كشف تقرير خطير لمعهد واشنطن للشرق الأدنى عن جدول أعمال زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل لمصر وخصوصا اجتماعاته مع الفريق أول عبد الفتاح السيس وزير الدفاع والانتاج الحربي . وكشف التقرير عن ان هاجل سيطلب من السيسي تفسيرا للسماح بالحاق الاخوان المسلمين في الأكاديميات العسكرية . وأضاف التقرير الذي أعده اثنان من خبراء المعهد هما ديفيد شينكر واريك تراجر , ان هاجل سيطلب اعادة توزيع المساعدات الأميركية لمصر في المجال العسكري بحيث تتضمن تدريبا على مواجهة الارهاب والتهريب في شبه جزيرة سيناء . وتناول التقرير محاولة الاساءة لسمعة الجيش المصري بتسريب أخطاء في التعامل مع المدنيين خلال فترة ثورة 25 يناير 2011 التي وصفها التقرير بالانتفاضة وكيفية مواجهة هذه المحاولات . وجاء في التقرير ان المباحثات التي سيجريها هاجل مع الرئيس محمد مرسي ستكون روتينية فيما الهدف الأساسي هو العلاقات العسكرية . وفيما يلي نصر التقرير :
عندما يبدأ وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل زيارته لمصر فمن المؤكد أن اجتماعه مع الرئيس محمد مرسي سيحظى بالكثير من اهتمام وسائل الاعلام. ولكن اجتماع هاجل مع نظيره المصري، وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، سوف تكون له تبعات أكثر . فالاجتماع بين هاجل والسيسي سيتناول مجموعة كبيرة من المسائل الدفاعية الثنائية التي تقف وراء قلق الولايات المتحدة إزاء استمرار عدم الاستقرار في سيناء - وهي مشكلة أبرزها هجوم صاروخي الإرهابية الأسبوع الماضي على مدينة إيلات الإسرائيلية .
ان زيارة هاجل تتزامن مع زيادة في عدم الاستقرار الداخلي في مصر. منذ 22 نوفمبر عندما أعلن الرئيس مرسي تعديلا دستوريا ، منح نفسه من خلاله سلطة تنفيذية مطلقة تقريبا ثم قام بتسريع عمل لجنة – يهيمن عليها الاسلاميون – للتصديق على دستور جديد . ومنذ ذلك الحين تقوم المعارضة غير الإسلامية بمظاهرات احتجاجية ضد الحكومة التي تقودها جماعة الإخوان مسلم، وغالبا ما تتحول المظاهرات إلى أعمال عنف. وأدى رفض الإخوان لمنح فرصة للمعارضة للمشاركة في الحكم الى تفاقم الوضع. وفي يناير الماضي أجبرت الاضطرابات الجارية الحكومة للتنازل عن السيطرة على محافظات السويس والاسماعيلية وبور سعيد الى الجيش، بعد اعلان الأحكام العرفية لمدة شهر.
وفي غياب التغيير المحتمل في نهج مرسي، سيتواصل التدهور في الأشهر المقبلة. وقد تم تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة إلى أجل غير مسمى، ومن المؤكد أن محاولة جماعة الإخوان المسلمين إلى "تطهير" القضاء و"أخونة " وزارة الداخلية، من بين مؤسسات أخرى، الى تكثيف المقاومة لحكمها. وفي الوقت نفسه، مع استمرار الاقتصاد المصري في أزمته في اطار ونقص الوقود وانقطاع الكهرباء المتكرر ، والمتوقع أن يستمر طوال فصل الصيف، مما ينذر بمزيد من الاستياء الشعبي في القاهرة.
ولاشك أن هاجل سينقل مخاوف الولايات المتحدة حول المسار السياسي في مصر خلال لقائه مع الرئيس مرسي، لكن ما سينبغي التركيز الأساسي لزيارته سيكون قائمة طويلة من المسائل المتعلقة بالدفاع التي استمر الجيش المصري يحتفظ بالسيطرة الحصريةعليه . وفي هذا السياق ، ينبغي أن جدول أعمال اجتماع وزير الخارجية هاجل مع وزير الدفاع السيسي سيكون كما يلي :
التأكيد على أمن سيناء.:
في حين لم يؤد الهجوم الأخير على ايلات، الذي قامت جماعة مجلس شورى المجاهدين ومقرها في سيناء , الى وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين، فانه واعتبارا من يناير 2011 جرت محاولات ارهابية متكررة لاستهداف اسرائيل من سيناء في محاولة لتقويض اتفاقيات كامب ديفيد . وعلى رغم ما يقوله مسؤولون اسرائيليون من أن التنسيق مع الجيش المصري لا يزال قويا – بل ان مسؤولا مثل الجنرال (احتياط) عاموس جلعاد، يؤكد أن التنسيق الآن أفضل من أي وقت مضى – فان الجيش المصري أظهر استعدادا أقل مما يجب في شبه جزيرة سيناء . وعليه فان الوزير هاجل سوف يلفت نظر نظيره المصري الى الضرورة الملحة لإرساء الأمن في سيناء واهتمام واشنطن وتهذه المهمة بحماس .
بدء محادثة حول إعادة هيكلة التمويل العسكري الخارجي. :
نظرا لاعتقاد واشنطن بأن امكانات الجيش المصري لتأمين سيناء تبدو غير مناسبة بالمرة . فالهيكل الحالي للمساعدات العسكرية لمصر – وهي تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا تخصص لشراء طائرات F-16 في الغالب، والدبابات، وقطع الغيار - لا يساعد بشكل كاف القاهرة للتصدي لارتفاع موجة الارهاب وعمليات التهريب من داخل أراضيها. وعليه يبدو موضوع إعادة هيكلة المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر هو النقطة الأساسية المهمة في العلاقات الثنائية العسكرية . وسوف يبادر الوزير ن هاجل بمناقشة حول كيفية اعادة توزيع المساعدات الأميركية على نحو أفضل - سواء من حيث شراء المعدات أو لتدريب الجنود المصريين في مكافحة الإرهاب ومكافحة التهريب من خلال برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي - لتنفيذ هذه المهمة. لا شك ان نقاشا مثل ذلك سوف يكون صعبا ومحرجا ، ولكن هذا النوع من التبادل الصريح ينبغي أن يكون ممكنا بعد أكثر من خمسة وثلاثين عاما من التعاون الأمني.
الإصرار على المزيد من الصراحة بين الأصدقاء.:
في حين يعزو الكثيرون في واشنطن رفض الجيش المصري إطلاق النار على المتظاهرين خلال انتفاضة 25 يناير 2011 الى العلاقة الإستراتيجية طويلة الأمد مع واشنطن ، فان هذا التققيم يعكس تهنئة الذات اكثر مما هو تقييم قائم على الأدلة. في الواقع . الحقيقة هي أن واشنطن تمتلك معرفة ضئيلة في كيفية رد فعل الجيش المصري في ظل هذه الظروف، لأنه - على الرغم من تزويد مصر بأكثر من 70 مليار دولار من المساعدات منذ عام 1979 - فالولايات المتحدة لديها القليل من المعرفة حول وجهات نظر الضباط من المستوى المتوسط في مصر. (وهذا ما يجعل الجيش المصري مختلفا إلى حد كبير عن الجيوش الأخرى التي تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية كبيرة، مثل الأردن وإسرائيل، الذي كثيرا ما يحدث تفاعل بينهم وبين نظرائهم الأميركيين من ضباط المستوى المتوسط.) . ونظرا لحالة عدم الاستقرار المرشحة للاستمرار لسنوات قادمة، فسوف يكون من المهم للغاية بالنسبة لواشنطن أن يتحصل على فهم عمق لوجهات نظر ضباط الجيش في مصر، خاصة في ظل ارتفاع المطالب الشعبية لانقلاب عسكري ضد الحكومة مرسي، الذي يحظى بدعم 82 % من المصريين وفقا لاستطلاع حديث للرأي . الوزير هاجل سيكون عليه أن يطلب من زير الدفاع سيسي تبادلا أعمق وأكثر صراحة لوجهات النظر من جانب الجيش وتوقعاتهم السياسية وأسلوب وكيفية ا تخاذ القرارات أثناء الأزمات من جانب الجيش المصري .
تأكيد القلق الأميركي من الحاق لأخوان المسلمين بالأكاديميات العسكرية :
لا تفتقر واشنطن فحسب الى نظرة ثاقبة للأهداف السياسية والعسكرية المصرية على المدى القصير، بل تفتقر كذلك الى اليقين حول كيفية تنظيم وتطوير القوات المسلحة بمرور الوقت أيضا. في هذا السياق، ينبغي ان يعلن هاجل للسيسي قلق واشنطن من الإعلان في الشهر الماضي أن الجيش قد رفع الحظر على قبول أعضاء الإخوان في الأكاديميات العسكرية . ان جماعة الإخوان لا تشارك الجيش المصري التزامه بالشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والسلام مع إسرائيل ز فعادء الاخوان للغرب شديد وهدفهم إقامة "الدولة الإسلامية العالمية"، على حد تعبير نائب المرشد خيرت الشاطر، وذلك لا يتسق مع التزامات مصر الدولية. وبالمثل، فإن حقيقة أن جميع أعضاء الاخوان المسلمين يقسمون يمين الولاء بالسمع والطاعة للمرشد ومكتب الارشاد يقوض سلسلة القيادة العسكرية. وبالنظر إلى الاستثمارات الكبيرة التي قدمتها الولايات المتحدة - وسوف تستمر في تقديمها على الأرجح - لجيش المصري، فانه سيتعين على هاجل أن يسأل عن مدى توظيف الإخوان في الجيش، وماذا يجري من خطوات لضمان الانضباط داخل الرتب. يجب على الوزير هاجل ان يدفع الى مزيد من توسيع برنامج التدريب العسكري الهادفة الى وضع مجموعة من المصالح المشتركة في جميع أنحاء سلسلة العسكرية للقيادة.
تشجيع الجيش على أن يصبح أكثر شفافية :!!
وبالنظر إلى أن التعاون العسكري مع الجيش باعتباره العمود الفقري للعلاقة بين الولايات المتحدة ومصر , ينبغي أن تكون واشنطن قلقة بشكل خاص حول كيفية تأثير تصرفات الجيش المصري على سمعته وقوته في الداخل. وفي هذا السياق، فإن التقرير الذي نشرته "الجارديان" البريطانية مؤخرا بشأن انتهاكات الجيش خلال انتفاضة 2011 - والتي تشمل الاختفاء القسري، والتعذيب، وقتل المتظاهرين - يهدد بتقويض ثقة الجمهور في مؤسسة هي الوحيدة الباقية التي تحافظ على علاقتها الوثيقة مع واشنطن . واذا كان الرئيس مرسي رد على هذا التقرير بترقية كبار قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في اشره الى دعمه ومساندته للجيش، وهذا هو المرجح لأن الإخوان ليسوا حريصين على مواجهة مع الجيش في الوقت الراهن - وليس لأنها كجماعة تعتزم قبول هذا المستوى من الحكم الذاتي الحالي للجيش إلى أجل غير مسمى. لهذا السبب، ينبغي على الوزير هاجل تشجيع ل وزير الدفاع سيسي على جعل الشفافية أساسا في التعامل من خلال مساءلة الضباط الذين قد يكونوا ارتكبوا تصرفات مسيئة الآن، قبل أن تستغل جماعة الإخوان بعض التجاوزات العسكرية لتقويض مكانة القيادات العسكرية . وينبغي على الوزير مواصلة تشجيع الجيش على جعل الموارد الاقتصادية الهائلة أكثر شفافية، بحيث لا يتم استخدام هذه الثروة ضد الجيش مع تدهور الاقتصاد المصري.
الحكم على النجاح :
نظرا لطبيعة حكومة جماعة الإخوان المسلميم في مصر، وفان آفاق تحسين العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة ومصر تبدو قاتمة. هذه الوضعية تجعل من المضي قدما في علاقة واشنطن مع الجيش المصري أكثر أهمية . في العقود الأخيرة، وحتى في ظل ركود العلاقة العسكرية مع الجيش، كانت المساعدة المالية من واشنطن تستهدف اساسا شراء التعاون الإستراتيجي لمصر على قائمة قصيرة ولكنها مهمة من القضايا، مثل الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل.
رحلة الوزير هاجل هي فرصة للتحرك بعيدا عن ما أصبحت العلاقة الانتقالية المؤقتة نحو شراكة ترتكز على التعامل مع المصالح الاستراتيجية في البلدين. وهذا يشمل ليس فقط حماية مصر من التهديدات الإقليمية، ولكن أيضا التعامل مع الجيش كمؤسسة عازلة محلية يا. للتأكد، فإن أيا من هذه البنود جدول الأعمال المقترح لجعل المحادثة مريحة، ولكن في ضوء التغيرات الهائلة منذ عام 2011 والجدل الدائر في واشنطن حول المساعدات العسكرية لمصر، فان بناء علاقة أكثر صراحة وانفتاحا بين وزارة الدفاع الأميركية و الجيش المصري هي أولوية قصوى.
رد قاسي من الفريق عبد الفتاح السيسي :
وزير الدفاع الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي جاء رده قاسيا حيث اكد لنظيره الامريكي تشاك هيجل ان الدعم العسكري الامريكي لا يعنى السماح لهم بالتدخل فى شئون الجيش المصري و قراراته و تحركاته و عقائده , و شدد له على ضرورة أن تبتعد الولايات المتحده الامريكيه عن أى محاوله للوقيعه بين السلطات فى مصر و أن الشعب المصري يعرف مصلحته جيدا و لا يقبل اى وصايه خارجيه , و اكد له ان القوات المسلحه المصريه ليست عدائيه و لا ترغب فى الحروب لكنها لن تسمح ابدا بأى عدوان و لو على شبر واحد من أرض مصر .
التقرير اعداد : ديفيد شينكر ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى و إريك تراغر زميل الجيل القادم في المعهد.
مصدر
مصدر
باختصار الغرض من الزيارة كان كالاتى :
1- تغيير العقيده القتاليه للجيش المصري بدلا من التدرب على محاربة اسرائيل الى محاربة الارهاب و الامن على الحدود
2- ان يكشف لهم الجيش المصري على مشاريعه الاقتصاديه و ارباحها حتى يستطيعوا ان يقييموا قدرته على الصمود فى وقت الحرب من خلال احتياطاته الماليه
3- منع التحاق الاسلاميين بالجيش لانهم اصلا يريدونه جيش يحارب الاسلام تحت مسمى الارهاب
4 - التوقف عن عن توريد الطائرات و الدبابات ضمن المعونه و استبداله بانظمة مواجهة الارهاب اللى هما اصلا صانعينه
5 - اثارة العداء بين الجيش و احد فصائل المجتمع المصرى التى تزيد عن النصف تقريبا فى محاوله بائسه توضح الاصرار على اشعال الفتنه بين الجيش و الاخوان .
التعديل الأخير: