في البداية اود ان اشير الى ان الموضوع منقول من كاتبه الأصلي وفقه الله .. نقلته للافادة و المناقشة
كثرت الدماء والأشلاء ... وطال الصمت والخذلان ...
كل يوم نصحو على مذبحة جديدة أو أكثر ... أبطالها كالعادة النساء والأطفال ...
يحفزونك بأن لا تقلق ولا تخاف ... لأنه غدا يوجد لقاء لجامعة الدول العربية وبعده في مجلس الأمن الدولي ... فلا تكترث ولا تهاب ...
وأترك الحكم والقرار لولي أمرك المولى عليك من السماء ... فهو الأقدر والأصلح ... وليس قبله ولا بعده من كان ...
ويأتي اللقاء بعد اللقاء ... ولا حياة لمن تنادي ... ولا تسمع منهم إلا كلمتي "القلق والتخوف" ... بينما تتراكم جثث الأبناء والبنات فوق أكوام القاذورات والأزهار ...
كيف لا أقلق ولا أخاف ... ومن يمسك رقابنا في الداخل والخارج هو ما يقلقني وما يخيفني ..!
ليس خوفا منهم فلا أخاف إلا الله ... ولكن خوفا على أمتنا من جهلهم العقيم أو مكرهم الدنيء الذي لا يطاق ..!!
نسأل أنفسنا في لحظات الشك الساكنة في آخر الليل ... هل من مخرج من هذا الذي حدث بين هذه الأشهر واللقاءات ...
فكل يوم مزيد من الدم والخذلان الذي تعودنا عليه بشكل يدعو للدهشة من مرحلة الذل التي وصلت إليها أنفسنا وأنفس العباد ...
إذا حاولت أن تفسر كل هذه الأحداث من أعين قنواتنا الإعلامية والإخبارية التي تنقل كل شي إلا ما يجب أن يقال ...
فلن تصل إلى حل أو نتيجة بل تبقى بين هذا وذاك حتى يسقط الفاس بالرأس ...
ولكن لتعرف الحق وتصل إلى الجواب ... إبحث في قلبك أنت وحدك ... ولا تسأل هذا ولا ذاك ...
وإعلم أنه مهما طال الفرج وطال ... فإنه آت لا محالة من رب العباد ... أبى من أبى أو أراد من أراد ...
لماذا طال أمد الثورة السورية إلى أكثر من 17 شهرا بدون حل ولا إنفراج ..؟!
هذه قائمة من 7 نقاط تبين لك بعض هذه الأسباب والله المستعان ...
1- حلم إسرائيل الكبرى:
------------------------
إن إسرائيل تخطط (على حد علمها) لإحتلال أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط في الفترة القليلة القادمة ... لزعمهم أن أرض إسرائيل الحقيقية هي من النيل إلى الفرات ..!!
ومنذ أن قدموا إلينا وأحتلوا أرض فلسطين الطاهرة بعد إنهيار الخلافة العثمانية بإنتهاء الحرب العالمية الأولى ...
وهم يتجهزون للمرحلة التالية وهي إقامة إسرائيل الكبرى بعد أن قاموا في العقود الماضية بتأسيس "القاعدة" في عاصمتهم الحالية ... على حد زعمهم أيضا ...
وقد تم وضع مراحل هذه الخطة التاريخية رسميا في عام 1897 في بازل بسويسرا على يد هرتزل مؤسس الأب الروحي للصهيونية العالمية في العصر الحديث...
فقبل قيامهم الفعلي بالحرب والإحتلال والعدوان ... رأى أحد حكمائهم أنه لماذا نتعب أنفسنا وندان ... لماذا لا يقتلون بعضهم بعضا ونحن في سلام وهدان ... وتفرغ لنا الأراضي والقرى والبنيان ... بدون أي تدخل عسكري أو أي فوران ... أليس هذا ما يحدث الآن ... هم يراقبوننا بحماس شديد وإهتمام ... يسعدون بتطبيق هذا الرأي اليهودي "الحكيم الفنان" ... على أرض الواقع في سوريا اليوم ... وغدا في العراق والكويت والبحرين ولبنان ... ولن تنجو أيضا أرض الحجاز من هذا المكر الجبان ... وعندما يرون أن الوقت قد حان ... يحركون أيديهم في الكونجرس وأوروبا وأينما كان ... لإعلان بدء الحرب الفعلية عندما يأتي الأوان ... فقد إشتاقت أنفسهم المريضة لحلم إمباراطورية إسرائيل الكبرى مثل أيام داوود وسليمان .. على حد زعمهم أيضا والله المستعان ..!!
2- إنتهت صلاحية الأمم المتحدة:
-------------------------------
تم تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945 مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعد أن مهدوا لها بعصبة الأمم المتحدة في عام 1919 مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى وبعد أن غرق العالم بالمصائب والدماء ... وجاءت كهدنة بين دول العالم المنتصرة في الحرب وأخذ كل منهم حصته من الغنائم والأرباح ... فأسسوا تلك المنظمة التي أخضعت كل دول العالم المهزومة في الحرب أو قبلها ... وعرشت عليها الدول المنتصرة بصكوك "الفيتو" من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا إلى الصين ... ولم يخرج أحد من أيدي هذا الأخطبوط العالمي إلا إسرائيل وفلسطين ..!!
هذه المنظمة العنكبوتية العالمية تم تأسيسها فقط حتى حين ...كمرحلة إنتقالية منذ ذاك الوقت إلى اليوم بما يحمله من واقع حزين ... وإختاروا لحظة إنهيارها مع إندلاع ثورة الغضب والكرامة في سوريا الحبيبة منذ حين ... لكي يجتمعوا في هذا "النظام" كل حين ... ويظهروا للعالم أنه فاشل ولا يصلح لكل حين ... ليس لإقناعنا نحن فنحن نعرف ذلك منذ حين ... ولكن ورائهم شعوب لا تعرف ذلك ويحتاجون لإفهامهم من حين إلى حين ... حتى يصل العالم إلى مرحلة من اليقين ... أن هذا النظام العالمي بالي ويجب تبديله فلا يحقق الأمن والنظام كما يتوقعه الكثيرين ... ويصبح واقع تطبيق نظام عالمي جديد بصكوك "فيتو" جديدة للدول التي تنتصر في الصراع العالمي القادم من جديد ... ويحلمون أن يكون هناك في النهاية فيتو واحد عالمي بأيدي بني إسرائيل ... فعل يتسرعون في إسقاطه بعد كل هذا المكر الدفين ... أم يتمهلون ويتريثون قليلا حتى حين .. فذلك بزعمهم حاصل ولو بعد حين ...
3- مشروع طائفي قديم في خطر:
------------------------------
تعجب من أن إيران وبناتها والتي ترفع رايات المعاداة والممانعة ... قام بتأسيس أصلها اليهودي إبن سبأ ... والخامنيئي الأب صاحب الولاية في العصر الحديث عاش في باريس الماسونية قبل إيران وقدم على متن الخطوط الفرنسية ليعتلي عرش إمباراطورية الفرس الجديد ... ليلعب هو ومن خلفه على وتر الطائفية ومحاربة أبناء المسلمين وليس اليهود ... ومع ذلك لا يكتفون بالتهديد والوعيد الكذاب ... فكل هذا في النهاية مجرد صراخ منثور دون وقائع أو أفعال ... ومتى كان لكم فضل على الإسلام إلا بالتفكيك والتيهان ..؟!
فحصنت إسرائيل حدودها بين العملاء المعلنين وبين الممانعة الكاذبة في كل أطرافها ... وبعد الثورات العربية وخوفها الأكبر من مصر الحرة نسبيا وتزلزل عروش العملاء الصامتين في غيرها ... لم يبقى لهم سوى الممانعة كخط الدفاع الأول ضد المد الثوري الإسلامي ... وليشغلوا المسلمين في "أنفسهم" قدر المستطاع ... فالممانعة مع أنها تعرف أنها كاذبة ومخادعة ... ولكنهم أغبياء ... لا يعلمون أن إسرائيل تخطط لتصفيتهم قبل "الممانعة" الحقيقية النائمة في الدول العربية والإسلامية ... فقد قاموا بالمهمة المطلوبة منهم بنجاح منذ عقود طوال ... ولم يبقى على مهمتهم الموكلة إليهم إلا خطوة أخيرة قبل الزوال ...
إن هذا المشروع المسمى "المد أو الهلال الشيعي" بدأ من إيران وإمتد خلال حوالي 50 عام ليشمل عددا كبيرا من دول الخليج بالإضافة إلى سوريا ولبنان ...
وقد قسم العباد الضائعين في عصر الخداع ... بين موالي لعميل ... أو موالي لممانع كذاب ..!!
ومع إنطلاق الثورة وتصاعدها في أحد أهم الدول الواقعة على حدود هذا وذاك ... أصبحت المسألة مسألة حياة أو موت لهم ... فالمسألة أكبر من سوريا مع أهميتها الفائقة الحساسة ... فالمسألة مسألة مشروع طائفي قديم أصبح حقيقة في خطر ..
4- سوريا هي شرارة الحرب العالمية الأخيرة القادمة:
--------------------------------------------------
إن الأخطبوط الماسوني يجهز لحرب عالمية كبيرة وأخيرة قبل خروج "مخلصهم" في أرض إسرائيل المزعومة ... وخلال هذه ال17 شهرا الماضية ... قاموا بطريقة بطيئة وواضحة بتقسيم دول العالم الكبرى جميعا ... إلى حلفين متصارعين كل يبحث عن مصالحه ... فمن جهة تجد العم سام الأمريكي مع عبيده الأوروبيون والعملاء العرب من جهة ... ومن جهة أخرى وكر الأفاعي الروسي والصيني وأعوانهم من "الممانعين" ... فقد تم خلال هذه الأشهر التي تبدو طويلة لنا ... بإعداد جميع أحجار الشطرنج في أماكنها المناسب وقد تكدس كل قوم على الكفة التي تلبي مصالحهم ... فمن جهة الحلف الصهيو-أمريكي-أوروبي بشعاراته الرنانة التي تدعو إلى الحرية والديمقراطية الكاذبة وفي الحقيقة يبيتون خططا جهنمية ترشح من بين أسطرها الحروب والخراب والدمار ... ومن جهة أخرى الحلف الصهيو-روسي-صيني بشعاراته الملفقة من حفاظ على الحكومات والأنظمة والشعوب من فكي الجهة الأولى ... ولكن في الأصل ... يبيتون أيضا كل مكيدة ممكنة للعودة إلى تاريخ الأجداد وحكم العالم أيضا الذي طالما تمنوه من سنين طوال ... والمصالح التي لا تنتهي من علاقات خارجية ونفط وعباد ... فالكل يكيد ويمكر والصهيونية العالمية تلعب أوتارها في كلتا الجهتين لتمكين هذا الحلم الكبير من التحقق وبزوغ "النجم الإسرائيلي" من بعده عندما تقضي كل الأطراف على بعضها ولن يجد العالم أحد ينقذه من هذا الخراب والدمار إلا الذهب الإسرائيلي الذي سرقوه من العالم خلال أكثر من 100 عام ولم يبقى في الأسواق والمحال إلا "الذهب الكاذب" لتغطية هذه السرقات العظام من أمام أعين العباد ..!
5- شعوب إسلامية نائمة ... وحكام منيمين منومين ..!!
--------------------------------------------------
هل يغير الله عز وجل ما في قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم ..؟!
تحاول كل ما في إستطاعتك لإيقاظ النائمين من حولك ولا تجد منهم إلى أصابع النقد والتكذيب والإستعلاء ...
تصرخ بأعلى صوتك مناديا لإنقاذ القتلى والمغتصبين في سوريا ولا تسمع منهم إلا أصوات الضحك والإستهزاء ...
يقولون لك .. من أنت وماذا تكون لتعلمنا بما نفعله أو نقوم به ... فتسكت ... بينما تنظر إليهم وهم يخططون ويكدحون من أجل المال والبنيان ولا يأبهون لا إلى ما يحدث في سوريا ولا في أي مكان ...
ويحكم أيها الجاهلون النيام ... فعلى الأقل أنادي بأعلى صوتي وأحاول طلب الغوث والدعم في كل زمان ومكان ... بينما أنتم كالأنعام ... لا بل والله أكثر ضلالة منهم في العميان ...
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ... هل أنتم بحق من بني الإنسان ... فماذا ستقولون لخالقكم يوم تقفون عند الحساب ... لم نكد ندري أم كنا نلهث وراء دنيا السارب ... والله لن تجدوا جوابا وأنصحكم بالإكتفاء بالصمت وتذليل الأعناق ...
أما أنتم أيها الحكام الجبناء ... يا من ضيعتم حاضرنا وماضينا وتخططون لتدمير ما تبقى من الأيام ...
أهو جهل في عقولكم ... أم هي تلك الوعود والأوهام ... أتسكتون عن كل ما يحدث خوفا من نقلها إلى عروشكم السمان ... ألا تعرفون أنكم تقفون على الدور بعدهم مهما طال الأوان ... سحقا لكم ولصمتكم ... والله ستحاسبون على كل ذلك اليوم وغدا وكل أوان ... وعد الله حق ألم يرى ذلك أقوام سبقتكم أم عنهم أيضا أنتم نيام ...؟!
هل تعلم أنك الشعوب العربية وحدها تستطيع إنقاذ سوريا بنصف ساعة؟ نعم أقول نصف ساعة ..!!
فأصل الحرب الطاحنة في سوريا حرب إعلام بإتقان ... ذاك الإعلام نفسه الذي لطالما كان أقوى السلاح والعتاد ... فهم يقولون عصابات إرهابية وهكذا ترهات ... فماذا لو نزلت الشعوب العربية المناصرة في يوم جمعة واحدة في كل العواصم والبلدان ... فقط ليقفوا ويقولوا نحن جميعنا معكم فنحن كالبنيان ... وتناقلت عندها الوكالات الإخبارية هذا الحدث الكبير الرنان ... كل الشعوب العربية إنتفضت لدعم قضية ثورة الشام ... وسبقت حكامها في الفعل وردت أقوى رد في وجه الكذب والدجل والخداع ... نصف ساعة فقط كفيلة بإخراس الأفواه المنافقة والأبواق ... وكيف سيردون على هذا فليس عندهم ما يكفي من الأموال أو الجهلاء ... ولكنه فقط حلم يبقى في القلب المهان ... فلا يوجد لنا عذر أصلا ولكن لا ترداد "وماذا في الأمكان؟" ... إن الراغب في النصرة لا يقول كيف أو لا ... بل يفعل المستحيل فهو يعلم حقيقة إبتلاء هذه الحياة ...
6- كل هذا لن يحدث إلا بوجود شخصية ديكتاتور جبان
---------------------------------------------------
إن كل هذا المكر الدفين والدهاء الموروث ... لن تنجح أي مرحلة فيه إلا بوجود ذلك الظالم الخسيس الجبان ...
لن تشبك أطراف هذه الخطط المعدة بإتقان ... إلا بعقل متحجر يمسك بأسنانه عرش السلطة ويقاتل في سبيلها أيا كان ...
هل ستتمكن إسرائيل في إبادة أراضينا وقتل بعضنا بعضنا إذا لم تكن تكذب وتمكر وتمثل على نفسك قبل شعبك؟
هل ستجد الصهيونية عذرا لإقامة هذه الحرب الشاملة بدون أن تكون أنت سبب التكدس والإنقسام؟
تقتل الناس في بيوتهم وتغتصب الناس أنت وكلابك الجبناء ... وتكذبون تحت مسميات مللناها بعد أن ضحكنا عليها تحت مسمى القاعدة والإرهاب ... من أين تعلمت هذه الشعارات إذا لم تكن رضعتها من أسيادك في المشارق والمغارب ... ألا تستحي أن تستمر في هذه الأكاذيب والأقوال ... متى ستصحو وتترك هذا الكرسي فهو ليس لك ... ولأنك لن تصحو أبشرك بأن التاريخ سيسجلك السبب الرئيس في كل ما حصل وما كان ... هذا والعاقبة جهنم وبئس المهاد ...
فلو كنت حقيقة تدرك "المؤامرة الكونية" التي تحاك لسوريا ... لكنت أفشلت مخططهم بتركك الكرسي منذ زمان ... فلن يحمل أي أحد السلاح لو فعلت ذلك حفاظا على البلاد ... مجرد إنتخابات جديدة ورئيس جديد بعد ال40 عام ... ألا تكفي..؟؟
ولكن لا ... غرك المنصب والكرسي وحرقت البلاد بالوكالة عن إسرائيل تحت أعذار فهمك للمؤامرة ... وصدقك الأتباع ...
7- قدر محتوم إستبشر به بالرغم من كل الآهات والأحزان:
-------------------------------------------------------
أخبر نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ستكون (النبوة) فينا ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ... ثم تكون (خلافة على منهاج النبوة) ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها وعلى هذا النحو إلى (ملك عضودا) يعض فيه الحاكم على الكرسي ويعض فيه المؤمن على لسانه حتى لا يتكلم ... ثم يتبعها (ملك جبري) قائم على القوة والإجبار والأجهزة الأمنية والمخابرات ... ثم تتبدل الحال من هذا التدهور اللامحدود حتى تعود لتفاجئ العالم برفع رايات (الخلافة على نهج النبوة) من جديد كما أرادها الله عز وجل منذ أن أنزل القرآن ...
فإذا نظرت إلى هذا الحديث المعجر من المصطفى صلى الله عليه وسلم لإنبهرت من وحيه الذي لا ينطقه عن الهوى ... فقد أخبرنا بعصر الخلفاء الراشدين بعده ومدحهم بأنهم خلفاء على نهجه ثم يتبعم الملوك اللذين تعضون ألسنتكم عن أخطائهم وظلمهم في الخلافات الأموية والعباسية والعثمانية ... ثم يجيىء عصر الملوك الجبارين من أمثال "المخلوع" و"المسجون" و"المقتول" إلى "الدكتاتور الظالم المجنون" والقائمة لا تنتهي هنا بل تطول ...
ولكن كيف ستعود من جديد لتكون "خلافة على نهج النبوة" في عالم العولمة والرقي الفاجر المزعوم ... كيف يمكن ذلك في خضم القيود الأممية والأعراف والدستور ..؟!
سبحان من يمكر والناس يمكرون ... ففي خضم هذه الخطط الطويلة والدماء والحروب ... تسقط كل تلك القيود والعهود ... وبعد أن يؤكل الأخضر واليابس من (يأجوج ومأجوج) ... تبقى "إسرائيل" وعبيدها ينتظرون النصر المزعوم ... ويظهر "غرباء الدين" في العالم الإسلامي بعد كل هذا الهروب والسجون ... ليلتفوا حول من "يهدي" الله عز وجل في أرض الكعبة الطهور ... لتكون الملحمة الحقيقة بين أهل الحق والباطل على أرض الشام الحرور ...
ألا ترون كيف يجهز الله الرجال والجيوش دون أن ندري وكنا نحسبهم يموتون ويقتلون ..؟؟
فهل تخيلت هذه النهاية أيها الحكيم اليهودي الجبان ...؟!
فبعد كل تلك السنين الطوال من المكر والخبث والدهاء ...
أعدتتم لنا ما كنا له نحن عاجزين ضعفاء ..!!
فصبرا جميلا إخوتي الأحبة مهما صار أو كان ... فبشر المؤمنين الصابرين مهما طال الأوان ... والله المستعان على كل ما خطط في قدم الزمان ... وحسبنا الله على كل من كذب وتولى أو باع وخان ... وترقبوا الخلافة والإسلام وعز آل البيت ومجد الأصحاب مثل قديم الزمان ... طال أو قصر فهو وعد من الله الكريم المنان ... فالصبر والثبات وتجهيز العدة والعقول والأبدان ... والله النصير إخوة الدين والإيمان ...
كتبه الأخ جمرة وفقه الله ..
كثرت الدماء والأشلاء ... وطال الصمت والخذلان ...
كل يوم نصحو على مذبحة جديدة أو أكثر ... أبطالها كالعادة النساء والأطفال ...
يحفزونك بأن لا تقلق ولا تخاف ... لأنه غدا يوجد لقاء لجامعة الدول العربية وبعده في مجلس الأمن الدولي ... فلا تكترث ولا تهاب ...
وأترك الحكم والقرار لولي أمرك المولى عليك من السماء ... فهو الأقدر والأصلح ... وليس قبله ولا بعده من كان ...
ويأتي اللقاء بعد اللقاء ... ولا حياة لمن تنادي ... ولا تسمع منهم إلا كلمتي "القلق والتخوف" ... بينما تتراكم جثث الأبناء والبنات فوق أكوام القاذورات والأزهار ...
كيف لا أقلق ولا أخاف ... ومن يمسك رقابنا في الداخل والخارج هو ما يقلقني وما يخيفني ..!
ليس خوفا منهم فلا أخاف إلا الله ... ولكن خوفا على أمتنا من جهلهم العقيم أو مكرهم الدنيء الذي لا يطاق ..!!
نسأل أنفسنا في لحظات الشك الساكنة في آخر الليل ... هل من مخرج من هذا الذي حدث بين هذه الأشهر واللقاءات ...
فكل يوم مزيد من الدم والخذلان الذي تعودنا عليه بشكل يدعو للدهشة من مرحلة الذل التي وصلت إليها أنفسنا وأنفس العباد ...
إذا حاولت أن تفسر كل هذه الأحداث من أعين قنواتنا الإعلامية والإخبارية التي تنقل كل شي إلا ما يجب أن يقال ...
فلن تصل إلى حل أو نتيجة بل تبقى بين هذا وذاك حتى يسقط الفاس بالرأس ...
ولكن لتعرف الحق وتصل إلى الجواب ... إبحث في قلبك أنت وحدك ... ولا تسأل هذا ولا ذاك ...
وإعلم أنه مهما طال الفرج وطال ... فإنه آت لا محالة من رب العباد ... أبى من أبى أو أراد من أراد ...
لماذا طال أمد الثورة السورية إلى أكثر من 17 شهرا بدون حل ولا إنفراج ..؟!
هذه قائمة من 7 نقاط تبين لك بعض هذه الأسباب والله المستعان ...
1- حلم إسرائيل الكبرى:
------------------------
إن إسرائيل تخطط (على حد علمها) لإحتلال أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط في الفترة القليلة القادمة ... لزعمهم أن أرض إسرائيل الحقيقية هي من النيل إلى الفرات ..!!
ومنذ أن قدموا إلينا وأحتلوا أرض فلسطين الطاهرة بعد إنهيار الخلافة العثمانية بإنتهاء الحرب العالمية الأولى ...
وهم يتجهزون للمرحلة التالية وهي إقامة إسرائيل الكبرى بعد أن قاموا في العقود الماضية بتأسيس "القاعدة" في عاصمتهم الحالية ... على حد زعمهم أيضا ...
وقد تم وضع مراحل هذه الخطة التاريخية رسميا في عام 1897 في بازل بسويسرا على يد هرتزل مؤسس الأب الروحي للصهيونية العالمية في العصر الحديث...
فقبل قيامهم الفعلي بالحرب والإحتلال والعدوان ... رأى أحد حكمائهم أنه لماذا نتعب أنفسنا وندان ... لماذا لا يقتلون بعضهم بعضا ونحن في سلام وهدان ... وتفرغ لنا الأراضي والقرى والبنيان ... بدون أي تدخل عسكري أو أي فوران ... أليس هذا ما يحدث الآن ... هم يراقبوننا بحماس شديد وإهتمام ... يسعدون بتطبيق هذا الرأي اليهودي "الحكيم الفنان" ... على أرض الواقع في سوريا اليوم ... وغدا في العراق والكويت والبحرين ولبنان ... ولن تنجو أيضا أرض الحجاز من هذا المكر الجبان ... وعندما يرون أن الوقت قد حان ... يحركون أيديهم في الكونجرس وأوروبا وأينما كان ... لإعلان بدء الحرب الفعلية عندما يأتي الأوان ... فقد إشتاقت أنفسهم المريضة لحلم إمباراطورية إسرائيل الكبرى مثل أيام داوود وسليمان .. على حد زعمهم أيضا والله المستعان ..!!
2- إنتهت صلاحية الأمم المتحدة:
-------------------------------
تم تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945 مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعد أن مهدوا لها بعصبة الأمم المتحدة في عام 1919 مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى وبعد أن غرق العالم بالمصائب والدماء ... وجاءت كهدنة بين دول العالم المنتصرة في الحرب وأخذ كل منهم حصته من الغنائم والأرباح ... فأسسوا تلك المنظمة التي أخضعت كل دول العالم المهزومة في الحرب أو قبلها ... وعرشت عليها الدول المنتصرة بصكوك "الفيتو" من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا إلى الصين ... ولم يخرج أحد من أيدي هذا الأخطبوط العالمي إلا إسرائيل وفلسطين ..!!
هذه المنظمة العنكبوتية العالمية تم تأسيسها فقط حتى حين ...كمرحلة إنتقالية منذ ذاك الوقت إلى اليوم بما يحمله من واقع حزين ... وإختاروا لحظة إنهيارها مع إندلاع ثورة الغضب والكرامة في سوريا الحبيبة منذ حين ... لكي يجتمعوا في هذا "النظام" كل حين ... ويظهروا للعالم أنه فاشل ولا يصلح لكل حين ... ليس لإقناعنا نحن فنحن نعرف ذلك منذ حين ... ولكن ورائهم شعوب لا تعرف ذلك ويحتاجون لإفهامهم من حين إلى حين ... حتى يصل العالم إلى مرحلة من اليقين ... أن هذا النظام العالمي بالي ويجب تبديله فلا يحقق الأمن والنظام كما يتوقعه الكثيرين ... ويصبح واقع تطبيق نظام عالمي جديد بصكوك "فيتو" جديدة للدول التي تنتصر في الصراع العالمي القادم من جديد ... ويحلمون أن يكون هناك في النهاية فيتو واحد عالمي بأيدي بني إسرائيل ... فعل يتسرعون في إسقاطه بعد كل هذا المكر الدفين ... أم يتمهلون ويتريثون قليلا حتى حين .. فذلك بزعمهم حاصل ولو بعد حين ...
3- مشروع طائفي قديم في خطر:
------------------------------
تعجب من أن إيران وبناتها والتي ترفع رايات المعاداة والممانعة ... قام بتأسيس أصلها اليهودي إبن سبأ ... والخامنيئي الأب صاحب الولاية في العصر الحديث عاش في باريس الماسونية قبل إيران وقدم على متن الخطوط الفرنسية ليعتلي عرش إمباراطورية الفرس الجديد ... ليلعب هو ومن خلفه على وتر الطائفية ومحاربة أبناء المسلمين وليس اليهود ... ومع ذلك لا يكتفون بالتهديد والوعيد الكذاب ... فكل هذا في النهاية مجرد صراخ منثور دون وقائع أو أفعال ... ومتى كان لكم فضل على الإسلام إلا بالتفكيك والتيهان ..؟!
فحصنت إسرائيل حدودها بين العملاء المعلنين وبين الممانعة الكاذبة في كل أطرافها ... وبعد الثورات العربية وخوفها الأكبر من مصر الحرة نسبيا وتزلزل عروش العملاء الصامتين في غيرها ... لم يبقى لهم سوى الممانعة كخط الدفاع الأول ضد المد الثوري الإسلامي ... وليشغلوا المسلمين في "أنفسهم" قدر المستطاع ... فالممانعة مع أنها تعرف أنها كاذبة ومخادعة ... ولكنهم أغبياء ... لا يعلمون أن إسرائيل تخطط لتصفيتهم قبل "الممانعة" الحقيقية النائمة في الدول العربية والإسلامية ... فقد قاموا بالمهمة المطلوبة منهم بنجاح منذ عقود طوال ... ولم يبقى على مهمتهم الموكلة إليهم إلا خطوة أخيرة قبل الزوال ...
إن هذا المشروع المسمى "المد أو الهلال الشيعي" بدأ من إيران وإمتد خلال حوالي 50 عام ليشمل عددا كبيرا من دول الخليج بالإضافة إلى سوريا ولبنان ...
وقد قسم العباد الضائعين في عصر الخداع ... بين موالي لعميل ... أو موالي لممانع كذاب ..!!
ومع إنطلاق الثورة وتصاعدها في أحد أهم الدول الواقعة على حدود هذا وذاك ... أصبحت المسألة مسألة حياة أو موت لهم ... فالمسألة أكبر من سوريا مع أهميتها الفائقة الحساسة ... فالمسألة مسألة مشروع طائفي قديم أصبح حقيقة في خطر ..
4- سوريا هي شرارة الحرب العالمية الأخيرة القادمة:
--------------------------------------------------
إن الأخطبوط الماسوني يجهز لحرب عالمية كبيرة وأخيرة قبل خروج "مخلصهم" في أرض إسرائيل المزعومة ... وخلال هذه ال17 شهرا الماضية ... قاموا بطريقة بطيئة وواضحة بتقسيم دول العالم الكبرى جميعا ... إلى حلفين متصارعين كل يبحث عن مصالحه ... فمن جهة تجد العم سام الأمريكي مع عبيده الأوروبيون والعملاء العرب من جهة ... ومن جهة أخرى وكر الأفاعي الروسي والصيني وأعوانهم من "الممانعين" ... فقد تم خلال هذه الأشهر التي تبدو طويلة لنا ... بإعداد جميع أحجار الشطرنج في أماكنها المناسب وقد تكدس كل قوم على الكفة التي تلبي مصالحهم ... فمن جهة الحلف الصهيو-أمريكي-أوروبي بشعاراته الرنانة التي تدعو إلى الحرية والديمقراطية الكاذبة وفي الحقيقة يبيتون خططا جهنمية ترشح من بين أسطرها الحروب والخراب والدمار ... ومن جهة أخرى الحلف الصهيو-روسي-صيني بشعاراته الملفقة من حفاظ على الحكومات والأنظمة والشعوب من فكي الجهة الأولى ... ولكن في الأصل ... يبيتون أيضا كل مكيدة ممكنة للعودة إلى تاريخ الأجداد وحكم العالم أيضا الذي طالما تمنوه من سنين طوال ... والمصالح التي لا تنتهي من علاقات خارجية ونفط وعباد ... فالكل يكيد ويمكر والصهيونية العالمية تلعب أوتارها في كلتا الجهتين لتمكين هذا الحلم الكبير من التحقق وبزوغ "النجم الإسرائيلي" من بعده عندما تقضي كل الأطراف على بعضها ولن يجد العالم أحد ينقذه من هذا الخراب والدمار إلا الذهب الإسرائيلي الذي سرقوه من العالم خلال أكثر من 100 عام ولم يبقى في الأسواق والمحال إلا "الذهب الكاذب" لتغطية هذه السرقات العظام من أمام أعين العباد ..!
5- شعوب إسلامية نائمة ... وحكام منيمين منومين ..!!
--------------------------------------------------
هل يغير الله عز وجل ما في قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم ..؟!
تحاول كل ما في إستطاعتك لإيقاظ النائمين من حولك ولا تجد منهم إلى أصابع النقد والتكذيب والإستعلاء ...
تصرخ بأعلى صوتك مناديا لإنقاذ القتلى والمغتصبين في سوريا ولا تسمع منهم إلا أصوات الضحك والإستهزاء ...
يقولون لك .. من أنت وماذا تكون لتعلمنا بما نفعله أو نقوم به ... فتسكت ... بينما تنظر إليهم وهم يخططون ويكدحون من أجل المال والبنيان ولا يأبهون لا إلى ما يحدث في سوريا ولا في أي مكان ...
ويحكم أيها الجاهلون النيام ... فعلى الأقل أنادي بأعلى صوتي وأحاول طلب الغوث والدعم في كل زمان ومكان ... بينما أنتم كالأنعام ... لا بل والله أكثر ضلالة منهم في العميان ...
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ... هل أنتم بحق من بني الإنسان ... فماذا ستقولون لخالقكم يوم تقفون عند الحساب ... لم نكد ندري أم كنا نلهث وراء دنيا السارب ... والله لن تجدوا جوابا وأنصحكم بالإكتفاء بالصمت وتذليل الأعناق ...
أما أنتم أيها الحكام الجبناء ... يا من ضيعتم حاضرنا وماضينا وتخططون لتدمير ما تبقى من الأيام ...
أهو جهل في عقولكم ... أم هي تلك الوعود والأوهام ... أتسكتون عن كل ما يحدث خوفا من نقلها إلى عروشكم السمان ... ألا تعرفون أنكم تقفون على الدور بعدهم مهما طال الأوان ... سحقا لكم ولصمتكم ... والله ستحاسبون على كل ذلك اليوم وغدا وكل أوان ... وعد الله حق ألم يرى ذلك أقوام سبقتكم أم عنهم أيضا أنتم نيام ...؟!
هل تعلم أنك الشعوب العربية وحدها تستطيع إنقاذ سوريا بنصف ساعة؟ نعم أقول نصف ساعة ..!!
فأصل الحرب الطاحنة في سوريا حرب إعلام بإتقان ... ذاك الإعلام نفسه الذي لطالما كان أقوى السلاح والعتاد ... فهم يقولون عصابات إرهابية وهكذا ترهات ... فماذا لو نزلت الشعوب العربية المناصرة في يوم جمعة واحدة في كل العواصم والبلدان ... فقط ليقفوا ويقولوا نحن جميعنا معكم فنحن كالبنيان ... وتناقلت عندها الوكالات الإخبارية هذا الحدث الكبير الرنان ... كل الشعوب العربية إنتفضت لدعم قضية ثورة الشام ... وسبقت حكامها في الفعل وردت أقوى رد في وجه الكذب والدجل والخداع ... نصف ساعة فقط كفيلة بإخراس الأفواه المنافقة والأبواق ... وكيف سيردون على هذا فليس عندهم ما يكفي من الأموال أو الجهلاء ... ولكنه فقط حلم يبقى في القلب المهان ... فلا يوجد لنا عذر أصلا ولكن لا ترداد "وماذا في الأمكان؟" ... إن الراغب في النصرة لا يقول كيف أو لا ... بل يفعل المستحيل فهو يعلم حقيقة إبتلاء هذه الحياة ...
6- كل هذا لن يحدث إلا بوجود شخصية ديكتاتور جبان
---------------------------------------------------
إن كل هذا المكر الدفين والدهاء الموروث ... لن تنجح أي مرحلة فيه إلا بوجود ذلك الظالم الخسيس الجبان ...
لن تشبك أطراف هذه الخطط المعدة بإتقان ... إلا بعقل متحجر يمسك بأسنانه عرش السلطة ويقاتل في سبيلها أيا كان ...
هل ستتمكن إسرائيل في إبادة أراضينا وقتل بعضنا بعضنا إذا لم تكن تكذب وتمكر وتمثل على نفسك قبل شعبك؟
هل ستجد الصهيونية عذرا لإقامة هذه الحرب الشاملة بدون أن تكون أنت سبب التكدس والإنقسام؟
تقتل الناس في بيوتهم وتغتصب الناس أنت وكلابك الجبناء ... وتكذبون تحت مسميات مللناها بعد أن ضحكنا عليها تحت مسمى القاعدة والإرهاب ... من أين تعلمت هذه الشعارات إذا لم تكن رضعتها من أسيادك في المشارق والمغارب ... ألا تستحي أن تستمر في هذه الأكاذيب والأقوال ... متى ستصحو وتترك هذا الكرسي فهو ليس لك ... ولأنك لن تصحو أبشرك بأن التاريخ سيسجلك السبب الرئيس في كل ما حصل وما كان ... هذا والعاقبة جهنم وبئس المهاد ...
فلو كنت حقيقة تدرك "المؤامرة الكونية" التي تحاك لسوريا ... لكنت أفشلت مخططهم بتركك الكرسي منذ زمان ... فلن يحمل أي أحد السلاح لو فعلت ذلك حفاظا على البلاد ... مجرد إنتخابات جديدة ورئيس جديد بعد ال40 عام ... ألا تكفي..؟؟
ولكن لا ... غرك المنصب والكرسي وحرقت البلاد بالوكالة عن إسرائيل تحت أعذار فهمك للمؤامرة ... وصدقك الأتباع ...
7- قدر محتوم إستبشر به بالرغم من كل الآهات والأحزان:
-------------------------------------------------------
أخبر نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ستكون (النبوة) فينا ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ... ثم تكون (خلافة على منهاج النبوة) ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها وعلى هذا النحو إلى (ملك عضودا) يعض فيه الحاكم على الكرسي ويعض فيه المؤمن على لسانه حتى لا يتكلم ... ثم يتبعها (ملك جبري) قائم على القوة والإجبار والأجهزة الأمنية والمخابرات ... ثم تتبدل الحال من هذا التدهور اللامحدود حتى تعود لتفاجئ العالم برفع رايات (الخلافة على نهج النبوة) من جديد كما أرادها الله عز وجل منذ أن أنزل القرآن ...
فإذا نظرت إلى هذا الحديث المعجر من المصطفى صلى الله عليه وسلم لإنبهرت من وحيه الذي لا ينطقه عن الهوى ... فقد أخبرنا بعصر الخلفاء الراشدين بعده ومدحهم بأنهم خلفاء على نهجه ثم يتبعم الملوك اللذين تعضون ألسنتكم عن أخطائهم وظلمهم في الخلافات الأموية والعباسية والعثمانية ... ثم يجيىء عصر الملوك الجبارين من أمثال "المخلوع" و"المسجون" و"المقتول" إلى "الدكتاتور الظالم المجنون" والقائمة لا تنتهي هنا بل تطول ...
ولكن كيف ستعود من جديد لتكون "خلافة على نهج النبوة" في عالم العولمة والرقي الفاجر المزعوم ... كيف يمكن ذلك في خضم القيود الأممية والأعراف والدستور ..؟!
سبحان من يمكر والناس يمكرون ... ففي خضم هذه الخطط الطويلة والدماء والحروب ... تسقط كل تلك القيود والعهود ... وبعد أن يؤكل الأخضر واليابس من (يأجوج ومأجوج) ... تبقى "إسرائيل" وعبيدها ينتظرون النصر المزعوم ... ويظهر "غرباء الدين" في العالم الإسلامي بعد كل هذا الهروب والسجون ... ليلتفوا حول من "يهدي" الله عز وجل في أرض الكعبة الطهور ... لتكون الملحمة الحقيقة بين أهل الحق والباطل على أرض الشام الحرور ...
ألا ترون كيف يجهز الله الرجال والجيوش دون أن ندري وكنا نحسبهم يموتون ويقتلون ..؟؟
فهل تخيلت هذه النهاية أيها الحكيم اليهودي الجبان ...؟!
فبعد كل تلك السنين الطوال من المكر والخبث والدهاء ...
أعدتتم لنا ما كنا له نحن عاجزين ضعفاء ..!!
فصبرا جميلا إخوتي الأحبة مهما صار أو كان ... فبشر المؤمنين الصابرين مهما طال الأوان ... والله المستعان على كل ما خطط في قدم الزمان ... وحسبنا الله على كل من كذب وتولى أو باع وخان ... وترقبوا الخلافة والإسلام وعز آل البيت ومجد الأصحاب مثل قديم الزمان ... طال أو قصر فهو وعد من الله الكريم المنان ... فالصبر والثبات وتجهيز العدة والعقول والأبدان ... والله النصير إخوة الدين والإيمان ...
كتبه الأخ جمرة وفقه الله ..