تُناقضُ الكثير من التحليلات الإسرائيلية الهدف الأميركي المعلن من وراء توجيه ضربة عسكرية لسورية، إذ تضع تلك التحليلات الخطوة في إطار ما يسمى "هزيمة المحور الراديكالي وترميم الردع والمصداقية الأميركية حيال إيران وتعزيز الاستقرار وترميم تحالفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، رغم أن توجيه ضربة يبقى الخيار الأقل سوءا من بين جملة خيارات كلها سيئة ولن تنهي الصراع في سورية أو تُغيّر فيه جوهرياً.
كتب – عامر راشد
تتباين رؤى المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين في تقييم أبعاد لجوء الولايات المتحدة الأميركية إلى توجيه ضربة عسكرية ضد سورية، لكنهم يتفقون على أن ضربة محدودة لن تغير جوهرياً في ميزان القوى على الأرض، بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة، ولن تؤدي إلى إضعاف نظام حكم الرئيس بشار الأسد بدرجة يعتد بها.
غير أن اللافت في الأمر أن الكثير من التحليلات الإسرائيلية تذهب إلى أن ما تصفه الإدارة الأميركية بـ"توجيه ضربة عقابية محدودة لنظام الحكم في سورية" يشكِّل حلقة أولى لتدخل أميركي، مباشر وصريح، على نحو تدريجي في الأزمة السورية، لأن الهدف من الضربة ليس الرد على استخدام أسلحة كيماوية من عدمه، بل "ترميم الردع والمصداقية الأميركية"، بما يتجاوز الأزمة السورية إلى مجموعة أزمات المنطقة الأقل سخونة وراهنية.
ويشير محللون إسرائيليون إلى أن أي نجاح يمكن أن تحققه الإدارة الأميركية، من وراء توجيه ضربة عسكرية لسورية، يرتبط بوجود مبادرة سياسية فعالة إلى جانب استخدام الخيار العسكري، إلا أن هذا بدوره قد يقود إلى حلقات جديدة وأعلى من التورط العسكري الأميركي في الأزمة السورية، لجهة أن انتزاع مكاسب سياسية من نظام حكم الرئيس الأسد يستدعي استعادة ما يسمى بـ"قوة الردع الأميركية" وفي الوقت نفسه "إضعاف المعسكر الراديكالي في منطقة الشرق الأوسط"، وهذا يتعدى الوضع القائم في سورية منذ عامين، إلى إعادة ترتيب أوضاع المنطقة ككل، واستعادة زخم الدور الأميركي فيها من خلال احتواء الدور الإيراني، وترميم قوس التحالفات الأميركية في المنطقة.
وكمثال على التوجه الغالب في التحليلات الإسرائيلية حيال ضربة أميركية ضد سورية، الكاتبان عاموس يدلين وافنير غولوب كتبا مقالة مشتركة وموسعة في صحيفة "نظرة عليا" الإسرائيلية، 30/8/2011، أكدا فيها أنه في هذا الوقت لا يوجد خيار عسكري يمكنه وقف الحرب في سورية، أو حمل الأسد على الرحيل وضمان نظام معتدل وديمقراطي في الدولة". وعليه كما يرى الكاتبان: "إن كل الخيارات القائمة، وعلى رأسها استمرار كبح الجماح الأميركي هي خيارات غير سليمة بل وحتى سيئة. وفي ضوء الفهم بأن انعدام الفعل هي الإستراتيجية الأسوأ - غير أخلاقية وتمس بالمصالح الأمريكية، ثمة حاجة إلى فحص إمكانية (الإستراتيجية السيئة الأفضل)..".
ويشرح الكاتبان مصطلح "الإستراتيجية السيئة الأفضل" أو"الأقل سوءاً" بالقول: "إن التدخل في الحرب الأهلية في سورية يتعارض والتطلع الأميركي إلى وضع حد لحروب العقد الأخير في الشرق الأوسط، وهو يمس بإرث الرئيس أوباما الذي يتبنى شعار (إعادة جنودنا إلى الديار)، ويطرح التخوف من حرب أخرى في دولة إسلامية، حرب تشبه تلك الحروب التي أنهاها أوباما في العراق وفي أفغانستان..".
ويعتقد الكاتبان بأن "التخوف الأساس هو أن عملاً أميركيا سيجر آثاراً غير متوقعة، توسع نطاق الحملة العسكرية في سورية ومدتها. فمثلاً، حملة عسكرية حيال الأسد كفيلة بأن تعزز المنظمات الجهادية. والتدخل العسكري من شأنه أن يجلب واشنطن إلى مواجهة مباشرة مع موسكو، وكذا من شأنه أن يجر رد فعل من الحليف الإيراني للأسد، ويفتح جبهة أخرى حيال إيران وحزب الله، الذي بات منذ الآن مشاركاً في القتال في سورية..".
ويجزم الكاتبان بأنه "ليس لكل هؤلاء اللاعبين مصلحة في تصعيد الأزمة بل في احتوائها والحفاظ على الزخم الذي حصل عليه الأسد بعد الانتصار في القصير. ومع ذلك، لما كان الرأي العام الأميركي يعارض بشدة هجوماً برياً واسع النطاق، فإننا على قناعة بان إمكانية حملة عسكرية واسعة، بما فيها اجتياح قوات برية، ليست مطروحة على طاولة المباحثات في البيت الأبيض".
وفي مقابل ذلك يضع الكاتبان ستة خيارات من المحتمل أنها مطروحة على طاولة الرئيس الأميركي:
الخيار الأول؛ تعزيز التدريب للمعرضة المسلحة ومدها بالسلاح. ويرى الكاتبان بأنه "رغم أن هذه الإستراتيجية كان بوسعها أن تتناسب والظروف التي سادت حتى ما قبل بضعة أشهر، فإنها لا تشكل جواباً مناسباً في هذه النقطة الزمنية".
الخيار الثاني؛ هجوم "عقابي" موضعي، وفرصة هذا الخيار في أن يعيد قوة الردع الأميركية ليست عالية. فالحديث يدور عن فعل (عقابي محلي) لا يغير الواقع في سورية بشكل ذي مغزى.
الخيار الثالث؛ الإعلان عن منطقة حظر جوي "No Fly Zone"، مع إمكانية إدخال عناصر من اللاحركة "No Move" ضد المدفعية، الدبابات والراجمات السورية، إلا أن مناطق حظر الطيران أو حظر الحركة تحتاج إلى تعزيز على مدى الزمن، الأمر الذي يتطلب استثماراَ كبيراً نسبياً بالمصادر.
الخيار الرابع؛ الإعلان عن مناطق مجردة من السلاح قرب الحدود مع تركيا والأردن وأروقة إنسانية، وإذا ما تمَّ الأخذ بهذا الخيار ينبغي التأكد من أن القوات التي تنفذ الحماية للمناطق المجردة من السلاح والأروقة الإنسانية لن تكون قوات أميركية.
الخيار الخامس؛ هجوم جوي مستمر ضد أهداف عملياتية، وهذا الخيار يدخل الولايات المتحدة في تدخل مباشر في الحرب الأهلية في سورية.
الخيار السادس؛ السيطرة والتدمير للسلاح الكيميائي في سورية، لكن السيطرة والتدمير للمخزون الكيماوي الكبير لدى سورية تتطلب استخدام قوات خاصة، وإدخالها إلى سورية لفترة طويلة، حتى التدمير لكل المادة الكيميائية.
وفي الخلاصة والتوصيات يؤكد الكاتبان أن "تحليل الخيارات ذات الصلة لدى الرئيس أوباما يشير إلى الحاجة إلى إستراتيجية تدمج الخيارات الثالث الرابع والخامس، لتدخل أميركي مباشر وتدريجي. وستغير هذه الإستراتيجية "قواعد اللعب" في سورية، وتتجاوز العقاب والردع للأسد عن استخدام آخر للسلاح الكيميائي. وإستراتيجية التدخل المتداخل والتدريجي ستتضمن هجوماً على أهداف إستراتيجية منتقاة كفعل عقابي على الهجوم الكيميائي في ضواحي دمشق، والإعلان عن منطقة حظر جوي "No Fly Zone". ويمكن للولايات المتحدة في الخطوة الثانية أيضاً أن تعلن عن مناطق مجردة من السلاح وأروقة إنسانية وتهاجم ذخائر الحكم إذا ما صعد الأسد ردود أفعاله..".
إلا أن هذا الاقتراح حسبما يقرُّ به الكاتبان، ليس خياراً جيداً ومضموناً، إنما الخيار الأقل سوءاً من بين خيارات كلها سيئة وغير مضمونة النتائج.
ويرجع الكاتب أورلي أزولاي، في مقالة على صفحات "يديعوت أحرونوت"، 30/8/2013، سبب تردد الرئيس أوباما إلى أن "الحربين اللتين ورثهما أوباما هدمتا اقتصاد القوة العظمى في الغرب، ومطتا قوتها العسكرية إلى أقصى حدود القدرة وجعلتاها تخاصم نصف العالم. وهذا هو السبب الذي يدعو الرئيس إلى أن يكون معنياً بأن تكون الضربة العسكرية لسورية محدودة وبعيدة دون وجود على الأرض..".
بدوره يحذَّر الكاتب ألون بنكاس، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، 30/8/2013، من أنه "عندما لا تكون للخطوة العسكرية غاية سياسية، وهي لا تنشأ عن مصلحة سياسية، وعندما يكون في الساحة العسكرية نفسها البعد التكتيكي وحده، فإن الإستراتيجية التي لم تكن من شأنها أن تخلق واقع "حملة متدحرجة"، في مثل هذه الحالة فإن الائتلاف الدولي الداعم لأوباما سيتبخر في غضون أيام".
ويدعم ايلي بردنشتاين، في خبر رئيس لصحيفة "معاريف" 30/8/2013، ما ذهب إليه بنكاس بالقول: "إن مشكلة أوباما المركزية تتعلق بعراقيل سياسية ذات مغزى، سواء داخلياً أم في العواصم الأوروبية التي يأمل بتجنيدها.. أوباما يقف أمام معارضة ذات مغزى من الكونغرس والجمهور الغفير للهجوم في سورية. ومع أن الادارة الأمريكية يمكنها أن تخرج إلى الحرب دون مجلس الأمن، ولكن ليس دون الكونغرس. وحالياً نشأ الانطباع أن أوباما يفقد الزخم".
تحليلات إسرائيلية لأبعاد الحملة العسكرية الأميركية والخيارات المتاحة | مقالات واراء | أنباء موسكو
كتب – عامر راشد
تتباين رؤى المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين في تقييم أبعاد لجوء الولايات المتحدة الأميركية إلى توجيه ضربة عسكرية ضد سورية، لكنهم يتفقون على أن ضربة محدودة لن تغير جوهرياً في ميزان القوى على الأرض، بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة، ولن تؤدي إلى إضعاف نظام حكم الرئيس بشار الأسد بدرجة يعتد بها.
غير أن اللافت في الأمر أن الكثير من التحليلات الإسرائيلية تذهب إلى أن ما تصفه الإدارة الأميركية بـ"توجيه ضربة عقابية محدودة لنظام الحكم في سورية" يشكِّل حلقة أولى لتدخل أميركي، مباشر وصريح، على نحو تدريجي في الأزمة السورية، لأن الهدف من الضربة ليس الرد على استخدام أسلحة كيماوية من عدمه، بل "ترميم الردع والمصداقية الأميركية"، بما يتجاوز الأزمة السورية إلى مجموعة أزمات المنطقة الأقل سخونة وراهنية.
ويشير محللون إسرائيليون إلى أن أي نجاح يمكن أن تحققه الإدارة الأميركية، من وراء توجيه ضربة عسكرية لسورية، يرتبط بوجود مبادرة سياسية فعالة إلى جانب استخدام الخيار العسكري، إلا أن هذا بدوره قد يقود إلى حلقات جديدة وأعلى من التورط العسكري الأميركي في الأزمة السورية، لجهة أن انتزاع مكاسب سياسية من نظام حكم الرئيس الأسد يستدعي استعادة ما يسمى بـ"قوة الردع الأميركية" وفي الوقت نفسه "إضعاف المعسكر الراديكالي في منطقة الشرق الأوسط"، وهذا يتعدى الوضع القائم في سورية منذ عامين، إلى إعادة ترتيب أوضاع المنطقة ككل، واستعادة زخم الدور الأميركي فيها من خلال احتواء الدور الإيراني، وترميم قوس التحالفات الأميركية في المنطقة.
وكمثال على التوجه الغالب في التحليلات الإسرائيلية حيال ضربة أميركية ضد سورية، الكاتبان عاموس يدلين وافنير غولوب كتبا مقالة مشتركة وموسعة في صحيفة "نظرة عليا" الإسرائيلية، 30/8/2011، أكدا فيها أنه في هذا الوقت لا يوجد خيار عسكري يمكنه وقف الحرب في سورية، أو حمل الأسد على الرحيل وضمان نظام معتدل وديمقراطي في الدولة". وعليه كما يرى الكاتبان: "إن كل الخيارات القائمة، وعلى رأسها استمرار كبح الجماح الأميركي هي خيارات غير سليمة بل وحتى سيئة. وفي ضوء الفهم بأن انعدام الفعل هي الإستراتيجية الأسوأ - غير أخلاقية وتمس بالمصالح الأمريكية، ثمة حاجة إلى فحص إمكانية (الإستراتيجية السيئة الأفضل)..".
ويشرح الكاتبان مصطلح "الإستراتيجية السيئة الأفضل" أو"الأقل سوءاً" بالقول: "إن التدخل في الحرب الأهلية في سورية يتعارض والتطلع الأميركي إلى وضع حد لحروب العقد الأخير في الشرق الأوسط، وهو يمس بإرث الرئيس أوباما الذي يتبنى شعار (إعادة جنودنا إلى الديار)، ويطرح التخوف من حرب أخرى في دولة إسلامية، حرب تشبه تلك الحروب التي أنهاها أوباما في العراق وفي أفغانستان..".
ويعتقد الكاتبان بأن "التخوف الأساس هو أن عملاً أميركيا سيجر آثاراً غير متوقعة، توسع نطاق الحملة العسكرية في سورية ومدتها. فمثلاً، حملة عسكرية حيال الأسد كفيلة بأن تعزز المنظمات الجهادية. والتدخل العسكري من شأنه أن يجلب واشنطن إلى مواجهة مباشرة مع موسكو، وكذا من شأنه أن يجر رد فعل من الحليف الإيراني للأسد، ويفتح جبهة أخرى حيال إيران وحزب الله، الذي بات منذ الآن مشاركاً في القتال في سورية..".
ويجزم الكاتبان بأنه "ليس لكل هؤلاء اللاعبين مصلحة في تصعيد الأزمة بل في احتوائها والحفاظ على الزخم الذي حصل عليه الأسد بعد الانتصار في القصير. ومع ذلك، لما كان الرأي العام الأميركي يعارض بشدة هجوماً برياً واسع النطاق، فإننا على قناعة بان إمكانية حملة عسكرية واسعة، بما فيها اجتياح قوات برية، ليست مطروحة على طاولة المباحثات في البيت الأبيض".
وفي مقابل ذلك يضع الكاتبان ستة خيارات من المحتمل أنها مطروحة على طاولة الرئيس الأميركي:
الخيار الأول؛ تعزيز التدريب للمعرضة المسلحة ومدها بالسلاح. ويرى الكاتبان بأنه "رغم أن هذه الإستراتيجية كان بوسعها أن تتناسب والظروف التي سادت حتى ما قبل بضعة أشهر، فإنها لا تشكل جواباً مناسباً في هذه النقطة الزمنية".
الخيار الثاني؛ هجوم "عقابي" موضعي، وفرصة هذا الخيار في أن يعيد قوة الردع الأميركية ليست عالية. فالحديث يدور عن فعل (عقابي محلي) لا يغير الواقع في سورية بشكل ذي مغزى.
الخيار الثالث؛ الإعلان عن منطقة حظر جوي "No Fly Zone"، مع إمكانية إدخال عناصر من اللاحركة "No Move" ضد المدفعية، الدبابات والراجمات السورية، إلا أن مناطق حظر الطيران أو حظر الحركة تحتاج إلى تعزيز على مدى الزمن، الأمر الذي يتطلب استثماراَ كبيراً نسبياً بالمصادر.
الخيار الرابع؛ الإعلان عن مناطق مجردة من السلاح قرب الحدود مع تركيا والأردن وأروقة إنسانية، وإذا ما تمَّ الأخذ بهذا الخيار ينبغي التأكد من أن القوات التي تنفذ الحماية للمناطق المجردة من السلاح والأروقة الإنسانية لن تكون قوات أميركية.
الخيار الخامس؛ هجوم جوي مستمر ضد أهداف عملياتية، وهذا الخيار يدخل الولايات المتحدة في تدخل مباشر في الحرب الأهلية في سورية.
الخيار السادس؛ السيطرة والتدمير للسلاح الكيميائي في سورية، لكن السيطرة والتدمير للمخزون الكيماوي الكبير لدى سورية تتطلب استخدام قوات خاصة، وإدخالها إلى سورية لفترة طويلة، حتى التدمير لكل المادة الكيميائية.
وفي الخلاصة والتوصيات يؤكد الكاتبان أن "تحليل الخيارات ذات الصلة لدى الرئيس أوباما يشير إلى الحاجة إلى إستراتيجية تدمج الخيارات الثالث الرابع والخامس، لتدخل أميركي مباشر وتدريجي. وستغير هذه الإستراتيجية "قواعد اللعب" في سورية، وتتجاوز العقاب والردع للأسد عن استخدام آخر للسلاح الكيميائي. وإستراتيجية التدخل المتداخل والتدريجي ستتضمن هجوماً على أهداف إستراتيجية منتقاة كفعل عقابي على الهجوم الكيميائي في ضواحي دمشق، والإعلان عن منطقة حظر جوي "No Fly Zone". ويمكن للولايات المتحدة في الخطوة الثانية أيضاً أن تعلن عن مناطق مجردة من السلاح وأروقة إنسانية وتهاجم ذخائر الحكم إذا ما صعد الأسد ردود أفعاله..".
إلا أن هذا الاقتراح حسبما يقرُّ به الكاتبان، ليس خياراً جيداً ومضموناً، إنما الخيار الأقل سوءاً من بين خيارات كلها سيئة وغير مضمونة النتائج.
ويرجع الكاتب أورلي أزولاي، في مقالة على صفحات "يديعوت أحرونوت"، 30/8/2013، سبب تردد الرئيس أوباما إلى أن "الحربين اللتين ورثهما أوباما هدمتا اقتصاد القوة العظمى في الغرب، ومطتا قوتها العسكرية إلى أقصى حدود القدرة وجعلتاها تخاصم نصف العالم. وهذا هو السبب الذي يدعو الرئيس إلى أن يكون معنياً بأن تكون الضربة العسكرية لسورية محدودة وبعيدة دون وجود على الأرض..".
بدوره يحذَّر الكاتب ألون بنكاس، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، 30/8/2013، من أنه "عندما لا تكون للخطوة العسكرية غاية سياسية، وهي لا تنشأ عن مصلحة سياسية، وعندما يكون في الساحة العسكرية نفسها البعد التكتيكي وحده، فإن الإستراتيجية التي لم تكن من شأنها أن تخلق واقع "حملة متدحرجة"، في مثل هذه الحالة فإن الائتلاف الدولي الداعم لأوباما سيتبخر في غضون أيام".
ويدعم ايلي بردنشتاين، في خبر رئيس لصحيفة "معاريف" 30/8/2013، ما ذهب إليه بنكاس بالقول: "إن مشكلة أوباما المركزية تتعلق بعراقيل سياسية ذات مغزى، سواء داخلياً أم في العواصم الأوروبية التي يأمل بتجنيدها.. أوباما يقف أمام معارضة ذات مغزى من الكونغرس والجمهور الغفير للهجوم في سورية. ومع أن الادارة الأمريكية يمكنها أن تخرج إلى الحرب دون مجلس الأمن، ولكن ليس دون الكونغرس. وحالياً نشأ الانطباع أن أوباما يفقد الزخم".
تحليلات إسرائيلية لأبعاد الحملة العسكرية الأميركية والخيارات المتاحة | مقالات واراء | أنباء موسكو