تكنولوجيا الخرائط..........ماذا بعد؟
الكاتب: نقيب مهندس/ عبد اللطيف قائد الجبري
أتت بها الحاجة وطورتها نزعة المعرفة والاستكشاف , فبدًأ من نقش على قطع حجرية أو خشبية الى الرسم على قطع من الجلد ومن بعدة الورق, إنتقالاً إلى تقنية وتكنولوجيا بالغة الدقة والتعقيد ــ,,,,ـ
تلك هي مراحل صناعة الخرائط والتي أصبحت اليوم علما متناهي الدقة والتقنيات , مشكلةً نقلة كبيرة في التخطيط والاعداد وتنفيذ الاستراتيجيات العسكرية وحسم المعارك واتخاذ القرار ..
في عالم اليوم الرقمي والمنافسة في حقول الانتاج والتصنيع العسكري تشكل تقنيات صنع الخرائط نقطة اهتمام الكثير من المؤسسات والشركات التي تعمل على تزويد المقاتل بتكنولوجيا تسهم بشكل رئيسي في نجاح مهمتة .
وما يعرف اليوم بأنظمة المعلومات الجغرافية والخرائط الرقمية والخرائط المساحية والمكانية ثلاثية الأبعاد وما يلحقها من اقمار صناعية وغيرها ليست وليدة اليوم وإنما تطورت وفقاً لما تقتضيه حاجة الإنسان وبالأخص كمقاتل يسعى إلى تحقيق مهمته كما أعد لها.ولذا فقد شهدت نهضة غير عادية خلال القرنيين الماضيين وتطورت الخرائط مع تطور التكنولوجيا إلى أن أصبحت مشاريع تقنية عملاقة مزودة بقواعد معلومات مساحية حديثة ودقيقة وموثوقة , وأهلية الوصول الأمن اليها والاستفادة منها بسهولة ويسر عبر شبكات الكترونية على مستواُ عالي من الأمان والضمان .
وأدرجت تقنية انظمة المعلومات المساحية والمكانية والجغرافية ضمن الصناعات الدفاعية والتي مكنت المقاتل من الحصول على خرائط رقمية مزودة بصور وقواعد بيانات بالغة التقنية والدقة, ولا تقتصر فقط على من بيده القرار وإنما تشمل الجندي على ارض المعركة والدي يزود بجهاز قد يشابه هاتفه الشخصي يمكنه من ذالك
التوسع في مفهوم الخريطة
يعودعلم الخرائط الى فترات تاريخية قديمة جداً , فقد كان لإسلافنا المسلمون الأوائل إثرهم الكبير على الخرائط فقد حضي علم الخرائط باهتمام كبير من قادة الجيوش الإسلامية.. فقدعرّف المسلمون الخريطة بأسماء عديدة منها: الصورة والرسم. وتميّزت خرائط المسلمين بخلوها من صور الحيوان والإنسان.
ورسم المسلمون خرائط العالم والأقاليم وخرائط المدن. ومن أشهر خرائط المسلمين الخريطة المأمونية، وهي خريطة ملونة فاقت خريطة بطليموس. وعرف المسلمون الخرائط البحرية مثل خرائط أسرة الصفاقسي. ويُعدُّ الإدريسي (493-560هـ) من أبرز علماء الخرائط عند المسلمين,,
وموضوع النقاش هنا لا يخول لي السرد التاريخي لذلك . ولكن إذا ما تساءلنا عن بداية هذا العلم أو بالأصح عن أول خارطة, فوفقا لما ذكره الجغرافيان الإغريقيان Agathemerus و Strapo من القرن الأول والثالث الميلادي بأن أول من نشر خريطة كان هو الفيلسوف Anaximander الانكسمندر (610-546 ق.م ) وكانت للعالم المعروف حينها . وقد أنتجت هذه الخريطة لتطوير الملاحة والتجارة بين أقاليم البحر الابيض المتوسط والبحر الأسود . والاهم من ذلك أنها ما لبثت إلا واستخدمت كأداة عسكرية استخدمها Thales Miletos في توسعاته العسكرية .
إن أنظمة المعلومات المساحية و المكانية والجغرافية المستخدمة اليوم في تقنيات الصناعة الدفاعية عبارة عن خرائط رقمية مزودة بصور بقواعد بيانات بيانات بالغة الدقة والتقنية. والسر في هذا التطور الهائل للخرائط هو إما الحاجة للدفاع أو النزعة للتوسع . وتماشياً مع ما تقتضيه المعركة الحديثة فقد ظهر ما يعرف (المعلومات المساحية الاستخباراتية )كمفهوم أوسع للاستفادة من الخرائط.
يمكن أن نعرف (أنظمة المعلومات المساحية الاستخبارتية )(Geospatial –intelligence )
على أنها دراسة وتحليل المناظر الفضائية والمعلومات الأرضية الاستخباراتية من مصادر متعددة لوصف وتقدير وتحديد صورة اوخارطة مرئية للهيئات الطبيعية أو الصناعية والنشاطات ذات المرجع الجغرافي Geographic Reference ومن ثم تقديم معلومات دقيقة وسريعة وكاملة وحديثة للمنطقة أو الهدف والذي بدوره يمكن المستخدم أو صانع القرار من اتخاذ القرار المناسب وإعطائه القدرة على الحركة أو الاستجابة للموقف المطلوب .
وأنظمة المعلومات المساحية عبارة عن دمج البيانات الجغرافية أو المكانية مع المعلومات الاستخباراتية , وبفضل التقدم التقني في هذا المجال تمكنت الجهات المصنعة من إنتاج العديد من البدائل الجديدة تساعد القادة والمقاتلين في أرض المعركة بإعطائهم معلومات واضحة عن مواقعهم والأهداف المعادية وغيرها .
ولذا تجلت أهمية أنظمة المعلومات المساحية والتي جعلت العاملين بالخرائط يدركون الأهمية الملحة لإضافة البعد ألاستخباراتي للمواقع الجغرافية عن طرق ربطها بقواعد معلومات أمنية واستخدام برمجيات حاسوبية قادرة على التحليل واكتشاف التغيرات وإدخال أي معلومات حديثة يتطلبها الموقف ومن ثم اقتراح القرار المناسب للتفاعل مع الواقع والمتغيرات . حيث أصبحت هذه المعلومات من الركائز الهامة لنجاح المقاتلين والعاملين في الميدان , السبب الذي دفع العديد من الوكالات العالمية المنتجة للخرائط إلى التحول إلى وكالات استخباراتية وفي مقدمتها الوكالة الوطنية للمعلومات الاستخباراتية المكانية الأمريكية NGA.
ترجع وكالة الاستخبارات المكانية القومية الأمريكية (NGA ) جذورها الى عام 1803 م عندما أمر الرئيس الأمريكي حينها (توماس جفرسون ) حملة لويس وكلارك الشهيرة التابع للجيش الأمريكي باستكشاف ورسم خريطة لإقليم لوازيانا والذي كان قد ضم مؤخرا إلى الولايات المتحدة . وفي نفس الوقت لم تنتظر البحرية الأمريكية للاعتماد على المخططات والرسوم البريطانية أو التجارية بل أرسلت مصوريها من اجل رسم الحدود البحرية لعالمهم الجديد .وفي يونيو 1956 وجه الرئيس الأمريكي ايزنهاور ببدء الحليقات لطائرة U-2 الخفية فوق الاتحاد السوفيتي , والسر في ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت حينها قد بدأت بتطوير أقمار صناعية قادرة على تصوير الأرض والنتيجة كانت برنامج الكورونا (corona ) (الإكليل ) والذي سلم أول صورة لجمهوريات الاتحاد السوفيتي USSR في 19 أغسطس عام 1960 وعلى اثر ذلك تم تأسيس مركز التحليل الفوتوغرافي الوطني NPIC والذي ضم الجيش والبحرية والقوات الجوية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA من اجل تطوير الحلول والمواقف المتعلقة بمشاكل الاستخبارات القومية. وفي عام 1970 تم تأسيس وكالة صناعة خرائط الدفاع DMA (الوكالة الوطنية للخرائط وصور الأقمار الصناعية) والتي اعتمد الجيش الأمريكي على قدرات وكفاءة الخرائط والمخططات البيانية التي تصدرها في عملية عاصفة الصحراء وكشفت هذه الوكالة أنها أنتجت ما يقارب 66مليون خريطة فردية لدعم العمليات العسكرية . وتحولت هذه الوكالة الى وكالة معلومات استخباراتية مكانية وطنية بعد نهايتة عملية عاصفة الصحراء 1991. واستمرارا في تطوير تقنيات الخرائط والاستغلال الأنسب لها أصبحت اليوم وكالة دعم قتال تزود الأمن القومي الأمريكي باستخبارات مكانية دقيقة ومرتبطة بالمكان والزمان الحالي وأصبحت أنظمتها وبرمجياتها الملاحية والخرائط في كل قطاع المجتمع الدفاعي.
تعد تكنولوجيا صناعة الخرائط تكنولوجيا مركبة ومعقده مثلها مثل الصناعات الدفاعية الأخرى , وبالرغم من ان الرسم اليدوي لها كان يوماً ما العامل الرئيسي في تصميمها , أصبح ( التصوير بالاقمار الصناعية المدعم بالصور الجوية المباشرة الآنية )الاساس في قواعد بيانات صناعة خرائط اليوم .
نظام المعلومات الجغرافية GIS
عبارة عن منظومة متكاملة من العناصر تظم أجهزة الكترونية وبرامج ومواصفات و معلومات جغرافية وكوادر بشرية , تشترك جمعيها في جمع البيانات الجغرافية ومعالجتها كما تشترك في التحليل والتصنيف والتخزين والعرض بطرق مختلفة حسب متطلبات الموقف . وتشمل البيانات المستخدمة كمدخلات لنظم المعلومات الجغرافية على الخرائط الرقمية (كمصدر رئيسي) وعلى الصور الجوية ( صور الطائرات )والصور الفضائية (صور الأقمار الصناعية ) والمعلومات الميدانية والصور الرادارية وغيرها,
وتوضح الخارطة الرقمية
والتي تعتبر المصدر الرئيسي لنظام GIS الهيئات الطبيعية والصناعية وأبعادها وأسمائها مع وصف مقتضب لها بينما تمكن نظم المعلومات الجغرافية من ذلك بالإضافة على قدرتها الهائلة على التحليل وإدارة وعرض قدر كبير من البيانات والمعلومات الجغرافية اللازمة للاستخدامات والتطبيقات المتعلقة بالناحية الطبوغرافية أو التربة أو البيئة أو المنشئات ,الاتصالات والطرق والأهداف الحيوية وغيرها . بالإضافة إلى إمكانية ربط جميع المعلومات الجغرافية ببعضها البعض وإقامة علاقة بين جميع المعالم والهيئات الطبيعية والصناعية ويترتب على ذالك القدرة على القيام بعمليات تحليلية متطورة مثل تحليل الأرض وتحديد الأهداف والمحاور ,,,, ومن ثم استنتاج الفرضيات المحتملة والنتائج المترتبة عليها والتعديل وصولا إلى القرار الدقيق والسليم.
الحاجة الى نظام المعلومات الجغرافية GIS
تتطلب كل أطياف الدفاع إلى معدات وأجهزة الملاحة ووضع الخرائط فالجندي على ساحة القتال يحتاج إلى أن يستكشف من النقطة A الى النقطة B وأن يعرف ما بينهما مميزا القوات الصديقة من المعادية والقائد يتوجب علية أخذ نظرة عامة عن ساحة القتال والتدخل اللوجستي ومواقف الحركة والعربات وخطوط الاتصال ونقاط الثغرات والمجالات الآمنة ومعلومات عن المرافق والسكان . والطيارون هم الآخرون يحتاجون إلى خرائط تفصيلية عن السمات والأرضية ومواقع الدفاع الجوي وتصوير الأهداف . وحتى نظام التسليح يحتاج إلى معلومات محددة عن الأرض تحمل إلى أنظمتها الالكترونية من أجل التوجيه الأرضي . وعلى البحر فكل من معوقات الابحار في الاماكن الضيقة , ومعلومات المد والجزر , وتقارير استكشاف السونارsonar ( أجهزة فحص ما تحت المياه مركبة على جوانب السفن ) وعوامات ارشاد السفن وتحديثات الفنارات والمركبات المسيرة تحت الماء .... كلها موجودات تتطلب بعض انواع من معلومات الخرائط .
الكاتب: نقيب مهندس/ عبد اللطيف قائد الجبري
أتت بها الحاجة وطورتها نزعة المعرفة والاستكشاف , فبدًأ من نقش على قطع حجرية أو خشبية الى الرسم على قطع من الجلد ومن بعدة الورق, إنتقالاً إلى تقنية وتكنولوجيا بالغة الدقة والتعقيد ــ,,,,ـ
تلك هي مراحل صناعة الخرائط والتي أصبحت اليوم علما متناهي الدقة والتقنيات , مشكلةً نقلة كبيرة في التخطيط والاعداد وتنفيذ الاستراتيجيات العسكرية وحسم المعارك واتخاذ القرار ..
في عالم اليوم الرقمي والمنافسة في حقول الانتاج والتصنيع العسكري تشكل تقنيات صنع الخرائط نقطة اهتمام الكثير من المؤسسات والشركات التي تعمل على تزويد المقاتل بتكنولوجيا تسهم بشكل رئيسي في نجاح مهمتة .
وما يعرف اليوم بأنظمة المعلومات الجغرافية والخرائط الرقمية والخرائط المساحية والمكانية ثلاثية الأبعاد وما يلحقها من اقمار صناعية وغيرها ليست وليدة اليوم وإنما تطورت وفقاً لما تقتضيه حاجة الإنسان وبالأخص كمقاتل يسعى إلى تحقيق مهمته كما أعد لها.ولذا فقد شهدت نهضة غير عادية خلال القرنيين الماضيين وتطورت الخرائط مع تطور التكنولوجيا إلى أن أصبحت مشاريع تقنية عملاقة مزودة بقواعد معلومات مساحية حديثة ودقيقة وموثوقة , وأهلية الوصول الأمن اليها والاستفادة منها بسهولة ويسر عبر شبكات الكترونية على مستواُ عالي من الأمان والضمان .
وأدرجت تقنية انظمة المعلومات المساحية والمكانية والجغرافية ضمن الصناعات الدفاعية والتي مكنت المقاتل من الحصول على خرائط رقمية مزودة بصور وقواعد بيانات بالغة التقنية والدقة, ولا تقتصر فقط على من بيده القرار وإنما تشمل الجندي على ارض المعركة والدي يزود بجهاز قد يشابه هاتفه الشخصي يمكنه من ذالك
التوسع في مفهوم الخريطة
ورسم المسلمون خرائط العالم والأقاليم وخرائط المدن. ومن أشهر خرائط المسلمين الخريطة المأمونية، وهي خريطة ملونة فاقت خريطة بطليموس. وعرف المسلمون الخرائط البحرية مثل خرائط أسرة الصفاقسي. ويُعدُّ الإدريسي (493-560هـ) من أبرز علماء الخرائط عند المسلمين,,
وموضوع النقاش هنا لا يخول لي السرد التاريخي لذلك . ولكن إذا ما تساءلنا عن بداية هذا العلم أو بالأصح عن أول خارطة, فوفقا لما ذكره الجغرافيان الإغريقيان Agathemerus و Strapo من القرن الأول والثالث الميلادي بأن أول من نشر خريطة كان هو الفيلسوف Anaximander الانكسمندر (610-546 ق.م ) وكانت للعالم المعروف حينها . وقد أنتجت هذه الخريطة لتطوير الملاحة والتجارة بين أقاليم البحر الابيض المتوسط والبحر الأسود . والاهم من ذلك أنها ما لبثت إلا واستخدمت كأداة عسكرية استخدمها Thales Miletos في توسعاته العسكرية .
إن أنظمة المعلومات المساحية و المكانية والجغرافية المستخدمة اليوم في تقنيات الصناعة الدفاعية عبارة عن خرائط رقمية مزودة بصور بقواعد بيانات بيانات بالغة الدقة والتقنية. والسر في هذا التطور الهائل للخرائط هو إما الحاجة للدفاع أو النزعة للتوسع . وتماشياً مع ما تقتضيه المعركة الحديثة فقد ظهر ما يعرف (المعلومات المساحية الاستخباراتية )كمفهوم أوسع للاستفادة من الخرائط.
يمكن أن نعرف (أنظمة المعلومات المساحية الاستخبارتية )(Geospatial –intelligence )
على أنها دراسة وتحليل المناظر الفضائية والمعلومات الأرضية الاستخباراتية من مصادر متعددة لوصف وتقدير وتحديد صورة اوخارطة مرئية للهيئات الطبيعية أو الصناعية والنشاطات ذات المرجع الجغرافي Geographic Reference ومن ثم تقديم معلومات دقيقة وسريعة وكاملة وحديثة للمنطقة أو الهدف والذي بدوره يمكن المستخدم أو صانع القرار من اتخاذ القرار المناسب وإعطائه القدرة على الحركة أو الاستجابة للموقف المطلوب .
وأنظمة المعلومات المساحية عبارة عن دمج البيانات الجغرافية أو المكانية مع المعلومات الاستخباراتية , وبفضل التقدم التقني في هذا المجال تمكنت الجهات المصنعة من إنتاج العديد من البدائل الجديدة تساعد القادة والمقاتلين في أرض المعركة بإعطائهم معلومات واضحة عن مواقعهم والأهداف المعادية وغيرها .
ولذا تجلت أهمية أنظمة المعلومات المساحية والتي جعلت العاملين بالخرائط يدركون الأهمية الملحة لإضافة البعد ألاستخباراتي للمواقع الجغرافية عن طرق ربطها بقواعد معلومات أمنية واستخدام برمجيات حاسوبية قادرة على التحليل واكتشاف التغيرات وإدخال أي معلومات حديثة يتطلبها الموقف ومن ثم اقتراح القرار المناسب للتفاعل مع الواقع والمتغيرات . حيث أصبحت هذه المعلومات من الركائز الهامة لنجاح المقاتلين والعاملين في الميدان , السبب الذي دفع العديد من الوكالات العالمية المنتجة للخرائط إلى التحول إلى وكالات استخباراتية وفي مقدمتها الوكالة الوطنية للمعلومات الاستخباراتية المكانية الأمريكية NGA.
ترجع وكالة الاستخبارات المكانية القومية الأمريكية (NGA ) جذورها الى عام 1803 م عندما أمر الرئيس الأمريكي حينها (توماس جفرسون ) حملة لويس وكلارك الشهيرة التابع للجيش الأمريكي باستكشاف ورسم خريطة لإقليم لوازيانا والذي كان قد ضم مؤخرا إلى الولايات المتحدة . وفي نفس الوقت لم تنتظر البحرية الأمريكية للاعتماد على المخططات والرسوم البريطانية أو التجارية بل أرسلت مصوريها من اجل رسم الحدود البحرية لعالمهم الجديد .وفي يونيو 1956 وجه الرئيس الأمريكي ايزنهاور ببدء الحليقات لطائرة U-2 الخفية فوق الاتحاد السوفيتي , والسر في ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت حينها قد بدأت بتطوير أقمار صناعية قادرة على تصوير الأرض والنتيجة كانت برنامج الكورونا (corona ) (الإكليل ) والذي سلم أول صورة لجمهوريات الاتحاد السوفيتي USSR في 19 أغسطس عام 1960 وعلى اثر ذلك تم تأسيس مركز التحليل الفوتوغرافي الوطني NPIC والذي ضم الجيش والبحرية والقوات الجوية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA من اجل تطوير الحلول والمواقف المتعلقة بمشاكل الاستخبارات القومية. وفي عام 1970 تم تأسيس وكالة صناعة خرائط الدفاع DMA (الوكالة الوطنية للخرائط وصور الأقمار الصناعية) والتي اعتمد الجيش الأمريكي على قدرات وكفاءة الخرائط والمخططات البيانية التي تصدرها في عملية عاصفة الصحراء وكشفت هذه الوكالة أنها أنتجت ما يقارب 66مليون خريطة فردية لدعم العمليات العسكرية . وتحولت هذه الوكالة الى وكالة معلومات استخباراتية مكانية وطنية بعد نهايتة عملية عاصفة الصحراء 1991. واستمرارا في تطوير تقنيات الخرائط والاستغلال الأنسب لها أصبحت اليوم وكالة دعم قتال تزود الأمن القومي الأمريكي باستخبارات مكانية دقيقة ومرتبطة بالمكان والزمان الحالي وأصبحت أنظمتها وبرمجياتها الملاحية والخرائط في كل قطاع المجتمع الدفاعي.
تعد تكنولوجيا صناعة الخرائط تكنولوجيا مركبة ومعقده مثلها مثل الصناعات الدفاعية الأخرى , وبالرغم من ان الرسم اليدوي لها كان يوماً ما العامل الرئيسي في تصميمها , أصبح ( التصوير بالاقمار الصناعية المدعم بالصور الجوية المباشرة الآنية )الاساس في قواعد بيانات صناعة خرائط اليوم .
نظام المعلومات الجغرافية GIS
وتوضح الخارطة الرقمية
والتي تعتبر المصدر الرئيسي لنظام GIS الهيئات الطبيعية والصناعية وأبعادها وأسمائها مع وصف مقتضب لها بينما تمكن نظم المعلومات الجغرافية من ذلك بالإضافة على قدرتها الهائلة على التحليل وإدارة وعرض قدر كبير من البيانات والمعلومات الجغرافية اللازمة للاستخدامات والتطبيقات المتعلقة بالناحية الطبوغرافية أو التربة أو البيئة أو المنشئات ,الاتصالات والطرق والأهداف الحيوية وغيرها . بالإضافة إلى إمكانية ربط جميع المعلومات الجغرافية ببعضها البعض وإقامة علاقة بين جميع المعالم والهيئات الطبيعية والصناعية ويترتب على ذالك القدرة على القيام بعمليات تحليلية متطورة مثل تحليل الأرض وتحديد الأهداف والمحاور ,,,, ومن ثم استنتاج الفرضيات المحتملة والنتائج المترتبة عليها والتعديل وصولا إلى القرار الدقيق والسليم.