صحيفة "ناشا فيرسيا"، تتوقف عند تحليلات بعض الخبراء للعملية العسكرية الفرنسية في مالي. وفي محاولة لتبرير هذا التدخل العسكري، يعلن هؤلاء الخبراء، أن روسيا من الممكن أن تستفيد من مثل هذه التجربة للقيام بعمليات نشر قوات لحفظ السلام على أراضي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، لأن "القوى الاستعمارية لا تزال إلى الآن مسؤولة عن الدول التي كانت مستعمراتها السابقة، وتقدم لها الدعم الاقتصادي، والسياسي، والعسكري".
هذا التفسير في غير محله، ومن الأجدى هنا استبدال المفاهيم. أولاً، وخلافاً لفرنسا، لم يكن لدى الاتحاد السوفيتي في وقت من الأوقات أية مستعمرات، فمثلاً قيرغيزيا وتركمنستان لم تكونان كذلك، ففي الحقبة السوفيتية كان لدى هاتين الجمهوريتين حكومة وبرلمان خاصين بهما. ثانياً، روسيا لم تحاول قط القيام بدور المشارك الكامل في الصراعات، ولم تتدخل في الاقتتال الداخلي في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار مشاركتها في عمليات إحلال السلام في قرغيزيا و طاجكستان، لم تقم روسيا بعمليات عسكرية ضد أي طرف من الأطراف، بل حمت الحدود وحافظت على النظام في مناطق الصراعات. أما في مالي فإن فرنسا تقف إلى جانب طرف من الأطراف المتنازعة وتقاتل ضد الطرف الآخر، مستخدمة بذلك أحدث أنواع الأسلحة. لذلك، من المشكوك فيه، أن تكون مثل هذه "التجربة" مفيدة بالنسبة لروسيا.
في الوقت نفسه، من الواضح أن فرنسا تتحول أكثر فأكثر إلى شرطي افريقيا. إذ من الممكن تفسير وجود الجنود الفرنسيين في مالي نظرا لـ"العلاقات القديمة" والالتزامات المعينة سريعة الزوال، حيث كانت مالي مستعمرة فرنسية قبل نصف قرن من الآن. لكن ما تفسير عملية القوات الخاصة الفرنسية في الصومال، الذي لم يكن في يوم من الأيام محمية فرنسية؟. ما الذي يجبر فرنسا على إرسال قواتها إلى بلد ليس لديها معه حدود مشتركة؟ وإذا ما أخذنا كأساس طروحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بأن "فرنسا تقوم في افريقيا بعمليات عسكرية ضد الجماعات الاسلامية المتطرفة"، فإن سؤالا وجيها يبرز إلى الواجهة، لماذا إذن قررت فرنسا بدء عملياتها العسكرية من القارة السمراء، وليس من ضواحي باريس، حيث تشعر نفس الجماعات الإسلامية المتطرفة هناك بارتياح تام منذ فترة طويلة كالسمكة في الماء؟
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/69230/
هذا التفسير في غير محله، ومن الأجدى هنا استبدال المفاهيم. أولاً، وخلافاً لفرنسا، لم يكن لدى الاتحاد السوفيتي في وقت من الأوقات أية مستعمرات، فمثلاً قيرغيزيا وتركمنستان لم تكونان كذلك، ففي الحقبة السوفيتية كان لدى هاتين الجمهوريتين حكومة وبرلمان خاصين بهما. ثانياً، روسيا لم تحاول قط القيام بدور المشارك الكامل في الصراعات، ولم تتدخل في الاقتتال الداخلي في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار مشاركتها في عمليات إحلال السلام في قرغيزيا و طاجكستان، لم تقم روسيا بعمليات عسكرية ضد أي طرف من الأطراف، بل حمت الحدود وحافظت على النظام في مناطق الصراعات. أما في مالي فإن فرنسا تقف إلى جانب طرف من الأطراف المتنازعة وتقاتل ضد الطرف الآخر، مستخدمة بذلك أحدث أنواع الأسلحة. لذلك، من المشكوك فيه، أن تكون مثل هذه "التجربة" مفيدة بالنسبة لروسيا.
في الوقت نفسه، من الواضح أن فرنسا تتحول أكثر فأكثر إلى شرطي افريقيا. إذ من الممكن تفسير وجود الجنود الفرنسيين في مالي نظرا لـ"العلاقات القديمة" والالتزامات المعينة سريعة الزوال، حيث كانت مالي مستعمرة فرنسية قبل نصف قرن من الآن. لكن ما تفسير عملية القوات الخاصة الفرنسية في الصومال، الذي لم يكن في يوم من الأيام محمية فرنسية؟. ما الذي يجبر فرنسا على إرسال قواتها إلى بلد ليس لديها معه حدود مشتركة؟ وإذا ما أخذنا كأساس طروحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بأن "فرنسا تقوم في افريقيا بعمليات عسكرية ضد الجماعات الاسلامية المتطرفة"، فإن سؤالا وجيها يبرز إلى الواجهة، لماذا إذن قررت فرنسا بدء عملياتها العسكرية من القارة السمراء، وليس من ضواحي باريس، حيث تشعر نفس الجماعات الإسلامية المتطرفة هناك بارتياح تام منذ فترة طويلة كالسمكة في الماء؟
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/69230/