القدرة الجوية من جوليو دوهيت إلى احتلال العراق
القوة الجوية
الكاتب: عقيد/ أحمد محمد الثور
(سيأتي يوم يستطيع الطيران لوحده إجبار الخصم على الخضوع لشروط الحرب من دون خوض عمليات برية أو بحرية )
(في الحروب القادمة ينبغي السيطرة على الجو)
عندما قال جوليو دوهيت العسكري الايطالي الشهير هذه العبارات في الثلاثينيات من القرن الماضي لم يكن واهما أو خياليا فالسيطرة الجوية هي السلاح القوي وبالذات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م حيث تطورت القدرة الجوية وفرضت تأثيرها الواضح في ميادين الحروب حتى أصبحت القوة الرئيسية واليد الطولى للدول الكبرى صاحبة فكرة وتصنيع وتطوير هذا السلاح القوي والفتاك ،وهناك أمثلة واضحة في الحروب الحديثة على أن الطيران كان له الحسم الفاصل وهناك معركة كاملة لم تشهد نزول دبابة واحدة إلى أرضها أو جندي مشاة بل كانت كلها من بدايتها إلى نهايتها جوية 100% ألا وهي حرب البلقان في نهاية القرن الماضي 1999م وهذا المقال يتكلم في ثلاثة محاور هي:
- القوات الجوية بعد الحرب العالمية الثانية.
- مقومات القدرة الجوية .
- الحرب الجوية على العراق.
أولاً:القوات الجوية بعد الحرب العالمية الثانية.
سيأتي يوم يستطيع الطيران لوحده إجبار الخصم على الخضوع لشروط الحرب من دون خوض عمليات برية أو بحرية (العسكري الايطالي الشهير جوليو دوهيت)لقد تحكمت عدة عوامل في استخدام القدرة الجوية بعد الحرب العالمية الثانية هي :
-العوامل السياسية: حيث أرست العوامل السياسية مشاهد وفصول متسلسلة من الأحداث في مناطق مختلفة من العالم أدت في بعض الأوقات إلى نقل الصراع من مستوى محدود إلى التهديد بحرب شاملة بإتباع سياسة الردع النووي . وإن ظهور عوامل التحرر القومي وانتشار المناداة بتطبيق الاشتراكية أدى إلى وجود نزاع مستمر ضمن نطاق الحرب المحدودة والتي لعبت القدرة الجوية دورا أساسيا فيها وان حقيقة سعي الدول المتخاصمة للحصول على طائرات حديثة تعني نمو دور القدرة الجوية واستخدامها .
- الأسلحة النووية : إن إنتاج وتطوير الأسلحة النووية وتأثيرها يعد من ابرز معالم التطور في القدرة الجوية بعد الحرب العالمية الثانية والى وقتنا هذاوسيبقى هذا السلاح المدمر الذي أعطى مفهوماً جديداً للقدرة الجوية الهجومية ضمن السباق بين الدول العظمى والمتقدمة واستخدامه كأداة لتحقيق سياساتها عبر مفهوم الردع النووي.
-إنتاج وتطوير الطائرات: لقد كان للتقدم الكبير في علم الطيران بعد الحرب العالمية الثانية وتطوير وإنتاج الطائرات عامل مهم في تكثيف استخدام القوة الجوية ، حيث أصبحت ذات قابلية عالية في الحركة ورد الفعل السريع ولا يزال إنتاج وتطوير الطائرات وحتى يومنا هذا يشغل جزءا كبيرا في الصناعات الحربية ،وأصبحت تكاليفها يحسب لها حساب ضمن الاستخدام كما أصبح الإنتاج يدرس لتلبية احتياجات حقبة من الزمن والسنوات القادمة.
- تطور الصواريخ والأسلحة الحديثة: أضاف التطور الكبير والسريع في صناعة الصواريخ بمختلف أنواعها عاملاً مهماً آخر للقدرة الجوية الهجومية سواء على المستوى التعبوي أو الاستراتيجي وقد دخلت الصواريخ بعيدة المدى في مجال سباق التسلح , ولقد شهدت الفترة بعد الحرب العالمية الثانية عدة أجيال من القذائف والصواريخ الموجهة وغير الموجهة القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى التقليدية والنووية والتي يمكن استخدامها في المجالين السابقين ، كما ان ظهور الأسلحة الحديثة والمتطورة أعطت للقدرة الجوية القابلية على قيام الآلة الحربية من تحقيق الدقة المطلوبة في إصابة الهدف لإحداث درجة التأثير المطلوبة فالاستخدامات الحديثة للقنابل الذكية (SMART BOMB) والصواريخ المزودة بمنظومات التوجيه سواء كانت حرارية أو رادارية أو تلفزيونية قد أمنت كفاءة عالية عند استخدامها في عمليات القتال الجوي او عند تدمير الأهداف البرية / البحرية .
إنتاج السمتيات(المروحيات: ( واكبت السمتيات عملية التطوير التي لازمت الطائرات المقاتلة ومقاتلات الهجوم الأرضي والقاصفات وطائرات النقل وقد تنوع إنتاج السمتيات لاستخدامها في مجالات مختلفة وأصبحت السمتية في الوقت الحاضر معتمدة في معظم دول العالم في واجبات الإسناد ومقاتلة الدروع , ونتيجة الإنتاج الهائل للسمتيات والاستخدام المكثف في واجبات مختلفة أنشئ طيران الجيش وطيران البحرية في عدد من دول العالم .
الخبرة والتجربة: في استخدام القدرة الجوية في الحروب المحدودة بعد الحرب العالمية الثانية كالحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحرب الهندية / الباكستانية والحروب العربية الإسرائيلية 1967 و 1973 الاثر الكبير في تطوير مواصفات الطائرات واستخدامها وكان للتطوير في تسليح الطائرات نصيب كبير من هذه الخبرة والتجربة حيث افرزت هذه الحروب جملة من الدروس المهمة من خلال الاستخدام الأمثل للقدرة الجوية والتي على ضوئها اتخذت الخطوات لإجراء التطوير المطلوب .
لا يعني ذلك التقليل من شأن عمل الأسلحة الأخرى فحاجة القوة الجوية في إسنادها إلى القوتين البرية والبحرية له الأثر الكبير في المساعدة على حسم نتائج المعركة وان القوات الثلاث يجب أن تشكل وتعمل كقوة مقاتلة واحدة كل منها معتمدة على الأخرى وأي عمل ايجابي كان أو سلبي لإحدى تلك القوات سيؤثر بالطبع على عمل القوتين الأخريين .
ثانياً:مقومات القدرة الجوية
ان حقيقة سعي الدول المتخاصمة للحصول على طائرات حديثة تعني نمو دور القدرة الجوية واستخدامها ولا يزال إنتاج وتطوير الطائرات وحتى يومنا هذا يشغل جزءا كبيرا في الصناعات الحربية ،وأصبحت تكاليفها لابد قبل الحديث عن مقومات القدرة الجوية أن نعرفها بأنها:القوة الجوية العسكرية والطيران المدني لأي شعب وقت الحرب لتأمين متطلبات الطيران العسكري بما فيها المطارات المدنية.
1-المواد الأولية :من المعادن المختلفة التي تدخل في صناعة الطائرات وينطبق هذا على الدول المصنعة للطائرات .
2-الطائرات: وهي الآلة الرئيسية التي تنفذ القدرة الجوية مهامها بها، وتتأثر الطائرات بثلاثة مفاهيم هي :
-العدد: يجب أن يتناسب عدد الطائرات التي تمتلكها أية أمة مع عدد الطائرات المستخدمة في قوة العدو الجوية بالإضافة إلى طبيعة المنطقة والأهداف المطلوب معالجتها بحيث يكون عدد الطائرات المتواجدة ملائماً لتأمين موقف جوي ملائم عند اندلاع الحرب وأن تكون هذه الطائرات قادرة على نقل الحمولات المطلوبة من الأسلحة لمعالجة الأهداف .
-الكفاءة: تعتمد فرص نجاح المعركة الجوية على كفاءة الطائرات المستخدمة إلا أن هذا لا يعني بالضرورة بان عددا صغيرا من الطائرات بإمكانه دحر أعداد كبيرة من الطائرات المقابلة ولكن يعني بان قوة جوية صغيرة قد يكون بإمكانها الحصول على موقف جوي ملائم وانتزاعه من قوة جوية لديها عدد اكبر من الطائرات التي هي اقل كفاءة من طائراتها.
-الاختصاص: إن الاختصاص في الطائرات مهم وبالرغم من ان جهودا تبذل لإنتاج طائرة قتال متعددة المهام إلا أن إنتاج الطائرات الاختصاصية لازال قائما.
3-الكادر البشري :إن الطاقة البشرية هي العنصر الذي يمد القوة الجوية بالأفراد فكلما زادت الطاقة البشرية كلما تمكنا من الحصول على معين جديد من الطيارين والأطقم الجوية التابعة.
4-النفط: إذ يعد الوقود هو المحرك الرئيسي أو شريان الحياة للآلات بما فيها الطائرات ، ويزداد أداء القدرة الجوية في الدول التي تمتلك النفط ، وتيسر الوقود يعني تدريبا مكثفا وأداء أفضل للطيارين ، لايكفي توفر الوقود لإجراء التدريبات وإنما القيام بخزن الاحتياط باستمرار لظروف العمليات الحربية المتوقعة وعدم الاعتماد على المصادر الخارجية.
5-التصنيع: وجود التقدم الفني والعلمي يدفع بقوة القدرة الجوية إلى مستويات عليا وإذا استلزم الأمر يجب تحويل بعض الصناعات المدنية إلى صناعات عسكرية وفق حسابات اقتصادية مدروسة.
6-القواعد الجوية : تحتاج القدرة الجوية إلى قواعد منتشرة في أنحاء البلاد مهيأة منذ السلم ومجهزة لعمل الطائرات باختلافها ، وضرورة بناء ملاجئ الطائرات وحمايتها الحماية القصوى لأنها أيدي الشعب الطويلة وقت الحروب ، وأيضا يجب تجهيز تلك القواعد بما تحتاجه من معامل ومخازن ومستودعات للمواد الاحتياطية والأسلحة .
7-القيادة والسيطرة والاتصالات والحرب الالكترونية :لقد أضحت الحرب الالكترونية عنصر مهم من عناصر القدرة الجوية والتي تعد في الوقت الحاضر البعد الرابع وهو المجال الكهرومغناطيسي وتشمل الاستطلاع الالكتروني والإجراءات الالكترونية المضادة منها الايجابية والسلبية وكذلك الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري التي تؤمن المعلومات الاستخبارية اللاسلكية لدعم المعركة الالكترونية فواجبات القوة الجوية تعتمد في الأساس وبدرجة كبيرة على المجال الالكترومغناطيسي ، ويعني تعبير المعركة الالكترونية أنه مزيج متكامل من عمليات الحرب الالكترونية المتداخلة والمترابطة وعمليات القيادة والسيطرة والاتصالات وعمليات تشويش وتثبيت الدفاعات الجوية المعادية.
8-الأقمار الاصطناعية: تعد الأقمار الاصطناعية عنصر من عناصر القدرة العسكرية المشتركة سواء البرية أو البحرية أو الجوية فهي تؤمن متطلبات القوة الجوية فيما يخص الاستطلاع بكافة أنواعه والاتصالات بالإضافة إلى معلومات الملاحة كما في منظومات (GPS) والتي تحدد مواقع الطائرات على الأرض عن طريق تلك الأقمار وكذلك معلومات عن الأحوال الجوية فوق مناطق العمليات.
9-التدريب :إن التدريب الجيد المتكامل هو الأسلوب الوحيد لرفع كفاءة القوة الجوية ومن خلاله يتم الوصول إلى الصيغة الصحيحة لتنفيذ متطلبات القدرة الجوية.
10-العقيدة القتالية :تتعرض القوة الجوية لفقدان أفرادها أثناء الحرب لهذا فيجب ان تكون المعنويات عالية وعليهم ان يعلموا جيدا ان التفاني والتضحية لأداء الواجب هو طريق نحو النصر.
11-الخدمات الإضافية:هناك العديد من الخدمات الإضافية الضرورية التي تحتاجها القوة الجوية مثل طب الطيران والتصوير الجوي والأنواء الجوية ومهمات النجاة.
خواص القوات الجوية
القوة الجوية
الكاتب: عقيد/ أحمد محمد الثور
(سيأتي يوم يستطيع الطيران لوحده إجبار الخصم على الخضوع لشروط الحرب من دون خوض عمليات برية أو بحرية )
(في الحروب القادمة ينبغي السيطرة على الجو)
عندما قال جوليو دوهيت العسكري الايطالي الشهير هذه العبارات في الثلاثينيات من القرن الماضي لم يكن واهما أو خياليا فالسيطرة الجوية هي السلاح القوي وبالذات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م حيث تطورت القدرة الجوية وفرضت تأثيرها الواضح في ميادين الحروب حتى أصبحت القوة الرئيسية واليد الطولى للدول الكبرى صاحبة فكرة وتصنيع وتطوير هذا السلاح القوي والفتاك ،وهناك أمثلة واضحة في الحروب الحديثة على أن الطيران كان له الحسم الفاصل وهناك معركة كاملة لم تشهد نزول دبابة واحدة إلى أرضها أو جندي مشاة بل كانت كلها من بدايتها إلى نهايتها جوية 100% ألا وهي حرب البلقان في نهاية القرن الماضي 1999م وهذا المقال يتكلم في ثلاثة محاور هي:
- القوات الجوية بعد الحرب العالمية الثانية.
- مقومات القدرة الجوية .
- الحرب الجوية على العراق.
أولاً:القوات الجوية بعد الحرب العالمية الثانية.
سيأتي يوم يستطيع الطيران لوحده إجبار الخصم على الخضوع لشروط الحرب من دون خوض عمليات برية أو بحرية (العسكري الايطالي الشهير جوليو دوهيت)
-العوامل السياسية: حيث أرست العوامل السياسية مشاهد وفصول متسلسلة من الأحداث في مناطق مختلفة من العالم أدت في بعض الأوقات إلى نقل الصراع من مستوى محدود إلى التهديد بحرب شاملة بإتباع سياسة الردع النووي . وإن ظهور عوامل التحرر القومي وانتشار المناداة بتطبيق الاشتراكية أدى إلى وجود نزاع مستمر ضمن نطاق الحرب المحدودة والتي لعبت القدرة الجوية دورا أساسيا فيها وان حقيقة سعي الدول المتخاصمة للحصول على طائرات حديثة تعني نمو دور القدرة الجوية واستخدامها .
- الأسلحة النووية : إن إنتاج وتطوير الأسلحة النووية وتأثيرها يعد من ابرز معالم التطور في القدرة الجوية بعد الحرب العالمية الثانية والى وقتنا هذاوسيبقى هذا السلاح المدمر الذي أعطى مفهوماً جديداً للقدرة الجوية الهجومية ضمن السباق بين الدول العظمى والمتقدمة واستخدامه كأداة لتحقيق سياساتها عبر مفهوم الردع النووي.
-إنتاج وتطوير الطائرات: لقد كان للتقدم الكبير في علم الطيران بعد الحرب العالمية الثانية وتطوير وإنتاج الطائرات عامل مهم في تكثيف استخدام القوة الجوية ، حيث أصبحت ذات قابلية عالية في الحركة ورد الفعل السريع ولا يزال إنتاج وتطوير الطائرات وحتى يومنا هذا يشغل جزءا كبيرا في الصناعات الحربية ،وأصبحت تكاليفها يحسب لها حساب ضمن الاستخدام كما أصبح الإنتاج يدرس لتلبية احتياجات حقبة من الزمن والسنوات القادمة.
- تطور الصواريخ والأسلحة الحديثة: أضاف التطور الكبير والسريع في صناعة الصواريخ بمختلف أنواعها عاملاً مهماً آخر للقدرة الجوية الهجومية سواء على المستوى التعبوي أو الاستراتيجي وقد دخلت الصواريخ بعيدة المدى في مجال سباق التسلح , ولقد شهدت الفترة بعد الحرب العالمية الثانية عدة أجيال من القذائف والصواريخ الموجهة وغير الموجهة القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى التقليدية والنووية والتي يمكن استخدامها في المجالين السابقين ، كما ان ظهور الأسلحة الحديثة والمتطورة أعطت للقدرة الجوية القابلية على قيام الآلة الحربية من تحقيق الدقة المطلوبة في إصابة الهدف لإحداث درجة التأثير المطلوبة فالاستخدامات الحديثة للقنابل الذكية (SMART BOMB) والصواريخ المزودة بمنظومات التوجيه سواء كانت حرارية أو رادارية أو تلفزيونية قد أمنت كفاءة عالية عند استخدامها في عمليات القتال الجوي او عند تدمير الأهداف البرية / البحرية .
إنتاج السمتيات(المروحيات: ( واكبت السمتيات عملية التطوير التي لازمت الطائرات المقاتلة ومقاتلات الهجوم الأرضي والقاصفات وطائرات النقل وقد تنوع إنتاج السمتيات لاستخدامها في مجالات مختلفة وأصبحت السمتية في الوقت الحاضر معتمدة في معظم دول العالم في واجبات الإسناد ومقاتلة الدروع , ونتيجة الإنتاج الهائل للسمتيات والاستخدام المكثف في واجبات مختلفة أنشئ طيران الجيش وطيران البحرية في عدد من دول العالم .
الخبرة والتجربة: في استخدام القدرة الجوية في الحروب المحدودة بعد الحرب العالمية الثانية كالحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحرب الهندية / الباكستانية والحروب العربية الإسرائيلية 1967 و 1973 الاثر الكبير في تطوير مواصفات الطائرات واستخدامها وكان للتطوير في تسليح الطائرات نصيب كبير من هذه الخبرة والتجربة حيث افرزت هذه الحروب جملة من الدروس المهمة من خلال الاستخدام الأمثل للقدرة الجوية والتي على ضوئها اتخذت الخطوات لإجراء التطوير المطلوب .
لا يعني ذلك التقليل من شأن عمل الأسلحة الأخرى فحاجة القوة الجوية في إسنادها إلى القوتين البرية والبحرية له الأثر الكبير في المساعدة على حسم نتائج المعركة وان القوات الثلاث يجب أن تشكل وتعمل كقوة مقاتلة واحدة كل منها معتمدة على الأخرى وأي عمل ايجابي كان أو سلبي لإحدى تلك القوات سيؤثر بالطبع على عمل القوتين الأخريين .
ثانياً:مقومات القدرة الجوية
ان حقيقة سعي الدول المتخاصمة للحصول على طائرات حديثة تعني نمو دور القدرة الجوية واستخدامها ولا يزال إنتاج وتطوير الطائرات وحتى يومنا هذا يشغل جزءا كبيرا في الصناعات الحربية ،وأصبحت تكاليفها
1-المواد الأولية :من المعادن المختلفة التي تدخل في صناعة الطائرات وينطبق هذا على الدول المصنعة للطائرات .
2-الطائرات: وهي الآلة الرئيسية التي تنفذ القدرة الجوية مهامها بها، وتتأثر الطائرات بثلاثة مفاهيم هي :
-العدد: يجب أن يتناسب عدد الطائرات التي تمتلكها أية أمة مع عدد الطائرات المستخدمة في قوة العدو الجوية بالإضافة إلى طبيعة المنطقة والأهداف المطلوب معالجتها بحيث يكون عدد الطائرات المتواجدة ملائماً لتأمين موقف جوي ملائم عند اندلاع الحرب وأن تكون هذه الطائرات قادرة على نقل الحمولات المطلوبة من الأسلحة لمعالجة الأهداف .
-الكفاءة: تعتمد فرص نجاح المعركة الجوية على كفاءة الطائرات المستخدمة إلا أن هذا لا يعني بالضرورة بان عددا صغيرا من الطائرات بإمكانه دحر أعداد كبيرة من الطائرات المقابلة ولكن يعني بان قوة جوية صغيرة قد يكون بإمكانها الحصول على موقف جوي ملائم وانتزاعه من قوة جوية لديها عدد اكبر من الطائرات التي هي اقل كفاءة من طائراتها.
-الاختصاص: إن الاختصاص في الطائرات مهم وبالرغم من ان جهودا تبذل لإنتاج طائرة قتال متعددة المهام إلا أن إنتاج الطائرات الاختصاصية لازال قائما.
3-الكادر البشري :إن الطاقة البشرية هي العنصر الذي يمد القوة الجوية بالأفراد فكلما زادت الطاقة البشرية كلما تمكنا من الحصول على معين جديد من الطيارين والأطقم الجوية التابعة.
4-النفط: إذ يعد الوقود هو المحرك الرئيسي أو شريان الحياة للآلات بما فيها الطائرات ، ويزداد أداء القدرة الجوية في الدول التي تمتلك النفط ، وتيسر الوقود يعني تدريبا مكثفا وأداء أفضل للطيارين ، لايكفي توفر الوقود لإجراء التدريبات وإنما القيام بخزن الاحتياط باستمرار لظروف العمليات الحربية المتوقعة وعدم الاعتماد على المصادر الخارجية.
5-التصنيع: وجود التقدم الفني والعلمي يدفع بقوة القدرة الجوية إلى مستويات عليا وإذا استلزم الأمر يجب تحويل بعض الصناعات المدنية إلى صناعات عسكرية وفق حسابات اقتصادية مدروسة.
6-القواعد الجوية : تحتاج القدرة الجوية إلى قواعد منتشرة في أنحاء البلاد مهيأة منذ السلم ومجهزة لعمل الطائرات باختلافها ، وضرورة بناء ملاجئ الطائرات وحمايتها الحماية القصوى لأنها أيدي الشعب الطويلة وقت الحروب ، وأيضا يجب تجهيز تلك القواعد بما تحتاجه من معامل ومخازن ومستودعات للمواد الاحتياطية والأسلحة .
7-القيادة والسيطرة والاتصالات والحرب الالكترونية :لقد أضحت الحرب الالكترونية عنصر مهم من عناصر القدرة الجوية والتي تعد في الوقت الحاضر البعد الرابع وهو المجال الكهرومغناطيسي وتشمل الاستطلاع الالكتروني والإجراءات الالكترونية المضادة منها الايجابية والسلبية وكذلك الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري التي تؤمن المعلومات الاستخبارية اللاسلكية لدعم المعركة الالكترونية فواجبات القوة الجوية تعتمد في الأساس وبدرجة كبيرة على المجال الالكترومغناطيسي ، ويعني تعبير المعركة الالكترونية أنه مزيج متكامل من عمليات الحرب الالكترونية المتداخلة والمترابطة وعمليات القيادة والسيطرة والاتصالات وعمليات تشويش وتثبيت الدفاعات الجوية المعادية.
8-الأقمار الاصطناعية: تعد الأقمار الاصطناعية عنصر من عناصر القدرة العسكرية المشتركة سواء البرية أو البحرية أو الجوية فهي تؤمن متطلبات القوة الجوية فيما يخص الاستطلاع بكافة أنواعه والاتصالات بالإضافة إلى معلومات الملاحة كما في منظومات (GPS) والتي تحدد مواقع الطائرات على الأرض عن طريق تلك الأقمار وكذلك معلومات عن الأحوال الجوية فوق مناطق العمليات.
9-التدريب :إن التدريب الجيد المتكامل هو الأسلوب الوحيد لرفع كفاءة القوة الجوية ومن خلاله يتم الوصول إلى الصيغة الصحيحة لتنفيذ متطلبات القدرة الجوية.
10-العقيدة القتالية :تتعرض القوة الجوية لفقدان أفرادها أثناء الحرب لهذا فيجب ان تكون المعنويات عالية وعليهم ان يعلموا جيدا ان التفاني والتضحية لأداء الواجب هو طريق نحو النصر.
11-الخدمات الإضافية:هناك العديد من الخدمات الإضافية الضرورية التي تحتاجها القوة الجوية مثل طب الطيران والتصوير الجوي والأنواء الجوية ومهمات النجاة.
خواص القوات الجوية
التعديل الأخير: