حققت صناعة السلاح الصينية اختراقا في السوق التركية الأمر الذي استدعى قلق حلف الناتو رغم عدم وجود عقود منفذة حتى اللحظة. وتزاحم الصين روسيا والغرب في أسواق آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية. الصين كانت تبيع أسلحة خفيفة في السابق. أما الآن فهي تعرض على زبائنها معدات عسكرية بتقنيات عالية مثل الطائرات بدون طيار والطرادات والمقاتلات. وتنتج الصين بعض أنواع هذه الأسلحة بالتعاون مع باكستان. جلبت الصفقة الكثير من الصخب في سوق السلاح. وبدأت القصة بعد أن أعلنت تركيا عن مناقصة لتوريد مجموعة من الصواريخ المضادة للطائرات وكان سعر العقد 4 مليارات دولار. وقدمت شركات أمريكية وأوروبية غربية طلباتها للمشاركة بالمناقصة. كما شاركت روسيا بعد أن تقدمت بصواريخ من طراز أس-300. رغم ذلك فقد اختارت انقرة شركة صينية مغمورة. وكان هذا القرار للجنة تنفيذية للصناعة الدفاعية التركية وتتألف من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة. أدهش ذلك القرار أوساط صناعية عسكرية في واشنطن. تستخدم تركيا لحماية أجوائها منظومات الدفاع الجوي الأمريكية منذ فترة طويلة جدا وهي تتوافق مع تجهيزات الدفاع الجوي لبلدان أخرى في حلف الناتو. على عكس ذلك من الصعب دمج المنظومة الصينية بتجهيزات الدفاع الجوي العاملة في حلف الشمال الأطلسي. إضافة إلى ذلك فرضت واشنطن عقوبات على الشركة الصينية المذكورة لأنها كانت ورّدت تقنياتها لإيران وسورية وكوريا الشمالية. وكما ذكرنا أعلاه العقد لم يوقع بعد ومن المحتمل أنه تضطر أنقرة للتخلي عن العقد متأثرة بضغط الشركاء. ولكن على كل الأحوال يعتبر ذلك نصرا ملحوظا للصناعة العسكرية الصينية. تخترق الشركات الصينية أسواق البلدان النامية على الأغلب لتوريد معدات تعتمد على التقنيات العالية مستخدمة طرق عدوانية. وبناء على معطيات معهد الأبحاث العالمية في ستوكهولم ازداد حجم صادرات الأسلحة الصينية من عام 2008 إلى عام 2012 بمقدار 162%. مقارنة مع السنوات الخمس السابقة لهذه الفترة حيث أصبحت الصين خامس أكبر مصدر للأسلحة في العالم شاغلة محل بريطانيا.
روسيا اليوم
روسيا اليوم