تعرض فضيلة الشيخ المجاهد العلامة ابن باديس للكثير من النقد بخصوص موقفه من مصطفى كمال اتاتورك
والذين ينتقدون الشيخ بن باديس وكل علماء جمعية العلماء المسلمين، يرجعون إلى كتابات وردت في المنتقد وأيضا في الشهاب، رغم أن الكتابات الصحفية في العالم بأسره تتطلب ممارسة السياسة بكل فنياتها وعدم المباشرة، والشيخ بن باديس كان صحفيا محترفا، يعلم أن أي انتقاد مباشر من أول عدد لفرنسا يعني غلق جريدته، كما حدث مع دروسه التي علّقت بأمر إداري، وصار الشيخ يرضى بسفريات إلى وهران والعاصمة للحديث إلى الناس على موائد الطعام وفي الحارات والجبال بعد أن منع من إلقاء الدروس والمحاضرات سنوات طويلة، كان ابن باديس يريد فك أسره فقال وهو عائد من وهران كما ورد في عدد أوت 1932 في الشهاب بأن ارتباط الجزائر بفرنسا صار من الأمور الضرورية عند جميع الطبقات، فلا يعلق الناس آمالهم إلا على فرنسا، وقال إنه كان يخبرهم في المناسبات أن فرنسا العظيمة لا بد أن تعطيهم يوما جميع ما لهم من حقوق.
ولكن هذه السياسة الدعوية موجودة لدى كل العلماء الكبار بمن فيهم الإخوان المسلمون والسلفيون الذين تعيّنهم حكومة المملكة العربية السعودية خطباء في الحرمين المكي والنبوي، وعلماء مصر ومفتو الديار المصرية وجميعهم كانوا تحت إمرة الانتداب الإنجليزي وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، والهدنة أو قذف العدو بين الحين والآخر بالورود كان ضروريا وإلا ما استطاع الشيخ بن باديس أن يقود هذه النهضة، التي يبدو ناقصا فكرا ووعيا من يحاول أن يبعد تأثيرها على جيل الثورة.
لكن الانتقاد الأكبر طال الشيخ عندما بلغه وفاة الزعيم التركي كمال آتاتورك في السابع عشر من رمضان، فخصه بمرثية طويلة جدا في نوفمبر 1938 وصفه فيها بالقول بأنه أعظم رجل عرفته البشرية في التاريخ الحديث، وهو ما ألهب الكثير من علماء مصر والحجاز الذين أقاموا الأفراح بعد وفاة الزعيم التركي، ولكن بن باديس دافع عن رأيه وقال إن كمال هو قاهر الإنجليز وهو دليل على أن الشيخ كان يهمه من يقهر الدول الاستعمارية حتى ولو كان ناقص دين مثل كمال، وكان بن باديس يرفض خلافة إسلامية يُسيّرها الاستعمار الانجليزي، كما حدث مع آخر خلفاء الدولة العثمانية، الشيخ بن باديس تحدث عن كمال آتاتورك بنظرة بعيدة المدى، فقال أن قلبه ينقبض عندما يذكر موقف كمال من الإسلام، ولكن شيوخ الدولة العثماينة أيضا أهانوا الدين بالخنوع للمستعمر، ويتعجب لماذا شيوخ الإسلام يعلنون الجهاد على كمال ولا يتجرؤون على فعله مع الإنجليز، وقال إن كمال ثار على الذين يسمّون بالمسلمين وليس على الإسلام، واعتبر سهره على ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية من أكبر الإنجازات التي قرّبت الأتراك أكثر من الدين، ولا يترك بن باديس شيوخ الأزهر الذين كفّروا كمال ويسألهم عن سبب تعطيل الأحكام الشرعية في مصر واتباع قانون نابليون بونابرت الذي مازال لحد الآن مصدرا لغالبية الأحكام فيها، وقدم نقدا لاذعا للأزهريين الذين لا يهمهم سوى المذهب الحنفي وهجروا بقية المذاهب، وبنظرة مستقبلية لا يمتلكها سوى الحكماء والعلماء والمفكرين، اعترف الشيخ بن باديس بان كمال اتاتورك حرم الأتراك من الأحكام الشرعية الإسلامية التي كانت تطبق في عهد الخلافة الإسلامية، وقال أنه ليس مسؤولا لوحده عن هذا لأنه رجل وحيد وسط الملايين من الأتراك، وقال أن بإمكانهم أن يسترجعوا الأحكام الشرعية متى شاؤوا وكيفما شاؤوا، وكان واضحا أن الشيخ بن باديس يريد من زعماء السياسة أن يردوا للناس حقوقهم، ولا يريدهم أن يكونوا فقهاء، لأن الدين علاقة بين الإنسان والله، والحاكم عليه أن يمنحهم الحقوق ويساعدهم على أداء الواجبات، لا أن يبقوا مثل شيوخ العثمانيين في آخر عهدهم يحملون المسابح ويدعون للمشيخة ويشجعون الطرقية، ابن باديس أبى في ختام مرثيته لكمال آتاتورك إلا أن يتحدث عن العلاقة التاريخية والنسبية بين الجزائر وتركيا، فقال أن أواصر الدين والدم والتاريخ والجوار تربطنا بتركيا وقال؟ أنها تركت لنا مساجد ومدارس وقدم تعزية باسمه للشعب التركي، وهي التعزية التي أثارت ضده المشايخ من كل مكان، واعتبروه ضد الخلافة الإسلامية، خاصة أن ما كتبه الشيخ بن باديس في الشهاب كان من آخر ما كتبه إعلاميا في حياته، هل أخطأ ابن باديس هل كان سوء تقدير وابتعاد عن الحدث؟ أم أن ما قاله هو عين الصواب لأن أبناء شيوخ السلفية في الحجاز ومصر يحترمون الآن رجب اردوغان ويصفونه بالعثماني الجديد رغم أنه يضع في مكتبه صورة كمال اتاتورك ويعتبره في كل خطبه وكتاباته أبا الترك وملهمه الأول؟
والذين ينتقدون الشيخ بن باديس وكل علماء جمعية العلماء المسلمين، يرجعون إلى كتابات وردت في المنتقد وأيضا في الشهاب، رغم أن الكتابات الصحفية في العالم بأسره تتطلب ممارسة السياسة بكل فنياتها وعدم المباشرة، والشيخ بن باديس كان صحفيا محترفا، يعلم أن أي انتقاد مباشر من أول عدد لفرنسا يعني غلق جريدته، كما حدث مع دروسه التي علّقت بأمر إداري، وصار الشيخ يرضى بسفريات إلى وهران والعاصمة للحديث إلى الناس على موائد الطعام وفي الحارات والجبال بعد أن منع من إلقاء الدروس والمحاضرات سنوات طويلة، كان ابن باديس يريد فك أسره فقال وهو عائد من وهران كما ورد في عدد أوت 1932 في الشهاب بأن ارتباط الجزائر بفرنسا صار من الأمور الضرورية عند جميع الطبقات، فلا يعلق الناس آمالهم إلا على فرنسا، وقال إنه كان يخبرهم في المناسبات أن فرنسا العظيمة لا بد أن تعطيهم يوما جميع ما لهم من حقوق.
ولكن هذه السياسة الدعوية موجودة لدى كل العلماء الكبار بمن فيهم الإخوان المسلمون والسلفيون الذين تعيّنهم حكومة المملكة العربية السعودية خطباء في الحرمين المكي والنبوي، وعلماء مصر ومفتو الديار المصرية وجميعهم كانوا تحت إمرة الانتداب الإنجليزي وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، والهدنة أو قذف العدو بين الحين والآخر بالورود كان ضروريا وإلا ما استطاع الشيخ بن باديس أن يقود هذه النهضة، التي يبدو ناقصا فكرا ووعيا من يحاول أن يبعد تأثيرها على جيل الثورة.
لكن الانتقاد الأكبر طال الشيخ عندما بلغه وفاة الزعيم التركي كمال آتاتورك في السابع عشر من رمضان، فخصه بمرثية طويلة جدا في نوفمبر 1938 وصفه فيها بالقول بأنه أعظم رجل عرفته البشرية في التاريخ الحديث، وهو ما ألهب الكثير من علماء مصر والحجاز الذين أقاموا الأفراح بعد وفاة الزعيم التركي، ولكن بن باديس دافع عن رأيه وقال إن كمال هو قاهر الإنجليز وهو دليل على أن الشيخ كان يهمه من يقهر الدول الاستعمارية حتى ولو كان ناقص دين مثل كمال، وكان بن باديس يرفض خلافة إسلامية يُسيّرها الاستعمار الانجليزي، كما حدث مع آخر خلفاء الدولة العثمانية، الشيخ بن باديس تحدث عن كمال آتاتورك بنظرة بعيدة المدى، فقال أن قلبه ينقبض عندما يذكر موقف كمال من الإسلام، ولكن شيوخ الدولة العثماينة أيضا أهانوا الدين بالخنوع للمستعمر، ويتعجب لماذا شيوخ الإسلام يعلنون الجهاد على كمال ولا يتجرؤون على فعله مع الإنجليز، وقال إن كمال ثار على الذين يسمّون بالمسلمين وليس على الإسلام، واعتبر سهره على ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية من أكبر الإنجازات التي قرّبت الأتراك أكثر من الدين، ولا يترك بن باديس شيوخ الأزهر الذين كفّروا كمال ويسألهم عن سبب تعطيل الأحكام الشرعية في مصر واتباع قانون نابليون بونابرت الذي مازال لحد الآن مصدرا لغالبية الأحكام فيها، وقدم نقدا لاذعا للأزهريين الذين لا يهمهم سوى المذهب الحنفي وهجروا بقية المذاهب، وبنظرة مستقبلية لا يمتلكها سوى الحكماء والعلماء والمفكرين، اعترف الشيخ بن باديس بان كمال اتاتورك حرم الأتراك من الأحكام الشرعية الإسلامية التي كانت تطبق في عهد الخلافة الإسلامية، وقال أنه ليس مسؤولا لوحده عن هذا لأنه رجل وحيد وسط الملايين من الأتراك، وقال أن بإمكانهم أن يسترجعوا الأحكام الشرعية متى شاؤوا وكيفما شاؤوا، وكان واضحا أن الشيخ بن باديس يريد من زعماء السياسة أن يردوا للناس حقوقهم، ولا يريدهم أن يكونوا فقهاء، لأن الدين علاقة بين الإنسان والله، والحاكم عليه أن يمنحهم الحقوق ويساعدهم على أداء الواجبات، لا أن يبقوا مثل شيوخ العثمانيين في آخر عهدهم يحملون المسابح ويدعون للمشيخة ويشجعون الطرقية، ابن باديس أبى في ختام مرثيته لكمال آتاتورك إلا أن يتحدث عن العلاقة التاريخية والنسبية بين الجزائر وتركيا، فقال أن أواصر الدين والدم والتاريخ والجوار تربطنا بتركيا وقال؟ أنها تركت لنا مساجد ومدارس وقدم تعزية باسمه للشعب التركي، وهي التعزية التي أثارت ضده المشايخ من كل مكان، واعتبروه ضد الخلافة الإسلامية، خاصة أن ما كتبه الشيخ بن باديس في الشهاب كان من آخر ما كتبه إعلاميا في حياته، هل أخطأ ابن باديس هل كان سوء تقدير وابتعاد عن الحدث؟ أم أن ما قاله هو عين الصواب لأن أبناء شيوخ السلفية في الحجاز ومصر يحترمون الآن رجب اردوغان ويصفونه بالعثماني الجديد رغم أنه يضع في مكتبه صورة كمال اتاتورك ويعتبره في كل خطبه وكتاباته أبا الترك وملهمه الأول؟