موت الإسكندر المقدوني

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,781
التفاعل
17,898 114 0
ماذا قالوا في موت الإسكندر المقدوني​



رجع الأسكندر " إلى العراق فمات في طريقه بشهرزور بعلّة الخوانيق، وكان عمره ستّاً وثلاثين سنة في قول ، ودفن في تابوت من ذهب مرصّع بالجوهر وطلي بالصبر لئلا يتغيّر وحمل إلى أمه بالإسكندرية .
وكان ملكه أربع عشرة سنة ، وقتل دارا في السنة الثالثة من ملكه ، وبنى اثني عشرة مدينة، منها : أصبهان ، وهي التي يقال لها جَبّي ، ومدينة هراة ، ومرو ، وسمرقند ، وبنى بالسواد مدينة لروشنك ابنة دارا ، وبأرض اليونان مدينة ، وبمصر الإسكندرية .
فلمّا مات الإسكندر أطاف به من معه من الحكماء اليونانيين والفرس والهند وغيرهم ، فكان يجمعهم ويستريح إلى كلامهم ، فوقفوا عليه ،
فقال كبيرهم : ليتكلم كلّ واحد منكم بكلام يكون للخاصّة معزّياً وللعامّة واعظاً ، ووضع يده على التابوت وقال : أصبح آسر الأسراء أسيراً !! ،
وقال آخر: هذا الملك كان يخبأ الذهب فقد صار الذهب يخبأه !!،
وقال آخر: ما أزهد النّاس في هذا الجسد وما أرغبهم في التابوت !! ،
وقال آخر: من أعجب العجب أنّ القويّ قد غلب والضعفاء لا هون مغترّون !!،
وقال آخر: هذا الذي جعل أجله ضماراً وجعل أمله عياناً ، هلاّ باعدت من أجلك لتبلغ بعض أملك ، بل هلاّ حقّقت من أملك بالامتناع من وفور أجلك !!،
وقال آخر: أيّها الساعي المنتصب جمعت ما خذلك عند الاحتياج إليه فغودرت عليه أوزاره ، وقارفت آثامه فجمعت لغيرك وإثمه عليك !! ،
وقال آخر: قد كنت لنا واعظاً فما وعظتنا موعظة أبلغ من وفاتك ، فمن كان له معقول فليعقل، ومن كان معتبراً فليعتبر،
وقال آخر: رُبّ هائب لك يخافك من ورائك وهو اليوم بحضرتك ولا يخافك ،
وقال آخر: رُبّ حريص على سكوتك إذ لا تسكت ، وهو اليوم حريص على كلامك إذ لا تتكلّم ،
وقال آخر: كم أماتت هذه النفس لئلاّ تموت وقد ماتت !! ،
وقال آخر- وكان صاحب كتب الحكمة - : قد كنت تأمرني أن لا أبعد عنك فاليوم لا أقدر على الدنّو منك !! ،
وقال آخر: هذا يوم عظيم أقبل من شرّه ما كان مدبرا ً، وأدبر من خيره ما كان مقبلاً ، فمن كان باكياً على مَنْ زال ملكه فليبك ،
وقال آخر: يا عظيم السلطان اضمحل سلطانك كما اضمحلّ ظلّ السحاب ، وعفت آثار مملكتك كما عفت آثار الذباب ،
وقال آخر: يا من ضاقت عليه الأرض طولاً وعرضاً ليت شعري كيف حالك بما احتوى عليك منها ،
وقال آخر: اعجبوا مّمن كان هذا سبيله كيف شهر نفسه بجمع الأموال الحطام البائد والهشيم النافد ،
وقال آخر: أيّها الجمع الحافل ، والملقى الفاضل لا ترغبوا فيما لا يدوم سروره وتنقطع لذّته ، فقد بان لكم الصلاح والرشاد من الغيّ والفساد ،
وقال آخر : انظروا إلى حلم النائم كيف انقضى ، وظل الغمام كيف انجلى ؟
وقال آخر: يا من كان غضبُه الموت هلاّ غضبت على الموت ؟!
وقال آخر: قد رأيتم هذا الملك الماضي فليتعظ به هذا الملك الباقي ،
وقال آخر: إن الذي كانت الآذان تنصت له قد سكت ، فليتكلّم الآن كلّ ساكت ،
وقال آخر: سيلحق بك مَنْ سرّه موتك كما لحقت بمن سرّك موته ،
وقال آخر: ما لك لا تقلّ عضواً من أعضائك وقد كنت تستقلّ بملك الأرض ؟
بل ما لك لا ترغب عن ضيق المكان الذي أنت فيه وقد كنت ترغب عن رحب البلاد ؟ !
وقال آخر: إنّ دنيا يكون هذا في آخرها فالزهد أولى أن يكون في أولها.
وقال صاحب مائدته: قد فرشتُ النمارق ونضدت النضائد ولا أرى عميد القوم !!،
وقال صاحب بيت ماله: قد كنت تأمرني بالادّخار فإلى من أدفع ذخائرك؟!! .
وقال آخر: هذه الدنيا الطويلة العريضة قد طويت منها في سبعة أشبار ولو كنت بذلك موقناً لم تحمل على نفسك في الطلب.
وقالت زوجته روشنك: ما كنتُ أحسب أنّ غلاب دارا يُغلب ، فإنّ الكلام الذي سمعت منكم فيه شماتة ، فقد خلف الكأس الذي شرب به ليشربه الجماعة ،
وقالت أمّه حين بلغها موته: لئن فقدت من ابني أمرَه لم يُفقد من قلبي ذكره . "

ابن الأثير في كتابه الكامل (1/243)

عن موقع ملتقى الخطباء​
 
التعديل الأخير:
الم تكن النية ان يحمل جثمان الاسكندر الي مقدونيا وليس الي مصر؟. حتي خطف بطليموس الأول ومن معه جثمان الاسكندر بالطريق وتوجه به الي مصر لكي يضفي علي حكمه الشرعية واسس حكم البطالمة.
النصوص تبدو من النوع الثقيل وتحتاج الي لسان عربي وخيال خصب حتي يأتي بها. ابن الاثير كان فصيحا للغاية حتي شككت.
 
عودة
أعلى