في الجزائر، تغتنم بعض العائلات ليلة النصف من رمضان للاحتفال بختان أطفالها تيمنا ببركة وخير هذا الشهر الفضيل، حيث تكثر الأفراح وتتعالى زغاريد النسوة ويجتمع شمل الأهل والأحباب في سهرة رمضانية تعبر عن الألفة والتضامن.
ومع اقتراب نهاية شهر رمضان، تتعالى أصوات الفرح من المنازل عبر البلاد معلنة للجوار عملية ختان أخرى تم الانتهاء منها، وهذه عادة جزائرية متوارثة منذ القدم، حيث يرتدي الطفل لباسا تقليديا أبيض من رأسه إلى أخمص قدميه، ويُحمل إلى عيادة الطبيب لختانه، وبعد سويعات قليلة، تتعالى الزغاريد والأهازيج إيذانا بوصول الطفل الذي يكون محط أنظار الحضور واهتمامهم.
وتسارع جمعيات خيرية في مثل هذه المناسبات إلى مد يد العون للعائلات التي لا تستطيع دفع مصاريف ختان ابنائها فتدخل البسمة عليهم، وتغمر مظاهر الفرحة الأجواء وتدوي الزغاريد وتسطع الشموع كما تفوح رائحة الحناء رغبة في التخفيف عن الطفل ومنعه من التفكير في الألم الذي يشعر به، حيث تقدم له الهدايا والمال والحلوى للحفاظ على هدوئه.
ومهما كانت الأضرار والآلام قائمة، إلا أن السعادة تعم كل بيت تتم فيه عملية "الطهارة" كما يسمونها في المجتمع الجزائري، وعادة يفضلون اختيار ليلة النصف من رمضان لتكون يوم ختان ابنهم ذي السنتين أو الثلاث سنوات كما هو متعارف عليه لديهم.
الطربوش، حذاء البابوش، القندورة، سروال المدور،القميص الأبيض والقطعة العلوية المصنوعة من قماش القطيفة والمطروزة بالفتلة الذهبية، مستلزمات تبدأ الأم في تحضيرها لهذه المناسبة الغالية التي تجمع شمل الأهل والأحباب في سهرة رمضانية تغمرها أجواء الفرحة والسرور.
العربية