تحديات الشرق الأوسط الجديد بعد اختفاء القوة المحققة للتوازن وتحديات الدول العربية الفاعلة

إنضم
20 يوليو 2013
المشاركات
86
التفاعل
0 0 0
السلام عليكم

تأثير العامل السوري في توازنات الشرق الأوسط الجديدة

تحدث المزيد من الخبراء والمحللين عن طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية حالياً، والمتوقعة في مرحلة ما بعد مطلع عام 2012م القادم، وفي هذا الخصوص تشير المعطيات إلى أن منطقة الشرق الأوسط قد أصبحت على موعد مع بيئة استراتيجية جديدة: فما هي طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية، ولماذا سوف تشهد هذه التوازنات تغيراً دراماتيكياً بحلول مطلع العام القادم الذي لم يتبقى له سوى 38 يوماً لا غير؟

* بيئة التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية: الشكوك واللايقين
تحدثت مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية خلال الأسبوع المنصرم كثيراً عن طبيعة التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية، وفي هذا الخصوص أشارت إلى الآتي:

تأثير العامل السوري في توازنات الشرق الأوسط الجديدة


• المحور الذي تكوّن على خلفية حرب لبنان عام 2006م (محور الممانعة لأمريكا)، وضم دمشق ـ طهران ـ حزب الله اللبناني ـ حركة حماس الفلسطينية، لم يتأثر كثيراً بفعل غياب حركة حماس، وبالتالي فإن القوام الرئيس لهذا المحور ما زال موجوداً.
• المحور الذي تكوّن على خلفية حرب لبنان عام 2006م (محور الموالاة لأمريكا)، والذي ضمّ عمان ـ القاهرة ـ الرياض ـ حركة فتح الفلسطينية ـ قوى 14 آذار اللبنانية، تأثر كثيراً بسبب انهيار نظام حسني مبارك المصري، إضافة إلى خروج قوى 14 آذار من السلطة.
هذا، وبرغم سعي حركة حماس إلى الوقوف غير المعلن، (من وراء حجاب) إلى جانب محور الموالاة لأمريكا، فإن ذلك لم يتح لهذا المحور الحصول على قوة مضافة حقيقية، وذلك لأن حركة حماس لاقيمة لها بدون سوريا وحزب الله اللبناني، إضافة إلى أن المنعطفات التاريخية الشرق أوسطية قد أكدت تماماً بأن الفلسطينيين يتخلون دائماً عن كل من يتخلى عن سوريا، بدليل أن الزعيم ياسر عرفات نفسه قد فقد الكثير من الفلسطينيين عندما وقع أوسلو وذهب بعيداً عن دمشق.
إضافة إلى ذلك، نلاحظ أيضاً أن محور الموالاة لأمريكا، لم يستطع حتى الآن تعويض خسارته للقاهرة، وتشير التطورات الجارية إلى أن محاولات تعويض خروج حسني مبارك من المجلس العسكري المصري نفسها قد باءت بالفشل على خلفية الاحتجاجات المصرية الجارية حالياً، وفي الاتجاه نفسه، يمكن الإشارة أيضاً إلى أن وقوف تركيا إلى جانب محور الموالاة لواشنطن لن يجدي نفعاً، وذلك لأن فعالية تركيا كقوة مضافة في أي تفاعلات شرق أوسطية، ترتبط حصراً بمدى وقوف تركيا إلى جانب تيار الممانعة الشرق أوسطي، وبالتالي، فإن وقوف تركياً حالياً إلى جانب خيار الموالاة لواشنطن، سوف لن يؤدي سوى إلى عودة تركيا لنفس مواقفها السابقة خلال فترات حكم تورغوت أوزال وكنعان إيفرين وسليمان ديميريل. الأمر الذي سوف يؤدي بدوره إلى عزل تركيا عن الشرق الأوسط.

* توازنات الشرق الأوسط الجديدة: تأثير العامل السوري
سعت واشنطن وحلفاءها الشرق أوسطيين وبالذات محور "الرياض ـ الدوحة"، وأنقرا، إضافة إلى عمان، لجهة القيام بالمزيد من محاولات تغيير اصطفافات خارطة الشرق الأوسط، وتضمنت الجهود الآتية:جورج فريدمان
• بناء تحالف الرياض ـ الدوحة ـ عمان ـ أنقرا، من أجل ضبط التوازنات الشرق أوسطية، بما لا يعطي فرصة لتمدد فراغ الانكشاف الذي حدث بفعل سقوط نظام حسني مبارك المصري، وزين العابدين بن علي التونسي.
• السعي من أجل إعادة قوى 14 آذار اللبنانية إلى السلطة، وتعزيز قوة حركة فتح، إضافة إلى تثبيت أنظمة بديلة موالية لواشنطن في كل من القاهرة وتونس.
• السعي لإكمال مشروع الحرب الطويلة ضد الإرهاب، عن طريق خوض المواجهات بالوكالة عن واشنطن ضد كل من ليبيا وسوريا، إضافة إلى طهران.
برغم انهيار نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فإن ليبيا لم تستقر حتى الآن، وعلى ما يبدو فإن جولة جديدة من المواجهات بانتظارها، وبالنسبة لإيران، فإنه أصبح في حكم الأمر الواقع:
• لا سبيل لإنهاء فعاليات البرنامج النووي الإيراني.
• لا سبيل لقطع الطريق أمام صعود الروابط العراقية ـ الإيرانية طالما أن الشيعة العراقيين يشكلون 70% من الشعب العراقي.
وبكلمات أخرى، فقد أبت كل المعطيات إلا أن تقول بأن خارطة طريق تغيير التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية، يبدأ بالضرورة من دمشق، وينتهي بالضرورة في دمشق أيضاً.
وفي هذا الخصوص، جاءت ورقة الخبير الاستراتيجي الأمريكي جورج فريدمان التي حملت عنوان (سوريا، إيران وتوازن القوى في الشرق الأوسط)، والتي أشار من خلالها إلى النقاط الآتية:
• أصبحت طهران أكثر استعداداً لمواجهة سيناريو ما بعد خروج القوات الأمريكية من العراق.
• أصبح خصوم طهران أكثر استعداداً لجهة المزيد من الدفع باتجاه انهيار دمشق.
وتأسيساً على ذلك، يرى خصوم إيران، بأنه طالما لا يوجد سبيل لمنع تحول بغداد إلى قوة مضافة بجانب طهران، فإن الحل الأمثل، هو أخذ دمشق بعيداً عن طهران. وذلك، لأن مثلث دمشق ـ بغداد ـ طهران معناه، انهيار استراتيجية الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وهو أمر معناه أن واشنطن، سوف تسعى بالضرورة إلى التحول باتجاه البحث عن روابط مع المثلث الحديدي الشرق أوسطي الجديد. وذلك لأن حكمة أمريكا البراغماتية تقول بأن القوي إذا لم تستطع التغلب عليه، فمن الأفضل أن تسعى إلى التحالف معه بدلاً من تضييع الوقت والجهد مع الضعفاء الذين تسهل السيطرة عليهم بالقليل من القوات الأمريكية التي لا يتجاوز عددها في أحسن الأحوال عن لواء مكون من كتيبة مشاة، وكتيبة مدرعات، وكتيبة قوات خاصة.
على الأغلب أن تسعى واشنطن بعد خروجها من العراق إلى تغيير قواعد اللعبة. وتغيير خارطة تحالفاتها في المنطقة، طالما أنها لن تستطيع معاداة دمشق وطهران وبغداد والقاهرة. وكل ما يجري حالياً هو محاولة من حلفاء واشنطن الضعفاء، لجهة استباق الزمن والحيلولة دون صعود المثلث الحديدي الشرق أوسطي الجديد، والذي قد يتحول إلى مربع في حال انضمام القاهرة إليه.
 
رد: تحديات الشرق الأوسط الجديد بعد اختفاء القوة المحققة للتوازن وتحديات الدول العربية الفا

انتقال السلطة في قطر إلى الشيخ تميم ليس حدثاً عابراً لا من حيث توقيته ولا من حيث دلائله وما يمكن أن يحمل من تغيير في سياسات قطر وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط. من نافلة القول أن الإمارة الصغيرة لعبت في عهد الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أدواراً كبيرة. فأضحت هذه الدولة الصغيرة من حيث عدد سكانها مقراً لمؤتمرات سياسية واقتصادية عالمية ومركزاً لجامعات عالمية من الطراز الأول مما أضفى عليها شرعيةً ومقاماً دوليّين مكّناها من أن تكون لاعباً بارزاً على الساحة الإقليمية. فظهرت حيناً بدور الوسيط الصانع للتسويات كما في أفغانستان والسودان ولبنان، وحيناً آخر كرائدة في قيادة الثورات العسكرية وما يتبع ذلك من تعبئة إعلامية وتسليح للثوار ودعم لتنظيمات الإسلام السياسي كما حصل في ليبيا وفي سوريا مؤخراً.

لم تكن قطر لتلعب هذا الدور المحوري لو لم ترتكز عل مقومات إقتصادية أوّلها مخزونها الإستراتيجي من الغاز الطبيعي البالغ 500 ترليون متر مكعب، وهو ثالث أكبر احتياطي في العالم. وهي تنتج اليوم 77 مليون طن سنوياً. وقد عمل الأمير حمد مع فريق عمله وعلى مرحلتين، على تنمية مقدّرات الإمارة الاقتصادية إن لجهة زيادة القدرة الإنتاجية عبر تطوير البنى التحتيّة أو لجهة تنويع مصادر الدخل من خلال وضع استراتجيات للإستثمار في الخارج. فارتفع الناتج القومي من 29 مليار دولار أميركي إلى 200 مليار دولار، الأمر الذي شكل الرافعة الأساسية لأدوار قطر على الساحة الدولية.

إقترنت تلك المقدّرات بقيادة فاعلة، وحركيّة على المستوى الدبلوماسي أقل ما يقال فيها أنها خرجت عن التقليد والإجماع العربيَّين متجاوزة عدداً من المسلمات في السياسة الخارجيّة مثل الموقف من مقاطعة إسرائيل أو العلاقة مع إيران. وهذه الخصوصيّة القطرية أو "الاستقلالية" كما يحلو لأولياء الأمر تسميتها، ساهمت في دفع قطر إلى الواجهة بخاصة إذا ما قورنت بالجمود العربي الذي لم يشهد أي اختراق دبلوماسي يذكر في السنوات الأخيرة. بيد أن الحراك القطري لم يخلُ من تناقضات ولا من مخاطر، لا بل أصبح عنواناً لهما. فالبلد الذي استقرت فيه القيادة العسكريّة الأميركية للمنطقة يساهم في تمويل حركات أصولية ناصبت العداء للولايات المتحدة الأميركية كما وتشكل تهديداً استراتجياً لها ولبلدان دول مجلس التعاون المتحالفة معها.

ولا شك في أن أبرز سمات هذه الخصوصيّة القطرية هي دخول الإمارة الصغيرة إلى ساحات الربيع العربي من باب "إسلام التوتّر العالي"، فكانت الداعم الأول لتنظيمات الإسلام السياسي، إن عبر مدّه بالمال كما حصل في مصر حيث قدّمت الدعم لحركة الأخوان المسلمين وللبنك المركزي المصري بهدف تعويم حكومة مرسي وتمكينها من تجاوز الضغط الشعبي المتصاعد تجاهها، أو عبر خوض المعركة عسكرياً وبشكل مباشر كما حصل في ليبيا، أو عبر مدّ الثوار بالسلاح كما هو حاصل اليوم في سوريا. وكانت قطر سبّاقة في إرسال السلاح النوعي لا سيّما الصواريخ المضادة للطائرات، الصينيّة الصنع، وذلك على الرغم من تحذيرات الإدارة الأميركية في حينه. وكان آخر من نقل هذه التحذيرات الرئيس الأميركي نفسه وذلك خلال اجتماعه بالأمير حمد في 23 نيسان/أبريل الماضي من العام الحالي.

امتهرت قطر فن زعزعة التوازنات الإقليمية القائمة وحشر الأعداء والحلفاء على حد سواء، كما واتقنت "تسديد لكمات" تفوق وزنها وتهدّد بعض من ذوي الأثقال الثقيلة بفقدان التوازن بحسب ما يقول أحد الدبلوماسيين الغربيين. بيد أن "سياسة الحافة" هذه بما تعود على قطر من مكاسب وأدوار تفوق حجمها ومن منافع على مستوى العلاقات الدولية لجهة كسر الجمود المطبق على الأزمات، تبقى محفوفة بالمخاطر. فاستقرار الشرق الأوسط بكامله بات على المحك بفعل تداعياتها، بخاصة في ظل تنامي الصراع السني-الشيعي وتحوّل الأزمة السورية الى حرب إقليمية مفتوحة. والسؤال الأبرز اليوم هل يستمر الأمير تميم في سياسة التوتّر العالي هذه أو ينتقل تدريجياً إلى حظيرة دول مجلس التعاون والإجماع العربي حيث أن الإجماع أضحى ضرورة لاحتواء المخاطر؟

في أول خطاب ألقاه، شدّد الأمير الشاب على "نمط السلوك المستقل" وانحياز قطر إلى قضايا الشعوب العربية الرافضة لـ"الاستبداد والإذلال"، كما شدّد على رفض تقسيم "المجتمعات العربيّة على أساس طائفي أو مذهبي"، وفي هذا وعي لتحديات المرحلة الراهنة. كذلك أكد أن سياسة قطر ستقام على أساس دول وليس عبر التحالف مع تنظيمات، فقال "نحن لا نحسب على تيار ضد آخر". وفي الأمر إشارة إلى مسافة وجب اتخاذها من التيارات الإسلامية، مسافة فرضها مؤخراً الإجماع الدولي والعربي كما ظهر جلياً في مقرّرات مؤتمر الدوحة الذي جمع الدول الداعمة للثورة السورية.

في المحصلة لا شيء يشير حتى الآن إلى نية لدى الأمير تميم في قلب الأمور رأساً على عقب في ما خص السياسة الخارجية أوالتضحية باستقلالية قطر أو بالموقع الذي بلغته على المستوى الإقليمي نتيجة جهود الأمير الأب وفريق عمله، إنما يتراءى للمراقب شيء من إعادة التوازن في سياسة اللعب على التوازنات ولا ضير في ذلك. فالأمير الشاب بحاجة إلى فترة من الهدوء لتركيز دعائم حكمه.. بخاصة وقد استفاق الكبار من ثباتهم وخرجوا من جمودهم ودخلوا الحلبة بكل ما أوتوا من غضب وحزم في ما يشبه المواجهة الأخيرة.
 
رد: تحديات الشرق الأوسط الجديد بعد اختفاء القوة المحققة للتوازن وتحديات الدول العربية الفا

أنقرة ـ أ‏.‏ش‏.‏أ‏:‏


ذكر تقرير إعلامي أن الساحة السياسية التركية تشهد حركة دبلوماسية نشطة قد تقود إلي تغيير التوازنات السياسية في منطقة الشرق الأوسط


وفي الفترة التي تشهد فيها المنطقة قلقا وتوترا بين الغرب وأمريكا من جانب وإيران من جانب بسبب برنامجها النووي إضافة إلي التوتر بين سوريا وأمريكا بسبب ادعاءات تزويد دمشق منظمة حزب الله اللبناني بصواريخ وأسلحة متطورة‏.‏
وأوضحت شبكة‏'‏ إن تي في‏'‏ الإخبارية‏-‏ في تقرير أمس‏-‏ أن هذا التحرك يأتي أيضا في الفترة التي تشهد فيها الساحة السياسية العراقية خلافات حول تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس الماضي‏,‏ ويأتي أيضا في الفترة التي تبذل فيها روسيا جهودا لمحاولة النزول إلي منطقة البحر المتوسط الذي كان يعتبر حلما لروسيا‏.‏ وأشار التقرير إلي أن التحرك التركي يسير في خطين مختلفين الأول علي المثلث التركي السوري القطري‏,‏ والثاني علي المثلث التركي السوري الروسي حيث وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلي اسطنبول السبت الماضي في زيارة عمل استغرقت يومين عقد خلالها مباحثات مع نظيره التركي عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان حيث كانت وجهات النظر متطابقة بخصوص إيران والعراق والشرق الأوسط‏.‏
ولفت التقرير إلي تأكيد كل من الرئيسين عبد الله جول وبشار الأسد ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية مع ضرورة احترام حق كل دولة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وضرورة الاستمرار بالطرق الدبلوماسية للتوصل لحل المشكلة القائمة لأن المنطقة لا تتحمل حروبا بعد الآن‏.‏
وقال إنه تم التأكيد أيضا علي ضرورة تشكيل حكومة عراقية جديدة تضم مختلف الأطياف لفتح الطريق لعودة العراق إلي وضعه السابق للدفاع عن حقوق العراقيين والعيش بسلام وأمان مع الدول المجاورة له لأن استقرار العراق يعني استقرار الدول المجاورة ودول المنطقة جميعا‏.‏
كما تم التأكيد علي ضرورة إحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط واستئناف المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين من أجل التوصل لحل النزاعات القائمة بين الطرفين لأن التوصل لإحلال السلام بين الطرفين يعني التوصل لحل الأزمة الإسرائيلية‏-‏ اللبنانية والأزمة الإسرائيلية‏-‏ السورية‏.‏
وذكر التقرير الإعلامي أن المثلث التركي السوري الروسي سيشهد خلال أيام قصيرة حركة دبلوماسية مكثفة لم يحدث لها مثيل من قبل‏,‏ حيث يزور الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف سوريا أمس‏,‏ في أول زيارة رسمية لزعيم روسي منذ‏100‏ عام‏.‏
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى