ما أشبه اليوم بالبارحة ، المسرحية والأخراج مختلف ولكن الهدف والمسلسل واحد ، هو تحقيق استراتيجية الهيمنة والسيطرة وبورقة الإسلام ، فهل تفطن المسلمون إلى المسلسل الفخ ؟
يشكل دور إسرائيل في أحداث 11 سبتمبر -التي حددت مسار القرن الحادي والعشرين- موضوعَ جدل كبير، أو بالأحرى: طابو حقيقي عند “الحركة من أجل الحقيقة حول 11 سبتمبر” (11.09 Throuh Movement)، أفضى إلى إبعاد الرجل الذي انكشفت على يده الفضيحة: “تيري ميسان”. أغلبية الجمعيات المناضلة، المجندة وراء شعار 11 سبتمبر، كانت عملية داخلية (11.09 was an inside job)، وقد بقيت ساكتة عن الأدلة التي تدين أجهزة مخابرات الصهيونية . “لوران غيينو” يكشف المعطيات التي لا يمكن نكرانها، وهي غير معروفة، كما يحلل ميكانيزمات الجرم وبالدقة والمعطيات.
في حين أصبح دور الصهاينة من خلال نفوذهم في الولايات المتحدة الأمريكية لزعزعة العالم بعد 11 سبتمبر واضحا أكثر فأكثر، فإن فكرة أن تكون مجموعة من الليكوديين، بتواطؤ حلفاء لهم اخترقوا جهاز دولة الولايات المتحدة، مسؤولة عن عملية 11 سبتمبر، تحت شعارات مضللة، هي فكرة أكثر من حقيقة و لا يمكن استبعادها.
إن لبعض الشخصيات شجاعة قولها علنا. لقد صرح “فرانسيسكو كوسيغا” -الرئيس الايطالي ما بين 1985 إلى 1992- في 30 نوفمبر 2007، لجريدة “كورْييرا ديلا سيرا” قائلا: “أرادوا إقناعنا أن بن لادن قد اعترف بهجومات 11 سبتمبر 2001 على البرجين التوأم في نيويورك، بينما المخابرات الأمريكية والأروبية في الواقع تعلم جيدا ان هذا الهجوم الكارثي قد خططت له سي.آي.أي والموساد ونفذتاه، بهدف اتهام دول عربية بالإرهاب، والتمكن من الهجوم على العراق وأفغانستان”(1).
ولا يتردد “آلان سابروسكي”، بروفيسور سابق في المدرسة الحربية التابعة للجيش الأمريكي والأكاديمية العسكرية الأمريكية، في الإعلان عن قناعاته في أن 11 سبتمبر هو “عملية كلاسيكية دبرها الموساد”، ونفذت بتواطؤ من داخل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تناقلت تصريحاته بعض المواقع الالكترونية لقدماء عسكريي الولايات المتحدة الأمريكية، الذين ضجروا من الحروب الحقيرة التي اجبروا على خوضها باسم كذبة 11 سبتمبر، او باسم أسلحة الدمار الشامل لصدام حسين(2).
هذه الحجج التي تدعم فرضية الموساد ليست –فقط- نابعة من صيت هذا الجهاز الاستخباراتي السري الأقوى في العالم، بل إن تقريرا للمدرسة العسكرية الأمريكية للدراسات العسكرية (نشرته الواشنطن-بوست عشية 11 سبتمبر) جاء فيه: “مراوغ، عديم رحمة، وماكر، قادر على الهجوم على قوات أمريكية وتقنيع ذلك بعملية ارتكبها الفلسطينيون العرب(3)”..
تورُّط الموساد مع وحدات اخرى من قوات النخبة الإسرائيلية أصبح بديهيا، بفعل بعض الوقائع غير المعروفة الا قليلا.
يضم الكتاب الالكتروني لـ”هشام حمزة (إسرائيل و11 سبتمبر.. الطابو الاكبر) (2013) مجموع ملف اتهام إسرائيل بجدية لا تشوبها شائبة، ومجموع المصادر التي يمكن الوصول اليها بسهولة.
إسرائيليون يرقصون
هل نعلم، مثلا، ان الأشخاص الوحيدين الذين ألقي عليهم القبض في اليوم نفسه على علاقة بالهجومات الإرهابية لـ11 سبتمبر هم إسرائيليون(4)؟
هذا الخبر نشره في اليوم الموالي الصحفي “باولو ليما”، في يومية لجنة بيرغن في نيوجرسي “ذو روكورد”. وحسب مصادر بوليسية، فقد رأى العديدُ من الشهود –مباشرة بعد الاصطدام الأول بالبرج الشمالي- ثلاثة أشخاص فوق سطح سيارة “فان” متوقفة بـ”ليبرتي ستيـْت بارك” بـ”جيرسي سيتي”، في أتم الفرح، يقفزون سرورًا، ويلتقطون لانفسهم صورا خلفيتها البرجان. ثم نقلوا سيارتهم إلى موقف آخر بنيو جيرسي حيث رآهم شهود آخرون يعبرون عن الفرح المفضوح الواضح نفسه.
وعلى الفور، اصدرت الشرطة انذارا BOLO (be- on the look –out): “سيارة من المحتمل ان تكون على علاقة وثيقة بالهجوم الارهابي بنيويورك.. سيارة فان بيضاء، شوفرولي2000 تحمل لوحة ترقيم تعود إلى نيوجيرسي وعليها اشارة urban moving systems، شوهدت بليبرتي ستيت بارك بجيرسي سيتي، خلال الاصطدام الأول لطائرة المسافرين بالمركز التجاري العالمي. ثلاثة اشخاص في سيارة فان شوهدوا مبتهجين بالحادث الاول والانفجار الذي تلاه”(5)..
وأوقفت الشرطة سيارة الفان بعد ساعات، وعلى متنها 5 شبان إسرائيليين، وهم: “سيفان” و”بول كيرزبارغ”، “يارون شموئيل”، “أودد إيلنر” و”أومير مارماري”. وبعد أن اجبروا على الخروج من السيارة وبطحوا أرضا، صرخ سيفان كيرزبارغ بهذه الجملة الغريبة: “نحن إسرائيليون، ولسنا مشكلتكم.. مشاكلكم هي مشاكلنا، الفلسطينيون هم المشكل”(6).
مصادر الشرطة، التي أعلمت “باولو ليما”، كانت متأكدة من تواطؤ هؤلاء الاسرائيليين في هجومات الصباح: “وجدت بسيارة الفان خرائط للمدينة، بها بعض النقاط المعَلـَّمة، وبدا وكأنهم على علم (..) بما سيحدث عندما كانوا في ليبيرتي ستيت بارك(7)”.
وُجدت بحوزتهم جوازات سفر بجنسيات مختلفة، واكثر من 6000 دولار نقدا، وتذاكر سفر جوي مفتوحة. تم التحقق من هويات الاخوة كيرزبارغ كأعوان في الموساد. كان الاسرائيليون الخمسة موظفين رسميين في شركة نقل اسمها “إيربن موفينغ سيستم”، التي كان أغلب عمالها اسرائيليين.. وكشف احد العمال القلائل غير الاسرائيليين لـ”روكورد” في 14 سبتمبر قائلا: “كنت أبكي وهؤلاء الأشخاص يطلقون النكات، وكان هذا يستفزني”(8).
وبعد أن زارت الشرطة مالك الشركة، وهو “دومينيك أوتو سوتر”، غادر هذا الأخير البلد متوجها نحو تل ابيب. الخبر الذي نشرته روكورد وأكده تقرير الشرطة أعادت نشره مواقع تحقيق، مثل “واين مادسن ريبورت” (14 سبتمبر 2005)، و”كاونتر بونش” (7 فبراير 2007).. كما تناقلته وسائل اعلام كبرى، ولكن بطريقة قزمت بُعده: لم توضح نيويورك تايمز (21 نوفمبر 2001) جنسية الاشخاص، مثل فوكس نيوز ووكالة اسوسييشد برس. وكتبت واشنطن بوست (23 نوفبر 2001) انهم كانوا إسرائيليين بالضبط، لكنها أخفت علمهم المسبق بالحدث. وفي المقابل، كشفت “ذو فور وورد ماغازين” (15 مارس 2002) التابعة للجالية اليهودية النيويوركية، حسب مصدر لم تذكره من استخبارات الولايات المتحدة، بأن “إيربن موفينغ سيستم” كانت مكتبا مستترا للموساد (وهذا لم يمنعه من الاستفادة من قرض فيديرالي بقيمة 498750 دولار، كما يكشف ذلك أرشيف الضرائب(9).
لقد أجرى مكتب الشرطة الفيديرالية تحقيقا حول هذه المسألة، موجودا في تقرير من 579 صفحة، رفع حظر السرية عنه جزئيا في عام 2005، ولن يخرج إلى النور كليا إلا عام 2035. وقد حلل الصحفي المستقل هشام حمزة بالتفصيل هذا التقرير واستخرج عدة أدلة دامغة:
أولا: الصور الملتقطة من طرف هؤلاء الشبان الإسرائيليين، التي تظهر انهم فعلا في حالة فرح أمام البرج الشمالي المحترق، “مبتسمين، يتبادلون القبل، يقرعون أكفّ بعضهم”. ولتفسير هذا السلوك قال المعنيون أنهم فرحوا فقط لأن على “الولايات المتحدة الآن اتخاذ إجراءات لوقف الإرهاب في العالم”. في حين أن أغلبية الناس -من هذا الجانب- اعتقدوا انه حادث، وليس عملا ارهابيا. الأخطر من هذا ان شاهدا رآهم -على الأقل- وهم يتموقعون منذ الساعة الثامنة، اي قبل ان تصطدم الطائرة بأول برج، في حين يؤكد آخرون انهم كانوا يلتقطون الصور 5 دقائق بعد، وهو ما تؤكده صورهم.
وأكد موظف سابق بمكتب الشرطة الفيديرالية أن الجو السائد في الشركة كان متعصبا لإسرائيل ومعادٍ لأمريكا، حتى أن مديرها دومينيك أوتو سوتر قال: “امنحونا عشرين سنة وسنستولي على وسائل إعلامكم ونهدم بلدكم”.
الإسرائيليون الخمسة الموقوفون كانوا على اتصال بشركة أخرى للنقل، هي “كلاسيك انترناشيونال موفرس”، التي استجوب منها 4 موظفين آخرين، لعلاقتهم بـقراصنة الجو الـ19 المزعومين، أحدهم هاتفَ “شخصا موجودا بأمريكا الجنوبية له علاقات أصيلة بمناضلين إسلاميين بالشرق الأوسط”. في الأخير، “أعطى كلب التحري إشارات ايجابية عن وجود آثار المتفجرات داخل السيارة”(10).
وكما يلاحظ “حمزة”، فإن نتائج التحقيق تدفعنا إلى التفكير: يعلم مكتب الشرطة الفيديرالية الشرطة المحلية، التي تحتجز المشبوهين بـ”أن المكتب لم تعد له اي فائدة في التحقيق مع المحتجزين، وأنه من اللائق تطبيق إجراءات الهجرة اللازمة(11)”.
وتثبت رسالة من مصالح الهجرة والتجنيس ان قيادة مكتب الشركة الفيديرالي طالبت في الواقع بغلق التحقيق منذ 24 سبتمبر 2001. وامضى الاسرائيليون الخمسة 71 يوما بسجن “بروكلين”، وهي المدة التي رفضوا فيها، وفشلوا مرات عدة، في اجتياز اختبار جهاز كشف الكذب، ثم اعيدوا إلى بلدهم بتهمة بسيطة، هي خرق مدة التاشيرة.
يتبع/
مصدر