الخيال يصبح حقيقة ماهو مستحيل بالأمس يصبح واقعا في الغد

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
415 0 0
القدرة الجوية من جوليو دوهيت إلى احتلال العراق



Handler.ashx


القوة الجوية

الكاتب: عقيد/ أحمد محمد الثور










(سيأتي يوم يستطيع الطيران لوحده إجبار الخصم على الخضوع لشروط الحرب من دون خوض عمليات برية أو بحرية )


(في الحروب القادمة ينبغي السيطرة على الجو)





عندما قال جوليو دوهيت العسكري الايطالي الشهير هذه العبارات في الثلاثينيات من القرن الماضي لم يكن واهما أو خياليا فالسيطرة الجوية هي السلاح القوي وبالذات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م حيث تطورت القدرة الجوية وفرضت تأثيرها الواضح في ميادين الحروب حتى أصبحت القوة الرئيسية واليد الطولى للدول الكبرى صاحبة فكرة وتصنيع وتطوير هذا السلاح القوي والفتاك ،وهناك أمثلة واضحة في الحروب الحديثة على أن الطيران كان له الحسم الفاصل وهناك معركة كاملة لم تشهد نزول دبابة واحدة إلى أرضها أو جندي مشاة بل كانت كلها من بدايتها إلى نهايتها جوية 100% ألا وهي حرب البلقان في نهاية القرن الماضي 1999م وهذا المقال يتكلم في ثلاثة محاور هي:
- القوات الجوية بعد الحرب العالمية الثانية.
- مقومات القدرة الجوية .
- الحرب الجوية على العراق.

أولاً:القوات الجوية بعد الحرب العالمية الثانية.

سيأتي يوم يستطيع الطيران لوحده إجبار الخصم على الخضوع لشروط الحرب من دون خوض عمليات برية أو بحرية (العسكري الايطالي الشهير جوليو دوهيت)​
لقد تحكمت عدة عوامل في استخدام القدرة الجوية بعد الحرب العالمية الثانية هي :
-العوامل السياسية: حيث أرست العوامل السياسية مشاهد وفصول متسلسلة من الأحداث في مناطق مختلفة من العالم أدت في بعض الأوقات إلى نقل الصراع من مستوى محدود إلى التهديد بحرب شاملة بإتباع سياسة الردع النووي . وإن ظهور عوامل التحرر القومي وانتشار المناداة بتطبيق الاشتراكية أدى إلى وجود نزاع مستمر ضمن نطاق الحرب المحدودة والتي لعبت القدرة الجوية دورا أساسيا فيها وان حقيقة سعي الدول المتخاصمة للحصول على طائرات حديثة تعني نمو دور القدرة الجوية واستخدامها .
- الأسلحة النووية : إن إنتاج وتطوير الأسلحة النووية وتأثيرها يعد من ابرز معالم التطور في القدرة الجوية بعد الحرب العالمية الثانية والى وقتنا هذاوسيبقى هذا السلاح المدمر الذي أعطى مفهوماً جديداً للقدرة الجوية الهجومية ضمن السباق بين الدول العظمى والمتقدمة واستخدامه كأداة لتحقيق سياساتها عبر مفهوم الردع النووي.
-إنتاج وتطوير الطائرات: لقد كان للتقدم الكبير في علم الطيران بعد الحرب العالمية الثانية وتطوير وإنتاج الطائرات عامل مهم في تكثيف استخدام القوة الجوية ، حيث أصبحت ذات قابلية عالية في الحركة ورد الفعل السريع ولا يزال إنتاج وتطوير الطائرات وحتى يومنا هذا يشغل جزءا كبيرا في الصناعات الحربية ،وأصبحت تكاليفها يحسب لها حساب ضمن الاستخدام كما أصبح الإنتاج يدرس لتلبية احتياجات حقبة من الزمن والسنوات القادمة.
- تطور الصواريخ والأسلحة الحديثة: أضاف التطور الكبير والسريع في صناعة الصواريخ بمختلف أنواعها عاملاً مهماً آخر للقدرة الجوية الهجومية سواء على المستوى التعبوي أو الاستراتيجي وقد دخلت الصواريخ بعيدة المدى في مجال سباق التسلح , ولقد شهدت الفترة بعد الحرب العالمية الثانية عدة أجيال من القذائف والصواريخ الموجهة وغير الموجهة القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى التقليدية والنووية والتي يمكن استخدامها في المجالين السابقين ، كما ان ظهور الأسلحة الحديثة والمتطورة أعطت للقدرة الجوية القابلية على قيام الآلة الحربية من تحقيق الدقة المطلوبة في إصابة الهدف لإحداث درجة التأثير المطلوبة فالاستخدامات الحديثة للقنابل الذكية (SMART BOMB) والصواريخ المزودة بمنظومات التوجيه سواء كانت حرارية أو رادارية أو تلفزيونية قد أمنت كفاءة عالية عند استخدامها في عمليات القتال الجوي او عند تدمير الأهداف البرية / البحرية .
إنتاج السمتيات(المروحيات: ( واكبت السمتيات عملية التطوير التي لازمت الطائرات المقاتلة ومقاتلات الهجوم الأرضي والقاصفات وطائرات النقل وقد تنوع إنتاج السمتيات لاستخدامها في مجالات مختلفة وأصبحت السمتية في الوقت الحاضر معتمدة في معظم دول العالم في واجبات الإسناد ومقاتلة الدروع , ونتيجة الإنتاج الهائل للسمتيات والاستخدام المكثف في واجبات مختلفة أنشئ طيران الجيش وطيران البحرية في عدد من دول العالم .
الخبرة والتجربة: في استخدام القدرة الجوية في الحروب المحدودة بعد الحرب العالمية الثانية كالحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحرب الهندية / الباكستانية والحروب العربية الإسرائيلية 1967 و 1973 الاثر الكبير في تطوير مواصفات الطائرات واستخدامها وكان للتطوير في تسليح الطائرات نصيب كبير من هذه الخبرة والتجربة حيث افرزت هذه الحروب جملة من الدروس المهمة من خلال الاستخدام الأمثل للقدرة الجوية والتي على ضوئها اتخذت الخطوات لإجراء التطوير المطلوب .
لا يعني ذلك التقليل من شأن عمل الأسلحة الأخرى فحاجة القوة الجوية في إسنادها إلى القوتين البرية والبحرية له الأثر الكبير في المساعدة على حسم نتائج المعركة وان القوات الثلاث يجب أن تشكل وتعمل كقوة مقاتلة واحدة كل منها معتمدة على الأخرى وأي عمل ايجابي كان أو سلبي لإحدى تلك القوات سيؤثر بالطبع على عمل القوتين الأخريين .

ثانياً:مقومات القدرة الجوية

ان حقيقة سعي الدول المتخاصمة للحصول على طائرات حديثة تعني نمو دور القدرة الجوية واستخدامها ولا يزال إنتاج وتطوير الطائرات وحتى يومنا هذا يشغل جزءا كبيرا في الصناعات الحربية ،وأصبحت تكاليفها​
لابد قبل الحديث عن مقومات القدرة الجوية أن نعرفها بأنها:القوة الجوية العسكرية والطيران المدني لأي شعب وقت الحرب لتأمين متطلبات الطيران العسكري بما فيها المطارات المدنية.
1-المواد الأولية :من المعادن المختلفة التي تدخل في صناعة الطائرات وينطبق هذا على الدول المصنعة للطائرات .
2-الطائرات: وهي الآلة الرئيسية التي تنفذ القدرة الجوية مهامها بها، وتتأثر الطائرات بثلاثة مفاهيم هي :
-العدد: يجب أن يتناسب عدد الطائرات التي تمتلكها أية أمة مع عدد الطائرات المستخدمة في قوة العدو الجوية بالإضافة إلى طبيعة المنطقة والأهداف المطلوب معالجتها بحيث يكون عدد الطائرات المتواجدة ملائماً لتأمين موقف جوي ملائم عند اندلاع الحرب وأن تكون هذه الطائرات قادرة على نقل الحمولات المطلوبة من الأسلحة لمعالجة الأهداف .
-الكفاءة: تعتمد فرص نجاح المعركة الجوية على كفاءة الطائرات المستخدمة إلا أن هذا لا يعني بالضرورة بان عددا صغيرا من الطائرات بإمكانه دحر أعداد كبيرة من الطائرات المقابلة ولكن يعني بان قوة جوية صغيرة قد يكون بإمكانها الحصول على موقف جوي ملائم وانتزاعه من قوة جوية لديها عدد اكبر من الطائرات التي هي اقل كفاءة من طائراتها.
-الاختصاص: إن الاختصاص في الطائرات مهم وبالرغم من ان جهودا تبذل لإنتاج طائرة قتال متعددة المهام إلا أن إنتاج الطائرات الاختصاصية لازال قائما.
3-الكادر البشري :إن الطاقة البشرية هي العنصر الذي يمد القوة الجوية بالأفراد فكلما زادت الطاقة البشرية كلما تمكنا من الحصول على معين جديد من الطيارين والأطقم الجوية التابعة.
4-النفط: إذ يعد الوقود هو المحرك الرئيسي أو شريان الحياة للآلات بما فيها الطائرات ، ويزداد أداء القدرة الجوية في الدول التي تمتلك النفط ، وتيسر الوقود يعني تدريبا مكثفا وأداء أفضل للطيارين ، لايكفي توفر الوقود لإجراء التدريبات وإنما القيام بخزن الاحتياط باستمرار لظروف العمليات الحربية المتوقعة وعدم الاعتماد على المصادر الخارجية.
5-التصنيع: وجود التقدم الفني والعلمي يدفع بقوة القدرة الجوية إلى مستويات عليا وإذا استلزم الأمر يجب تحويل بعض الصناعات المدنية إلى صناعات عسكرية وفق حسابات اقتصادية مدروسة.
6-القواعد الجوية : تحتاج القدرة الجوية إلى قواعد منتشرة في أنحاء البلاد مهيأة منذ السلم ومجهزة لعمل الطائرات باختلافها ، وضرورة بناء ملاجئ الطائرات وحمايتها الحماية القصوى لأنها أيدي الشعب الطويلة وقت الحروب ، وأيضا يجب تجهيز تلك القواعد بما تحتاجه من معامل ومخازن ومستودعات للمواد الاحتياطية والأسلحة .
7-القيادة والسيطرة والاتصالات والحرب الالكترونية :لقد أضحت الحرب الالكترونية عنصر مهم من عناصر القدرة الجوية والتي تعد في الوقت الحاضر البعد الرابع وهو المجال الكهرومغناطيسي وتشمل الاستطلاع الالكتروني والإجراءات الالكترونية المضادة منها الايجابية والسلبية وكذلك الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري التي تؤمن المعلومات الاستخبارية اللاسلكية لدعم المعركة الالكترونية فواجبات القوة الجوية تعتمد في الأساس وبدرجة كبيرة على المجال الالكترومغناطيسي ، ويعني تعبير المعركة الالكترونية أنه مزيج متكامل من عمليات الحرب الالكترونية المتداخلة والمترابطة وعمليات القيادة والسيطرة والاتصالات وعمليات تشويش وتثبيت الدفاعات الجوية المعادية.
8-الأقمار الاصطناعية: تعد الأقمار الاصطناعية عنصر من عناصر القدرة العسكرية المشتركة سواء البرية أو البحرية أو الجوية فهي تؤمن متطلبات القوة الجوية فيما يخص الاستطلاع بكافة أنواعه والاتصالات بالإضافة إلى معلومات الملاحة كما في منظومات (GPS) والتي تحدد مواقع الطائرات على الأرض عن طريق تلك الأقمار وكذلك معلومات عن الأحوال الجوية فوق مناطق العمليات.
9-التدريب :إن التدريب الجيد المتكامل هو الأسلوب الوحيد لرفع كفاءة القوة الجوية ومن خلاله يتم الوصول إلى الصيغة الصحيحة لتنفيذ متطلبات القدرة الجوية.
10-العقيدة القتالية :تتعرض القوة الجوية لفقدان أفرادها أثناء الحرب لهذا فيجب ان تكون المعنويات عالية وعليهم ان يعلموا جيدا ان التفاني والتضحية لأداء الواجب هو طريق نحو النصر.
11-الخدمات الإضافية:هناك العديد من الخدمات الإضافية الضرورية التي تحتاجها القوة الجوية مثل طب الطيران والتصوير الجوي والأنواء الجوية ومهمات النجاة.
خواص القوات الجوية
 
التعديل الأخير:
رد: الخيال يصبح حقيقة ماهو مستحيل بالأمس يصبح واقعا في الغد


المرونة: وهي إحدى خواص القدرة الجوية وتسيطر على أي وجهة نظر حربية وهو أن تتمكن الطائرة وضمن نصف قطر عملها من التحول بسرعة من مطار لآخر كما تقوم بتنفيذ واجبا ت هجومية أو دفاعية.
القوة النارية: وهو قابلية الطيران العسكري على نقل /صب القوة التدميرية الضخمة لمديات طويلة وبإنذار قصير يعد ذا أهمية بالغة أثناء الحرب،وكذا قابلية الطيران على استخدام جميع الأسلحة بمافيها النووية إلى أرض المعركةوهذا يظهر لنا قيمة القدرة الجوية وأهميتها البالغة.
قابلية الحركة :عند وجود الأعداد الكثيرة والمتنوعة من الطائرات بجميع اختصاصاتها سيؤدي ذلك إلى سرعة استجابة القوات الجوية لأي متطلبات طارئة تهدد امن وسلامة الدولة وقد تكتفي من نشر قوات برية على كل حدودها عند وجود تلك الطائرات وبالأعداد والتخصصات المطلوبة.

ثالثاً:العمليات الجوية في الحرب على العراق:



وعمل القوات الجوية المعادية على العراق ودور القوات الجوية العراقية أثناء الحرب الأخيرة على العراق من منظور خبير عراقي عايش أحداثها.
كتب د.صبحي ناظـم توفيق الخبير الإستراتيجي والعـسكري العراقي في جيش العراق السابق عن الحرب الأخيرة في العراق مايلي:
الحرب الجوية إن صحّ التعبير- لم تكن متكافئة بالمرة بين الغزاة الذين كانوا قد صمّموا طيرانهم لمجابهة القوات الجوية الهائلة للإتحاد السوفييتي وقوات منظمة حلف وارسو في أوجّ عظمتهما وبين العراق الذي هرّأت حرب الخليج الثانية وحصارعام دام 13 سنة متواصلة أوصال قواته المسلّحة البرية والجوية والبحرية التي لم تكن حتى في أوجّ ازدهارها مهيّأة سوى لخوض حرب إقليمية ليس إلاّ.. فالعمليات الجوية للحلفاء هي التي قصمت ظهر القوات العراقية البرية المدافعة عن وطنها ومهّدت للتوغّل السريع للقوات المتحالفة وصولاً إلى اقتحام الهدف الإستراتيجي بغداد واحتلالها…وهنا نستعرض تلخيصاً للمجريات:-
أولاً قبل إندلاع الحرب بأشهر عديدة،
كانت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية قد اتخذت - بعد مناقشات مُسهبة- قراراً نهائياً بعدم زجّ الطيران العراقي في أتونها بشكل مطلق، فأصدرت أوامرها بإخلاء جميع القواعد الجوية بالمنطقة الوسطى من البلد- والتي لم تكن مشمولة بحظر الطيران الذي فرضه المتحالفون فورإنتهاء حرب الخليج الثانية(1991) على بقاع العراق الشمالية والجنوبية- وإخفاء الطائرات بأنواعها كافة بين الأحراش والأدغال والبساتين، بل وحتى تحت الرمال، من دون إستثناء… مما كان إيذاناً مُسبقاً لطيران التحالف أن يتمتّع بالاستفراد بالعراق في سمائه وأرضه ومياهه وجيشه المنتشر للدفاع في عموم بقاعه من دون أن يكون هناك ادنى إحتمال أن تواجهه أخطارمؤثّرة، وأن "السيادة الجوية المطلقة" قد قُدّمت له على طبق من ذهب وأمست تحصيل حاصل في جميع أجواء العراق.
ثانياً بعد ذلك القرار وجدت المقاومات الأرضية العراقية المضادّة للجو نفسها يتيمة في مواجهة الطيران الحليف المعروف بقدراته، تلك المقاومات التي لم تكن على مقدرة – وفقاً لتصاميمها من حيث الأساس- على إيصال مقذوفاتها وإطلاقاتها إلى طائرات الخصم التي ظلّت ،على الرغم من ذلك، تحلّق بعيدة للغاية عن أضعاف مديات الأسلحة العراقية مُتحذّرة من أسوأ الإحتمالات.
ثالثاً كان الطيران الأمريكي على وجه الخصوص من المقاتلات/هجوم أرضي(fighter- ground attack) المُحمّلة بقنابل ذكية(smart bombs ) ذات مديات تبلغ بضع عشرات من الكيلومترات، والقاصفات ( bombers) المزوّدة بمقذوفات "كروز" التي تصل إلى أهدافها بدقة متناهية وعلى بُعد يبلغ(1800)كيلومتر، ولا تخطئ في إصابتها إلاّ بنسبة لا تتجاوز(1%).
رابعاً لم تمرّ العمليات الجوية في الحرب على العراق بمراحلها الاعتيادية المعروفة والمُسطّرة في المحاضرات والكتب العسكرية ذات الاختصاص المتأتّي من تضحيات الأرواح والأجساد وخبرات الدمّ والرؤى ضمن تأريخ حروب القرن العشرين، والتي تتسلسل بدءاً من مرحلة الحصول على الفائقية الجوية أوالسيادة الجوية المطلقة ، وذلك لأنهما قد تحقّقتا عملياً وميدانياً إثرالقرارالذي سبق ذكره، ولذلك تداخل مسارالعمليات الجوية في أيامها المعدودة الأولى بين قصف مقذوفاتي(صاروخي)على مجمّعات القصورالرئاسية ومقرات القيادات العليا والقواعدالجوية وقواطع الدفاع الجوي أينما وُجدت في أرض العراق ، مصحوباً بقصفات جوية نفّذتها طائرات متنوعة الأغراض والطُرُز والأنواع أطلقت قنابل مُحمولة على أشعة "ليزر" إبتغاء الإمعان في تدميرنقاط محدّدة تحتويها تلك الأهداف الكبيرة.. رافقها قصف جوي ثقيل على قيادات الجيش العراقي عموماً ومقرات الحرس الجمهوري وتشكيلاته الكبرى على وجه الخصوص.
خامساً وكان دور القاصفات العملاقة في القصف الجويّ بقنابل شديدة الانفجار بدءاً من ذوات الوزن الخفيف التي تنهمر بالمئات على المواضع الدفاعية المُتخندقة فيها أسلحة المدرعات والمشاة والمدفعية وأسلحة مقاومة الطائرات الحائرة في أمرها، ووصولاً إلى قنابل ذات أوزان بلغت في بعضها إلى قنابل من وزن9طن صُمّمت خصّيصاً وجُرّبت للمرة الأولى على رؤوس العراقيين في هذه الحرب الضروس، وأُلقيت على مواضع وحدات الحرس الجمهوري المحيطة ببغداد، وخصوصاً على تلك التي كانت مُتهيّئة - ضمن الخطة الدفاعية العامة- للقيام المُفترض بهجمات مقابلة على القوات المتحالفة المُعترضة.
سادساً وأتى الدورعلى الإسناد الجوي القريب من إرتفاعات منخفضة بإستخدام طائرات الهجوم الأرضي ومقاتلة الدروع والهليكوبترات المصممة لدعم تقدّم القطعات الأرضية وعملياتها الهجومية ، أو لتسهيل المهمّات المُكلّفة بها وحدات القوات الخاصة لإقتحامات محددة لأهداف معيّنة داخل المدن، فجاء القصف الدقيق والمركّز على قطعات الحرس الجمهوري و"فدائيّوصدّام" التي تواجدت على المحاور التي إتّبعتها القوات الأمريكية لدى توجّهها صوب "بغداد" – ونخصّ منها بالذكرتلك المتمركزة على محور"المسيّب- اللطيفية" في توغّلها نحو"مجمّع قصورالرضوانية" الرئاسيّ ، وقبل أن تستهدف "مطارصدّام الدولي" في مطلع الأسبوع الثالث والأخيرمن الحرب.
سابعاً وكان الأداء النهائي في سماء "بغداد" مخصّصاً لطائرات الهجوم الأرضي من إرتفاعات منخفضة جدّاً والمصممة أساساً لمقاتلة الدروع (a-10) لتُسند المتوغّلين في بعض أحيائها بأسلوب أكثر قُرباً وأعظم دقّة بتوجيه نيران مباشرة نحودبابات "الحرس الخاص" ومدرعاتها وعجلاتها المحمّلة بالرشاشات الثقيلة وأسلحة أخرى متنوعة كانت منتشرة حواليّ الأهداف الحسّاسة والمواقع الرئاسية وتلك المساكن التي إتّخذتها القيادة العراقية مواقع بديلة لمقراتها الأساسية , وذلك في المرحلة الأخيرة من إقتحام الأمريكيين لأواسط بغداد.
ثامناً. ومما يجدرذكره أن الطيران البريطاني في قاطعي "البصرة والعمارة" أدى بمقاتلاته وهجومه الأرضي وهليكوبتراته ،مشاركة مع القاصفات الأمريكية العملاقة، الأدوارالقتالية نفسها في إسناده للقطعات البرية والبحرية البريطانية التي أُنيطت إليها مسؤولية إحتلال تلك البقاع.
لكل ما أوردناه مما شاهدناه بأمّ عينينا وما تلمّسناها من حقائق بأنفسنا ، فقد رأينا في الأسبوع الأخيرمن الحرب أن المحاور- الرئيسة منها والثانوية- المؤدّية إلى "بغداد" أمست مفروشة بأبدان دبابات ومدرعات ومدافع متروكة وأجزاء متناثرة من بقايا أسلحة الحرس الجمهوري وبعض الجيش العراقي ، وذلك ما تسبّب في محدوديّة المقاومة العسكرية العراقية بل وحتى انعدامها في أكثرمن محور ذي أهمية ...ولذك كلّه يجب أن لا نستغرب من كل ما جرى في هذه الحرب التي لم يكن للعراقيين سوى خيار خوضها مضطرّين على الرغم من انعدام وجه مقارنة بين الطرفين المتخاصمين في جميع المجالات ، وبالأخصّ في نواحي الطيران التي لعبها الحليفان الأمريكي – البريطاني من جانب واحد... وصدق الجنرال الإيطالي "دوهيت" حين قال عام(1925)، إذ كان عدد الطائرات القتالية في كل العالم لايتعدّى بضعة آلاف أنه (سيأتي يوم يستطيع الطيران لوحده إجبار الخصم على الخضوع لشروط الحرب من دون خوض عمليات برية أوبحرية).
 
رد: الخيال يصبح حقيقة ماهو مستحيل بالأمس يصبح واقعا في الغد

القوات الجوويه المركز الاول
 
رد: الخيال يصبح حقيقة ماهو مستحيل بالأمس يصبح واقعا في الغد

القوات الجوويه المركز الاول
بالفعل أخي المعارك الحديثة 90/100 تقنية وتخطيط وامكانات و 10/100 مواجهات كلاسيكية
 
رد: الخيال يصبح حقيقة ماهو مستحيل بالأمس يصبح واقعا في الغد

أظن أن هذا النوع من الحروب الجوية لا توجد قوة في الأرض يمكن تطبيقه سوى أمريكا لما لها من خبرات و قوة جوية متكاملة و هائلة فحتى الناتو "فرنسا " خلال الحملة على ليبيا وقف عاجزا و إستنجد بالخبرة و الذخائر الأمريكية
 
رد: الخيال يصبح حقيقة ماهو مستحيل بالأمس يصبح واقعا في الغد

أظن أن هذا النوع من الحروب الجوية لا توجد قوة في الأرض يمكن تطبيقه سوى أمريكا لما لها من خبرات و قوة جوية متكاملة و هائلة فحتى الناتو "فرنسا " خلال الحملة على ليبيا وقف عاجزا و إستنجد بالخبرة و الذخائر الأمريكية
بالفعل أمريكا لوحدها قادرة على فعل ذلك لكن كل الحروب الحديثةة خاضتها في اطار حلف الناتو فالحروب الجوية المعاصرة تخبرنا بحجم القووة التي حشدت ضد دول امكانياتها متواضعة جدا ......
 
عودة
أعلى