هل دخلت العلاقات الجزائرية الروسية مرحلة النفق؟ وهي التي كانت مثالا في المتانة والاستمرارية حتى قبل الاستقلال. فقد أفادت وكالة "أنترفاكس" الروسية للأنباء، شركة سكك الحديد الروسية "آر جي دي"، فازت بمناقصة لإنجاز مشروع بالجزائر، منذ خمس سنوات، ومع ذلك لا تزال العراقيل الإدارية تقف حائلا أمام تمكن الشركة من الانطلاق في الأشغال.
ونقلت الوكالة عن ألكساندر سلطانوف نائب رئيس الشركة، قوله: "إن الجانب الجزائري ماطل طويلا في التصديق على هذا الأمر، وعمليا لم يصدق لغاية هذا الوقت، نتيجة لذلك تحمّلت الشركة الروسية خسائر كبيرة مرتبطة بالضمانات المصرفية ولا زالت تتحملها ".
وأضاف: "حاليا ندرس هذه المسألة من جانب الحقوقيين في كلا الجانبين"، وتابع: "نحن نشعر بأننا أصحاب حق، وأن مستشارينا يؤكدون على أن موقفنا من الناحية القانونية صحيح. سوف نستمر في العمل من أجل التوصل إلى تسوية هذه المسألة لصالحنا ".
وقبل هذا التصريح بأسبوع، احتضنت العاصمة المغربية، الرباط، لقاءً خاصًّا ضم سفراء روسيا الاتحادية المعتمدين في بلدان المغرب العربي، ومنطقة الساحل والصحراء، خصص لبحث تطورات الأوضاع الأمنية، وسبل التعامل مع المنطقة.
وشارك في هذا اللقاء سفراء روسيا المعتمدون في كل من الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وليبيا والسنغال ومالي وغينيا ونيجيريا وكوت ديفوار، وبوركينافاسو. وترأس الاجتماع نائب وزير الخارجية الروسي- المبعوث الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط- ميخائيل بوغدانوف، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني.
وفي نهاية الشهر المنصرم، صوتت روسيا ضد مقترح توسيع مهمة المينورسو في الصحراء الغربية لتشمل حقوق الإنسان، في موقف قيل إنه لم يأخذ بعين الاعتبار مدى شرعية المقترح. وقبل ذلك شعور الرأي العام الجزائري، الذي يعتبر القضية الصحراوية قضية عادلة طالما أنها مسألة تتعلق بتصفية الاستعمار.
هذه المؤشرات على تراجع درجة حرارة محور الجزائر ـ موسكو، تعيد إلى الواجهة حادثة إلغاء صفقة طائرات "السوخوي" الحربية، وهي الصفقة التي أحدثت جدلا في الأوساط السياسية والإعلامية في البلدين، بشكل وضع العلاقات الثنائية على المحك.
ويرى الخبير الاستراتيجي، والضابط السابق، شفيق مصباح، "أن الجزائر أعادت بلورة سياستها الخارجية بعد وفاة الرئيس السابق هواري بومدين، وفق مبدإ يقوم على توسيع قاعدة المتعاملين، يكون فيه الروس المتعامل الأول في مجال الأسلحة، فيما يكون للقوى الغربية وبالخصوص فرنسا والولايات المتحدة، الحظوة في المجال الاقتصادي".
وقال شفيق مصباح: "هناك حرب خفية بن روسيا من جهة وفرنسا والولايات المتحدة من جهة أخرى فيما يخص السيطرة على تمويل المؤسسة العسكرية، وبالتالي التعامل الاستراتيجي معها، وأعتقد أن الغرب نجح في إغلاق الباب أمام روسيا، وهم يحاولون الآن فعل ذلك مع الصين، وما فضيحة الطريق السيار شرق ـ غرب، التي تقف وراءها فرنسا، إلا مظهرا من مظاهر هذا الصراع".
وبرأي الخبير الاستراتيجي، فإن علاقة الجزائر مع روسيا والصين يطبعها نوع من البراغماتية بعيدا عن التبعية الإيديولولجية، فالجزائر تسعى إلى الحفاظ على الصداقة مع هاتين القوتين العظميين، أملا في وقوفهما إلى جانبها في حال حدوث قلاقل داخلية، وبالمقابل تغدق على فرنسا المشاريع حتى لا تتدخل في شؤونها الداخلية، بل ودعم نظام الحكم القائم مع احتمال مساندة ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة سابقا، وهو ما وضعها في موقف حرج، لأنها لا تريد قطع الصلة مع محيط الرئيس، ولا أن تتخلى عن مصالحها فيما بعد فترة بوتفليقة".
أما المحلل السياسي وسفير الجزائر الأسبق بإسبانيا، عبد العزيز رحابي، فيرى أن العلاقات بين الجزائر وموسكو، ذات أبعاد استراتيجية ولا يمكن أن تتأثر بحوادث من هذا القبيل. وقال رحابي، في اتصال مع الشروق: "العلاقات الجزائرية الروسية علاقات متينة واستراتيجية، وهي تعود إلى عقود خلت".
وأضاف وزير الاتصال والثقافة الأسبق: "روسيا تعتبر الشريك الأول للجزائر في مجال السلاح، فأسطولنا من الطائرات الحربية جله، إن لم نقل كله، مصدره روسيا، وهذا الإرث الثقيل لا يمكن أن يمحى بسهولة، حتى ولو نوعت الجزائر من مشترياتها من الأسلحة. لا ضير فحتى المغرب تشتري أسلحة من روسيا".
ط§ظ„ط´ط±ظˆظ‚ ط£ظˆظ† ظ„ط§ظٹظ† - ظ‡ظ„ ط¯ط®ظ„طھ ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ ط§ظ„ط¬ط²ط§ط¦ط±ظٹط© ط§ظ„ط±ظˆط³ظٹط© ظ…ط±طظ„ط© ط§ظ„ظ†ظپظ‚طں
ونقلت الوكالة عن ألكساندر سلطانوف نائب رئيس الشركة، قوله: "إن الجانب الجزائري ماطل طويلا في التصديق على هذا الأمر، وعمليا لم يصدق لغاية هذا الوقت، نتيجة لذلك تحمّلت الشركة الروسية خسائر كبيرة مرتبطة بالضمانات المصرفية ولا زالت تتحملها ".
وأضاف: "حاليا ندرس هذه المسألة من جانب الحقوقيين في كلا الجانبين"، وتابع: "نحن نشعر بأننا أصحاب حق، وأن مستشارينا يؤكدون على أن موقفنا من الناحية القانونية صحيح. سوف نستمر في العمل من أجل التوصل إلى تسوية هذه المسألة لصالحنا ".
وقبل هذا التصريح بأسبوع، احتضنت العاصمة المغربية، الرباط، لقاءً خاصًّا ضم سفراء روسيا الاتحادية المعتمدين في بلدان المغرب العربي، ومنطقة الساحل والصحراء، خصص لبحث تطورات الأوضاع الأمنية، وسبل التعامل مع المنطقة.
وشارك في هذا اللقاء سفراء روسيا المعتمدون في كل من الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وليبيا والسنغال ومالي وغينيا ونيجيريا وكوت ديفوار، وبوركينافاسو. وترأس الاجتماع نائب وزير الخارجية الروسي- المبعوث الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط- ميخائيل بوغدانوف، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني.
وفي نهاية الشهر المنصرم، صوتت روسيا ضد مقترح توسيع مهمة المينورسو في الصحراء الغربية لتشمل حقوق الإنسان، في موقف قيل إنه لم يأخذ بعين الاعتبار مدى شرعية المقترح. وقبل ذلك شعور الرأي العام الجزائري، الذي يعتبر القضية الصحراوية قضية عادلة طالما أنها مسألة تتعلق بتصفية الاستعمار.
هذه المؤشرات على تراجع درجة حرارة محور الجزائر ـ موسكو، تعيد إلى الواجهة حادثة إلغاء صفقة طائرات "السوخوي" الحربية، وهي الصفقة التي أحدثت جدلا في الأوساط السياسية والإعلامية في البلدين، بشكل وضع العلاقات الثنائية على المحك.
ويرى الخبير الاستراتيجي، والضابط السابق، شفيق مصباح، "أن الجزائر أعادت بلورة سياستها الخارجية بعد وفاة الرئيس السابق هواري بومدين، وفق مبدإ يقوم على توسيع قاعدة المتعاملين، يكون فيه الروس المتعامل الأول في مجال الأسلحة، فيما يكون للقوى الغربية وبالخصوص فرنسا والولايات المتحدة، الحظوة في المجال الاقتصادي".
وقال شفيق مصباح: "هناك حرب خفية بن روسيا من جهة وفرنسا والولايات المتحدة من جهة أخرى فيما يخص السيطرة على تمويل المؤسسة العسكرية، وبالتالي التعامل الاستراتيجي معها، وأعتقد أن الغرب نجح في إغلاق الباب أمام روسيا، وهم يحاولون الآن فعل ذلك مع الصين، وما فضيحة الطريق السيار شرق ـ غرب، التي تقف وراءها فرنسا، إلا مظهرا من مظاهر هذا الصراع".
وبرأي الخبير الاستراتيجي، فإن علاقة الجزائر مع روسيا والصين يطبعها نوع من البراغماتية بعيدا عن التبعية الإيديولولجية، فالجزائر تسعى إلى الحفاظ على الصداقة مع هاتين القوتين العظميين، أملا في وقوفهما إلى جانبها في حال حدوث قلاقل داخلية، وبالمقابل تغدق على فرنسا المشاريع حتى لا تتدخل في شؤونها الداخلية، بل ودعم نظام الحكم القائم مع احتمال مساندة ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة سابقا، وهو ما وضعها في موقف حرج، لأنها لا تريد قطع الصلة مع محيط الرئيس، ولا أن تتخلى عن مصالحها فيما بعد فترة بوتفليقة".
أما المحلل السياسي وسفير الجزائر الأسبق بإسبانيا، عبد العزيز رحابي، فيرى أن العلاقات بين الجزائر وموسكو، ذات أبعاد استراتيجية ولا يمكن أن تتأثر بحوادث من هذا القبيل. وقال رحابي، في اتصال مع الشروق: "العلاقات الجزائرية الروسية علاقات متينة واستراتيجية، وهي تعود إلى عقود خلت".
وأضاف وزير الاتصال والثقافة الأسبق: "روسيا تعتبر الشريك الأول للجزائر في مجال السلاح، فأسطولنا من الطائرات الحربية جله، إن لم نقل كله، مصدره روسيا، وهذا الإرث الثقيل لا يمكن أن يمحى بسهولة، حتى ولو نوعت الجزائر من مشترياتها من الأسلحة. لا ضير فحتى المغرب تشتري أسلحة من روسيا".
ط§ظ„ط´ط±ظˆظ‚ ط£ظˆظ† ظ„ط§ظٹظ† - ظ‡ظ„ ط¯ط®ظ„طھ ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ ط§ظ„ط¬ط²ط§ط¦ط±ظٹط© ط§ظ„ط±ظˆط³ظٹط© ظ…ط±طظ„ط© ط§ظ„ظ†ظپظ‚طں