مجلة الجيش- العدد 263
1-5-2007
أطلق سلاح الجو الأميركي مجموعة جديدة من الأقمار الإصطناعية الى الفضاء، مكوّنة من ستة أقمار، سيتم تخصيصها لأغراض البحث العلمي. وقد حمل الصاروخ «أطلس 5» اثنين من الأقمار الصناعية الستة، ضمن برنامج يهدف الى وضع مجموعة من الأقمار «البحثية» في مدارات حول الأرض، كجزء من مهمة تمّ تصميمها بحيث يمكن لأحد الأقمار تزوّد الطاقة، واستبدال لوحات التحكم بالقمر الآخر. كما يتضمن البرنامج، إطلاق أربعة أقمار أخرى، تقوم بقياس معدلات انتشار الغازات الكيميائية في الغلاف الخارجي للأرض، كما يمكنها القيام بفحص الأقمار التي قد تصاب بأية أعطال، وتعمل على إصلاحها تلقائياً.
خلفية إطلاق الأقمار الإصطناعية
تمت عملية إطلاق الأقمار الستة من قاعدة «كيب كانافيرال» الجوية بولاية فلوريدا الأميركية، بعد تأجيل لفترة وجيزة، سببه مشكلة طارئة بنظام تردد الموجات في أحد الأقمار، بالإضافة الى مشكلة أخرى في خزان ضخ الأوكسيجين السائل بالصاروخ الفضائي.
وتستخدم الولايات المتحدة الأميركية أقماراً إصطناعية، سواء لأغراض التجسس أو البحث العلمي، ولمراقبة العناصر التابعين للجماعات الإرهابية وتقفّي آثارهم. وكان سلاح الجو الأميركي، قد أطلق في وقت سابق من العام 2003، قمراً إصطناعياً ضخماً لأغراض التنصت الإلكتروني، لصالح مكتب الإستطلاع القومي حيث وضع في مداره على بُعد 22300 ميلاً فوق الأرض. ويحيط مكتب الإستطلاع القومي الأميركي المشروع بهالة من السرية، رافضاً تقديم أي تفاصيل تتعلق بالقمر الصناعي ومهامه أو تكلفة بنائه.
والجدير بالذكر أن قمر التنصت الإلكتروني يستخدم أجهزة هوائية بحجم كرة البيسبول، يساعد أكبرها حجماً على التقاط أكثر الأصوات إنخفاضاً، حتى المحادثات الهاتفية التي تجري عبر المحمول. ويُعدّ هذا القمر أول قمر تابع لمكتب الإستطلاع القومي يتم إطلاقه من فلوريدا، منذ خمسة أعوام، بعد أن مُنيت بالفشل محاولة إطلاق قمر للتنصت كان أقل قدرة من الناحية التقنية.
لكن الجنرال كيفن تشيلتون الذي يترأس قيادة القوات الجوية لشؤون الفضاء في قاعدة بيترسون الجوية في كولورادو، كشف أنه في الوقت الحالي تركز الجهود الأميركية على تحديد ما إذا كان أي إطلاق في الخارج هو صاروخ ذاتي الدفع أم مصمم لوضع جسم في الفضاء؟ ويعتقد القائد الجديد للقوات الجوية لشؤون الفضاء أن المستقبل سوف يشهد هجمات على الأقمار الإصطناعية الأميركية، ودعا الى توسع كبير في رصد هوية الشحنات التي تطلقها دول أخرى للفضاء، محذراً أنه إذا حدث إطلاق للفضاء، نحتاج الى معرفة الهدف من هذا الإطلاق، بما في ذلك أي جسم يمكنه أن يسبب تشويشاً أو يلحق الضرر بالأقمار الإصطناعية، أو نشر أقمار إصطناعية صغيرة يمكنها أن تفعل ذلك.
نظام معالجة التحولات العسكرية
انطلاقاً من ذلك، منح سلاح الجو الأميركي شركة لوكهيد مارتن (Lokheed Martin) عقداً تقدر قيمته بنحو 50 مليون دولار لتنفيذ ومراجعة تصميم نظام «SDR» الخاص بنظام قمر إصطناعي من فئة «GPS Block III»، الذي سوف يعالج حاجات التحول العسكرية والمدنية حول الكرة الأرضية، ويشمل قدرات مقاومة التشويش المتقدمة وتحسين سلامة النظام ودقته والاعتماد عليه. وسوف يعزز البرنامج الملاحة والأداء في الفضاء ويضع مقياساً دولياً جديداً لخدمات التموضع والتوقيت، أي تحديد الموقع علمياً.
لذلك أجرت الشركة (LM) مراجعة ناجحة لنظام القمر الإصطناعي «GPS III» وهذه الخطوة سوف تساعد على تحديد مواصفات القمر الإصطناعي.
كان القمر الثالث من فئة «GPS Block IIR - M» أطلق في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، وأعلن في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2006 عملانياً للملاحة. وقد نقل القمر الرابع من الفئة نفسها مؤخراً لدعم إطلاق في العام الحالي، إذا طلب سلاح الجو الأميركي ذلك.
يشمل كل قمر في الفئة المذكورة لوحة هوائيات حديثة تمنح قوة إشارة إضافية لأجهزة الاستقبال على الأرض، وإشارتين عسكريتين جديدتين للدقة المحسنة والتشفير المحسن وقدرات مقاومة التشويش للعسكريين، وإشارة مدنية ثانية تزود المستعملين القدرة على الوصول الى إشارة مفتوحة على تردد مختلف.
كذلك تمّ اختبار تجربة طيران على نظام متابعة المدى بالأقمار الإصطناعية «GPS»، طورته شركة «Northrop Grumman» للصاروخ البالستي العابر للقارات «ICBM»، الذي يحمل اسم «Minuteman III»، وأجريت التجربة من قاعدة «Vandenberg» الجوية لأول مرة باعتبار النظام واحداً من نظامي متابعة مستقلين مطلوبين لسلامة المدى.
وكانت شركة «Northrop Grumman» قد قدمته باعتباره جزءاً من دورها كمتعاقد رئيس على دمج الصاروخ «ICB» في سلاح الجو الأميركي. ويحل النظام المعني «GMTS» محل أجهزة الإرسال - الاستقبال التي تعمل بنطاق ذبذبة «C»، التي كانت تستعمل سابقاً لمتابعة تجارب إطلاق صاروخ «Minuteman III» من قاعدة «Vandenberg» الجوية. وتُستعمل رادارات المتابعة العاملة بذبذبة «C» إشارات أجهزة الإرسال والاستقبال العاملة بالذبذبة ذاتها والمحمولة جواً لاكتساب الصاروخ ومتابعة موقعه وسرعته.
كما تستخدم نظام المتابعة المتري «GMTS» حالياً مجموعة الأقمار الإصطناعية «GPS» ليضمن متابعة دقيقة في جميع أنحاء العالم، ويتضمن الصاروخ «Minuteman III» أجهزة نقل تعمل بنظام أقمار «GPS» في الصاروخ لتلقي المعلومات من الأقمار الإصطناعية وتحويل إشارات الوقت والمعلومات الى بيانات لتحديد الوقت والإحداثيات وبثها الى المرافق القائمة على الأرض. وتُستعمل هذه البيانات لاحتساب موقع الصاروخ وسرعته بمزيد من الدقة المطلوبة لمتابعة سلامة المدى خلال تحليق الصاروخ.
يذكر أن شركة «Northrop Grumman» هي المتعاقد الرئيس مع سلاح الجو الأميركي على دمج الصاروخ «ICBM». وهي المكلفة بتحديث وصيانة جهوزية استنفار نظام هذا السلاح حتى آخر العام 2020.
مهمة متابعة الصواريخ واكتشافها
بحلول العام 2010، يكون قد تمّ نشر 200 صاروخ في قاعدتين، في ألاسكا وشمال وسط الولايات المتحدة وكاليفورنيا، لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات المتجهة نحو الولايات المتحدة الأميركية، وفي مرحلة لاحقة يتم نشر حوالى 250 صاروخاً في أماكن مختلفة من الولايات المتحدة. وهذا ما يسمح باعتراض صواريخ محدودة العدد، لكنه لا يعترض هجوماً شاملاً بمئات الصواريخ من روسيا مثلاً.
إضافة الى ذلك هناك نظام الأشعة ما تحت الحمراء المركز فضائياً، ويتألف هذا النظام من مجموعة أقمار إصطناعية تعمل في الفضاء في مدارات مختلفة الارتفاع ومهمتها استشعار الحرارة المنبعثة من الصاروخ والإنذار. فهناك عدة أقمار إصطناعية على ارتفاعات عالية (HEO) مهمتها اكتشاف الصواريخ عند انطلاقها والتحذير منها بإنذار مبكر. وهناك مجموعة أخرى من الأقمار الإصطناعية (بين 25 و30 قمراً)، على ارتفاعات منخفضة (LEO)، مهمتها تعقب الصواريخ في مرحلتي طيرانها المتوسطة والنهائية.
ويعمل هذا النظام بتنسيق تام مع أنظمة أخرى أرضية (رادارات للإنذار، ومقرات إدارة المعارك وقيادة سيطرة واتصالات، قواعد صواريخ مضادة للصواريخ).
ويجدر بالإشارة أن إختفاء 12 قمراً صناعياً أميركياً لدى تحطم صاروخ أوكراني كان يحملها، شكّل تساؤلاً حول إدارة أموال هذه المشاريع الفضائية التي تصل الى ملايين الدولارات.
فبعد أقل من 24 ساعة على تحطم صاروخ «زينيت 2» قررت «غلوبال ستار» وهي إتحاد شركات للإتصالات الهاتفية، الإستفادة من صاروخ «دلتا 2» لشركة «بوينغ» لإطلاق الأقمار الصناعية في مركز كيب كانيفيرال الفضائي.
وفي هذا الصدد يقول ديفيد بنتون الناطق بإسم «لورال سيس أند كوميونيكيشن» وهي إحدى الشركات الرائدة في «غلوبال ستار»: إننا لن نتخلى نهائياً عن صاروخ «زينيت» في عمليات إطلاق الأقمار الإصطناعية في المستقبل. إلا أنه في الوضع الحالي لا يقع في المصاف الأول من تفكيرنا، خصوصاً في خطط إرسال الأقمار الصناعية نحو الفضاء.
وتسعى «غلوبال ستار» الى وضع شبكة من الأقمار الإصطناعية بكلفة 2.6 مليار دولار للخدمات الهاتفية النقالة عبر العالم. وتتألف الشبكة حسب المخطط من 48 قمراً عاملاً و8 أقمار إحتياطية. وقد أطلقت الصواريخ الثمانية الأولى على متن صواريخ «دلتا 2» من قاعدة كيب كانيفيرال. وكان من المؤمل أن تحمل ثلاثة صواريخ من طراز «زينيت» ثلاث مجموعات من 12 صاروخاً، ثم تطلق مجموعة رابعة من 12 قمراً على متن صواريخ روسية من طراز «سيوز»، لكن خطط «غلوبال ستار» باءت بالفشل. وقد مثّل هذا الإخفاق ضربة كبيرة لآمال الشركة المنتجة للصاروخ وهي شركة «يوجنيوه» في أوكرانيا التي حاولت الاستحواذ على حصة كبيرة في سوق الإطلاقات الفضائية.
وستتخلى «غلوبال ستار» عن خطط إرسال الأقمار على متن «زينيت» وترسلها على متن «دلتا 2». علماً أن مدخولات سوق إطلاق الأقمار الإصطناعية تبلغ 171 مليار دولار أميركي سنوياً بنهاية العام الجاري 2007
1-5-2007
أطلق سلاح الجو الأميركي مجموعة جديدة من الأقمار الإصطناعية الى الفضاء، مكوّنة من ستة أقمار، سيتم تخصيصها لأغراض البحث العلمي. وقد حمل الصاروخ «أطلس 5» اثنين من الأقمار الصناعية الستة، ضمن برنامج يهدف الى وضع مجموعة من الأقمار «البحثية» في مدارات حول الأرض، كجزء من مهمة تمّ تصميمها بحيث يمكن لأحد الأقمار تزوّد الطاقة، واستبدال لوحات التحكم بالقمر الآخر. كما يتضمن البرنامج، إطلاق أربعة أقمار أخرى، تقوم بقياس معدلات انتشار الغازات الكيميائية في الغلاف الخارجي للأرض، كما يمكنها القيام بفحص الأقمار التي قد تصاب بأية أعطال، وتعمل على إصلاحها تلقائياً.
خلفية إطلاق الأقمار الإصطناعية
تمت عملية إطلاق الأقمار الستة من قاعدة «كيب كانافيرال» الجوية بولاية فلوريدا الأميركية، بعد تأجيل لفترة وجيزة، سببه مشكلة طارئة بنظام تردد الموجات في أحد الأقمار، بالإضافة الى مشكلة أخرى في خزان ضخ الأوكسيجين السائل بالصاروخ الفضائي.
وتستخدم الولايات المتحدة الأميركية أقماراً إصطناعية، سواء لأغراض التجسس أو البحث العلمي، ولمراقبة العناصر التابعين للجماعات الإرهابية وتقفّي آثارهم. وكان سلاح الجو الأميركي، قد أطلق في وقت سابق من العام 2003، قمراً إصطناعياً ضخماً لأغراض التنصت الإلكتروني، لصالح مكتب الإستطلاع القومي حيث وضع في مداره على بُعد 22300 ميلاً فوق الأرض. ويحيط مكتب الإستطلاع القومي الأميركي المشروع بهالة من السرية، رافضاً تقديم أي تفاصيل تتعلق بالقمر الصناعي ومهامه أو تكلفة بنائه.
والجدير بالذكر أن قمر التنصت الإلكتروني يستخدم أجهزة هوائية بحجم كرة البيسبول، يساعد أكبرها حجماً على التقاط أكثر الأصوات إنخفاضاً، حتى المحادثات الهاتفية التي تجري عبر المحمول. ويُعدّ هذا القمر أول قمر تابع لمكتب الإستطلاع القومي يتم إطلاقه من فلوريدا، منذ خمسة أعوام، بعد أن مُنيت بالفشل محاولة إطلاق قمر للتنصت كان أقل قدرة من الناحية التقنية.
لكن الجنرال كيفن تشيلتون الذي يترأس قيادة القوات الجوية لشؤون الفضاء في قاعدة بيترسون الجوية في كولورادو، كشف أنه في الوقت الحالي تركز الجهود الأميركية على تحديد ما إذا كان أي إطلاق في الخارج هو صاروخ ذاتي الدفع أم مصمم لوضع جسم في الفضاء؟ ويعتقد القائد الجديد للقوات الجوية لشؤون الفضاء أن المستقبل سوف يشهد هجمات على الأقمار الإصطناعية الأميركية، ودعا الى توسع كبير في رصد هوية الشحنات التي تطلقها دول أخرى للفضاء، محذراً أنه إذا حدث إطلاق للفضاء، نحتاج الى معرفة الهدف من هذا الإطلاق، بما في ذلك أي جسم يمكنه أن يسبب تشويشاً أو يلحق الضرر بالأقمار الإصطناعية، أو نشر أقمار إصطناعية صغيرة يمكنها أن تفعل ذلك.
نظام معالجة التحولات العسكرية
انطلاقاً من ذلك، منح سلاح الجو الأميركي شركة لوكهيد مارتن (Lokheed Martin) عقداً تقدر قيمته بنحو 50 مليون دولار لتنفيذ ومراجعة تصميم نظام «SDR» الخاص بنظام قمر إصطناعي من فئة «GPS Block III»، الذي سوف يعالج حاجات التحول العسكرية والمدنية حول الكرة الأرضية، ويشمل قدرات مقاومة التشويش المتقدمة وتحسين سلامة النظام ودقته والاعتماد عليه. وسوف يعزز البرنامج الملاحة والأداء في الفضاء ويضع مقياساً دولياً جديداً لخدمات التموضع والتوقيت، أي تحديد الموقع علمياً.
لذلك أجرت الشركة (LM) مراجعة ناجحة لنظام القمر الإصطناعي «GPS III» وهذه الخطوة سوف تساعد على تحديد مواصفات القمر الإصطناعي.
كان القمر الثالث من فئة «GPS Block IIR - M» أطلق في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، وأعلن في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2006 عملانياً للملاحة. وقد نقل القمر الرابع من الفئة نفسها مؤخراً لدعم إطلاق في العام الحالي، إذا طلب سلاح الجو الأميركي ذلك.
يشمل كل قمر في الفئة المذكورة لوحة هوائيات حديثة تمنح قوة إشارة إضافية لأجهزة الاستقبال على الأرض، وإشارتين عسكريتين جديدتين للدقة المحسنة والتشفير المحسن وقدرات مقاومة التشويش للعسكريين، وإشارة مدنية ثانية تزود المستعملين القدرة على الوصول الى إشارة مفتوحة على تردد مختلف.
كذلك تمّ اختبار تجربة طيران على نظام متابعة المدى بالأقمار الإصطناعية «GPS»، طورته شركة «Northrop Grumman» للصاروخ البالستي العابر للقارات «ICBM»، الذي يحمل اسم «Minuteman III»، وأجريت التجربة من قاعدة «Vandenberg» الجوية لأول مرة باعتبار النظام واحداً من نظامي متابعة مستقلين مطلوبين لسلامة المدى.
وكانت شركة «Northrop Grumman» قد قدمته باعتباره جزءاً من دورها كمتعاقد رئيس على دمج الصاروخ «ICB» في سلاح الجو الأميركي. ويحل النظام المعني «GMTS» محل أجهزة الإرسال - الاستقبال التي تعمل بنطاق ذبذبة «C»، التي كانت تستعمل سابقاً لمتابعة تجارب إطلاق صاروخ «Minuteman III» من قاعدة «Vandenberg» الجوية. وتُستعمل رادارات المتابعة العاملة بذبذبة «C» إشارات أجهزة الإرسال والاستقبال العاملة بالذبذبة ذاتها والمحمولة جواً لاكتساب الصاروخ ومتابعة موقعه وسرعته.
كما تستخدم نظام المتابعة المتري «GMTS» حالياً مجموعة الأقمار الإصطناعية «GPS» ليضمن متابعة دقيقة في جميع أنحاء العالم، ويتضمن الصاروخ «Minuteman III» أجهزة نقل تعمل بنظام أقمار «GPS» في الصاروخ لتلقي المعلومات من الأقمار الإصطناعية وتحويل إشارات الوقت والمعلومات الى بيانات لتحديد الوقت والإحداثيات وبثها الى المرافق القائمة على الأرض. وتُستعمل هذه البيانات لاحتساب موقع الصاروخ وسرعته بمزيد من الدقة المطلوبة لمتابعة سلامة المدى خلال تحليق الصاروخ.
يذكر أن شركة «Northrop Grumman» هي المتعاقد الرئيس مع سلاح الجو الأميركي على دمج الصاروخ «ICBM». وهي المكلفة بتحديث وصيانة جهوزية استنفار نظام هذا السلاح حتى آخر العام 2020.
مهمة متابعة الصواريخ واكتشافها
بحلول العام 2010، يكون قد تمّ نشر 200 صاروخ في قاعدتين، في ألاسكا وشمال وسط الولايات المتحدة وكاليفورنيا، لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات المتجهة نحو الولايات المتحدة الأميركية، وفي مرحلة لاحقة يتم نشر حوالى 250 صاروخاً في أماكن مختلفة من الولايات المتحدة. وهذا ما يسمح باعتراض صواريخ محدودة العدد، لكنه لا يعترض هجوماً شاملاً بمئات الصواريخ من روسيا مثلاً.
إضافة الى ذلك هناك نظام الأشعة ما تحت الحمراء المركز فضائياً، ويتألف هذا النظام من مجموعة أقمار إصطناعية تعمل في الفضاء في مدارات مختلفة الارتفاع ومهمتها استشعار الحرارة المنبعثة من الصاروخ والإنذار. فهناك عدة أقمار إصطناعية على ارتفاعات عالية (HEO) مهمتها اكتشاف الصواريخ عند انطلاقها والتحذير منها بإنذار مبكر. وهناك مجموعة أخرى من الأقمار الإصطناعية (بين 25 و30 قمراً)، على ارتفاعات منخفضة (LEO)، مهمتها تعقب الصواريخ في مرحلتي طيرانها المتوسطة والنهائية.
ويعمل هذا النظام بتنسيق تام مع أنظمة أخرى أرضية (رادارات للإنذار، ومقرات إدارة المعارك وقيادة سيطرة واتصالات، قواعد صواريخ مضادة للصواريخ).
ويجدر بالإشارة أن إختفاء 12 قمراً صناعياً أميركياً لدى تحطم صاروخ أوكراني كان يحملها، شكّل تساؤلاً حول إدارة أموال هذه المشاريع الفضائية التي تصل الى ملايين الدولارات.
فبعد أقل من 24 ساعة على تحطم صاروخ «زينيت 2» قررت «غلوبال ستار» وهي إتحاد شركات للإتصالات الهاتفية، الإستفادة من صاروخ «دلتا 2» لشركة «بوينغ» لإطلاق الأقمار الصناعية في مركز كيب كانيفيرال الفضائي.
وفي هذا الصدد يقول ديفيد بنتون الناطق بإسم «لورال سيس أند كوميونيكيشن» وهي إحدى الشركات الرائدة في «غلوبال ستار»: إننا لن نتخلى نهائياً عن صاروخ «زينيت» في عمليات إطلاق الأقمار الإصطناعية في المستقبل. إلا أنه في الوضع الحالي لا يقع في المصاف الأول من تفكيرنا، خصوصاً في خطط إرسال الأقمار الصناعية نحو الفضاء.
وتسعى «غلوبال ستار» الى وضع شبكة من الأقمار الإصطناعية بكلفة 2.6 مليار دولار للخدمات الهاتفية النقالة عبر العالم. وتتألف الشبكة حسب المخطط من 48 قمراً عاملاً و8 أقمار إحتياطية. وقد أطلقت الصواريخ الثمانية الأولى على متن صواريخ «دلتا 2» من قاعدة كيب كانيفيرال. وكان من المؤمل أن تحمل ثلاثة صواريخ من طراز «زينيت» ثلاث مجموعات من 12 صاروخاً، ثم تطلق مجموعة رابعة من 12 قمراً على متن صواريخ روسية من طراز «سيوز»، لكن خطط «غلوبال ستار» باءت بالفشل. وقد مثّل هذا الإخفاق ضربة كبيرة لآمال الشركة المنتجة للصاروخ وهي شركة «يوجنيوه» في أوكرانيا التي حاولت الاستحواذ على حصة كبيرة في سوق الإطلاقات الفضائية.
وستتخلى «غلوبال ستار» عن خطط إرسال الأقمار على متن «زينيت» وترسلها على متن «دلتا 2». علماً أن مدخولات سوق إطلاق الأقمار الإصطناعية تبلغ 171 مليار دولار أميركي سنوياً بنهاية العام الجاري 2007