كانت إسبارطة مركز القوة في العالم اليوناني القديم ومثلت رمزا لعسكرة المجتمعات إما لأسباب عقائدية أو لأسباب متعلقة بأنماط اجتماعية وثقافية مختلفة. فقد بنى الإسبارطيون واحدا من أرقى الجيوش في العالم القديم، وكانت ثقافتهم قاسية لدرجة أن كلمة "إسبارطي" أصبحت مرادفة للتقشف كوسيلة للحياة. فدولة إسبرطة في اليونان القديمة هي أحد النماذج الفريدة للمجتمعات الإنسانية بسبب اعتمادها نظاما اجتماعيا وسياسيا مختلفا عن كل ما عرف في تلك الفترة وحتى عبر التاريخ.
توجهت إسبارطة نحو النظام العسكري بعد أن اضطرت إلى خوض حروب طويلة مع جيرانها، وعلى رأسهم أثينا ، التي خاضت معها حربًا طاحنة استمرت لربع قرن عرفت بالحرب البيلونيزية. وقد شيدت بعناية مجتمعا يرتكز إلى قانون معنوي صارم والشعور بالواجب أخضع شعبها للمصاعب والحرمان في سبيل التوصل إلى أن يصبح رجالها مقبولين باعتبارهم مواطنين كاملي الحقوق. طبعا العديد من المفكرين والفلاسفة اهتموا بهذه الظاهرة، بل أن بعض المجموعات والمذاهب الدينية تعتمد حتى الآن أنظمة مشابهة إما لأسباب عقائدية أو فلسفية أو سياسية أيضا.
طبعا لن أتكلم عن التاريخ اليوناني ولا عن المعارك التي خاضتها إسبارطة ، بل عن بعض عادات إسبارطة التي أكسبتها هذه السمعة وتحديد اليوم عن نظام التربية.
كان وأد الأطفال ظاهرة عادية في العالم القديم، وغالبا ما كانت الإناث هن الضحايا. ولكن في إسبارطة كانت هذه الممارسة تنظم وتدار من قبل الدولة. إذ يتم جلب جميع الرضع الذكور أمام مجلس المفتشين الذي يبحث عن العيوب الجسدية، وأولئك الذين كانوا يفتقرون إلى المعايير يتركون في العراء. ادعى بلوتارخ وهو مؤرخ قديم أنهم كانوا يلقونهم في هوة عند سفح جبل Taygetus، ولكن معظم المؤرخين اعتبروا تلك القصة مجرد أسطورة ، إذ كان الإسبارطيون على الأرجح يتركونهم على أحد التلال القريبة فكان الطفل إما يموت أو يتم إنقاذه من قبل الغرباء.
في سن السابعة يتم أخذ هؤلاء الأطفال من ذويهم ويبدأ نظام التدريب الذي ترعاه الدولة والذي يهدف إلى تحويلهم إلى محاربين أشداء ومواطنين ذوي أخلاق. وكان الأطفال المفصولون عن أسرهم يعيشون في ثكنات جماعية، ويتم تدريسهم وتدريبهم على فنون الحرب والتسلل والصيد وألعاب القوى. في سن ال 12، يبادر إلى تعريتهم من جميع الملابس باستثناء عباءة حمراء ويجبرون على النوم في العراء وبناء أسرتهم من القصب. ولتجهيزهم لمواجهة أشد المصاعب الحياتية والظروف القاسية، كان الجنود الصبية يشجعون أيضا على البحث عن طعامهم بأنفسهم بل وحتى سرقته، أما إذا كشفوا فتتم معاقبتهم بالجلد.
البرنامج الدراسي يشمل المواد الدراسية المعتادة مثل القراءة والكتابة والخطابة والشعر، ولكن نظام التدريب العسكري لم يكن قاسيا وحسب بل وساديا أيضا. لشد عود المحاربين الشباب وتشجيع تحولهم إلى مقاتلين أشداء كان المدربون وكبار السن من الرجال غالبا ما يحرضون الأطفال على التقاتل والتحاجج فيما بينهم . وقد تم تصميم برنامج التدريب جزئيا لجعل الشباب قادرين على مقاومة الصعوبات مثل البرد والجوع والألم ولو أظهر بعض الأولاد علامات الجبن أو الخجل فإنهم يخضعون للإغاظة والتعنيف من قبل الزملاء والرؤساء على حد سواء.
أيا تكن قسوة نظام التعليم العسكري في إسبارطة فقد كانت حياة الجندي هي الخيار الوحيد بالنسبة للشبان الذين يرغبون في أن يصبحوا مواطنين متساوين مع بقية مواطنيهم " بل إن المواطنين الذكور يمنعون قانونا من اختيار أي مهنة أخرى غير الجيش. وكان هذا الإلزام يمكن أن يستمر لعقود، كما كان مطلوبا من المحاربين البقاء في الاحتياط حتى سن إل60.
توجهت إسبارطة نحو النظام العسكري بعد أن اضطرت إلى خوض حروب طويلة مع جيرانها، وعلى رأسهم أثينا ، التي خاضت معها حربًا طاحنة استمرت لربع قرن عرفت بالحرب البيلونيزية. وقد شيدت بعناية مجتمعا يرتكز إلى قانون معنوي صارم والشعور بالواجب أخضع شعبها للمصاعب والحرمان في سبيل التوصل إلى أن يصبح رجالها مقبولين باعتبارهم مواطنين كاملي الحقوق. طبعا العديد من المفكرين والفلاسفة اهتموا بهذه الظاهرة، بل أن بعض المجموعات والمذاهب الدينية تعتمد حتى الآن أنظمة مشابهة إما لأسباب عقائدية أو فلسفية أو سياسية أيضا.
طبعا لن أتكلم عن التاريخ اليوناني ولا عن المعارك التي خاضتها إسبارطة ، بل عن بعض عادات إسبارطة التي أكسبتها هذه السمعة وتحديد اليوم عن نظام التربية.
كان وأد الأطفال ظاهرة عادية في العالم القديم، وغالبا ما كانت الإناث هن الضحايا. ولكن في إسبارطة كانت هذه الممارسة تنظم وتدار من قبل الدولة. إذ يتم جلب جميع الرضع الذكور أمام مجلس المفتشين الذي يبحث عن العيوب الجسدية، وأولئك الذين كانوا يفتقرون إلى المعايير يتركون في العراء. ادعى بلوتارخ وهو مؤرخ قديم أنهم كانوا يلقونهم في هوة عند سفح جبل Taygetus، ولكن معظم المؤرخين اعتبروا تلك القصة مجرد أسطورة ، إذ كان الإسبارطيون على الأرجح يتركونهم على أحد التلال القريبة فكان الطفل إما يموت أو يتم إنقاذه من قبل الغرباء.
في سن السابعة يتم أخذ هؤلاء الأطفال من ذويهم ويبدأ نظام التدريب الذي ترعاه الدولة والذي يهدف إلى تحويلهم إلى محاربين أشداء ومواطنين ذوي أخلاق. وكان الأطفال المفصولون عن أسرهم يعيشون في ثكنات جماعية، ويتم تدريسهم وتدريبهم على فنون الحرب والتسلل والصيد وألعاب القوى. في سن ال 12، يبادر إلى تعريتهم من جميع الملابس باستثناء عباءة حمراء ويجبرون على النوم في العراء وبناء أسرتهم من القصب. ولتجهيزهم لمواجهة أشد المصاعب الحياتية والظروف القاسية، كان الجنود الصبية يشجعون أيضا على البحث عن طعامهم بأنفسهم بل وحتى سرقته، أما إذا كشفوا فتتم معاقبتهم بالجلد.
البرنامج الدراسي يشمل المواد الدراسية المعتادة مثل القراءة والكتابة والخطابة والشعر، ولكن نظام التدريب العسكري لم يكن قاسيا وحسب بل وساديا أيضا. لشد عود المحاربين الشباب وتشجيع تحولهم إلى مقاتلين أشداء كان المدربون وكبار السن من الرجال غالبا ما يحرضون الأطفال على التقاتل والتحاجج فيما بينهم . وقد تم تصميم برنامج التدريب جزئيا لجعل الشباب قادرين على مقاومة الصعوبات مثل البرد والجوع والألم ولو أظهر بعض الأولاد علامات الجبن أو الخجل فإنهم يخضعون للإغاظة والتعنيف من قبل الزملاء والرؤساء على حد سواء.
أيا تكن قسوة نظام التعليم العسكري في إسبارطة فقد كانت حياة الجندي هي الخيار الوحيد بالنسبة للشبان الذين يرغبون في أن يصبحوا مواطنين متساوين مع بقية مواطنيهم " بل إن المواطنين الذكور يمنعون قانونا من اختيار أي مهنة أخرى غير الجيش. وكان هذا الإلزام يمكن أن يستمر لعقود، كما كان مطلوبا من المحاربين البقاء في الاحتياط حتى سن إل60.