بين البروفيسور (جيمس) و (المشرقي) عناية الله خان/وحيد الدين خان

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,784
التفاعل
17,903 114 0

بين البروفيسور (جيمس) و (المشرقي) عناية الله خان

وحيد الدين خان


كان ذلك يوم أحد، من أيام سنة 1909، وكانت السماء تمطر بغزارة، وخرجت من بيتي لقضاء حاجة ما، فإذا بي أرى الفلكي المشهور السير جيمس جينز ـ الأستاذ بجامعة كمبردج ـ ذاهبًا إلى الكنيسة، والإنجيل والمظلة تحت إبطه، فدنوت منه، وسلمت عليه، فلم يرد عَلَيّ، فسلّمت عليه مرة أخرى،
فسألني: ماذا تريد منى؟
فقلت له: أمرين، يا سيدي الأول هو: أن مظلتك تحت إبطك رغم شدة المطر!
فابتسم السير جيمس وفتح مظلته على الفور.
فقلت له: وأما الأمر الآخر فهو: ما الذي يدفع رجلاً ذائع الصيت في العالم ـ مثلك ـ أن يتوجه إلى الكنيسة؟ وأمام هذا السؤال توقف السير جيمس لحظة، ثم قال: عليك اليوم أن تأخذ شاي المساء عندي .

وعندما وصلت إلى داره في المساء، خرجت (ليدي جيمس) في تمام الساعة الرابعة، بالضبط، وأخبرتني أن السير جيمس ينتظرني. وعندما دخلت عليه في غرفته، وجدت أمامه منضدة صغيرة موضوعة عليها أدوات الشاي. وكان البروفيسور منهمكًا في أفكاره. وعندما شعر بوجودي،
سألني: ماذا كان سؤالك؟،
ودون أن ينتظر ردّي، بدأ يلقي محاضرة عن تكوين الأجرام السماوية، ونظامها المدهش، وأبعادها وفواصلها اللامتناهية، وطرقها، ومداراتها وجاذبيتها، وطوفان أنوارها المذهلة، حتى إني شعرت بقلبي يهتز بهيبة الله وجلاله. وأما (السير جيمس) فوجدت شعر رأسه قائمًا، والدموع تنهمر من عينيه، ويداه ترتعدان من خشية الله، وتوقف فجأة.
ثم بدأ يقول: (يا عناية الله)(1)! عندما ألقي نظرة على روائع خلق الله يبدأ وجودي يرتعش من الجلال الإلهي، وعندما أركع أمام الله وأقول له: (إنك لعظيم!) أجد أن كل جزء من كياني يؤيدني في هذا الدعاء، وأشعر بسكون وسعادة عظيمين. وأحس بسعادة تفوق سعادة الآخرين ألف مرة، أفهمت، يا عناية الله خان، لماذا أذهب إلى الكنيسة؟
.
ويضيف العلامة عناية الله قائلاً: لقد أحدثت هذه المحاضرة طوفانًا في عقلي،
وقلت له: يا سيدي لقد تأثرت جدٌّا بالتفاصيل العلمية التي رويتموها لي، وتذكرت بهذه المناسبة آية من آي كتابي المقدس، فلو سمحتم لي، بقرأتها،
فهز رأسه قائلاً: بكل سرور،
فقرأت عليه الآية التالية:
{ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَآبِ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَآءُ }.
فصرخ الســير جيمـس قائلاً: ماذا قلت؟ إنما يخشى الله من عبـاده العلمــاء؟! مدهش! وغريب، وعجيب جدٌّا!! إنه الأمــر الذي كشـــفت عنه بعد دراسة ومشاهدة استمرت خمسين سنة، من أنبأ محمدًا به؟ هل هذه الآيــة موجــودة في القــرآن حقيقـــة؟ لو كان الأمر كذلك، فاكتب شهادة مني أن القرآن كتاب موحى من عند الله.
(1) عناية الله.. يقصد العالم الهندي عناية الله الذي روى عنه صاحب هذه المقالة هذه الحادثة.

عن موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة .




 
عودة
أعلى