مفهوم وأهمية الروح المعنوية

uae-star

عضو
إنضم
3 ديسمبر 2008
المشاركات
1,545
التفاعل
229 0 0
مفهوم وأهمية الروح المعنوية



الروح المعنوية هي وسيلة لتحويل الهزيمة إلى نصر والنصر إلى هزيمة والجيوش تقهر حينما يأخذ اليأس طريقه إلى مقاتليها وهي أيضاً ( الحالة العقلية والنفسية للفرد في وقت معين وتحت تأثير ظروف معينة). فالفرد في ظرف معين وتحت تأثير ظروف معينة يكون شجاعاً متحمساً قوياً مفعماً بالرغبة الجامحة في مواجهة العدو والتصدي للأخطار، بينما تجده في ظرف آخر خائفاً، متردداً، فاقد القوة والنشاط لذلك فالحالة النفسية للفرد تنعكس على سلوكه إيجاباً أو سلباً .

كما تعرف الروح المعنوية بأنها (الحالة النفسية الراسخة في أعماق النفس في قالب شعوري داخلي نابع من صميم الفرد يحثه على القيام بعمله على أكمل وجه وهي محصلة عدة عوامل روحية وفكرية) ولهذا فهي سر أو بالأصح عامل نفسي جذوره وأساسه قوة إيمان الشخص المقاتل المتحلي بالصبر وقوة الإرادة كما بين الله عز وجل في القران الكريم قبل ما يزيد عن أربعة عشر قرن من الزمن عندما خاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله )يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ{65}. وفي الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الناس رجل ماسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة(أي صيحة خطر) طار إليها) رواه مسلم.


،،،على أن الإنسان وعلى مر التاريخ هو الذي يكسب الحرب وليس الآلة كما ان تطور السلاح لا يقلل من أهمية الإنسان، بل يزيد من أهميته، لأن النصر في المعركة متوقف على الإنسان وروحه المعنوية,,, و عرف وليم الخوالي في الموسوعة المختصرة في علم النفس والطب العقلي لحالة المعنوية فيقول: (هي درجة احتفاظ المرء بالثقة بنفسه والقناعة والثبات وعدم تزعزعه أو انهياره أمام المهمات)، وتعرف الروح المعنوية كذالك بانها حالة الفرد النفسية وروح الفريق والنظر إلى الجماعة على أنها قيمة إيجابية والرغبة في استمرارها والتوافق الشخصي مع الجماعة بربط الحاجات الضرورية بحاجات الجماعة).(3)
عرف الروح المعنوية مونتجمري: (أن أعظم عامل من العوامل المؤدية إلى تحقيق النجاح هو روح المقاتل انه لأمر هام وجوهري أن يفهم المرء إن المعارك إنما تكتسب أولاً وقبل كل شي في قلوب الرجال).

الروح المعنوية حالة نفسية وذهنية وجسديه تساعد الفرد والجماعة على تحمل الصعاب في المعارك ومقاومة العدو وبشجاعة واستبسال وفداء.

وعرفها أيضاً نابليون : (ليست الطرق التكتيكية هي التي تقرر مصير الحرب وإنما الروح المعنوية) وهذا يدل على أن الإنسان وعلى مر التاريخ هو الذي يكسب الحرب وليس الآلة كما ان تطور السلاح لا يقلل من أهمية الإنسان، بل يزيد من أهميته، لأن النصر في المعركة متوقف على الإنسان وروحه المعنوية.

الروح المعنوية في الإسلام

الروح المعنوية في الإسلام هي البناء النفسي بناءً عقائدياً وإرادة القتال على أساس الإيمان بالله ينتج عنه إرادة متميزة ورغبة وقناعة كاملة في القتال والتضحية لان الهدف رضاء الله والفوز بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة في سبيل الله.



أسس بناء الروح المعنوية ومصدرها ومظاهرها

كل بناء لابد أن يقوم على أسس وقواعد راسخة وقوية لكي يرتفع ويشمخ ويمتلك مقومات البقاء والبناء المعنوي للمقاتلين مثله مثل غيره من الأبنية يحتاج إلى أسس ومنطلقات قوية يستند عليها ويرتفع بها ويقاوم مختلف العوامل المؤثرة سلباً على بقائه وشموخه ولبناء الروح المعنوية العالية لدى المقاتلين هناك الكثير من الأسس التي يستطيع القائد وكافة المعنيين بتربية الجندي للعمل بها واستخدامها في تحقيق هذه الغاية وهذه الأسس هي:


أ . تنمية الاتجاهات النفسية الصحيحة لدى المقاتل.

يعرف الاتجاه النفسي بأنه ميل عام مكتسب يؤثر في دوافع الفرد ويوجه سلوكه كالميل إلى هدف وغاية معينة تجعل المقاتل يقبل بها ويرحب بها أو يعرض عنها ويتضمن الاتجاه النفسي الحكم وإبداء الرأي بالقبول أو الرفض وبالموافقة أو المعارضة والاتجاهات النفسية مكتسبة وليست فطرية، وينمي الإسلام في المقاتل الاتجاهات النفسية الإيجابية الصحيحة نحو فكرة إعداد القوة لحماية الدين والوطن كما يلي:

(1) بناء شخصية المقاتل المسلم على الإيمان والتوحيد في العقيدة والأخلاق والعمل على تنفيذ الواجبات.
(2)تحرير شخصية المقاتل من خوف الموت وحب الدنيا.
(3)توفير الصحة النفسية للمقاتل ليكون ذو شخصية سوية قادرة على التوافق مع نفسه ومع الجماعة التي ينتمي أليها.


ب . غرس عقيدة القتال.

تعرف بأنها مجموعة من المبادئ والأفكار والاتجاهات التي يعتنقها المقاتلون والتي يحاربون من أجلها أي أن عقيدة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأوطان هي جوهر العقيدة الفكرية الإسلامية وتتميز بالآتي:

(1)الثبات والاستقرار لأن الدين أثبت وأدوم من العقيدة السياسية.
(2)النبل والشرف والعدل في الغاية والوسيلة لأن العقيدة السياسية غالباً ما تخضع للأهواء والأطماع والمصالح.
(3)تولد أقوى الدوافع على الإطلاق لأن أي عقيدة سياسية مهما عظمت لا ترتقي إلى مستوى عقيدة الجهاد التي يجد فيها المجاهد الوسيلة إلى النصر والظفر بأمرٍ طاعة لله والدخول إلى جنة عرضها السماوات والأرض.
(4)تربية المقاتل على عدم التفاخر وحب الظهور والرغبة في الثناء.


جـ. ترسيخ عدالة القضية وشرف المهنة وسمو الهدف

،،،كلما أدرك المقاتل أن الحرب التي يخوضها حرب عادلة وأن الهدف الذي يقاتل من أجله يستحق التضحية بحياته كان صادق العزم في القتال قادراً على مواجهة أقسى التحديات,,, كلما أدرك المقاتل أن الحرب التي يخوضها حرب عادلة وأن الهدف الذي يقاتل من أجله يستحق التضحية بحياته كان صادق العزم في القتال قادراً على مواجهة أقسى التحديات, فالمقاتل المسلم يدرك أنه يخوض حرب عادلة وشريفة الأهداف والوسائل وبذلك تتوفر جميع الظروف المناسبة لبث الروح المعنوية وتتلخص في الآتي:

(1)شرف الاختيار فالمقاتل المسلم يدرك بفطرته السليمة تكريم المولى عز وجل باختياره لأشرف مهمة وهي الجهاد في سبيل الله قال تعالى (وَجَاهِدُواْ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ )

(2)إحساس الجندي المسلم بأنه جندي من جنود الله أي أن الجندي المجاهد يحارب أعداء الله ثم الوطن وليس هنالك أعظم من هذا الإحساس ولا أقوى من توفير الحوافز المعنوية والدوافع النفسية نحو الاستبسال في القتال والدفاع عن الوطن.

(3)الثقة بنصر الله أبلغ الحوافز المعنوية والدوافع النفسية تبلغ كمالها في نفس المقاتل بشعوره وثقته في معية الله لجنده الذين يقاتلون في سبيله قال تعالى:) وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ{47} .


د . الترغيب بالحياة العسكرية لدى الجندي

إن الجندي المسلم الذي تشبعت روحه بالإيمان والتقوى والتمسك بأخلاق الدين الحنيف والتي هي من أقوى الوسائل وأبلغ الأساليب أثراً في تربية الجندي وتشكيله دينياً ووطنياً وعسكرياً، وكذا توضيح القائد للجنود للمزايا والفوائد والخبرات والمهمات العسكرية والمهارات الشخصية وهذه المهارات والمزايا والفوائد كثيرة ومنها:

(1) إشعار الجندي بأنه ينتمي إلى أشرف وأقدس مؤسسة وطنية.
(2) تذكير الجندي وإقناعه بأن الجيش هو مصنع الرجال.
(3) تذكير الجندي وتعريفه بالخبرات الجديدة التي سيكتسبها.
(4) التعود على الانضباط الصارم الذي يستفيد منه.
(5) تحسين حالته المادية والمعيشية والصحية ورفع مستواه العلمي وغيره.
(6) ارتفاع مستواه في لياقته البدنية التي تساعده على بناء جسمه.


هـ . تنمية الإحساس بالخطر.

تتم التنمية المستمرة في نفس المقاتل بحب الوطن وكراهية العدو وبذلك تتكامل الحوافز التي تحركها كراهية العدو مع الحوافز التي يحركها حب الوطن إن أخطر ما تتعرض له الأوطان هي الغفلة عن الخطر المحدق بها من أعدائها والاستهانة بهذا الخطر قال تعالى:( وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ).


و . غرس الثقة لدى الجندي بنفسه وقيادته وسلاحه

تعتبر ثقة المقاتل بنفسه من حيث قدرته ومهارته القتالية وثقته بسلاح وبقيادته من أهم أسس بناء الروح المعنوية وتأتي هذه الثقة من عدة عوامل أهمها:

(1) المهارة العسكرية.
(2) التدريب القتالي الجيد .
(3) الانضباط العسكري الصارم.
(4) كفاءة القائد .
(5) القدرة العسكرية للوحدة.
(6) مستوى استعدادها القتالي.

ز . التعبئة المعنوية قبل الحرب وخلاله

،،،أثبت التاريخ أن اللحظات الفاصلة بين الهزيمة والنصر يقررها صمود الرجال الأقوياء والمؤمنين بعدالة قضيتهم أي الثبات في مواجهة تلك المواقف أكثر من الجانب الأخر لذا تهتم الجيوش بالتحصين المعنوي ضد شدائد الحرب وذلك بغرس روح الصبر في نفس المقاتل لأن الصبر هو قوة الإرادة والعزم الصادق والحزم الذي لا يلين فالمقاتل المسلم لابد أن يعود نفسه على الصبر والشدائد,,, تظهر الروح المعنوية في أوضح صورها في المواقف التي تتضمن الشدة والعنف، وقد أثبت التاريخ أن اللحظات الفاصلة بين الهزيمة والنصر يقررها صمود الرجال الأقوياء والمؤمنين بعدالة قضيتهم أي الثبات في مواجهة تلك المواقف أكثر من الجانب الأخر لذا تهتم الجيوش بالتحصين المعنوي ضد شدائد الحرب وذلك بغرس روح الصبر في نفس المقاتل لأن الصبر هو قوة الإرادة والعزم الصادق والحزم الذي لا يلين فالمقاتل المسلم لابد أن يعود نفسه على الصبر والشدائد وإيضاحها كالآتي:

(1) الإقدام بغير تردد وبعزيمة صادقة وهو يعلم أن الأمر ليس هيّناً ليّناً بل شيء خطير يوجب عليه تقديم النفس وحملها على التضحية .

(2) الصبر على البأس والشدة فإذا نزل الهول وبدأت المعركة يجب أن يكون المقاتل متوقعاً ومرتقباً لكل أهوال القتال فلا يفر عند الزحف قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ{15} وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{16}( ([4]) .

(3) الصبر عند النصر، إن المقاتل بحاجة إلى الصبر عند النصر أكثر مما هو في أي ظرف أخر فهو صبر النفس والعبرة نأخذها من غزوة أحد عندما ترك الرماة مواقعهم واندفعوا وراء الغنيمة فتغير مسار المعركة.

(4) الصبر على شظف العيش أثناء المعارك وهذا النوع مطلوب من المقاتل في ميدان المعركة وأفراد الشعب من ورائهم فالشدائد تحتاج إلى صبر فلا بد أن يكون الشعب الرديف الأول للمقاتلين وإن شعور المقاتل بأن الشعب سند له صامد في مواجهة الشدائد يمنح المقاتل قوةً وزاداً معنوياً.


ح. وضع الشخص المناسب في العمل المناسب

يعني إنه يجب على القائد أن يختار العمل أو يسند المهام لكل واحد من رجاله طبقاً لقدراته البدنية والفكرية والتخصصية .

ط . احترام كرامة الجندي.

تبين دراسات علم النفس العسكرية والتجارب الميدانية بأنه ليـس هناك شيء أصعب على نفس الجندي من أن تمس أو تهان كرامته فالإهانة للجندي تخفي في صدره قدراً كبيراً من الحقد والكراهية نحو قائده ولكي يحافظ القائد على كرامة جنوده واحترام شخصية كل واحد منهم يجب عليه مراعاة الآتي:
(1) الامتناع عن إهانة الجندي والمس بكرامته.
(2) منع الضباط والصف من استخدام الألفاظ البذيئة .
(3) توعية الجنود بعدم قبول أي إهانة من قبل الضباط مهما كانت رتبهم ومناصبهم .
(4) توعية القادة والضباط والصف المرؤوسين بأهمية المحافظة على كرامة الجنود واحترام كيانهم وقدراتهم.


ي . الاعتراف بالجهود ومكافأة أصحابها

إن الاعتراف بجهود الضباط والجنود ومكافئتهم هو من أهم الأسس في بناء ورفع الروح المعنوية لأن أكثر ما يحبط الضباط والجنود ويحطم معنوياتهم هو إهمال القائد لجهودهم أو عدم الاعتراف بها ومكافئتهم في الزمان والمكان المناسبين ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث يقول (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا إنكم قد كافأتموه) رواه البخاري.


ك . تحسين الحالة المعيشية للجندي.

إن أكثر ما تتأثر به الروح المعنوية لدى الجنود هي مستوى الحالة المعيشية والصحية والمادية التي يعيشونها وتدل الدراسات والخبرات الميدانية إن الجنود الذين يعيشون في مساكن جيده ونظيفة ويحصلون على وجبات غذائية نظيفة وكافية يتمتعون دائماً بمعنويات عاليه لذلك فإن القائد الناجح هو الذي يضع تحسين الظروف المعيشية لجنوده في مقدمة وصلب اهتماماته اليومية, كما إن اهتمام القائد بمشاكل جنوده الشخصية هي عنصر من عناصر بناء الروح المعنوية لدى الجندي الذي يحس بأنه محل عناية قائده.


مصدر المعنويات

أ . مصدر المعنويات ومنبعها هي الروح التي هي القوة الدافعة والمحركة للجسم فالإنسان ليس ذلك الهيكل الجسماني المشاهد فقط ولكنه جسم وروح مظهر وجوهر قبضة من طين الأرض ونفخة من روح الله قال تعالى(َإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ- فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ).
ب . الجسم بلا روح جثة هامدة لا يستطيع حراكاً ولا دفاعاً عن نفسه فضلاً أن يدافع عن غيره وإنما الروح هي التي تعطي للجسد الحياة والقدرة على العمل والتأثير والحركة وقد تفارق الروح الجسد مؤقتاً كما في النوم فيصير الجسد ميتاً الموتة الصغرى لا يحس بما حوله ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه كما لا يشعر بشيء وقد أطلق الله سبحانه وتعالى على النوم الوفاة حيث يقول الله تعالى( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) لذلك فإن الجسد لا يمتلك صفات مستقلة ولكن الروح هي التي تكسب الجسد الحياة والقدرة والحركة وتستغل إمكانيات الجسد المودعة فيه كالطيار الذي يقود الطائرة أو القبطان الذي يقود الباخرة أو سائق القطار أو السيارة ولولا الروح في الإنسان لكان جسماً هامداً جامداً لا دور له.


مظاهر المعنويات وقياسها

أ . مظاهر المعنويات العالية.
أهم مظاهر المعنويات العالية كالتالي:

• التماسك بين أفراد الوحدة بحيث يشكلون صفاً واحداً بدافع من أنفسهم لا مجرد خضوعهم للسلطة والأمر.
• الرغبة في العمل والترحيب بالتكاليف والأوامر الصادرة.
• حل الخلافات والصعوبات التي قد تؤدي إلى صراع وفرقة وإعادة التماسك بروح الفريق الواحد.
• العمل بروح الفريق الواحد في ظروف الحرب أو السلم .
• فهم الأهداف والوظائف والعمل على تحقيقها بتعاون كامل.
• اعتزاز الأفراد بوحدتهم بحيث يكونوا جسداً واحداً واختفاء الفردية والأنانية والعصبية.
• اعتزاز الأفراد بوحدتهم وعملهم وأنهم يؤدون رسالة سامية يضحون في سبيلها .
• عدم معارضة سياسة الدولة وأوامر القيادة العليا إلا للنصيحة أو التوضيح.
• عدم ظهور مواقف سلبية وكل ما يلاحظ ويظهر مواقف إيجابية .
• عدم ترديد الشائعات وعدم التأثر بالحرب النفسية المعادية.
• يلعب القائد دوراً بارزاً في المحافظة عليها وإبرازها وهو يتدخل باعتباره مربياً ويجب أن يكون الهدف الأول لكل القادة هو تنمية الروح المعنوية للمقاتلين.

ب . مظاهر المعنويات المنهارة.

تدني المعنويات تظهر بكل وضوح في الحالة النفسية السيئة والمعنوية المتردية للأفراد والوحدات وأهم تلك المظاهر فيما يلي:

• حالة الفوضى والعصيان أو التمرد.
• الغضب الذي يتصف أحيانا بطابع عدواني .
• التوتر النفسي والعصبي الناتج عن الصراع النفسي والفكري الداخلي.
• حالة الهروب والغياب المتكرر.
• عدم احترام الأوامر والاستهانة بالتعليمات والقوانين العسكرية والتهاون في تنفيذ الواجب.
• ممارسة السرقة وبيع المعدات العسكرية والشخصية أو عدم المحافظة عليها والاهتمام بها.
• القيام ببعض السلوكيات الشاذة مثل التفكير بالانتحار وغير ذلك

جـ. قياس الروح المعنوية.

• يستطيع القائد بسهولة أن يقف على المستوى القتالي لأفراد وحدته من خلال اختبارات معينة، لكنه عندما يرغب في قياس معنويات الأفراد، فليس هناك وسائل ثابتة ومحددة, لذلك من أهم واجبات ومهام العمل المعنوي، أن يقوم القادة على مختلف المستويات بمعرفة الروح المعنوية لوحداتهم.
• يـمكن فتح سجل للشكاوى في الوحدة تسجل عليه شكاوى الأفراد ومقترحاتهم، دون ذكر أسمائهم كي يتمكن الفرد من الكتابة على حريته دون قيد أو خوف.

• يقوم القائد بدراسة المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها واتخاذ المقترحات الملائمة والتي تؤدي إلى رفع الروح المعنوية, هذه الطريقة توفر للقائد صورة واضحة عن المشاكل التي تواجه أفراده، وعند حلها يشعر الأفراد بتقدير القائد لآرائهم وأنه يعمل على حل مشاكلهم قدر استطاعته, أما التي لا يتمكن من حلها يرفعها إلى القائد الأقدم، وهذه الطريقة من أفضل الطرق التي تمكن القائد من القياس والحكم على الروح المعنوية للوحدة.

• من خلال مقابلات القائد الشخصية مع جنوده، الوقوف على معنوياتهم، وهنا عليه مراعاة أن تكون المقابلة فردية وبعيدة عن الجو الرسمي، ومن المفضل أن لا تكون في مكتبه بل أثناء زيارته لأماكن أقامة الضباط والأفراد


أهمية الروح المعنوية

العامل المعنوي له أهمية بالغة في الوقت الحاضر في المعركة المشتركة الحديثة ومع تطور وسائل القتال زادت أهمية الروح المعنوية أكثر من أي وقت مضى لأنها العامل الأساسي في إجادة أو إساءة استخدام الأسلحة والآليات الحديثة لما لها من قدرة تدميرية هائلة والتي لابد أن تكون في أيدٍ أمينة مدربة قادرة على استخدامها ومدركة لخطر العدو و أن الروح المعنوية لها أهمية كبيرة تظهر من خلال الأتي:

• استمرار القوات صامدة مهما كانت الظروف.
• اقتناع القوات بالصمود ومواصلة مهامها والتأثر بها.
• ظهور الموقف القتالي في الجنود بإخلاص وتفاني وحماس متجدد .
• إيجاد روح التماسك والصمود بين الجنود.
• ظهور قوة التحمل والشجاعة والإخلاص بين الجنود والتحلي بها.
• قدرة اعتقادهم بحقيقة الهدف الذي يحاربون من أجله.

. تعتبر الروح المعنوية أحد مستلزمات الجماعة العسكرية المؤهلة للنهوض بمهامها القتالية وضمان تكاتفها وتعاطفها وتوحدها وتماسكها ويتوقف ارتفاع الروح المعنوية وانخفاضها على مدى التعاطف ومدى إحساس كل فرد في الجماعة بانتمائه إلى جماعته - فصيلته- سريته- وحدته العسكرية وقواته المسلحة بشكل عام.

وللروح المعنوية أهمية كبيرة في حياة ونشاط القوات المسلحة انطلاقاً من كونها مقياس فاعلية المقاتلين وجدوى وجودهم في هذه الوحدة العسكرية أو تلك لذلك أصبح الاهتمام بالروح المعنوية وعلاقتها بأداء المقاتلين لمهامهم من الاتجاهات الحديثة لقياس اتجاهات وردود أفعال المقاتلين تجاه واقعهم المعاش وظروفهم المادية والإدارية والاجتماعية والنفسية.

وتستدعي الضرورة التعرف الدائم على العلاقة بين الروح المعنوية ومستوى الأداء بحيث يتم تحديد مستوى الروح المعنوية في لحظة معينة وعلاقة ذلك بتأدية القوات المسلحة لمهامها الدستورية مع التركيز على أن الروح المعنوية العالية تعني في الأساس ما يلي:

أ . انعدام الصراعات الفكرية والنفسية في نفس الفرد.
ب . شعور الفرد بالرضاء والسعادة بالانتماء إلى القوات المسلحة.
جـ.التكيف الشخصي الجيد للمقاتل مع أفراد وحدته العسكرية.
د . التقبل الشخصي من الفرد لأهداف الجماعة وشعوره بالمسؤولية تجاه تنفيذ المهام وبلوغ الأهداف المرسومة.


يمثل حماس المقاتلين أحد أهم مظاهر الروح المعنوية والذي ينعكس على الأداء القتالي ويؤثر بشكل مباشر على اهتمامهم المتنامي بواجباتهم وإظهار روح المبادرة والابتكار وتجسيد روح التضحية والفداء والامتثال الطوعي للأوامر والتعليمات والإلتزام بمبدأ الولاء المطلق لله ثم الوطن والثورة والوحدة والشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء إلى صفوف القوات المسلحة.

و نظراً لحساسية اختصاصات ومهام القوات المسلحة وكبر حجم المهام والمخاطر والمشاق التي تتسم بها الحياة العسكرية بما فيها خطر مواجهة الموت فإن ذلك يتطلب روحاً معنوية عالية لدى منتسبي القوات المسلحة لتحقيق مستوى عال من أداء المهام والواجبات أثناء السلم وخوض غمار المعارك وتحقيق النصر في الحرب.

و للروح المعنوية تأثير فعال في تحقيق المهام والواجبات المسندة للقوات المسلحة وإلى الروح المعنوية تنسب فاعلية الأداء الأمثل للمهام والعكس فالروح المعنوية العالية تنعكس نتائجاً متقدمة في الأداء والعكس صحيح.

ويتم التعرف على الروح المعنوية العالية من خلال مستوى حماسة منتسبي الوحدة العسكرية والقوات المسلحة بشكل عام، ومدى شعورهم بالفخر لانتمائهم إلى صفوف المؤسسة العسكرية ومدى وحدة صفوفهم والتماسك بين المقاتلين وخلو صفوفهم من الصراعات والمشاحنات وقدرتهم على مواجهة المشاق والمخاطر وتمسكهم بالأهداف المرسومة لهم.

تتعزز الروح المعنوية وترتفع من خلال العديد من العوامل إلاّ أن أبرزها يتمثل في وحدة الهدف ووحدة المصير وروح الفريق الواحد والأسرة العسكرية الواحدة يقول الخالق عز وجل: ]إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاًّ كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ[([5]).

تفرض الحرب الحديثة، بما تتسم به من رعب وقوة تدميرية وسرعة فتك أن يكون المقاتل والجماعة العسكرية والقوات المسلحة بشكل عام على درجة معنوية عالية وإرادة قتالية قوية تدفع المقاتلين إلى بذل قصارى جهدهم بكل إخلاص وتفانٍ وبأعلى درجات الشعور بالمسؤولية في التدريب أثناء السلم وأثناء خوض الأعمال القتالية الحقيقية خلال الحرب.
 
رد: مفهوم وأهمية الروح المعنوية

للروح المعنوية دور مفصلي لاي جيش في معاركه او روبه فانهيار هذه الروح هو ايذان ليس بهزيمة هذا الجيش فقط ولكن بتفككه وانهياره
فالتاريخ يذكر لنا الكثير من الجيوش التي تقهقرت نتيجة انهزام تشكيل بسيط منها في معركة الامر حطم الروح المعنوية للجيش بكامله فتوالت الهزائم كما يذكر لنا عن جيوش كانت قاب قوسين منالهزيمة لكن حدث ما جعل الروح المعنوية ترتفع فاستطاع هذا الجيش قلب الموازين
 
رد: مفهوم وأهمية الروح المعنوية

من الحقائق العلمية أن الروح المعنوية للمقاتلين هي أولى دعائم النصر في المعركة وأن الحرب النفسية تستهدف تحطيم هذه الروح ومن أجل ذلك تتخذ الجيوش كل التدابير التي من شأنها تحقيق ما يلي :
- رفع الروح المعنوية وتقوية إرادة القتال لدى رجالها .
- تحصين رجالها ووقايتهم من آثار الحرب المعادية .
- إزالة آثار الحرب النفسية المعادية واستعادة الروح المعنوية العالية ، والواقع أن هناك علاقة وثيقة بين رفع معنويات الجيش بهذه التدابير وبين خفض معنويات العدو بالحرب النفسية ذلك لأن هذا العمل سوف يزيد المسافة بين مستوى معنويات الطرفين فيساهم ذلك بدور كبير في إحراز النصر على العدو .
إن الوعي بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية من أهم عناصر الوقاية من تأثيرها لذلك تجد كل الجيوش تطالب كل جندي بأن يكون واعياً ومدركاً وعارفاً حتى لا يخدعه العدو أو يظلله لأن الوعي بالأهداف يحصن المقاتل ضد آثار تلك الحرب لأنه يجعله مستعداً استعداداً نفسياً لمواجهة محاولات العدو في الحرب النفسية الهادفة إلى تفريق الصفوف والقضاء على وحدتهم والتخذيل والتهوين وتثبيط العزائم والتشكيك وزعزعة الثقة في النصر وزرع الخوف من المجهول .
 
رد: مفهوم وأهمية الروح المعنوية

الروح المعنوية هي وسيلة لتحويل الهزيمة إلى نصر والنصر إلى هزيمة والجيوش تقهر حينما يأخذ اليأس طريقه إلى مقاتليها وهي أيضاً ( الحالة العقلية والنفسية للفرد في وقت معين وتحت تأثير ظروف معينة). فالفرد في ظرف معين وتحت تأثير ظروف معينة يكون شجاعاً متحمساً قوياً مفعماً بالرغبة الجامحة في مواجهة العدو والتصدي للأخطار، بينما تجده في ظرف آخر خائفاً، متردداً، فاقد القوة والنشاط لذلك فالحالة النفسية للفرد تنعكس على سلوكه إيجاباً أو سلباً .
 
عودة
أعلى