الألغام البحرية بين تكتيكات البث والتشغيل.. والإجراءات المضادة
[URL="http://www.al-difaa.com/Images/al-difaa/130/p064_1_1.jpg"][URL="http://www.al-difaa.com/Images/al-difaa/130/p064_1_1.jpg"][URL="http://www.al-difaa.com/Images/al-difaa/130/p064_1_1.jpg"][URL="http://www.al-difaa.com/Images/al-difaa/130/p064_1_1.jpg"][/URL][/URL][/URL][/URL]
لقد تطورت أساليب البث ولم تعد مجرد إلقاء عشوائي للألغام على أعماق متفاوتة داخل مساحة الحقل، فأولاً يختلف أسلوب بث حقول غلق المضايق أو الموانئ عن أسلوب تلغيم الشواطئ المتسعة والصالحة للإبرار بجانب دراسة عوامل طبيعة القاع ونوعه صخري أو طيني والمياه عميقة أم ضحلة حيث أن لكل حالة نوعاً مناسباً من الألغام للحصول على أعلى فرصة لإصابة الهدف.
ومن أساليب البث الحديثة استخدام ما يسمى بكمائن الألغام البحرية وهي لغم أو مجموعة ألغام محدودة يتم بثها بصورة منفردة .. وليست ضمن حقل متسع ويكون ذلك مناسباً لتكتيك القتال البحري حيث يتم دفع الفريسة إلى الكمين بجعل باقي الاتجاهات تمثل خطورة ظاهرة.
ويتم بث الألغام من أنواع مختلفة الاستثارة لضمان وزيادة احتمالات الاستثارة والتفجير. فما لا يستثار بالحركة الهيدروليكية يستثار لغم بجانبه من تغير المجال المغناطيسي والألغام التصادمية أو التي تستثار بالحركة الهيدروليكية يتم بثها على الحدود الخارجية للحقل ويفضل أن تكون من الأنواع المخصصة للسفن الكبيرة التي لا تنفجر بمجرد اقتراب القوارب أو السفن الصغرى لإعطاء فرصة للتشكيل المعادي للتوغل داخل الحقل.
ويمكن أيضاً استخدام الألغام ذات الطبيعة الخاصة للبث على حدود الحقول الخارجية مثل الألغام التي تنفجر بعد ثاني أو ثالث استثارة. حتى تدخل أكثر من سفينة للحقل ونضمن إصابات بالجملة. أما اللغم الطوربيدي فهو لغم ثابت تحت المياه يتحرك عندما يتم تنشيطه، لذلك فإن هذه الألغام يتم بثها في نهاية الحقل أو كأحد مكونات الكمين البحري حتى يكون آخر فرصة لمهاجمة القطع البحرية التي تنجح في اختراق معظم الحقل.
ومن أصعب الأمور التي عالجتها أساليب البث الحديثة هي محاولة تثبيت تعليق الألغام في مواقع بها وذلك ليتم الاستناد إلى خرائط البث الكمبيوترية الثلاثية الأبعاد والتي تدخل في حساباتها احتمالات تغيير حركة التيارات المائية واحتمال تغيير موقع البث وتتواجد مستشعرات خاصة بالألغام يمكن التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية، وأجهزة تحديد المواقع الرقمية المزودة بها طائرات المراقبة البحرية.
وتتغير تبعاً للتغيرات الطبيعية القاعية مواقع الألغام ولكنها ما تزال تحت السيطرة ومعلومة الموقع الجديد وتتضاءل بذلك احتمالات فقد الألغام أو ضياعها، الأمر الذي كان يسبب قلقاً كبيراً فاللغم يعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في الصديق قبل العدو.
تكتيكات تشغيل الألغام
بدأت تظهر فاعلية تكتيكات التشغيل عندما أمكن التحكم بالألغام من على بعد Remote Control Mine Operation وأبسط تكتيك مستخدم هو الخمد والتنشيط. ويمكن خمد أو تشغيل اللغم من على متن سفينة القيادة أو الطائرة المراقبة البحرية المخصصة لمتابعة أحوال الحقل.
وخمد اللغم يجعله ميناء غير قادر على استقبال أي إستثارة من أي نوع وكأنه غير موجود وقد يستخدم هذا الأسلوب التكتيكي بالمكان كأن ينشط حقل ويخمد آخر أو بالتوقيت لنفس الحقل، ولذلك لتأمين مرور السفن الصديقة وتحقيق مفاجأة للتشكيل المعادي، وقد يتم خمد أو تنشيط بعض الألغام سواء كانت بالكمائن أو أجزاء من الحقل ومن الممكن استمرار خمد الألغام لمدة طويلة عندما تكون نوايا العدو غير واضحة ويمكن تنشيطه فور وضوح العدائيات.
ولزيادة الأعمار الفنية لاستخدام الألغام التي أصبحت تحتوي على معدات إلكترونية ودوائر توليد الطاقة ودوائر معالجة رقمية، يتم إيقاف تشغيلها لعدم استهلاك المستشعرات ودوائر الإعاقة ومقاومتها بدون داع.
لذا فقد تم وضع حالات استعداد قتالية بالألغام فالحالة القصوى رقم (1) تعني أن اللغم نشيط ومسلح أو تم تعميره وجاهز للاستثارة والتفجير عند استقبال الإستثارة المناسبة نوعاً وكماً Operational and Armed، أما حالة الاستعداد القتالي الثنائية فيكون اللغم فيها جاهزاً لاستقبال الإستثارة وغير مسلح Operational and Unarmed، وحالة الاستعداد الثالثة تمثل حالة التأهب وبدون تعمير Stand By Unarmed.
أما في الحالة الأخيرة فهو خامد، وهي أقلهم استهلاكاً للطاقة، وأعمار تشغيل المكونات، وقد أخذ هذا الأسلوب التكتيكي عن الأساليب المستخدمة في تشغيل حوائط الصد للدفاع الجوي والتي تنسق حالات الاستعداد القتالي بين المعدات الصاروخية والمدفعية والطائرات ومحطات الرادار والإنذار.
وتتبنى كثير من الشركات الأمريكية المنتجة للألغام أسلوب البرمجة الآلية للخمد والتنشيط والممكن إعادة برمجته، كل فترة وأضافت شركات أخرى ذاكرة كمبيوترية تستطيع التغلب على الإعاقات التي يصدرها العدو بمقارنة ما تستقبله من استثارات مع ما هو مخزن من بيانات للأهداف، ويمكن لهذه الألغام التفرقة بين الصديق والعدو، لذا يطلق البعض عليها الألغام البحرية الذكية، وأحدث تقنية اليوم في عالم استخدام الألغام هي نظام الدورية اللغمية الطوربيدية Surveiance Torpedo Mines أو ألغام الحراسة والمراقبة الطوربيدية.. وهي ألغام طوربيدية هجومية يتم تشغيل محركها بمجرد إحساس مستشعراتها بمرور هدف، ومن الممكن أن يتغير موقعها من مكان لآخر عندما يعمل محركها الثانوي، فتؤدي فعلاً مهمة دورية الحراسة، وترتفع معدلات إصابة هذه الألغام إلى درجة كبيرة حيث تمتاز بتحقيق المفاجأة الكاملة لقربها الشديد من القطعة البحرية وحيث لا يوجد على الأفق أي احتمال لإطلاق طوربيد من قطع بحرية أو غواصة.
ولا يخلو الأمر من بعض مشاكل الاستخدام المرتبطة بالتشغيل والخمد، فعند غياب التنسيق المتزامن قد تصاب بعض القطع الصديقة، وبالطبع فإن ضياع الخرائط أو عدم توفرها في الوقت المناسب أو عدم دقتها يؤدي لحدوث حوادث وأخطار غير متوقعة، وبالطبع فإن هذه الاحتمالات مع كونها متدنية لكن الخطأ الواحد يسبب كوارث، وهناك بالطبع الكثير من الإجراءات الوقائية والعلاجية مثل المتابعة المستمرة لمقارنة الخرائط بالمواقع الحقيقية، ومحاولة إختبار صلاحية الألغام من على بعد، وتعريضها لاختبارات دورية، وسحبها واستبدالها من حين لآخر، وأخيراً إضافة بعض برامج وإجراءات للتفجير الذاتي عند حدوث أعطال بدوائر معالجتها، أو مستشعراتها الحساسة.
الإجراءات المضادة للألغام
تعتبر الألغام التهديد الأكبر لدى الأساطيل مهما عظم شأنها. وهنا، تواجه الأسلحة البحرية حالياً وضعاً أفضل من السابق في ما يتعلق بالسفن الحديثة للإجراءات المضادة للألغام (MCMV) من شركة (Lurssen) الألمانية و (Vosper Thornycroft) البريطانية والمزودة بصونارات متخصصة لكشف الألغام في المياه الضحلة أو في الأعماق السحيقة.
تعتبر هذه الصونارات الحديثة على مستوى أدائي رفيع للغاية، ويذكر أنه خلال حروب الخليج الأخيرة لم تتأذ أي من سفن الإجراءات المضادة للألغام (MCMV) بضرر يذكر من جراء تأدية مهامها. وأثر تنظيف أي منطقة من هذا السلاح (الألغام) لم تصب أي سفينة تبحر في المنطقة بعد تنظيفها. واليوم هنا فرق واضح بين تهديد الألغام حالياً وتهديدها في الماضي حيث كان تحريم مناطق واسعة من البحار والسواحل والممرات المائية الحيوية يشكل استنزافاً مرهقاً للعدو.
وفي صدر عمليات مكافحة الألغام، تجدر الإشارة إلى أن شركة (ABEKING RASMUSSEN) مازالت منذ عام 1907م وحتى اليوم تحتفظ بجدارة بسمعتها الدولية كشركة مصممة وبانية بارزة في مجال السفن الحربية والمدنية ذات الأداء الرفيع المستوى على حد سواء.
ومنذ العام 1915م أمست (AR) شريكاً متخصصاً في تزويد البحرية الألمانية وعدة بحريات أخرى حول العالم بالسفن الحربية وخصوصاً سفن الإجراءات المضادة للألغام (MCMV) وزوارق الدورية البحرية السريعة، وقد مكنت النوعية التقليدية المميزة لسفن (AR) من تقديم التصاميم الأكثر تقدماً وتزويد سفنها بأحدث نظم الأسلحة والمعدات والمحركات وتوابعها.
كما أدى استخدام مواد لا تتأثر بالمغنطيس كالخشب والألومنيوم الصلب غير قابل للمغنطة إلى بناء هياكل سفن تقليدية وغير تقليدية مثل سفن Catamaran و SWATH ذات الأداء الرفيع المستوى وخصوصاً في مجال سفن مكافحة الألغام(MCMVs).
معروف أن الألغام سلاح شديد الخطورة، في نوعيه البري والبحري لقوته التدميرية ومع ذلك يمكن الحصول عليه وزرعه بسهولة دون الحاجة إلى سفن متخصصة أو طائرات. ويعتبر خياراً سهلاً للدول التي تريد منع أي اعتداء بحري محتمل على شواطئها.
وبالنسبة للمياه القليلة العمق تستخدم الألغام القابعة على (القاع) لأعماق لا تزيد على 200 متر عن سطح البحر.
أما الألغام المثبتة إلى القاع بكابلات خاصة فتعمل على ارتفاعات مختلفة من سطح البحر وتستخدم لأعماق تزيد عن 1000 متر، ويعتبر تأثيرها فعالاً جداً لتحريم المناطق البحرية الحساسة.
تنشط ألغام القاع أو المثبتة بكبلات، إما بتأثير البصمة المغناطيسية للسفينة أو بتأثير الضغط الذي تولده عند مرورها قرب اللغم أو بالعاملين معاً.
وقد تتضمن الدائرة الكهربائية للغم أسلوبين للتفجير: أما بفعل صاهر تفجير مبرمج لتنشيط اللغم في وقت معين، أو بفعل عداد إلكتروني إنتقائي يسجل عدد السفن المارة قرب اللغم، ولا ينشط سوى عند مرور السفينة ذات الرقم المحدد للتفجير ولن تتأثر بالطبع السفن المارة قرب اللغم قبل هذا الرقم.
وحين تلتقط مستشعرات اللغم الصوتية ضجيج السفينة المقتربة يُصلى السلاح وتنشط عملية الإطلاق برمتها، وحين تصل شدة البصمة المغنطيسية وقوة الضغط إلى مستوى معين ينفجر اللغم لإلحاق أكبر تدمير ممكن في الهدف، كما يمكن ضبط المستشعرات الصوتية بحيث تتأثر فقط حين يصل تأثير الضغط والقوة المغناطيسية إلى المستوى المطلوب.
يعتبر جمع البيانات ومعالجتها وعرضها وتحليلها واستخدامها بفعالية عنصراً رئيسياً في إزالة الألغام من المناطق البحرية، ورغم أن الأسلحة البحرية تشتري عادة سفناً مضادة للألغام متباينة إلا أن تكون قادرة على التعاون بعضها مع بعض.
بالتأكيد هناك سفن مبرهنة القدرات متعددة الجنسيات إلى أن بعض القوات البحرية قد تدرس احتمال شراء منصات غير تقليدية مثل (Hoovercraft 4000TD) من التي تشكل حلاً أكثر اعتمادية وأقل كلفة مع استغلال البصمة الضعيفة لكل من الضجيج والمغناطيسية والضغط. أما لإزالة ألغام المياه الضحلة فقد بحث سلاح البحرية الأمريكي في إمكانية استخدام تكنولوجيا (Lidar) من خلال نظام (Magic Lantern) المجهزة في الحوامة (K-Max) وقد خضع هذا النظام للتجارب الاختبارية أثر حرب الخليج وسيخضع للإختبار في حوامة (K-Max) دون طيار لصيد الألغام.
أما نظم السونار الذاتية الحركة الذي يعمل في مختلف الأعماق (PAP Mark5) الشائعة الاستخدام فستبقى عنصراً رئيسياً في عمليات الإجراءات المضادة للألغام (MCM) على أنه ينبغي تجهيز كاسحات الألغام بصونارات خاصة لكشف الألغام وتحاشيها.
وبالنسبة للنظام البريطاني الجديد (SA 90) فيمكن استخدامه كنظام مستقل أو كجزء من نظام التحكم بالإجراءات المضادة للألغام. ونذكر في هذا الصدد نظام الدعم التكتيكي لحرب الألغام (MWTSS) من شركة (Computing Devices Co.) وقد صمم ليعطي صورة حديثة ودقيقة لتهديد الألغام الشامل ولمعالجة أوجه القيادة والتحكم في الإجراءات المضادة للألغام.
ولا جدل في أن الدول ذات الشواطئ البحرية الممتدة في حاجة إلى التزود بإمكانات قادرة على مواجهة الألغام والغواصات لكن اختيار التجهيزات المناسبة ليس سهلاً لضرورة إيجاد التوازن المناسب بين القوى البشرية والمتطلبات المالية الضخمة وضمان المستوى التكنولوجي الضروري لتنفيذ المهام.
كسح الألغام البحرية من بُعد:
في الوقت الذي تسعى فيه القوات البحرية لمعظم الدول لتوفير قدرات كسح الألغام لقطع السلاح البحرية المقاتلة، فإن القوات البحرية الأمريكية تسعى لتنفيذ برنامج يوفر لأسطول سفن السطح قدرات كسح الألغام من بُعد.
يهدف نظام صيد الألغام من بُعد (Remote Minehunting System - RMS) إلى تزويد مجموعة القتال البحرية بقدرة عضوية للاستطلاع وتجنب الألغام البحرية، ولها فترة عمل طويلة ويتم تشغيلها من بُعد.
سيتم نشر نظام صيد الألغام من بعد (RMS) من الزوارق أو الطرادات للبحث عن الألغام في المضايق ومناطق العمل البحرية وفي المياه غير العميقة حيث لا تدعو الحاجة إلى استطلاع سري للألغام.
يعتبر صيد الألغام من بعد منصة ثابتة لأجهزة الاستشعار وله بصمة ضعيفة ويمكن تزويده بالوقود في البحر.
يستخدم النظام التجريبي لنظام صيد الألغام من بعد (RMS) مركب النظام دولفين التي يتم دفعها بمحرك ديزل ومجهزة بأجهزة سونار مجرورة للمسح الجانبي من طراز AQS-14 وجهاز سونار لتجنب الألغام. سيتم تجهيز هذا النظام في المستقبل بجهاز سونار ذي فتحة اصطناعية وجهاز حاسب آلي للمساعدة في كشف وتصنيف الألغام.
وأجهزة استشعار كهروبصرية للكشف والتصنيف. تم اختبار نظام كسح الألغام من بعد (RMS) بنجاح في عدة مناورات بحرية. من البرامج قريبة الأمد وطويلة الأمد للقوات البحرية الأمريكية تزويد سفن السطح والغواصات بقدرة الإجراءات المضادة للألغام البحرية وهذا يعني توفير الوقاية من الألغام البحرية لسفن السطح والغواصات الموجودة ضمن أي مجموعة قتال بحرية وبالتالي فلن تنتظر مثل تلك القوة حتى يتم تطهير المنطقة من الألغام بواسطة القطع البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام.
تقوم القوات البحرية للدول المختلفة بتبني هذا الاتجاه ولو بدرجة أقل حيث تم استخدام أجهزة السونار غير المتقدمة نسبياً لتجنب الألغام الطافية بواسطة القوات البحرية لبعض الدول أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الفترة من عام 1980م 1988م.
تم تجهيز بعض قطع القتال البحرية الأمريكية بأجهزة كهروبصرية قادرة على كشف الألغام وذلك بالإضافة إلى استخدامها كمعدات إدارة نيران كما تم تعديل أجهزة السونار الحديثة المركبة على هيكل تلك القطع بحيث توفر القدرة على الكشف المبدئي للألغام.
في ألمانيا تم تطوير أجهزة سونار لتجنب الألغام وتم اختبار تلك الأجهزة بعد تركيبها على هيكل فرقاطة من البحرية الألمانية وأوضحت تلك الاختبارات أنه يمكن كشف الألغام البحرية حتى عندما تسير القطعة البحرية بسرعتها كما يمكن كشف الألغام على مدى مناسب يمكن معه أن تقوم تلك القطعة البحرية بالمناورة لتجنب تفجير اللغم.
في أستراليا قامت شركة طومسون سنترا باسفيك (Thomson - Sintra Pacific) بتجربة جهاز سونار مركب على الهيكل ومجهز بمصفوفة من وحدات للمعالجة توفر لجهاز السونار القدرة على تحديد مكان الموانع الموجودة أمام القطعة البحرية من حيث العمق والاتجاه كما يوفر خريطة بشكل قاع البحر.
ليس من المتوقع في المستقبل القريب أن تنهج القوات البحرية الأمريكية من حيث تجهيز قطع السلاح البحرية المقاتلة والغواصات بقدرات عضوية للإجراءات المضادة للألغام ولكن إذا كان القصد من كلمة عضوية الحماية الذاتية ضد الألغام البحرية فمما لا شك فيه أن القوات البحرية ستسعى لإمتلاك تلك القدرة.
يمكن القول بدرجة عالية من الدقة أن نظام صيد الألغام من بعد (RMS) الأمريكي ما هو إلا أحد نظم استطلاع الألغام البحرية. ومع ذلك فإنه عندما يدخل الخدمة بأعداد كبيرة كل من نظام استطلاع ألغام من بعد طويل الأمد (Long term Mine Reconnaissance
System - LMRS) ونظام صيد الألغام من بعد(RMS) فإن التقنية ستتطور لدرجة يصبح معها من الممكن قيام المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) أو طائرات الماء التي تعمل من بعد بمسح حقل الألغام البحرية ونشر شحنات المفرقعات ضد الأهداف التي يتم اكتشافها لتفجيرها.
لا شك أنه ستظل دائماً لدى القوات البحرية لمعظم الدول حاجة للقطع البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام البحرية. وبالرغم من ذلك فإنه بحلول الفترة من2010 2015 ستصبح معظم قطع السلاح البحرية المقاتلة والغواصات الموجودة في القوات البحرية الأمريكية على الأقل لديها قدرتها المتكاملة والعضوية على تنفيذ الإجراءات المضادة للألغام البحرية، مثلها في ذلك مثل تجهيز قطع السطح البحرية للقيام بالهجوم البري، الحرب ضد الهجوم الجوي، الحرب ضد الغواصات، وذلك بالإضافة إلى الحرب ضد سفن سطح المعادي، كما ستصبح في القريب العاجل مجهزة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية والدفاع ضد طوربيدات سفن السطح.
النظم التجريبية للمركبات تحت الماء بدون قائد (UUV):
قد يكون أقوى برنامج لتطوير المركبات تحت الماء بدون قائد التي يتم التحكم فيها من بعد (UUV) هو برنامج البحرية الأمريكية الذي يعرف باسم النظام قريب الأمد لاستطلاع الألغام (Near term Mine Reconnaissance System)، والنظام طويل الأمد لإستطلاع الألغام (Long-term Mine Reconnaissance System - LMRS). يتم تجهيز هذين النظامين بمجموعة من المستشعرات الأمامية والجانبية ويصل قطر كل منهما إلى 54 سنتيمتراً وتم تصميمها بحيث يمكن إطلاقهما من الغواصات النووية ليوفر لها القدرة على استطلاع الألغام.
في أغسطس 1994م تم توقيع عقد مدته ثلاث سنوات مع مجموعة شركات بقيادة شركة نورثروب جرومان لتطوير النظام قريب الأمد لاستطلاع الألغام (NMRS). سيتم تصميم أجهزة السونار المستخدمة مع هذا النظام على أساس أجهزة السونار المجرورة طراز AQS-14 التي يتم نشرها بواسطة عموديات البحرية الأمريكية للإجراءات المضادة للألغام البحرية. قامت شركة نورثروب جرومان باختبار وتقييم هذا النظام في عام 1998م ومن المفروض أن يكون قد تم دخوله الخدمة.
سيتم تخزين هذا النظام ومعداته التكميلية في غرفة تخزين الطوربيدات الموجودة في الغواصات النووية حيث سيتم تقليل عددها بمقدار 6 7 طوربيدات وسيكون هذا النظام قادراً على العمل في المياه العميقة وغير العميقة التي يصل عمقها حتى 12 متراً وتصل سرعته إلى 4 6 عقد ويمكنه العمل لفترة تصل إلى 5 ساعات.
من المتوقع أن يدخل النظام طويل الأمد لإستطلاع الألغام (LMRS) الخدمة بعد النظام قريب الأمد بست سنوات وسيكون أكثر تطوراً منه، تم توقيع ثلاثة عقود مدتها عام واحد مع ثلاث مجموعات من الشركات الأمريكية للقيام بالتصميمات الأولية وسيتم اختيار مجموعتين منهم للقيام بالتصميمات التفصيلية ثم بعد ذلك يتم اختيار مجموعة واحدة للقيام بالتطوير الشامل والاختبار على أن يبدأ الإنتاج في عام 2003م، سيمكن للنظام طويل الأمد لاستطلاع الألغام (LMRS) أن يحصل على بيانات الاستطلاع ويعالجها، ويشكلها، ويرسلها من خلال وصلات المواصلات التقليدية، المستخدمة مع الغواصات النووية إلى قطع الأسطول البحرية المختلفة كما يمكنه العمل بشكل نصف آلي باستخدام كبل مستهلك من الألياف البصرية متصل بالمنصة الأم أو آلياً بالكامل.
سيمكن لهذا النظام العمل لفترة تصل إلى 24 48 ساعة كما يصل مداه إلى 222 كيلومتراً. لتحقيق هذا الأداء يلزم توفير نظام متفوق للدفع وهو ما يحتاج لبطاريات ذات كثافة عالية للطاقة أكبر من تلك المتوفرة حالياً مع بطاريات (الفضة الزنك) التي تستخدم مع النظام قريب الأمد لإستطلاع الألغام .(NMRS) ولكي يمكن استيعاب نظام الدفع الجديد ومجموعة المستشعرات الجديدة فإن طول النظام طويل الأمد لاستطلاع الألغام سيصل إلى 610 سنتمترات، في حين أن طول النظام قريب الأمد سيصل إلى 523 سنتمتراً.
ولكن من المتوقع أن يكون قطر النظامين واحداً، وذلك حتى يمكن إطلاقهما واسترجاعهما من خلال أنبوب الطوربيد المستخدم في الغواصات النووية. ومع ذلك لم يستبعد استخدام مركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) لها قطر أكبر يتم وضعها في ملجأ على ظهر الغواصة النووية.
كما هو مخطط حالياً فإن نظامي استطلاع الألغام قريب الأمد (NMRS) وطويل الأمد (LMRS) سيتم تجهيزها بأجهزة استشعار صوتية تقليدية ومع ذلك يوجد برنامجان بحثيان يتم تنفيذهما تحت إشراف القوات البحرية الأمريكية لاستكشاف إمكانية استخدام أجهزة استشعار جديدة لكشف الأهداف الأكثر صعوبة مثل الألغام المدفونة التي قد يصعب كشفها بواسطة أجهزة الاستشعار التقليدية.
يركز البرنامجان، وهما برنامج استطلاع المنطقة ذو المعدل العالي (High Area Rate Reconnaissance - HARR) وبرنامج صائدة الألغام- الاستطلاع (MH/R Mine Hunter/ Reconnaissance) يركزان على استخدام أجهزة السونار للبحث وأجهزة السونار للبحث الجانبي، تقنيات معاجلة الإشارات، أجهزة السونار ذات الفتحة الاصطناعية، أجهزة الاستشعار المغناطيسية فائقة التوصيل، وأجهزة الاستشعار الكهروبصرية.
تم استغلال بعض التقنيات التي يتم استخدامها في برامج سابقة مثل تقنية كشف الألغام باستخدام الموجات المغناطيسية والموجات الصوتية (Magnetic and Acoustic Detection of Mines - MADOM) مع برنامج صائد الألغام - الاستطلاع (MH/R) ولقد أظهرت تلك التقنية أن أجهزة السونار ذات الفتحة الاصطناعية وجهاز قياس التغيرات المغناطيسية يمكنها كشف وتصنيف الألغام البحرية المدفونة في المياه غير العميقة.
وتعتمد تقنية قياس التغيرات المغناطيسية على ما يسمى بدرجة الحرارة الحرجة (Critical Temperature - Tc) وتوفر أعلى درجة من الحساسية المتوفرة حتى الآن لكشف الألغام المدفونة في المياه غير العميقة. ثم دراسة تقنية قياس التغيرات المغنطيسية لعدة سنوات ولكن في السنوات الأخيرة فقط تم تطوير أجهزة استشعار تعتمد على تلك التقنية يتم تبريدها بواسطة النيتروجين ويتم التحكم في أبعادها بحيث يمكن تركيبها في المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) التي يصل قطرها إلى 21 بوصة.
يستخدم برنامج صائدة الألغام - الاستطلاع (MH/R) نظام المسح بالليزر المعروف باسم نظام التعرف البصري بالليزر (Laser Visual Identiffication System - LVIS) وتم تصميم جهاز السونار ذي الفتحة الاصطناعية وجهاز قياس التغيرات المغناطيسية لكشف الألغام البحرية المدفونة، بينما تم تصميم نظام التعرف البصري بالليزر (LVIS) ليوفر صوراً ذات درجة عالية من الوضوح للتعرف على الألغام الكبيرة والمدفونة جزئياً.
تهدف تقنية الأجيال الأولى من أجهزة التعرف البصري بالليزر إلى تحقيق التعرف على الألغام البحرية على مسافة 40 قدماً تحت ظروف العمل في المياه غير العميقة القريبة من الشاطئ.
بالرغم من استخدام المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) سيكون بصفة أساسية في الإجراءات المضادة للألغام خلال السنوات القادمة إلا أن قدراتها المتعددة من حيث استخدامها في أغراض المراقبة، الاستطلاع وتصوير قاع المحيطات للأغراض التكتيكية سيتم استغلالها في السنوات اللاحقة كما سيمكن استغلال المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) طويلة المدى في التخلص من الألغام البحرية وذلك باستخدام شحنات صغيرة من المفرقعات مثل شحنات المفرقعات المشكلة .
المصدر
[URL="http://www.al-difaa.com/Images/al-difaa/130/p064_1_1.jpg"][URL="http://www.al-difaa.com/Images/al-difaa/130/p064_1_1.jpg"][URL="http://www.al-difaa.com/Images/al-difaa/130/p064_1_1.jpg"][URL="http://www.al-difaa.com/Images/al-difaa/130/p064_1_1.jpg"][/URL][/URL][/URL][/URL]
لقد تطورت أساليب البث ولم تعد مجرد إلقاء عشوائي للألغام على أعماق متفاوتة داخل مساحة الحقل، فأولاً يختلف أسلوب بث حقول غلق المضايق أو الموانئ عن أسلوب تلغيم الشواطئ المتسعة والصالحة للإبرار بجانب دراسة عوامل طبيعة القاع ونوعه صخري أو طيني والمياه عميقة أم ضحلة حيث أن لكل حالة نوعاً مناسباً من الألغام للحصول على أعلى فرصة لإصابة الهدف.
ومن أساليب البث الحديثة استخدام ما يسمى بكمائن الألغام البحرية وهي لغم أو مجموعة ألغام محدودة يتم بثها بصورة منفردة .. وليست ضمن حقل متسع ويكون ذلك مناسباً لتكتيك القتال البحري حيث يتم دفع الفريسة إلى الكمين بجعل باقي الاتجاهات تمثل خطورة ظاهرة.
ويتم بث الألغام من أنواع مختلفة الاستثارة لضمان وزيادة احتمالات الاستثارة والتفجير. فما لا يستثار بالحركة الهيدروليكية يستثار لغم بجانبه من تغير المجال المغناطيسي والألغام التصادمية أو التي تستثار بالحركة الهيدروليكية يتم بثها على الحدود الخارجية للحقل ويفضل أن تكون من الأنواع المخصصة للسفن الكبيرة التي لا تنفجر بمجرد اقتراب القوارب أو السفن الصغرى لإعطاء فرصة للتشكيل المعادي للتوغل داخل الحقل.
ويمكن أيضاً استخدام الألغام ذات الطبيعة الخاصة للبث على حدود الحقول الخارجية مثل الألغام التي تنفجر بعد ثاني أو ثالث استثارة. حتى تدخل أكثر من سفينة للحقل ونضمن إصابات بالجملة. أما اللغم الطوربيدي فهو لغم ثابت تحت المياه يتحرك عندما يتم تنشيطه، لذلك فإن هذه الألغام يتم بثها في نهاية الحقل أو كأحد مكونات الكمين البحري حتى يكون آخر فرصة لمهاجمة القطع البحرية التي تنجح في اختراق معظم الحقل.
ومن أصعب الأمور التي عالجتها أساليب البث الحديثة هي محاولة تثبيت تعليق الألغام في مواقع بها وذلك ليتم الاستناد إلى خرائط البث الكمبيوترية الثلاثية الأبعاد والتي تدخل في حساباتها احتمالات تغيير حركة التيارات المائية واحتمال تغيير موقع البث وتتواجد مستشعرات خاصة بالألغام يمكن التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية، وأجهزة تحديد المواقع الرقمية المزودة بها طائرات المراقبة البحرية.
وتتغير تبعاً للتغيرات الطبيعية القاعية مواقع الألغام ولكنها ما تزال تحت السيطرة ومعلومة الموقع الجديد وتتضاءل بذلك احتمالات فقد الألغام أو ضياعها، الأمر الذي كان يسبب قلقاً كبيراً فاللغم يعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في الصديق قبل العدو.
تكتيكات تشغيل الألغام
بدأت تظهر فاعلية تكتيكات التشغيل عندما أمكن التحكم بالألغام من على بعد Remote Control Mine Operation وأبسط تكتيك مستخدم هو الخمد والتنشيط. ويمكن خمد أو تشغيل اللغم من على متن سفينة القيادة أو الطائرة المراقبة البحرية المخصصة لمتابعة أحوال الحقل.
وخمد اللغم يجعله ميناء غير قادر على استقبال أي إستثارة من أي نوع وكأنه غير موجود وقد يستخدم هذا الأسلوب التكتيكي بالمكان كأن ينشط حقل ويخمد آخر أو بالتوقيت لنفس الحقل، ولذلك لتأمين مرور السفن الصديقة وتحقيق مفاجأة للتشكيل المعادي، وقد يتم خمد أو تنشيط بعض الألغام سواء كانت بالكمائن أو أجزاء من الحقل ومن الممكن استمرار خمد الألغام لمدة طويلة عندما تكون نوايا العدو غير واضحة ويمكن تنشيطه فور وضوح العدائيات.
ولزيادة الأعمار الفنية لاستخدام الألغام التي أصبحت تحتوي على معدات إلكترونية ودوائر توليد الطاقة ودوائر معالجة رقمية، يتم إيقاف تشغيلها لعدم استهلاك المستشعرات ودوائر الإعاقة ومقاومتها بدون داع.
لذا فقد تم وضع حالات استعداد قتالية بالألغام فالحالة القصوى رقم (1) تعني أن اللغم نشيط ومسلح أو تم تعميره وجاهز للاستثارة والتفجير عند استقبال الإستثارة المناسبة نوعاً وكماً Operational and Armed، أما حالة الاستعداد القتالي الثنائية فيكون اللغم فيها جاهزاً لاستقبال الإستثارة وغير مسلح Operational and Unarmed، وحالة الاستعداد الثالثة تمثل حالة التأهب وبدون تعمير Stand By Unarmed.
أما في الحالة الأخيرة فهو خامد، وهي أقلهم استهلاكاً للطاقة، وأعمار تشغيل المكونات، وقد أخذ هذا الأسلوب التكتيكي عن الأساليب المستخدمة في تشغيل حوائط الصد للدفاع الجوي والتي تنسق حالات الاستعداد القتالي بين المعدات الصاروخية والمدفعية والطائرات ومحطات الرادار والإنذار.
وتتبنى كثير من الشركات الأمريكية المنتجة للألغام أسلوب البرمجة الآلية للخمد والتنشيط والممكن إعادة برمجته، كل فترة وأضافت شركات أخرى ذاكرة كمبيوترية تستطيع التغلب على الإعاقات التي يصدرها العدو بمقارنة ما تستقبله من استثارات مع ما هو مخزن من بيانات للأهداف، ويمكن لهذه الألغام التفرقة بين الصديق والعدو، لذا يطلق البعض عليها الألغام البحرية الذكية، وأحدث تقنية اليوم في عالم استخدام الألغام هي نظام الدورية اللغمية الطوربيدية Surveiance Torpedo Mines أو ألغام الحراسة والمراقبة الطوربيدية.. وهي ألغام طوربيدية هجومية يتم تشغيل محركها بمجرد إحساس مستشعراتها بمرور هدف، ومن الممكن أن يتغير موقعها من مكان لآخر عندما يعمل محركها الثانوي، فتؤدي فعلاً مهمة دورية الحراسة، وترتفع معدلات إصابة هذه الألغام إلى درجة كبيرة حيث تمتاز بتحقيق المفاجأة الكاملة لقربها الشديد من القطعة البحرية وحيث لا يوجد على الأفق أي احتمال لإطلاق طوربيد من قطع بحرية أو غواصة.
ولا يخلو الأمر من بعض مشاكل الاستخدام المرتبطة بالتشغيل والخمد، فعند غياب التنسيق المتزامن قد تصاب بعض القطع الصديقة، وبالطبع فإن ضياع الخرائط أو عدم توفرها في الوقت المناسب أو عدم دقتها يؤدي لحدوث حوادث وأخطار غير متوقعة، وبالطبع فإن هذه الاحتمالات مع كونها متدنية لكن الخطأ الواحد يسبب كوارث، وهناك بالطبع الكثير من الإجراءات الوقائية والعلاجية مثل المتابعة المستمرة لمقارنة الخرائط بالمواقع الحقيقية، ومحاولة إختبار صلاحية الألغام من على بعد، وتعريضها لاختبارات دورية، وسحبها واستبدالها من حين لآخر، وأخيراً إضافة بعض برامج وإجراءات للتفجير الذاتي عند حدوث أعطال بدوائر معالجتها، أو مستشعراتها الحساسة.
الإجراءات المضادة للألغام
تعتبر الألغام التهديد الأكبر لدى الأساطيل مهما عظم شأنها. وهنا، تواجه الأسلحة البحرية حالياً وضعاً أفضل من السابق في ما يتعلق بالسفن الحديثة للإجراءات المضادة للألغام (MCMV) من شركة (Lurssen) الألمانية و (Vosper Thornycroft) البريطانية والمزودة بصونارات متخصصة لكشف الألغام في المياه الضحلة أو في الأعماق السحيقة.
تعتبر هذه الصونارات الحديثة على مستوى أدائي رفيع للغاية، ويذكر أنه خلال حروب الخليج الأخيرة لم تتأذ أي من سفن الإجراءات المضادة للألغام (MCMV) بضرر يذكر من جراء تأدية مهامها. وأثر تنظيف أي منطقة من هذا السلاح (الألغام) لم تصب أي سفينة تبحر في المنطقة بعد تنظيفها. واليوم هنا فرق واضح بين تهديد الألغام حالياً وتهديدها في الماضي حيث كان تحريم مناطق واسعة من البحار والسواحل والممرات المائية الحيوية يشكل استنزافاً مرهقاً للعدو.
وفي صدر عمليات مكافحة الألغام، تجدر الإشارة إلى أن شركة (ABEKING RASMUSSEN) مازالت منذ عام 1907م وحتى اليوم تحتفظ بجدارة بسمعتها الدولية كشركة مصممة وبانية بارزة في مجال السفن الحربية والمدنية ذات الأداء الرفيع المستوى على حد سواء.
ومنذ العام 1915م أمست (AR) شريكاً متخصصاً في تزويد البحرية الألمانية وعدة بحريات أخرى حول العالم بالسفن الحربية وخصوصاً سفن الإجراءات المضادة للألغام (MCMV) وزوارق الدورية البحرية السريعة، وقد مكنت النوعية التقليدية المميزة لسفن (AR) من تقديم التصاميم الأكثر تقدماً وتزويد سفنها بأحدث نظم الأسلحة والمعدات والمحركات وتوابعها.
كما أدى استخدام مواد لا تتأثر بالمغنطيس كالخشب والألومنيوم الصلب غير قابل للمغنطة إلى بناء هياكل سفن تقليدية وغير تقليدية مثل سفن Catamaran و SWATH ذات الأداء الرفيع المستوى وخصوصاً في مجال سفن مكافحة الألغام(MCMVs).
معروف أن الألغام سلاح شديد الخطورة، في نوعيه البري والبحري لقوته التدميرية ومع ذلك يمكن الحصول عليه وزرعه بسهولة دون الحاجة إلى سفن متخصصة أو طائرات. ويعتبر خياراً سهلاً للدول التي تريد منع أي اعتداء بحري محتمل على شواطئها.
وبالنسبة للمياه القليلة العمق تستخدم الألغام القابعة على (القاع) لأعماق لا تزيد على 200 متر عن سطح البحر.
أما الألغام المثبتة إلى القاع بكابلات خاصة فتعمل على ارتفاعات مختلفة من سطح البحر وتستخدم لأعماق تزيد عن 1000 متر، ويعتبر تأثيرها فعالاً جداً لتحريم المناطق البحرية الحساسة.
تنشط ألغام القاع أو المثبتة بكبلات، إما بتأثير البصمة المغناطيسية للسفينة أو بتأثير الضغط الذي تولده عند مرورها قرب اللغم أو بالعاملين معاً.
وقد تتضمن الدائرة الكهربائية للغم أسلوبين للتفجير: أما بفعل صاهر تفجير مبرمج لتنشيط اللغم في وقت معين، أو بفعل عداد إلكتروني إنتقائي يسجل عدد السفن المارة قرب اللغم، ولا ينشط سوى عند مرور السفينة ذات الرقم المحدد للتفجير ولن تتأثر بالطبع السفن المارة قرب اللغم قبل هذا الرقم.
وحين تلتقط مستشعرات اللغم الصوتية ضجيج السفينة المقتربة يُصلى السلاح وتنشط عملية الإطلاق برمتها، وحين تصل شدة البصمة المغنطيسية وقوة الضغط إلى مستوى معين ينفجر اللغم لإلحاق أكبر تدمير ممكن في الهدف، كما يمكن ضبط المستشعرات الصوتية بحيث تتأثر فقط حين يصل تأثير الضغط والقوة المغناطيسية إلى المستوى المطلوب.
يعتبر جمع البيانات ومعالجتها وعرضها وتحليلها واستخدامها بفعالية عنصراً رئيسياً في إزالة الألغام من المناطق البحرية، ورغم أن الأسلحة البحرية تشتري عادة سفناً مضادة للألغام متباينة إلا أن تكون قادرة على التعاون بعضها مع بعض.
بالتأكيد هناك سفن مبرهنة القدرات متعددة الجنسيات إلى أن بعض القوات البحرية قد تدرس احتمال شراء منصات غير تقليدية مثل (Hoovercraft 4000TD) من التي تشكل حلاً أكثر اعتمادية وأقل كلفة مع استغلال البصمة الضعيفة لكل من الضجيج والمغناطيسية والضغط. أما لإزالة ألغام المياه الضحلة فقد بحث سلاح البحرية الأمريكي في إمكانية استخدام تكنولوجيا (Lidar) من خلال نظام (Magic Lantern) المجهزة في الحوامة (K-Max) وقد خضع هذا النظام للتجارب الاختبارية أثر حرب الخليج وسيخضع للإختبار في حوامة (K-Max) دون طيار لصيد الألغام.
أما نظم السونار الذاتية الحركة الذي يعمل في مختلف الأعماق (PAP Mark5) الشائعة الاستخدام فستبقى عنصراً رئيسياً في عمليات الإجراءات المضادة للألغام (MCM) على أنه ينبغي تجهيز كاسحات الألغام بصونارات خاصة لكشف الألغام وتحاشيها.
وبالنسبة للنظام البريطاني الجديد (SA 90) فيمكن استخدامه كنظام مستقل أو كجزء من نظام التحكم بالإجراءات المضادة للألغام. ونذكر في هذا الصدد نظام الدعم التكتيكي لحرب الألغام (MWTSS) من شركة (Computing Devices Co.) وقد صمم ليعطي صورة حديثة ودقيقة لتهديد الألغام الشامل ولمعالجة أوجه القيادة والتحكم في الإجراءات المضادة للألغام.
ولا جدل في أن الدول ذات الشواطئ البحرية الممتدة في حاجة إلى التزود بإمكانات قادرة على مواجهة الألغام والغواصات لكن اختيار التجهيزات المناسبة ليس سهلاً لضرورة إيجاد التوازن المناسب بين القوى البشرية والمتطلبات المالية الضخمة وضمان المستوى التكنولوجي الضروري لتنفيذ المهام.
كسح الألغام البحرية من بُعد:
في الوقت الذي تسعى فيه القوات البحرية لمعظم الدول لتوفير قدرات كسح الألغام لقطع السلاح البحرية المقاتلة، فإن القوات البحرية الأمريكية تسعى لتنفيذ برنامج يوفر لأسطول سفن السطح قدرات كسح الألغام من بُعد.
يهدف نظام صيد الألغام من بُعد (Remote Minehunting System - RMS) إلى تزويد مجموعة القتال البحرية بقدرة عضوية للاستطلاع وتجنب الألغام البحرية، ولها فترة عمل طويلة ويتم تشغيلها من بُعد.
سيتم نشر نظام صيد الألغام من بعد (RMS) من الزوارق أو الطرادات للبحث عن الألغام في المضايق ومناطق العمل البحرية وفي المياه غير العميقة حيث لا تدعو الحاجة إلى استطلاع سري للألغام.
يعتبر صيد الألغام من بعد منصة ثابتة لأجهزة الاستشعار وله بصمة ضعيفة ويمكن تزويده بالوقود في البحر.
يستخدم النظام التجريبي لنظام صيد الألغام من بعد (RMS) مركب النظام دولفين التي يتم دفعها بمحرك ديزل ومجهزة بأجهزة سونار مجرورة للمسح الجانبي من طراز AQS-14 وجهاز سونار لتجنب الألغام. سيتم تجهيز هذا النظام في المستقبل بجهاز سونار ذي فتحة اصطناعية وجهاز حاسب آلي للمساعدة في كشف وتصنيف الألغام.
وأجهزة استشعار كهروبصرية للكشف والتصنيف. تم اختبار نظام كسح الألغام من بعد (RMS) بنجاح في عدة مناورات بحرية. من البرامج قريبة الأمد وطويلة الأمد للقوات البحرية الأمريكية تزويد سفن السطح والغواصات بقدرة الإجراءات المضادة للألغام البحرية وهذا يعني توفير الوقاية من الألغام البحرية لسفن السطح والغواصات الموجودة ضمن أي مجموعة قتال بحرية وبالتالي فلن تنتظر مثل تلك القوة حتى يتم تطهير المنطقة من الألغام بواسطة القطع البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام.
تقوم القوات البحرية للدول المختلفة بتبني هذا الاتجاه ولو بدرجة أقل حيث تم استخدام أجهزة السونار غير المتقدمة نسبياً لتجنب الألغام الطافية بواسطة القوات البحرية لبعض الدول أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الفترة من عام 1980م 1988م.
تم تجهيز بعض قطع القتال البحرية الأمريكية بأجهزة كهروبصرية قادرة على كشف الألغام وذلك بالإضافة إلى استخدامها كمعدات إدارة نيران كما تم تعديل أجهزة السونار الحديثة المركبة على هيكل تلك القطع بحيث توفر القدرة على الكشف المبدئي للألغام.
في ألمانيا تم تطوير أجهزة سونار لتجنب الألغام وتم اختبار تلك الأجهزة بعد تركيبها على هيكل فرقاطة من البحرية الألمانية وأوضحت تلك الاختبارات أنه يمكن كشف الألغام البحرية حتى عندما تسير القطعة البحرية بسرعتها كما يمكن كشف الألغام على مدى مناسب يمكن معه أن تقوم تلك القطعة البحرية بالمناورة لتجنب تفجير اللغم.
في أستراليا قامت شركة طومسون سنترا باسفيك (Thomson - Sintra Pacific) بتجربة جهاز سونار مركب على الهيكل ومجهز بمصفوفة من وحدات للمعالجة توفر لجهاز السونار القدرة على تحديد مكان الموانع الموجودة أمام القطعة البحرية من حيث العمق والاتجاه كما يوفر خريطة بشكل قاع البحر.
ليس من المتوقع في المستقبل القريب أن تنهج القوات البحرية الأمريكية من حيث تجهيز قطع السلاح البحرية المقاتلة والغواصات بقدرات عضوية للإجراءات المضادة للألغام ولكن إذا كان القصد من كلمة عضوية الحماية الذاتية ضد الألغام البحرية فمما لا شك فيه أن القوات البحرية ستسعى لإمتلاك تلك القدرة.
يمكن القول بدرجة عالية من الدقة أن نظام صيد الألغام من بعد (RMS) الأمريكي ما هو إلا أحد نظم استطلاع الألغام البحرية. ومع ذلك فإنه عندما يدخل الخدمة بأعداد كبيرة كل من نظام استطلاع ألغام من بعد طويل الأمد (Long term Mine Reconnaissance
System - LMRS) ونظام صيد الألغام من بعد(RMS) فإن التقنية ستتطور لدرجة يصبح معها من الممكن قيام المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) أو طائرات الماء التي تعمل من بعد بمسح حقل الألغام البحرية ونشر شحنات المفرقعات ضد الأهداف التي يتم اكتشافها لتفجيرها.
لا شك أنه ستظل دائماً لدى القوات البحرية لمعظم الدول حاجة للقطع البحرية المتخصصة في الإجراءات المضادة للألغام البحرية. وبالرغم من ذلك فإنه بحلول الفترة من2010 2015 ستصبح معظم قطع السلاح البحرية المقاتلة والغواصات الموجودة في القوات البحرية الأمريكية على الأقل لديها قدرتها المتكاملة والعضوية على تنفيذ الإجراءات المضادة للألغام البحرية، مثلها في ذلك مثل تجهيز قطع السطح البحرية للقيام بالهجوم البري، الحرب ضد الهجوم الجوي، الحرب ضد الغواصات، وذلك بالإضافة إلى الحرب ضد سفن سطح المعادي، كما ستصبح في القريب العاجل مجهزة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية والدفاع ضد طوربيدات سفن السطح.
النظم التجريبية للمركبات تحت الماء بدون قائد (UUV):
قد يكون أقوى برنامج لتطوير المركبات تحت الماء بدون قائد التي يتم التحكم فيها من بعد (UUV) هو برنامج البحرية الأمريكية الذي يعرف باسم النظام قريب الأمد لاستطلاع الألغام (Near term Mine Reconnaissance System)، والنظام طويل الأمد لإستطلاع الألغام (Long-term Mine Reconnaissance System - LMRS). يتم تجهيز هذين النظامين بمجموعة من المستشعرات الأمامية والجانبية ويصل قطر كل منهما إلى 54 سنتيمتراً وتم تصميمها بحيث يمكن إطلاقهما من الغواصات النووية ليوفر لها القدرة على استطلاع الألغام.
في أغسطس 1994م تم توقيع عقد مدته ثلاث سنوات مع مجموعة شركات بقيادة شركة نورثروب جرومان لتطوير النظام قريب الأمد لاستطلاع الألغام (NMRS). سيتم تصميم أجهزة السونار المستخدمة مع هذا النظام على أساس أجهزة السونار المجرورة طراز AQS-14 التي يتم نشرها بواسطة عموديات البحرية الأمريكية للإجراءات المضادة للألغام البحرية. قامت شركة نورثروب جرومان باختبار وتقييم هذا النظام في عام 1998م ومن المفروض أن يكون قد تم دخوله الخدمة.
سيتم تخزين هذا النظام ومعداته التكميلية في غرفة تخزين الطوربيدات الموجودة في الغواصات النووية حيث سيتم تقليل عددها بمقدار 6 7 طوربيدات وسيكون هذا النظام قادراً على العمل في المياه العميقة وغير العميقة التي يصل عمقها حتى 12 متراً وتصل سرعته إلى 4 6 عقد ويمكنه العمل لفترة تصل إلى 5 ساعات.
من المتوقع أن يدخل النظام طويل الأمد لإستطلاع الألغام (LMRS) الخدمة بعد النظام قريب الأمد بست سنوات وسيكون أكثر تطوراً منه، تم توقيع ثلاثة عقود مدتها عام واحد مع ثلاث مجموعات من الشركات الأمريكية للقيام بالتصميمات الأولية وسيتم اختيار مجموعتين منهم للقيام بالتصميمات التفصيلية ثم بعد ذلك يتم اختيار مجموعة واحدة للقيام بالتطوير الشامل والاختبار على أن يبدأ الإنتاج في عام 2003م، سيمكن للنظام طويل الأمد لاستطلاع الألغام (LMRS) أن يحصل على بيانات الاستطلاع ويعالجها، ويشكلها، ويرسلها من خلال وصلات المواصلات التقليدية، المستخدمة مع الغواصات النووية إلى قطع الأسطول البحرية المختلفة كما يمكنه العمل بشكل نصف آلي باستخدام كبل مستهلك من الألياف البصرية متصل بالمنصة الأم أو آلياً بالكامل.
سيمكن لهذا النظام العمل لفترة تصل إلى 24 48 ساعة كما يصل مداه إلى 222 كيلومتراً. لتحقيق هذا الأداء يلزم توفير نظام متفوق للدفع وهو ما يحتاج لبطاريات ذات كثافة عالية للطاقة أكبر من تلك المتوفرة حالياً مع بطاريات (الفضة الزنك) التي تستخدم مع النظام قريب الأمد لإستطلاع الألغام .(NMRS) ولكي يمكن استيعاب نظام الدفع الجديد ومجموعة المستشعرات الجديدة فإن طول النظام طويل الأمد لاستطلاع الألغام سيصل إلى 610 سنتمترات، في حين أن طول النظام قريب الأمد سيصل إلى 523 سنتمتراً.
ولكن من المتوقع أن يكون قطر النظامين واحداً، وذلك حتى يمكن إطلاقهما واسترجاعهما من خلال أنبوب الطوربيد المستخدم في الغواصات النووية. ومع ذلك لم يستبعد استخدام مركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) لها قطر أكبر يتم وضعها في ملجأ على ظهر الغواصة النووية.
كما هو مخطط حالياً فإن نظامي استطلاع الألغام قريب الأمد (NMRS) وطويل الأمد (LMRS) سيتم تجهيزها بأجهزة استشعار صوتية تقليدية ومع ذلك يوجد برنامجان بحثيان يتم تنفيذهما تحت إشراف القوات البحرية الأمريكية لاستكشاف إمكانية استخدام أجهزة استشعار جديدة لكشف الأهداف الأكثر صعوبة مثل الألغام المدفونة التي قد يصعب كشفها بواسطة أجهزة الاستشعار التقليدية.
يركز البرنامجان، وهما برنامج استطلاع المنطقة ذو المعدل العالي (High Area Rate Reconnaissance - HARR) وبرنامج صائدة الألغام- الاستطلاع (MH/R Mine Hunter/ Reconnaissance) يركزان على استخدام أجهزة السونار للبحث وأجهزة السونار للبحث الجانبي، تقنيات معاجلة الإشارات، أجهزة السونار ذات الفتحة الاصطناعية، أجهزة الاستشعار المغناطيسية فائقة التوصيل، وأجهزة الاستشعار الكهروبصرية.
تم استغلال بعض التقنيات التي يتم استخدامها في برامج سابقة مثل تقنية كشف الألغام باستخدام الموجات المغناطيسية والموجات الصوتية (Magnetic and Acoustic Detection of Mines - MADOM) مع برنامج صائد الألغام - الاستطلاع (MH/R) ولقد أظهرت تلك التقنية أن أجهزة السونار ذات الفتحة الاصطناعية وجهاز قياس التغيرات المغناطيسية يمكنها كشف وتصنيف الألغام البحرية المدفونة في المياه غير العميقة.
وتعتمد تقنية قياس التغيرات المغناطيسية على ما يسمى بدرجة الحرارة الحرجة (Critical Temperature - Tc) وتوفر أعلى درجة من الحساسية المتوفرة حتى الآن لكشف الألغام المدفونة في المياه غير العميقة. ثم دراسة تقنية قياس التغيرات المغنطيسية لعدة سنوات ولكن في السنوات الأخيرة فقط تم تطوير أجهزة استشعار تعتمد على تلك التقنية يتم تبريدها بواسطة النيتروجين ويتم التحكم في أبعادها بحيث يمكن تركيبها في المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) التي يصل قطرها إلى 21 بوصة.
يستخدم برنامج صائدة الألغام - الاستطلاع (MH/R) نظام المسح بالليزر المعروف باسم نظام التعرف البصري بالليزر (Laser Visual Identiffication System - LVIS) وتم تصميم جهاز السونار ذي الفتحة الاصطناعية وجهاز قياس التغيرات المغناطيسية لكشف الألغام البحرية المدفونة، بينما تم تصميم نظام التعرف البصري بالليزر (LVIS) ليوفر صوراً ذات درجة عالية من الوضوح للتعرف على الألغام الكبيرة والمدفونة جزئياً.
تهدف تقنية الأجيال الأولى من أجهزة التعرف البصري بالليزر إلى تحقيق التعرف على الألغام البحرية على مسافة 40 قدماً تحت ظروف العمل في المياه غير العميقة القريبة من الشاطئ.
بالرغم من استخدام المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) سيكون بصفة أساسية في الإجراءات المضادة للألغام خلال السنوات القادمة إلا أن قدراتها المتعددة من حيث استخدامها في أغراض المراقبة، الاستطلاع وتصوير قاع المحيطات للأغراض التكتيكية سيتم استغلالها في السنوات اللاحقة كما سيمكن استغلال المركبات تحت الماء بدون قائد (UUV) طويلة المدى في التخلص من الألغام البحرية وذلك باستخدام شحنات صغيرة من المفرقعات مثل شحنات المفرقعات المشكلة .
المصدر
التعديل الأخير: