اولا هل رمسيس الثانى هو فرعون خروج
يعتقد الكثيرون أن الملك رمسيس الثانى (1280– 1223 ق.م) هو ذاته فرعون الخروج الذى تحدثت عنه الكتب السماوية، دون أن تذكر اسمه صراحة. وقد صار هذا الافتراض عند الكثيرين حقيقة تاريخية لا تحتمل جدلاً. وهو تخمين غير دقيق تاريخيًا ودينيًا، ويخالف ما ورد فى القرآن الكريم، يقول تعالى: "ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون" (الأعراف: 137). وهو ما يعنى أن الله تعالى دمر كل ما بنى فرعون الطاغية، ولم يعد له أثر حتى يبقى نكرة فى التاريخ، ولا توجد له عمائر تخلد اسمه كغيره من الملوك، لأنه ادعى الألوهية من دون الله: "وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى" (القصص: 38). أما رمسيس الثانى، فهو أكثر ملك فى التاريخ شاد المبانى والقصور فى طول البلاد وعرضها، حتى لا تكاد تخلو مدينة مصرية من أثر يحمل اسمه، ولهذا أطلق عليه اسم "البناء العظيم". ورغم مرور آلاف السنين بعد رمسيس، فإن آثاره فى الأقصر وأبو سمبل وأسوان والنوبة وأبيدوس... إلخ، لا تزال باقية حتى يومنا هذا، سواء المعابد أو المسلات أو التماثيل، أكثرها فى حالة رائعة من الحفظ وجودة البناء. وهو ما يؤكد أن رمسيس الثانى لم يكن فرعون موسى، ومن ثم فالقول بذلك يخالف صريح القرآن الذى يؤكد أن الله تعالى دمر كل ما شيده هذا الطاغية. واللفظ القرآنى يحمل دلالة لافتة، حيث ذكر فعل "دمر"، ولم يذكر "حطم" أو "كسر" أو "هدم"، لأن معنى يدمر أقوى دلالة من الصيغ الأخرى، وهو ما يؤكد أن آثار فرعون قد زالت، ولم يعد لها وجود. ولهذا قد يكون أى ملك مصرى هو فرعون موسى إلا رمسيس الثانى! فالملوك الآخرون لم تبق لهم آثار مثله ولا قريب منه. وللحق، فالربط بين رمسيس الثانى وفرعون موسى فكرة يهودية لا ريب فيها، غايتها تشويه التاريخ المصرى، فرمسيس أهم ملوك مصر القديمة، والقول بأنه فرعون موسى يشير إلى أنه كان ملكًا جبارًا، ادعى الربوبية، وآذى الأنبياء موسى وهارون عليهما السلام لما قاما بدعوته إلى دين الله. وهو ما ينطبق، حسب هذا الزعم، على كل فراعنة مصر القديمة، وأنهم كانوا كفرة جبارين مثله. هذا رغم أن المفسرين يذكرون أن ملك مصر أيام النبى يوسف كان موحدًا، ولهذا جعل يوسف وزيرًا على مصر. كما تثنى التوراة على ملك مصر أيام النبى إبراهيم الذى وهبه السيدة هاجرالمصرية أم إسماعيل. ورغم طغيان فرعون وكفره، فإن امرأته آسية يضرب الله المثل بها فى الإيمان بين نساء العالمين كافة، وبشرها بقصر فى الجنة. كما أثنى القرآن على مؤمن آل فرعون، وهو ابن عم فرعون، وتدعى سورة غافر باسم "سورة المؤمن" نسبة له. كما أثنى القرآن على سحرة فرعون وإيمانهم، وكذلك زليخة امراة العزيز التى آمنت، وقيل تزوجها النبى يوسف. كما أثنى النبى على ماشطة بنت فرعون، وشم رائحتها الطيبة فى رحلة المعراج. تلك إشارات رائعة تؤكد أن مصر هى مهد الأنبياء وأرض الصالحين، عاش بها الموحدون أيام فرعون موسى الطاغية، وفى أيام غيره من الملوك والفراعنة، ولم تكن مصر أرض كفر قح كما يتصور البعض.
يعتقد الكثيرون أن الملك رمسيس الثانى (1280– 1223 ق.م) هو ذاته فرعون الخروج الذى تحدثت عنه الكتب السماوية، دون أن تذكر اسمه صراحة. وقد صار هذا الافتراض عند الكثيرين حقيقة تاريخية لا تحتمل جدلاً. وهو تخمين غير دقيق تاريخيًا ودينيًا، ويخالف ما ورد فى القرآن الكريم، يقول تعالى: "ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون" (الأعراف: 137). وهو ما يعنى أن الله تعالى دمر كل ما بنى فرعون الطاغية، ولم يعد له أثر حتى يبقى نكرة فى التاريخ، ولا توجد له عمائر تخلد اسمه كغيره من الملوك، لأنه ادعى الألوهية من دون الله: "وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى" (القصص: 38). أما رمسيس الثانى، فهو أكثر ملك فى التاريخ شاد المبانى والقصور فى طول البلاد وعرضها، حتى لا تكاد تخلو مدينة مصرية من أثر يحمل اسمه، ولهذا أطلق عليه اسم "البناء العظيم". ورغم مرور آلاف السنين بعد رمسيس، فإن آثاره فى الأقصر وأبو سمبل وأسوان والنوبة وأبيدوس... إلخ، لا تزال باقية حتى يومنا هذا، سواء المعابد أو المسلات أو التماثيل، أكثرها فى حالة رائعة من الحفظ وجودة البناء. وهو ما يؤكد أن رمسيس الثانى لم يكن فرعون موسى، ومن ثم فالقول بذلك يخالف صريح القرآن الذى يؤكد أن الله تعالى دمر كل ما شيده هذا الطاغية. واللفظ القرآنى يحمل دلالة لافتة، حيث ذكر فعل "دمر"، ولم يذكر "حطم" أو "كسر" أو "هدم"، لأن معنى يدمر أقوى دلالة من الصيغ الأخرى، وهو ما يؤكد أن آثار فرعون قد زالت، ولم يعد لها وجود. ولهذا قد يكون أى ملك مصرى هو فرعون موسى إلا رمسيس الثانى! فالملوك الآخرون لم تبق لهم آثار مثله ولا قريب منه. وللحق، فالربط بين رمسيس الثانى وفرعون موسى فكرة يهودية لا ريب فيها، غايتها تشويه التاريخ المصرى، فرمسيس أهم ملوك مصر القديمة، والقول بأنه فرعون موسى يشير إلى أنه كان ملكًا جبارًا، ادعى الربوبية، وآذى الأنبياء موسى وهارون عليهما السلام لما قاما بدعوته إلى دين الله. وهو ما ينطبق، حسب هذا الزعم، على كل فراعنة مصر القديمة، وأنهم كانوا كفرة جبارين مثله. هذا رغم أن المفسرين يذكرون أن ملك مصر أيام النبى يوسف كان موحدًا، ولهذا جعل يوسف وزيرًا على مصر. كما تثنى التوراة على ملك مصر أيام النبى إبراهيم الذى وهبه السيدة هاجرالمصرية أم إسماعيل. ورغم طغيان فرعون وكفره، فإن امرأته آسية يضرب الله المثل بها فى الإيمان بين نساء العالمين كافة، وبشرها بقصر فى الجنة. كما أثنى القرآن على مؤمن آل فرعون، وهو ابن عم فرعون، وتدعى سورة غافر باسم "سورة المؤمن" نسبة له. كما أثنى القرآن على سحرة فرعون وإيمانهم، وكذلك زليخة امراة العزيز التى آمنت، وقيل تزوجها النبى يوسف. كما أثنى النبى على ماشطة بنت فرعون، وشم رائحتها الطيبة فى رحلة المعراج. تلك إشارات رائعة تؤكد أن مصر هى مهد الأنبياء وأرض الصالحين، عاش بها الموحدون أيام فرعون موسى الطاغية، وفى أيام غيره من الملوك والفراعنة، ولم تكن مصر أرض كفر قح كما يتصور البعض.