روسيا تصمم مدرعة متعددة المهام

[نيلوس]

خلال معرض "يوم الابتكار في وزارة الدفاع" الأخير تم عرض جزء من التصاميم الجديدة فقط في الجزء المغلق منه. وكما تعلمون، عاجلاً أم آجلاً بشكل أو بآخر تنكشف الأسرار، حيث ظهرت بعض المعلومات عن النماذج والعينات التي كانت مغلقة أمام زوار المعرض بعد أن تم سدل الستار عنه ببضعة أيام. على سبيل المثال، منذ أيام تعرف الجمهور على إحدى الملصقات المعروضة ذات الصلة في "يوم الابتكار"، حيث انتشرت صورة من تأليف الخبير في المدرعات العسكرية خلوبوتوف على الفور من خلال المواقع الأساسية للإنترنت.

وقد ظهر على الصورة ملصق يصف "نموذجاً قتالياً" جديداً من ابتكار مكتب تصاميم المعدات والأجهزة في مدينة تولا، مع أنه للأسف، لا يوجد اسم لهذا المشروع على الملصق. ومع ذلك، فإن هذا لم يمنع خلوبوتوف أن يقدم اقتراحاته في هذا الصدد، مؤكداً أن الملصق يصف نموذجاً يطلق عليه اسم "إيبوخا". وما يدعم هذا الافتراض هو حقيقة أن مكتب التصاميم لم يطرح أي مشاريع أخرى مثل هذا القبيل. وبالتالي، هناك كل ما يدعو إلى اعتبار التصميم الذي عرض في "يوم الابتكار" هو النموذج القتالي "إيبوخا".

بالإضافة إلى المعلومات التي تصف هذا النموذج القتالي الواعد، فقد تم عرض صورته على الملصق، فضلاً عن رسومات الآليات العسكرية التي يمكن أن يتحول إليها هذه المدرعة "إيبوخا". ومن هذه الرسومات يمكن أن نخلص إلى وجود إمكانية تحويل هذا النموذج القتالي الجديد على هيكل المدرعة "بوميرانغ" و"كورغانيتس-25" و"أرماتا". ولكن من غير الواضح حتى الآن إلى مدى يتطابق هذا مع الواقع، وذلك لعدم وجود معلومات عامة عن هذه المشاريع ذات الصلة. ومع ذلك، فإن تجهيز المركبات المدرعة بنموذج قتالي موحد يبدو مشروعاً مثيراً للاهتمام.

ويتضمن نموذج "إيبوخا" القتالي مجمع من الأسلحة، مؤلف من السبطانات وأنظمة صواريخ. وفي أعلى البرج يتم تركيب مدفع أوتوماتيكي من عيار 30 ملم من طراز 2A42 ومدفع رشاش من عيار 7.62 ملم من طراز PKT وقاذفتين مع أربعة صواريخ موجهة من طراز "كورنيت". وكما هو مبين من مجموعة الأسلحة، فإن النموذج القتالي الجديد يواصل ويطور الإيديولوجية الكامنة في المشروع السابق لمكتب التصاميم تحت عنوان "بيريجوك"، إلا أن "إيبوخا" يختلف عن الأخير بأنه غير مجهز بقاذف تلقائي. ربما، ارتأى المصممون أن مع إزالة هذا القاذف من الأسلحة لن يؤثر كثيراً على الخصائص العامة للنموذج القتالي.

يشار إلى أن الملصق يظهر كمية الذخيرة الممكن نقلها والجاهزة للاستخدام. ففي الحجرة القتالية لـ"إيبوخا" من المفترض أن تتسع 500 طلقة لمدفع أوتوماتيكي "160 خارقة للدروع و340 شديدة الانفجار" و2000 طلقة لرشاش. كل هذا المجمع من الذخيرة سيتم تثبيته فورا على القاذفات.

يتم تحديد المدى المجدي لمختلف الأسلحة الموجودة في النموذج "إيبوخا" على الشكل التالي، حيث يمكن إصابة الهدف بشكل دقيق وفعال من المدفع الآلي على مسافة تصل حتى 4000 متر. في حين أن صواريخ "كورنيت" قادرة على تدمير الأهداف على مسافة أكبر بمرتين. ولدى استخدام الصواريخ الموجهة من هذا الطراز والمزودة بأجهزة استشعار يمكن أن تجري عملية إطلاق النار على مسافات تصل إلى 10 كيلومترا.

كما أن سطح البرج العلوي لهذا النموذج القتالي مزود بجهازين رؤية، مع أن بعض المعدات المعينة ولأسباب معروفة لا يمكن الإفصاح عنها. ومع ذلك هناك بعض المعلومات عن هذه المعدات موجودة على الملصق، وكما يشير هذا الملصق فإن منظومة المعدات الالكترونية لـ "إيبوخا" قادرة تلقائياً على البحث عن الأهداف ضمن طيف ضوئي متنوع. وهذا يعني إن معدات الرؤية لديها قنوات بصرية وحرارية على حد سواء، بالإضافة إلى أن الملصق يؤكد بأن القناتين يمكن استخدامها في آن واحد والإطلاق باتجاه هدفين أيضاً في آن واحد، كما أنه هناك من بين الميزات الأخرى من وحدة نظام التحكم في إطلاق النار للنموذج "إيبوخا"، آلية البحث عن الأهداف بواسطة رادار بصري بالإضافة إلى رشاش يرافق الهدف وقادر على إطلاق النار باتجاه أهداف تصل زاوية الارتفاع إلى 70 درجة كما أن هناك إمكانية العمل مع آلية لتحديد الهدف الخارجي.

وتبعاً لهذه الاتجاهات، قام المهندسون في مكتب تصاميم الأجهزة في تولا بتصميم نموذج قتالي متطور وواعد. وهذا يعني أنه إذا لزم الأمر يمكن للآلات القتالية المزودة بأسلحة "إيبوخا"، أن يتم تحسينها وتحدثيها عن طريق تركيب أسلحة أو أجهزة جديدة.

وهنا لابد أن نتوقف بشكل خاص حول مسألة رفع مستوى حماية الطاقم خاصة وأن المقاييس العامودية لبرج النموذج "إيبوخا" صغيرة نسبياً، وبالتالي نستنتج بأنه من الضروري نقل أماكن الطاقم إلى الأسفل أي إلى مستوى أقل من سقف المركبة القتالية. وفي حال كان هذا الافتراض صحيح فقد أصبح من الواضح تفسير شكل جيب البرج. من المتوقع أن هذا الجيب يستخدم لتخزين ذخيرة أو قسم منها، وفي هذه الحالة تكون آلية تلقيم الذخيرة هي أقرب من مؤخرة المدفع الآلي.

يعتبر موضوع إخراج الذخيرة إلى خارج الهيكل المصفح للمركبة من مسلمات تصميم المركبات القتالية المختلفة في الخارج، ولكن في بلدنا ما زال هذا الأمر في إطار التصميم وذلك بسبب الجدل الذي يثار حوله خاصة في مسألة ضرورة وصحة هذا التصميم أو ذاك حول توزيع الذخيرة داخل المركبة. وبالتالي فإن توزيع قذائف المدفع وربما طلقات الرشاش خارج مكان تمركز الطاقم يمكن أن يصبح سبباً لجدال ساخن بغض النظر عن القرار النهائي بشأن هذه النظرية.

بشكل عام فإن شكل نموذج "إيبوخا" القتالي في الواقع يمكن أن يصبح موضع جدل بسبب استخدام بعض الحلول التقنية والفنية الغريبة. والحديث هنا يدور حول احتمال توضع الذخائر في الجيب الأسفل للبرج بالإضافة إلى المكان الخاص والمميز لتوضع أنظمة الرؤية. ويبين الملصق أن منظومة الرؤية موجودة بشكل لا يمكنها الدوران 360 درجة بشكل كامل وبالتالي لا يمكن استخدامها لرؤية الشكل العام للمنطقة.

هناك سبب آخر لانتقاد هذا النموذج بشكله الحالي والحديث هنا يدور عن المدفع الآلي 2A42 ، حيث يشير خلوبوتوف بأن لهذا السلاح عيب في السبطانة التي تسبب تشتت كبير على مسافة طويلة بشكل غير مقبول، وبالتالي مع هذه المواصفات فإن نيران طلقات المدفع ذات العيار 30 ملم لن تكون كافية لتنفيذ المهام المطلوبة. أما بالنسبة للغطاء الذي يغطي سبطانة السلاح كما هو مبين على الرسم، فإن خلوبوتوف يعتقد بأن هذا الغطاء لا داعي له والغرض منه هو تحسين مظهر النموذج القتالي بحيث يتناسب مع الموضة الأجنبية.

وفقاً للتقارير المتوفرة فإن نموذج "إيبوخا" القتالي المصمم في تولا موجود حالياً على شكل مخطط ولا توجد أي معلومات حول صناعة أي نموذج من هذا المشروع. ولهذا يمكن افتراض بأن والوصف الموجود على الملصق يعتبر واحد من الخيارات المستقبلية للنموذج القتالي الموجود على الورق فقط ومن المستبعد أن يتم تحويله إلى مركبة مدرعة بشكل عملي في القريب العاجل. وبالتالي يمكن إصلاح جميع العيوب قبل أن يتم تصنيع النموذج التجريبي. أما الآن للأسف فإن نموذج "إيبوخا" القتالي، في ظل المعلومات الشحيحة المتوفرة لدينا، يثير الكثير من الأسئلة، بعضها تمس أهم ملامح الآلة العسكرية الحديثة. ولا يبقى أمامنا إلا أن نأمل في أن يكون النموذج القتالي المصور على الملصق، بعيداً عن الإنتاج و الاستخدام العملي .

ruvr

 

[القائد المصرى]

روسيا استفادت كثيرا من مدرعاتها التى تدمر بسهولة فى الحروب واصبحت تتلافى عيوبها