القصة كاملة : العميل "أ".. فريسة فتاة الموساد "الرقيقة"

JUGURTHA

عضو
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
3,441
التفاعل
4,784 1 0
القصة كاملة : العميل "أ".. فريسة فتاة الموساد "الرقيقة"

9998370459.jpg

تاريخ النشر : 201-03-12
رام الله - دنيا الوطن
فتح جهاز الحاسوب.. تصفح الإنترنت قليلا.. عثر على موقع إلكتروني يروج لجائزة بقيمة عشرة ملايين دولار.. أضاف رقم هاتفه المحمول وبريده الإلكتروني ومنطقة سكناه, فكانت البداية للسقوط في فخ العمالة.

ارتبط الشاب الفلسطيني (أ) ويبلغ من العمر 28 عاماً، بالاحتلال "الاسرائيلي" منتصف يونيو عام 2009 وتخابر لصالح "إسرائيل" ثلاثة أعوام ونصف، قبل أن يقع في شباك أجهزة الأمن الفلسطينية قبل نحو شهرين.

أشار العميل (أ) بسبابته لأهداف عدة في غزة وأدلى لجهاز المخابرات "الاسرائيلية" -الموساد- بمعلومات متنوعة عن المقاومة, والحكومة, وأحصى بعينيه صفات مبان فلسطينية, مقابل ثمن بخس دراهم معدودة!.

بدأ (أ) بالانحدار نحو هاوية التخابر جراء حالة الفراغ التي يعيشها عقب استنكافه عن العمل في الأجهزة الأمنية, بعد إنهاء ظاهرة الفوضى والفلتان الأمني في القطاع عام 2007, أو ما يعرف بالحسم العسكري.

كان الفضول يدفع (أ) للغوص في أعماق المواقع الإلكترونية التي يمكن من خلالها تحميل الأغاني والأفلام وجلها من فلسطين المحتلة عام 1948.

الطريق للهاوية
وفي تفاصيل الارتباط مع الاحتلال, قال العميل (أ) في حديث لـ"الرسالة نت": "سجلت بياناتي الشخصية ورقم هاتفي في موقع يقدم جائزة مالية لمن يدلي بمعلومات عن الجندي الأسير في القطاع آنذاك بهدف التسلية".

وأضاف أنه "بعد 20 يوما تلقى اتصالا هاتفيا من رقم أورانج إسرائيلي فإذا بفتاة تحدثه بلطف ورقة متناهية, فخرج من المنزل ليبتعد عن مسمع زوجته, وقضى نصف ساعة في التعرف عليها".

ركزت الفتاة في المحادثة الأولى مع العميل (أ) على تاريخ ولادته, ومكان إقامته, وما الذي يحبه, وألمحت له أنها حصلت على رقم هاتفه من خلال الموقع الذي أضاف بياناته الشخصية فيه.

قبيل لحظات من انتهاء المكالمة الساخنة بين الفتاة والعميل (أ) قدمت له هدية, بمثابة بطاقات شحن للرصيد.

حُب السراب
وبعد ثلاثة أيام اتصلت فتاة الموساد بالعميل (أ) وغمرته بمشاعر وأحاسيس كاذبة لتخدير عقله والسيطرة على سلوكه, وأمرته بشراء شريحة أورانج "إسرائيلية" لتسهيل التواصل بينهما.

توجه العميل (أ) لأحد الأسواق الشعبية في مدينة غزة, واشترى الشريحة من الباعة المتجولين التزاما بوصية عشيقته الوهمية حتى لا تُحفظ صورته في ذهن أي من أصحاب محلات الهواتف النقالة!.

عاد للبيت وأدخل شريحة الأورانج لهاتفه واتصل بالفتاة مجددا وبعد حوار مطول بينهما طلبت منه أن يتعرف على صديق لها؛ فكان لها ما تمنت, فأوصاه الصديق خلال حديثهما بتقوية علاقاته بالحسناء حسب وصفه.

استجاب بسهولة
حمل الوصية وكأنها دين في رقبته, وعاد للحديث مع الفتاة في الوقت ذاته فصارحته بهدوء وجرأة أنها من المخابرات "الاسرائيلية"!.

أغلق (أ) الهاتف فور سماع النبأ ليومين جراء الصدمة!؛ لكنه فتحه في اليوم الثالث وتواصل مع فتاة الموساد لطربه بصوتها, وأبدى استعداده للتعاون معها فأعطته من طرف اللسان حلاوة.

وبعد ثلاثة أيام من المكالمة الأخيرة, اتصلت به وطلبت منه أن يزودها برقم هويته واسمه كاملا فأرسل البيانات المطلوبة برسالة SMS دون أي تردد.

تلون وجه العميل (أ) عندما وصل للمنعطف الذي غير مسار حياته, وضرب جبينه بكفه قائلا: "كان هدفي التعارف تورطت بعلاقة أكبر مما كنت أتخيل".

نقطة ألا عودة
انتهى دور الفتاة "الإسرائيلية" عند هذا الحد, وانتقل من مسؤوليتها إلى مسؤولية رجل المخابرات الذي يدعى "أبو فادي".

اتصل الأخير بالعميل وحدثه عن قدرات المخابرات "الاسرائيلية" ودقة قواعد البيانات المتوفرة لديها.

ودلل "أبو فادي" على ذلك بمعرفته في قصة احتجاز العميل (أ) ليومين وهو في سن العاشرة من عمره بسجون السلطة لدخوله إلى حفل غنائي بمدينة غزة عن الأسوار لتجنب دفع تذكرة الدخول.

انهارت قوى العميل (أ) أمام ما سمع من ضابط المخابرات حول التفاصيل الدقيقة عن حياته, وعبر له عن دهشته من طريقة وصول هذه المعلومة للاحتلال!.

المال والمعلومة
سأل رجل المخابرات العميل (أ) عن وضعه المادي فادعى أنه ضعيف جدا طمعا في الحصول على المال مقابل المعلومة.

وضعت المخابرات "الاسرائيلية" للعميل (أ) مبلغا من المال فيما تسمى "بالنقطة الميتة" وأرشته لطريقة الوصول إليه وما الذي يرتديه, ويحمله في يده, وكيف يلتقط المبلغ ويعود لبيته!.

حصل العميل (أ) على المال وبدأ بضخ المعلومات للاحتلال عن تحركات رجال المقاومة وأنواع المركبات التي يتحركوا بها وألوانها وأرقام لوحاتها, وتحرى أيضا عن أسماء من تجندهم الأجنحة العسكرية في صفوفها.

وخلال فترة العمل مع الاحتلال كان يتعرف العميل (أ) في كل عام على رجل جديد من المخابرات "الإسرائيلية" بأسماء وألقاب مختلفة.

براعة الإحصاء
طبيعة عمل العميل (أ) جعلته يمارس الرياضيات ليلا ونهارا وهو يحصي طوابق البنايات التي يطلب منه التحري عنها خلال عملية عامود السحاب "الإسرائيلية" على غزة أو ما تعرف فلسطينيا بمعركة "حجارة السجيل".

لجأ العميل (أ) لشراء سيارة بالتقسيط وعمل سائقا في مكتب "تاكسيات" بمدينة غزة مستغلا عمله في الإداء بمعلومات عن بعض زبائنه وتحركاتهم ومراقبة قيادات ورموز فلسطينية.

وتعرضت أمكان عدة من التي تحرى عنها العميل (أ) للقصف خلال العدوان على غزة, إلا أنه نفي لـ"الرسالة نت" تسببه بالقصف مبررا ذلك بالقول: "أنا لا أعمل وحدي مع إسرائيل".

وخسر العميل (أ) الأموال التي حصل عليها من الاحتلال في تبديل المركبات بين الحين والآخر كما أنه يتحمل الآن ديونا كبيرة؛ لأن المال الحرام يجرف الحلال كما يقول.

زيارة "إسرائيل"
بعد عامين من التخابر لصالح الاحتلال طُلب من العميل (أ) زيارة "إسرائيل" فوافق واتبع خطة المخابرات "الإسرائيلية" فوصل الحدود مع القطاع وكان في استقباله عدد من أفرادها.

نقل العميل (أ) إلى فندق فاره يزعم أنه في قاعدة عسكرية, ومكث ثلاثة عشر يوما وقابل خلالها 6 ضباط "إسرائيليين" كما عرض على جهاز "فحص الكذب" وبعدها دُرب على معدات للمراقبة.

عمل بالخارج
أعجب الاحتلال بقدراته فقرر أن يستغله للتجسس على إحدى الدول العربية المجاورة للقطاع, مقابل الإقامة والمال والبيت والتجارة الحرة إلى جانب إحضار زوجته وأطفاله الثلاثة.

وافق العميل (أ) على العرض "الاسرائيلي" وانتقل للدولة العربية –نتحفظ على ذكر اسمها- عن طريق عملاء للاحتلال جهزوا له الأوراق الرسمية اللازمة.

عمل العميل (أ) لشهرين قبل نقل زوجته وأطفاله له, وكانت عائلته لا تعرف مصيره وأين يقيم.

لم يحتمل فراق العائلة بحسب ادعائه, فاتصل بأهله وروى لهم راوية كاذبة حول ما وصفه باختطافه ونقله إلى "إسرائيل" على يد مجهولين ومن ثم إلى الدولة التي حدثهم منها.

وأوضح العميل (أ) في حديثه لـ"الرسالة نت" أنه حتى اللحظة لا يعرف دوافع عودته للقطاع, وكيف اتخذ القرار وهو يعلم حجم الجرم الذي ارتكبه بحق شعبه ووطنه وعقوبته, قائلا: "شعرت أني نمت في تلك الدولة واستيقظت في غزة"!.

لحظة الاعتقال
جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة بغزة بدوره, يتابع بدقة تحركات العملاء ويرصدها, وكانت لديه شكوك حول العميل (أ) قبل مغادرته القطاع بحسب قوله.

اعتقل الجهاز العميل (أ) فور عودته إلى غزة, وجرى مواجهته بالتهم المنسوبة إليه فأقر بها جميعا.

العميل (أ) أبدى ندمه الشديد لعدم تسليم نفسه للأمن الداخلي خلال "الحملة الأولى لمكافحة التخابر مع الاحتلال" في مايو عام 2010.

وحث كل من تورط في وحل العمالة أن يسلم نفسه في الحملة الجديدة لمكافحة التخابر مع "إسرائيل" التي أطلقتها وزارة الداخلية؛ وعدم التمادي في خيانة الوطن والشعب.

كما تمنى من داخل سجنه لدى الأجهزة الأمنية في غزة, أن يقلع الشبان عن الاستخدام السيئ لأدوات الاتصال؛ وخاصة الإنترنت, والهاتف المحمول, قائلا: "لا يعمر ظالم وخائن لوطنه على أرض فلسطين".

http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/03/12/370514.html
 
عودة
أعلى