلس الأمن ولكن من الطبيعي أيضا أن يفشل هذا المسعي نظرا لامتلاك روسيا الاتحادية حق الفيتو كدولة دائمة العضوية وان كانت روسيا ستقبل إن عاجلاً أو آجلاً بوقف اطلاق النار ولكن بشروطها لا بشروط أمريكا أو الغرب.
والجدير بالذكر في هذا المقام الاشارة إلي أن روسيا الاتحادية بهذا التدخل السريع الحاسم قد أرادت أن ترسل لامريكا رسالة معمدة بالدم مفادها انها لن تسمح بأي تهديد جدي لامنها القومي عن طريق دول حليفة لأمريكا والغرب كجورجيا التي تتهمها موسكو منذ سنوات بإيواء وتدريب وتمويل المقاتلين الشيشان في ممر "بانكيسي" المؤدي لجمهورية الشيشان حتي انها قد هددت رسميا بضرب هذا الممر في سبتمبر عام 2004 ومازالت تهدد بذلك حتي الآن!
ولاشك ان الموقف الروسي الأخير يعتبر حداً فاصلاً بين روسيا جورباتشوف ويلتسن من جانب روسيا بوتن وميديفيدف من جانب آخر وهو الأمر الذي بات واضحا جداً منذ سنوات حيث أصبحت روسيا الاتحادية لاعباً أساسياً في أي نزاع اقليمي أو دولي وخاصة فيما يتعلق بأمنها القومي بالمفهوم الواسع كما يتضح من موقفها الحاسم من الدرع الصاروخي التي تريد أمريكا نشره في أوروبا الشرقية ومن الصراع مع إيران وأخيراً السودان.
وربما لا يكون من المبالغة القول بأن يوم 9 أغسطس 2008 هو التاريخ الرسمي لانتهاء عصر "القطبية الأحادية" الأمريكية التي تجر العالم جراً إلي طريق الفوضي والدمار باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان.. تذكروا هذا التاريخ جيداً.
http://www.algomhuria.net.eg/almessa/today/168/detail00.asp
كانت جورجيا التي يحدها من الشمال والشمال الشرقي - حالياً - روسيا الاتحادية ومن الغرب البحر الاسود والجنوبي الغربي تركيا ومن الجنوب أذربيجان وأرمينيا. إحدي جمهوريات الاتحاد السوفيتي التي بدأت تطالب بالاستقلال عن الاتحاد السوفيتي منذ بداية تلك السياسات التي استنها جورباتشوف عام .1989
في عام 1990 أجريت انتخابات داخلية في جورجيا فاز فيها الاستقلاليون تحت مسمي "الائتلاف الوطني" وجاءت ب"جسا خورديا" رئيسا لجورجيا وفي 9 ابريل من العام التالي - 1991 - أعلنت جورجيا استقلالها عن الاتحاد السوفيتي. بينما كان حكم "خورديا" قد وصم بشكل نهائي بأنه ديكتاتوري واشتعلت الحرب الأهلية وفر أول رئيس منتخب لأرمينيا وتولي أعمال الرئاسة مؤقتا وزير خارجية الاتحاد السوفيتي الجورجي الأصل شيفرنادزة ثم انتخب رئيسا للبلاد عام 1992 وأعيد انتخابه في 1996 حيث بدأ برنامجا طموحاً يستهدف التحول إلي نظام الاقتصاد الحر المعتمد علي القطاع الخاص وعقد معاهدة تعاون مع الاتحاد الأوروبي.
عام 2000 أعيد انتخابه رئيسا للمرة الثالثة وفي نفس العام انضمت جورجيا إلي منظمة التجارة العالمية وأصبحت العضو رقم 137 وما لبث أن أعلن في نوفمبر 2001 الاستعانة بقوات أمريكية قوامها 1200 جندي لتدريب القوات الجورجية علي مقاومة الانفصاليين في أبجازيا وأوستيا الجنوبية وبات مؤكداً ان جورجيا قد أصبحت حليفة أمريكية في خصر روسيا الاتحادية. مما أثار الكثيرين من القوميين ضده وساعد علي ذلك استخدامه لأسلوب ديكتاتوري أعاد للأذهان العصر السوفييتي فخرجت القوي القومية والديمقراطية إلي الشوارع في احتجاجات متوالية خاصة بعد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فاز فيها شيفرنادزة ووصمت بالتزوير والتزييف لصالحه مما أضطره للاستقالة وأجريت انتخابات أخري في يناير 2004 جاءت بزعيم ما عرف بالحركة القومية ميخائيل ساكاشفيلي رئيسا لجورجيا وكان واضحا منذ البداية ان الرئيس الجديد عازم علي انهاء مشكلة الانفصاليين في كل من أبجازيا وأوسيتيا الجنوبية بكل الطرق الممكنة حيث تفجرت هذه المشكلة مبكراً مع موجة المطالبة بالاستقلال عن الاتحاد السوفيتي عام 1989 فطالبت أبجازيا وأوسيتيا الجنوبية التابعتان لجورجيا السوفيتية آنذاك بالاستقلال عن جورجيا واعتبرت نفسيهما جمهوريتين مستقلتين وهو ما سنتناوله في الفقرات الآتية.
تبدأ حكاية أبجازيا التي تقع في الشمال الغربي لجورجيا منذ عام 1989 حيث طالب غالبية سكانها بالاستقلال عن جورجيا التي كانت قد ضمتها بقرار عام 1931 وهو ما أكده قرار مجلس السوفييت الأعلي للإبجاز في أغسطس عام 90 حيث أعلن استقلال أبجازيا عن جورجيا رسميا ولكن أحداً لم يعترف بذلك.
حينما أجرت جورجيا استفتاء حول الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991 صوت الأبجاز بالرفض تأكيدا علي عدم تبعيتهم لجورجيا وبقائهم إلي حين داخل النفوذ الروسي..
في يوليو عام 1992 أعادت السلطات المحلية لأبجازيا إعلان استقلالها عن جورجيا مما دفع شيفرنادزة لإرسال قواته لقمع الانفصاليين واستمرت الحرب بين الجانبين لمدة عام تقريباً وانتهت بسيطرة الثوار الأبجاز علي العاصمة "سخومي" واتهم الجانب الجورجي روسيا الاتحادية بدعمهم وباتت أبجازيا جمهورية مستقلة واقعياً وان كان المجتمع الدولي حتي الآن لا يعترف بذلك ويعتبرها جمهورية تابعة لجورجيا!!
أما أوسيتيا فقد كانت جمهورية مستقلة حتي استولت عليها روسيا القيصرية عام 1878 فلما قامت الثورة البلشفية قسمتها إلي جمهوريتين الحقت الشمالية منها بروسيا الاتحادية والجنوبية بجورجيا السوفيتية.
مع بداية حركة استقلال جورجيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1989 أعلن الأوسيتيون الجنوبيون انفصالهم عن جورجيا واعتبار جمهوريتهم أو مقاطعتهم امتداداً طبيعيا لأوسيتيا الشمالية التابعة لروسيا الاتحادية وهو الأمر الذي رفضه البرلمان الجورجي رفضا باتاً ومن ثم بدأت المصادمات بين الجانبين في عام .1991
في العام التالي 1992 نظمت الحكومة المحلية في أوسيتيا الجنوبية التي يحمل 90% من سكانها جوازات سفر روسية استفتاء حول الانفصال عن جورجيا وجاءت نتيجته بشكل طبيعي لصالح الانفصال.
في نفس العام - 1992 - تم التوصل إلي اتفاق سلام بين الجانبين اعترفت فيه جورجيا بالحكم الذاتي لأوسيتيا الجنوبية وقبلت استمرار التفاوض حول الاستقلال ولكن هذا الاتفاق لم يصمد أمام إصرار كل من الطرفين علي موقفه من مسألة الاستقلال وبالتالي اندلعت المصادمات ثانية عام 2004 وانتهت باتفاق شبيه للسابق علي أن تقوم روسيا الاتحادية بحفظ السلام بين الطرفين.
في عام 2006 نظمت أوسيتيا الجنوبية انتخابات رئاسية جاءت ب"ديمتري ساناكويف" رئيسا للجمهورية - كما يسميها أبناؤها - وبدا واضحا منذ البداية ان "سانا كويف" أقرب لروسيا من سابقيه وأشد تحمسا لاستقلال أوسيتيا الجنوبية والأهم من ذلك كله انه يعتبر نفسه وشعبه عدواً للولايات المتحدة التي تحاول جاهدة محاصرة روسيا الاتحادية بسياج من الدول المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفيتي وقمع القوميات المناهضة لسياساتها الامبراطورية ومنها القومية "الأوسيتية".
ولأن الحكومة الموجودة في جورجيا حاليا تعتبر نفسها حليفا لأمريكيا زعيمة الغرب أقلقها تقارب أوسيتيا الجنوبية الشديد مع روسيا فقررت إحكام سيطرتها عليها بنشر مزيد من القوات المسلحة بهذه الجمهورية الصغيرة جداً - 3900كم2 - قليلة السكان - عدة آلاف - مما أدي إلي حدوث مصادمات بين الجانبين في 8 أغسطس 2008 نتج عنها مقتل 1500 مدني طبقا لما أعلنته حكومة أوسيتيا الجنوبية وروسيا الاتحادية بالاضافة إلي 15 جندياً روسيا من قوات حفظ السلام فأعلنت روسيا الاتحادية الحرب علي جورجيا في اليوم التالي - 9 أغسطس 2008 - وقامت قواتها الجوية بقصف أهداف جورجية. كما دخلت قواتها البرية العاصمة "تسخينفالي" وسيطرت عليها مما اضطر القوات الجورجية للانسحاب وطلب وقف اطلاق النار.
وبالطبع حاولت أمريكا وحلفاؤها مساعدة جورجيا سياسياً بإصدار قرار من مجلس الأمن ولكن من الطبيعي أيضا أن يفشل هذا المسعي نظرا لامتلاك روسيا الاتحادية حق الفيتو كدولة دائمة العضوية وان كانت روسيا ستقبل إن عاجلاً أو آجلاً بوقف اطلاق النار ولكن بشروطها لا بشروط أمريكا أو الغرب.
والجدير بالذكر في هذا المقام الاشارة إلي أن روسيا الاتحادية بهذا التدخل السريع الحاسم قد أرادت أن ترسل لامريكا رسالة معمدة بالدم مفادها انها لن تسمح بأي تهديد جدي لامنها القومي عن طريق دول حليفة لأمريكا والغرب كجورجيا التي تتهمها موسكو منذ سنوات بإيواء وتدريب وتمويل المقاتلين الشيشان في ممر "بانكيسي" المؤدي لجمهورية الشيشان حتي انها قد هددت رسميا بضرب هذا الممر في سبتمبر عام 2004 ومازالت تهدد بذلك حتي الآن!
ولاشك ان الموقف الروسي الأخير يعتبر حداً فاصلاً بين روسيا جورباتشوف ويلتسن من جانب روسيا بوتن وميديفيدف من جانب آخر وهو الأمر الذي بات واضحا جداً منذ سنوات حيث أصبحت روسيا الاتحادية لاعباً أساسياً في أي نزاع اقليمي أو دولي وخاصة فيما يتعلق بأمنها القومي بالمفهوم الواسع كما يتضح من موقفها الحاسم من الدرع الصاروخي التي تريد أمريكا نشره في أوروبا الشرقية ومن الصراع مع إيران وأخيراً السودان.
وربما لا يكون من المبالغة القول بأن يوم 9 أغسطس 2008 هو التاريخ الرسمي لانتهاء عصر "القطبية الأحادية" الأمريكية التي تجر العالم جراً إلي طريق الفوضي والدمار باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان.. تذكروا هذا التاريخ جيداً.
http://www.algomhuria.net.eg/almessa/today/168/detail00.asp