وتزامنا مع هذا الإلغاء المفاجئ للهدنة، أعلن مستشار رئيس الوزراء الباكستاني، بدء العمليات العسكرية في المناطق القبلية في أقرب وقت ممكن. وكان هذا آخر شيء تريد طالبان سماعه، لأن اتفاق التهدئة كان ضروريا لحماية خطوط الإمداد لمدة لا تقل عن بضعة أشهر، حتى فصل الشتاء، لذا كان الرد سريعا وقاتلا..وخلاصة الوضع، فإنه يمكن لمنظمة حلف شمال الأطلسي، أن تنتظر وقتا طويلا، حتى تكون "كماشتها" على أهبة الاستعداد للعمل، في حين أن حركة طالبان ستعمل على تقوية حضورها في قندهار وخوست.
اعتراف منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقوة حركة طالبان، ممزوج هذه المرة بحالة من التذمر، ويتضح هذا من النداءات المتكررة من أجل المزيد من القوات لإرسالها إلى أفغانستان، وخاصة بالنسبة لاثنين من المحافظات الهامة: قندهار وخوست.
بل إن هناك إشاعات تفيد بأن هذه المقاطعات قد تسقط، والرد الوحيد بالنسبة لقيادة الناتو، هو القيام بعمليات مشتركة مع القوات المسلحة الباكستانية على طول خط "دوراند"، الذي يفصل بين باكستان وأفغانستان، حيث أبدت إسلام أباد الاستعداد للتعاون العسكري مع حلف الناتو، بعد ضغوط كبيرة من الولايات لمتحدة.
ولكن قيادة حركة طالبان، سارعت لإظهار عضلاتها في المناطق القبلية الباكستانية، مما اضطر إسلام آباد إلى اللجوء إلى الحوار، الأمر الذي ترك منظمة حلف شمال الأطلسي تحارب وحدها في ميادين القتال في أفغانستان، لمواجهة أصعب تجاربها منذ عام 2001م، عندما غزت الولايات المتحدة البلاد وأطاحت بحكم طالبان.
وقد فقدت حركة طالبان ـ في وقت سابق ـ قبضتها في مقاطعة هلمند في مواجهة الهجوم المشترك الأميركي والبريطاني في "قرمزير"، جنوب المقاطعة. ومع صعوبات لوجستية وارتفاع الإصابات، كان رد طالبان الانتقال إلى قندهار وخوست، بدلا من محاولة الإبقاء على مواقعها في هلمند.
وكانت حادثة الهروب من السجن المركزي لقندهار هذا الشهر (المخطط لها بدقة من حركة طالبان، واشترك فيها جمع من المقاتلين والانتحاريين)، العملية الأولى منذ الانتقال من قندهار إلى هلمند، حيث تم فك أسر المئات من السجناء.
ومع توالي عمليات شيوخ القبائل الموالية للحكومة في قندهار، تم تغيير الولاءات القبلية لمصلحة الأقوياء الجدد (حركة طالبان)، وعليه، فإن حركة طالبان، تواجه حاليا منظمة حلف شمال الأطلسي في عدة مقاطعات.
وتزامنا مع هذه الأحداث، أقدت حركة طالبان على خطوة هامة أخرى في خوست، حيث تم إنشاء قواعد محلية هناك بمساعدة السكان المحليين. وما عادت حركة طالبان بحاجة إلى الانسحاب إلى ملاذ في المناطق القبلية في باكستان عند هجوم قوات منظمة حلف شمال الأطلسي، حيث لديهم الآن قواعد آمنة ـ إلى حد كبير ـ في خوست.
لذلك تحرص منظمة حلف شمال الأطلسي اليوم على إحياء فكرة "كماشة" مع باكستان، لتأمين الحدود الشرقية من البلاد، حيث سيحمي الناتو جانبه، في حين أن باكستان ستحكم القبضة على الجانب الآخر، وقطع خطوط الإمداد لطالبان في أفغانستان، إذ أسست الحركة نفوذا ودعما لها واسع النطاق في مناطق، مثل شمال وزيرستان وجنوب وزيرستان.
الضغوط الأمريكية على باكستان لوقف اتفاق التهدئة مع طالبان باكستان، وشن عمليات عسكرية، كان وراء الإعلان المفاجئ لمستشار رئيس الوزراء الباكستاني (ويوسف بأنه رئيس الوزراء الفعلي)، قبل أسبوعين، بإلغاء صفقة السلام مع المقاتلين في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي مع أفغانستان، والذي باغت به القيادة العسكرية الباكستانية نفسها.
وتزامنا مع هذا الإعلان المفاجئ، أعلن مستشار رئيس الوزراء الباكستاني، بدء العمليات العسكرية في المناطق القبلية في أقرب وقت ممكن. وكان هذا آخر شيء تريد طالبان سماعه، لأن اتفاق التهدئة كان ضروريا لحماية خطوط الإمداد لمدة لا تقل عن بضعة أشهر، حتى فصل الشتاء، لذا كان الرد، سريع وقاتلا، من خلال اختطف طالبان باكستان لثلاثين عضوا من لجنة السلام الحكومية، وقتلت معظمهم.
ويمكن لمنظمة حلف شمال الأطلسي، أن تنتظر وقتا طويلا، حتى تكون "كماشتها" على أهبة الاستعداد للعمل، في أثناء ذلك، ستعمل حركة طالبان على تقوية حضورها في قندهار وخوست.
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=10169