- إنضم
- 3 ديسمبر 2008
- المشاركات
- 1,545
- التفاعل
معدات مكافحة القرصنة البحرية
تعمل القوات العسكرية الدولية منذ بضع سنوات بعيدا عن الساحل الصومالي في محاولة لتجربة احتواء تهديد القرصنة ودعم الجهود على الشاطىء لاحلال الامن في بلد اصابته المجاعة وحُرم لمدة اكثر من ٢٠ سنة من حكومة فعالة.
القرصنة التي انطلقت من الصومال، تورطت في المحيط الهندي في مشكلة منذ اكثر من عقد من الزمن، وكانت خلال العام ٢٠١١ تجري على مستوى يقدر بنحو ١٢٧ هجوما على الشحن الدولي. وقد نجح نحو ٢٠% من هذه الهجمات في الاستيلاء على السفن والقبض على اطقمها وحمولتها ومن ثم اطلاقها مقابل فدية. وقد استولى القراصنة في بعض الوقت على ٣٥ سفينة وعلى ٩٠٠ بحار تقريبا. وقال احد كبار الضباط البحريين، الذي اشترك في عمليات مكافحة القرصنة، ان هذه المغانم تساوي ثلاث طائرات (Boeing 747) في الخطوط الجوية، وهذه السفن تختطف على اساس دائم تقريبا.
لما كانت هذه الهجمات تقع قبل خمس سنوات قرب المياه الساحلية الصومالية الى حد كبير، فانها حاليا تقع عبر معظم المحيط الهندي الشمالي وفي البحر الاحمر، وصولا الى بحر العرب وبعيدا عن ساحل عمان باتجاه جزر السيشل.
يزداد القراصنة حنكة بصورة متزايدة ويستعملون ادوات الملاحة بالاقمار الاصطناعية، ويدخلون الى نظام التعريف الاوتوماتيكي (AIS) والنظم الالكترونية، لمتابعة السفن وتحديدها للاستيلاء عليها، ويأسرون السفن الكبيرة لتمثل دور السفن الام لتوسيع مدى العمليات اكثر عبر المحيط الهندي.
معدات مكافحة القرصنة
اخذ المالكون والمشغلون للسفن التجارية يتحولون ايضا الى التكنولوجيا الجديدة والادوات المجربة لتأمين الحماية من القراصنة. اما بالنسبة للاطقم ومالكي السفن التجارية، فان التركيز كان على ما يدعى الاسلحة غير الفتاكة، نظرا للمواضيع القانونية المتعلقة بتسليح الاطقم المدنية والقلق حيال مقتل اعضاء الطاقم، اذا القي القبض عليهم بعد الاقتتال بالسلاح الذي يقتل فيه او يجرح فيه أيٌ من القراصنة.
خط الدفاع الاول الاكثر شيوعا ضد القراصنة هو استعمال خراطيم المياه. وهذا يقتضي من طاقم السفينة التجارية الصعود الى متن السفينة وادارة مضخات سحب المياه الكبيرة في غرفة المحركات واستعمال مياه البحر المضغوطة لاجبار القراصنة على الابتعاد عن سلالم الصعود الى متن السفينة.
اما خط الدفاع الثاني، فهو ادوات تمنع القراصنة فيزيائيا من الصعود على متون السفن التجارية. وان نظام التحريم المتحرك لمعهد البحوث في الجنوب الغربي (SRIMDS) هو زيت زلق في علبة، وهو عبارة عن مادة غرائية منزلقة، ووحل ومياه تجعل السطوح زلقة كالجليد الرطب، وقد اطلق عليها تعبير المادة المقاومة للجر (ATM) او الرغوة الزلاقة غير الفتاكة التي تمنع القراصنة من تسلق جنبات السفن. وفي حال استعمالها، فسوف تحط المادة او توهن قدرة الخصم على الحركة. وبالنسبة للاستعمالات الداخلية، يمكن استعمالها على السطوح المسطحة والملساء الخالية من المسام. مثل ارضيات اللينوليوم والبلاط والارضيات الخشبية او الادراج، التي تعيق حركة القراصنة اكثر. وخط الدفاع الثالث هو السياج المكهرب الذي يزيد من امن السفينة، من انتاج شركة (Secure Marine). وهذا السياج يقتضي انشاء اسلاك مجهزة بطاقة كهربائية بقوة ٩٠٠٠ فلط حول السفينة تمنح صدمة عنيفة لاي شخص يلمس السياج.
اذا لم يكن لهذه التدابير المضادة للصعود على متن السفينة المفعول المرغوب فيه، يمكن عندئذ لاطقم السفن التحول الى ما يدعى الاسلحة غير الفتاكة، مثل الذخيرة الجاهزة للتحكم بالجمهور (MCCM)، التي طورتها وزارة الدفاع الاميركية، وهي مماثلة في العمل الى لغم بحدين، انما تطلق مفعولا غير فتاك على التهديد باطلاق ضربة قوية لا تخترق الجسم بقذائف مطاطية ثانوية متعددة ٦٠٠. وتتمتع هذه القذيفة بمجموعة واسعة من القدرات بالنسبة لتنفيذ القانون وعمليات التوقيف العسكرية الاميركية. وتشكل في التحكم بالجمهور قدرة مضادة للاشخاص غير فتاكة يمكن ان تستعمل لمنع الاحتكاك وفرض منطقة عازلة مسافة بعيدة كما تشكل عرضا لمظهر القوة.
صممت هذه القذيفة لاطلاقها في وسط تجمع تهديدات الشباب على مسافة ٥ الى ١٥ مترا، ولها قوس اطلاق يغطي ٦٠ الى ٨٠ درجة. ويمكن مزج هذا النوع من الامن مع رمانات الذهول وقذائف الخرطوش والرصاص المطاطي و (Tasers) والاسلحة الاخرى غير الفتاكة. وهي سهلة الاستعمال بصورة معقولة، وغير باهظة التكاليف نسبيا، الا انها تقتضي فعلا ان يكون البحار مدربا تدريبا صحيحا.
اما اداة (TBL-37)، التي تصنعها شركة (Bates & Dittus LLC)، فتشكل منصة عتاد اقل من فتاك، تطلق دخانا وبالونات حرارية وشحنات متفجرة منخفضة المفعول تردع وتؤخر احتمال صعود المتسلقون الى السفينة والقذيفة موضوعة ضمن مخزن عيار ٣٧ ملم، وتأتي بلون اسود داكن، واذا استخدمت بطريقة صحيحة فانها وهي تشكل قطعة تهديد قوي المفعول.
يشكل مدفع الابهار (Dazzle Gun) احدث تكنولوجيا غير فتاكة، طورتها مديرية الطاقة الموجهة في مختبر البحوث في سلاح الجو الاميركي، تستعمل نظاما ليزريا بموجتين طويلتين. يمسك باليد ويشغله مشغل واحد للدفاع عن المحيط. وان الضوء الليزري المستعمل في السلاح يضعف مؤقتا المعتدين بالاضاءة على عيونهم، وانبهارهم، وشل قدرتهم على رؤية مصدر الليزر. وقد سلم اول نموذجين من نظام توقيف الافراد (Personnel Halting) والرد المثير (Stimulation Response)، او (PHaSR)، الى مديرية الاسلحة غير الفتاكة المشتركة الاميركية في ولاية فرجينيا لتجربته في اوائل عام ٢٠١٢. واضافة الى مدفع ليزري يركب على العربات والسفن، يمكن ايضا تجهيز الطوافات به (Dazzle Array)، ويمكن ان تركب الشركات مدافع الليزر هذه قريبا على جوانب سفنها.
ان تكنولوجيا التحريم النشط (ADT) هي ايضا تكنولوجيا غير فتاكة، تستعمل طاقة الكترونية مغنطيسية بموجة ملليمترية لوقف وردع خصم متقدم من مسافة بعيدة نسبيا، ومن المتوقع ان تنقذ حياة الكثيرين بتأمين طريقة توقف الافراد دون الحاق الاذى بهم، قبل ان تتطور الامور الى مواجهة مميتة. وقد طور هذه التكنولوجيا مختبر البحوث في سلاح الجو الاميركي ومديرية الاسلحة غير الفتاكة المشتركة في وزارة الدفاع الاميركية. وقد انفق على هذه التكنولوجيا ٤٠ مليون دولار تقريبا على مدى السنوات العشر الماضية. وقد جُرّبت هذه التكنولوجيا على المراسلين وكان تأثيرها ايجابيا، لكن يجب ان تحظى باستعمال واسع الانتشار على متون السفن.
اما القارب السريع (Protector)، الذي يتم التحكم به من بعيد ويأتي مجهزا برشاش عيار ٦٢،٧ ملم، فلم يكن اصلا يعني عمليات مكافحة القرصنة. واستنادا الى صانعه، وهي شركة (BAE Systems)، فان قارب الروبوت يمكن ان يقوم بذلك الدور بسهولة. وعوضا عن نشره بواسطة سفينة حربية لاعتراض سفينة قادمة، وربما اطلاق النار عليها، يمكن استعمال نموذج من قارب (Protector) غير الفتاك للتحري فقط عن تهديد محتمل او انذار القراصنة.
ان التكتيك الملائم للقراصنة في الايام الحالية هو اطلاق نداء استغاثة، ثم اقامة كمين لاي سفينة ترد على نداء الاستغاثة. ويمكن ان يوجه قارب (Protector) دون قيادة من بعيد، على نحو ١٠ اميال، مجهزا بمستشعرات كافية ومكبرات صوت ومايكروفونات لاجراء اتصال مع السفينة قبل فوات الاوان.
تشكل اداة (Acoustic Devic) البعيدة المدى، التي طورتها شركة (LRAD)، اداة صوتية موجهة بعيدة المدى للترحيب والانذار، كما صممت للاتصال بالسلطة وبوضوح عال استثنائيا في شعاع بقياس ١٥ - ٣٠ درجة. ويمكن ان تصدر الاداة (LRAD) تحديا شفهيا مع تعليمات عن بعد يتجاوز ٥٠٠ متر ويتمتع بقدرة على المتابعة بلهجة انذار تؤثر على السلوك او تحدد القصد.
ان قدرة الاداة على الاتصال بالسلطة بصورة اكيدة على الارض او في البحر اخذت تثبت على انها فعالة كثيرا في ايجاد اوضاع سالمة من خلال اوضاع مشكوك فيها، وقد استعملت الاداة (LRAD) للمرة الاولى في اوائل تشرين الثاني/نوفمبر عام ٢٠٠٥ لاحباط هجوم قراصنة على سفينة - جوالة (Seabourn Cruise Line Luxury). وقد تم تركيب النظام بوصفه جزء من النظم الدفاعية على السفينة، وجرى تنشيطه عندما هاجم القراصنة السفينة بقذائف (RPGs) على بعد ١٦٠ كلم من الساحل الصومالي. وقد فشل القراصنة في الصعود على متنها.
وباعتبار انه ليس سلاحا من الناحية التقنية، يمكن تجهيز محطة (Radio Zeeland DMP Americas) بنظم كشف باكر بحرية تؤمن ردعا فعالا. وهذا الحل المتقن فنيا يدمج محيط شبكة المستشعرات وكاميرات الرؤية المعقدة للمتابعة في النهار/الليل التي تعمل بالاشعة تحت الحمراء بالمعدات الرادارية. وان العامل الذي يؤدي الى النجاح هو المراقبة الفعالة في كل انحاء السفينة. كما ان المراقبة البعيدة الاختيارية في موقع مركزي او في مقر شركة هي متاحة ايضا. وتقدم الخيارات الاضافية تدابير مضادة يمكن لدى استعمالها تسليح سفينة بادوات تكنولوجية ضرورية للمساعدة في تحاشي استيلاء القوات المعادية على السفينة.
الا ان السلاح الاشد فعالية غير الفتّاك المستخدم على مسافات بعيدة، ويتغلب على القراصنة هو استعمال المركبات الجوية دون طيار لمراقبة مساحة شاسعة في البحر حول السفينة التجارية. وان مركبة (SuperFly) من شركة (AeroMech Engineering Inc.) هي مركبة صغيرة سهلة الحمل تطلق باليد وتضع قدرات كبيرة في ميزانيات صغيرة. وتجمع المركبة (SuperFly)، التي تتمتع بسرعة تبلغ ٦٥ عقدة بتصميم جاهز للعمل، وهي توفر معلومات سريعة ومميزة وسط حاجات مهام تتغير باستمرار. ويمكن استعمال المركبات الجوية، اضافة الى البحث عن القراصنة، للمساعدة في البحث والانقاذ او في مراقبة الحركة البحرية في المناطق البحرية المكتظة.
تحتاج كل هذه التكنولوجيا الجديدة لمكافحة القرصنة لتكون فعّالة الى دمجها في شبكة دفاعية متماسكة يتحكم فيها مشغلون مهرة وذوو خبرة، وان مالكي السفن التجارية يتفهمون هذا ايضا، ويتحولون الى قطاع الامن الخاص ليزودهم بالخبرة لحماية سفنهم. وتشكل مكافحة القرصنة قطاعا ديناميكيا لدرجة كبيرة، يتحرك بسرعة في السوق الدفاعية والأمنية العالمي.
تعمل القوات العسكرية الدولية منذ بضع سنوات بعيدا عن الساحل الصومالي في محاولة لتجربة احتواء تهديد القرصنة ودعم الجهود على الشاطىء لاحلال الامن في بلد اصابته المجاعة وحُرم لمدة اكثر من ٢٠ سنة من حكومة فعالة.
القرصنة التي انطلقت من الصومال، تورطت في المحيط الهندي في مشكلة منذ اكثر من عقد من الزمن، وكانت خلال العام ٢٠١١ تجري على مستوى يقدر بنحو ١٢٧ هجوما على الشحن الدولي. وقد نجح نحو ٢٠% من هذه الهجمات في الاستيلاء على السفن والقبض على اطقمها وحمولتها ومن ثم اطلاقها مقابل فدية. وقد استولى القراصنة في بعض الوقت على ٣٥ سفينة وعلى ٩٠٠ بحار تقريبا. وقال احد كبار الضباط البحريين، الذي اشترك في عمليات مكافحة القرصنة، ان هذه المغانم تساوي ثلاث طائرات (Boeing 747) في الخطوط الجوية، وهذه السفن تختطف على اساس دائم تقريبا.
لما كانت هذه الهجمات تقع قبل خمس سنوات قرب المياه الساحلية الصومالية الى حد كبير، فانها حاليا تقع عبر معظم المحيط الهندي الشمالي وفي البحر الاحمر، وصولا الى بحر العرب وبعيدا عن ساحل عمان باتجاه جزر السيشل.
يزداد القراصنة حنكة بصورة متزايدة ويستعملون ادوات الملاحة بالاقمار الاصطناعية، ويدخلون الى نظام التعريف الاوتوماتيكي (AIS) والنظم الالكترونية، لمتابعة السفن وتحديدها للاستيلاء عليها، ويأسرون السفن الكبيرة لتمثل دور السفن الام لتوسيع مدى العمليات اكثر عبر المحيط الهندي.
معدات مكافحة القرصنة
اخذ المالكون والمشغلون للسفن التجارية يتحولون ايضا الى التكنولوجيا الجديدة والادوات المجربة لتأمين الحماية من القراصنة. اما بالنسبة للاطقم ومالكي السفن التجارية، فان التركيز كان على ما يدعى الاسلحة غير الفتاكة، نظرا للمواضيع القانونية المتعلقة بتسليح الاطقم المدنية والقلق حيال مقتل اعضاء الطاقم، اذا القي القبض عليهم بعد الاقتتال بالسلاح الذي يقتل فيه او يجرح فيه أيٌ من القراصنة.
خط الدفاع الاول الاكثر شيوعا ضد القراصنة هو استعمال خراطيم المياه. وهذا يقتضي من طاقم السفينة التجارية الصعود الى متن السفينة وادارة مضخات سحب المياه الكبيرة في غرفة المحركات واستعمال مياه البحر المضغوطة لاجبار القراصنة على الابتعاد عن سلالم الصعود الى متن السفينة.
اما خط الدفاع الثاني، فهو ادوات تمنع القراصنة فيزيائيا من الصعود على متون السفن التجارية. وان نظام التحريم المتحرك لمعهد البحوث في الجنوب الغربي (SRIMDS) هو زيت زلق في علبة، وهو عبارة عن مادة غرائية منزلقة، ووحل ومياه تجعل السطوح زلقة كالجليد الرطب، وقد اطلق عليها تعبير المادة المقاومة للجر (ATM) او الرغوة الزلاقة غير الفتاكة التي تمنع القراصنة من تسلق جنبات السفن. وفي حال استعمالها، فسوف تحط المادة او توهن قدرة الخصم على الحركة. وبالنسبة للاستعمالات الداخلية، يمكن استعمالها على السطوح المسطحة والملساء الخالية من المسام. مثل ارضيات اللينوليوم والبلاط والارضيات الخشبية او الادراج، التي تعيق حركة القراصنة اكثر. وخط الدفاع الثالث هو السياج المكهرب الذي يزيد من امن السفينة، من انتاج شركة (Secure Marine). وهذا السياج يقتضي انشاء اسلاك مجهزة بطاقة كهربائية بقوة ٩٠٠٠ فلط حول السفينة تمنح صدمة عنيفة لاي شخص يلمس السياج.
اذا لم يكن لهذه التدابير المضادة للصعود على متن السفينة المفعول المرغوب فيه، يمكن عندئذ لاطقم السفن التحول الى ما يدعى الاسلحة غير الفتاكة، مثل الذخيرة الجاهزة للتحكم بالجمهور (MCCM)، التي طورتها وزارة الدفاع الاميركية، وهي مماثلة في العمل الى لغم بحدين، انما تطلق مفعولا غير فتاك على التهديد باطلاق ضربة قوية لا تخترق الجسم بقذائف مطاطية ثانوية متعددة ٦٠٠. وتتمتع هذه القذيفة بمجموعة واسعة من القدرات بالنسبة لتنفيذ القانون وعمليات التوقيف العسكرية الاميركية. وتشكل في التحكم بالجمهور قدرة مضادة للاشخاص غير فتاكة يمكن ان تستعمل لمنع الاحتكاك وفرض منطقة عازلة مسافة بعيدة كما تشكل عرضا لمظهر القوة.
صممت هذه القذيفة لاطلاقها في وسط تجمع تهديدات الشباب على مسافة ٥ الى ١٥ مترا، ولها قوس اطلاق يغطي ٦٠ الى ٨٠ درجة. ويمكن مزج هذا النوع من الامن مع رمانات الذهول وقذائف الخرطوش والرصاص المطاطي و (Tasers) والاسلحة الاخرى غير الفتاكة. وهي سهلة الاستعمال بصورة معقولة، وغير باهظة التكاليف نسبيا، الا انها تقتضي فعلا ان يكون البحار مدربا تدريبا صحيحا.
اما اداة (TBL-37)، التي تصنعها شركة (Bates & Dittus LLC)، فتشكل منصة عتاد اقل من فتاك، تطلق دخانا وبالونات حرارية وشحنات متفجرة منخفضة المفعول تردع وتؤخر احتمال صعود المتسلقون الى السفينة والقذيفة موضوعة ضمن مخزن عيار ٣٧ ملم، وتأتي بلون اسود داكن، واذا استخدمت بطريقة صحيحة فانها وهي تشكل قطعة تهديد قوي المفعول.
يشكل مدفع الابهار (Dazzle Gun) احدث تكنولوجيا غير فتاكة، طورتها مديرية الطاقة الموجهة في مختبر البحوث في سلاح الجو الاميركي، تستعمل نظاما ليزريا بموجتين طويلتين. يمسك باليد ويشغله مشغل واحد للدفاع عن المحيط. وان الضوء الليزري المستعمل في السلاح يضعف مؤقتا المعتدين بالاضاءة على عيونهم، وانبهارهم، وشل قدرتهم على رؤية مصدر الليزر. وقد سلم اول نموذجين من نظام توقيف الافراد (Personnel Halting) والرد المثير (Stimulation Response)، او (PHaSR)، الى مديرية الاسلحة غير الفتاكة المشتركة الاميركية في ولاية فرجينيا لتجربته في اوائل عام ٢٠١٢. واضافة الى مدفع ليزري يركب على العربات والسفن، يمكن ايضا تجهيز الطوافات به (Dazzle Array)، ويمكن ان تركب الشركات مدافع الليزر هذه قريبا على جوانب سفنها.
ان تكنولوجيا التحريم النشط (ADT) هي ايضا تكنولوجيا غير فتاكة، تستعمل طاقة الكترونية مغنطيسية بموجة ملليمترية لوقف وردع خصم متقدم من مسافة بعيدة نسبيا، ومن المتوقع ان تنقذ حياة الكثيرين بتأمين طريقة توقف الافراد دون الحاق الاذى بهم، قبل ان تتطور الامور الى مواجهة مميتة. وقد طور هذه التكنولوجيا مختبر البحوث في سلاح الجو الاميركي ومديرية الاسلحة غير الفتاكة المشتركة في وزارة الدفاع الاميركية. وقد انفق على هذه التكنولوجيا ٤٠ مليون دولار تقريبا على مدى السنوات العشر الماضية. وقد جُرّبت هذه التكنولوجيا على المراسلين وكان تأثيرها ايجابيا، لكن يجب ان تحظى باستعمال واسع الانتشار على متون السفن.
اما القارب السريع (Protector)، الذي يتم التحكم به من بعيد ويأتي مجهزا برشاش عيار ٦٢،٧ ملم، فلم يكن اصلا يعني عمليات مكافحة القرصنة. واستنادا الى صانعه، وهي شركة (BAE Systems)، فان قارب الروبوت يمكن ان يقوم بذلك الدور بسهولة. وعوضا عن نشره بواسطة سفينة حربية لاعتراض سفينة قادمة، وربما اطلاق النار عليها، يمكن استعمال نموذج من قارب (Protector) غير الفتاك للتحري فقط عن تهديد محتمل او انذار القراصنة.
ان التكتيك الملائم للقراصنة في الايام الحالية هو اطلاق نداء استغاثة، ثم اقامة كمين لاي سفينة ترد على نداء الاستغاثة. ويمكن ان يوجه قارب (Protector) دون قيادة من بعيد، على نحو ١٠ اميال، مجهزا بمستشعرات كافية ومكبرات صوت ومايكروفونات لاجراء اتصال مع السفينة قبل فوات الاوان.
تشكل اداة (Acoustic Devic) البعيدة المدى، التي طورتها شركة (LRAD)، اداة صوتية موجهة بعيدة المدى للترحيب والانذار، كما صممت للاتصال بالسلطة وبوضوح عال استثنائيا في شعاع بقياس ١٥ - ٣٠ درجة. ويمكن ان تصدر الاداة (LRAD) تحديا شفهيا مع تعليمات عن بعد يتجاوز ٥٠٠ متر ويتمتع بقدرة على المتابعة بلهجة انذار تؤثر على السلوك او تحدد القصد.
ان قدرة الاداة على الاتصال بالسلطة بصورة اكيدة على الارض او في البحر اخذت تثبت على انها فعالة كثيرا في ايجاد اوضاع سالمة من خلال اوضاع مشكوك فيها، وقد استعملت الاداة (LRAD) للمرة الاولى في اوائل تشرين الثاني/نوفمبر عام ٢٠٠٥ لاحباط هجوم قراصنة على سفينة - جوالة (Seabourn Cruise Line Luxury). وقد تم تركيب النظام بوصفه جزء من النظم الدفاعية على السفينة، وجرى تنشيطه عندما هاجم القراصنة السفينة بقذائف (RPGs) على بعد ١٦٠ كلم من الساحل الصومالي. وقد فشل القراصنة في الصعود على متنها.
وباعتبار انه ليس سلاحا من الناحية التقنية، يمكن تجهيز محطة (Radio Zeeland DMP Americas) بنظم كشف باكر بحرية تؤمن ردعا فعالا. وهذا الحل المتقن فنيا يدمج محيط شبكة المستشعرات وكاميرات الرؤية المعقدة للمتابعة في النهار/الليل التي تعمل بالاشعة تحت الحمراء بالمعدات الرادارية. وان العامل الذي يؤدي الى النجاح هو المراقبة الفعالة في كل انحاء السفينة. كما ان المراقبة البعيدة الاختيارية في موقع مركزي او في مقر شركة هي متاحة ايضا. وتقدم الخيارات الاضافية تدابير مضادة يمكن لدى استعمالها تسليح سفينة بادوات تكنولوجية ضرورية للمساعدة في تحاشي استيلاء القوات المعادية على السفينة.
الا ان السلاح الاشد فعالية غير الفتّاك المستخدم على مسافات بعيدة، ويتغلب على القراصنة هو استعمال المركبات الجوية دون طيار لمراقبة مساحة شاسعة في البحر حول السفينة التجارية. وان مركبة (SuperFly) من شركة (AeroMech Engineering Inc.) هي مركبة صغيرة سهلة الحمل تطلق باليد وتضع قدرات كبيرة في ميزانيات صغيرة. وتجمع المركبة (SuperFly)، التي تتمتع بسرعة تبلغ ٦٥ عقدة بتصميم جاهز للعمل، وهي توفر معلومات سريعة ومميزة وسط حاجات مهام تتغير باستمرار. ويمكن استعمال المركبات الجوية، اضافة الى البحث عن القراصنة، للمساعدة في البحث والانقاذ او في مراقبة الحركة البحرية في المناطق البحرية المكتظة.
تحتاج كل هذه التكنولوجيا الجديدة لمكافحة القرصنة لتكون فعّالة الى دمجها في شبكة دفاعية متماسكة يتحكم فيها مشغلون مهرة وذوو خبرة، وان مالكي السفن التجارية يتفهمون هذا ايضا، ويتحولون الى قطاع الامن الخاص ليزودهم بالخبرة لحماية سفنهم. وتشكل مكافحة القرصنة قطاعا ديناميكيا لدرجة كبيرة، يتحرك بسرعة في السوق الدفاعية والأمنية العالمي.
