انها ليست رحمة بل رحمات

إنضم
12 يونيو 2013
المشاركات
101
التفاعل
93 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نشكر الله على نعمه؟

أما النعم التي فينا فشكره عليها هي الصلوات الخمس فنشكر الله على ما فينا من سمع وبصر وقلب وأعضاء بأن نُسخِّر هذه الأعضاء لتركع وتسجد بين يدي الخالق في اليوم خمس مرات شكراً لله على هذه النعمة وهي نعمة الحياة ونعمة هذه الأعضاء

وأما النعم التي في الأكوان فشكرها بأننا نُعطي للمستحقين إذا وسَّع الله علينا في الخيرات فننفق مما آتانا الله ونعطي الفقراء الذين جعلهم الله اختباراً لنا في هذه الحياة اختبرنا بالغنى واختبرهم بالفقر لينظر إلى الغني ماذا يصنع تجاه الفقير وينظر للفقير كيف حاله عند قضاء الله له بالأرزاق هل يرضى بما قضى الله ويشكره ويستزيده من عنده؟ أم يلجأ إلى الحيل الشيطانية والأوهام النفسانية ويخالف الشريعة الإلهية فيستحق العذاب من الله؟

لكن كيف نشكر الله على أهم وأجل نعمة وهي نعمة رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد قال صلوات ربى وتسليماته عليه
{أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إِذَا بُعِثُوا وَأَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا وَفَدُوا وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا لِوَاءُ الْحَمْدِ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي وَلا فَخْر}[1]


ينبغي لكل عبد مؤمن في هذه الأيام أن يشكر الله على بعثة نبي الختام وهذا الأمر لا نستطيع سرده ولا عدَّ بنوده ولكن يكفينا على قدرنا روشتة سهلة لجميعنا إما أن نشكره كما شكر هو الله على بعثته ورسالته فكان يشكر الله كل أسبوع على بعثته، فكان صلي الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع ولما سُئل في ذلك فقال صلوات ربى وتسليمه عليه
{ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ}[2]


يشكر الله على إيجاده في الأكوان وعلى اختياره نبياً لخير أمة في آخر الزمان بصيام يوم الاثنين من كل أسبوعٍ لله فمن فعل ذلك وصام يوماً بنية الشكر لله على بعثة رسول الله دخل في قول الله {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}إبراهيم7

فيكون من الشاكرين الذين لهم مزيدٌ من الهداية ومزيدٌ من النور ومزيدٌ من التوفيق ومزيدٌ من الرعاية من رب العالمين في الدنيا ومزيدٌ من الفوز والنجاح والفلاح في الدار الآخرة أو يشكر الله على بعثة رسول الله كما أمرنا الله فإن الله أمرنا في كتاب الله أن نشكره على بعثة هذا النبي وبيَّن لنا بأبلغ بيان في القرآن أن النبي لا يحتاج إلى هذا الشكر منا لأن الله أغناه بما يفيئه عليه وبما وظفَّ الملائكة في العمل النافع له لديه فقال عز شأنه {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} الأحزاب56

ومادام الله يصلي عليه فهل يحتاج إلى صلاة الخلق؟ لكن الله والملائكة يصلون عليه ثم قال الحق آمراً لنا حرصاً علينا ولنفعنا ورفعتنا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب56

أمرنا أن نصلي عليه صلوات ربّى وتسليماته عليه وإذا كان أي إنسان مهما كانت تقواه وقربه من الله لن يدخل الجنة بعمله لن يدخل الجنة إلا بعفو الله وبرحمة الله وبشفاعة رسول الله لقوله صلي الله عليه وسلم
{لا يَدْخُلُ أَحَدُكُمْ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ قَالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ}[3]


لأن العمل يحتاج إلى القبول وكلنا يجهل عاقبة الأعمال هل تقبلها الله منا أو ردّها مع أننا نُحسن الظن بالله لكن الذي نحتاج إليه على اليقين هو شفاعة سيد الأولين والآخرين لأن الله قال له وأعلمنا بذلك في كتابه المبين {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} الضحى5

سيُعطيه الله ما يتمناه وما يطلبه وما يريده من الله حتى يلقاه حتى قال سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه (ولن يرضى صلوات ربّى وتسليماته عليه وواحد من أمته في النار) يظلّ يشفع له حتى ينقذه من النار فنحتاج إلى الشفاعة وما العربون الذي ندفعه لهذه الشفاعة لكي نحظى بهذه الدرجة الكريمة ونكون من أهل هذه الطاعة؟ قال صلي الله عليه وسلم {مَنْ صَلَّى عَلَيَّ حِينَ يُصْبِحُ عَشْراًً وَحِينَ يُمْسِي عَشْرًا أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[4]

أمرٌ سهلٌ ويسير وهو أن يصلى الإنسان على سيد الخلق عشراً صباحاً وعشراً مساءاً ولا تحتاج إلى مسجد ولا تحتاج إلى وضوء ولا تحتاج إلى الاتجاه إلى القبلة يستطيع الإنسان أن يصليها في أي زمان ومكان المهم أن يوفقه الرحمن ليُديم على ذلك حتى يلقى الله لقوله صلي الله عليه وسلم {أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ}[5]

فالسعيد من وفَّقه الله بالصلاة على رسول الله صباحاً ومساءاً حتى يلقى الله فيحظى بالشفاعة العُظمى يوم الجمع الأعظم ويكون داخلاً الجنة بشفاعة رسول الله أما من يريد أن يكون بجواره في الدار الآخرة وأن يكون بجواره في مقامه في جنة النعيم فهذا عليه في هذه الأيام وغيرها أن يقتدي بهديه وأن يقتفي أثره في أخلاقه وأن يتشبه به في كل أوصافه حتى يكون صورة مُصغرة من الحبيب في هديه وسمته فقد قال صلي الله عليه وسلم {إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا}[6]

فيراجع المرء نفسه في هذه الأيام على أخلاق رسول الله ولو كل يومٍ يراجع خُلقاً من أخلاقه ويُراجع بصدقٍ مع نفسه هذا الخُلق الكريم فإذا كان فظاً غليظاً في التعامل مع غيره نظر إلى قول الله في حبيبه {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران159

فيجاهد نفسه لمحو الفظاظة والغلظة من عنده ويجاهد نفسه ليتشبّه بالحبيب في شفقته ورقته ورحمته بالخلق أجمعين وإذا كان شديداً في معاملته لأهله وذويه يقيس نفسه بأخلاق الحبيب {خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي}[7]

فيُغير هذا الخُلُق ويُغير هذا الطبع ويجاهد نفسه للتطبع والتخلق بأخلاق رسول الله ليحظى بالشرف العظيم وأن يكون يوم القيامة في الموقف العظيم في جواره وفى الجنة من الأخيار الأطهار الذين يُسكنهم الله في جواره هذا نذرٌ يسير في كيفية شكر الله على البشير النذير والسراج المنير
[1] سنن الترمذي والدرامي ومسند الإمام أحمد عن أنس [2] رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة [3] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن ابن ماجة عن أبي هريرة [4] رواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء وحسنه الألباني في صحيح الجامع تحت رقم 6357 وصحيح الترغيب رقم 232 ط1 كما في صحيح الجامع وصحيح الترغيب رقم 659 ط2 المكتب الإسلامي وصحيح الترغيب رقم 656 ط 3 مكتبة المعارف [5] صحيح البخاري [6] صححه الألباني [7] صحيح ابن حبان وسنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها


http://www.fawzyabuzeid.com/table_b...%C9%20%C7%E1%DA%D5%D1%ED%C9_%CC1&id=94&cat=15

منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]

اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً

Book_Alashfya_Anabwyea_lelasr.jpg
 
عودة
أعلى