علم إسرائيل
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت الصهيونية العالمية بأجهزتها السرية ومؤسساتها العدوانية التوسعية مهيأة عسكرياً وتنظيمياً لتنفيذ المهام التي أقرتها. وبالاستناد إلى عدة عوامل عنصرية وتعزيزاً لدور الصهاينة أخذت الحركة الصهيونية تتحرك مع القوى الاستعمارية لخلق الكيان الصهيوني المصطنع وقامت العصابات العنصرية الموجودة في فلسطين العربية بممارسة عملياتها الإجرامية والانتقامية ضد المواطنين العرب، وانسحبت بريطانيا من فلسطين وسلمت الأمور للصهاينة الغزاة لتحقيق أطماعهم التوسعية.
وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 1948م، تم طرد حوالي 40 ألف فلسطيني من أراضيهم وتحويلهم إلى لاجئين وما إن أتى يوم الخامس عشر من آيار (مايو) من نفس العام حتى كانت العصابات الصهيونية قد احتلت معظم الجزء المخصص لليهود في مشروع التقسيم بالإضافة إلى مناطق أخرى مخصصة للعرب وأعلنت عن قيام الكيان الصهيوني.
إن اسرائيل بعد خمسة عقود على احتلالها فلسطين بدأت تنفجر من الداخل بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحادة التي تعصف اليوم بالجسم الغريب عن الوطن العربي. وهكذا نجد أن هذا المجتمع العدواني بدأ يتفكك اجتماعياً وينهار من حيث موقعه وتركيبته لأن العنصريين ينطلقون من قاعدة أساسية هي التوسع والعدوان وفي الحقيقة فإن كل وطن يقوم على العدوان والغدر والاحتلال لا محالة سيكون مصيره الخراب وعدم البقاء والوجود.
انعدام الأصول:
ولا غرابة في مجتمع يعاني من انعدام الأصول العرقية والاجتماعية أن يتحول إلى بؤرة للعنف والجريمة والتوتر النفسي وأن يكون أيضاً مرتعاً لظهور العديد من الأمراض والظواهر الاجتماعية الأخرى. وقد كشفت الصحف الاسرائيلية عن حقيقة هذا المجتمع الذي تحكمه الجريمة عندما نشرت الأرقام التي قدمها وزير الشرطة الإسرائيلي في جلسة لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي حيث ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أنه منذ كانون الثاني (يناير) ولغاية 30 آب(أغسطس) من عام 2005م، وقع في إسرائيل حادث إجرامي كل دقيقة ونصف الدقيقة، وجريمة تنطوي على العنف كل 31 دقيقة، وسجل كل 40 ساعة حادث قتل أو محاولة قتل، وكل 13 دقيقة عملية سطو مسلح، وكل خمس ساعات تحدث حالة اغتصاب، وكل 44 دقيقة يقع حادث اعتداء، وسجل 81 حادثة قتل مع خلفية جنائية. وأفرز مجتمع الجريمة في اسرائيل عدة أنواع من الانحرافات، منها: تنامي نسبة الذين يتعاطون المخدرات من الصهاينة حيث تحولت هذه الظاهرة إلى مسألة تهدد البيئة الاجتماعية وذلك في ضوء الزيادة المستمرة في عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات.
وذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) أوائل شباط(فبراير) 2005م أن 2400 امرأة اتصلن بالمراكز السبعة التي تعنى بحالات الاغتصاب في اسرائيل العام الماضي، أي بزيادة تجاوزت 60 بالمئة عن عام 1991م استناداً إلى معلومات نشرت في جامعة تل أبيب، ويشير مسؤولو المراكز التي تعنى بالاغتصاب إلى أن حوالي 11 ألف امرأة يتم اغتصابهن أو يتعرضن للاغتصاب سنوياً في اسرائيل.
أما بالنسبة إلى قضايا وحوادث الانتحار فقد أجريت دراسة اجتماعية لعلماء جامعة تل أبيب قدمت أمام المؤتمر السنوي لعلماء الاجتماع في الجامعة تتعلق بتزايد حوادث الانتحار في الجيش الإسرائيلي بشكل يثير الارتباك في الكيان الصهيوني وتؤكد الحقائق أن حوادث الانتحار التي تقع في صفوف الجيش الإسرائيلي هي بادرة خطيرة جدا. وتعهد زعماء الكيان المصطنع أنهم سوف يعملون كل ما في وسعهم من أجل تخفيف هذه الظاهرة.
وعن أسباب حوادث الانتحار تقول المصادر الإسرائيلية إن معظم الحوادث التي وقعت في الجيش تأتي بسبب الإهانات أو أمور متعلقة بالعنف الجسدي من جانب القادة تجاه المرؤوسين ويقول علماء النفس: إن العنف ينتشر على شكل عدوى وبائية بسبب استمرار الجنود بالقيام بأعمال العنف ضد المدنيين كتكسير عظام الأطراف مثلاً وإن مرتكب أعمال من هذا النوع سيعتاد عليها.
الخوف من المجهول:
ما يحدث في الجيش الإسرائيلي يعكس وجه المجتمع الاسرائيلي كما يقول خبراء القضاء العسكري. والجيش الاسرائيلي يحشد في صفوفه كل عام الآلاف من الشابات والشباب الذين أصبح تعاطي المخدرات بالنسبة لهم عادة اجتماعية. أما ردود أفعال قادة الجيش في إسرائيل تجاه هذه المشكلة فلا يتعدى الأسلوب القائم والقائل بأنه لا يجوز التحدث عن المخدرات تحاشياً لتشجيع استخدامها.
وهكذا فإن المعالجة الممكنة الآن هي فرض عقوبات سجن مشددة، ومن هنا فإن تعاطي المخدرات السامة أثناء الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي هو استمرار مباشر لعادات مألوفة في المدارس الثانوية بل الإعدادية أيضاً. وقد تطرق علماء النفس الإسرائيليون إلى تنامي ظواهر اليأس والإحباط والخوف من المجهول الذي يضغط على عقول وأعصاب عناصر وضباط الجيش الإسرائيلي بشدة. وفي هذا الصدد يقول يوئيل ماركوس: يثير الوضع هذه الأيام الغضب والإحباط إلى حد يصل إلى درجة النحيب العقلي، إنه أمر لا يصدق (وتنتشر أيضا بين الجنود الإسرائيليين حالة هستيرية يسميها أطباء النفس: (الضغط الحادث) وتتمثل أعراض هذه الحالة بردود فعل نمطية متكررة كارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب والتصبب عرقاً واسترجاع الأحداث، وذلك نتيجة الشعور بالذنب، حيث تذكر الإحصائيات أن 55 بالمئة ممن تورطوا بإطلاق النار على الفلسطينيين من الجنود الاسرائيليين قدموا طلباً لترك الخدمة، إلا أن القيادة العسكرية قابلت هذه الطلبات بالرفض الشديد ولم تقبل إلا القليل منها وتحديداً أصحاب الأمراض النفسية الميؤوس منها حيث ينعكس الوضع سلباً على هؤلاء المرضى ويتحولون إلى مدمني الخمر والمخدرات ويعرضون أنفسهم في كثير من الحالات إلى الانتحار.
مظاهر خادعة:
ويعترف البوليس الإسرائيلي بخطورة الوضع الاجتماعي في الكيان المصطنع، وفي ذلك يقول بنيامين بن آخي المشرف على فرقة الأخلاقية في مركز بوليس تل أبيب:
إن الأمور تتعقد شيئا فشيئا حتى في وسط المهاجرين الجدد وتتطور أنواع الجرائم المتعلقة بالدعارة والمخدرات والسطو المسلح وتتراكم مصنفات التحقيقات في مبنى البوليس المركزي في شارع ديساندورف في تل أبيب وازدادت الجرائم بمعدل 30 بالمئة عما كانت عليه قبل وصول الدفعات الأخيرة من المهاجرين الجدد.
إن إسرائيل تحولت إلى (مافيا) المخدرات والدعارة والسوق السوداء والسطو وتزوير العملة... وتمركزت تلك (المافيا) في المدن الكبرى منذ عقود عديدة وقد كشفت الصحافة عن اسم أحد قادتها، ويدعى (مائير لانسكي) الذي عمل في مافيا يهودية في ميامي بالولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية وساهم في تقديم المال والسلاح إلى عصابات الهاغانا أثناء فترة الانتداب البريطاني لفلسطين واستمر بعدها في تقديم الخدمات للمافيا الاسرائيلية وقام بزيارته الأولى عام 1960م، وكذلك زيارة ثانية إلى اسرائيل عام 1970.
ونشطت المافيا الإسرائيلية في عمليات تهريب المخدرات بجميع أصنافها من الحشيش إلى الكوكائين والهيروئين واستخدمت المافيا مرفأ (أشدود) الواقع جنوب تل أبيب لاستراد المخدرات واستخدمت عدداً من المهاجرين الجدد في عمليات الاستلام والتوزيع. وعلى الرغم من وجود تنافس بين رجال المافيا الاسرائيلية القديمة والمافيا في صفوف المهاجرين الجدد غير أنها لم تتحول بعد إلى حرب علنية. واعترف سائق أجرة يدعى (ايفور) وهو من المهاجرين الجدد عندما نقل إلى مراسل مجلة (باري ماتش) الفرنسية حين زيارته إلى فلسطين المحتلة أنه يعمل لصالح المافيا وكان يقود المراسل في شوارع ضيقة في حي يقع جنوب تل أبيب.
إن نشاطات الموساد لا تقتصر على الدول العدوة لإسرائيل إذ إن (جوناثان بولارد) اليهودي الأمريكي حكم عليه عام 1986 بالسجن مدى الحياة في أمريكا لتسريبه مجموعة كثيرة من الوثائق السرية الأمريكية لإسرائيل.
والقاعدة الذهبية التي تستخدمها جهات الموساد هي الصمت، وقصة (موردخاي فانونو)، الذي نشر في جريدة الصاندي تايمز معلومات عن مفاعل ديمونة الذري تحكي أنه خطف من روما وظل في السجون الاسرائيلية 18 عاماً، كما أن فكتور أوستروفيسكي الذي تدرب لدى الموساد أصدر عام 1990 كتاباً حول نشاطاته يشير فيه إلى أن الجهاز الإسرائيلي كان مطلعاً على عملية نسف مقر المارينز عام 1983م في بيروت ولم يبلغ عنها الأمريكيين لأنه كان يريد تصعيد الأزمة في المنطقة.
وبعض هؤلاء الذين يشكلون مافيا يتحولون إلى تجارة المخدرات أمثال يعقوب رامون المسؤول ما بين 78-84 عن عمليات الموساد الذي أوقف عام 1992 في كراكاس حيث كان ينقل 74 كغ من الكوكائين في حقيبة دبلوماسية إسرائيلية، وكذلك السفينة التي كان فيها يهود في عرض البحر وأغرقها الموساد وكانت الغاية استقطاب عاطفة العالم، بل إن تدمير إسرائيل للسفينة (ليبرتي) كان بسبب أنها رصدت جرائم الغزاة الصهاينة.
هذه هي اسرائيل التي تظهر بمظاهر خادعة أمام أوربا وأميركا على أنها الدولة المتحضرة وصاحبة مدنية وحضارة قلما تتوفر في أي بلد آخر لكن الوقائع توضح عكس ما تذهب إليه الدعاية الصهيونية. وتثبت الحقائق أن اسرائيل ذات نزعة عدوانية وتتزايد فيها عمليات القتل والاغتصاب والتمييز العنصري.
.
ويعترف البوليس الإسرائيلي بخطورة الوضع الاجتماعي في الكيان المصطنع، وفي ذلك يقول بنيامين بن آخي المشرف على فرقة الأخلاقية في مركز بوليس تل أبيب:
إن الأمور تتعقد شيئا فشيئا حتى في وسط المهاجرين الجدد وتتطور أنواع الجرائم المتعلقة بالدعارة والمخدرات والسطو المسلح وتتراكم مصنفات التحقيقات في مبنى البوليس المركزي في شارع ديساندورف في تل أبيب وازدادت الجرائم بمعدل 30 بالمئة عما كانت عليه قبل وصول الدفعات الأخيرة من المهاجرين الجدد.
إن إسرائيل تحولت إلى (مافيا) المخدرات والدعارة والسوق السوداء والسطو وتزوير العملة... وتمركزت تلك (المافيا) في المدن الكبرى منذ عقود عديدة وقد كشفت الصحافة عن اسم أحد قادتها، ويدعى (مائير لانسكي) الذي عمل في مافيا يهودية في ميامي بالولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية وساهم في تقديم المال والسلاح إلى عصابات الهاغانا أثناء فترة الانتداب البريطاني لفلسطين واستمر بعدها في تقديم الخدمات للمافيا الاسرائيلية وقام بزيارته الأولى عام 1960م، وكذلك زيارة ثانية إلى اسرائيل عام 1970.
ونشطت المافيا الإسرائيلية في عمليات تهريب المخدرات بجميع أصنافها من الحشيش إلى الكوكائين والهيروئين واستخدمت المافيا مرفأ (أشدود) الواقع جنوب تل أبيب لاستراد المخدرات واستخدمت عدداً من المهاجرين الجدد في عمليات الاستلام والتوزيع. وعلى الرغم من وجود تنافس بين رجال المافيا الاسرائيلية القديمة والمافيا في صفوف المهاجرين الجدد غير أنها لم تتحول بعد إلى حرب علنية. واعترف سائق أجرة يدعى (ايفور) وهو من المهاجرين الجدد عندما نقل إلى مراسل مجلة (باري ماتش) الفرنسية حين زيارته إلى فلسطين المحتلة أنه يعمل لصالح المافيا وكان يقود المراسل في شوارع ضيقة في حي يقع جنوب تل أبيب.
إن نشاطات الموساد لا تقتصر على الدول العدوة لإسرائيل إذ إن (جوناثان بولارد) اليهودي الأمريكي حكم عليه عام 1986 بالسجن مدى الحياة في أمريكا لتسريبه مجموعة كثيرة من الوثائق السرية الأمريكية لإسرائيل.
والقاعدة الذهبية التي تستخدمها جهات الموساد هي الصمت، وقصة (موردخاي فانونو)، الذي نشر في جريدة الصاندي تايمز معلومات عن مفاعل ديمونة الذري تحكي أنه خطف من روما وظل في السجون الاسرائيلية 18 عاماً، كما أن فكتور أوستروفيسكي الذي تدرب لدى الموساد أصدر عام 1990 كتاباً حول نشاطاته يشير فيه إلى أن الجهاز الإسرائيلي كان مطلعاً على عملية نسف مقر المارينز عام 1983م في بيروت ولم يبلغ عنها الأمريكيين لأنه كان يريد تصعيد الأزمة في المنطقة.
وبعض هؤلاء الذين يشكلون مافيا يتحولون إلى تجارة المخدرات أمثال يعقوب رامون المسؤول ما بين 78-84 عن عمليات الموساد الذي أوقف عام 1992 في كراكاس حيث كان ينقل 74 كغ من الكوكائين في حقيبة دبلوماسية إسرائيلية، وكذلك السفينة التي كان فيها يهود في عرض البحر وأغرقها الموساد وكانت الغاية استقطاب عاطفة العالم، بل إن تدمير إسرائيل للسفينة (ليبرتي) كان بسبب أنها رصدت جرائم الغزاة الصهاينة.
هذه هي اسرائيل التي تظهر بمظاهر خادعة أمام أوربا وأميركا على أنها الدولة المتحضرة وصاحبة مدنية وحضارة قلما تتوفر في أي بلد آخر لكن الوقائع توضح عكس ما تذهب إليه الدعاية الصهيونية. وتثبت الحقائق أن اسرائيل ذات نزعة عدوانية وتتزايد فيها عمليات القتل والاغتصاب والتمييز العنصري.
.