إن فكرة الزمالة و العاصمة المتنقلة جاءت تأكيدا لخوض مرحلة جديدة من الكفاح المسلح ضد المحتل الذي بات في الاونة الاخيرة من تلك الفترة يسعى الى التخطيط لتحطيم عواصم الامير .
و خاصة عندما نجح في الوصول الى معسكر في 09/12/1835 و تازة 1841 و سعيدة 1841 و تاقدامت 1843 و تحطيمها أي ازالة كل ما كان الامير يريد تشيده .
و أجدني مضطر إلى إدراج التفريق أو التناظر أو الاختلاف بين الحصون العسكرية المنيعة و بين عواصمه ،لان نظرة الأمير الأولية كانت تهدف إلى إقامة التحصينات الأمنية للانقضاض على المحتل كالنسر و بعدما يستتب الآمن و السلام الذي كان يعي نظره طرد المستعمر و رميه في قاع البحر .
فالمواقع الحصينة كان يتم اختيارها وفق أساسيات و معايير جغرافية ، رآها الأمير ضرورية لمحاصرة العدو من الشمال و ذلك بأضيق الخناق عليه في التل .
و لهذا جاءت تحصينات سبدو بتلمسان و تازة جنوب مليانة و بوغار بالمدية و زاوية بالخروبي جنوب مدينة الجزائر و بسكرة جنوب قسنطينة .
إن تلك الحصون كانت للدفاع عن الدائرة المخصصة للأهالي من شعبه الذي أعياه الترحال فقد أراد له ان يستقر مؤقتا في الدوائر يجمع شتات القبائل التي أتعبها الغزو و الغارة و نهب أموالهم و .
لا يذهب الباحث بعيدا مع من يخلطون بين الحصون و العواصم ، لان التحصينات الامامية التي أشرنا أليها إنما جاءت لفكرة محاصرة العدو ،
أما عواصمه فنظرا لوجودها في أماكن محصنة أصلا ،رأي أنها ضرورية لإقامتها حتى لا يصلها العدو آو يطأها لكن بفعل الخيانة المستمرة و انتشار الشوافة الذين أجزلت لهم فرنسا العطاء.
كانوا فيها يتفنون على حمل أخبار الأمير و تحركاته و خلفائه بسهولة شديدة ، لان حارس الدار لا يمكن حراسته كما يقول المثل الشعبي حيث ورد في رسالة بعث بها تماس أليغيهنيك في 31 مارس 39 ..... أبانه يجري مواصلة أشغال سعيدة حيث يتم بناء مدينة جديدة على أنقاض مدينة رومانية ......) وتذكر رسالة أخرى وجهت إلى قنصل معسكر (... رحيل مصطفى بن تامي و قائد معسكر آلي سعيدة و معهما كوكبة حراسة صغيرة لإتمام و تعجيل أشغال البناء 1 و وضحت رسالة موجهة آلي غيهنيك في 30جوان 39 بان اسرة الامير غادرت مليانة في طريقها الى تارة و أعلن بعد سبعة أيام من ذلك أن الأمير الذي عاد إلى تازة متجها آلي تاقدامت 2
لم يكتب العمر الكافي للتعمير لهذا فكر الامير في إقامة عاصمة متنقلة تجوب عمق الصحراء وتكون سريعة التنقل وراء الحصون العسكرية لكن لم يذكر ولا أحد من المؤرخين العمر الحقيقي لهذه العاصمة و من أين انطلقت أول رحلة لها حتى أن مصطفى بن التهامي لم يفسر المرحلة التي بدأت فيها إلا إذا ما أخذنا تاريخ سقوط تاقدامت سنة 43 وهي نفسها السنة التي تم إسقاطها فيه في عين طاقين وبسهولة لا تكاد توصف .
المهم أن تنقلها أشار إليه مصطفى بن تهامي بين وادي مالح و أولاد نايل و بين سهول الضاية الكحلة عند أحميان 3
2-إستراتيجية تنظيم الزمالة :
قيل البدء يجب الفصل بين شيئين أثنين تناولها المعنى اللفظي للعاصمة كمقر سياسي واداري وعسكري والعاصمة كجهاز متحرك من نظام وقد سبق الأول لان ثبات العواصم في حالة الحرب سيضعف من قوة الدولة التي تعتمد على تبيين أهمية عاصماتها الثابتة .
وقد أراد الأمير أن يخرج عن المألوف بتوظيف نوع من الملكية الثقافية التي أقتبسها من الشرق في جعل هات العاصمة تتحرك في باطن الصحراء حتى لا يعرف العدو مصدر قوتها ومواطن ضعفها من جهة
وحتى تفشل العدو في القضاء عليها و العثور عليها .
فالأمير أهتدي إلى فكرة العاصمة المتنقلة بعد الظروف الصعبة التي مرت بها فيالقه خاصة بعد تحطيم أهم مدنه المحصنة بعد نقض معاهدة تافنة من طرف العدو جعل من الأمير يبحث عن مواقع جديدة يدعم بها وجوده الحربي على الميدان.
آلا ان ظاهرة الخيانة كانت قد فعلت فعلتها وبدأت كتائب الأمير تتحطم الواحدة بعد الأخرى خاصة بعد معاقبة أولاد زر وال على اثر مساندتهم للأمير من قبل المحتل من ين عاث فيهم هذا الأخير تقتيلا و تنكيلا انتهت بحرب 70 يوما قرب ضريح بلكحل 12 مارس 43
في الحقيقة شكلت الزمالة مصنعا للأسلحة وكل الوسائل الضرورية لتحسين الإطار المعيشي كما أنها كانت ملتقى أهل التل والصحراء والهضاب
لقد شكلت ( smalah) بالنسبة لفرنسا القوة الخارقة التي يستمد منها الأمير قوته لضرب الفرنسيين في الصحراء على حد تعبير بيج لهذا فان كل الأفكار التي كانت تخطط من أجل الإيقاع بهذا المنتجع العظيم الذي يسيره الأمير .
وتقرر في نفس السنة التي كان يتطلع الفرنسيون من خلالها عن الوضعية الصعبة التي يمر بها الأمير آلا وهي سنة 41 بسبب الضغوط الفرنسية وعزوف بعض القبائل عن دفع الإتاوة في تأديب القبائل ومحاربة المتجردين وكذا
علاقته المتوترة مع قبائل الحدود لان منطق الحرب أملى في تلك الفترة في حال الغنيمة يعود محملا بكل الأشياء الثمينة إلى محلته ،
هات الأخيرة التي فال عنها بجوا أنها كانت هائمة أو كما قال الجنرال بيج هل تعلمون أبن تكمن قوته إنها تكمن في استحالة العثور عليها إنها في المكان الرحب الواسع وفي حوار شمس إفريقيا وفي عدم توفير المياه وحياة الترحال .
وما جعل الباحث قيل البداية يطرح الفرضيات التالية :
هل ترتيب عاصمة الأمير هو نوع عمراني جديد لخوض الحروب
لماذا كان الأمير يبقى على الخليفة بن غلال في حماية الزمالة
- لماذا كان الأمير يخرب ما بناه كما فعل بسعيدة وتقدمت
- هل قدم قدور بن روية نطاقا خاصا لحماية الزمالة
- لماذا أكثر الأمير التنقل في سائقة 43 بين واد سنسلم و عجلة وغصني
- لماذا لم يقم في طاقين حصنا على غرار حصون ناره و بوغار
3-الأمير عبد القادر وفكرة الزمالة :
إن إعجاب الجنرال بيجو بحنكة الأمير ضل كامنا حتى لا يحطم معنويات جنوده إن ما قاله بيجو عن إعجابه بقوة جنوده الذين كانوا يلقون الهزائم أينما كان يطاردهم الأمير في كل مكان
يؤكد على قوة الأمير ( لقد ضلت الحرب مشتعلة منذ عام ويمكن أن تتساءل عمن يستحق مزيد من الإعجاب أهم جنوده المقدمون الذين لا ينال منهم التعب أم الرجل الذي وقف في وجه جيش قوامه 106.000 مقابل 2000 فارس 10 آلاف جندي محارب ينزلق بين كتائبنا ويضرب القبائل في مؤخرتنا و اجتحتنا و يفلت من بين أيدينا في الوقت الذي كان يخيل إلينا بالذات أنه يكفي أن نمد أيدينا للقبض عليه و يلجأ على الدوام إلى خطة لا تقهر تتمثل في تشتيت صفوفنا و النيل منها بالإرهاق معا ....)
إن اعتراف الجنرال بجوا إن ما جاء نتيجة لجملة الهزائم التي ألحقها الأمير بهم و قد عبر نفس الجنرال في رسالة بعث بها في 24نوفمبر 1849 إلى وزير الحرب يقول فيها ( هل نستطيع أن نجرى في كل مكان ، و هل تستطيع أن تصد
جميع الضربات و هل نستطيع ان تجند مائة آلف رجل لملاحقة الأمير من الواضح إننا لا نستطع ،إلا أننا نستطع ملاحقته عندما نصل إلى السكان اللذين يمدونه بالفرسان و الموارد ، فلقد أدرك الفرنسيون خطورة تنقل الأمير في الصحراء نظرا للدعم المعنوي الذي كان يتلقاه من الجميع
و هذا ما يدل على أن بجوا كان على شيء من الفطنة حيث كانت أوامره قد صدرت آلي حكامه بقطع الطريق أمام جحافل الأمير بضرب القبائل المتعاطفة معه أو استمالتها آلي صفوفهم
و لهذا فان إدراك قوة الامير1 كانت تمتد أصلا في منطقة التل من مثلثات متعددة تبدأ تارة بخط وسط حدد نقطة انطلاقه من مدينة تلمسان معسكر مليانة ثم
المدية و هنا يذكر أتحد الباحثين ان الأمير كان يتوعد بإلحاق قسنطينة إلى عاصمته .
و ضمن مخطط استراتيجي يتولى معضم المدن و تدميرها إذا ما فكر الفرنسيون في احتلاله ، و رغم الخطة الإستراتيجية إلا ان الكثير لم يرض عن تنفيذها ضنا منهم انهم يريدون تخريب بيوتهم بأيديهم فمنعه الأهالي من المضي في تنفيذ الخطة إذا كان تنشق عليه رؤية بلدانهم تخرب بأيديهم .
لقد كانت نية الأمير في الرحلة الثانية في حالة اقتحام خط الوسط الذي كان في نظره الأمير هو الهدف الاستراتيجي الذي سيقدمون عليه يشرع في البحث عن قساوة الطبيعة ومن قمم الجبال و يذكر الدكتور بوريبة إنما كانت خطة جديدة لإلحاق أضرار لتجهيزات العدو لهذا
إن تمركز الأمير بالحصون كان له أثر إيجابي في كسب وقت أيصافي و راحة طمائنينة لمواصلة إنتاج الأسلحة في الزمالة.
فقد ذكر إيفر في رسائله ان مطحنة البارود تنتج في اليوم نحو قنطارين و صار دوما في 13 أكتوبر 1838 ما زال الناس يؤكدون ان المدافع تصنع في تلمسان و لعل من أغرب الاختراعات التي وصفت لصالح الأمير هو إنشاء طاحونة بارود تعمل بالماء تنتج في اليوم قنطار و نصف من مادة البارود .
و المنطق الذي يعتري هذه الصناعة إنما يؤكد قدرة الأمير آلتي كانت ستجد أسسها من خلال صناعة البارود المكلف جدا خصوصا انه كان يلجأ آلي أيادي أجنبيةإايطالية و إسبانية و الفرنسية فذكر نفس المراسل ان اثنان من الجيش الفرنسي يدعيان ألان مصطفي و حميدو كانا يدعمان الترسانة الأميرية بإصرار الأمير على صناعة البارود و بعض الأسلحة الأخرى الجاهزة أمدت له عزيمة أخرى تمثلت في تجهيز المشاة بأسلحة تحملها الفرسان و ذات فاعلية أدت إلى تنظيم موازي للجيش أو الجنود .
و قد آلف الأمير كتابا استراتيجية اسماه وشاح الكتائب و زينة الجيش المحمدي الغالب ضمن فيه كل الطرق وأساليب تسير الجند التي تناسب تلك الفترة.
و بمقارنة النمط العالمي للجيوش خصوصا ان أفق هذا الزعيم كان مت جذرا في توجهه العربي و الإسلامي الشيء الذي جعل الجنرال بي جو يعقد معاهدة التافنة 1877 ، يقر في تلك الفترة بالقوة العجيبة لجنده.
.خصوصا انهم كانوا أشد إقداما من أي جند و هم يجرون العدو إلى أدغال الصعاب في المنحدرات التي كانت صخرية حيث الشمس الحارقة تدفعهم في ذلك خطب أمير المؤمنين عبد القادر بن محي الدين التي شكلت فيما بعد ركائز وأسس دولته التي تجاوزت الآفاق .
فقد كان ينال باللسان ما يعجز عنه اللسان ، فالوداعة تخرج من لسانه و أدبه الرفيع و بقواه جعلت منه ظاهرة
فتكلمت عنه كل الصحف الدولية و تناوله مؤلفون كبار على سبيل التحليل شخصيته النادرة التي كانت تستهوي منهم أي رجل.
فقد جمع من الحرب و الدين ما بلغت مخطوطاته 500 كتاب من أندر و أنفس الكتب التي قدر ثمنها ب5آلاف جنيه إسترليني.
فقد أعطي أوامره إلى كل جنوده المقاتلين موصييهم في نفس الوقت بضرورة الاهتمام بالمخطوطات .
و ذكر في أحد خطبه مبدأ معاقبة كل الذين يفسدون كتابا أو مخطوطا أو مجلدا و تغذت مكتبة الأمير بمجموعة هامة من الكتب كما قلنا جد غنية بالعناوين الفقهية لتي جسدت انتماؤه العربي الإسلامي و قادته آلي أن ينهل أكثر من
التعاليم الفقهية على غرار ما فعله أولياؤه من السلف الصالح
و خاصة عندما نجح في الوصول الى معسكر في 09/12/1835 و تازة 1841 و سعيدة 1841 و تاقدامت 1843 و تحطيمها أي ازالة كل ما كان الامير يريد تشيده .
و أجدني مضطر إلى إدراج التفريق أو التناظر أو الاختلاف بين الحصون العسكرية المنيعة و بين عواصمه ،لان نظرة الأمير الأولية كانت تهدف إلى إقامة التحصينات الأمنية للانقضاض على المحتل كالنسر و بعدما يستتب الآمن و السلام الذي كان يعي نظره طرد المستعمر و رميه في قاع البحر .
فالمواقع الحصينة كان يتم اختيارها وفق أساسيات و معايير جغرافية ، رآها الأمير ضرورية لمحاصرة العدو من الشمال و ذلك بأضيق الخناق عليه في التل .
و لهذا جاءت تحصينات سبدو بتلمسان و تازة جنوب مليانة و بوغار بالمدية و زاوية بالخروبي جنوب مدينة الجزائر و بسكرة جنوب قسنطينة .
إن تلك الحصون كانت للدفاع عن الدائرة المخصصة للأهالي من شعبه الذي أعياه الترحال فقد أراد له ان يستقر مؤقتا في الدوائر يجمع شتات القبائل التي أتعبها الغزو و الغارة و نهب أموالهم و .
لا يذهب الباحث بعيدا مع من يخلطون بين الحصون و العواصم ، لان التحصينات الامامية التي أشرنا أليها إنما جاءت لفكرة محاصرة العدو ،
أما عواصمه فنظرا لوجودها في أماكن محصنة أصلا ،رأي أنها ضرورية لإقامتها حتى لا يصلها العدو آو يطأها لكن بفعل الخيانة المستمرة و انتشار الشوافة الذين أجزلت لهم فرنسا العطاء.
كانوا فيها يتفنون على حمل أخبار الأمير و تحركاته و خلفائه بسهولة شديدة ، لان حارس الدار لا يمكن حراسته كما يقول المثل الشعبي حيث ورد في رسالة بعث بها تماس أليغيهنيك في 31 مارس 39 ..... أبانه يجري مواصلة أشغال سعيدة حيث يتم بناء مدينة جديدة على أنقاض مدينة رومانية ......) وتذكر رسالة أخرى وجهت إلى قنصل معسكر (... رحيل مصطفى بن تامي و قائد معسكر آلي سعيدة و معهما كوكبة حراسة صغيرة لإتمام و تعجيل أشغال البناء 1 و وضحت رسالة موجهة آلي غيهنيك في 30جوان 39 بان اسرة الامير غادرت مليانة في طريقها الى تارة و أعلن بعد سبعة أيام من ذلك أن الأمير الذي عاد إلى تازة متجها آلي تاقدامت 2
لم يكتب العمر الكافي للتعمير لهذا فكر الامير في إقامة عاصمة متنقلة تجوب عمق الصحراء وتكون سريعة التنقل وراء الحصون العسكرية لكن لم يذكر ولا أحد من المؤرخين العمر الحقيقي لهذه العاصمة و من أين انطلقت أول رحلة لها حتى أن مصطفى بن التهامي لم يفسر المرحلة التي بدأت فيها إلا إذا ما أخذنا تاريخ سقوط تاقدامت سنة 43 وهي نفسها السنة التي تم إسقاطها فيه في عين طاقين وبسهولة لا تكاد توصف .
المهم أن تنقلها أشار إليه مصطفى بن تهامي بين وادي مالح و أولاد نايل و بين سهول الضاية الكحلة عند أحميان 3
2-إستراتيجية تنظيم الزمالة :
قيل البدء يجب الفصل بين شيئين أثنين تناولها المعنى اللفظي للعاصمة كمقر سياسي واداري وعسكري والعاصمة كجهاز متحرك من نظام وقد سبق الأول لان ثبات العواصم في حالة الحرب سيضعف من قوة الدولة التي تعتمد على تبيين أهمية عاصماتها الثابتة .
وقد أراد الأمير أن يخرج عن المألوف بتوظيف نوع من الملكية الثقافية التي أقتبسها من الشرق في جعل هات العاصمة تتحرك في باطن الصحراء حتى لا يعرف العدو مصدر قوتها ومواطن ضعفها من جهة
وحتى تفشل العدو في القضاء عليها و العثور عليها .
فالأمير أهتدي إلى فكرة العاصمة المتنقلة بعد الظروف الصعبة التي مرت بها فيالقه خاصة بعد تحطيم أهم مدنه المحصنة بعد نقض معاهدة تافنة من طرف العدو جعل من الأمير يبحث عن مواقع جديدة يدعم بها وجوده الحربي على الميدان.
آلا ان ظاهرة الخيانة كانت قد فعلت فعلتها وبدأت كتائب الأمير تتحطم الواحدة بعد الأخرى خاصة بعد معاقبة أولاد زر وال على اثر مساندتهم للأمير من قبل المحتل من ين عاث فيهم هذا الأخير تقتيلا و تنكيلا انتهت بحرب 70 يوما قرب ضريح بلكحل 12 مارس 43
في الحقيقة شكلت الزمالة مصنعا للأسلحة وكل الوسائل الضرورية لتحسين الإطار المعيشي كما أنها كانت ملتقى أهل التل والصحراء والهضاب
لقد شكلت ( smalah) بالنسبة لفرنسا القوة الخارقة التي يستمد منها الأمير قوته لضرب الفرنسيين في الصحراء على حد تعبير بيج لهذا فان كل الأفكار التي كانت تخطط من أجل الإيقاع بهذا المنتجع العظيم الذي يسيره الأمير .
وتقرر في نفس السنة التي كان يتطلع الفرنسيون من خلالها عن الوضعية الصعبة التي يمر بها الأمير آلا وهي سنة 41 بسبب الضغوط الفرنسية وعزوف بعض القبائل عن دفع الإتاوة في تأديب القبائل ومحاربة المتجردين وكذا
علاقته المتوترة مع قبائل الحدود لان منطق الحرب أملى في تلك الفترة في حال الغنيمة يعود محملا بكل الأشياء الثمينة إلى محلته ،
هات الأخيرة التي فال عنها بجوا أنها كانت هائمة أو كما قال الجنرال بيج هل تعلمون أبن تكمن قوته إنها تكمن في استحالة العثور عليها إنها في المكان الرحب الواسع وفي حوار شمس إفريقيا وفي عدم توفير المياه وحياة الترحال .
وما جعل الباحث قيل البداية يطرح الفرضيات التالية :
هل ترتيب عاصمة الأمير هو نوع عمراني جديد لخوض الحروب
لماذا كان الأمير يبقى على الخليفة بن غلال في حماية الزمالة
- لماذا كان الأمير يخرب ما بناه كما فعل بسعيدة وتقدمت
- هل قدم قدور بن روية نطاقا خاصا لحماية الزمالة
- لماذا أكثر الأمير التنقل في سائقة 43 بين واد سنسلم و عجلة وغصني
- لماذا لم يقم في طاقين حصنا على غرار حصون ناره و بوغار
3-الأمير عبد القادر وفكرة الزمالة :
إن إعجاب الجنرال بيجو بحنكة الأمير ضل كامنا حتى لا يحطم معنويات جنوده إن ما قاله بيجو عن إعجابه بقوة جنوده الذين كانوا يلقون الهزائم أينما كان يطاردهم الأمير في كل مكان
يؤكد على قوة الأمير ( لقد ضلت الحرب مشتعلة منذ عام ويمكن أن تتساءل عمن يستحق مزيد من الإعجاب أهم جنوده المقدمون الذين لا ينال منهم التعب أم الرجل الذي وقف في وجه جيش قوامه 106.000 مقابل 2000 فارس 10 آلاف جندي محارب ينزلق بين كتائبنا ويضرب القبائل في مؤخرتنا و اجتحتنا و يفلت من بين أيدينا في الوقت الذي كان يخيل إلينا بالذات أنه يكفي أن نمد أيدينا للقبض عليه و يلجأ على الدوام إلى خطة لا تقهر تتمثل في تشتيت صفوفنا و النيل منها بالإرهاق معا ....)
إن اعتراف الجنرال بجوا إن ما جاء نتيجة لجملة الهزائم التي ألحقها الأمير بهم و قد عبر نفس الجنرال في رسالة بعث بها في 24نوفمبر 1849 إلى وزير الحرب يقول فيها ( هل نستطيع أن نجرى في كل مكان ، و هل تستطيع أن تصد
جميع الضربات و هل نستطيع ان تجند مائة آلف رجل لملاحقة الأمير من الواضح إننا لا نستطع ،إلا أننا نستطع ملاحقته عندما نصل إلى السكان اللذين يمدونه بالفرسان و الموارد ، فلقد أدرك الفرنسيون خطورة تنقل الأمير في الصحراء نظرا للدعم المعنوي الذي كان يتلقاه من الجميع
و هذا ما يدل على أن بجوا كان على شيء من الفطنة حيث كانت أوامره قد صدرت آلي حكامه بقطع الطريق أمام جحافل الأمير بضرب القبائل المتعاطفة معه أو استمالتها آلي صفوفهم
و لهذا فان إدراك قوة الامير1 كانت تمتد أصلا في منطقة التل من مثلثات متعددة تبدأ تارة بخط وسط حدد نقطة انطلاقه من مدينة تلمسان معسكر مليانة ثم
المدية و هنا يذكر أتحد الباحثين ان الأمير كان يتوعد بإلحاق قسنطينة إلى عاصمته .
و ضمن مخطط استراتيجي يتولى معضم المدن و تدميرها إذا ما فكر الفرنسيون في احتلاله ، و رغم الخطة الإستراتيجية إلا ان الكثير لم يرض عن تنفيذها ضنا منهم انهم يريدون تخريب بيوتهم بأيديهم فمنعه الأهالي من المضي في تنفيذ الخطة إذا كان تنشق عليه رؤية بلدانهم تخرب بأيديهم .
لقد كانت نية الأمير في الرحلة الثانية في حالة اقتحام خط الوسط الذي كان في نظره الأمير هو الهدف الاستراتيجي الذي سيقدمون عليه يشرع في البحث عن قساوة الطبيعة ومن قمم الجبال و يذكر الدكتور بوريبة إنما كانت خطة جديدة لإلحاق أضرار لتجهيزات العدو لهذا
إن تمركز الأمير بالحصون كان له أثر إيجابي في كسب وقت أيصافي و راحة طمائنينة لمواصلة إنتاج الأسلحة في الزمالة.
فقد ذكر إيفر في رسائله ان مطحنة البارود تنتج في اليوم نحو قنطارين و صار دوما في 13 أكتوبر 1838 ما زال الناس يؤكدون ان المدافع تصنع في تلمسان و لعل من أغرب الاختراعات التي وصفت لصالح الأمير هو إنشاء طاحونة بارود تعمل بالماء تنتج في اليوم قنطار و نصف من مادة البارود .
و المنطق الذي يعتري هذه الصناعة إنما يؤكد قدرة الأمير آلتي كانت ستجد أسسها من خلال صناعة البارود المكلف جدا خصوصا انه كان يلجأ آلي أيادي أجنبيةإايطالية و إسبانية و الفرنسية فذكر نفس المراسل ان اثنان من الجيش الفرنسي يدعيان ألان مصطفي و حميدو كانا يدعمان الترسانة الأميرية بإصرار الأمير على صناعة البارود و بعض الأسلحة الأخرى الجاهزة أمدت له عزيمة أخرى تمثلت في تجهيز المشاة بأسلحة تحملها الفرسان و ذات فاعلية أدت إلى تنظيم موازي للجيش أو الجنود .
و قد آلف الأمير كتابا استراتيجية اسماه وشاح الكتائب و زينة الجيش المحمدي الغالب ضمن فيه كل الطرق وأساليب تسير الجند التي تناسب تلك الفترة.
و بمقارنة النمط العالمي للجيوش خصوصا ان أفق هذا الزعيم كان مت جذرا في توجهه العربي و الإسلامي الشيء الذي جعل الجنرال بي جو يعقد معاهدة التافنة 1877 ، يقر في تلك الفترة بالقوة العجيبة لجنده.
.خصوصا انهم كانوا أشد إقداما من أي جند و هم يجرون العدو إلى أدغال الصعاب في المنحدرات التي كانت صخرية حيث الشمس الحارقة تدفعهم في ذلك خطب أمير المؤمنين عبد القادر بن محي الدين التي شكلت فيما بعد ركائز وأسس دولته التي تجاوزت الآفاق .
فقد كان ينال باللسان ما يعجز عنه اللسان ، فالوداعة تخرج من لسانه و أدبه الرفيع و بقواه جعلت منه ظاهرة
فتكلمت عنه كل الصحف الدولية و تناوله مؤلفون كبار على سبيل التحليل شخصيته النادرة التي كانت تستهوي منهم أي رجل.
فقد جمع من الحرب و الدين ما بلغت مخطوطاته 500 كتاب من أندر و أنفس الكتب التي قدر ثمنها ب5آلاف جنيه إسترليني.
فقد أعطي أوامره إلى كل جنوده المقاتلين موصييهم في نفس الوقت بضرورة الاهتمام بالمخطوطات .
و ذكر في أحد خطبه مبدأ معاقبة كل الذين يفسدون كتابا أو مخطوطا أو مجلدا و تغذت مكتبة الأمير بمجموعة هامة من الكتب كما قلنا جد غنية بالعناوين الفقهية لتي جسدت انتماؤه العربي الإسلامي و قادته آلي أن ينهل أكثر من
التعاليم الفقهية على غرار ما فعله أولياؤه من السلف الصالح