كان ليلا كالحا شديد السواد
أرخى ستاره ذات يوم من شهر يوليو 1830 على البلاد والعباد
وبالرغم من ان الشعب هب للمقاومة فبايع الامير عبجد القادر سلطانا في الغرب والباي احمد في الشرق، وبالرغم من ان الامير سلم المشعل للزعاطشة سنة 1847 الذين مهدوا للافاطمة نسومر التي دوخت جنرالات فرنسا عشر سنين الى غاية 1857، ليهب المقراني في ثورة عارمة جندت فرنسا للقضاء عليها قول ال800 الف، ليرفع راية الكفاح الشيخ بوعمامة عشرين سنة مختتما بها القرن التاسع عشر
وطنت فرنسا انها الفائزة
ونست انه اذا الشعب اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
منعت على الجزائريين الاحزاب والجمعيات وفاتها ان كرة القدم ستكون السلاح !!!!
ككل أيام شهر رمضان المعظم، في ميدان الحصان (ساحة الشهداء حاليا) كانت الجموع غفيرة والأكشاك تعرض كل أنواع المأكولات والحلويات وكان الشاب عبد الرحمن عوف جالسا بالساحة يتأمل في جمال البحر، وعلى بعد أمتار منه كان هناك بعض الأطفال يلعبون بكرة مصنوعة من الورق ويتنافسون عليها وعلامات السرور والبراءة بادية على وجوههم، فلفت هذا المشهد انتباه عبد الرحمن وأخذ يتابعهم باهتمام وبينما هم يلعبون مرت بجانبهم مجموعة من العساكر الفرنسيين، فنظر الرقيب للأطفال باستعلاء وقال لهم باحتقار: هذه هي حديقة أمراء العرب!! (Voici le Parc des Princes des Arabes) نسبة لملعب حديقة الأمراء بباريس، فبقي عبد الرحمن مذهولا من هذه الجملة، التي أثرت فيه كثيرا وأشعرته بالإهانة وجعلته لا ينام الليل ومنذ هذه اللحظة وفكرة تأسيس ناد لكرة القدم تراوده أكثر من أي وقت مضى حيث أصبحت قضية مبدأ بالنسبة له، وفي اليوم الموالي وعند لقائه بأصدقائه طرح عليهم فكرته المتمثلة في تأسيس أول ناد جزائري مسلم ينافس الأندية الفرنسية، فلقي مقترحه ترحابا واسعا من طرفهم. في يوم 7 أوت 1921 الموافق لـ12 ربيع الأول 1339 اجتمع عوف رفقة أصدقائه من حي القصبة العتيق وباب الوادي أمام مقهى ياحي، ليختاروا اسم وألوان النادي الجديد، وقاموا باقتراح العديد من الأسماء على غرار: (البرق الرياضي الجزائري، الهلال الجزائري، النجم الرياضي، الشبيبة الرياضية،...) وقد وجدوا صعوبة في اختيار الاسم المناسب وفي لحظة لم يتوقعها أحد صعد صوت من داخل المقهى من شخص مجهول مناديا: " مولوديــــــــــة ! " (نسبة للمولد النبوي الشريف الموافق لذلك اليوم)،و هي التسمية التي لقيت تجاوب هؤلاء الشبان ليتم الاتفاق على تسمية الفريق "المولودية الشعبية الجزائرية"، واختيار ألوان العلم الوطني كألوان رسمية للفريق وهي الأخضر والذي يرمز للأمل، إضافة لكونه اللون الرمزي للإسلام، أما اللون الأحمر فهو يمثل حب الوطن والتضحية من أجله.
قضى عبد الرحمن عوف الليلة لجمع الوثائق اللازمة لتأسيس النادي رسميا: تأسيس الجمعية الرياضية، تحضير الإمكانيات اللازمة (المادية والمالية)، اختيار ملعب للفريق ومقره الخاص، وقد لقي كل المساندة والتشجيع من طرف أصدقائه لتحقيق حلمه، فانتقل لمقر الولاية لدفع الملف والحصول على الموافقة الرسمية لتأسيس النادي، فتم رفض طلبه جملة وتفصيلا، وقد كانت حجة الإدارة أنه لا يمكنه تأسيس جمعية لأنه لم يبلغ سن الراشد بعد كونه كان يبلغ من العمر 19 سنة، ورغم هذا الرفض إلا أنه لم يفقد الأمل فقام بتزوير الوثائق وانتحل هوية زوج عمته "عبد المالك، وقد تم استدعاؤه مرتين من طرف الولاية، بهدف الغاء ملفه المتمثل في تأسيس ناد رياضي مسلم إلا أنه تمكن من تجاوز كل أسئلتهم المخادعة، ففي الاستداء الأول قاموا بسؤاله عن هدف إنشاء هذا الفريق ؟ فأجاب أنه يهدف لتدريب وتحضير الشبان للخدمة العسكرية، وفي الاستدعاء الثاني سألوه عن سبب اختياره اللونين الأخضر والأحمر وإلى ما ترمز ؟ فأجاب مباشرة: الأخضر يرمز للجنة والأحمر للنار، أما الأسئلة الأخرى فكانت شكلية وتمكن من تجاوزها كلية لتتم المصادقة رسميا على تأسيس فريق مولودية الجزائر الذي اتخذ كشعار له النجمة والهلال.
[عدل]البداية
تشكيلة مولودية الجزائر لموسم 1926-1927
دخلت المولودية المنافسة موسم 1921/1922 بتشكيلة مكونة من شبان لم يسبق لها لعب كرة القدم ولا تمتلك أي خبرة مقارنة بفرق أخرى تأسست قبلها بسنين ورغم هذا إلا أن العميد تمكن من احتلال مرتبة مشرفة نهاية الموسم في البطولة، وفي الموسم الموالي انضم النادي رسميا للرابطة الفرنسية (الجزائر كانت تحت الاستعمار) في درجتها الخامسة، ورغم النقص الفادح للإمكانيات فالفريق كان يوفر الملابس للاعبيه بصعوبة بالغة إلا أنه وفي نهاية موسم 1922/1923 تمكن من تحقيق الصعود للدرجة الرابعة، ورغم أدائه ونتائجه الرائعة والكرة الجميلة التي كان يقدمها إلا أن العميد كان يعاني من تعتيم إعلامي كبير من قبل الصحافة الفرنسية لدرجة أنها لم تكن تذكر حتى نتائجه ! وهذا خشية نمو شعبية النادي التي كانت في تصاعد رهيب، لتخرج اتحادية المستعمر بقانون BORDE الذي يلزم على الأندية المسلمة على إشراك لاعبين 2 أوربيين في التشكيلة الأساسية وهذا بهدف الإنقاص من شعبيتهم التي أصبحت تقلق السلطات الفرنسية.
بعد الصعود إلى القسم الرابع حقق النادي نتائج متوسطة في أول موسمين، ومع دخول سنة 1925 تلقى العديد من لاعبي العميد دعوة لقضاء الخدمة العسكرية "إجباريا"، ليجد الفريق نفسه منقوصا من أفضل لاعبيه وهو ما دفع المسيرين لقرار تعليق المنافسة لمدة موسمين، ليعود الفريق للمنافسة موسم 1927/1928 بطموحات كبيرة ويتوج في نهاية المطاف ببطولة القسم الرابع، ويحقق الصعود بجدارة واستحقاق لقسم الدرجة الثالثة أين قضى ثلاث مواسم إلى غاية سنة 1931 وبعد موسم شاق تمكن العميد من احتلال المرتبة الأولى ليلعب مباراة فاصلة لتحديد الفريق الصاعد وهذا ضد نادي زرالدة وفاز عليه، ليحقق صعودا جديدا هذه المرة للقسم الثاني.
تشكيلة العميد التي حققت الصعود نهاية موسم 1935/1936
بعد تحقيق الصعود للقسم الثاني سنة 1931 ولمدة 5 سنوات متتالية ضيع العميد الصعود بقليل، رغم أنه في بعض المواسم كان المرشح الأول للفوز باللقب، وهذا إلى غاية موسم 1935/1936 وبصعوبة بالغة تمكن الفريق من تحقيق المركز الأول نهاية الموسم ليتأهل إلى المباراة الفاصلة التي جرت بالحراش ضد الفريق القوي أولمبيك مارينغو، وانتهى اللقاء بنتيجة التعادل 1-1 وهو ما دفع بالاتحادية إلى إعادة اللقاء في نفس الملعب لينتهي اللقاء مجددا بنفس النتيجة 1-1، ويعاد للمرة الثالثة ولكن هذه المرة بملعب العفرون وأمام جمهور غفير جدا وجو مشحون، ورغم الانحياز الفادح للحكم لجهة فريق المستعمر إلا أن المولودية تمكنت من الفوز عليه بنتيجة 2-1 من توقيع شلبابي وعابد، لتحقق صعودا تاريخيا لقسم النخبة كأول فريق مسلم يلعب في القسم الأول، هذا الفوز لم يتحمله أنصار المستعمر وحتى السلطات والذين اجتاحوا أرضية الميدان وقاموا بالاعتداء على لاعبي ومسيري الفريق.
أرخى ستاره ذات يوم من شهر يوليو 1830 على البلاد والعباد
وبالرغم من ان الشعب هب للمقاومة فبايع الامير عبجد القادر سلطانا في الغرب والباي احمد في الشرق، وبالرغم من ان الامير سلم المشعل للزعاطشة سنة 1847 الذين مهدوا للافاطمة نسومر التي دوخت جنرالات فرنسا عشر سنين الى غاية 1857، ليهب المقراني في ثورة عارمة جندت فرنسا للقضاء عليها قول ال800 الف، ليرفع راية الكفاح الشيخ بوعمامة عشرين سنة مختتما بها القرن التاسع عشر
وطنت فرنسا انها الفائزة
ونست انه اذا الشعب اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
منعت على الجزائريين الاحزاب والجمعيات وفاتها ان كرة القدم ستكون السلاح !!!!
ككل أيام شهر رمضان المعظم، في ميدان الحصان (ساحة الشهداء حاليا) كانت الجموع غفيرة والأكشاك تعرض كل أنواع المأكولات والحلويات وكان الشاب عبد الرحمن عوف جالسا بالساحة يتأمل في جمال البحر، وعلى بعد أمتار منه كان هناك بعض الأطفال يلعبون بكرة مصنوعة من الورق ويتنافسون عليها وعلامات السرور والبراءة بادية على وجوههم، فلفت هذا المشهد انتباه عبد الرحمن وأخذ يتابعهم باهتمام وبينما هم يلعبون مرت بجانبهم مجموعة من العساكر الفرنسيين، فنظر الرقيب للأطفال باستعلاء وقال لهم باحتقار: هذه هي حديقة أمراء العرب!! (Voici le Parc des Princes des Arabes) نسبة لملعب حديقة الأمراء بباريس، فبقي عبد الرحمن مذهولا من هذه الجملة، التي أثرت فيه كثيرا وأشعرته بالإهانة وجعلته لا ينام الليل ومنذ هذه اللحظة وفكرة تأسيس ناد لكرة القدم تراوده أكثر من أي وقت مضى حيث أصبحت قضية مبدأ بالنسبة له، وفي اليوم الموالي وعند لقائه بأصدقائه طرح عليهم فكرته المتمثلة في تأسيس أول ناد جزائري مسلم ينافس الأندية الفرنسية، فلقي مقترحه ترحابا واسعا من طرفهم. في يوم 7 أوت 1921 الموافق لـ12 ربيع الأول 1339 اجتمع عوف رفقة أصدقائه من حي القصبة العتيق وباب الوادي أمام مقهى ياحي، ليختاروا اسم وألوان النادي الجديد، وقاموا باقتراح العديد من الأسماء على غرار: (البرق الرياضي الجزائري، الهلال الجزائري، النجم الرياضي، الشبيبة الرياضية،...) وقد وجدوا صعوبة في اختيار الاسم المناسب وفي لحظة لم يتوقعها أحد صعد صوت من داخل المقهى من شخص مجهول مناديا: " مولوديــــــــــة ! " (نسبة للمولد النبوي الشريف الموافق لذلك اليوم)،و هي التسمية التي لقيت تجاوب هؤلاء الشبان ليتم الاتفاق على تسمية الفريق "المولودية الشعبية الجزائرية"، واختيار ألوان العلم الوطني كألوان رسمية للفريق وهي الأخضر والذي يرمز للأمل، إضافة لكونه اللون الرمزي للإسلام، أما اللون الأحمر فهو يمثل حب الوطن والتضحية من أجله.
قضى عبد الرحمن عوف الليلة لجمع الوثائق اللازمة لتأسيس النادي رسميا: تأسيس الجمعية الرياضية، تحضير الإمكانيات اللازمة (المادية والمالية)، اختيار ملعب للفريق ومقره الخاص، وقد لقي كل المساندة والتشجيع من طرف أصدقائه لتحقيق حلمه، فانتقل لمقر الولاية لدفع الملف والحصول على الموافقة الرسمية لتأسيس النادي، فتم رفض طلبه جملة وتفصيلا، وقد كانت حجة الإدارة أنه لا يمكنه تأسيس جمعية لأنه لم يبلغ سن الراشد بعد كونه كان يبلغ من العمر 19 سنة، ورغم هذا الرفض إلا أنه لم يفقد الأمل فقام بتزوير الوثائق وانتحل هوية زوج عمته "عبد المالك، وقد تم استدعاؤه مرتين من طرف الولاية، بهدف الغاء ملفه المتمثل في تأسيس ناد رياضي مسلم إلا أنه تمكن من تجاوز كل أسئلتهم المخادعة، ففي الاستداء الأول قاموا بسؤاله عن هدف إنشاء هذا الفريق ؟ فأجاب أنه يهدف لتدريب وتحضير الشبان للخدمة العسكرية، وفي الاستدعاء الثاني سألوه عن سبب اختياره اللونين الأخضر والأحمر وإلى ما ترمز ؟ فأجاب مباشرة: الأخضر يرمز للجنة والأحمر للنار، أما الأسئلة الأخرى فكانت شكلية وتمكن من تجاوزها كلية لتتم المصادقة رسميا على تأسيس فريق مولودية الجزائر الذي اتخذ كشعار له النجمة والهلال.
[عدل]البداية
تشكيلة مولودية الجزائر لموسم 1926-1927
دخلت المولودية المنافسة موسم 1921/1922 بتشكيلة مكونة من شبان لم يسبق لها لعب كرة القدم ولا تمتلك أي خبرة مقارنة بفرق أخرى تأسست قبلها بسنين ورغم هذا إلا أن العميد تمكن من احتلال مرتبة مشرفة نهاية الموسم في البطولة، وفي الموسم الموالي انضم النادي رسميا للرابطة الفرنسية (الجزائر كانت تحت الاستعمار) في درجتها الخامسة، ورغم النقص الفادح للإمكانيات فالفريق كان يوفر الملابس للاعبيه بصعوبة بالغة إلا أنه وفي نهاية موسم 1922/1923 تمكن من تحقيق الصعود للدرجة الرابعة، ورغم أدائه ونتائجه الرائعة والكرة الجميلة التي كان يقدمها إلا أن العميد كان يعاني من تعتيم إعلامي كبير من قبل الصحافة الفرنسية لدرجة أنها لم تكن تذكر حتى نتائجه ! وهذا خشية نمو شعبية النادي التي كانت في تصاعد رهيب، لتخرج اتحادية المستعمر بقانون BORDE الذي يلزم على الأندية المسلمة على إشراك لاعبين 2 أوربيين في التشكيلة الأساسية وهذا بهدف الإنقاص من شعبيتهم التي أصبحت تقلق السلطات الفرنسية.
بعد الصعود إلى القسم الرابع حقق النادي نتائج متوسطة في أول موسمين، ومع دخول سنة 1925 تلقى العديد من لاعبي العميد دعوة لقضاء الخدمة العسكرية "إجباريا"، ليجد الفريق نفسه منقوصا من أفضل لاعبيه وهو ما دفع المسيرين لقرار تعليق المنافسة لمدة موسمين، ليعود الفريق للمنافسة موسم 1927/1928 بطموحات كبيرة ويتوج في نهاية المطاف ببطولة القسم الرابع، ويحقق الصعود بجدارة واستحقاق لقسم الدرجة الثالثة أين قضى ثلاث مواسم إلى غاية سنة 1931 وبعد موسم شاق تمكن العميد من احتلال المرتبة الأولى ليلعب مباراة فاصلة لتحديد الفريق الصاعد وهذا ضد نادي زرالدة وفاز عليه، ليحقق صعودا جديدا هذه المرة للقسم الثاني.
تشكيلة العميد التي حققت الصعود نهاية موسم 1935/1936
بعد تحقيق الصعود للقسم الثاني سنة 1931 ولمدة 5 سنوات متتالية ضيع العميد الصعود بقليل، رغم أنه في بعض المواسم كان المرشح الأول للفوز باللقب، وهذا إلى غاية موسم 1935/1936 وبصعوبة بالغة تمكن الفريق من تحقيق المركز الأول نهاية الموسم ليتأهل إلى المباراة الفاصلة التي جرت بالحراش ضد الفريق القوي أولمبيك مارينغو، وانتهى اللقاء بنتيجة التعادل 1-1 وهو ما دفع بالاتحادية إلى إعادة اللقاء في نفس الملعب لينتهي اللقاء مجددا بنفس النتيجة 1-1، ويعاد للمرة الثالثة ولكن هذه المرة بملعب العفرون وأمام جمهور غفير جدا وجو مشحون، ورغم الانحياز الفادح للحكم لجهة فريق المستعمر إلا أن المولودية تمكنت من الفوز عليه بنتيجة 2-1 من توقيع شلبابي وعابد، لتحقق صعودا تاريخيا لقسم النخبة كأول فريق مسلم يلعب في القسم الأول، هذا الفوز لم يتحمله أنصار المستعمر وحتى السلطات والذين اجتاحوا أرضية الميدان وقاموا بالاعتداء على لاعبي ومسيري الفريق.