وقعت النيجر مؤخراً اتفاقاً عسكرياً مع الولايات المتحدة الأمريكية، يسمح لواشنطن بنشر طائرات استطلاع دون طيار على أراضي تلك الدولة الوسط أفريقية. وتنفي الولايات المتحدة بشكل قاطع نيتها بارسال جنود الى تلك المنطقة. أي أن واشنطن ستحارب باستعمال الغير. وحسب الخبراء فان الاستراتيجية الأمريكية ضد الارهاب في المنطقة، هي مثال صارخ على هذا السلوك الذي أطلقت عليه بعض الألسنة في واشنطن وصف القيادة من خلف الظهر. وفحوى هذه السياسة يتجلى في تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للحليف. أما ما يخص العمليات العسكرية، فان الولايات المتحدة توكلها للبلدان المضطرة لحماية مصالحها الحيوية، وفي أغلب الأحيان هي حكومات البلدان التي تجري فيها النزاعات، والدول المجاورة لها. واذا كان ذلك غير كافٍ فان واشنطن ترى أن الدعم العسكري يجب أن يأتي من الدول الكبرى التي تربطها بذاك البلد صلات تاريخية. وفي وضع مالي، تم تنفيذ هذا السيناريو بحذافيره. الولايات المتحدة تقدم دعما كبيرا غير عسكري، بينما يقوم جيش مالي وبمساعدة دول أفريقية أخرى بتنفيذ العمليات العسكرية بالاعتماد على فرنسا، التي تدخلت في مستعمرتها السابقة بناء على نداء الاستغاثة الذي أطلقته مالي.
ويبدو أن واشنطن قد أخذت العبر من الحرب التي تخوضها دون انقطاع منذ 11 عاما في أفغانستان والعراق، حيث فقدت أكثر من 6 آلاف شخص، وكلفتها أكثر من تريليون دولار. ولا تريد واشنطن حسب مجلة "ايكونوميست" الدخول في حروب لانهاية لها، مع أعداء غير مرئيين، ومساعدة السكان المحليين غير الممتنين من ذلك. يقول فيكتور كريمينوك نائب رئيس معهد دراسات الولايات المتحدة وكندا: "ان فكرة الحرب باستخدام الأيادي الغريبة ظهرت منذ زمن طويل قبل اوباما. وكانت تظهر بعد انتهاء كل حملة غير موفقة لواشنطن في الخارج، كما حدث في فيتنام. وتتلخص تلك الاستراتيجية في استخدام الدول الأخرى، والقوى السياسية عن طريق دعمهم بالسلاح والمال، والخبرة، والاستفادة من قدراتهم ما أمكن ذلك. وقد تستخدم القوى الاستعمارية القديمة كفرنسا، أو الحركات المحلية، كما في بلدان الشرق الأوسط. وهذه السياسة تخفف من التدخل المباشر للولايات المتحدة وتخفض المصاريف الى أقل ما يمكن، بالاضافة الى تفعيل السياسة المناهضة للإرهاب". ويلفت فيكتور كريمينوك الانتباه، الى الاتجاهات الداخلية الجديدة في سياسة مكافحة الارهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة - تفتيت القاعدة الاجتماعية الحاضنة للإرهاب. ويورد الخبير الروسي مثالاً على ذلك، من خطاب الرئيس اوباما في لوس أنجلوس مؤخرا، حين دافع الرئيس الأمريكي عن التسوية القانونية لأوضاع 11 مليون من المهاجرين غير الشرعيين: "مادامت هذه الفئة تشعر بالاضطهاد والملاحقة، فهي بيئة ملائمة لتجنيد الارهابيين، ولكننا بتسوية وضعها القانوني سنستطيع تحييد هذه المجموعة البشرية الكبيرة، وجعلها لا تهتم لدعوات المتطرفين".
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/69251/
ويبدو أن واشنطن قد أخذت العبر من الحرب التي تخوضها دون انقطاع منذ 11 عاما في أفغانستان والعراق، حيث فقدت أكثر من 6 آلاف شخص، وكلفتها أكثر من تريليون دولار. ولا تريد واشنطن حسب مجلة "ايكونوميست" الدخول في حروب لانهاية لها، مع أعداء غير مرئيين، ومساعدة السكان المحليين غير الممتنين من ذلك. يقول فيكتور كريمينوك نائب رئيس معهد دراسات الولايات المتحدة وكندا: "ان فكرة الحرب باستخدام الأيادي الغريبة ظهرت منذ زمن طويل قبل اوباما. وكانت تظهر بعد انتهاء كل حملة غير موفقة لواشنطن في الخارج، كما حدث في فيتنام. وتتلخص تلك الاستراتيجية في استخدام الدول الأخرى، والقوى السياسية عن طريق دعمهم بالسلاح والمال، والخبرة، والاستفادة من قدراتهم ما أمكن ذلك. وقد تستخدم القوى الاستعمارية القديمة كفرنسا، أو الحركات المحلية، كما في بلدان الشرق الأوسط. وهذه السياسة تخفف من التدخل المباشر للولايات المتحدة وتخفض المصاريف الى أقل ما يمكن، بالاضافة الى تفعيل السياسة المناهضة للإرهاب". ويلفت فيكتور كريمينوك الانتباه، الى الاتجاهات الداخلية الجديدة في سياسة مكافحة الارهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة - تفتيت القاعدة الاجتماعية الحاضنة للإرهاب. ويورد الخبير الروسي مثالاً على ذلك، من خطاب الرئيس اوباما في لوس أنجلوس مؤخرا، حين دافع الرئيس الأمريكي عن التسوية القانونية لأوضاع 11 مليون من المهاجرين غير الشرعيين: "مادامت هذه الفئة تشعر بالاضطهاد والملاحقة، فهي بيئة ملائمة لتجنيد الارهابيين، ولكننا بتسوية وضعها القانوني سنستطيع تحييد هذه المجموعة البشرية الكبيرة، وجعلها لا تهتم لدعوات المتطرفين".
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/69251/