السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.. في إطار متابعتي لتاريخ حرب الريف إطلعت على جزء يسير من قصة حياة البطل المغربي (حدو الكحل) و الذي يعتبر أول طيار حربي مغربي مابين (1921 و 1926) حسب المعلومات المتوفرة الى الان وقد إرتأيت أن أجمع ما تيسر من معلومات عنه رغما شحها, فالشهيد بإذنه الله حدو الكحل لم يكن طيارا حربيا فقط وإنما كان كذالك رجل مخابرات متميز بشبكة علاقات واسعة ساعدت في حصول الحكومة الوطنية للريف على معلومات حساسة عن العدو الإسباني و الفرنسي وكان من رجال البطل عبد الكريم الخطابي القريبين.
ولد البطل حدو لكحل البقيوي سنة 1888 بقرية إزمورن في الريف المغربي الشامخ وهو من قبيلة إبقوين, وقد كان منذ طفولته طفلا ذكيا و شجاعا و كان كثير الحركة, رغم أنه لم يكن متعلما حيث لم تتح له الفرصة للدخول الى المدارس الا انه كان متمكنا من اللغة الامازيغية بالاضافة الى العربية و الاسبانية و الفرنسية.
انتقل في شبابه الى الجزائر التي كانت محتلة انذاك من قبل الفرنسيين و اقام العديد من الصلات و العلاقات مع الجميع هناك..هاته العلاقات هي التي ستمكنه فيما بعد من لعب دور كبير في حرب الريف. في الجزائر صادق الفرنسيين وارتاحو له , فتعلم سياقة السيارات فأتقنها ثم تعلم قيادات الطائرات الحربية الصغيرة و تمكن منها, ثم اشتغل في التجارة بين المغرب و الجزائر فكون ثروة لا بأس بها و فتح مقهى خاص به في الجزائر سماه (مقهى القراصنة) وذالك لولعه الكبير بقصص القراصنة و الجهاد البحري.
ثم نمى تجارته مع الفرنسيين لدرجة أنه فتح مكتب تجاري في وجدة المغربية و عين فيه احد اصدقائه الجزائريين و امام هذا الامر اصيبت اسبانيا بالقلق من تحركات حدو لكحل التي اعتقدت ان هاته التحركات موجهة ضدها بإيعاز من الفرنسين فإعتقلته قبل بداية الحرب المغربية الإسبانية الرابعة (حرب الريف الثانية 1921/1926) حينما نجح في الفرار من الجزر الجعفرية اين كان محبوسا الى الحدود المغربية الجزائرية البحرية وظل في الجزائر الى ان استدعاه البطل الامير عبد الكريم الخطابي للإنضمام الى صفوف الحكومة الوطنية للريف لمحاربة الاحتلال الاسباني بعد ذياع صيته وبطولته وهو ما استجاب له بكل تضحية.
عينة الامير على خلال فترة الحرب (1921/1926) على رأس قبيلته إبقوين كما عينه مساعدا لوزير خارجية الحكومة الوطنية المغربية للريف وكلفه بعدة مهام من بينها تأسيس جهاز مخابرات الثورة المغربية الريفية وقيادته وقد حصل على معلومات مهمة طيلة عمله بالإضافة إلى إشرافه على تكوين القوات الجوية للحكومة الوطنية للريف المغربي عن طريق علاقاته من خلال تأسيس شركة وهمية في الجزائر المحتلة أنذاك و تهريب سرب كامل من الطائرات من دون تفطن المخابرات الاسبانية و الفرنسية.
ومن بين منجازته خلال فترة شغله للمناصب التي ذكرنا :
- الإشراف على نقل أسرى المعارك التي شهدها الريف الشرقي خلال الفترة الممتدة من يوليوز 1921 إلى منتصف غشت 1921 إلى منطقة أجدير وكذلك نقل الغنائم من أسلحة وأدوية ومواد غذائية...
- تشكيل شبكة من المخبرين موزعة بجل مناطق المغرب وفي الجزائر وإسبانيا...
- بعث مراسلات وتقارير إلى الأمير الخطابي حول الأوضاع والمستجدات، وهذه مقتطفات من بعض الرسائل التي كان يبعث بها القائد حدو والتي أوردتها الباحثة الإسبانية ماريا روزا في أحد أبحاثها عن الحرب الكيماوية ضد الريف:
* من رسالة مؤرخة في 31 غشت 1921،
"...عدم إطلاق سراح الأسرى، لأنه في حالة إطلاق سراحهم، سيلجأ الإسبان إلى الغازات الخانقة لتدميرنا"،
* من رسالة مؤرخة في 06 دجمبر 1921،
"...جميع الأسلحة التي أخذت من الإسبان تتجمع بدريوش والغاز سيجمع شيئا فشيئا"،
* من رسالة مؤرخة في 24 يوليوز 1922،
"...أخبرك بأن باخرة فرنسية نقلت 99 قنطارا من الغازات الخانقة إلى مليلية في 16 يونيو 1922".
- استقبال الوفود الأجنبية التي كان تزور الريف بهدف التجارة والاستثمار.
- السفر مع محمد أزرقان وبنزيان إلى باريس للتوقيع على بعض الاتفاقيات وإنجاز بعض الصفقات التجارية وإبرام بعض العقود المتعلقة بالتنقيب على المعادن واستغلال بعض المناجم.
- تمكن سنة 1923 من جلب طبيب وممرضة أجنبيين لمعالجة شقيقة الأمير.
- تكليفه بمقابلة الماريشال ليوطي عدة مرات لحل المشاكل التي كانت تعرفها الجبهة الجنوبية.
- المشاركة إلى جانب كل من محمد أزرقان والشادي في المفاوضات الثلاثية التي جمعت هذا الوفد الريفي بوفدين يمثلان كل من فرنسا وإسبانيا، والتي ابتدأت يوم 17 يوليوز 1926 بتاوريرت وتواصلت يوم 27 ابريل 1926 بمدينة وجدة واستمرت إلى يوم 06 ماي 1926، وكان السيد حدو لكحل طيلة هذه المفاوضات يتنقل عبرطائرته بشكل شبه يومي إلى مقر قيادة المقاومة لإخبار الأمير بالمستجدات وأخذ المقترحات.
بعد إنتهاء الحرب بهزيمة جيش الحكومة الوطنية للريف المغربي على يد الفرنسيين و الاسبان اسر القائد و الطيار حدو الكحل على يد الفرنسيين في يوم 27 ماي 1926 ثم نفي الى جزيرة مدينة الصويرة و ظل في سجنها اسيرا ثم تحت الاقامة الجبرية الى ان وفاه اجله المحتوم وانتقل الى جوار ربه في سنة 1950.. مباشرة بعد اعتقاله صادرت سلطات الاحتلال الاسباني و الفرنسي بالاضافة الى السلطات المغربية جميع ممتلكاته
انتقل في شبابه الى الجزائر التي كانت محتلة انذاك من قبل الفرنسيين و اقام العديد من الصلات و العلاقات مع الجميع هناك..هاته العلاقات هي التي ستمكنه فيما بعد من لعب دور كبير في حرب الريف. في الجزائر صادق الفرنسيين وارتاحو له , فتعلم سياقة السيارات فأتقنها ثم تعلم قيادات الطائرات الحربية الصغيرة و تمكن منها, ثم اشتغل في التجارة بين المغرب و الجزائر فكون ثروة لا بأس بها و فتح مقهى خاص به في الجزائر سماه (مقهى القراصنة) وذالك لولعه الكبير بقصص القراصنة و الجهاد البحري.
ثم نمى تجارته مع الفرنسيين لدرجة أنه فتح مكتب تجاري في وجدة المغربية و عين فيه احد اصدقائه الجزائريين و امام هذا الامر اصيبت اسبانيا بالقلق من تحركات حدو لكحل التي اعتقدت ان هاته التحركات موجهة ضدها بإيعاز من الفرنسين فإعتقلته قبل بداية الحرب المغربية الإسبانية الرابعة (حرب الريف الثانية 1921/1926) حينما نجح في الفرار من الجزر الجعفرية اين كان محبوسا الى الحدود المغربية الجزائرية البحرية وظل في الجزائر الى ان استدعاه البطل الامير عبد الكريم الخطابي للإنضمام الى صفوف الحكومة الوطنية للريف لمحاربة الاحتلال الاسباني بعد ذياع صيته وبطولته وهو ما استجاب له بكل تضحية.
عينة الامير على خلال فترة الحرب (1921/1926) على رأس قبيلته إبقوين كما عينه مساعدا لوزير خارجية الحكومة الوطنية المغربية للريف وكلفه بعدة مهام من بينها تأسيس جهاز مخابرات الثورة المغربية الريفية وقيادته وقد حصل على معلومات مهمة طيلة عمله بالإضافة إلى إشرافه على تكوين القوات الجوية للحكومة الوطنية للريف المغربي عن طريق علاقاته من خلال تأسيس شركة وهمية في الجزائر المحتلة أنذاك و تهريب سرب كامل من الطائرات من دون تفطن المخابرات الاسبانية و الفرنسية.
ومن بين منجازته خلال فترة شغله للمناصب التي ذكرنا :
- الإشراف على نقل أسرى المعارك التي شهدها الريف الشرقي خلال الفترة الممتدة من يوليوز 1921 إلى منتصف غشت 1921 إلى منطقة أجدير وكذلك نقل الغنائم من أسلحة وأدوية ومواد غذائية...
- تشكيل شبكة من المخبرين موزعة بجل مناطق المغرب وفي الجزائر وإسبانيا...
- بعث مراسلات وتقارير إلى الأمير الخطابي حول الأوضاع والمستجدات، وهذه مقتطفات من بعض الرسائل التي كان يبعث بها القائد حدو والتي أوردتها الباحثة الإسبانية ماريا روزا في أحد أبحاثها عن الحرب الكيماوية ضد الريف:
* من رسالة مؤرخة في 31 غشت 1921،
"...عدم إطلاق سراح الأسرى، لأنه في حالة إطلاق سراحهم، سيلجأ الإسبان إلى الغازات الخانقة لتدميرنا"،
* من رسالة مؤرخة في 06 دجمبر 1921،
"...جميع الأسلحة التي أخذت من الإسبان تتجمع بدريوش والغاز سيجمع شيئا فشيئا"،
* من رسالة مؤرخة في 24 يوليوز 1922،
"...أخبرك بأن باخرة فرنسية نقلت 99 قنطارا من الغازات الخانقة إلى مليلية في 16 يونيو 1922".
- استقبال الوفود الأجنبية التي كان تزور الريف بهدف التجارة والاستثمار.
- السفر مع محمد أزرقان وبنزيان إلى باريس للتوقيع على بعض الاتفاقيات وإنجاز بعض الصفقات التجارية وإبرام بعض العقود المتعلقة بالتنقيب على المعادن واستغلال بعض المناجم.
- تمكن سنة 1923 من جلب طبيب وممرضة أجنبيين لمعالجة شقيقة الأمير.
- تكليفه بمقابلة الماريشال ليوطي عدة مرات لحل المشاكل التي كانت تعرفها الجبهة الجنوبية.
- المشاركة إلى جانب كل من محمد أزرقان والشادي في المفاوضات الثلاثية التي جمعت هذا الوفد الريفي بوفدين يمثلان كل من فرنسا وإسبانيا، والتي ابتدأت يوم 17 يوليوز 1926 بتاوريرت وتواصلت يوم 27 ابريل 1926 بمدينة وجدة واستمرت إلى يوم 06 ماي 1926، وكان السيد حدو لكحل طيلة هذه المفاوضات يتنقل عبرطائرته بشكل شبه يومي إلى مقر قيادة المقاومة لإخبار الأمير بالمستجدات وأخذ المقترحات.
بعد إنتهاء الحرب بهزيمة جيش الحكومة الوطنية للريف المغربي على يد الفرنسيين و الاسبان اسر القائد و الطيار حدو الكحل على يد الفرنسيين في يوم 27 ماي 1926 ثم نفي الى جزيرة مدينة الصويرة و ظل في سجنها اسيرا ثم تحت الاقامة الجبرية الى ان وفاه اجله المحتوم وانتقل الى جوار ربه في سنة 1950.. مباشرة بعد اعتقاله صادرت سلطات الاحتلال الاسباني و الفرنسي بالاضافة الى السلطات المغربية جميع ممتلكاته
الحقوق محفوظة للشبح