أساليب التحقيق داخل المعتقلات وطرق المقاومة
المحتويات
1-الأساليب الصهيونية لانتزاع الاعترافات والمعلومات من الأسرى الفلسطينيين
أولا- أسلوب التعذيب الجسدي
ثانياً- أسلوب التعذيب النفسي
ثالثاً- أسلوبي التعذيب النفسي والجسدي معاً 2-قواعد المقاومة الثلاث
رابعاً- أسلوب غرف العار (العصافير) 3-المقاومة بالمعرفة :طرق الكشف عن وجودنا داخل غرف العار (العصافير) 4-طرق المقاومة و التعامل الأمثل في داخل غرف العار 5-أساليب إسرائيلية مبتكرة لانتزاع الاعترافات
أولاً: أسلوب التعذيب الجسدي لقد استخدمت إدارات السجون الإسرائيلية، وجهاز الأمن العام الصهيوني (الشاباك) أسلوب التعذيب الجسدي المتمثل بالاعتداء على جسد الأسير بعدة أشكال، وبعدة وسائل.حيث أطلقت العنان لرجال المخابرات الصهيونية لاستخدام كافة أساليب التعذيب الجسدي من أجل انتزاع الاعترافات والمعلومات الكاملة عن شخصه وعن الأشخاص المشتركين بالأعمال النضالية ضد الصهاينة. وقد استشهد عشرات الأسرى وأصيب مئات الآف الأسرى بجروح واصابات مختلفة جراء التعذيب، حيث أن البعض منهم ما زال يعاني من اعاقات مستديمة بفقدان أجزاء من الجسد أو الحواس، والبعض الآخر أصيب بالشلل النصفي أو الكلي نتيجة التعذيب ( الذي يسمونه الضغط الجسدي تخفيفا) من قبل رجال المخابرات الإسرائيلية من أساليب التعذيب الجسدي 1) الضرب المبرح: بالأيدي والهراوات وبالبساطير وبالركلات على كل أنحاء الجسد بوحشية ،غير آبهين لفقدانه أحد حواسه مثلا، أو للكسور والنزيف الذي يتعرض له الأسير، وغير ذلك من الاصابات بالأعضاء الداخلية، كالكلى والكبد والمعدة والرئتين، بالاضافة للإصابات بالجهاز التناسلي كالإصابة بالعجز الجنسي وغيرها من الاصابات
. 2)
أسلوب الكرسي: يوضع الأسير على الكرسي الكهربائي، حيث يقذفه الكرسي المكهرب للأعلى. وهكذا يستمر الحال بوضع الأسير على الكرسي ويقذف للأعلى وما يرافق ذلك من كسور أو ارتجاج بالمخ والنزيف جراء السقوط المتكرر، أو نتيجة الصعقات الكهربائية.
3) اسلوب الشبح: وهذا الاسلوب ينقسم الى عدة أشكال منها: أ – الشبح على الكرسي : حيث يقوم ضابط المخابرات الصهيونية بتقييد أيدي وأرجل الأسير بمقعد حديدي مثبت بالأرض على شكل (طربيزة) دائرية الشكل وصغيرة ويقيد لساعات، وقد يمتد لعدة أيام، حيث يفقد الأسير بعدها القدرة على تحريك أي طرف من جسده، وقد يصاب بعاهه مستديمة بظهره كانزلاق بعض الفقرات أو الشلل النصفي. ب – أسلوب الشبح داخل الزنزانة: بحيث يوضع الأسير في زنزانة صغيرة الحجم، قد تقل مساحتها عن متر مربع. لا يستطيع الأسير النوم فيها أو الاستلقاء، فيصاب بالارهاق و آلام شديدة خاصة إذا طالت فترة مكوثه بها . ج – أسلوب الشبح بالثلاجة (الخزانة): حيث يوضع الأسير في مستطيل اسمنتي أو حديدي يبقى فيه مستلقياً لساعات أو لعدة أيام. لا يستطيع معها الوقوف أو رفع ظهره فيصاب بالعفن، واصابات أخرى كثيرة. د – أسلوب الشبح على جدار أو عامود: حيث يقيد الأسير وتربط يداه للأعلى ويبقى مصلوباً لفترة أو حتى انهياره، أو يوقف الشبح عند كلام الأسير بكل ما يعرف. وهذا النوع من التعذيب قد يؤدي الى شلل اليدين أو احداهما بشكل دائم. هـ - أسلوب الشبح بتقييد اليدين للخلف والرجلين وربطهما ببعضهما: وبهذا الاسلوب يبقى الاسير ملقى على بطنه وصدره على الأرض ومرفوع الرجلين للأعلى، ولا يستطيع تحريك يديه أو رجليه، وقد يترك على هذا الوضع لعدة ساعات. وهذا الاسلوب يؤدي الى تعفن منطقة الصدر والبطن، بالاضافة الى تمزق أنسجة اليدين والرجلين. و – الشبح تحت المياه الباردة ليلاً ونهاراً مع مكيف يدفع الهواء البارد: وخاصة في فصل الشتاء، وهذا الاسلوب قد يؤدي لاستشهاد البعض من الأسرى واصابتهم بنوبات برد حادة وبالتهاب الرئة والقصبة الهوائية وآثار جانبية وعوارض مستديمة. بين كل فترة وأخرى تواصل المخابرات الاسرائيلية تطوير أساليب تعذيب جديدة رغم قرار المحكمة العليا الاسرائيلية عام 1999م منع استخدام (الضغط الجسدي) لانتزاع الاعترافات من الاسرى الفلسطينيين طور الأمن الداخلي الإسرائيلي 'الشاباك' -ومنذ اتخاذ المحكمة العليا الاسرائيلية قراراً يفرض قيود على أساليب تحقيقه أساليب تحقيق جديدة، تضع المحققين وفي معظم الحالات في الجانب الصحيح من القانون، بحيث يبلّغ المحققون المتهم في بداية التحقيق بأنه 'قنبلة موقوتة'، ولهذا سيجتاز تحقيقاً عسكرياً (يتضمن التعذيب الجسدي)، ووفقاً لشهادات الذين أجري التحقيق معهم يتضمن ما يسمى 'التحقيق العسكري' أنواع وأساليب تعذيب مختلفة منها: 1) انحناء الموزة الجديدة: وبهذا الاسلوب يجلس المتهم على مقعد بدون مسند ويداه مقيدتان، وقد يقف محقق يسحب ظهر المتهم الى الوراء بزاوية (45) درجة، وذلك لفترة من (30-60) دقيقة، ويجلس أمامه محقق آخر يشد ساقيه بين قدميه ويضربه على بطنه، وكانوا في الماضي يتبعون اسلوب محقق واحد يشد ظهر المتهم، حتى يصل الى الأرض ويفضل رجال 'الشاباك' إطلاق تسمية 'انحناء جو' على انحناء الموزة ، و بغض النظر عن المسميات، فإن تأثيرات هذا الأسلوب لا تحصى ولا تعد، خصوصاً على فقرات الظهر وآلامه وأوجاعه المستعصية والمستديمة.
2) 'ركوع الضفدع' : وهذا أسلوب قديم جديد، وكان يطلق عليه اسم 'قمبزة ونصف قمبزة' ويقوم هذ الأسلوب على تكبيل قدمي ويدي الأسير بالأصفاد من الوراء ومربوطة معاً، يجلس على أطراف أصابع قدميه إلى حين سقوطه، ويجري رفعه ثانية من خلال الضرب وتكرار العملية. وكانوا بالماضي يضعون كيساً على رأس الأسير، وقد توقفوا عن ذلك بعد قرار المحكمة العليا في أواخر التسعينات من القرن الماضي.
3) وضعية الحصان الجديد: وبهذا الأسلوب يقف المتهم قرب حائط في الوقت الذي تكون فيه عيناه معصوبتان ويداه وقدماه مكبلتان معاً بالأصفاد من الخلف، ويكون الرأس فقط مرتكزاً على الحائط وركبتاه منحنيات الى درجة السقوط، وعندما يسقط يضرب ويعاد الى وضعه السابق وتتكرر هذه العملية. 4) تقييد مزدوج: وبهذا الأسلوب تكون يدا المتهم مكبلتين بزوجين من الأصفاد، الأول قرب الرسغ والثاني في منتصف المرفق وتشد الأصفاد حتى العظم، وعندما تنفتح الأصابع يضغط عليها المحققون بقوة، وكانوا قبل قرار المحكمة العليا، يضعون أصفادا فقط على الرسغين ومع هذا القرار كان يجب ان تخفف أساليب التعذيب، ولكن على العكس نلاحظ انها زادت من خلال هذا الأسلوب . 5)
النصف شبح: وبهذا الأسلوب يتم استبدال المقعد الصغير بمقعد عادي ولا يتم تغطية الرأس، كما وتضاف لكل ذلك صفعات وضرب وتهديدات وشتائم ومنع من النوم وتعريض المتهم للبرد القارص ودرجة حرارة عالية جداً، وتشد الأصفاد على اليدين والقدمين بقوة كبيرة ولساعات طويلة. من هو 'القنبلة الموقوتة' ويمارس كل ما سبق في إطار عزلة تامة، تمنع الأسير لقاء محاميه لفترة زمنية غير محددة. وهذا يدلل على عدم اكتراث أجهزة الأمن الاسرائيلية بقرار المحكمة الإسرائيلية، وفشل المحكمة والكنيست التي أقرت هذا القانون وأبقت بهذا القرار ثغرة مقصودة وهي عدم تحديد من هو 'القنبلة الموقوتة' وهل سيكون تعريفه نتيجة عمليه أو رداً عليها أو تحسباً لوقوعها، وبهذا التعريف المبهم عن عمد فتحت المجال لأجهزة الأمن الصهيونية لاستخدام أسلوب 'التحقيق العسكري' المحرم والممنوع دولياً وحتى في مؤسسات الحكم الاسرائيلية ومؤسسات حقوق الانسان، وكل هذا بغطاء قانوني وبقرار محكمة على ان المتهم 'قنبلة موقوتة. من نتائج تضحيات الحركة الأسيرة الآن وبعد عشرات السنين من النضالات والتضحيات الجسام للحركة الأسيرة ونشاط حركات حقوق الانسان لم يعد أسلوب التعذيب الجسدي يستخدم كثيرا. باستثناء قرار من المحكمة لبعض الأسرى الذين يعدهم ويسميهم جهاز الأمن العام 'الشاباك' قنابل موقوتة والذين يجب أخذ افاداتهم والمعلومات المتوفرة لديهم بأي شكل من الأشكال. ثانياً: أسلوب التعذيب النفسي استخدم رجال المخابرات الصهيونية اسلوب التعذيب النفسي بحق المعتقلين الفلسطينيين مع بداية الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 كوسيلة من وسائل الحرب على المقاومة الفلسطينية معنوياً وجسدياً. وشهدت أقبية التحقيق الاسرائيلية صراعاً قاسياً ومريراً بين الأسير والمحققين أستخدم خلالها شتى الأساليب النفسية الضاغطة في محاولة لكسر الأسير نفسياً ومعنوياً وتطويعه للاستجابة لإرادة المحقق والكشف عن معلومات تؤدي الى مزيد من الاعتقالات ،وضرب البنية الثورية للمقاتلين. ولا ريب أن جهاز الأمن الصهيوني الاسرائيلي جنّد رجالاً متخصصين ويتقنون اللغة العربية وعلى دراية تامة بعادات وتقاليد ومفاهيم المجتمع الفلسطيني وخصوصياته وطبيعة علاقاته الانسانية والسلوكية وذلك لتسهيل عمله في محاربة المعتقلين وتحقيق أهدافه بالحصول على معلومات والقضاء على خلايا ومجموعات العمل الفدائي ومحاصرتها. ان الفلسفة التي يقوم عليها استخدام التعذيب النفسي كوسيلة من وسائل التحقيق ترمي الى كسر صمود وكبرياء المقاتل الفلسطيني واذلاله واجباره على الاعتراف بما قام به والاعتراف على غيره وتحويله الى انسان ضعيف ومهزوز، وسبباً في إحداث الضرر بالآخرين وبالتالي تجريده من عقائده النضالية وقناعاته الوطنية لتحويله من انسان مناضل وقوي ذو عزيمة الى انسان مهزوز الشخصية، محطم، فاقد الثقة بذاته وبقضيته. وكذلك من الأهمية بمكان الاشارة الى ان أسلوب التعذيب النفسي يعتمد بالأساس على استهداف العقل والوعي والثقة ويعتمد على طبيعة الحوار الذي يدور بين المحقق والأسير أثناء استجوابه، ومن خلال دراسة استخدام أسلوب التعذيب النفسي مع الأسرى تبين أنه يستخدم مع كل الأسرى دون تمييز بين كبير وصغير، أو رجل أو امرأة . و التجربة الفلسطينية مليئة بالحالات التي اصيبت بعاهات نفسية وعقلية بسبب التعذيب النفسي أثناء الاستجواب، فالكثير من المعتقلين اصيبوا بأمراض عصبية وترك هذا الأسلوب آثاراً على حياتهم ومستقبلهم بل سحقت حياة الكثير وقضى على مستقبلهم، وأصبحوا معاقين نفسياً وعقلياً بسبب ما تعرضوا له من التعذيب النفسي أثناء اعتقالهم. ان أعراض التعذيب النفسي خطيرة جداً والمئات من الأسرى لا يزالون يعانون من اضطرابات نفسية وتوترات عصبية وانفصام بالشخصية وقلق وعدم الثقة بالنفس والخوف وقلة النوم والانعزالية لفترات طويلة بعد الافراج عنهم، إضافة إلى بطء بالاندماج بالمجتمع والحياة العامة وغير ذلك من الآثار السلبية المستديمة. أشكال التعذيب النفسي كأسلوب لانتزاع الاعترافات من الأسرى ان أشكال وأساليب التعذيب النفسي التي استخدمها المحققون الصهاينة كثيرة ومتعددة ومتنوعة نذكر منها: أ ) الحرمان من النوم ومن قضاء الحاجة: الحرمان من النوم يؤدي إلى السهاد والقلق ودوام التفكير السلبي، إذ عندما يحاول المعتقل النوم يقوم الوحوش بالطرق على الأبواب بالهراوات والصراخ عليه فلا يحصل على نوم ولا على راحة. أما حرمان الأسير من قضاء حاجته فإنه يبقيه فترة لعدة ساعات يضغط على نفسه ويتلوى من شدة الضغط الداخلي والألم للوصول إلى الحمام، لينحصر تفكير الأسير بكيفية الخلاص من محنته ولو بمأساة على نفسه وعلى ابناء قضيته والثورة بشكل عام. ب) التهديد بهدم المنزل او النفي للخارج: وبما ان هذا التهديد نفذ في كثير من الأحيان فإن الأسير يمضي ليله ونهاره وهو يفكر: هل هدموا البيت؟؟ اين الأولاد والأهل اليوم؟؟ في الشارع أم عند الجيران... عند الأقارب؟؟ ومع كثرة التفكير والهواجس بهذا الموضوع ولعدم الاتصال بالاهل أو التواصل مع الخارج بشكل عام، قد يفقد الأسير البوصلة و صوابه وروحه القتالية والنضالية وتهتز شخصيته وثقته بنفسه. ج) اعتقال الأخت أو الزوجة أو الأم: ويستخدم هذا الأسلوب لتحطيم المناضل والضغط عليه بالمس بأهل بيته وأقاربه من النساء خاصة وما لهذا الموضوع من حساسية عندنا كعرب ومسلمين ومسيحيين شرقيين محافظين. د) الشتائم البذيئة والنابية: بشتم الشخص نفسه وبالسب على شرفه وعلى دينه ومعتقداته والرب والرسول وكل القيم والمعتقدات المقدسة. هـ ) الموسيقى الصاخبة: مع استمرار الموسيقى الصاخبة على مدار الساعة والموسيقى العبرية والأجنبية ويؤدي استخدام هذا الاسلوب الى اضطرابات نفسية عصبية، وآلام بالرأس وعدم القدرة على التركيز. و) السعي لتجنيد الأسير للتعاون مع المخابرات الصهيونية: حيث يعمل ضباط التحقيق جاهدين على تبديل أفكار ومبادئ وقناعات الأسير الوطنية والثورية، ومحاولة تحويله من انسان ثائر وشريف الى عميل. ز) التشكيك بالآخرين والمقربين: وهذا أسلوب من ضمن أساليب التعذيب النفسي للعمل على ادخال الاضطرابات والهواجس والقلق لنفسية الاسير والعمل على جعله يفقد ثقته بالآخرين وبنفسه عن طريق بث الاشاعات والادعاءات الكاذبة عن المقربين وبعض الأشخاص المعروفين لديه، وانهم اعترفوا بكل شيء وبأنهم متعاونين مع المخابرات، وضرب بعض الأسافين كما يقول المثل بين الأسير والمقربين منه . ح) منع المحامين والأهل من لقاء ومقابلة الأسير لفترة طويلة خلال فترة التحقيق: حيث يحجز الأسير في غرفة (زنزانة) انفرادية ولا يفسحون له المجال لرؤية أحد أو التكلم لأي شخص حتى المحامين والصليب الأحمر، وفي الزنازين تظهر شياطين النفس ونوازع الشر أو علامات الخنوع والاستسلام، إلا من كان سلاحه الإيمان والصبر والإرادة.. ط) ترك الأسير مدة طويلة دون استحمام وبلا وسائل نظافة: وهذا الأسلوب يجعل الأسير يتقزز من نفسه ويجعله بدرجة من النتانة يكره بها نفسه والآخرين ويفقد الثقة بنفسه وبالآخرين. آثار ونتائج استخدام أسلوب التعذيب النفسي على الأسير والمناضل الفلسطيني: يترك استخدام هذا الأسلوب على شخصية الأسير آثاراً سلبية وجانبية منها:
المحتويات
1-الأساليب الصهيونية لانتزاع الاعترافات والمعلومات من الأسرى الفلسطينيين
أولا- أسلوب التعذيب الجسدي
ثانياً- أسلوب التعذيب النفسي
ثالثاً- أسلوبي التعذيب النفسي والجسدي معاً 2-قواعد المقاومة الثلاث
رابعاً- أسلوب غرف العار (العصافير) 3-المقاومة بالمعرفة :طرق الكشف عن وجودنا داخل غرف العار (العصافير) 4-طرق المقاومة و التعامل الأمثل في داخل غرف العار 5-أساليب إسرائيلية مبتكرة لانتزاع الاعترافات
أولاً: أسلوب التعذيب الجسدي لقد استخدمت إدارات السجون الإسرائيلية، وجهاز الأمن العام الصهيوني (الشاباك) أسلوب التعذيب الجسدي المتمثل بالاعتداء على جسد الأسير بعدة أشكال، وبعدة وسائل.حيث أطلقت العنان لرجال المخابرات الصهيونية لاستخدام كافة أساليب التعذيب الجسدي من أجل انتزاع الاعترافات والمعلومات الكاملة عن شخصه وعن الأشخاص المشتركين بالأعمال النضالية ضد الصهاينة. وقد استشهد عشرات الأسرى وأصيب مئات الآف الأسرى بجروح واصابات مختلفة جراء التعذيب، حيث أن البعض منهم ما زال يعاني من اعاقات مستديمة بفقدان أجزاء من الجسد أو الحواس، والبعض الآخر أصيب بالشلل النصفي أو الكلي نتيجة التعذيب ( الذي يسمونه الضغط الجسدي تخفيفا) من قبل رجال المخابرات الإسرائيلية من أساليب التعذيب الجسدي 1) الضرب المبرح: بالأيدي والهراوات وبالبساطير وبالركلات على كل أنحاء الجسد بوحشية ،غير آبهين لفقدانه أحد حواسه مثلا، أو للكسور والنزيف الذي يتعرض له الأسير، وغير ذلك من الاصابات بالأعضاء الداخلية، كالكلى والكبد والمعدة والرئتين، بالاضافة للإصابات بالجهاز التناسلي كالإصابة بالعجز الجنسي وغيرها من الاصابات
. 2)
أسلوب الكرسي: يوضع الأسير على الكرسي الكهربائي، حيث يقذفه الكرسي المكهرب للأعلى. وهكذا يستمر الحال بوضع الأسير على الكرسي ويقذف للأعلى وما يرافق ذلك من كسور أو ارتجاج بالمخ والنزيف جراء السقوط المتكرر، أو نتيجة الصعقات الكهربائية.
3) اسلوب الشبح: وهذا الاسلوب ينقسم الى عدة أشكال منها: أ – الشبح على الكرسي : حيث يقوم ضابط المخابرات الصهيونية بتقييد أيدي وأرجل الأسير بمقعد حديدي مثبت بالأرض على شكل (طربيزة) دائرية الشكل وصغيرة ويقيد لساعات، وقد يمتد لعدة أيام، حيث يفقد الأسير بعدها القدرة على تحريك أي طرف من جسده، وقد يصاب بعاهه مستديمة بظهره كانزلاق بعض الفقرات أو الشلل النصفي. ب – أسلوب الشبح داخل الزنزانة: بحيث يوضع الأسير في زنزانة صغيرة الحجم، قد تقل مساحتها عن متر مربع. لا يستطيع الأسير النوم فيها أو الاستلقاء، فيصاب بالارهاق و آلام شديدة خاصة إذا طالت فترة مكوثه بها . ج – أسلوب الشبح بالثلاجة (الخزانة): حيث يوضع الأسير في مستطيل اسمنتي أو حديدي يبقى فيه مستلقياً لساعات أو لعدة أيام. لا يستطيع معها الوقوف أو رفع ظهره فيصاب بالعفن، واصابات أخرى كثيرة. د – أسلوب الشبح على جدار أو عامود: حيث يقيد الأسير وتربط يداه للأعلى ويبقى مصلوباً لفترة أو حتى انهياره، أو يوقف الشبح عند كلام الأسير بكل ما يعرف. وهذا النوع من التعذيب قد يؤدي الى شلل اليدين أو احداهما بشكل دائم. هـ - أسلوب الشبح بتقييد اليدين للخلف والرجلين وربطهما ببعضهما: وبهذا الاسلوب يبقى الاسير ملقى على بطنه وصدره على الأرض ومرفوع الرجلين للأعلى، ولا يستطيع تحريك يديه أو رجليه، وقد يترك على هذا الوضع لعدة ساعات. وهذا الاسلوب يؤدي الى تعفن منطقة الصدر والبطن، بالاضافة الى تمزق أنسجة اليدين والرجلين. و – الشبح تحت المياه الباردة ليلاً ونهاراً مع مكيف يدفع الهواء البارد: وخاصة في فصل الشتاء، وهذا الاسلوب قد يؤدي لاستشهاد البعض من الأسرى واصابتهم بنوبات برد حادة وبالتهاب الرئة والقصبة الهوائية وآثار جانبية وعوارض مستديمة. بين كل فترة وأخرى تواصل المخابرات الاسرائيلية تطوير أساليب تعذيب جديدة رغم قرار المحكمة العليا الاسرائيلية عام 1999م منع استخدام (الضغط الجسدي) لانتزاع الاعترافات من الاسرى الفلسطينيين طور الأمن الداخلي الإسرائيلي 'الشاباك' -ومنذ اتخاذ المحكمة العليا الاسرائيلية قراراً يفرض قيود على أساليب تحقيقه أساليب تحقيق جديدة، تضع المحققين وفي معظم الحالات في الجانب الصحيح من القانون، بحيث يبلّغ المحققون المتهم في بداية التحقيق بأنه 'قنبلة موقوتة'، ولهذا سيجتاز تحقيقاً عسكرياً (يتضمن التعذيب الجسدي)، ووفقاً لشهادات الذين أجري التحقيق معهم يتضمن ما يسمى 'التحقيق العسكري' أنواع وأساليب تعذيب مختلفة منها: 1) انحناء الموزة الجديدة: وبهذا الاسلوب يجلس المتهم على مقعد بدون مسند ويداه مقيدتان، وقد يقف محقق يسحب ظهر المتهم الى الوراء بزاوية (45) درجة، وذلك لفترة من (30-60) دقيقة، ويجلس أمامه محقق آخر يشد ساقيه بين قدميه ويضربه على بطنه، وكانوا في الماضي يتبعون اسلوب محقق واحد يشد ظهر المتهم، حتى يصل الى الأرض ويفضل رجال 'الشاباك' إطلاق تسمية 'انحناء جو' على انحناء الموزة ، و بغض النظر عن المسميات، فإن تأثيرات هذا الأسلوب لا تحصى ولا تعد، خصوصاً على فقرات الظهر وآلامه وأوجاعه المستعصية والمستديمة.
2) 'ركوع الضفدع' : وهذا أسلوب قديم جديد، وكان يطلق عليه اسم 'قمبزة ونصف قمبزة' ويقوم هذ الأسلوب على تكبيل قدمي ويدي الأسير بالأصفاد من الوراء ومربوطة معاً، يجلس على أطراف أصابع قدميه إلى حين سقوطه، ويجري رفعه ثانية من خلال الضرب وتكرار العملية. وكانوا بالماضي يضعون كيساً على رأس الأسير، وقد توقفوا عن ذلك بعد قرار المحكمة العليا في أواخر التسعينات من القرن الماضي.
3) وضعية الحصان الجديد: وبهذا الأسلوب يقف المتهم قرب حائط في الوقت الذي تكون فيه عيناه معصوبتان ويداه وقدماه مكبلتان معاً بالأصفاد من الخلف، ويكون الرأس فقط مرتكزاً على الحائط وركبتاه منحنيات الى درجة السقوط، وعندما يسقط يضرب ويعاد الى وضعه السابق وتتكرر هذه العملية. 4) تقييد مزدوج: وبهذا الأسلوب تكون يدا المتهم مكبلتين بزوجين من الأصفاد، الأول قرب الرسغ والثاني في منتصف المرفق وتشد الأصفاد حتى العظم، وعندما تنفتح الأصابع يضغط عليها المحققون بقوة، وكانوا قبل قرار المحكمة العليا، يضعون أصفادا فقط على الرسغين ومع هذا القرار كان يجب ان تخفف أساليب التعذيب، ولكن على العكس نلاحظ انها زادت من خلال هذا الأسلوب . 5)
النصف شبح: وبهذا الأسلوب يتم استبدال المقعد الصغير بمقعد عادي ولا يتم تغطية الرأس، كما وتضاف لكل ذلك صفعات وضرب وتهديدات وشتائم ومنع من النوم وتعريض المتهم للبرد القارص ودرجة حرارة عالية جداً، وتشد الأصفاد على اليدين والقدمين بقوة كبيرة ولساعات طويلة. من هو 'القنبلة الموقوتة' ويمارس كل ما سبق في إطار عزلة تامة، تمنع الأسير لقاء محاميه لفترة زمنية غير محددة. وهذا يدلل على عدم اكتراث أجهزة الأمن الاسرائيلية بقرار المحكمة الإسرائيلية، وفشل المحكمة والكنيست التي أقرت هذا القانون وأبقت بهذا القرار ثغرة مقصودة وهي عدم تحديد من هو 'القنبلة الموقوتة' وهل سيكون تعريفه نتيجة عمليه أو رداً عليها أو تحسباً لوقوعها، وبهذا التعريف المبهم عن عمد فتحت المجال لأجهزة الأمن الصهيونية لاستخدام أسلوب 'التحقيق العسكري' المحرم والممنوع دولياً وحتى في مؤسسات الحكم الاسرائيلية ومؤسسات حقوق الانسان، وكل هذا بغطاء قانوني وبقرار محكمة على ان المتهم 'قنبلة موقوتة. من نتائج تضحيات الحركة الأسيرة الآن وبعد عشرات السنين من النضالات والتضحيات الجسام للحركة الأسيرة ونشاط حركات حقوق الانسان لم يعد أسلوب التعذيب الجسدي يستخدم كثيرا. باستثناء قرار من المحكمة لبعض الأسرى الذين يعدهم ويسميهم جهاز الأمن العام 'الشاباك' قنابل موقوتة والذين يجب أخذ افاداتهم والمعلومات المتوفرة لديهم بأي شكل من الأشكال. ثانياً: أسلوب التعذيب النفسي استخدم رجال المخابرات الصهيونية اسلوب التعذيب النفسي بحق المعتقلين الفلسطينيين مع بداية الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 كوسيلة من وسائل الحرب على المقاومة الفلسطينية معنوياً وجسدياً. وشهدت أقبية التحقيق الاسرائيلية صراعاً قاسياً ومريراً بين الأسير والمحققين أستخدم خلالها شتى الأساليب النفسية الضاغطة في محاولة لكسر الأسير نفسياً ومعنوياً وتطويعه للاستجابة لإرادة المحقق والكشف عن معلومات تؤدي الى مزيد من الاعتقالات ،وضرب البنية الثورية للمقاتلين. ولا ريب أن جهاز الأمن الصهيوني الاسرائيلي جنّد رجالاً متخصصين ويتقنون اللغة العربية وعلى دراية تامة بعادات وتقاليد ومفاهيم المجتمع الفلسطيني وخصوصياته وطبيعة علاقاته الانسانية والسلوكية وذلك لتسهيل عمله في محاربة المعتقلين وتحقيق أهدافه بالحصول على معلومات والقضاء على خلايا ومجموعات العمل الفدائي ومحاصرتها. ان الفلسفة التي يقوم عليها استخدام التعذيب النفسي كوسيلة من وسائل التحقيق ترمي الى كسر صمود وكبرياء المقاتل الفلسطيني واذلاله واجباره على الاعتراف بما قام به والاعتراف على غيره وتحويله الى انسان ضعيف ومهزوز، وسبباً في إحداث الضرر بالآخرين وبالتالي تجريده من عقائده النضالية وقناعاته الوطنية لتحويله من انسان مناضل وقوي ذو عزيمة الى انسان مهزوز الشخصية، محطم، فاقد الثقة بذاته وبقضيته. وكذلك من الأهمية بمكان الاشارة الى ان أسلوب التعذيب النفسي يعتمد بالأساس على استهداف العقل والوعي والثقة ويعتمد على طبيعة الحوار الذي يدور بين المحقق والأسير أثناء استجوابه، ومن خلال دراسة استخدام أسلوب التعذيب النفسي مع الأسرى تبين أنه يستخدم مع كل الأسرى دون تمييز بين كبير وصغير، أو رجل أو امرأة . و التجربة الفلسطينية مليئة بالحالات التي اصيبت بعاهات نفسية وعقلية بسبب التعذيب النفسي أثناء الاستجواب، فالكثير من المعتقلين اصيبوا بأمراض عصبية وترك هذا الأسلوب آثاراً على حياتهم ومستقبلهم بل سحقت حياة الكثير وقضى على مستقبلهم، وأصبحوا معاقين نفسياً وعقلياً بسبب ما تعرضوا له من التعذيب النفسي أثناء اعتقالهم. ان أعراض التعذيب النفسي خطيرة جداً والمئات من الأسرى لا يزالون يعانون من اضطرابات نفسية وتوترات عصبية وانفصام بالشخصية وقلق وعدم الثقة بالنفس والخوف وقلة النوم والانعزالية لفترات طويلة بعد الافراج عنهم، إضافة إلى بطء بالاندماج بالمجتمع والحياة العامة وغير ذلك من الآثار السلبية المستديمة. أشكال التعذيب النفسي كأسلوب لانتزاع الاعترافات من الأسرى ان أشكال وأساليب التعذيب النفسي التي استخدمها المحققون الصهاينة كثيرة ومتعددة ومتنوعة نذكر منها: أ ) الحرمان من النوم ومن قضاء الحاجة: الحرمان من النوم يؤدي إلى السهاد والقلق ودوام التفكير السلبي، إذ عندما يحاول المعتقل النوم يقوم الوحوش بالطرق على الأبواب بالهراوات والصراخ عليه فلا يحصل على نوم ولا على راحة. أما حرمان الأسير من قضاء حاجته فإنه يبقيه فترة لعدة ساعات يضغط على نفسه ويتلوى من شدة الضغط الداخلي والألم للوصول إلى الحمام، لينحصر تفكير الأسير بكيفية الخلاص من محنته ولو بمأساة على نفسه وعلى ابناء قضيته والثورة بشكل عام. ب) التهديد بهدم المنزل او النفي للخارج: وبما ان هذا التهديد نفذ في كثير من الأحيان فإن الأسير يمضي ليله ونهاره وهو يفكر: هل هدموا البيت؟؟ اين الأولاد والأهل اليوم؟؟ في الشارع أم عند الجيران... عند الأقارب؟؟ ومع كثرة التفكير والهواجس بهذا الموضوع ولعدم الاتصال بالاهل أو التواصل مع الخارج بشكل عام، قد يفقد الأسير البوصلة و صوابه وروحه القتالية والنضالية وتهتز شخصيته وثقته بنفسه. ج) اعتقال الأخت أو الزوجة أو الأم: ويستخدم هذا الأسلوب لتحطيم المناضل والضغط عليه بالمس بأهل بيته وأقاربه من النساء خاصة وما لهذا الموضوع من حساسية عندنا كعرب ومسلمين ومسيحيين شرقيين محافظين. د) الشتائم البذيئة والنابية: بشتم الشخص نفسه وبالسب على شرفه وعلى دينه ومعتقداته والرب والرسول وكل القيم والمعتقدات المقدسة. هـ ) الموسيقى الصاخبة: مع استمرار الموسيقى الصاخبة على مدار الساعة والموسيقى العبرية والأجنبية ويؤدي استخدام هذا الاسلوب الى اضطرابات نفسية عصبية، وآلام بالرأس وعدم القدرة على التركيز. و) السعي لتجنيد الأسير للتعاون مع المخابرات الصهيونية: حيث يعمل ضباط التحقيق جاهدين على تبديل أفكار ومبادئ وقناعات الأسير الوطنية والثورية، ومحاولة تحويله من انسان ثائر وشريف الى عميل. ز) التشكيك بالآخرين والمقربين: وهذا أسلوب من ضمن أساليب التعذيب النفسي للعمل على ادخال الاضطرابات والهواجس والقلق لنفسية الاسير والعمل على جعله يفقد ثقته بالآخرين وبنفسه عن طريق بث الاشاعات والادعاءات الكاذبة عن المقربين وبعض الأشخاص المعروفين لديه، وانهم اعترفوا بكل شيء وبأنهم متعاونين مع المخابرات، وضرب بعض الأسافين كما يقول المثل بين الأسير والمقربين منه . ح) منع المحامين والأهل من لقاء ومقابلة الأسير لفترة طويلة خلال فترة التحقيق: حيث يحجز الأسير في غرفة (زنزانة) انفرادية ولا يفسحون له المجال لرؤية أحد أو التكلم لأي شخص حتى المحامين والصليب الأحمر، وفي الزنازين تظهر شياطين النفس ونوازع الشر أو علامات الخنوع والاستسلام، إلا من كان سلاحه الإيمان والصبر والإرادة.. ط) ترك الأسير مدة طويلة دون استحمام وبلا وسائل نظافة: وهذا الأسلوب يجعل الأسير يتقزز من نفسه ويجعله بدرجة من النتانة يكره بها نفسه والآخرين ويفقد الثقة بنفسه وبالآخرين. آثار ونتائج استخدام أسلوب التعذيب النفسي على الأسير والمناضل الفلسطيني: يترك استخدام هذا الأسلوب على شخصية الأسير آثاراً سلبية وجانبية منها:
- أعراض آنية (مؤقتة) 1. الاضطرابات النفسية والتي أبرزها عدم القدرة على التركيز. 2. الانعزالية والابتعاد عن الناس وعدم التفاعل مع الآخرين أو الاشتراك معهم بالأعمال. 3. سرعة الغضب والاستفزاز من أبسط الأمور. 4. الخوف الدائم و فقدان الثقة بنفسه. 5. يفقد الايمان بمبادئه وأهدافه ويصاب بالاحباط وعدم القناعة بأعماله ونضاله وثورته بشكل عام. 6. الهوس الأمني والهلوسات بالكثير من الأمور الحياتية والكوابيس المزعجة. 7. محاولة الانتحار. والبعض استشهد بعد استخدام هذا الاسلوب . 8. انفصام الشخصية، وعدم معرفة ما يجري حوله، والمزاجية بكل التصرفات والمسلكيات. 9. تحطيم الأسير من كل النواحي النفسية والعضوية.
ب - الأعراض المستديمة: ومن هذه الأعراض: 1) انفصام شخصية مستديم وعدم القدرة على التركيز واتخاذ القرارات. 2) عدم القدرة على الاندماج بالمجتمع والانعزال عن العالم الخارجي بشكل عام. 3) عدم القدرة على اقامة اسرة والتعامل معها نتيجة عدم ثقته بنفسه وبقدراته واهتزاز شخصيته. 4) عدم الثقة بالآخرين وعدم الايمان بالنضال والثورة . ثالثاً: استخدام الأسلوبين معاً التعذيب الجسدي والتعذيب النفسي: لقد استخدمت المخابرات وضباط الأمن العام والتحقيق الصهاينة أسلوبي الضرب والتعذيب النفسي معا بغرض مضاعفة الضغط على الأسير الفلسطيني وارهاقه جسدياً ونفسياً لتحطيم الأسير (المناضل) الفلسطيني وأخذ اعترافاته والمعلومات المطلوبة منه، ولتدميره وتدمير ثورته والوصول للقيادة ، ولتحقيق ارتداده عن العمل الوطني (يستخدم هنا مصطلح تحييده، وقد يعني ذات المصطلح أيضا قتله). ويستخدم هذا الاسلوب بشكل كبير في أقبية الزنازين ومراكز التحقيق والتوقيف الصهيونية من أول يوم افتتحت السجون الصهيونية في أواخر الستينات وحتى هذه الأيام. ويترك هذا الأسلوب المزدوج آثاراً كبيرة على شخصية ونفسية وجسم المعتقل أشكال التعذيب النفسي والجسدي كأسلوب مدمج: 1. ترك الأسير فترة طويلة في زنزانة انفرادية وقذرة 2. الشبح مدة طويلة في أوضاع مختلفة 3. عدم تقديم العلاج للأسير المريض أو الجريح 4. التحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب وتنفيذه في بعض الأحيان مع الأشبال الأسرى ان استخدام أسلوب التعذيب المزدوج، يعد من أكثر أساليب ضباط المخابرات والمحققين الصهاينة استخداماً ومع استخدام هذا الاسلوب توفر الحكومات المتتالية للكيان الصهيوني الحماية التامة والتغطية أمام مؤسسات حقوق الانسان المحلية والدولية في حال تعرض بعض الأسرى الى اعاقات مستديمة أو اصابات ظاهرة ملموسة على جسد أو نفسية الأسير الفلسطيني. ويعتبر هذا الاسلوب من أ بشع وأفظع وأصعب أساليب التحقيق المستخدمة وذلك لآن هذا الاسلوب يترك الكثير من العلامات والآثار والعاهات المستديمة على شخصية وروح ونفسية الأسير الفلسطيني بشكل عام. ويستخدم هذا الاسلوب مع كل أسير فلسطيني أو عربي داخل السجون الصهيونية، وزادت نسبة استخدامه بعد ان أقرت الحكومة الصهيونية الاعتراف بمعاهدة جنيف لحقوق الانسان عام 1999 وبهذا دمجت الاسلوبين معاً، لأنها تنظر لأسلوب التعذيب ( تسميه الضغط )النفسي على انه مشروع ومباح الاستخدام ضد الأسرى لتحسين صورتها القاتمة أمام الرأي العام العالمي. قواعد المقاومة الثلاث ولمقاومة التعذيب الجسدي والنفسي هناك ثلاث قواعد سهلة الفهم وتطبيقها يحتاج لتدريب ومران كما يحتاج لبذل الجهد المرتبط بالقناعة الأكيدة والإرادة الفذة والنفس الطويل: أولا: تسلح بالإيمان: فكلما كانت صلتك بالله وثيقة كلما قويت عزيمتك وإرادتك ، وكلما كان إيمانك بقضيتك كبيرا كلما هانت عليك المشاق في سبيلها، وكلما وضعت نصب عينيك المباديء والقيم والأهداف الكبيرة، والشخصية الصغيرة التي تسعى لتحقيقها كلما قهرت الخوف وتقدمت لمساحة الأمل. إن الإيمان مدخل الأمل والأمل طاقة نور في ظلام الزنزانة ترى منها عائلتك وبلدك وأقرباءك وأفكارك حية تمشي على الأرض. ثانيا: تعلم فن الصبر: الصبر على الألم بالاتصال مع الله واستحضار المبهج والمريح ، والصبر على الجوع بالصيام، والصبر على البعد باستحضار الصور، والصبر على فقدان الملذات بقمع الشهوات وبيقين حسن الجزاء عند الله، والصبر على العزلة باستنهاض روحك ونفسك وتحسس لذة العبادة والدعاء، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، وبالتأمل الدائم برسم أو استحضار الصور الرائعة من الدماغ لتراها تتجلى بين يديك ، فتكون في المعتقل وكأنك في حديقة او على شاطيء البحرأو بين أهلك ما يقهر السجان ويغيظه ويذيب قلبه. ثالثا:صادق الوقت: أنظر لكل سلبية على أنها نعمة ، فالوقت المتاح لك في المعتقل لا تنظر له أنه طويل ممل لا يستفاد منه بل أنظر له براحة المستثمر للوقت، خطط لنفسك وبرمج يومك -رغم السجان وسواد الليالي- بالصلاة والدعاء والصيام والرياضة والقراءة والدورات-حيث أمكن- والتثقيف الذاتي والدراسة (إكمال الدراسة) والقراءة والنقاش وتعلم اللغات والكتابة والرسم والتزاور والتعارف، وابدع كل جديد مفيد, ولا تتوقف أبدا. رابعاً: أسلوب غرفة العار (العصافير) غرف العار (العصافير): هي غرف مخصصة للجواسيس والعملاء، حيث يعمل ويسكن فيها عدد من الجواسيس والعملاء الذين يعملون على تمثيل دور الأسرى المناضلين الشرفاء بتقليدهم بكل صغيرة وكبيرة وبنقل التصرفات والمسلكيات الايجابية والوطنية ومحاولة مساعدة الأسرى الجدد، ولا يدخل الى هذه الغرف سوى الأسرى الذين لم ينتهي التحقيق معهم ويوضعون فيها ليعمل الجواسيس على أخذ الاعترافات منهم ونقلها الى ضباط التحقيق والمخابرات الاسرائيلية (الشاباك). ومبدأ عمل هذا الأسلوب أنه بعد اعتقال المناضل- ومع بداية التحقيق معه- قد لا تكون المعلومات المتوفرة عنه كافية أو لم يعترف بكل شيء أو هناك شكوك بأن لديه معلومات أخرى لم يدلي بها عند ضباط التحقيق من الأمن الداخلي ،حيث يرسل ملف المناضل لهؤلاء العملاء فيدرسونه بعناية ودقة متناهيتين ليتمكنوا من طرح الأسئلة والاستفسارات حول المواضيع المراد معرفتها، وبعد دخول المناضل لهذه الغرف يرحب به ويحدد اتجاهه السياسي (انتماؤه) لأحد الفصائل الفلسطينية، فاذا كان انتماؤه لحركة فتح مثلا يدّعون انهم من فتح ويطبقون برامج فتح وقوانينها ومناهجها في السجون، واذا كان انتماؤه جهاد اسلامي أو حماس يطبقون نظام وبرامج الجهاد أو حماس، وهكذا الأمر مع التنظيمات الأخرى. وبعد ذلك يدّعون انهم من هذا التنظيم أو ذاك ويريدون مصلحة المناضل ومصلحة الأخوة أو الرفاق من مجموعته، خصوصاً الذين لم يتم اعتقالهم ويريدون منه أن يعطيهم أسماءهم وكل شيء عنهم وعن أعمالهم التي مارسوها سوياً، وكل شيء موجود بين أيديهم من أسلحة وذخيرة ليتمكنوا من ايصال رسائل لهم وتحذيرهم ومحاولة التنسيق معهم ومواصلة النضال وغير ذلك من حسن المعاملة والمثالية بكل التصرفات والمسلكيات ، ويطلبون من المناضل ان لا يتكلم الا مع المرجعية التنظيمية أو أمير الحركات (الإسلامية)، ويكون هذا المرجعية أكبر العملاء ومسؤولهم المباشر والذي لديه كل المعلومات عن المناضل المستهدف، والآخرين يكونوا مجرد مساعدين لهذا المسؤول عن طريق تعبئة المناضل وتهيئته للكلام والمصارحة بكل صغيرة وكبيرة مع المرجعية التي تمثل التنظيم، وانهم كلهم تكلموا معه وصارحوه بكل ما لديهم وساعدهم وحل الكثير من مشاكلهم مع الخارج بأساليبه وطرق ايصال المعلومات للخارج عن طريق الاتصال بالسجون الأخرى والتنظيم بالخارج. وهنا لا تغرنك ادعاءات الثورية أو بسطة الجسد أو اللحية الكثة أو الطويلة أو الصلاة للكثيرين من هؤلاء فهي مقلب ومصيدة فكن حذرا. كما إنه من الممكن أن يتدرجوا مع المناضل الذي يشكون أنه قد يكشفهم أو عنده تجارب اعتقالية سابقة من الزنازين، حيث يدخلون أحد العملاء الى زنزانة المناضل ويتكلم معه بما يظهر أنه (يتكلم بكل أخوية ووطنية صادقة) ويحذره من العصافير أو التكلم عن أي شيء عن قضيته ولا يفتح معه مواضيع أمنية أو تخص أعماله النضالية الثورية بل يسأله (ان شا الله ما أخذوا منك شيء ولساتك على 'البر') فاذا بقي شيء لم يعترف به المناضل يقول (الحمد لله والله ما أخذوا واحد بالمية)، فيثبت بذلك ان لديه شيء فيحول لغرف العار وعندما ينقل الى غرف العار يجد صديق الزنزانة أمامه فيتذكر كل ما تحدث به هذا العميل أو يأتي بعد فترة بسيطة حتى يؤمن ويتكلم بدون أي هواجس او شكوك أمنية ويحثه على التحدث مع المسؤول فقط ويتجاوب لثقته به. الاسلوب الاخر... وهناك عدة اساليب قد يستخدمها العملاء مع المناضلين الحذرين ، والذين يمتنعون عن الإدلاء بالمعلومات لهؤلاء العملاء ، إذ يقومون بحملة لتشويه صورة المناضل واتهامه بالخيانة.. وقد يقومون بضربه في بعض الأوقات ولكن هذا الاحتمال ضعيف ونادراً ما يمارس ضد المناضلين داخل غرف العار. المقاومة بالمعرفة: طرق الكشف عن وجود الشخص نفسه داخل غرف العصافير (الجواسيس) 1. عدد الغرف وعدد الأسرى: حيث يكون عدد الغرف أو خيم العصافير إما واحدة أو اثنتين أو ثلاثة بالكثير، وعدد المتواجدين بها لا يزيد عن 15-20 شخص، بالمقابل عدد الغرف للمناضلين المعتقلين بالعشرات وعدد الأسرة في كل قسم تكون ما بين 90-120، وقد تصل الى 240 بأقسام الخيم، وبذلك بامكانك التعرف عليهم من عدد الأشخاص وعدد الغرف. 2. السؤال المستمر عن قضيتك وفعالياتك وأعمالك: فهم يريدون معرفة كل كبيرة وصغيرة تخصك وتربطك بالقضية وهذا مربط الفرس، لأنه ولا بأي شكل من الأشكال، بل مستحيل ان يتقدم أي أخ بصفة شخصية أو تنظيمية في الأقسام الأمنية (المناضلين) الشرفاء بسؤالك عن أعمالك أو أي شيء يتعلق بقضيتك من قريب أو بعيد. 3. تمثيل دور التنظيم على أكمل وجه: حيث يتظاهرون بالسلوكية المثالية والنظام والالتزام بكل صغيرة وكبيرة، بالاضافة لتمثيلهم دور الالتزام الديني والصلاة والعبادات. 4. نوعية وكمية الطعام والشراب: حيث تجد كل شيء متوفر وبكميات غير معقولة، من كل ما تشتهي ، وكل ما تطلب يكون بين يديك بالوقت الذي كنت فيه قبل دخولك غرفة العار تعاني من قلة الطعام والشراب . وتلاحظ أن الإمكانيات أصبحت متوفرة مثل: الاتصال بالخارج وبالأقسام الأخرى وسرعة جلب المعلومات عنك وعن كل شيء يخصك. 5. أماكن تواجدك: اذا كنت في مركز تحقيق وليس به سجن معروف مثل المسكوبية والجلمة او بتح تكفا وغيرها، ونقلت الى غرف كبيرة فاعلم انك داخل غرف العار، فكن حذراً لأكبر قدر ممكن، اما اذا كنت داخل مركز تحقيق بداخل اطار سجن مثل عسقلان فادرس كل الأساليب التي ذكرناها سابقاً لتعرف ما اذا كنت داخل غرف العار ام داخل أقسام الشرفاء والمناضلين البواسل. 6. الأهم هو أن تكون دائماً في حالة حذر: حيث تكون في دائرة استهداف مخابراتية صهيونية ويتضاعف هذا الاستهداف مع بداية الاعتقال وضمن فترة التحقيق أي في أول 20 الى 30 يوم، وقد تمتد الى 90 يوم وأكثر، فهذه الفترة أنت معرّض وبنسبة 95% للمرور على غرف العار وخصوصاً من لم يثبت عليه شيء، أو من يشك بأن له علاقة بأعمال وفعاليات لم يتطرق لها في افاداته أو لمعرفة المزيد من المعلومات والأخبار. طرق المقاومة و التعامل الأمثل في داخل غرف العار 1) يجب التعامل مع العملاء بشكل طبيعي والتكلم معهم بكل ما تحدثت به أمام ضابط المخابرات الصهيونية. وحتى عندما تكون بين الأخوة الشرفاء في الأقسام الأمنية، لا يجب ان تتحدث بشيء يخص قضيتك ولم تتحدث به أمام ضابط المخابرات فالحذر هو القاعدة، والمؤمن كيس فطن 2) بعد أن تدخل أحد مراكز غرف العار واكتشفت ذلك لا تصرح بذلك لأي أحد بهذا الموقع ولو كان أخاك ، كن حذراً إلى أبعد حد ولا تجعلهم يشعرون بذلك لأنهم قد يقدمون على تصرفات أخبث منهم لا تمت للانسانية بصلة، كالاعتداء على المناضل أو اتهامه بالعمالة والتعامل مع العدو أو نقله ا لى مقر غرف عار أخرى، كما ويؤكد ذلك لضابط المخابرات ان لدى الأخ المستهدف معلومات وخطط لم يعترف بها فيعملوا على محاولة أخذ هذه المعلومات بعدة أساليب أخرى، فاختصر كل المشاق، ولا تشعر أحد بأنك اكتشفت هؤلاء الخونة وبذلك تساهم في تخليص نفسك من هذه المكائد. انتفاضة الأقصى واستخدام هذا الاسلوب: يعتبر أسلوب غرف العار من أكثر الأساليب استخداماً في الانتفاضة المباركة وانتفاضة الأقصى بشكل عام، حيث ان نسبة 99% من الذين ادلوا بالاعترافات والمعلومات عن نضالهم في الخارج (خارج المعتقل) كان عن طريق غرف العار.. كما ان طريقة استخدام هذا الاسلوب داخل غرف العار (العصافير) مع كل الأسرى جعل البعض يدخل هذه الغرف بقضية تأخذ عدة أشهر أو افراج في بعض الأحيان،ويخرج من هذه الغرف بعد عدة أيام بمؤبد أو عدة مؤبدات وويلات على عشرات الأسر وتدميرها وحرمانها من المعيل الأبن أو الزوج أو الاثنين معاً. أساليب مبتكرة ( للشاباك) لانتزاع الاعترافات من الأسير الفلسطيني. 1. الاستفسار من الأسير عن بعض المعلومات وطرح بعض الأسئلة أثناء عملية الاعتقال وقبل اقتياده لأحد مراكز التوقيف والتحقيق، وبهذا الشكل يحضر ضابط المخابرات وبعض طاقم التحقيق المختص ويسأل بعض الأسئلة والاستفسارات المحددة والمدروسة مسبقاً.، وعلى ضوء الاجابات يحلل الضابط المعلومات ويحصل على ما يريد، خاصة ان المناضل بذلك الوقت لا يكون مستعداً للاجابة على الأسئلة او للاعتقال، ويفاجأ بالأسئلة ويرتبك ولا يستطيع الاجابة لارتباكه وتوتره وكثرة الحسابات في عقله. 2. الاستفسار عن الأسير بسؤال أهل بيته عن بعض أعمال المناضل وتصرفاته وفعالياته خاصة الأبناء الصغار (الأطفال) حيث يجيب الأطفال عن الأسئلة بعفوية وبساطة الأطفال الصغار وذلك يكون اثناء عملية الاعتقال وبإستخدام هذا الشكل الوضيع يحصل ضابط المخابرات على المعلومات والبيانات المطلوبة بكل بساطة وبدون عناء ، وغالباً ما تعتمد هذه المعلومات ويضغط من خلالها على الأسير ويواجه بها وتدفعه للاعتراف، والاستمرار بالضغط لأن الأمر أصبح مؤكداً لدى ضباط المخابرات ان الأسير يمتلك معلومات اضافية. 3. ادخال عميل لزنزانة الأسير الانفرادية وبهذا الاسلوب يتم ادخال (عميل) للمخابرات الصهيونية لزنزانة الأسير الذي يكون قد مضى على وجوده بها بشكل منفرد فترة طويلة وينتظر بفارغ الصبر ادخال انسان للتكلم معه والتونس به والترويح عن نفسه، وبعد ان يتكلم الأسير معه ويضع ثقته المطلقة به ويفصح عن أقوال وأفعال لم يستطيع ضباط الأمن الصهاينة أخذها ، يخرج العميل من الزنزانة بعد يومين أو ثلاثة ليضع بين أيدي ضباط الأمن كل المعلومات والأقوال التي حصل عليها من المناضل داخل الزنزانة. 4. مراقبة الهاتف الخاص بالمناضل المستهدف أو مراقبة الهاتف المحمول 'البلفون' قبل الاعتقال أو مراجعة كل المكالمات الصادرة والمستلمة 'التنصت على المكالمات' وبهذا الشكل يتم معرفة كل اتصالات المستهدف وعلاقاته وأصدقائه والأعمال التي ينوي القيام بها من خلال الهاتف وبدون ان يشعر بذلك. 5. ادخال شخص باسم محامي أو عضو في مؤسسة من مؤسسات حقوق الانسان المحلية أو الدولية أو أحد أعضاء الصليب الأحمر. . 6. جهاز كشف الكذب: وهذا الأسلوب يقوم على خدعة مبرمجة ومدروسة، ولها جانب من التقنية، حيث يحضر الأسير لغرفة خاصة بها كمبيوتر (حاسوب) وبعض أجهزة قياس مستوى ضغط الدم، وعدد نبضات القلب وقياس درجة الحرارة وافراز العرق، ويكون ضباط المخابرات قد عبأوا الأسير وهيأوه للدخول لهذه الغرفة.، ومعرفة مدى صدق ما يقال باستخدام جهاز كشف الكذب. توضع السماعات والأسلاك الدقيقة والحساسة على جسد الأسير ويقوم ضابط الأمن بسؤال الأسير عدة اسئلة، ومع ارتفاع وانخفاض ضغط الدم يحدد الضباط صدق أو كذب الأسير حسب تغير ضغط الدم وعدد نبضات القلب، ولكي تفشل هذه العملية ولا يستطيع السجان الحكم، حاول تحريك أحد أطراف جسمك كرجلك أو يدك أو قم بتحريك أي جزء من جسمك ، لأن حركة أي جزء من جسم الانسان تؤدي لتغير ضغط الدم . وبإمكانك أن تجعل ضغط الضباط يرتفع وأنت تسيطر على الموقف عندما تظهر الارتباك أو تحرك رجلك مع الاجابة على سؤال تافه أو لا يخص القضية، فتربكهم ولا يستطيعون الحكم على مدى كذب أو صدق المعلومات التي تقولها. 7. تعدد ضباط المخابرات وطاقم التحقيق: حيث يقوم عدد من ضباط التحقيق والمخابرات -بعد دراستهم الملف بشكل مفصل وايجاد كل مراكز الضعف والثغرات التي يمكن ان يدخلوا منها- يقومون بفتح نقاش مع الأسير ويتعمدون تشويشه، بحيث يكون الأسير يتكلم مع أحدهم يدخل الآخر على الخط، وقد يدخل عدد منهم وبنفس الموضوع او بأسئلة عن مواضيع أخرى، وهذا يربك الأسير ويجعله لا يستطيع الإجابة بأريحية ، كما أنهم قد يتعاملون معه بعدة شخصيات أحدهم محاور متفهم والآخر عصبي وآخر يده فرطة ويضرب الأسير ويتهجم عليه ويسبه، فيمثل الضباط بطريقة مبرمجة أدوارا : منها دور المدافع أو اللين أو الشديد والأشد والمتعصب ، ويحاولون جرّ الأسير للتعامل مع أحدهم وكأنه يريد مصلحة الأسير!!.. فكن على يقين ان كل الضباط الإسرائيليين يعملون لهدف واحد وأساس أي تحقيق هو تركيعك والحصول على المعلومات والاعترافات منك. 8. تقديم بعض الشراب او المأكولات أو الدخان (السجائر) وبهذا الشكل يقدّم ضباط التحقيق القهوة أو الشاي أو العصير أو بعض المأكولات كالشوكولاته أو البسكويت أو بعض السجائر. والمشكلة أن بعض الأسرى يتلهف لأخذ هذه الأشياء كرشفة قهوة او سيجارة.غير آبه الى ان هذه السيجارة قد تكلفه الكثير من الويلات عليه وعلى أبناء مجموعته وشعبه بشكل عام. اعلم أن ضباط المخابرات والتحقيق قد درسوا الفلسفة وعلم النفس وباستطاعتهم تحليل طريقة أخراج الدخان واتجاه نفخه للأعلى أو الأسفل وطريقة سحب النفس من السيجارة بعمق أو بشكل عادي، وهذه الملاحظات لا يعيرها البعض اهتماماً مع انها وبتحليلها تعطي معلومات، وفي بعض الأحيان مؤكدة على الأسير الموجود لديه معلومات وأشياء لم يعترف بها ولديه توجس منها، وغير ذلك من التحليلات بهذا الشأن كما أنه من الممكن أن يستخدمها الضباط للضغط على الأسير وابتزازه ومحاولة مقايضة هذه الأشياء ببعض المعلومات البسيطة في البداية أو حتى جره للحديث على الأقل. كن حذراً من قبولك لهذه العطايا المغرية من المخابرات وضباطها ، واعلم أنك لا يمكن ان تموت او تنهار لعدم شربك القهوة في فترة التحقيق أو حين امتناعك عن تدخين سيجارة لساعة او عدة ساعات.فتحمل معاناة ساعة بدل ان تجبر نفسك على تحمل معاناة أيام وأشهر وسنين والبعض تطول لعشرات السنين. واعلم أن النصر صبر ساعة خلاصــــــــــة المعتقلات الإسرائيلية معهد لتحطيم النفوس وتدمير المعنويات وابتزاز المعلومات يستخدم فيها كافة الأساليب . إن أسلوب التعذيب الجسدي لا يستخدم هذه الأيام كثيرا في المعتقلات الإسرائيلية، حيث تم اقرار عدم استخدام هذا الأسلوب( إلا في الحالات الطارئة وبقرار من المحكمة العليا الصهيونية، ولمن يطلقون عليهم اسم 'قنابل موقوتة' كما يسمونها). كل أسير يمارس معه أسلوب التعذيب الجسدي يحق له تقديم شكوى للمحكمة، ومع انها صورية ولذر الرماد بالعيون الا انها تخفف من استخدامه . أسلوب التعذيب النفسي يستخدم وبشكل كبير ولا يكاد يعتقل أسير إلا ويمارس عليه أسلوب التعذيب (الضغط) النفسي بأشكاله كافة . أسلوبا الضغط النفسي والجسدي معاً : يستخدم هذا الأسلوب المزدوج بشكل كبير، ولكن ليس بدرجة الأسلوب النفسي أو غرف العار ولكنه مشروع ومعتمد في أقبية التحقيق ومراكز التوقيف الصهيونية. اسلوب غرف العار (العصافير) وهذا الأسلوب يستخدم ومشرّع وأكبر أساليب التحقيق نجاعة وسرعة ، بحيث ينتزع من الأسير كل ما لديه بوقت أقل وجهد أقل . وبصراحة تامة تحصل المخابرات الإسرائيلية عبر هذا الأسلوب على معلومات لا يمكن ان تحصل عليها باستخدام أي أسلوب آخر من أساليب التحقيق المستخدمة في المؤسسات الأمنية الصهيونية. الأساليب المبتكرة التي تلجأ اليها المخابرات الاسرائيلية في بعض الحالات: لهدف اختصار الوقت والجهد ومحاولة مفاجأة الأسير أو عند فشل أسلوب من الأساليب الأخرى حيث يتم تجريب بعض من الأساليب المبتكرة يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى أيها الحراس رفقاً واسمعوا منا الكلاما متعونا بهواء منعه كان حراما إيه يا دار الفخار يا مقر المخلصينا قد هبطناك شباباً لا يهابون المنونا وتعاهدنا جميعاً يوم أقسمنا اليمينا لن نخون العهد يوماً واتخذنا الصدق ديناً يا رنين القيد زدني نغمة تشجي فؤادي إن في صوتك معنى للأسى والاضطهاد لست والله نسيّاً ما تعانيه بلادي فاشهدن يا نجم إني ذو وفاء ووداد * الأبيات للصحفي والكاتب والسياسي السوري نجيب الريس (1898-1952 م). إن المقاومة لهذه الأساليب تستلزم التسلح بالإيمان والصبر ومصادقة الوقت، و بأن لا يوقّع الأسير على أي ورقة أو افادة ولو كانت صحيحة ومعترف بها أمام الضباط، لأنك تتعامل مع عدو حاقد وغدار وخبيث، قد يقوم باضافة بيانات ومعلومات أخرى لم تذكرها، ليواجه بها أبناء مجموعتك أمام المحكمة لتدينك أنت ورفاق دربك بالنضال (أبناء القضية الواحدة) ولا شيء يدينك سوى التوقيع على الاعترافات أمام المحكمة وبالقانون... كما نريد ان ننبه لأهمية تنفيذ سياسة الفم المطبق بعدم التحدث بما لم تعترف به أمام ضباط المخابرات من أمور تخص القضية أو أعمالك قبل الاعتقال ولو كان الذي يسألك أخيك أو ابن عمك أو ابن مجموعتك أو أي شخص مكلف أو غير مكلف. فاحفظ لسانك كما قال المثل (لسانك حصانك ان صنته صانك وإن خنته خانك) فلا أحد يحق له سؤالك عما فعلت أو عن شكل نضالك وخصوصاً عن تلك التي لم تعترف بها. وكل من يسألك بإلحاح مشبوه وعليه علامات استفهام؟؟؟؟ لا تكتب شيء لضابط المخابرات ، ولا تتصل بانفتاح إن كان الاتصال الهاتفي متاحا فكله خاضع للرقابة , ولا تكتب من السجن رسائل للخارج لأبناء مجموعتك أو التنظيم بشكل عام، لأن كل كلمة تكتبها تستخدم ضدك وكدليل وإثبات على ادانتك ، وتذكر دوما أنك تملك ما لا يستطيعون أن يجردوك منه، فضاء روحك وعقلك وإيمانك بالله والقضية والوطن