تعد طائرة السيادة الجوية(MiG-35) مقاتلة متعددة الأغراض من الجيل بعد الرابع(++4) عالية المناورة، وتستخدم لمعالجة الأهداف الجوية الحديثة (مقاتلات الجيل الرابع والخامس) الموجودة حاليا في الخدمة والمستقبلية ، وتنفذ الضربات الجوية عالية الدقة بالأهداف الأرضية والبحرية بدون الدخول في منطقة الدفاعات الجوية المعادية ،ليلاً ونهاراً وفي جميع الظروف الجوية ، كما تستطيع إجراء الاستطلاع الجوي الراديوي والبصري ،بالإضافة إلى تنفيذ دور غرفة قيادة وتوجيه جوية للطائرات الأخرى ، توجد في الطائرة منظومة التزويد بالوقود جوا، كما يمكن أن تلعب دور طائرة الإرضاع الجوي إذا دعت الحاجة والى ذلك.
نبذة تاريخية
بدأ مشروع الطائرة منذ عام (1986) ، حيث كانت النية في الحصول على طائرة عالية المناورات و الإمكانيات القتالية من طراز (MiG-29) تنتمي إلى الجيل فوق الرابع ، وصنعت الطائرة من قبل مكتب التصميم المعروف (Mikoyan) في المركز الهندسي بعد سنين مضنية من الأعمال لتطوير عائلة المقاتلات (MiG-29) المختلفة الطرازات ، و كان الهدف من ذلك توحيد جسم الطائرة بحيث يمكن تحويلها من طراز إلى آخر بسرعة وبسهولة وبدون تعديلات تصميمية .
كان الأساس هو الطراز البحري(MiG-29k) والأرضي (MiG-29-M/M2) ، في البداية تم تطوير الطائرة إلى طراز
(MiG-29OVT) حيث لأول مرة تم استخدام فوهة نفث متغيرة الاتجاه (Vectoring Thrust) ،ثم تصنيع نوعين من الطائرات ، ذات مقعد واحد و ذات مقعدين ثم تطوير الأخيرة عام (2006) ، وقد صممت الطائرة في البداية لجهات معينة وهي القوات الجوية الروسية والهندسية.
في عام (2007) تم استعراض الطائرة أمام الرئيس الروسي و وزير الدفاع و قائد القوات الجوية ، بعد ذلك وفي نفس العام عرضت الطائرة أمام الجمهور في الاستعراض الجوي الهندسي (Aero India 2007) ثم في الاستعراض الجوي في موسكو(MAKS-2007) وبعد ذلك في استعراض Aero India 2009 وأخيرا في (MAKS-2009) المعرض الذي جرى خلال هذا الشهر .
الطائرة تتفوق على مثيلاتها في الغرب، حيث تركيز الجهود على تطوير المعدات الالكترونية (Avionics) وزيادة كمية الوقود في جسم الطائرة و الحمولة القتالية ، مع الاستفادة من الشكل الايروديناميكي الممتاز والذي يعتقد أنه سيستمر في الاستخدام لسنوات عديدة مقبلة .
صممت الطائرة لتركيب معدات مختلفة عليها روسية وغربية ، وضمن التعاون الوثيق بين روسيا الاتحادية والهند في كافة المجالات العسكرية وخاصة الطائرات المقاتلة الحديثة ، فقد قامت الصحفية الهندية الطيارة (Suman Sarma) بالتحليق على ذات المقعدين لأول مرة مع الطيار الروسي (Michail Belaev) الذي ذكر بأنه أعطى عصا القيادة عدة مرات للطيارة الهندية التي سبق لها أن طارت على الطائرة الأمريكية (F-16) ، وذكرت بأنها أحست بالطائرة الروسية ذات المحركين بقوة الدفع الكبيرة ، كما أن الشاشات كانت ملونة وجميلة بينما شاشات الطائرة (F-16) أسود وأبيض. كما حلق على الطائرة (MiG-35) مارشال الجو الهندي المتقاعد (Harish Masand) مع الروسي (Belaev) في استعراض (Aero India 2009) وأبدى إعجابه بالتحكم و المناورة الكبيرين للطائرة،وقد منحت روسيا المجال أمام الراغبين بشراء الطائرة مع إمكانية تركيب المعدات الروسية او الغربية وحسب الطلب.
مميزات الطائرة
1. التكامل بين المنظومات الراديوية الالكترونية والمعلوماتية المتقدمة من الجيل الخامس.
2. توحيد الطرازات مع إمكانية تحوير الطائرة من طراز إلى آخر بسهولة.
3. إمكانية استخدام وسائل التدمير و المنظومات الجوية المستقبلية الروسية و الغربية.
4. زيادة الحمولة القتالية وكمية الوقود في الطائرة .
5. استخدام معدات حماية متقدمة ضد التهديدات المعادية .
6. استخدام تكنولوجيا حماية ضد التآكل في جسم الطائرة و المنظومات الرئيسية شبيهة بتلك المستخدمة في الطائرات البحرية ، مما يسهل استخدام الطائرة في ظروف الرطوبة العالية.
7. تقليل البصمة الرادارية لجسم الطائرة.
8. زيادة متانة الطائرة و المحركات و المنظومات بصورة كبيرة.
9. زيادة عمر الخدمة الكلي للطائرة وكذلك الفترات بين عمرات المحركات .
10. تقليل كلفة ساعة الطيران بمقدار(2,5) مرة نسبة إلى طائرات (MiG-29) السابقة.
11. استخدام مبدأ الصيانة حسب الحالة الفنية للطائرة .
12. يمكن للطائرة أن تهبط في مطار بصورة مستقلة تماما حيث تم تزويدها بإجراءات فنية وصناعية مثل (محطة توليد الأوكسجين) المستقلة و منظومة تشغيل وفحص الأجهزة بدون حاجة لمصدر قدرة ارضي .
13. تم تصميم الطراز الأساسي للطائرة بالأخذ بنظر الاعتبار تنظيم (التعاون الدولي ) عند تصميم طرازات مستقبلية وكذلك الإنتاج المتسلسل .
14. استخدمت تكنولوجيا فوهة النفث المتحركة و بعض الإجراءات الايروديناميكية لإعطاء الطائرة خصائص المناورات و الألعاب الكبيرة في جميع السرعات (من الواطئة جدا وحتى العالية الأسرع من الصوت) .
هيكل الطائرة
صمم جسم الطائرة على شكل ايروديناميكي متكامل مع الأجنحة ويشارك في قوة رفع الطائرة بنسبة (40%) .
تم استخدام تكنولوجيا متقدمة في تصنيع الهيكل ، وسبائك جديدة نوع (المنيوم- ليثيوم) وكذلك استخدام اللحام في أكثر الاتصالات بين أجزاء الجسم مما أدى إلى تقليل وزن الطائرة وتقليل استخدام الاحكامات في توصيلات قواطع خزانات الوقود في الجسم ، وبالتالي استغلال الفضاءات الداخلية لحفظ الوقود الإضافي وزيادة كمية الوقود الكلية في الجسم . وبنفس الطريقة تم استخدام اللحام في مقدمة الطائرة بما في ذلك الكابينة ، و من جهة أخرى استخدمت المواد المركبة (Composite Materials) بنسبة أكبر تصل إلى (15%) من الجسم في تصنيع أجزاء كثيرة مثل الفرامل الهوائية وزعانف الطائرة وأغطية غرف الأجهزة مما أدى إلى تقليل وزن الطائرة .
استخدمت في جسم الطائرة المواد الماصة للإشعاعات الرادارية مما أدى إلى تقليل البصمة الرادارية للطائرة وطورت مقدمة الجناح لتصبح حادة بعض الشىء لضمان تحسين منظومة الدوامات الهوائية في زوايا الهجوم الكبيرة ومع الجنيحات (Elerones) تمت زيادة قابلية التحكم بالطائرة في السرعات الواطئة للطيران.
تمت زيادة مساحة الموازانات الأفقية وانخفاض مقدمتها قليلا مما أدى إلى تحسين انسيابها الإيروديناميكي في زوايا انحرافها الكبيرة .
بدلا من الفرملتين الهوائيتين المستخدمتين في طرازات الطائرة السابقة بين المحركين في الخلف ، تم استخدام فرملة واحدة كبيرة بمساحة (1) متر مربع في الجزء العلوي للجسم ، وقد تم التخلص من العزم الطولي المتكون من انفتاح الفرملة ،بصورة أوتوماتيكية بمنظومة التحكم الكهربائية للطائرة .
استخدمت مظلة فرملة ذات جزئيين مقعرين بمساحة كلية (26) متراً مربعاً.
تمت تقوية السيقان لتتحمل الوزن الأقصى الجديد (23,5) طن وزودت العلاجات بمنظومة فرملة عالية المواصفات .
استخدمت منظومة جديدة لحماية المحركات من دخول الأجسام الغريبة عند الدحرجة و الإقلاع و الهبوط على شكل شبكات واقية تنزل في المجاري الهوائية للمحركات بدلاً من المنظومة السابقة الموجودة في الجزء العلوي للجناح وبذلك تم استغلال الفضاء الذي كانت تشغلة لحفظ الوقود ، ولغرض زيادة تغذية المحركات بالهواء عند الإقلاع والهبوط استخدم مجرى ثانوي للهواء على شكل غطاء مثقب في مخابئ العجلات الرئيسية .
محركات الطائرة
ركبت على الطائرة محركات نوع (RD-33MK) أو (RD-33OVT) ذات الدفع الموجه حسب الطلب ، هذه المحركات ذات دفع اكبر من مثيلاتها السابقة وزودت بغرف إحتراق بدون دخان(Smokeless) ومنظومة تحكم جديدة كهر وميكانيكية رقمية هيدروليكية نوع (FADEC) ذات متانة عالية وعمر تقويمي يصل إلى(40) سنة و عمر استخدام يصل إلى (6000) ساعة طيران ، استخدم في المحركات ضاغط جديد للضغط الواطئ يختلف عن السابقة بزيادة الدفع في النظام الأقصى ونظام الفرساج الكامل وتقليل في الاستهلاك النوعي للوقود بنسبة (7%) في نظام الفرساج .
معدات الطائرة
العنصر الرئيسي في معدات الطائرة
العنصر الرئيسي في معدات الطائرة هو المحطة الرادارية من الجيل الجديد (Zhuk-AFh) من شركة
(Phazotron) متعددة الوظائف ذات هوائي من نوع المصفوفة الطورية الفعالة Active Electronically scanning array (AESA بوزن220-240كجم وقطر الهوائي 57.5 سم والتي تتفوق على سابقاتها بالعوامل التالية :
1 – زيادة مجالات تردد العمل .
2- زيادة عدد الأهداف التي يتم متابعتها إلى 30 هدفاً مع إمكانية تدمير 8 أهداف في آن واحد .
3- إمكانية معالجة الأهداف الجوية والأرضية البحرية في نفس الوقت.
4 زيادة مدى الكشف الراداري 200-240كم .
5- زيادة قدرة تمييز الأهداف Resolution في نظام مسح وتصوير سطح الأرض .
6- الحماية الذاتية العالية ضد التشويشات .
7- صممت المحطة الرادارية بمبدأ الكتل المستقلة القابلة للنزع modular approach عن طريق تحديث الرادارات Zhuk- MEH و Zhuk-MSE المركبة على الطائرات MIG-29 السابقة .
العنصر الثاني في معدات الطائرة
العنصر الثاني في معدات الطائرة هو محطة التسديد البصرية OLS (Optical locator system) وعددها اثنان ، أحداها داخل الجسم في الجزء الأمامي والأخرى في حاوية خارجية تحت جسم الطائرة وتمتاز المنظومة البصرية بما يلي :-
كشف الأهداف الجوية – بون حارق خلفي – لمسافة أكثر من 45كم .
كشف حاملة طائرات بحرية لمسافة من 60 إلى 80 كم .
كشف هدف أرضي –دبابة – لمسافة 15كم .
تعمل المنظومة في المجال تحت الأحمر والتلفزيوني والليزري ، استخدم في تصنيع هذه المنظومة ولأول مرة التكنولوجيا الفضائية المتقدمة ، وتم تصميمها وتصنيعها في معهد الأبحاث العلمية للأجهزة الدقيقة NIIPPوتمتاز المنظومة بمدى الكشف الكبير وتضمن كشف وتمييز النقاط وتتبع الأهداف الجوية والأرضية والبحرية أمام وخلف الطائرة نهارا وليلا ، وكذالك حساب المدى نحو الأهداف باستخدام منظومة قياس المدى الليزرية وكذالك إعطاء أوامر الإضاءة والتوجيه نحو الأهداف الأرضية تم إجراء التكافل بين المحطة البصرية (OLS) و منظومة الخوذة للكشف و التسديد ضمن منظومة التحكم بالتسليح .
العنصر الثالث
العنصر الثالث وهو الطاقم الدفاعي للطائرة والذي يشمل :
1.وسائل الاستطلاع الراديوي و الإجراءات الالكترونية المضادة ( ECM) .
2.منظومة الكترونية بصرية لكشف الصواريخ المعادية المهاجمة والإشعاع الليزري .
3.منظومة إطلاق الأهداف الكاذبة عدد (2) في المجال الراداري وتحت الأحمر.
العنصر الرابع هو الحاسبة الالكترونية الرقمية لمعالجة الإشارات :
استخدمت حاسبتان إحداهما في حالة عمل والثانية احتياطية (في حالة انتظار ) ، واستخدم خط نقل المعلومات الرقمية (Bus) بين الحاسبات والمنظومات من الطراز الغربي (1553)المعروف .
كما تم استخدام (3) معالجات دقيقة لتحليل المعلومات الصورية (video) من مستوى (pentium4) بحيث يمكن كشف الهدف وتميزه واستخدمت الألياف البصرية لنقل المعلومات وبسرعة . ( 600 MBit/s )
تعرض المعلومات على الشاشة بحيث يمكن عرض الموقف الجوي إمام وخلف وحول الطائرة على المبينات، يمكن عرض المعلومات المرئية أو تحت الحمراء حسب رغبة الطيار.
العنصر الخامس هو منظومة
الاتصال والملاحة والمعلوماتية المتكاملة التي تشمل أحدت المنظومات سهله الاستخدام وعليه المتانة ، استخدمت منظومات ملاحيه جايروية وراديوية ومنظومة ( (GPS الفضائية، كما ركبت على الطائرة منظومة تسجيل معطيات الطيران ومنظومة تسجيل المعلومات الفيديوية .
العنصر السادس هو منظومة التحكم بالطائرة وهي منظومة كهربائية عن بعد بمبدأ ((fly by wire رباعية الاحتياطية ثلاثية القنوات وتم الحصول على عدم استقرارية طولية في الطائرة والتي لم يتم الحصول عليها في الطرازات السابقة ، مما أدى إلى تحسين مناورات الطائرة وزيادة المدى بسبب تقليل خسائر التوازن (balance _loses) في النظام الاقتصادي .
استخدمت في الطائرة (4) مولدات قدرة كهربائية ،كما استخدم نظام تجهيز القدرة بدون اشتغال المحركات أو ربط مصادر أرضية يسمح بفحص جميع المنظومات .
الكابينة:
صممت الكابينة من الزجاج و أعطيت إمكانية رؤية جيدة للطيار وتعرض المعلومات داخل الكابينة على (3) شاشات ملونة من نوع البلورات السائلة (LCD) بالإضافة إلى شاشة زجاجية لعكس المعلومات (ILS) الكابينة مريحة للطيار وعناصر التحكم موزعة بشكل ملائم له.
تسليح الطائرة :
بإمكان تركيب الأسلحة التي كانت مركبة على الطرازات السابقة ، كما يمكن تحميل أسلحة جديدة مستقبلية لم تعرض لحد الآن للتصدير ، ذات مدى تدمير كبير ولا تعرض الطائرة لخطر الدخول ضمن مجال تأثير الدفاعات الجوية المعادية .
إن التصميم المفتوح للمعدات الراديوية والمعدات الأخرى وحسب طلب الزبائن يسمح بتركيب الأسلحة الروسية والغربية الصنع الحالية والمستقبلية ومن الممكن تسليح الطائرة بالصواريخ الموجهة (جو/ جو ) و(جو/ سطح) القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى ،وكحمولة قصوى (6) طن .
ممكن تسليح الطائرة بالأسلحة التالية على (9)نقاط تحميل و(8) تحت الجناحين و(1) في الجسم .
1. مدفع (Gsh-30-1) مع (150) طلقة .
2. صواريخ موجهة (جو/ جو) .
4XR-27R,R-27T,R-27E ,R27ET
4XR-60
8XR-73E,R-73M,R-74M
8XR-77
3.صواريخ موجهة(جو / سطح ) :
4X Kh-31A,Kh-31P
4XKh-29T,Kh-29L
4XKh-59
4.صواريخ غير موجهة :
S-8 ,S-13,S-24, S-25L ,S-250
5.قنابل موجهة ليزرية :
KAB -500L
6.قنابل موجهة تلفزيونية .
KAB-500T
7.قنابل غير موجهة :
FAB-250 ,FAB-500
7AB-500(fuel-air explosive)
إن ما تقدم هو المعلن رسمياً، ولكن تشير الإنباء إلى إمكانية تركيب أسلحة بعيدة المدى خاصة وأن مدى كشف المحطة الرادارية كبير نسبة إلى الطرازات السابقة ومن هذه الأسلحة صواريخ موجهة (جو/ جو ) نوع (R-33) ذات مدى يصل إلى (120 ) كم وغيرها .