السلام عليكم
تأثير العامل السوري في توازنات الشرق الأوسط الجديدة
تحدث المزيد من الخبراء والمحللين عن طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية حالياً، والمتوقعة في مرحلة ما بعد مطلع عام 2012م القادم، وفي هذا الخصوص تشير المعطيات إلى أن منطقة الشرق الأوسط قد أصبحت على موعد مع بيئة استراتيجية جديدة: فما هي طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية، ولماذا سوف تشهد هذه التوازنات تغيراً دراماتيكياً بحلول مطلع العام القادم الذي لم يتبقى له سوى 38 يوماً لا غير؟
* بيئة التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية: الشكوك واللايقين
تحدثت مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية خلال الأسبوع المنصرم كثيراً عن طبيعة التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية، وفي هذا الخصوص أشارت إلى الآتي:
تأثير العامل السوري في توازنات الشرق الأوسط الجديدة
• المحور الذي تكوّن على خلفية حرب لبنان عام 2006م (محور الممانعة لأمريكا)، وضم دمشق ـ طهران ـ حزب الله اللبناني ـ حركة حماس الفلسطينية، لم يتأثر كثيراً بفعل غياب حركة حماس، وبالتالي فإن القوام الرئيس لهذا المحور ما زال موجوداً.
• المحور الذي تكوّن على خلفية حرب لبنان عام 2006م (محور الموالاة لأمريكا)، والذي ضمّ عمان ـ القاهرة ـ الرياض ـ حركة فتح الفلسطينية ـ قوى 14 آذار اللبنانية، تأثر كثيراً بسبب انهيار نظام حسني مبارك المصري، إضافة إلى خروج قوى 14 آذار من السلطة.
هذا، وبرغم سعي حركة حماس إلى الوقوف غير المعلن، (من وراء حجاب) إلى جانب محور الموالاة لأمريكا، فإن ذلك لم يتح لهذا المحور الحصول على قوة مضافة حقيقية، وذلك لأن حركة حماس لاقيمة لها بدون سوريا وحزب الله اللبناني، إضافة إلى أن المنعطفات التاريخية الشرق أوسطية قد أكدت تماماً بأن الفلسطينيين يتخلون دائماً عن كل من يتخلى عن سوريا، بدليل أن الزعيم ياسر عرفات نفسه قد فقد الكثير من الفلسطينيين عندما وقع أوسلو وذهب بعيداً عن دمشق.
إضافة إلى ذلك، نلاحظ أيضاً أن محور الموالاة لأمريكا، لم يستطع حتى الآن تعويض خسارته للقاهرة، وتشير التطورات الجارية إلى أن محاولات تعويض خروج حسني مبارك من المجلس العسكري المصري نفسها قد باءت بالفشل على خلفية الاحتجاجات المصرية الجارية حالياً، وفي الاتجاه نفسه، يمكن الإشارة أيضاً إلى أن وقوف تركيا إلى جانب محور الموالاة لواشنطن لن يجدي نفعاً، وذلك لأن فعالية تركيا كقوة مضافة في أي تفاعلات شرق أوسطية، ترتبط حصراً بمدى وقوف تركيا إلى جانب تيار الممانعة الشرق أوسطي، وبالتالي، فإن وقوف تركياً حالياً إلى جانب خيار الموالاة لواشنطن، سوف لن يؤدي سوى إلى عودة تركيا لنفس مواقفها السابقة خلال فترات حكم تورغوت أوزال وكنعان إيفرين وسليمان ديميريل. الأمر الذي سوف يؤدي بدوره إلى عزل تركيا عن الشرق الأوسط.
* توازنات الشرق الأوسط الجديدة: تأثير العامل السوري
سعت واشنطن وحلفاءها الشرق أوسطيين وبالذات محور "الرياض ـ الدوحة"، وأنقرا، إضافة إلى عمان، لجهة القيام بالمزيد من محاولات تغيير اصطفافات خارطة الشرق الأوسط، وتضمنت الجهود الآتية:جورج فريدمان
• بناء تحالف الرياض ـ الدوحة ـ عمان ـ أنقرا، من أجل ضبط التوازنات الشرق أوسطية، بما لا يعطي فرصة لتمدد فراغ الانكشاف الذي حدث بفعل سقوط نظام حسني مبارك المصري، وزين العابدين بن علي التونسي.
• السعي من أجل إعادة قوى 14 آذار اللبنانية إلى السلطة، وتعزيز قوة حركة فتح، إضافة إلى تثبيت أنظمة بديلة موالية لواشنطن في كل من القاهرة وتونس.
• السعي لإكمال مشروع الحرب الطويلة ضد الإرهاب، عن طريق خوض المواجهات بالوكالة عن واشنطن ضد كل من ليبيا وسوريا، إضافة إلى طهران.
برغم انهيار نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فإن ليبيا لم تستقر حتى الآن، وعلى ما يبدو فإن جولة جديدة من المواجهات بانتظارها، وبالنسبة لإيران، فإنه أصبح في حكم الأمر الواقع:
• لا سبيل لإنهاء فعاليات البرنامج النووي الإيراني.
• لا سبيل لقطع الطريق أمام صعود الروابط العراقية ـ الإيرانية طالما أن الشيعة العراقيين يشكلون 70% من الشعب العراقي.
وبكلمات أخرى، فقد أبت كل المعطيات إلا أن تقول بأن خارطة طريق تغيير التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية، يبدأ بالضرورة من دمشق، وينتهي بالضرورة في دمشق أيضاً.
وفي هذا الخصوص، جاءت ورقة الخبير الاستراتيجي الأمريكي جورج فريدمان التي حملت عنوان (سوريا، إيران وتوازن القوى في الشرق الأوسط)، والتي أشار من خلالها إلى النقاط الآتية:
• أصبحت طهران أكثر استعداداً لمواجهة سيناريو ما بعد خروج القوات الأمريكية من العراق.
• أصبح خصوم طهران أكثر استعداداً لجهة المزيد من الدفع باتجاه انهيار دمشق.
وتأسيساً على ذلك، يرى خصوم إيران، بأنه طالما لا يوجد سبيل لمنع تحول بغداد إلى قوة مضافة بجانب طهران، فإن الحل الأمثل، هو أخذ دمشق بعيداً عن طهران. وذلك، لأن مثلث دمشق ـ بغداد ـ طهران معناه، انهيار استراتيجية الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وهو أمر معناه أن واشنطن، سوف تسعى بالضرورة إلى التحول باتجاه البحث عن روابط مع المثلث الحديدي الشرق أوسطي الجديد. وذلك لأن حكمة أمريكا البراغماتية تقول بأن القوي إذا لم تستطع التغلب عليه، فمن الأفضل أن تسعى إلى التحالف معه بدلاً من تضييع الوقت والجهد مع الضعفاء الذين تسهل السيطرة عليهم بالقليل من القوات الأمريكية التي لا يتجاوز عددها في أحسن الأحوال عن لواء مكون من كتيبة مشاة، وكتيبة مدرعات، وكتيبة قوات خاصة.
على الأغلب أن تسعى واشنطن بعد خروجها من العراق إلى تغيير قواعد اللعبة. وتغيير خارطة تحالفاتها في المنطقة، طالما أنها لن تستطيع معاداة دمشق وطهران وبغداد والقاهرة. وكل ما يجري حالياً هو محاولة من حلفاء واشنطن الضعفاء، لجهة استباق الزمن والحيلولة دون صعود المثلث الحديدي الشرق أوسطي الجديد، والذي قد يتحول إلى مربع في حال انضمام القاهرة إليه.
تأثير العامل السوري في توازنات الشرق الأوسط الجديدة
تحدث المزيد من الخبراء والمحللين عن طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية حالياً، والمتوقعة في مرحلة ما بعد مطلع عام 2012م القادم، وفي هذا الخصوص تشير المعطيات إلى أن منطقة الشرق الأوسط قد أصبحت على موعد مع بيئة استراتيجية جديدة: فما هي طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية، ولماذا سوف تشهد هذه التوازنات تغيراً دراماتيكياً بحلول مطلع العام القادم الذي لم يتبقى له سوى 38 يوماً لا غير؟
* بيئة التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية: الشكوك واللايقين
تحدثت مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية خلال الأسبوع المنصرم كثيراً عن طبيعة التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية، وفي هذا الخصوص أشارت إلى الآتي:
تأثير العامل السوري في توازنات الشرق الأوسط الجديدة
• المحور الذي تكوّن على خلفية حرب لبنان عام 2006م (محور الممانعة لأمريكا)، وضم دمشق ـ طهران ـ حزب الله اللبناني ـ حركة حماس الفلسطينية، لم يتأثر كثيراً بفعل غياب حركة حماس، وبالتالي فإن القوام الرئيس لهذا المحور ما زال موجوداً.
• المحور الذي تكوّن على خلفية حرب لبنان عام 2006م (محور الموالاة لأمريكا)، والذي ضمّ عمان ـ القاهرة ـ الرياض ـ حركة فتح الفلسطينية ـ قوى 14 آذار اللبنانية، تأثر كثيراً بسبب انهيار نظام حسني مبارك المصري، إضافة إلى خروج قوى 14 آذار من السلطة.
هذا، وبرغم سعي حركة حماس إلى الوقوف غير المعلن، (من وراء حجاب) إلى جانب محور الموالاة لأمريكا، فإن ذلك لم يتح لهذا المحور الحصول على قوة مضافة حقيقية، وذلك لأن حركة حماس لاقيمة لها بدون سوريا وحزب الله اللبناني، إضافة إلى أن المنعطفات التاريخية الشرق أوسطية قد أكدت تماماً بأن الفلسطينيين يتخلون دائماً عن كل من يتخلى عن سوريا، بدليل أن الزعيم ياسر عرفات نفسه قد فقد الكثير من الفلسطينيين عندما وقع أوسلو وذهب بعيداً عن دمشق.
إضافة إلى ذلك، نلاحظ أيضاً أن محور الموالاة لأمريكا، لم يستطع حتى الآن تعويض خسارته للقاهرة، وتشير التطورات الجارية إلى أن محاولات تعويض خروج حسني مبارك من المجلس العسكري المصري نفسها قد باءت بالفشل على خلفية الاحتجاجات المصرية الجارية حالياً، وفي الاتجاه نفسه، يمكن الإشارة أيضاً إلى أن وقوف تركيا إلى جانب محور الموالاة لواشنطن لن يجدي نفعاً، وذلك لأن فعالية تركيا كقوة مضافة في أي تفاعلات شرق أوسطية، ترتبط حصراً بمدى وقوف تركيا إلى جانب تيار الممانعة الشرق أوسطي، وبالتالي، فإن وقوف تركياً حالياً إلى جانب خيار الموالاة لواشنطن، سوف لن يؤدي سوى إلى عودة تركيا لنفس مواقفها السابقة خلال فترات حكم تورغوت أوزال وكنعان إيفرين وسليمان ديميريل. الأمر الذي سوف يؤدي بدوره إلى عزل تركيا عن الشرق الأوسط.
* توازنات الشرق الأوسط الجديدة: تأثير العامل السوري
سعت واشنطن وحلفاءها الشرق أوسطيين وبالذات محور "الرياض ـ الدوحة"، وأنقرا، إضافة إلى عمان، لجهة القيام بالمزيد من محاولات تغيير اصطفافات خارطة الشرق الأوسط، وتضمنت الجهود الآتية:جورج فريدمان
• بناء تحالف الرياض ـ الدوحة ـ عمان ـ أنقرا، من أجل ضبط التوازنات الشرق أوسطية، بما لا يعطي فرصة لتمدد فراغ الانكشاف الذي حدث بفعل سقوط نظام حسني مبارك المصري، وزين العابدين بن علي التونسي.
• السعي من أجل إعادة قوى 14 آذار اللبنانية إلى السلطة، وتعزيز قوة حركة فتح، إضافة إلى تثبيت أنظمة بديلة موالية لواشنطن في كل من القاهرة وتونس.
• السعي لإكمال مشروع الحرب الطويلة ضد الإرهاب، عن طريق خوض المواجهات بالوكالة عن واشنطن ضد كل من ليبيا وسوريا، إضافة إلى طهران.
برغم انهيار نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فإن ليبيا لم تستقر حتى الآن، وعلى ما يبدو فإن جولة جديدة من المواجهات بانتظارها، وبالنسبة لإيران، فإنه أصبح في حكم الأمر الواقع:
• لا سبيل لإنهاء فعاليات البرنامج النووي الإيراني.
• لا سبيل لقطع الطريق أمام صعود الروابط العراقية ـ الإيرانية طالما أن الشيعة العراقيين يشكلون 70% من الشعب العراقي.
وبكلمات أخرى، فقد أبت كل المعطيات إلا أن تقول بأن خارطة طريق تغيير التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية، يبدأ بالضرورة من دمشق، وينتهي بالضرورة في دمشق أيضاً.
وفي هذا الخصوص، جاءت ورقة الخبير الاستراتيجي الأمريكي جورج فريدمان التي حملت عنوان (سوريا، إيران وتوازن القوى في الشرق الأوسط)، والتي أشار من خلالها إلى النقاط الآتية:
• أصبحت طهران أكثر استعداداً لمواجهة سيناريو ما بعد خروج القوات الأمريكية من العراق.
• أصبح خصوم طهران أكثر استعداداً لجهة المزيد من الدفع باتجاه انهيار دمشق.
وتأسيساً على ذلك، يرى خصوم إيران، بأنه طالما لا يوجد سبيل لمنع تحول بغداد إلى قوة مضافة بجانب طهران، فإن الحل الأمثل، هو أخذ دمشق بعيداً عن طهران. وذلك، لأن مثلث دمشق ـ بغداد ـ طهران معناه، انهيار استراتيجية الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وهو أمر معناه أن واشنطن، سوف تسعى بالضرورة إلى التحول باتجاه البحث عن روابط مع المثلث الحديدي الشرق أوسطي الجديد. وذلك لأن حكمة أمريكا البراغماتية تقول بأن القوي إذا لم تستطع التغلب عليه، فمن الأفضل أن تسعى إلى التحالف معه بدلاً من تضييع الوقت والجهد مع الضعفاء الذين تسهل السيطرة عليهم بالقليل من القوات الأمريكية التي لا يتجاوز عددها في أحسن الأحوال عن لواء مكون من كتيبة مشاة، وكتيبة مدرعات، وكتيبة قوات خاصة.
على الأغلب أن تسعى واشنطن بعد خروجها من العراق إلى تغيير قواعد اللعبة. وتغيير خارطة تحالفاتها في المنطقة، طالما أنها لن تستطيع معاداة دمشق وطهران وبغداد والقاهرة. وكل ما يجري حالياً هو محاولة من حلفاء واشنطن الضعفاء، لجهة استباق الزمن والحيلولة دون صعود المثلث الحديدي الشرق أوسطي الجديد، والذي قد يتحول إلى مربع في حال انضمام القاهرة إليه.