قبيلة كتامة ودورها في التاريخ

إنضم
4 نوفمبر 2011
المشاركات
426
التفاعل
285 0 0
قبيلة كتامة هي قبيلة أمازيغية تسكن في المنطقة الشرقية من دولة الجزائر الحالية في منطقة القبائل وماحولها و الجزء الشرقي للجزائر وتتميز أرضهم بالجبال والهضاب العاليا والخصبة ، عرفت القبيلة من قبل الرومان باسم أوكتامنوروم ومن قبل البيزنطيين باسم أوكتوماني، ولقد كان لهذه القبيلة الأمازيغية في العصور الوسطى 909م - 1171م دور حاسم في تاريخ العالم الإسلامي فقد ساهموا بعد دعوة الشيعي أبي عبد لله الشيعي و الأمير عبيد الله المهدي في تأسيس الدولة الفاطمية وساهموا في فتوحاتها في المغرب الإسلامي ومصر والشام والحجاز فكان الخلفاء الفاطميين يعتمدون في أغلب جيوشهم على أفراد قبيلة كتامة إلى أن أصبحوا فيما بعد ذلك عصبة الحكام الفاطميين وأصحاب دولتهم .
حسب إبن خلدون فإن قبيلة كتامة واحدة من أهم بطون البرانس من قبائل الأمازيغ كما يعرفون تاريخيا و تنحدر هذه القبيلة من منطقة القبائل وماجاورها فيما يعرف بقبائل الحضرة ونطاقها يشمل المنطقة الشرقية من الجزائر الحالية وحسب المؤرخين فإن قبيلة كتامة تفرعـت إلى فرعين رئيسيين هما : غرسن و يسودة ، ومنهما تناسلت كل بطون كتامة المعروفين عند المؤرخين ، وعلى هذا الرأي فهم عناصر محلية أصيلة ، وقد ارتبطوا بهذه البلاد وعرفوا على أديمها منذ فجر التاريخ .
فيما يرى النسابة العرب والمسلمين أن قبائل البرانس الأمازيغية هم أبناء برنس بن بر بن مازيغ بن أمور بن كنعان بن سام ، ومن ثم حسب ابن خلدون فإنهم يلتقون مع الفلسطينيين الكنعانيين في النسب والأصل.
تعد قبيلة كتامة من أهم القبائل الامازيغية في الجزائر عددا وشأنا.

ذكر المؤرخون أن قبيلة كتامة كانت أشد القبائل بأسا ودفاعـا عن أقاليمها وقد قاومت على الدوام كل محاولات الغزو والاحتلال الأجنبي لا سيما الروماني الوندالي والبيزنطـي وحتى الفتح الإسلامي العربي في بداية الأمر.
لقد كان لبداية الانهيار التدريجي للإمبراطورية الرومانية في بداية القرن الخامـس الميلادي أثره في تسهيـل تحرر سكـان الأرياف خاصة، من سيطرة الرومان ، وقد ساعد على ذلك مجيء الغزو البيزنطي غير أنه كـان أسوأ من سابقـه بسبب الاذلال والخـراب والدمـار الذي أتى على الإنسان والعمران ، وقد قاوم بنو كتامة هذا الغزو إلى أن جاء الفتح الإسلامي فاعتنق الكتاميون الإسلام بعدما فهم الأمازيـغ أهـداف الفاتحين الجدد غير المادية ومبادئهم غير المعقدة عكس من سبقوهم ، فتعاونـوا جميعـا على طـرد البيزنطيين والرومـان وتحرير البلاد نهائيا ، وأدى اندمـاج العنصرين العربي والأمازيغي في بوتقة الإسلام إلى تكويـن مجتمع جديـد على أسـس ونهج جديـد وأدى ذلك إلى قيام ممالك امازيغية معروفة وقد خضعت أقاليـم كتامـة لسيطـرة الأغالبـة ثم الزيريين ثم الحماديين ثم الموحدين.
و في بداية القرن العاشر 913م كانت قبيلـة كتامـة من أقـوى القبائل الامازيغية في المغرب الأوسط آنذاك ، فتحالفت مع الدعاة الإسماعليين ضد الخلافة العباسية وذلك لاحتضانها هذه الدعوة ونصرتها واستطاعوا الإطاحة والقضاء على دولة الأغالبة في القيروان بتونس ، وقد كان دورهم حاسما في تأسيس الدولة الفاطمية فكانوا حماتها وجنودها وأصحاب دولتها وقد شارك عـدد كبـير منهم ضمن جيش جوهر الصقلي قائـد الحملـة الفاطميـة علـى مصر ، لكنهم تمكنـوا من دخـول الفسطاط بعـد محـاولات عديدة ، يـوم السـبت 17 شعبان عـام 358 هـ - 969م ، وشاركوا في تأسيس مدينـة القاهرة ، وقد خصص لهم بجـوار القاهـرة مكانـا يتمركزون فيه وظلوا قوة عسكرية هامة في خدمة الخلافة الفاطمية وقد قادوا حملات ضد العباسيين حتى بلغوا دمشق ، ولا تزال كل من القاهرة و دمشق على التـوالي تحتفـظ لهـم بحـواري تسمـى باسمهـم حي الكتاميين بالقاهرة وحارة المغاربة بدمشق وكلمة مغاربة تخص كل سكان دول غرب شمال أفريقيا.
المصادر
ديوان المبتدأ والخبر ص 987
المواعظ والاعتبار للمقريزي ص140 ج 2
 
عودة
أعلى