رغم التطور الذي طرأ على تصميم الألغام البحرية الحديثة، إلا أنها لا تزال أرخص سلاح بحري حتى الآن قادر على إغراق أو إعطاب قطعة بحرية قد تصل تكلفتها إلى نصف مليار دولار، فقد بدأت الألغام البحرية دخول حقبة الألغام البحرية الذكية الهجومية .
كسح الألغام البحرية من بعد
في الوقت الذي تسعى فيه القوات البحرية لمعظم الدول لتوفير قدرات كسح الألغام لقطع السطح البحرية المقاتلة، فإن القوات البحرية الأمريكية تسعى لتنفيذ برنامج يوفر لأسطول سفن السطح قدرات كسح الألغام من بعد. يهدف نظام صيد الألغام من بعد (Remote Minehunting System-RMS) إلى تزويد مجموعة القتال البحرية بقدرة عضوية للاستطلاع وتجنب الألغام البحرية ذات فترة عمل طويلة ويتم تشغيلها من بعد، بحيث يتم نشر نظام صيد الألغام من بعد (RMS) من الزوارق أو الطرادات للبحث عن الألغام في المضايق ومناطق العمل البحرية وفي المياه غير العميقة، حيث لا تدعو الحاجة إلى استطلاع سري للألغام. ويعتبر نظام صيد الألغام من بعد منصة ثابتة لأجهزة الاستشعار وله بصمة ضعيفة ويمكن تزويده بالوقود في البحر.
يستخدم النظام التجريبي لنظام صيد الألغام من بعد (RMS) مركبة النظام دولفين التي يتم دفعها بمحرك ديزل ومجهزة بأجهزة سونار مجرورة للمسح الجانبي من طراز AQS-14 وجهاز سونار لتجنب الألغام. سيتم تجهيز هذا النظام في المستقبل بجهاز سونار ذي فتحة اصطناعية وجهاز حاسب آلي للمساعدة في كشف وتصنيف الألغام وأجهزة استشعار كهرو بصرية للكشف والتصنيف. تم اختبار نظام كسح الألغام من بعد (RMS) بنجاح في عدة مناورات بحرية. من البرامج قريبة الأمد وطويلة الأمد للقوات البحرية الأمريكية: تزويد سفن السطح والغواصات بقدرة الإجراءات المضادة للألغام البحرية وهذا يعني توفير الوقاية من الألغام البحرية لسفن السطح والغواصات الموجودة ضمن أي مجموعة قتال بحرية وبالتالي فلن تنتظر مثل تلك القوة حتى يتم تطهير المنطقة من الألغام بواسطة القطع البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام. تقوم القوات البحرية للدول المختلفة بتبني هذا الاتجاه ولو بدرجة أقل حيث تم استخدام أجهزة السونار غير المتقدمة نسبيا لتجنب الألغام الطافية بواسطة القوات البحرية لبعض الدول أثناء الحرب العراقية - الإيرانية في الفترة من عام 1980- 1988.
تم تجهيز بعض قطع القتال البحرية الأمريكية بأجهزة كهروبصرية قادرة على كشف الألغام وذلك بالإضافة إلى استخدامها كمعدات إدارة نيران كما تم تعديل أجهزة السونار الحديثة المركبة على هيكل تلك القطع بحيث توفر القدرة على الكشف المبدئي للألغام. قامت ألمانيا بتطوير أجهزة سونار لتجنب الألغام وتم اختبار تلك الأجهزة بعد تركيبها على هيكل فرقاطة من البحرية الألمانية وأوضحت تلك الاختبارات أنه يمكن كشف الألغام البحرية حتى عندما تسير القطعة البحرية بسرعتها كما يمكن كشف الألغام على مدى مناسب يمكن معه أن تقوم تلك القطعة البحرية بالمناورة لتجنب تفجير اللغم. كما قامت بأستراليا (شركة طومسون- سنترا باسفيك (Thomson- Sintra Pacific بتجربة جهاز سونار مركب على الهيكل ومجهز بمصفوفة من وحدات للمعالجة توفر لجهاز السونار القدرة على تحديد مكان الموانع الموجودة أمام القطعة البحرية من حيث العمق والاتجاه كما يوفر خريطة بشكل قاع البحر.
ليس من المتوقع في المستقبل القريب أن تنهج القوات البحرية للدول الأوربية نهج القوات البحرية الأمريكية من حيث تجهيز قطع السطح البحرية المقاتلة والغواصات بقدرات عضوية للإجراءات المضادة للألغام ولكن إذا كان القصد من كلمة عضوية الحماية الذاتية ضد الألغام البحرية فمما لاشك فيه أن القوات البحرية لمعظم الدول ستسعى لامتلاك تلك القدرة.
ويمكن القول إن نظام صيد الألغام من بعد (RMS) الأمريكي ماهو إلا أحد نظم استطلاع الألغام البحرية. ومع ذلك فإنه عندما يدخل الخدمة بأعداد كبيرة كل من نظام استطلاع الألغام من بعد طويل الأمد (Long Term Mine Reconnaissance System- LMRS) ونظام صيد الألغام من بعد (RMS) فإن التقنية ستتطور لدرجة يصبح معها من الممكن قيام المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) أو طائرات الماء التي تعمل من بعد بمسح حقل الألغام البحرية ونشر شحنات المفرقعات ضد الأهداف التي يتم اكتشافها لتفجيرها. ولاشك أنه ستظل دائما لدى القوات البحرية لمعظم الدول حاجة للقطع البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام البحرية. وبالرغم من ذلك فإنه بحلول الفترة من 2010- 2015 ستصبح معظم قطع السطح البحرية المقاتلة والغواصات الموجودة في القوات البحرية الأمريكية على الأقل لديها قدرتها المتكاملة والعضوية على تنفيذ الإجراءات المضادة للألغام البحرية مثلها في ذلك مثل تجهيز قطع السطح البحرية للقيام بالهجوم البري، الحرب ضد الهجوم الجوي، الحرب ضد الغواصات وذلك بالإضافة إلى الحرب ضد سفن السطح المعادية كما ستصبح في القريب مجهزة للدفاع ضد الصواريخ البالستية والدفاع ضد طوربيدات سفن السطح.
استخدام المركبات التي يتم تشغيلها عن بعد للتطهير
تم إجراء تكامل المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV)، التي تعتبر الخادم التقليدي في تنفيذ الإجراءات المضادة للألغام البحرية، بنوعين جديدين من المركبات التي تعمل تحت الماء. بينما ستظل المركبات المجرورة التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) هي العمود الفقري في التعامل مع الألغام حيث يتم تطوير الأنواع الموجودة منها لتحقق المطالب الجديدة ولكن على المدى الطويل سيتم تكامل تلك المركبات بمركبات غير مجرورة لها حجم ومدى أكبر وتتمتع بدرجة أكبر من الآلية، ومركبات مستهلكة (يتم استخدامها لمرة واحدة) أصغر وأخف يتم تصميمها لإيقاف عمل الألغام وسرعة التطهير منها.
تمتلك المركبات تحت الماء غير المجرورة وبدون قائد (Untethered Unmanned Underwater Vehicle-UUV) مصدر طاقتها ولا تحتاج لسحب طاقة من المنصة التي تعمل معها من خلال كابل. توفر تلك الميزة للمركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) قدرة أكبر على آلية العمل إذا قورنت بالمركبات المجرورة التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) وإذا أخذ في الاعتبار التطورات المتوقعة في مجال مصادر الطاقة فمن المتوقع أن تزيد فترة عملها ومداها. لاشك أن مركبات استطلاع الألغام ذاتية التحكم بالكامل ستكون أكثر أمنا وأكثر راحة بالنسبة للمنصة الأم، التي (المنصة الأم) سيمكنها إطلاق مركبة بدون قائد وتلتقي معها في مكان محدد بعد عدة ساعات ولكن في حالة المركبة المجرورة التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) فإن المنصة الأم يجب أن تظل في نفس المنطقة كما أن قدرتها على المناورة ستظل مقيدة طوال فترة نشرها.
كما يمكن نشر المركبات بدون قائد (UUV) من أي منصة بما في ذلك الغواصات ولكن المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) تحتاج إلى معدات متخصصة للتعامل معها ولم يتم حتى الآن تعديلها بحيث يمكن استخدامها من الغواصات التي بطبيعتها أهدأ ومن الصعب كشفها إذا قورنت بقطع السطح البحرية. في حال نشر الغواصات النووية (SSN) سرا في مسرح العمليات قبل وصول بقية القوات المخصصة للمهمة وبالتالي قبل وصول القطع البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام (MCMV) ستكون قادرة على استطلاع حقول الألغام البحرية قبل وصول سفن السطح التي تمثل الألغام البحرية تهديدا كبيرا لها. بالرغم من أنه لا يوجد حاليا في الخدمة مركبات غير مجرورة وبدون قائد (UUV) إلا أن غواصات القوات البحرية الأمريكية سيتم تجهيزها بمثل تلك القدرات خلال السنوات القادمة من هذا القرن. تعتبر المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) أكثر تعقيدا من المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) وذلك لأنها تحمل مصدر طاقتها معها وتحتاج إلى نظام متقدم للتحكم. ونظرا لأنها لا تمتلك وسيلة اتصال مباشرة مع المنصة الأم يلزم أن تكون قادرة على الملاحة الدقيقة باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة معها كما يجب أن تكون قادرة على تخزين وتشكيل البيانات التي تجمعها وإرسالها إلى المنصة الأم وإلى باقي القطع البحرية الأخرى.
يعتبر الجيل الثاني من نظم الأسلحة المستهلكة (Expendable Mine Disposal Weapons- EMDW) التي تقوم بتفجير الألغام البحرية والتخلص منها هو التحدي الثاني الذي يواجه المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV). في الحالات النمطية للتخلص من اللغم البحري يلزم تجهيز المركبة التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) وتجهيزها بشحنة المفرقعات القياسية، وإطلاقها، والتحكم في ملاحتها إلى الهدف، وإعادة تحديد مكان الهدف باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة معها، وفحصها، والقيام بالمناورة اللازمة لوضع شحنات المفرقعات، والعودة إلى المنصة الأم واسترجاعها عليها، وحينئذ فقط يمكن تفجير شحنة المفرقعات لتدمير اللغم. تأخذ هذه الطريقة وقتا طويلا نسبيا، وتقوم القوات البحرية للدول الأوربية باستكشاف طرق بديلة أسرع باستخدام السلاح لمرة واحدة أو ما يمكن أن يسمى طوربيدا صغيرا، حيث يتم تجهيزه فقط وإطلاقه، ويقوم هو بالملاحة الذاتية إلى الهدف، ويحدد مكانه باستخدام آلة التصوير التلفزيونية الموجودة معه (وذلك لأن الفحص النظري هو الطريقة المفضلة للتأكد من أن الهدف هو لغم) وحينئذ يفجر نفسه لتدمير اللغم البحري.
تعتبر الأسلحة المستهلكة (EMDW) للتخلص من الألغام أصغر وأخف وأقل تكلفة من المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV)، ويمكن باستخدامها أن يتم تطهير حقل الألغام البحرية بسرعة أكبر. كما يمكن للقطعة البحرية أن تحمل عددا كبيرا من تلك الأسلحة وبالتالي فإنه عند استخدامها للتخلص من اللغم البحري وتدميرها لايسبب خسارة كبيرة لأنه مازال يوجد منها أعداد كبيرة يمكن استخدامها في المرات التالية، وهو ما لا ينطبق على المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROVحيث لا يمكن أن تحمل القطعة البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للزلغام أكثر من مركبتين فقط. لا تحتاج الأسلحة المستهلكة إلى مركبات (ROV) لنقلها إلى الهدف، وتتكلف فقط ما يعادل تقريبا ثمن شحنة المفرقعات النمطية لدول حلف الناتو التي يتم نشرها بواسطة المركبات (ROV). وتعتبر القواذف ومعدات التعامل مع الأسلحة المستهلكة أقل تعقيدا ولذلك فهي أقل تكلفة. ويحتاج هذا النظام إلى صيانة محدودة إذا قورنت بمثيلتها من المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) . وقد قام مركز البحوث الدفاعية النرويجي بتطوير النظام ماين سنايبر (Mine sniper) الذي يعتبر أول سلاح مستهلك ويتم تجربته حاليا بواسطة القوات البحرية الملكية النرويجية وتقوم شركة جي. أي. سي ماركوني للنظم تحت الماء (GEC Marconi Under water Systems) بتطوير نظام السلاح المستهلك ارشر فيش (Archerfish).
المفاهيم المختلفة لتطوير نظم الأسلحة المستهلكة
اختارت أيضا كل من ألمانيا والسويد أن تجهز قطعها البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام البحرية بالأسلحة المستهلكة كما قامت القوات البحرية الملكية البريطانية باختبار مفهوم الأسلحة المستهلكة للتخلص من الألغام (EMDW) التي يتم إطلاقها من القطع البحرية. وفي هذا الاتجاه تقوم أيضا القوات البحرية الفرنسية والقوات البحرية لدول أخرى (بما فيها البحرية الأمريكية التي لديها اهتمام متزايد بهذا الاتجاه منذ زمن طويل) بتطوير الأسلحة المستهلكة التي يتم إطلاقها من الجو. بالرغم من أن نظام التخلص من الألغام المحمول جوا (Airborne Mine Neutralization System- AMNSYS) الذي يتم تطويره للاستخدام مع عمودية الإجراءات المضادة للألغام طراز MH-53E المستخدمة مع القوات البحرية الأمريكية قد عانى من بعض مشاكل التمويل إلا أن المسئولين عن الإجراءات المضادة للألغام في القوات البحرية الأمريكية يعلقون آمالا كبيرة على أهمية تطوير واستخدام الأسلحة المستهلكة المحمولة جوا للتخلص من الألغام البحرية.
أما في ألمانيا فتقوم شركة STN Atlas Elektronik بتطوير نوعين من الأسلحة المستهلكة هما النظام سي فوكس (Seafox) الذي سيتم استخدامه مع كاسحة الألغام البحرية المحدثة طراز SM-343 والنوع الثاني هو سي وولف (Seawolf) وهو أكثر تقدما من النوع الأول ويكون جزءا من برنامج البحرية الألمانية للإجراءات المضادة للألغام الذي يأخذ رقم MA2000.
تقول النرويج أن نظام الأسلحة المستهلك ماينسنيبر (Minesniper) قد أثبت فاعليته ضد الألغام الأرضية والألغام المطمورة حيث يتم تدمير اللغم باستخدام شحنة المفرقعات المشكلة (Shaped Charge) كما تقول الشركة المصنعة لهذا السلاح أنه بالإضافة إلى أنه سيزيد من معدل تطهير حقول الألغام البحرية فإنه سيكون له تأثير كبير على تصميم القطع البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام (MCMV) وبالرغم من أن السلاح ماين سنايبر يشابه في الحجم شحنة المفرقعات القياسية لدول حلف الناتو التي تستخدم في التخلص من الألغام إلا أنه أخف بدرجة كبيرة مما يسهل عملية التخزين والتداول على ظهر القطعة البحرية.
ونظرا لأن وزن السلاح المستهلك (EMDW) أقل كثيرا من نظام المركبات التي يتم تشغيلها عن بعد (ROV) بعد تجهيزه للعمل لذلك فإنه من الممكن استخدامه مع القوارب الصغيرة وقوارب الدورية. ولاشك أن الطريقة الحالية لتفجير الألغام البحرية لها عيوب كثيرة حيث في هذه الطريقة يتم وضع شحنة المفرقعات التي تزن 80-100 كيلو جرام على مقربة من الهدف حيث تعمل الموجة الانفجارية الناتجة منها على تفجير اللغم. من عيوب هذه الطريقة كبر حجم ووزن شحنة المفرقعات حيث يصل طول شحنة المفرقعات إلى متر وقطرها إلى 4،0 متر ويصل وزنها إلى 130 كيلوجراماً (في الهواء) ولذلك فإن المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) لا تستطيع أن تحمل أكثر من شحنتين، حتى تلك التي يصل طولها إلى 3 أمتار، ووزنها إلى 800 كيلوجرام، وهذا يحد من عدد الأسلحة والمركبات التي يمكن أن تحملها القطعة البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام، وكذلك عدد شحنات المفرقعات التي تحملها المركبة في المرة الواحدة، كما أن المركبة تحتاج لكمية كبيرة من الطاقة ولها سرعة صغيرة نسبيا وقدرة محدودة على المناورة، خصوصا في حالات التيارات البحرية الشديدة.
وتجري حاليا عدة دراسات لتطوير المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) من حيث السرعة وتأثير التيارات المائية، ولكن الزيادة المتوقعة في السرعة لا تتعدى 2-3 عقد، وبالتالي فإن الزيادة المتوقعة في السرعة أو المناورة من غير المتوقع أن تضيف كثيرا إلى زيادة معدل تطهير حقول الألغام. يؤثر انفجار شحنة المفرقعات التي يتم وضعها بواسطة المركبة (ROV) على ظروف عمل أجهزة السونار لبعض الوقت. وفي حالة تشابه تأثير انفجار شحنة المفرقعات مع تأثير الانفجار الناتج من اللغم فإنه سيكون من الصعب التأكد من أن الهدف قد تم تدميره.
قامت شركة بريتش ايروسبيس الإنجليزية بتطوير نظام يطلق عليه سيما (SEMA) للتخلص من الألغام باستخدام شحنة مفرقعات مشكلة تزن 4 كيلو جرامات ويصل طولها إلى 4،0 متر وقطرها 1،0 متر، ونظرا لصغر حجم ووزن شحنة المفرقعات وكذلك المركبة التي تقوم بنشرها، إذا قورنت بشحنة المفرقعات التقليدية التي تنشرها المركبة التي يتم تشغيلها من بعد (ROV)، فإن هذه الشركة تقول أن هذا النظام أقل تكلفة ويمكن معه استخدام مركبات (ROV) أصغر وأرخص للتخلص من الألغام البحرية. وتذكر شركة بريتش ايروسبيس أن النظام (سيما) يمكن نشره بواسطة مركبات يتم تشغيلها من بعد (ROV) غير مستهلكة (يمكن استخدامها أكثر من مرة) كما يمكن تفجيرها من بعد خلال وصلة صوتية تحت الماء. يمكن أيضا استخدام هذا النظام بواسطة نظام السلاح المستهلك باستخدام الأمر التقليدي لنظام التوجيه على خط البصر الذي يعتمد على الملاحة باستخدام الموجات الصوتية مقترنة بنظام ركوب الشعاع حتى يمكن توجيهه إلى الهدف وسيتم استخدام آلة تصوير تلفزيونية في المراحل الأخيرة للاقتراب من الهدف.
النظم التجريبية للمركبات تحت الماء بدون قائد (UUV)
قد يكون أقوى برنامج لتطوير المركبات تحت الماء بدون قائد التي يتم التحكم فيها من بعد (UUV) هو برنامج البحرية الأمريكية الذي يعرف باسم النظام قريب الأمد لاستطلاع الألغام (Near term Mine Reconnaissance System- NMRS) والنظام طويل الأمد لا ستطلاع الألغام (Long- term Mine Reconnaissance System-LMRS). يتم تجهيز هذين النظامين بمجموعة من المستشعرات الأمامية والجانبية ويصل قطر كل منهما إلى 54 سنتيمترا وتم تصميمهما بحيث يمكن إطلاقهما من الغواصات النووية ليوفر لها القدرة على استطلاع الألغام.
في أغسطس 1994 تم توقيع عقد مدته ثلاث سنوات مع مجموعة شركات بقيادة شركة نورثروب جرومان لتطوير النظام قريب الأمد لاستطلاع الألغام (NMRS). سيتم تصميم أجهزة السونار المستخدمة مع هذا النظام على أساس أجهزة السونار المجرورة طراز AQS-14 التي يتم نشرها بواسطة عموديات البحرية الأمريكية للإجراءات المضادة للألغام البحرية. قامت شركة نورثروب جرومان باختبار وتقييم هذا النظام في عام 1998م، ومن المفروض أن يكون قد تم دخوله الخدمة. سيتم تخزين هذا النظام ومعداته التكميلية في غرفة تخزين الطوربيدات الموجودة في الغواصات النووية حيث سيتم تقليل عددها بمقدار 6-7 طوربيدات وسيكون هذا النظام قادرا على العمل في المياه العميقة والمياه غير العميقة التي يصل عمقها حتى 12 متراً، وتصل سرعته إلى 4-6 عقد ويمكنه العمل لفترة تصل إلى 5 ساعات. من المتوقع أن يدخل النظام طويل الأمد لاستطلاع الألغام (LMRS) الخدمة بعد النظام قريب الأمد بست سنوات وسيكون أكثر تطورا منه.
تم توقيع ثلاثة عقود مدتها عام واحد مع ثلاثة مجموعات من الشركات الأمريكية للقيام بالتصميمات الأولية وسيتم اختيار مجموعتين منها للقيام بالتصميمات التفصيلية ثم بعد ذلك يتم اختيار مجموعة واحدة للقيام بالتطوير الشامل والاختبار على أن يبدأ الإنتاج في عام 2003. وسوف يمكن للنظام طويل الأمد لاستطلاع الألغام (LMRS) أن يحصل على بيانات الاستطلاع ويعالجها ويشكلها ويرسلها من خلال وصلات المواصلات التقليدية، المستخدمة مع الغواصات النووية، إلى قطع الأسطول البحرية المختلفة كما يمكنه العمل نصف آليا باستخدام كابل مستهلك من الألياف البصرية متصل بالمنصة الأم أو آليا بالكامل. سيمكن لهذا النظام العمل لفترة تصل إلى 24-48 ساعة كما يصل مداه إلى 222 كيلومتراً. لتحقيق هذا الأداء يلزم توفير نظام متفوق للدفع وهو ما يحتاج لبطاريات ذات كثافة عالية للطاقة أكبر من تلك المتوفرة حاليا مع بطاريات الفضة- الزنك التي تستخدم مع النظام قريب الأمد لاستطلاع الألغام (NMRS).
ولكي يمكن استيعاب نظام الدفع الجديد ومجموعة المستشعرات الجديدة فإن طول النظام طويل الأمد لاستطلاع الألغام سيصل إلى 610 سنتيمترات، في حين أن طول النظام قريب الأمد سيصل إلى 523 سنتيمترا، ولكن من المتوقع أن يكون قطر النظامين واحدا وذلك حتى يمكن إطلاقهما واسترجاعهما من خلال أنبوب الطوربيد المستخدم مع الغواصات النووية ومع ذلك لم يستبعد استخدام مركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) لها قطر أكبر يتم وضعها في ملجأ على ظهر الغواصة النووية. وطبقا للمخطط حاليا فإن نظامي استطلاع الألغام قريب الأمد (NMRS) وطويل الأمد (LMRS) سيتم تجهيزهما بأجهزة استشعار صوتية تقليدية، ومع ذلك يوجد برنامجا بحثيان يتم تنفيذهما تحت إشراف القوات البحرية الأمريكية لاستكشاف إمكانية استخدام أجهزة استشعار جديدة لكشف الأهداف الأكثر صعوبة مثل الألغام المدفونة التي قد يصعب كشفها بواسطة أجهزة الاستشعار التقليدية. يركز البرنامجان، وهما برنامج استطلاع المنطقة ذو المعدل العالي (High Area Rate Reconnaissance- HARR) وبرنامج صائدة الألغام- الاستطلاع (Mine Hunter /Reconnaissance-MH/R) -يركزان- على استخدام أجهزة السونار للبحث وأجهزة السونار للبحث الجانبي، تقنيات معالجة الإشارات، أجهزة السونار ذات الفتحة الاصطناعية، أجهزة الاستشعار المغناطيسية فائقة التوصيل، وأجهزة الاستشعار الكهرو بصرية.
تم استغلال بعض التقنيات التي تم استخدامها في برامج سابقة مثل تقنية كشف الألغام باستخدام الموجات المغناطيسية والموجات الصوتية (Magnetic and Acoustic Detection Of Mines-MADOM) مع برنامج صائدة الألغام- الاستطلاع (MH/R) ولقد أظهرت تلك التقنية أن أجهزة السونار ذات الفتحة الاصطناعية وجهاز قياس التغيرات المغناطيسية يمكنهما كشف وتصنيف الألغام البحرية المدفونة في المياه غير العميقة. تعتمد تقنية قياس التغيرات المغناطيسية على ما يسمى بدرجة الحرارة الحرجة (Critical Temperature-Tc) وتوفر أعلى درجة من الحساسية المتوفرة حتى الآن لكشف الألغام المدفونة في المياه غير العميقة. تم دراسة تقنية قياس التغيرات المغناطيسية لعدة سنوات ولكن في السنوات الأخيرة فقط تم تطوير أجهزة استشعار تعتمد على تلك التقنية يتم تبريدها بواسطة النيتروجين ويتم التحكم في أبعادها بحيث يمكن تركيبها في المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) التي يصل قطرها إلى 21 بوصة. يستخدم برنامج صائدة الألغام- الاستطلاع (MH/R) نظام المسح بالليزر المعروف باسم نظام التعرف البصري بالليزر.(Laser Visual Identificatio
System- LVIS).
تم تصميم جهاز السونار ذو الفتحة الاصطناعية وجهاز قياس التغيرات المغناطيسية لكشف الألغام البحرية المدفونة بينما تم تصميم نظام التعرف البصري بالليزر (LVIS) ليوفر صورا ذات درجة عالية من الوضوح للتعرف على الألغام الكبيرة والمدفونة جزئيا. تهدف تقنية الأجيال الأولى من أجهزة التعرف البصري بالليزر إلى تحقيق التعرف على الألغام. البحرية على مسافة 40 قدماً تحت ظروف العمل في المياه غير العميقة القريبة من الشاطئ.
بالرغم من أن استخدام المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) سيكون بصفة أساسية في الإجراءات المضادة للألغام خلال السنوات القادمة إلا أن قدراتها المتعددة من حيث استخدامها في أغراض المراقبة والاستطلاع وتصوير قاع المحيطات للأغراض التكتيكيية سيتم استغلالها في السنوات اللاحقة كما سيمكن استغلال المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) طويلة المدى في التخلص من الألغام البحرية وذلك باستخدام شحنات صغيرة من المفرقعات مثل شحنات المفرقعات المشكلة.
تطور استخدام الوسائل الحديثة للإجراءات المضادة للألغام في الاستطلاع والتتبع
يختلف نظام المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) ماركة 5 عن بعض النظم المماثلة في أنه يمكن تجهيزه للتخلص من الألغام البحرية الأرضية والمطمورة ويحتوي على وحدة لقطع الكابلات التي تمسك بالألغام المطمورة كما تم تطوير وحدة لتفجير الألغام المطمورة في مكانها. تم أيضا تطوير نظام مستهلك للتخلص من الألغام البحرية يمكن نشره بواسطة نظام المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) طراز PAP-104 وتقول الشركة التي قامت بتطوير هذا النظام أنه قد تم بذلك التغلب على القيود التي كان يفرضها استخدام شحنات المفرقعات التقليدية التي يستخدمها حلف الناتو. يمكن نشر الذخائر التي يم التحكم فيها من بعد (Remotely Controlled Ammunition- RECA)، التي يتم توجيهها بواسطة السلك، من النظام PAP-104 من على مسافة 10 أمتار من الهدف حيث يمكن وضع شحنة المفرقعات مباشرة على اللغم البحري مما يتيح تفجير الألغام المطمورة في موقعها. تم إجراء التجارب الأولية على هذا النظام في عام 1995 باستخدام صائدة ألغام فرنسية وتم البدء في إنتاجه في منتصف عام 1997.
تقوم الشركة التي طورت النظام PAP-104 من الطرازات ماركة 3 وماركة 4 بتوفير تجهيزات خاصة لرفع كفاية تلك الطرازات حيث يتم تزويد النظام ماركة 3 بآلة تصوير تلفزيونية ونظام لنقل البيانات لتحسين درجة جودة الصور، كما تم تجهيز هذه النسخة أيضا بحزمة للتعرف على الأهداف حيث تضيف وحدة السونار قدرات إضافية للتعرف على الأهداف وتحديد موقعها.
يعتبر نظام شركة بوفرز طراز سي إيجل (Sea Eagle) نسخة عسكرية من نظامها للمركبات التي يتم تشغيلها من بعد الذي يطلق عليه سي اويل ماركة 2 (Sea Owl MKll). كما قامت الشركة أيضا بتطوير النظام دبل إيجل (Double Eagle) الذي تصل سرعته إلى 5 عقد ويمكنه العمل على عمق 500 متر. اختارت القوات البحرية الهولندية النظام دبل إيجل للعمل مع قوارب الدورية متعددة المهام طراز SF-300 كما اختارته أيضا البحرية الأسترالية للعمل مع صائدات الألغام الساحلية من النوع هون (Huon).
سيستغل النظام دبل إيجل المستخدم مع صائدات الألغام هون شحنات المفرقعات التي تم تطويرها بواسطة الدنمرك للتغلب على مشكلة وضع المفرقعات بدقة على الألغام للتأكد من تفجيرها. كما تم تطوير شحنة المفرقعات الدنمركية أصلا لاستخدامها مع القوات البحرية الدنمركية وهي شحنة متوسطة الوزن ولكن أصغر من شحنة المفرقعات التقليدية التي تستخدمها دول حلف الناتو وتم تجهيزها بزعانف لتحقيق المسار المطلوب إلى الهدف بمجرد إطلاقها من المركبة التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) كما يتم تصويبها إلى الهدف بواسطة جهاز تصويب موجود مع آلة التصوير الموجودة في المركبة ويتم تجهيزها أيضا بأربع أرجل لمنع انزلاقها من على اللغم في حالة وجود اللغم فوق منحدر.
وقد قامت شركة STN Atlas Elektronik الألمانية بتطوير نظام المركبة التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) التي تعرف باسم بنجوين بي 3 (Pinguin B3) لاستخدامه في عمليات صيد الألغام البحرية. يتم دفع النسخة الحالية B3 بواسطة صاروخين صغيرين متغيري السرعة بالإضافة إلى صاروخ رأسي وتصل السرعة المنتظمة لتلك المركبة إلى 6 عقد وتصل أقصى سرعة إلى 8 عقد. ويمكن لتلك المركبة أن تحمل 255 كيلوجراماً وهو ما يعادل شحنة مفرقعات تكفي للتخلص من لغمين بحريين. ويتم تزويد تلك المركبة بكابل من الألياف البصرية لنقل البيانات طوله 1000 متر ويصل مدى تلك المركبة إلى 500 متر وتعمل على عمق 200 متر وذلك عندما تكون التيارات المائية شديدة أما عندما تكون حالة البحر هادئة فيصل مداها إلى 900 متر عند نفس العمق السابق.
تقوم شركة STN Atlas Elektronik بإنتاج مركبتين من الطراز B3 لاستخدامهما مع صائدتين ألمانيتين للألغام. ومن المتوقع أن يتم تجهيز جميع صائدات الألغام الألمانية طراز MJ332 وعددها 12 بالعربات B3 حتى يتم الانتهاء من البرنامج الألماني MA2000 الخاص بالأسلحة المستهلكة للتخلص من الألغام (EMDW) سي وولف السابق الإشارة إليه حيث سيتم تجهيز ست من صائدات الألغام بالنظام سي وولف، بينما ستستمر صائدات الألغام الستة الأخرى في استخدام النظام B3. وتقوم شركة STN Atlas Elektronik بتطوير نظام المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) حتى يمكنها العمل على عمق 300 متر كما تقوم بتطوير بكرة مستهلكة يمكن استخدامها مع الألياف البصرية وذلك لزيادة سرعة النظام بنجوين B3.
كما قامت إيطاليا بواسطة عدة شركات إيطالية بتطوير نظام التعرف والتخلص من الألغام (Mine Identification Neutralization- MIN) يتم استخدام نظام التعرف والتخلص من الألغام (MIN) ماركة واحد مع صائدات الألغام الإيطالية من فئة ليرسي (Lerici) بينما يتم استخدام النظام المتطور ماركة 2 مع صائدات الألغام من فئة جايتا (Gaeta). ويمكن لنظام التعرف والتخلص من الألغام العمل على عمق 350 متر وتصل السرعة القصوى له إلى 6 عقدة.
وتقوم أكثر من 12 قوة بحرية باستخدام نظام المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) من النوع بلوتو (pluto) الذي تنتجه شركة جاي مارين (Gaymarine). يمكن للنظام بلوتو أن يعمل على عمق 400 متر. يوجد ثلاث نسخ من النظام بلوتو هي النسخة التي تعمل بالبطاريات بواسطة كابل كهربائي طوله 500 متر، النسخة التي تعمل بالبطاريات ويتم توصيلها بكابل من الألياف البصرية طوله 3000متر، أما النسخة الثالثة فهي النسخة التي يتم تزويدها بالطاقة من بعد ولها كابل طوله 500 متر كابل ولها قدرة غير محدودة للبقاء تحت الماء.
وحتى يمكن تعزيز قدرات المركبات تحت الماء بدون قائد (UVV) يلزم تطوير نظم قوية للطاقة، نظم للملاحة والتحكم لها دقة عالية، أجهزة استشعار متينة ويعتمد عليها ونظم اتصالات متينة ومأمونة. توفر نظم الأسلحة المستهلكة سرعة أكبر للتخلص من الألغام ولكن البيانات المتوفرة عنها قليلة حتى يمكن مقارنتها بشحنات المفرقعات التي يتم إسقاطها من المركبات التي يتم تشغيلها من بعد (ROV) ومن المحتمل أن تقوم القوات البحرية لبعض الدول باستخدامها لاستكمال المركبات التي يتم تشغيلها عن بعد وشحنات المفرقعات بدلا من أن تحل محلها.
تطور معدات الكسح الأحدث
تزود الكاسحات الحديثة بأحدث تقنيات الكشف والتصنيف ومقاومة الألغام الذكية والتطور الذي طرأ عليها. ومن الضروري تزويد الكاسحات بوسائل مواجهة الألغام الهجومية لتدميرها قبل إصابة الكاسحة ذاتها. وتبنى الكاسحات من مواد مركبة غير مغناطيسية، وأحدث تلك المركبات هي الألياف المقواة بالأسمنت الراتنجي Resem Bounded Composite الذي يعمل على خفض بصمتها المغناطيسية، أما الكاسحات الأصغر فيتم بناؤها من الأخشاب، مع الأخذ في الاعتبار تأثير الماكينات والرفاصات المنخفض نسبيا. أما البصمة الصوتية والحرارية فهى أدنى ما يمكن. كما أنها تتبع أسلوبا ملاحيا من شأنه تقليل الموجات الهيدروليكية الصادرة عنها إلى الحد الأدنى، وهى موجات لا يمكن التخلص منها إلا بخفض السرعات وتقليل الغاطس. لذلك توفر التقنيات الحديثة إمكان تغيير القدرة بجانب التردد لتكون أقل ما يمكن أثناء البحث والتصنيف وترتفع لتصبح قادرة على صراع الألغام ومحاكاة وتمثيل ما ينتج من السفن من أصوات.
وبإضافة أجهزة الليزر لكشف الألغام تصبح الكاسحات متكاملة القدرات، وتستطيع قنص الألغام الحديثة ذات إمكانيات التخفي العالية. وتعد مركبات القنص الآلية (المزودة بالروبوت) هي الصائدات الفعلية، كما أنها تقوم بأخطر المهام، وتنطلق من معظم الكاسحات التي تستطيع التحكم في حركتها. كما أن الصائدات تنقل إلى الكاسحة صورة حية للموقف بالقاع بواسطة المستشعرات المتنوعة والحساسة. وكثير منها مزود بكاميرا فيديو تنقل صورة واقعية لايمكن تغييرها وتنتقل هذه البيانات عن طريق كابلات أو لاسلكيا حيث تصل المسافة 3-4 كيلومترات تقريبا. والطرازات الحديثة من الصائدات تزود بمستشعرات فائقة الحساسية وتتمتع ببرنامج معالجة رقمي يمرر الإشارات المستقبلة من خلال مجموعات من المرشحات المركبة التي تجري على نتائجها مجموعة من التفاضلات والمتتاليات لتكون قادرة بعدها على التمييز بين الأهداف أو الألغام الحقيقية أو الزائفة بعد سلسلة من المقارنات السريعة. وإذا ما استخدمت مجموعة من الصائدات لتغطية منطقة بحرية واسعة فإنه يمكن رسم صورة متكاملة وخرائط شاملة يتم تأكيدها إذا ما تداخلت أبعادها.
ومع كل هذه الإجراءات الأمنية والتقنيات الحديثة التي أفرزتها دراسات تطوير معدات الكاسحات لمواجهة الألغام الذكية، فإن احتمالات انفجار اللغم بطريقة غير محسوبة مازالت قائمة، إذ لا تخلو عمليات الكسح دائما من أخطار أو حوادث. ولكن الذي لا شك فيه أنه لولا ارتفاع تقنيات هذه الأجهزة وحساسية معدلات مكافحة الألغام، لما أمكن التوصل إلى النتائج الإيجابية لكشف وتدمير الألغام الذكية، بدرجة أمان عالية أتاحت للعاملين بهذه المعدات إحساسا بالثقة يتزايد يوما بعد يوم
المصدر
http://haras.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=180219